ابواحمد
30-01-2013, 06:35 PM
في دافوس: انكفاء أميركا يقلق النخب العالمية: نقلا عن العرب أونلاين.
خلال المنتدى الاقتصادي العالمي الـ43 في دافوس الذي جاء تحت مسمى "الديناميكية المرنة"، تطلّعت النخب العالمية في مجال السياسة والمال لدور أميركي أكبر في معالجة مجموعة من التحديات الأمنية.
بول تيلور
من سوريا إلى مالي ومن إيران إلى بحر الصين الجنوبي كان عزوف الولايات المتحدة عن الخوض في أي صراعات بعيدة عن سواحلها هو الفكرة السائدة في المناقشات حول الوضع السياسي والأمني في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس هذا العام.
وجاء غياب مسؤولين كبار من إدارة أوباما عن جلسات التشاور السنوية في جبال سويسرا ليمثل للبعض تراجعا ملحوظا عن موقع القيادة العالمية وذلك رغم أن هذا صادف أسبوع تنصيب الرئيس أوباما في واشنطن.
في المقابل، حضر قادة روسيا وألمانيا وبريطانيا وإيطاليا وجنوب أفريقيا والأردن ومن دول أخرى كثيرة. كما كان الحضور مكثفا لرجال المصارف وقادة قطاع الأعمال وكذلك أساتذة الجامعات من الولايات المتحدة بينما كان أرفع المسؤولين تمثيلا للحكومة الأميركية وكيل وزارة الخزانة ومساعد وزيرة الخارجية بالإضافة إلى رئيس إدارة التمثيل التجاري الذي سيترك منصبه قريبا.
ودارت مناقشات الحاضرين حول ما إذا كانت الصين ستزيح الولايات المتحدة كأكبر اقتصاد وأكبر قوة عالمية ومتى سيتسني لها ذلك. وتباينت التقديرات حول هذا الأمر، فالبعض يرى أن هذا قد يحدث في العشرينات من القرن الحالي بينما يرى آخرون أنه قد لا يحدث على الإطلاق. كما تناول النقاش المشاكل التي تتصاعد حدتها في الوقت الذي تظل فيه الولايات المتحدة في حالة العزوف عن التصدي لها.
دور أميركي في سوريا
تقضي القواعد الأساسية لكثير من ندوات دافوس بعدم الكشف عن هوية المتحدثين. وفي حماية قاعدة حجب الهوية أبدى وزير أسفه للمخاطر التي تتهدد عالما "دون قيادة أميركية".
وقيل في جلسة من جلسات المنتدى إنه دون انخراط أميركي في التصدي للأزمة السورية فإن سوريا ستصبح "صومالا آخر على البحر المتوسط" تشن فيها دول الشرق الأوسط حربا بالوكالة عن طريق الطوائف وأن بعضا من هذا العنف سيصدر إلى الدول المجاورة وإلى أوروبا.
في هذا السياق يرى والي نصر، من جامعة جونز هوبكنز، أن إيران ربما تعجل ببرنامجها النووي لمحاولة الخروج من عزلتها وذلك لأن واشنطن وضعتها تحت ضغط شديد من خلال العقوبات الاقتصادية في الوقت الذي تجنبت فيه القيام بدور دبلوماسي أو بعمل عسكري مباشر.
وفي خطاب علني قال الملك عبد الله الثاني، عاهل الأردن، إن بلاده التي يقاتل بعض جنودها في أفغانستان تواجه الآن "طالبان جديدة في سوريا" حيث حققت إحدى الجماعات التي تقاتل من أجل الإطاحة بالرئيس بشار الأسد تقدما على الأرض. وأضاف أن تطهير البلاد منها قد يستغرق سنوات.
واستقبل الأردن نحو 300 ألف لاجئ سوري مما مثّل عبئا كبيرا على موارده المحدودة وعلى استقراره السياسي. وشكا بعض اللاجئين السوريين في دافوس من أن الأردن أغلق حدوده في وجه مقاتلي المعارضة السورية.
في ذات الموضوع، قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، الذي استوعبت بلاده نحو 150 ألف لاجئ وكانت قاعدة خلفية لمقاتلي المعارضة، إن المجتمع الدولي سيضطر يوما للاعتذار للشعب السوري مثلما فعل في رواندا وذلك لإخفاقه في التدخل لمنع وقوع مجازر.
ولقي نحو 60 ألفا مصرعهم في الحرب الأهلية الدائرة منذ نحو عامين في سوريا وفقا لبيانات الأمم المتحدة.
الأمير تركي الفصيل، أحد كبار أفراد الأسرة الحاكمة في السعودية ورئيس مخابراتها السابق وسفيرها السابق في لندن وواشنطن، قال إن مقاتلي المعارضة لا يتلقون الأسلحة القادرة على تغيير اللعبة من مضادات للطائرات ومضادات للدبابات وذلك بسبب قيود أميركية على نقل الأسلحة لأطراف ثالثة.
وفسر خبراء في الاستراتيجية الأميركية الوضع قائلين إن مصلحة واشنطن الوحيدة في سوريا هي منع أي تهديد لإسرائيل وضمان عدم وقوع الأسلحة الكيماوية في أيدي جماعات "إرهابية".
وهذا العزوف عن الاستدراج إلى الصراعات هو ما أدى بواشنطن إلى تركيز ما قدمته لفرنسا على الدعم الشفهي والمخابراتي في معاركها في مالي في مواجهة متمردين على صلة بتنظيم القاعدة رسخوا وجودهم في مناطق من الصحراء الكبرى.
اتجاه نحو آسيا
لا يتوقع أحد تقريبا أن يطلق باراك أوباما مبادرة سلام جديدة في الشرق الأوسط بعد أن احترقت أصابعه في محاولة في بداية حكمه لإحياء مفاوضات السلام الفلسطينية الإسرائيلية عندما رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقف بناء المستوطنات اليهودية.
ويقول جيديون روز، رئيس تحرير مجلة فورين افيرز، إن إدارة أوباما ترى لعنة في أي محاولة لجر الولايات المتحدة إلى التدخل العسكري في العالم الإسلامي بعد أن خرجت قواتها من العراق وبدأت تستعد للخروج من أفغانستان.
وأشار بعض المشاركين في المنتدى إلى اتجاه أوباما الاستراتيجي نحو آسيا حيث القوى الاقتصادية سريعة النمو في منطقة آسيا والمحيط الهادي باعتباره سببا في ارتفاع التوترات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وغطى تفجر اشتباكات بين إسرائيل والفلسطينيين في قطاع غزة على أول رحلة قام بها أوباما للخارج عقب إعادة انتخابه في نوفمبر تشرين الثاني بزيارة منطقة آسيا والمحيط الهادي.
كما أن الزيارة جاءت خلال فترة محفوفة بالمخاطر في العلاقات بين الصين واليابان وبين كوريا الشمالية والدول المجاورة وقبل كل شيء بين الصين والولايات المتحدة نفسها.
وحث رئيس الوزراء الاسترالي السابق كيفن رود، وهو خبير في الشؤون الصينية، أوباما على استغلال ولايته الثانية لطرح مبادرة كبرى لبناء علاقة تعاون أمني مع الصين لأسباب منها تحاشي الصراعات في بحر الصين الجنوبي. وأبدى روز شكوكا في أن تنتهج إدارة أوباما نهجا بهذا الطموح.
وقال وو شين بو، عميد كلية الدراسات الدولية بجامعة فودان في الصين، إن على واشنطن أن تبدأ بوقف دورياتها الجوية والبحرية قبالة السواحل الصينية التي قال إنها تشبه سياسة الاحتواء التي كانت متبعة مع الاتحاد السوفيتي السابق. وأعرب عن قلقه من أن تأخذ اليابان تحت ضغط الرأي العام نهجا "هجوميا" في نزاعها مع الصين على مجموعة من الجزر في بحر الصين الجنوبي.
وقال جوزيف ناي، المسؤول الأميركي السابق والمحاضر بجامعة هارفارد، الذي زار اليابان والصين في الآونة الأخيرة ضمن وفد أميركي شبه رسمي، إن كلا من البلدين يشعر بالقلق من نمو مشاعر الوطنية والنزعة العسكرية في البلد الآخر.
خلال المنتدى الاقتصادي العالمي الـ43 في دافوس الذي جاء تحت مسمى "الديناميكية المرنة"، تطلّعت النخب العالمية في مجال السياسة والمال لدور أميركي أكبر في معالجة مجموعة من التحديات الأمنية.
بول تيلور
من سوريا إلى مالي ومن إيران إلى بحر الصين الجنوبي كان عزوف الولايات المتحدة عن الخوض في أي صراعات بعيدة عن سواحلها هو الفكرة السائدة في المناقشات حول الوضع السياسي والأمني في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس هذا العام.
وجاء غياب مسؤولين كبار من إدارة أوباما عن جلسات التشاور السنوية في جبال سويسرا ليمثل للبعض تراجعا ملحوظا عن موقع القيادة العالمية وذلك رغم أن هذا صادف أسبوع تنصيب الرئيس أوباما في واشنطن.
في المقابل، حضر قادة روسيا وألمانيا وبريطانيا وإيطاليا وجنوب أفريقيا والأردن ومن دول أخرى كثيرة. كما كان الحضور مكثفا لرجال المصارف وقادة قطاع الأعمال وكذلك أساتذة الجامعات من الولايات المتحدة بينما كان أرفع المسؤولين تمثيلا للحكومة الأميركية وكيل وزارة الخزانة ومساعد وزيرة الخارجية بالإضافة إلى رئيس إدارة التمثيل التجاري الذي سيترك منصبه قريبا.
ودارت مناقشات الحاضرين حول ما إذا كانت الصين ستزيح الولايات المتحدة كأكبر اقتصاد وأكبر قوة عالمية ومتى سيتسني لها ذلك. وتباينت التقديرات حول هذا الأمر، فالبعض يرى أن هذا قد يحدث في العشرينات من القرن الحالي بينما يرى آخرون أنه قد لا يحدث على الإطلاق. كما تناول النقاش المشاكل التي تتصاعد حدتها في الوقت الذي تظل فيه الولايات المتحدة في حالة العزوف عن التصدي لها.
دور أميركي في سوريا
تقضي القواعد الأساسية لكثير من ندوات دافوس بعدم الكشف عن هوية المتحدثين. وفي حماية قاعدة حجب الهوية أبدى وزير أسفه للمخاطر التي تتهدد عالما "دون قيادة أميركية".
وقيل في جلسة من جلسات المنتدى إنه دون انخراط أميركي في التصدي للأزمة السورية فإن سوريا ستصبح "صومالا آخر على البحر المتوسط" تشن فيها دول الشرق الأوسط حربا بالوكالة عن طريق الطوائف وأن بعضا من هذا العنف سيصدر إلى الدول المجاورة وإلى أوروبا.
في هذا السياق يرى والي نصر، من جامعة جونز هوبكنز، أن إيران ربما تعجل ببرنامجها النووي لمحاولة الخروج من عزلتها وذلك لأن واشنطن وضعتها تحت ضغط شديد من خلال العقوبات الاقتصادية في الوقت الذي تجنبت فيه القيام بدور دبلوماسي أو بعمل عسكري مباشر.
وفي خطاب علني قال الملك عبد الله الثاني، عاهل الأردن، إن بلاده التي يقاتل بعض جنودها في أفغانستان تواجه الآن "طالبان جديدة في سوريا" حيث حققت إحدى الجماعات التي تقاتل من أجل الإطاحة بالرئيس بشار الأسد تقدما على الأرض. وأضاف أن تطهير البلاد منها قد يستغرق سنوات.
واستقبل الأردن نحو 300 ألف لاجئ سوري مما مثّل عبئا كبيرا على موارده المحدودة وعلى استقراره السياسي. وشكا بعض اللاجئين السوريين في دافوس من أن الأردن أغلق حدوده في وجه مقاتلي المعارضة السورية.
في ذات الموضوع، قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، الذي استوعبت بلاده نحو 150 ألف لاجئ وكانت قاعدة خلفية لمقاتلي المعارضة، إن المجتمع الدولي سيضطر يوما للاعتذار للشعب السوري مثلما فعل في رواندا وذلك لإخفاقه في التدخل لمنع وقوع مجازر.
ولقي نحو 60 ألفا مصرعهم في الحرب الأهلية الدائرة منذ نحو عامين في سوريا وفقا لبيانات الأمم المتحدة.
الأمير تركي الفصيل، أحد كبار أفراد الأسرة الحاكمة في السعودية ورئيس مخابراتها السابق وسفيرها السابق في لندن وواشنطن، قال إن مقاتلي المعارضة لا يتلقون الأسلحة القادرة على تغيير اللعبة من مضادات للطائرات ومضادات للدبابات وذلك بسبب قيود أميركية على نقل الأسلحة لأطراف ثالثة.
وفسر خبراء في الاستراتيجية الأميركية الوضع قائلين إن مصلحة واشنطن الوحيدة في سوريا هي منع أي تهديد لإسرائيل وضمان عدم وقوع الأسلحة الكيماوية في أيدي جماعات "إرهابية".
وهذا العزوف عن الاستدراج إلى الصراعات هو ما أدى بواشنطن إلى تركيز ما قدمته لفرنسا على الدعم الشفهي والمخابراتي في معاركها في مالي في مواجهة متمردين على صلة بتنظيم القاعدة رسخوا وجودهم في مناطق من الصحراء الكبرى.
اتجاه نحو آسيا
لا يتوقع أحد تقريبا أن يطلق باراك أوباما مبادرة سلام جديدة في الشرق الأوسط بعد أن احترقت أصابعه في محاولة في بداية حكمه لإحياء مفاوضات السلام الفلسطينية الإسرائيلية عندما رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقف بناء المستوطنات اليهودية.
ويقول جيديون روز، رئيس تحرير مجلة فورين افيرز، إن إدارة أوباما ترى لعنة في أي محاولة لجر الولايات المتحدة إلى التدخل العسكري في العالم الإسلامي بعد أن خرجت قواتها من العراق وبدأت تستعد للخروج من أفغانستان.
وأشار بعض المشاركين في المنتدى إلى اتجاه أوباما الاستراتيجي نحو آسيا حيث القوى الاقتصادية سريعة النمو في منطقة آسيا والمحيط الهادي باعتباره سببا في ارتفاع التوترات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وغطى تفجر اشتباكات بين إسرائيل والفلسطينيين في قطاع غزة على أول رحلة قام بها أوباما للخارج عقب إعادة انتخابه في نوفمبر تشرين الثاني بزيارة منطقة آسيا والمحيط الهادي.
كما أن الزيارة جاءت خلال فترة محفوفة بالمخاطر في العلاقات بين الصين واليابان وبين كوريا الشمالية والدول المجاورة وقبل كل شيء بين الصين والولايات المتحدة نفسها.
وحث رئيس الوزراء الاسترالي السابق كيفن رود، وهو خبير في الشؤون الصينية، أوباما على استغلال ولايته الثانية لطرح مبادرة كبرى لبناء علاقة تعاون أمني مع الصين لأسباب منها تحاشي الصراعات في بحر الصين الجنوبي. وأبدى روز شكوكا في أن تنتهج إدارة أوباما نهجا بهذا الطموح.
وقال وو شين بو، عميد كلية الدراسات الدولية بجامعة فودان في الصين، إن على واشنطن أن تبدأ بوقف دورياتها الجوية والبحرية قبالة السواحل الصينية التي قال إنها تشبه سياسة الاحتواء التي كانت متبعة مع الاتحاد السوفيتي السابق. وأعرب عن قلقه من أن تأخذ اليابان تحت ضغط الرأي العام نهجا "هجوميا" في نزاعها مع الصين على مجموعة من الجزر في بحر الصين الجنوبي.
وقال جوزيف ناي، المسؤول الأميركي السابق والمحاضر بجامعة هارفارد، الذي زار اليابان والصين في الآونة الأخيرة ضمن وفد أميركي شبه رسمي، إن كلا من البلدين يشعر بالقلق من نمو مشاعر الوطنية والنزعة العسكرية في البلد الآخر.