هل من تبسيط

[بوفيصيل]

من الخطر أن يُنتقل من الإحساس إلى العمل رأساً لا إلى الفكر، لأن هذا لا يغير الواقع بل يجعل الإنسان واقعياً رجعياً يسير في عقلية منخفضة، ويجعل الواقع مصدر التفكير لا موضع التفكير. فلا بد أن يؤدي الإحساس إلى الفكر أولاً، ثم يؤدي هذا الفكر إلى العمل. وهذا هو الذي يمكّن من الارتفاع عن الواقع، ويمكّن من العمل للانتقال إلى الأوضاع الحسنة انتقالاً انقلابياً. فالذي يحس بالواقع ثم يعمل، لا يعمل لتغيير الواقع بل يعمل لتكييف نفسه حسب الواقع، فيبقى متأخراً منحطاً. والذي يحس بالواقع ثم يفكر في كيفية تغييره، ثم يعمل بناء على هذا التفكير، هذا هو الذي يكيف الواقع حسب مبدئه ويغيره تغييراً كلياً.
11

هل من تبسيط من الأخوة الكرام حتي يتسني لنا الفهم مع ذكر الامثله جزاكم الله خيرا

[عبد الواحد جعفر]

من الخطر أن يُنتقل من الإحساس إلى العمل رأساً لا إلى الفكر،
هذا تحذير من التعامل مع الحوادث بردود الأفعال، والمقصود برد الفعل، هو استجابة الإنسان لما يمليه عليه الإحساس بالواقع فقط، مع عدم القيام بالعملية العقلية وهي التفكير بالواقع لمعالجته، وذلك بدراسة المشكلة، والتفكير فيها، ودراسة المعالجة التي تنطبق عليها، ثم تنزيل المعالجة عليها.


لأن هذا لا يغير الواقع بل يجعل الإنسان واقعياً رجعياً يسير في عقلية منخفضة، ويجعل الواقع مصدر التفكير لا موضع التفكير
رد الفعل، أو الاستجابة للإحساس بالواقع فقط، يجعل الإنسان محكوماً بهذا الواقع، فتصدر معالجاته للواقع من الواقع نفسه؛ فلا يستطيع تغيير واقعه، وإنما يبقى التفكير منخفضاً بانخفاض الواقع الذي يعيش.


فلا بد أن يؤدي الإحساس إلى الفكر أولاً، ثم يؤدي هذا الفكر إلى العمل. وهذا هو الذي يمكّن من الارتفاع عن الواقع، ويمكّن من العمل للانتقال إلى الأوضاع الحسنة انتقالاً انقلابياً. فالذي يحس بالواقع ثم يعمل، لا يعمل لتغيير الواقع بل يعمل لتكييف نفسه حسب الواقع، فيبقى متأخراً منحطاً. والذي يحس بالواقع ثم يفكر في كيفية تغييره، ثم يعمل بناء على هذا التفكير، هذا هو الذي يكيف الواقع حسب مبدئه ويغيره تغييراً كلياً.

حتى يكون التفكير منتجاً، وحتى تكون المعالجة صحيحة للواقع، لا بد أن يكون الإحساس بواقع الأمة والمجتمع (الواقع الذي يراد تغييره) مؤثراً في الدماغ موجِداً مع المعلومات السابقة الحركة الدماغية التي هي الفكر. فإذا تعينت الغاية وتحدد العمل بناءً على الإدراك صار من الممكن معالجة الواقع معالجة جذرية كفيلة بإحداث النهضة في المجتمع.
وفي مثل هذه الحالة يكون الساعي للتغيير متحرراً من قيود الواقع وضغطه عليه للبقاء في حالة الانحطاط، وجره ليكون جزءاً منها. وبتحرره من قيود هذا الواقع المنحط يكون قد سما عن الواقع وعالجه علاجاً جذرياً.

[بوفيصيل]

جزاك الله خيرا اخي عبدالواحد واعاننا وإياكم علي ان نبلغ ما نصبوا اليه من تحكيم شرع رب العالمين
ودمتم في امان الله وحفظه