المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشيطان الذي نعرفه... التعامل مع القوة الإيرانية العظمى الجديدة



ابو العبد
10-06-2013, 01:16 PM
الشيطان الذي نعرفه... التعامل مع القوة الإيرانية العظمى الجديدة
The Devil We Know: Dealing With The New Iranian Superpower

نقله الى العربية : هاشم بانقا الريح

تقديم:

كتاب: (الشيطان الذي نعرفه... التعامل مع القوة العظمى الإيرانية الجديدة The Devil We Know: Dealing With The New Iranian Superpower) صدر هذا العام (2008م) عن مجموعة كراون للنشر Crown Publishing Group في الولايات المتحدة، . مؤلفه هو روبرت باير Robert Baer ، قضى أكثر من عشرين عاماً كضابط في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي أيهCIA ) ،كُلّف خلالها بمهام واسعة في عدد من دول العالم شملت منطقة الشرق الأوسط و الخليج العربي.
أهمية الكتاب تكمن في أنه يتناول و بشكل خاص طموحات إيران وسعيها الحثيث في القيام بدور محوري في المنطقة ، ليس وسط الشيعة في دول الجوار ذات الأقليات الشيعية فحسب بل حتى بين أوساط السّنة ، كما يحدث من دعم لحركتي حماس والجهاد الإسلامي في فلسطين و الجماعات الكردية في كردستان العراق وتركيا. يتناول الكتاب كذلك بالتفصيل أهمية إيران في المنطقة كقوة لا يمكن تجاهلها وينبغي التعامل معها على هذا الأساس، وما يجب على الولايات المتحدة القيام به من خطوات للتعامل مع هذه القوة و التقرّب منها.

- عرض عام

- تحليل ونقد

...............................
يتبع

ابو العبد
10-06-2013, 01:23 PM
استعراض عام:
يبدأ المؤلف الكتاب باستعراض الوضع في العراق بعد الغزو الأمريكي والإطاحة بنظام صدام حسين عام 2003م. ويتطرق للجهود الإيرانية لملء الفراغ الذي حدث في العراق نتيجة لهذا الوضع. و يخلص المؤلف إلى أن غزو أمريكا للعراق و زوال نظام صدام حسين جاء لصالح إيران إذ إنه منحها اليد الطولى في العراق وقوّى من شوكتها و نفوذها بدل أن يضعفهما. ويمضي المؤلف ليروي على لسان أناس عاديين في إيران أن حلم الشيعة في العراق هو أن يتمكنوا في يوم ما من الاتحاد مع إيران ومن ثم القضاء على الأنظمة السنية في المنطقة ، وأن يصبح الشيعة هم حراس المدينة المقدسة، مكة المكرمة .
يتطرق المؤلف أيضاً للدور الإيراني في لبنان من خلال دعم حزب الله وكذلك في فلسطين من خلال دعم حركة حماس. و يفرد المؤلف عدة صفحات للحديث عن الانتصار الذي حققه حزب الله ضد إسرائيل في لبنان الأمر الذي أرغم القوات الإسرائيلية للانسحاب من جنوب لبنان عام 2000م و يقول في هذا الصدد:
"حدث شيء غريب في مايو 2006م، إذ ولأول مرة في التاريخ الحديث لمنطقة الشرق الأوسط تتمكن قوة صغيرة من هزيمة جيش نظامي مسلح ومدرب على أحدث الأسلحة الغربية. وحتى هزيمتها في لبنان فإن إسرائيل لم تخسر حرب أبداً." ( ص 51) .
ورغم أن المؤلف يحاول أن يشبّه انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان عام 2000م بهزيمة أمريكا في فيتنام ، مستدركاً أنه يعني الهزيمة السياسية وليست العسكرية.، إلا أنه سرعان ما يذهب للقول أن مثل هذه المقارنة غير موجودة ويرى أن المقارنة الأفضل هي بهزيمة السوفييت في أفغانستان. و يؤكّد أن هزيمة إسرائيل لم تكن لتتحقق لولا الدعم المالي و العسكري الإيراني لحلفائها- أي حز ب الله-.
وتحتل علاقة إيران ودعمها للمجموعات المسلحة المختلفة (سنة وشيعة) في منطقة الشرق الأوسط الجزء الأكبر من الكتاب. ويشير المؤلف إلى قدرة إيران على تقديم الدعم المالي والمعنوي لهذه المجموعات مع الاحتفاظ ببقائها خارج الصورة تماماً، أي تنفيذ أهدافها عن طريق عملائها دون أن يكون لها وجود ظاهر. و يورد المؤلف أحاديث له في اجتماعات عقدها مع قادة أكراد في شمال العراق ومسئولين عسكريين وأمنيين عراقيين وإيرانيين وقادة فلسطينيين في لبنان وممثلين لفصائل لبنانية في لبنان ولندن. إضافة إلى ذلك لا ينفك المؤلف في أن يورد ومن الحين لآخر قصص لقائه بالناس العاديين سواء أكان ذلك في شمال العراق أم في لبنان أم في إيران أم في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين. ويحاول المؤلف من خلال هذه اللقاءات ، التي خصص بعضها لمقابلة أسر شباب فلسطينيين من الجنسين قاموا بتنفيذ هجمات استشهادية ضد أهداف إسرائيلية، يحاول معرفة كيف ينظر هؤلاء لإيران والحركات والمجموعات التي تتلقى دعمها.
فعلى سبيل المثال يشير المؤلف إلى استطلاع أُجري في 26 يوليو 2006م أظهر أن 87% من اللبنانيين يؤيدون حزب الله، و أضاف أن الاستطلاع كشف أن 80% من المسيحيين في لبنان يؤيدون حزب الله بينما يؤيده 89% من المسلمين السنة . ويرى أن حزب الله يحظى بدعم قوي أيضاً في الأردن. ويذهب المؤلف في صفحة 157 من الكتاب إلى أنه وبناء على استطلاع أُجري في الأردن عام 2006م، قال 60% من الذين شملهم الاستطلاع أنهم يعتقدون أن حزب الله منظمة مقاومة شرعية تمثّل بديلاً لمنظمة التحرير الفلسطينية. وفي استطلاع مماثل أجرته مؤسسة بيو للبحوث Pew Research عام 2007م، أشار إلى أن 46% من الأردنيين قالوا إن نظرتهم لإيران إيجابية، مقابل 53% قالوا إن نظرتهم سلبية. وأضاف أن الأردنيين كانوا ضمن العرب الذين صوتوا على أن حسن نصرالله هو أكثر زعيم شعبي في منطقة الشرق الأوسط.
وفي سياق قدرات إيران العسكرية، يتحدث المؤلف عن قدرة إيران على إغلاق المنافذ التي يمر منها بترول منطقة الخليج للعالم وعلى وجه الخصوص للولايات المتحدة والغرب. و هنا يتحدث عن إيران كقوة عسكرية مهيمنة في المنطقة قادرة وبسرعة على حشد مليون عسكري. ويعيد للأذهان ما قام به شاه إيران من الاستيلاء على ثلاث جزر إمارتية في الخليج عام 1971م.
يتحدث المؤلف أيضاً عن أن إيران قادرة على إسقاط المشيخات العربية Arab Sheikhdoms على حد تعبيره . و يقول أن إيران – بفضل جيشها الذي صقلته الحرب مع العراق (1980-1988م ) يمكنها أن تبدأ عمليات استفزازية حربية ضد السعودية وترسل قوات برية وجوية تستولي على الرياض خلال 48 ساعة ، وأن إيران ستأخذ وقتاً أقل للاستيلاء على حقول ومنشآت النفط في السعودية. ومضى للقول أن الولايات المتحدة سترد بضربات جوية ضد إيران تدمر القوة الإيرانية، لكنه – يزعم – أن نتائج ذلك ستكون كارثية على العالم، إذ ربما تقوم إيران بتدمير منشآت النفط السعودية مما يعني إيقاف تصدير 9 إلى 10 مليون برميل من النفط للأسواق العالمية، ما يعني ارتفاع أسعار النفط إلى مستويات لا يمكن تحملها وحدوث كساد اقتصادي عالمي. ويمضي المؤلف يرسم سيناريوهات أخرى ليقول " إن إيران لا تحتاج في الحقيقة إلى غزو دول الخليج عسكرياً من أجل الاستيلاء على نفط الخليج لأن 90% من سكان دول الخليج هم من الشيعة. فعلى سبيل المثال فإن 19% فقط من سكان الإمارات العربية المتحدة هم من العرب ، بينما يمثّل العرب غير الإماراتيين - ومعظمهم من الشيعة وذوي الأصول الفارسية – 23 % ."
في الفصل الثامن من الكتاب يتحدث المؤلف عن نجاح إيران في كسب قلوب الفلسطينيين السنة . ويؤكّد في أكثر من موضع من كتابه أن القيادة الإيرانية لا يهمها التعامل والتعاون مع سنة أو شيعة أوحتى شيوعيين، ما يهمها بالدرجة الأولى أن تجد أيادي تقاوم وتحقق المصالح الإيرانية. ويضرب أمثلة على ذلك بالدعم المالي الذي قدمته إيران للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة – بعد عام 1982م ، أي بعد أن تخلت سوريا أولم تعد قادرة على تقديم الدعم المالي اللازم لهذه المنظمة ، في أعقاب الغزو الإسرائيلي للبنان . ورغم أن الكاتب يقول إن إيران هي التي تموّل الجبهة الشعبية بالمال، إلا أنه يذكر أن الجبهة الشعبية قد ساعدت الإيرانيين للقيام بهجمات إرهابية في منتصف الثمانينيات. ويضيف أن الكثيرين يعتقدون أن إيران هي التي نفّذت عملية تفجير طائرة بان آم الأمريكية 203 في ديسمبر من عام 1988م بمساعدة الجبهة الشعبية. و يشير إلى أن إيران قد تخلت عن الإرهاب عام 1996م ، لكنها ظلت بحاجة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة- لتوسيع نفوذ إيران السياسي. ويرى المؤلف أن الجبهة الشعبية ساعدت إيران في إنشاء حزب الله الأردني، وأنه بالرغم من أن هذا الحزب ليس له نشاطا ملحوظا ، لكن مجرد وجوده في الأردن – كما يزعم- كافٍ لجعل وزارة الاستخبارات الإيرانية تمضي في تمويله.
ويشير المؤلف إلى تأثير إيران و نفوذها وسط حركات محسوبة على المسلمين السنة مثل حركة حماس و حركة الإخوان المسلمين في الأردن (جبهة العمل الإسلامي) . ورغم أن عنوان هذا الجزء من الكتاب هو "كيف كسبت إيران قلوب الفلسطينيين السنة "، إلا أن جزءاً كبيراً منه خصصه المؤلف للتحدث عن حسن نصر الله الذي ذكره أكثر من خمسين مرة في حوالي 24 صفحة من هذا الجزء .
يحاول الكتاب التأكيد على سعي إيران للتأثير واستخدام الجماعات الإسلامية المختلفة سنية وشيعية. ويقول أنه بتوحيدها للسنة والشيعة فإن إيران تكون قد حققت "العالمية" المطلوبة للثورات الناجحة. ويضيف في هذا الصدد أن المزيد من المسلمين بدأوا يقبلون إيران كقوة حماية ، وكجهة تمثّل تهديداً جدياً لإسرائيل حتى بدون أن تمتلك قنبلة نووية.
ويتساءل المؤلف:
هل إيران حقاً تريد تدمير إسرائيل؟
يجيب المؤلف : أن هذا أمر مشكوك فيه، و يضيف أن إيران قد تراجعت عن مواجهة الولايات المتحدة في العراق ، وأنها تفادت المواجهة مع البحرية الأمريكية في الخليج ، وأنها كذلك كبحت جماح حزب الله من الدخول في حرب أهلية في لبنان. ويقول إن الإيرانيين لا يوزعون أموالهم و أسلحتهم بصورة عشوائية على جماعات يمكن أن تسبب كوارث للعالم ، كما فعلت الولايات المتحدة والسعودية أثناء الحرب الأفغانية ضد السوفييت .
ويسير المؤلف في مدح السياسة الإيرانية، فيقول : إن إيران قد أظهرت في الخمسة عشر عاماً الماضية إستراتيجية ثابتة ومتناغمة ، وهي تقّيم أداء الحركات التي تستخدمها لتنفيذ هذه الاستراتيجيات وتحديد الجاد منها من غير الجاد ومن ثم تضع خططها بناءً على ذلك . ويرى أن التوجه الإيراني هذا عكس السياسة الأمريكية ، وخصوصاً في عهد الرئيس الحالي جورج بوش . ويرى أن الإدارة الأمريكية الحالية توزع الأموال على جماعات في المنفى و على حكومات لا يمكن الاعتماد عليها ولم يتم اختبار جديتها من عدمها.
و يتساءل :
من يعلم كم حجم هذه الأموال التي وجدت طريقها لأعداء أمريكا؟
ويختتم المؤلف هذا الجزء من الكتاب بقوله : إن إيران تعلم حتماً أن المواجهة النووية مع إسرائيل لا يمكن كسبها، إذ إن إسرائيل سترد بقوة باستخدام سلاحها النووي وعندها ستفقد إيران كل ما عملت بجهد لكسبه.

الفصل التاسع من الكتاب جاء تحت عنوان: ( الفائز يستحوذ على الكل: لماذا سيسود المذهب الشيعي و البديل الذي يطرحه ) .
Winner Take All: Why The Shia Will Prevail- And The Opening It Offers
يستهل المؤلف هذا الجزء بعبارة : "هناك حرب هذه الأيام لبعث روح الإسلام ، وإيران الشيعية تكسب هذه الحرب." ومن دون الدخول في تفاصيل ما قرره في هذه الجملة الاستهلالية، ينتقل المؤلف في الجملة التي تعقبها ليقول إنه في الأربعة عقود الماضية فشلت ثلاثة تيارات سياسية جميعها مرتبطة بالإسلام السني في هزيمة إسرائيل؛ و يسمّي التيارات السياسية الثلاثة : القومية العربية ، ( ويشير هنا إلى أن الركون إلى الهوية العربية نوع من الوهم وإنه بعد الذي حدث في العراق فإن هذه القومية العربية قد ماتت ودفنت) ، التيار الثاني الذي يتحدث عنه المؤلف سماه " إحياء الإسلام السني (الأصولية الإسلامية) ، ويقول إنها الحركة نفسها التي ولدت أسامة بن لادن. ويقرر أن الإسلام السني لا يمكن أن يكون قوة سياسية بناءة أو موحّدة في منطقة الشرق الأوسط . أما التيار الثالث فيقول المؤلف إنه القومية العلمانية، ويشير إلى فشل هذا التيار ممثلاً في الرئيس المصري جمال عبدالناصر الذي خسر حرب عام 1967م و حزب البعث السوري الذي خسر ثلاث حروب ضد إسرائيل عام 1967م ، و عام 1973م ، و عام 1982م. و حزب البعث العراقي الذي خسر هو الآخر ثلاثة حروب : الحرب العراقية – الإيرانية ، حرب الخليج الثانية (1990-1991م ) والحرب الأمريكية على العراق (2003م ) .

ابو العبد
10-06-2013, 01:25 PM
ويرى الكاتب أن هذه التيارات الثلاثة قد فشلت خلال العقود الأربعة الماضية في هزيمة إسرائيل ، كما فشلت كذلك في إخراج الاستعمار الغربي من المنطقة . ويضيف أن هذا الفشل خلق نوعاً من الفراغ ، وإيران – حسب المؤلف- أكثر ما تريده هو ملء هذا الفراغ ، كما حدث في العراق وفي أفغانستان وكردستان والآن في بقية منطقة الشرق الأوسط.
ويسرد الكاتب بشيء من التفصيل الدور الذي ظلت تقوم به سوريا لصالح إيران في لبنان ، ليؤكد أن ذلك كله يصب في مصلحة التغلغل الإيراني في المنطقة. ويشير إلى أن اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري عام 2005م جعل لبنان يخرج من دائرة النفوذ السعودي، وأن ذلك يعني أن هذا النفوذ قد تحوّل لحزب الله والشيعة. و يمضي المؤلف للقول أن فقدان السعودية لسوريا ولبنان يدعو للتساؤل عن المناطق الأخرى التي ستقوم إيران بسلخها من السنة. ويقول إنه كلما طال أمد الوضع الحالي في العراق كلما نظر العرب السنة لطهران على أنها تملك الحل أكثر من الرياض أو واشنطن. ويضيف: " إيران لديها جهات تعمل لحسابها في لبنان والعراق وغزة والبحرين، بينما الرياض وواشنطن ليس لديهما ذلك."
ويستمر المؤلف في الفصل العاشر من الكتاب في الإشارة والإشادة بالسياسة الإيرانية التي يصفها بأنها تغيّرت ، ويستهل هذا الجزء من الكتاب بالعبارتين التاليتين:
"ليست هناك حادثة واحدة معروفة لهجمات انتحارية إيرانية منذ انتهاء الحرب العراقية الإيرانية عام 1988م. وليس هناك دليل أيضاً على أن إيران قد أمرت الجهات التابعة لها بشن هجمات انتحارية منذ أن انسحبت إسرائيل من لبنان عام 2000م ."
ويخصص المؤلف العديد من صفحات هذا الكتاب في تثبيت ما يؤمن به من اختلاف مفهوم "الهجمات الانتحارية" بين السنة والشيعة. وبإيراد المؤلف لقصص "هجمات استشهادية" قام بها فلسطينيون ضد أهداف إسرائيلية ، مثل تلك التي نفذتها الفلسطينية هنادي جرادات في الرابع من أكتوبر من عام 2003م ، يعمد الكاتب إلى إقناع القارئ بوجهة نظره حول الإسلام السني وكيف أنه مسؤول عن العمليات "الإرهابية" التي وقعت في الكثير من بقاع العالم. ويشير هنا أيضاً إلى الهجمات التي وقعت في لندن في السابع من يوليو من عام 2005م.
في الفصل الحادي عشر من الكتاب يسهب المؤلف في شرح الفرق بين التفكير و النهج الإيراني والأمريكي، وما تريده إيران من الولايات المتحدة . ويشير هنا إلى اجتماع عُقد في مايو 2007م في بغداد بين مسؤولين إيرانيين وأمريكيين، ويقول إن المطالب الإيرانية كانت مباشرة وواضحة ومعقولة، ومنها أولاً أن تعترف الولايات المتحدة بالدور الإيراني في العراق، وثانياً حصول إيران على تطمينات حول أمنها الداخلي ، أي أن تتعهد أمريكا بعدم التدخل في شئون إيران الداخلية.
ويصف المؤلف المطالب الإيرانية بـ "المعقولة". وفي محاولة لتقريب الشقة بين إيران المسلمة من ناحية والولايات المتحدة أو الغرب النصراني من ناحية أخرى يذهب الكاتب للحديث عن تاريخ إيران موضحاً أن الإيرانيين دخلوا في الإسلام مكرهين ونظروا للإسلام على أنه قوة شريرة . ويضيف أنه بعد أن بدأ الإسلام في الانتشار شبهه الشعراء الإيرانيون بالغزو الأجنبي، وأن المسلمين غزاة. ويمضي للقول من هنا جاءت فكرة مقاومة إيران ووقوفها ضد الشر.
ولا ينسى المؤلف أن يشير إلى الخطأ الذي ارتكبته الولايات المتحدة في دعمها المحوري للانقلاب الذي أطاح بحكومة رئيس الوزراء الإيراني المنتخب "محمد مصدّق" عام 1953م. ويشير إلى محاولة الحكومة الأمريكية في عهد إدارة بيل كلينتون الاعتذار عن ذلك الخطأ. ويورد هنا نص كلمة ألقتها وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة مادلين أولبرايت في 17 مارس عام 2000م في واشنطن عبّرت فيها عن اعتذارها لدعم أمريكا للانقلاب المشار إليه وكذلك اعتذارها عن دعمها للعراق أثناء حربه مع إيران.
ويتساءل المؤلف:
ولكن ماذا يريد الإيرانيون ؟
ويجيب بالقول إنه بناءً على ما يقومون به وما قالوه لمسؤولين غربيين، فإن الإيرانيين لديهم ست رغبات أساسية هي:
- الأمن الداخلي ( يريد الإيرانيون من الولايات المتحدة التوقف عن التعامل مع ثلاث مجموعات إرهابية إيرانية: حزب الحياة الحرة لكردستان، ومنظمة مجاهدي خلق، ومنظمة جند الله البلوشية الإيرانية التابعة للقاعدة ).
- العراق : يرى المؤلف أن إيران تهدف من وجودها في العراق البقاء هناك، ولديها المصلحة في وضع حد ونهاية للفوضى في العراق وتعارض وجود أي زعيم معادي في العراق مثل صدام حسين سواء أكان من الشيعة أم من السنة.
- الطاقة : يرى المؤلف أن إيران تريد سعراً أفضل لنفطها ، وتريد تقنية حديثة وبدائل للطاقة تتمثل في منشآت للطاقة النووية.
- الإمبراطورية الإيرانية: يذهب الكاتب إلى أن إيران لن تكتفي بوجودها في لبنان والعراق وسوريا والخليج وغزة، بل تريد بسط سلطانها في الخليج بعد انسحاب الولايات المتحدة.
- مكة : يرى المؤلف أن إيران تريد أن يكون لها نفوذ في مكة. و يضيف: " لفترة 1300سنة ظل الشيعة مسلمون من الدرجة الثانية." و يقول إن إيران بوضعها الحالي لن ترضى باستمرار الوضع كما هو عليه ، ورغم أنه من غير الواضح ما يريدونه ولكن من المحتمل أن يكون مطلبهم المشاركة في إدارة كل من مكة والمدينة بجانب السعودية.
- الاعتراف و المعاملة كند : يرى المؤلف أن الإيرانيين يريدون أن تعاملهم الولايات المتحدة معاملة منصفة ، وأن تتعامل معها على أساس أنها دولة مستقرة ظلت تحافظ على نفس حدودها منذ آلاف السنين ، وأنها أقوى دولة في الخليج ، وثاني أكبر منتج للنفط داخل منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك).
يدعو المؤلف في خاتمة الكتاب الولايات المتحدة مستخدماً الضمير "نحن we " إلى النظر والإعتراف بإيران اليوم وليس إيران التي كانت في فبراير 1979م. ويقرر الكاتب أن الولايات المتحدة تشترك مع إيران في أن لهما عدو مشترك و هو "السنة التكفيريين". ولا يتردد المؤلف في اقتراح رسم خريطة للمنطقة لصالح إيران وإسرائيل بوصفهما – حسب قوله – أكثر دولتين في المنطقة تتمتعان باستقرار سياسي. و يتمثّل هذا المقترح في :
(1) منح الأردن للفلسطينيين .
(2) تقسيم العراق ومنح منطقة الأنبار للسنة وتشجيعهم للإنضمام للسعودية .
(3) إعادة غزة للسيادة المصرية .
(4) إجراء استفتاء في البحرين حول بقائها دولة مستقلة أو العودة إلى وضعها السابق كجزيرة إيرانية .

ابو العبد
10-06-2013, 01:28 PM
و يوصي المؤلف بثلاثة خيارات للتعامل مع إيران ، هي:
1- الاحتواء: يرى المؤلف أن هذا الخيار يعني أن تظل القوات الأمريكية في العراق وأفغانستان إلى أجل غير مسمى. ويضيف أن هذا يعني نشر حوالي 500.000 جندي أمريكي على الحدود العراقية-الإيرانية، مشيراً إلى أن هذا يعني الاستعداد لحرب قد تستغرق ثلاثين عاماً إذا كان الحديث مفعم بالتفاؤل ومائة عام في حال التعامل مع الوضع بشيء من التشاؤم. ويمضي للقول أن هذا الخيار يعني زيادة الضرائب إلى مليارات من الدولارات والتضحية بالمزيد من الشباب الأمريكيين. ويستبعد المؤلف هذا الخيار ودخول الولايات المتحدة في مواجهة عسكرية مع إيران مستشهداً بتصريحات لوزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس Robert Gates لصحيفة نيويورك تايمز New York Times هذا العام (2008م) ، إذ قال: "الدخول في حرب جديدة أخرى هو آخر شيء يحتاجه الشرق الأوسط الآن ." و يكرر المؤلف ما ذهب إليه سابقاً من أن أي ضربة عسكرية ضد غير أن ذلك سيجعل إيران تلجأ لإغلاق مضيق هرمز أو قصف المنشآت النفطية في الخليج.
2- التحريض لقيام حرب بين السنة والشيعة : يقول المؤلف أن هذا الخيار يتمثّل في تحريض المسلمين لقتل بعضهم البعض بدلاً من قتل الأمريكيين. ويمضي للقول أن هناك من المحافظين الجدد في واشنطن من يفكر في هذا الخيار. ويضيف أن أحد السيناريوهات هو إعادة إشعال فتيل الحرب الأهلية في لبنان من خلال تسليح "السنة التكفيريين" لمهاجمة حزب الله ، ونتيجة لذلك سينشغل حزب الله بالحرب الطائفية ولن يكون بوسعه مهاجمة إسرائيل. ويشير إلى أن إيران لن يكون أمامها سوى دعم الشيعة في لبنان. ويضيف المؤلف أن آخر مرة لتجربة مثل هذا النوع من الخيارات عندما قام السعوديون بدعم "السنة التكفيريين" في عام 1979م، و يذهب للقول أن ذلك قد أدى إلى أضرار كثيرة أكثر من الفوائد مثل صعود القاعدة وهجمات 11 سبتمبر. ويحذر الكاتب من أن اللجوء لمثل هذا الخيار ربما يؤدي إلى انهيار ما اسماه "المشيخات" العربية الستة" ( البحرين ، عمان، الكويت، قطر، السعودية والإمارات العربية المتحدة ) نتيجة حروب أهلية .
3- التعايش مع إيران : يتحدث المؤلف بإسهاب عن هذا الخيار ويرى أنه الخيار الأفضل للولايات المتحدة للتعامل مع إيران – الجلوس مع إيران والتعامل معها كقوة لها وزنها. ويرى أن فرض عقوبات على إيران أمر غير فعال ، "فبعد ثلاثين عاماً من العقوبات الأمريكية على طهران ما تزال إيران قادرة على شراء كل ما تريده من روسيا و الصين." ولا يكتفي المؤلف بالحماسة لهذا الخيار واعتباره الخيار الأنسب والأفضل للإدارة الأمريكية وللشعب الأمريكي وللمصالح الأمريكية، بل يقترح عدة حوافز تُمنح لإيران من أجل إقناعها بحسن نية أمريكا.
و المزايا و الحوافز التي يقترحها المؤلف هي:
(1) ضمان الأمن الداخلي لإيران .
(2) القيام بدوريات مشتركة بين القوات الأمريكية و الإيرانية في الخليج .
(3) تخفيف الحظر المفروض على إيران والسماح لشركات النفط الغربية بالاستثمار في حقول النفط الإيرانية.
(4) منح إيران دور أمني محدد في العراق وأفغانستان .
(5) تنفيذ قرار الأمم المتحدة رقم 242 الخاص بالقضية الفلسطينية .
(6) دمج ميليشيات حزب الله في الجيش اللبناني .
(7) دعم إيران في موقفها و مطالبها الحصول على حقوق متساوية للشيعة في الخليج وأن يكون لها دور في إدارة المدينتين المقدستين ، مكة و المدينة، وكذلك الوقوف مع إيران في القضاء على الحركات التكفيرية و العمل معاً لفرض عقوبات ضد باكستان والسعودية كلما قامتا بدعم المجموعات التكفيرية.
(8) وضع المنشآت العسكرية النووية في منطقة الشرق الأوسط، بما فيها الإسرائيلية، تحت المراقبة الدولية .
(9) إنشاء هيئة دولية لحصر إمدادات النفط ، ووضع أسعار له .

بوفيصيل
13-06-2013, 04:23 PM
الكاتب يتحدث عن ايران وكأنها قوة عظمى وند لأمريكا في المنطقة وهذا تضليل ويتناسى ان أمريكا هي من صنع ايران وقوى شوكتها إلى ما وصلت اليه !!!!
ويتحدث الكاتب وكان أمريكا هي التابعة والخادمة لإيران وهناك أمور كثير مقلوبة من وجهة نظر الكاتب
هذه على عجالة !!!!!!!!!

وليد فهد
13-06-2013, 09:48 PM
تقولون ان ايران عميلة لامريكا
ما هي الادلة على ذلك

ابو المجد
14-06-2013, 12:34 AM
سلام عليكم
كل ما يدور من!مخططات ومؤامرات ضد المسلمين وكل التحليلات منها ما هو صحيح ومنها ما هو اصح من ذلك تدور في اروقة صناع القرار في امريكيا و;;خكلها تدور االحول تاخير ضهور المارد الاسلامي
هناك عملاء يساعدون امريكيا في ذلك من مسلمين عرب وغيرهم ومن غير المسلمين كل ذلك يادي الى الاحباط وعدم القدرة على عمل شيئ وهم في يدهم القوة وسلاح والاعلام سماء والارض لا احد كائن من كان ان يقو الامريكيا ماذا تفعلين ولاكن هناك سوؤال لم اسمع في احايث الرسول علية الصلاة وسلام بان الشيعة سيكون لهم نفوذ تولي زمام الامور في العالم الاسلامي رغم ذلك تسعى امريكيا في تسليم الشيعة وهذ اما يطمن القلوب ولو شيئ بسيط مع العلم ان العالم الاسلامي قد انقسم الى قسمين منهم من يايد الاخر من سنة وشيعة ربنا اتنامن لدنك رحمة وهيئ لنا من اورنا رشدا

بوفيصيل
21-11-2013, 06:56 PM
الحل في سورية برسم الاتفاق على نووي إيران
بشار عمر الجوباسي
november 19, 2013
كان من قبيل الصدفة انّ الفرق بين كلمتي ائتلاف واختلاف هو حرف واحد، ولكن نجد انّ لهما نفس المضمون عندما نتحدث عن ائتلاف المعارضة السورية. حقّق النظام شيئا من التقدم في بعض جبهات القتال في ما بدا واضحا، كوسيلة للضغط على المعارضة لحثها على الذهاب الى جنيف؛ حسنا لقد اجتمع اعضاء الائتلاف اخيرا بعدما تأجل مؤتمرهم مرتين، وبعد كثير من الجدال والنقاش اللذين استخدمت فيهما حتى الايدي والخدود وافقوا على المشاركه في جنيف -2 مطالبين، لا مشترطين، بضمانات دولية لم تُرينا فصول التاريخ منها شيئا. لقد اتى ذلك الضغط أكله، ففي النهاية هم لا يملكون قرارهم، ولكن بعد تلك الموافقة لم نعد نسمع عن ذلك الجنيف شيئا، رغم كل ما ترافقت به الدعوات اليه من لقاءات وتحركات وزخم اعلامي وقليل من الاستجداء العلني للمعارضة مع كثير من الضغط السري عليها؛ ربّما كانوا لا يحتاجون اليه فهناك الكثير ممن يطمح الى التزلج على تلك الجبال.
لماذا اذاً لم يتم تحديد موعد لمؤتمر جنيف-2 بعد تلك الموافقة، رغم كل الترحيب الدولي بها؛ لا تجيب على هذا السؤال الا نتائج مباحثات النووي الايراني، فايران تربط اي تقدم على صعيد الحل السياسي للازمة السورية بخروجها من ازمتها النووية مع الغرب، وهي صاحبة الثقل الاكبر على الساحة السورية؛ وقد تُركت سورية رهينة بيدها.
تتصارع الدول والمذاهب على ارض سورية المنكوبة، فهذا حسن نصر الله يقولها صراحة انّه لن يغادر سورية ولماذا؟ ليحمي فلسطين ولبنان وسيظلّ ‘يجاهد’ هناك، وهو يطلب ايضا ثأر سيدنا الحسين رضي الله عنه من اطفال وشيوخ سورية! مَنْ كان يتخيل انّ ميليشيات طائفية بغيضة حاقدة يمكن ان تحتل بلدا مثل سورية وتتحكم بمصير الملايين من شعبها. ايران تضع كل ثقلها في معركتها المصيرية في سورية، التي سيكون سقوط النظام فيها اخر حصن لها امام جحافل الغرب، ولكنها تعي انّ ذلك النظام الارهابي لن يصمد الى الابد، ولن يكون لها موطئ قدم في سورية ولا حتى لبنان بعد سقوطه، لذلك فهي تحاول مساومة الغرب على تخليها عن ذلك النظام وعن تخصيب اليورانيوم بنسبة كبيرة، مقابل عودتها الى حظيرة المجتمع الدولي، وبالتالي الابقاء على النظام الايراني، وهذه مصلحة غربية في النهاية، وربما هذه النقطة بالتحديد هي سبب ظهورها الدائم بمظهر القوي غير الابه بالعقوبات، رغم كل ما يعانيه شعبها واقتصادها، فالغرب لا يريد ان يخسر فزاعةً توفر له بيع السلاح بمئات مليارات الدولارات الى دول الخليج، اذا فسورية ومعاناة شعبها ليست اكثر من ورقة تبتزّ بها بعض الدول بعضها للحصول على مآربها؛ واولها الصديق قبل العدو، فالسعودية وبعد ان افرغت اراضيها وسجون مخابراتها من جهاديي القاعدة راحت تساوم الولايات المتحدة على عدة امور، منها تخفيض انتاج النفط وتخزين رؤوس نووية باكستانية على ارضها، وايضا تزويد المعارضة السورية بسلاح نوعي متطور يشمل مضادات الدروع والطائرات – وذلك حسبما ذكرته صحيفة ‘القدس العربي’ قبل فترة في محاولة منها لدفع الولايات المتحدة لاخذ موقف حازم تجاه ملف ايران النووي؛ انّهم اذا يساومون على دم ومعاناة السوريين، وهم يقدرون على مدّ الثوار بتلك الاسلحة التي سيؤدي وصولها الى الثوار الى اسقاط النظام. الامارات تلغي استثماراتها في تركيا اكبر داعم للثورة السورية وتقوم رفقة السعودية بتمويل صفقة سلاح روسية – ثاني اكبر داعم للاسد – لمصر تقول التسريبات انّها بملياري دولار، وتقول اخرى انّها بعشرة مليارات على مدى خمس سنوات؛ على اي حال لا يحتاج السيسي اكثر من الكلاشنكوف ليواجه به الصدور العارية لاعدائه المحتملين، وليته يصرف تلك المليارات على قوت المصريين بدل ان يكدس بها اسلحة سيأكلها الصدأ، ولكن الا يدعموا روسية بذلك ويكافئوها بموطئ قدم لها في مصر، بعد ان قُطِعت رجلها منه لاكثر من اربعين سنة، وهل الولايات المتحدة بكل تلك السذاجة لتتخلى عن دولة بحجم وموقع مصر؟ ما يقوم به السيسي من استئصال للاسلاميين وخنق وارهاب قطاع غزة، أليس هو غاية ما تتمنى اسرائيل حتى بلغ ذلك الحصار درجة لم تكن لتحلم بها من صديقها مبارك؟ وهل هذا الا منتهى اماني الولايات المتحدة؛ فاذاً ليس هناك ما يختلف عليه السيسي مع الامريكيين والاسرائيليين، ربما كان هذا الجفاء المعلن بينهما والتقارب الروسي المصري مسرحية تعطي فيها الولايات المتحدة لروسية الاذن باقامة قاعدة امداد لاسطولها على السواحل المصرية، بدلا من قاعدة الامداد الحاليه في ميناء طرطوس السوري، نظرا لان اول شيء ستقوم به اي سلطه سورية بعد نظام الاسد البائد هو اغلاق تلك القاعدة؛ انّها السياسة فن الكذب.
تتكالب الامم على سورية ولا احد يهتم بمعاناة شعبها، وامسى القليل مِمَنْ يكترث بها يستخدمها كورقه ابتزاز في جلسات مفاوضاتهم الاثمة، اما الاعم الاعظم فهي عندهم مجرد خبر مكرر لا يهتم به احدٌ متى اختفى ذكره، لتظل جراح ومآسي السوريين برسم التمديد، وسط غياب ادنى امل بحل قريب، فامام فرقاء جنيف-2 مهمة تعجز كلمة مستحيل عن وصفها للخروج باتفاق يرضي الجميع، ولكن ليأتي ذلك المؤتمر فربما كان خطوة جدية واساسية باتجاه جنيف -3؛ لا احد من السوريون يرضى بمقايضة اثنين وثلاثين شهرا من الجحيم مقابل تسوية تنهي ثورتهم من دون ان تحقق اهم اهدافها، وان كان البديل هو استمرار المعاناة فليس امامهم من خيار اخر، ولن يكون مفاوضو الائتلاف، اذ ذاك، ابطالا خارقين اذا ما انسحبوا من اجتماعات جنيف-2 رفضا لقرار لا يضمن حقوق السوريين، فهذا امرٌ بدهي للغاية، ولكن عليهم ايجاد السبل والآليات للحد من معاناة اولئك المعذبين، وقرار تشكيل حكومة للمعارضة لن يكون له اي قيمة اذا لم نشاهد انعكاسات عمله على ارض الواقع. تلك الحكومة ابصرت النور بعد ثمانية اشهر كاملة على قرار الائتلاف بتشكيلها، ذلك الائتلاف يبدو انّه لا يهتم كثيرا بالوقت، فدائما يؤجل اجتماعاته، وقال احد اعضائه في لقاء له مع احدى الفضائيات عندما سُئِلَ عن تأجيل مؤتمر جنيف-2 ؛ انه يرى ذلك ايجابيا ولربما اعطى المزيد من الوقت لاجراء مباحثات ومشاورات سياسية اعمق؛ لا بدّ ان الاقامة في اسطنبول تروق له كثيرا.
يدخل حصار المعضمية وداريا هذه الايام عامه الثاني وذلك المعارض يريد اعطاء مزيد من الوقت لمشاوراته السياسية؛ لم يأت مرور الوقت الا بحصار اخر لغوطة دمشق الشرقية، ثم حي الوعر الحمصي، سيظل موعد مؤتمر جنيف-2 مؤجلا برسم حصول اتفاق ايراني – غربي حول ملفها النووين فنظام الاسد الارهابي امسى ورقه في حقيبة المفاوض الايراني، وما ان يتصاعد الدخان الابيض من احد الاجتماعات الغربية الايرانية حتى نشاهد الاسد وطغمته المجرمه يعدِّون حقائبهم في دمشق لسفرٍ طويل.

‘ كاتب سوري