المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الصداقة بين الرجل والمراة غير المحرمة



أبو أحمد الكردي
07-02-2013, 09:12 PM
ورد كلمة الصديق في القران في سورة النور الآية (61 ) وفي سورة الشعراء الآية (100- 101) ( فما لنا منْ شافعين ولا صديق حميم)
والصديق: فعيل بمعنى فاعل وهو الصادق في المودة. وقد جعل في مرتبة القرابة مما هو موقور في النفوس من محبة الصلة مع الأصدقاء. وسئل بعض الحكماء: أي الرجلين أحب إليك أخوك أم صديقك؟ فقال: إنما أحب أخي إذا كان صديقي.
ولم يرد في الشريعة الاسلامية بيان معنى خاص لكلمة الصداقة، كما حصل في بعض الكلمات الاخرى التي لها معنى لغوي، و معنى آخر خاص في الشريعة فصارت تحمل معنيين، معنى لغوياً ومعنى شرعياً، كما هو الحال مثلا في كلمة ( الصلاة) التي لها معنى لغوي وهو الدعاء، ولها معنى شرعي وهو الصلاة لدى المسلمين بكيفيتها المخصوصة المعلومة،
وبهذا المعنى فإننا لا نجد لكلمة الصداقة معنى شرعياً خاصا بل ان المقصود منها عندما ترد في نصوص الكتاب والسنة هو المعنوى اللغوي المعروف من الكلمة. ونفهم أن للصديق مكانة في الشريعة جعلته في الجانب الاجتماعي بحكم ذوي القربى كما نصت عليه آية سورة النور.
فالصداقة بن بني البشر هي أمر مباح له مكانته المحترمة في الشريعة الاسلامية وليس مخصصا بفئة او مجموعة كما هي الحال في جميع المباحات التي تبقى على إباحتها ما لم تتصف بعنوان آخر يخرجها عن كونها مباحة ويدخلها في حكم آخر من الاحكام التكليفية.
فقد يصير المباح واجبا، وقد يصير حراما، وقد يصير مستحبا، وقد يصير مكروها، وذلك فيما لو انطبق عليه عنوان من عناوين تلك الاحكام، فيتغلب أي واحد من تلك الاحكام على حكم الاباحة فكل مسألة في الشريعة الاسلامية لها حكمها الاساسي و هو ما يعبر عنه بالحكم الاولي، ويبقى هذا الحكم على حاله ما لم ينطبق عليه عنوان آخر يكون أقوى منه فيتغير الحكم الاساسي الاولي الى حكم تطلق عليه تسمية الحكم الثانوي.
ومن هذا مثلا: أن الله تعالى حرم على المسلمين أكل لحم الميتة أو لحم الخنزير بالحكم الاساسي الاولي، ولكن أحله بالعنوان الثانوي، وهو في مورد الاضطرار، فقال تعالى: فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا اثم عليه.وهكذا فما كان محرما صار مباحا بمقدار الضرورة.

والسؤال هو هل اذا ما لو بقي حكم الاباحة مجردا من عناوين الاحكام الاخرى تبقى الصداقة مباحا بين الرجل والمراة من غير المحارم.

سمير
17-02-2013, 03:33 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كيف يمكن ان تنشأ هذه الصداقة وما هي تطبيقاتها؟
كيف يمكن ان تنشأ الصداقة بين رجل وامراة مع ان الاصل الفصل بينهما واللقاء انما في حدود المقرر الشرعي لذلك

الحاسر
17-02-2013, 09:05 PM
دعني اضرب مثل...اذهب للسوق و اشتري من دكان تملكه امرأة مسلمة متحجبة ملتزمة... و في خضم هذه المعاملة تحدث علاقة بيني و بينها من اسئلة عن الاولاد و السياسة و السوق و الاسعار و ما شابه ذلك و كلها بحدود الشرع....هل هذه العلاقة تسمى صداقة ؟

أبو خليل
29-03-2013, 05:05 PM
دعني اضرب مثل...اذهب للسوق و اشتري من دكان تملكه امرأة مسلمة متحجبة ملتزمة... و في خضم هذه المعاملة تحدث علاقة بيني و بينها من اسئلة عن الاولاد و السياسة و السوق و الاسعار و ما شابه ذلك و كلها بحدود الشرع....هل هذه العلاقة تسمى صداقة ؟

هذه المحادثة في غير ما هو متعلق بالبيع و الشراء و إن كانت الأسئلة في حدود الشرع ألا يعتبر إختلاط ؟

الحاسر
29-03-2013, 08:22 PM
اهلا بك ابو خليل في المنتدى، الاختلاط باختصار لا يكون في الاماكن العامة.

أبو خليل
30-03-2013, 01:37 PM
الأخ الحاسر السلام عليكم.
الإختلاط يكون في الأماكن العامة و الأماكن الخاصة إلا إنه أجاز الشرع إجتماع الرجال بالنساء في حالات في الأمكان الخاصة مثل الأكل و الصلاة و صلة الرحم و أجازه كذلك في الأماكن العامة مثل البيع و وسائل النقل وغيرها من الحالات التي يجتمع فيها الرجال و النساء من أجل عمل أجازه الشرع أما الإجتماع لغير ذالك فيصبح إختلاط فمثلا الإجتماع من أجل البيع فهو حلال لقوله تعالى (وَأَحَلَّ اللَّهُ البَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا) فالبيع جائز بين الرجال و النساء فليس الإجتماع في حد ذاته مباح فالأصل الفصل بين الرجال و النساء و الذي جعل ذلك الإجتماع مباحا هو عقد البيع و ما يقتضيه الحديث حول ذلك العقد من إجاب و قبول أما الحديث خارج ذلك الإيطار يصبح محرما هذا و الله أعلم.

أبو أحمد الكردي
31-03-2013, 11:16 AM
السلام عليكم
يعني لنكن عمليين اكثر ونقول ما حكم الشرع في الكلام الذي يحصل بين موظفين و موظفات في نفس الغرفة بالدائرة في غير الأمور المتعلقة بالوظيفة لكنها مباحة كأن تكون حل مشكلة لاحدى الموظفات او استماع الى طرفة او مثلما يحدث بين المعلمين في تصحيح الدفاتر الامتحانية بين المعلمين والمعلمات في نفس الغرفة

ابو محمد
31-03-2013, 05:32 PM
ما هي ادلة الاختلاط؟ هناك ادلة على الخلوة صحيح لكن اين هي النصوص التي تتكلم عن الاختلاط؟ بورك فيكم

أبو خليل
02-04-2013, 04:20 PM
حرمة الإختلاط بين الرجال و النساء جاء من مجموع الأدلة منها عن أبي سعيد[الخدري رضي الله عنه]قال : جاءت امرأة الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت :يا رسول الله ذهب الرجال بحديثك، فاجعل لنا من نفسك يوما نأتيك فيه تعلمنا مما علمك الله.

ابوالامين
06-04-2013, 04:48 PM
هناك : الخل أو الخليل ، والصديق ، والصاحب

ما الفرق بينها ، وما درجة كل منها في العلاقة بين طرفيها ........؟؟؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ

أولا : الصاحب :

جاء في كتاب الله عز وجل :

( وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا ) سورة النساء

( يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ ، وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ ، وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيه ) سورة عبس

( وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا . وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا ) سورة الجن

(إلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) سورة التوبه

وفي الحديث الشريف :

حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جرير عن عمارة بن القعقاع بن شبرمة عن أبي زرعة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي قال أمك قال ثم من قال ثم أمك قال ثم من قال ثم أمك قال ثم من قال ثم أبوك وقال ابن شبرمة ويحيى بن أيوب حدثنا أبو زرعة مثله.

وأما من أدرك الرسول صلى الله عليه وسلّم ممن دخلوا في الإسلام فيطلق عليهم أصحاب ، وصحب ، وصحابة

نلاحظ من سياق هذه الآيات والأحاديث أن المصاحبة تتميز بالتلازم ولو لم يكن طويلا أو مستمرا ، فالزوجة التي سميت صاحبة تلازم زوجها سنين طويلة ، وكذلك الأم كما في الحديث الشريف فصحبتها ملازمتها ، بينما الصاحب بالجنب ( والمقصود به صاحب السفر ) لا تستمر صحبته إلا أياما أو شهورا على الأكثر كما في أسفار الأمم السابقة ، وتتميز هذه الملازمة بالمشاركة في أمور كثيرة والتفاعل بين الطرفين فيما هو مصلحة مستمرة باستمرار الصحبة وخصوصا فيما يتعلق بالحياة ذاتها كهدف إنساني ، والدليل على ذلك أن كلمة "أصحاب" وردت في القرآ الكريم بمعنى "قوم" كما في قوله تعالى (كذبت قبلهم قوم نوح وأصحاب الرس وثمود ) ، أو بمعنى "جماعة" كما وصف القرآن جماعة من قوم مدين (كَذَّبَ أَصْحَابُ لْـئَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ ) نسبة الى شجرة الأيكة التي كانوا يعبدونها ، وقد لا يربط بين الأصحاب أي رابطة أجتماعية أو وجدانية ، ويكفي لإطلاق صفة الأصحاب على أثنين أو أكثر أن يجمعهم مكان واحد وزمان واحد وظروف واحدة ، ويمكن أن تكون الصحبة بين اثنين ( إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا ) أو بين فرد ومجموعة ( أولم يتفكروا ما "بصاحبهم" من جنة إن هو إلا نذير مبين )
ثانيا : الخِل والخليل :

جاء في كتاب الله عز وجل

( يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً ) سورة الفرقان

( وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ ۖ وَإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا ) سورة الإسراء

( الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِين َ ) سورة الزخرف

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل" رواه أحمد

الخليل صفة مشبّهة على وزن فعيل ، من الخُلّة أي المودّة والصداقة ، فالخليل هو الصديق الذي يخالل في أمرك ويتدخل في شؤونك ، أو يكون حبّه متخللاً وداخلاً في باطن القلب ، وتتميز هذه العلاقة بوجود منفعة متبادلة في بعض الأحيان ، كما في الآية السابقة من سورة الإسراء ، وتكون هذه المنفعة كبيرة ، فالفرية والفتنة لا تكون إلا لمصلحة كبيرة يبتغيها المفتري والمفتِن ، بل أن هذه العلاقة قد ترتب على طرفيها حقوقا وواجبات ، وغالبا ما تكون الخليلية محصورة بين إثنين فقط ، لأن أهم ما يرتبط بها هو الإصطفاء ، أي اختيار الخليل من بين مجموعة من الناس واستبعاد الآخرين كليا تقريبا ، والإكتفاء بهذا الخليل ، أو تكون بين مجموعة محدودة من الأفراد يطلق عليهم " الأخلاء" او " الخلان " .

والخلة والخليلية بين الناس تختلف عنها فيما يتعلق بمقام الألوهية ومقام الأنبياء
فقوله تعالى ( واتخذ الله إبراهيم خليلا ) سورة النساء ،
فقد اختلف المفسّرون في معناه على أقوال :
1 ـ اتّخذ الله ابراهيم نبياً مختصاً به قد تخلّل من أمره.
2 ـ اتّخذه فقيراً محتاجاً إليه من الخلّة بالفتح أي الفقر.
3 ـ انّ الله تعالى اصطفاه واختاره وخصّه بالكرامة كما يخصّ الخليل خليله بالمودّة والاحترام.
وحاصل هذه الروايات انّ ابراهيم سمّي خليل الله لأن الله اصطفاه واختاره لعلمه بأسراره وباطن أموره أو سمّاه خليلاً لانقطاعه إلى الله واستغنائه عن غيره.

أما بالنسبة لرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم فقد قال :
لو كنت متخذاً من أهل الأرض خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً ، ولكن صاحبكم خليل الله ، يعني نفسه
وفي رواية :
إني أبرأ إلى كل خليل من خلته ، ولو كنت متخذاً من أهل الأرض خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً . وفي رواية : إن الله اتخذني خليلاً كما اتخذ إبراهيم خليلاً .
فبين أنه لا يصلح له أن يتخذ من المخلوقين خليلاً ، وأنه لو أمكن ذلك لكان أحق الناس به أبو بكر الصديق

ثالثا : الصديق :

لا أعلم حديثا نبويا أو آية من كتاب الله تعالى ورد فيها ما يخص الصديق سوى هذا الحديث :

( جاء رجل من بني سلمة فقال: يا رسول الله. هل بقي من بر أبواي شيء أبرهما بعد موتهما؟ قال: نعم، الصلاة عليهما، والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما بعدهما، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما، وإكرام صديقهم )

وهذا يدل على أن هذا النوع من العلاقة غير شائع في الإسلام ، أو أن طبيعة العلاقة التي يمكن أن تكون بين صديقين كما يمكن تخيلها ، تم وصفها في القرآن الكريم بـ " الأخوّة " كما في قوله تعالى ( إنما المؤمنون إخوة ) ، حيث أن الصداقة لا تخرج عن كونها علاقة اجتماعية بين شخصين أو أكثر على أساس المودة والتعاون بينهم , وعلاقة الأخوّة التي دعا اليها الإسلام تفوق في مردودها علاقة الصداقة المتعارف عليها ، كما في الحديث الشريف ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى شيئا تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى )

والخلاصة في هذا الأمر ، أن هناك بعض التداخل في تحديد ووصف العلاقة بين كل من الخل أو الخليل والصديق والصاحب ، إلا أن ما يجمعها جميعا كونها علاقة إنسانية ، لايستغني عنها البشر سواء كانو أفرادا أو جماعات ، تعود بالنفع على أطرافها سواء بالنفع المادي أو المعنوي ، وأكثر ما يشعر بهذه العلاقة الفرد ، من حيث أنها تشكل له حاجة وجدانية لا يستغني عنها ، بل يسعى لإشباعها من حيث أن الإنسان كائن اجتماعي بطبعه .

وأخيرا ، فإن أكثر الناس حظا هو من وفقه الله ويسر له من كان له صاحبا صديقا خليلا .
وبصرف النظر عن الإسم -صاحب ام صديق او خليل، فإن التعامل بين الناس على اختلاف أشكاله ، سواء كانوا رجالا أو نساء ، يمكن تسميته بـ "المخالطة" وهي على نوعيين : مادي ومعنوي وجداني .

المخالطة المادية :
والمقصود بها التعامل الذي تقتضيه المصلحة والمنفعة ، كالبيع والشراء والتعليم والطبابة والمشاركة في الجهاد ، وهذا النوع من المخالطة بين الرجل والمرأة جائز ومباح في حدود المصلحة الشرعية وبالضوابط التي حددها الشرع ، وعلى رأسها عدم الخلوة لغير المحرم .

المخالطة المعنوية الوجدانية :
وهذه خاصة بالمحارم والأقارب ، ولها أيضا ضوابط وحدود لا تخفى على أحد .

والخلاصة أن أي علاقة بين الرجل والمرأة ينتج عنها تعامل (مخالطة) لا يخرج عن هذين الإطارين
، وبالتالي يخضع لضوابط وحدود كل منهما .
والله اعلم.....