المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تميم: أمير «الربيع السنّي الإخوانـي»



ابو العبد
25-06-2013, 07:39 PM
مع صباح هذا اليوم، سيكون لقطر أميرها الشاب تميم بن حمد، وإن كان موعد تسلمه السلطة لا يزال غامضاً. هي السلطة نفسها التي تقول المعلومات إنه يمارسها عملياً منذ أشهر، وإن ما سيجري اليوم ليس سوى الإعلان الرسمي لذلك. هو ابن ابيه، والابن المدلل لوالدته الشيخة موزة، يجمع تناقضات قطر كلها. شاب استطاع بابتسامة ساحرة أن يجذب اهتمام كل من التقاه من سياسيين ودبلوماسيين وصحافيين وأكاديميين عرب وأجانب

مياسة المهندي
الدوحة | سيكون لـ«الربيع العربي» أمير شاب يقود من خلاله التغيير الذي يعصف في المنطقة. تميم بن حمد آل ثاني ابن الثلاثة والثلاثين عاماً ازداد نفوذه في شؤون قطر خلال الشهور الأخيرة، وقد مهد له الطريق من خلال قرارات كبيرة اتخذها خلال رحلات والده الخارجية.

ليس واضحاً إلى الآن ما الفارق الذي سيحدثه الشيخ تميم، لكنّ معظم زعماء الغرب وملوك الخليج وأمراءه، يعلمون جيداً مدى إعجاب الأمير الشاب بجماعة الإخوان المسلمين، وهو ما يُعتبر للكثير منهم خطراً حقيقياً.
لا يتوقع أن يُحدِث تميم ذلك التغيير الكبير نحو الديموقراطية أو سلوك مسارات جديدة على صعيد السياسة الخارجية؛ فمسار السياسة القطرية على المستوى العربي والدولي هو نفسه الحد المرسوم لها في الإدارة الأميركية.
إلا أن الأمير صاحب الابتسامة الدائمة هاوٍ للسيارات وأنواع عديدة من الرياضات، يتقاسم توجهات والده السياسية على المستوى الداخلي لناحية نهضة قطر وانفتاحها وتطورها، إلى قيادة «ثورات» التغيير في الدول العربية من مصر إلى تونس وليبيا.
هو على خطى والده لا يتوقف عن التواصل والتشاور الدائم مع كبار مسؤولي السياسة الخارجية الأميركية، كما مع جنرالاتها العسكريين الذي يلتقونه دائماً للتنسيق.
يجمع الشيخ تميم في هواياته وأفكاره وسلوكه كل متناقضات سياسة المشيخة الصغيرة؛ فهو الوجه الشاب العصري الذي يلبس السترة الرياضية ليركض مع الشباب على الرصيف البحري، أو يقود سيارته الرياضية الصغيرة في مشهد يُبهِر شباب المجتمع القطري والمقيمين في الدوحة.



لكنه في الوقت نفسه يجمع بين زوجتين، وهو صديق لصيق بالداعية الإسلامي الشيخ يوسف القرضاوي، يزوره ويستفتيه في الكبيرة والصغيرة، فيما المفكر الليبرالي الديموقراطي عزمي بشارة، أصبح مستشاره السياسي الذي يلقّنه الأفكار الثورية والعبارات الجذابة التي تفتن الرأي العام.
قطر التي نزلت على الساحة السياسية العربية والدولية بكامل عدتها الدبلوماسية والمالية والاقتصادية لتنافس شقيقتها الخليجية الأكبر، السعودية، كان لتميم يد طولى في أداء دورها المرسوم، بدءاً من الوقوف إلى جانب لبنان في حرب تموز وعدوان غزة، ثم بلورة اتفاق الدوحة بعد أحداث 7 أيار 2008. كذلك له دوره في ملفات كبيرة من الوساطة مع طالبان وافتتاح مكاتب لها في قطر، إلى دعم الشباب والحركات السياسية التي ثارت في وجه أنظمتها من مصر إلى تونس وليبيا واليمن، وصولاً إلى سوريا، ورعاية اتفاق السلام في دارفور.
تميم بن حمد، لقب أمير «الربيع السنّي الإخواني» يليق به، فهو لا يتوقف أمام محدّثيه عن التشديد على ضرورة دعم التغيير وطموحات جيل الشباب في دول الحراك العربي. وهو يقوم بين مدة وأخرى بدعوة عدد من الشباب المشاركين في الحراك في مصر وتونس وسوريا وليبيا للتحدث والتشاور معهم والاطلاع على تطلعاتهم. لكن المفارقة هي أن يكون كل المدعوين من الجهات نفسها المنضوية تحت لواء «الإسلام السياسي».
وكان تميم المبادر إلى الاتصال بزعماء حركة طالبان، وطرح فكرة إنشاء مكتب لها في قطر. ويُحكى بكثير من التعجب عن قدرة هذا الشاب على كسب ثقة هذا الفريق ودعوته إلى قطر، حيث سجّلت زيارات لوفود عديدة في الفترة الأخيرة من حركة طالبان في أفغانستان وباكستان.
للأمير العتيد علاقة حميمة مع تنظيم الإخوان المسلمين وتفرعاته من الأحزاب والحركات في تونس ومصر وسوريا؛ فهو الداعم الأول لهم ولتثبيتهم في الحكم. لقد اتخذ قراراً بدعم حركة النهضة في تونس عبر إنشاء صندوق لدعم الشباب، ومن المعروف صداقته الحميمة مع زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي.
كذلك اتخذ قراراً بتوريد الغاز إلى مصر بتقديم 5 شحنات من الغاز الطبيعي مجاناً، تقدر قيمتها بـ 300 مليون دولار؛ لسدّ الحاجة من الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي خلال فترة الصيف وتلبية حاجتها من الطاقة، لدعم نظام محمد مرسي الإخواني.
بالإضافة إلى دعمه اللامحدود لحركة حماس في غزة، أدى تميم دوراً كبيراً في قلب موقفها من النظام السوري وتوطين رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل، في الدوحة، بعدما استطاعت الإدارة القطرية سلخه عن النظام الذي آواه في الشام. وفي خالد مشعل وجد تميم رفيقاً في صالات الرياضة، حيث يمارس هواياته في لعب كرة الطاولة «البينغ بونغ» وآلات الجري ورفع الأثقال، فيما يحدّثه أبو الوليد عن فلسطين، ويسرد عليه بعض النكات.
كان تميم قد اتخذ قرارات كبيرة في السنتين الأخيرتين كسب بها دعم المجتمع القطري وحبه وإعجابه، ولفت من خلالها أنظار المجتمع الدولي، بدءاً من إصدار أكبر ميزانية للدولة على مرّ التاريخ، وصولاً إلى إقرار زيادة على رواتب القطريين بنسبة 60 في المئة، فيما نال الضباط والعسكريون في الجيش زيادة على الرواتب والمخصصات راوحت بين 100 في المئة و200 في المئة.
وعُدّت هذه الخطوات في حينها محاولة من النظام القطري لكسب المزيد من الحب والتأييد والدعم من المجتمع القطري بعد قراره خوض دعم وتمويل ثورات إسقاط الأنظمة العربية.
خليجياً، عمل تميم على ترميم العلاقات المترنّحة مع السعودية، الشقيقة الكبرى. ومن خلال رئاسته المجلس الأعلى القطري السعودي، استطاع رسم معالم خريطة جديدة للعلاقة تضمن الحد الأدنى من التواصل والتنسيق بين البلدين بعد سنوات من التنافس والنفور والتقاتل الإعلامي.
هو على اتصال وتنسيق دائم مع مدير الاستخبارات السعودي مقرن بن عبد العزيز. كذلك إن ولي العهد السعودي سلمان بن عبد العزيز، يثني على أدائه ودوره أمام زواره من الدبلوماسيين العرب والأجانب.
وقيل إن الأمير مقرن دعم وبارك تسلّم تميم لمنصب الأمير، قائلاً إن عليه أن يعلم أنه جزء من المنظومه الخليجية ولا يصح الانحراف عنها، ويعمل لأجل ذلك، وهو سيُسهم في نهضة قطر وأمن وسلام الخليج ككل.
إذاً، استطاعت قطر أن تلفت أنظار العالم بأكمله تجاهها بفضل ما سيحدث عن تولي الأمير تميم السلطة.
وعلى الرغم من قدرة الأمير حمد على قيادة البلاد لفترات أكبر من ذلك، رأى حمد في نجله أنه سيتقدم بالبلاد والوطن العربي إلى الأمام... بفضل مواقفه وجهوده على المستوى الداخلي والخارجي.
تميم بن حمد أمير الربيع العربي الذي تدرّج في مواقع فخرية في السلطة من نائب رئيس القوات المسلحة إلى رئيس المجالس الاقتصادية والاجتماعية والرياضية، هو ابن والدته المدلل الذي أُعدّ منذ سنوات لقيادة المشيخة، ليتسلم السلطة بقرار من والده الذي عبّر عن قناعته لأهل الربط والحل، «بضرورة تشجيع الجيل الجديد وإجراء تعديل وزاري يعين خلاله عدداً كبيراً من الشبان في مجلس الوزراء».
ويردد بعض القطريين أن الأمير انصاع كلياً لفكرة التغيير بعد إصرار من زوجته الشيخة موزة على تسليم نجلها، المنصب الأوّل في البلد، فيما لا يزال والده حيّاً يُرزق، خوفاً من أي طارئ صحي قد يضع تميم في مواجهة أعداء كثر في الداخل والخارج، ولا سيّما أن الأمير الأب قادر في هذا الوقت على إسداء النصح إليه وتوجيهه وحمايته من الأجنحة الأخرى في العائلة. والأهم «حماية الأمير المقبل من نفوذ حمد بن جاسم بن جبر، الرجل القوي في الدولة، الذي يستطيع أن يزعزع أركانها إذا ما ثار!».
وولي العهد مولود عام 1980، وهو الابن الرابع للأمير والثاني له من زوجته الثانية موزة بنت ناصر المسند، وعُيِّن ولياً للعهد في الخامس من آب 2003 بعد تخلي شقيقه الأكبر جاسم، عن المنصب وهو أحد أبناء موزة أيضاً.
ويتولى ولي العهد قيادة القوات المسلحة ورئاسة اللجنة الأولمبية، وهو نائب رئيس المجلس الأعلى للشؤون الاقتصادية والاستثمار، إضافة إلى أنه شغوف بالرياضة ويشرف على ملف مونديال عام 2022 الذي تستضيفه قطر، علماً بأنه تلقى علومه في كلية ساندهيرست البريطانية المرموقة على غرار والده، وهو يتحدث الفرنسية بطلاقة.
ورأت مصادر دبلوماسية أن هذا التغيير قد لا يكون جوهرياً؛ لأن الأمير حمد قد يستمر في مزاولة بعض الأنشطة السياسية، أي إنه لن يعتزل نهائياً، مثل القيام بأدوار تشريفية حتى يتمكن نجله من تولي مسؤوليات أكثر ويقود البلاد بفاعلية.
«إن الخطة تتمثل في إدارة عملية معدَّة لتسليم السلطة تتيح صعود ولي العهد»، حسبما ترى المصادر.
وأضاف المصدر المطلع على النقاشات داخل الأسرة الحاكمة «أن الرهانات كبيرة جداً؛ لأن قطر في صدارة أحداث تجري في منطقة حساسة جداً».

عربيات

ابو العبد
25-06-2013, 08:13 PM
لماذا اختير تميم من بين إخوته الثلاثة الأكبر سنّاً لتسلّم الحكم؟ «لأن أحدهم يُكثر من الاحتفال والسهر، والآخر يكثر من الصلاة، والثالث يصغي كثيراً إلى مستشاريه الفلسطينيين... أما تميم، فقد تجنّب كل تلك الفخاخ»، نقل سايمن هاندرسن في «فورين بوليسي» عن أحد السفراء السابقين في الدوحة.
موضوع تنحي حمد بن خليفة آل ثاني عن الحكم شغل الصحافيين الغربيين منذ أن سرّب الخبر إلى الإعلام في الأسابيع الماضية. أسئلة كثيرة طرحها الصحافيون المتابعون لشؤون المنطقة عن أسباب التنحي ومستقبل السياسة الخارجية لقطر في عهد الأمير الجديد.

في أسباب ترك الأمير حمد السلطة، ذكرت بعض الصحف الأميركية أن «صحّة حمد تتراجع بسرعة بعد مشاكل في الكلى كان يعانيها». لكن مصادر أخرى نفت أن تكون الأسباب صحية هي الكامنة وراء تركه السلطة، وأكّدت أن تسليم تميم مقاليد الحكم وإعداده لقيادة البلد «كان يُعَدّ له منذ سنوات». وعن أسباب اختيار تميم دون غيره، تذكر بعض الصحف أن كونه «الابن المفضّل للشيخة موزة أسهم كثيراً في ترشيحه لهذا المنصب، دون باقي أبناء الأمير».
لكن نقل الحكم في إحدى الدول التي تؤدي دوراً محورياً على أكثر من جبهة وفي أكثر من ملف، وصفه البعض بـ«المخاطرة». «رغم أنه من العمليات السلمية النادرة لانتقال الحكم في دولة عربية، إلا أنه يعدّ مخاطرة في ظل التقلبات السياسية التي تشهدها المنطقة»، قال بعض المعلّقين الأميركيين. «أي تغيير مهم في السلطة القطرية الآن سيكون له تداعيات على الشرق الأوسط والسياسات الغربية تجاه قطر والمنطقة» نقلت «ذي تلغراف» البريطانية عن محللين. لكن البعض «طمأن» إلى أن الأمير الجديد «تلقّى تعليمه في أكاديمية ساندهيرست الملكية البريطانية، ونسج علاقات جيدة مع المسؤولين العسكريين في أغلب الدول الغربية». لكن هل سيبقى والده في الإمارة ليشرف على كيفية إدارة الحكم ويقدم النصح لولده؟ ماذا عن المسؤولين الجدد الذين سيعيّنهم؟ ماذا سيحلّ برئيس الوزراء حمد بن جاسم ومصالحه المالية الضخمة في أوروبا وبريطانيا؟
بعض الصحافيين كتبوا عن «مهمة صعبة» بانتظار الأمير القطري الجديد داخل بلاده وعائلته أولاً؛ إذ لفت البعض الى وجود أفراد من العائلة «ممن لم ينسوا ماضي الأمير حمد الذي انقلب على والده وتسلم الحكم فجأة». وأشاروا الى أن «هؤلاء لن يسهّلوا المهمة على تميم». «كثيرون داخل العائلة الحاكمة كانوا يرزحون تحت وطأة حمد طوال سنوات حكمه منذ الانقلاب على والده، واليوم قد يبدأون بالتخلص من هذا العبء»، قال هؤلاء. وفي ملف داخلي آخر، أشار مايكل ستيفنز لـ«هيئة الإذاعة البريطانية» الى تحدّي آخر سيواجه الأمير الجديد، وهو استرجاع بريق قناة «الجزيرة» ونحو 5 ملايين مشاهد خسرتهم نتيجة اتهامها بـ«الانحياز والتبعية إلى الحكومة القطرية والابتعاد عن الاستقلالية».
أما عن الملفات الخارجية، فيستعرض المتابعون من الصحافيين الأجانب لائحة طويلة من القضايا التي تدخل فيها قطر مباشرة لاعباً أساسياً، وخصوصاً في سوريا.
«هل يستمر تميم بدعم الجهاديين في سوريا لإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد؟ هل يبقى الداعم المالي الأول لجماعة الإخوان المسلمين في مصر؟ كيف سيتعامل مع الجارة إيران ومع منافسته السعودية؟». «ذي وول ستريت جورنال» نقلت عن محللين ترجيحهم أن «يُبقي تميم على سياسة والده الخارجية ويحافظ على الخطوط العريضة في الاستراتيجية الاقتصادية القطرية التي بنيت على قاعدة تنويع اقتصاديات الدولة».
لكن بعض المتابعين لشؤون المنطقة، أبدوا خشية من «تقرّب الأمير تميم من الإخوان المسلمين»، ما سيجعل منه، برأيهم، «أقلّ ليبيرالية من والده ومن رئيس الوزراء». هؤلاء يشيرون إلى دور الأمير الجديد في تسليح المتمرّدين الإسلاميين ودعم وصول «الإخوان» إلى السلطة في كل من ليبيا ومصر وسوريا.
بعض المحللين البريطانيين سألوا عن مصير رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، «وخصوصاً أن لديه استثمارات كثيرة وضخمة في بريطانيا ومختلف أنحاء أوروبا». البعض رجّح أن يبقى بن جاسم على رأس صندوق الاستثمارات القطري الذي يبلغ رصيده نحو مليار دولار، فيما اقترح آخرون احتمال أن يبقى بن جاسم في منصب استشاري لملفات السياسة الخارجية. «سيترك فراغاً لن يستطيع أحد ملأه»، يقول ستيفنز لـ«بي بي سي»، ويضيف أن «تميم قد يكون تعلّم بسرعة في فترة إعداده، لكن الحنكة الدبلوماسية التي تمتع بها بن جاسم لن يتقنها أحد من المسؤولين القطريين الجدد».
معظم المعلّقين الغربيين توقفوا من جهة أخرى عند «الظاهرة النادرة» في العالم العربي لانتقال السلطة بـ«شكل سلمي وهادئ» في إمارة خليجية. والبعض قارن بين الأمير الجديد الشاب وأمراء المملكة السعودية «المتقدمين جداً في السن» الذين يحصرون الحكم بين أيديهم، مشيرين إلى «إمكانية انعكاس ذلك على أداء البلدين وعلى طريقة تعاطي القوى العظمى مع حكّام البلدين».

بوفيصيل
21-08-2013, 12:05 AM
http://m.youtube.com/watch?v=Yzi5yj30iBg&desktop_uri=%2Fwatch%3Fv%3DYzi5yj30iBg

فيلم يتحدث عن الربيع ( الخريف ) الأمريكي ومن وراءه