مشاهدة النسخة كاملة : اين نضع توفيق الله في جميع الامور دون تحديد بالنسبة لموضوع القضاء و القدر ؟
السلام عليكم
نحن نقول بمفهوم القضاء و القدر كما هو في ثقافتنا ونقول بان الله يوفق المسلم او الانسان ، لكن يرد سؤال :
اين نضع توفيق الله في جميع الامور دون تحديد بالنسبة لموضوع القضاء و القدر ؟
ابوعبدالرحمن حمزة
03-03-2013, 11:38 AM
السلام عليكم
ارجو توضيح السؤال لو سمحت .
اهلا اخي ابو عبد الرحمن ، قصدي من السؤال هو مايلي :
نحن نقول ان الله يوفق الانسان ، ومن ضمن ذلك توفقه للانسان في كل الامور دون استثناء ويمكن ما يوفق الانسان ، حتى في موضوع الضلال و الهدى قلنا ان الله يوفق الانسان للهدية و هنالك ناس لا يوفقهم للهدية .... السؤال هل توفيق الله للانسان في اعماله اليومية و ما يسعى له هو قضاء ؟؟؟
وشكرا
ابوعبدالرحمن حمزة
03-03-2013, 02:33 PM
جاء في كتاب الشخصية الجزء الاول :
(بقيت مسألة الآيات التي يُفهم منها أن هناك أناساً لا يهتدون أبداً، مثل قوله تعالى: (إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون، ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة)، وقوله: (كلا بل ران على قلوبهم)، وقال: (وأوحي إلى نوح أنه لن يؤمن من قومك إلاّ من قد آمن)، فهذه الآيات إخبار من الله لأنبيائه عن أناس مخصوصين بأنهم لن يؤمنوا، وهذا داخل في علم الله، وليس معناه أن هناك فئة تؤمن وفئة لا تؤمن، بل كل إنسان فيه قابلية الإيمان، والرسول وحامل الدعوة من بعده مخاطَب بدعوة الناس جميعاً للإيمان، ولا يجوز أن ييأس المسلم من إيمان أحد مطلقاً، أمّا من سبق في علم الله أنه لا يؤمن فالله يعلمه لأن علمه محيط بكل شيء، وما لم يخبرنا عما يعلمه لا يجوز لنا أن نحكم، والأنبياء لم يحكموا بعدم إيمان أحد إلاّ بعد أن أخبرهم الله بذلك
وأمّا قوله تعالى: (والله لا يهدي القوم الفاسقين) وقوله: (والله لا يهدي القوم الظالمين) وقوله: (والله لا يهدي القوم الكافرين) وقوله تعالى: (إن تحرص على هداهم فإن الله لا يهدي من يضل) وقوله: (إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب)، فإن هذه الآيات تعني عدم توفيق الله لهم بالهداية، إذ التوفيق للهداية من الله، والفاسق والظالم والكافر والضال والمسرف الكذاب كل أولئك يتصفون بصفات تتنافى مع الهداية، والله لا يوفق للهداية من كانت هذه صفته، لأن التوفيق للهداية تهيئة أسبابها للإنسان، ومن يتصف بهذه الصفات لم تتهيأ له أسباب الهداية بل أسباب الضلال، ونظير هذا قوله تعالى: (اهدنا الصراط المستقيم) وقوله: (اهدنا إلى سواء الصراط) أي وفقنا لأن نهتدي؛ أي يسر لنا أسباب هذه الهداية.)
هل تقصد التوفيق بهذا النص ؟
فان كان نعم فان التوفيق هنا هو تهيئة الاسباب للانسان للموضوع المعين .
فالتوفيق للهداية هو تهيئة أسبابها للإنسان اي تهيئة اسباب الهداية لهذا الانسان .
ومعنى تهيئة الاسباب ان يتيسر له ما يوصله لما يريد ان يفعله اي الانسان.
فالتوفيق للهداية هي من الله وبالتالي من القضاء .
وكذا كل فعل من افعال الانسان الاختيارية فان الله يوفق الانسان فيها بان يهيئ ما ييسرها .
فالتوفيق هو من القضاء.
نعم اخي الكريم التوفيق للهدية فيما سبق من النص الذي اوردته انت هو قضاء و اتقف معك عليه وهذكا وضحت نقطه ، وبقي التوفيق في مطلق الامر ، يعني ربنا ممكن اوفق انسان لامر ما ولا يفق غيره ، اليس هذا ايضا قضاء لانه من حكم الله و من الدائرة التي تسيطر عليه .؟
ايضا هناك امر اخر اريد ان انا قش فيه اضيفه هنا :
نحن نقول ان الانسان مخير في امور و مسير في اخرى ، اي ان هنالك دائرتين ، ولكن كيف نرد على من يدعي ان الانسان مسير في كل شيء ، فمثلا يقول احدهم ان الانسان الظهر فيه انه مسير في كل شيء في ك صغيرة وكبيرة :
فهو مسير في رزقه و اجله و عمره و نسيانه و خطأه ، و لا يستطيع ان يدفع ضرر او يجلب نفع ، و يمرض دون اختار .... وهذه الامور ثبتت في القران الكريم و السنة انه بغير اختياره .
اما ما ظن انه فيه مخير ، فهو ايضا غير مخير لان الامور التي خير فيها حسب ادعاء الخصم و تدخل ضمن الاحكام الشرعية مرتب الاثم على عدم الالتزام بها ، مثلا الشرع قال ان الزنا حرام ، ولكن الانسان الذي ليس معه مال و لا بيت و ... ولا يستطيع ان يتزوج هو مسير للزنا و مجبر عليه ، لان الله خلق فيه الغرايز و افقده الامور التي تشبعها بالحلال المال و الزواج ، فهو يضطر الى الزنا لا شباع رغباته ، و الانسان الذي يصلي ايضا هو مجبر لانه ان لم يصلي سيأثم اي له عقاب ، لانه ان لم يقم بالصلاة يعاقب فكان العقاب بمثابة تهديد لتغير ارادت الانسان ، حاله كمن تقول له اشرب ماء او اقتلك ، اكيد سيشرب ماء لانك وضعت في الانسان حب الحياة ثم تقول له موت ولا تشرب ، وهكذا جميع المباحات ابضا سواء كانت اضطرارية مثل التنفس و الاكل و الشرب حتى اللبس... كلها يظهر فيها الجبر ، كذلك المرض مجبر فيه و الادعاء حسب قول الخصم ان الدواء مباح وليس مجبر عليه الانسان هو ادعاء باطل لكون الانسان فيه حب الحياة وكراهية المرض و السقم .... وهذه الامور المغروسه فيه تدفعه لتناول الدواء ، وحتى يكون مختار اترك يفعل الزنا او لا يصلي بعد ان توفر له كل اسباب التي تمنع فساد الاختيار ، يعي وفر له بيت وزوجة و وفر له الراحة و اضمن له عدم العذاب ، ثم خيره بين الصلاة و عدمها ، و خيره بين الزنا او الزواج ، وعندها ستكون حالتها انه في اختيار كامل ، ولكن نفس الجبر يختلف ففي تقدير عمر الانسان يظهر الجبر ويكون الانسان مجرد من الاختيار البته ، وباقي الامور هو فيها مجبر واختياره فاسد ... ؟
ولا يقال ان القول بان الانسان مجبر هو افتراء وهذا ينسب الى الله الظلم حاشاه تعلى عن ذلك بل العباد عباد الله وهو اي الله له مطلق الارادة في التصرف ولا يسأل عما يفعل ..
وتقبل تحياتي .
vBulletin® v4.0.2, Copyright ©2000-2024, Jelsoft Enterprises Ltd.