ابوعبدالرحمن حمزة
18-12-2012, 12:57 PM
القول ان الاسلام يحتاج لعقود لتطبيقه على الناس بواسطة السلطان خرافة ، لا ادري كيف انطلت على المسلمين .
الاسلام هو دين الله الحق وما عداه باطل .
( وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (48) وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ (49) أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ )
ثم انه دين الفطرة فهو في احكامه وتشريعاته يعالج مشاكل الانسان_ الكافر قبل المسلم _ علاجا صادقا دون محابة ولا جور على احد اي انه في تشريعاته فقط العدل واي تشريع خارجه هو ظلم قطعا ( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ )
وقال تعالى : ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا) (قال الشافعي) رحمه الله تعالى: فأعلم الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن فرضا عليه وعلى من قبله والناس إذا حكموا أن يحكموا بالعدل والعدل اتباع حكمه المنزل.
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا قَالَ الرَّجُلُ هَلَكَ النَّاسُ فَهُوَ أَهْلَكُهُمْ.
و قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ.
في اي دولة من الدول فان الذي يطبق فيها النظام شخصان أحدهما القاضي الذي يفصل الخصومات بين الناس، والثاني الحاكم الذي يحكم الناس.
وفي كل دولة من الدول وكل مجتمع من المجتمعات فانه لا يعدم فيها من يستطيع ان يفصل الخصومات بين الناس ومن يحكم فيها ، والقول انه لا يوجد في اي امة من الامم من ابنائها من يستطيع ان يحكم بين الناس او ان يقضي _ يفصل الخصومات بين الناس هو خرافة بغض النظر عن النظام المطبق .
ننتقل الان لواقع الامة الاسلامية فان فيها قضاة وحكام يباشرون الفصل في الخصومات بين الناس ويطبقون على الناس النظام ، والمسألة متعلقة بهذا النظام الذي يطبق من قبل الحكام والقضاة .
فهناك حكام وقضاة يطبقون نظاما غير النظام الاسلامي ،والمطلوب هو تغير هذا النظام لا تغير من يطبق الا اذا لزم ذلك شرعا .
والنظام الذي يراد تطبيقه هو الاسلام اي التشريعات اي الاحكام المتعلقة بالقضاة والحكام
ومعلوم ان القضاة يلزمهم احكام البينات والشهادات وادب القضاة والتشريعات التي يراد تطبيقها اي نظام العقوبات وهذه الاحكام كلها موجودة ومتيسرة فكتب الفقه الاسلامي وموسوعاته في المتناول ويستطيع اي كان من القضاة ان يرجع لها بكل سهولة واداة فهم هذه النصوص والتشريعات ايضا متيسرة اعني كتب اصول الفقه والتفسير وشرح الاحاديث ومعاجم اللغة العربية بل ان هناك علماء في الامة يستطيع ان يرجع لهم اذا استشكل عليه امر من الامور بل هم حشد عريض من العلماء وطلبة العلم والمتفقه ولا ادري كيف ينطلي على الامة انعدام هؤلاء وهم يعيشون معنا نسمعهم ويسمعوننا نراهم ويرونا .
اما بالنسبة لما يجب ان يطبق الحكام من احكام النظام فانه بالاضافة لما تقدم من ان كتب الفقه والموسوعات الفقهية متيسرة ووجود العلماء فحتى لا يتوهم ان الكلام عاما
فان تطبيق الحكم من الحكام يظهر في عدة امور:
الاول : طبيعة نظام الحكم نفسه اعني كيفية تولي الحكم وعلاقة الحاكم بالمحكوم واجهزة الدولة وما يناط بكل جهاز من المسؤوليات فان هذا الامر ايضا متيسر وموجود عند الامة بتراثها التشريع والفقهي في كتب الفقه والموسوعات الفقهية بل ان هناك كثير من الكتب التي فصلت هذه المسألة بحد ذاتها بل انه لاهميتها فان المسلمين بحثوا هذا الامر في كتب العقائد .
واي مسلم يستطيع ان يعلم هذه الاحكام بالرجوع لكتب مثل الاحكام السلطانية للماودي وكتاب الغياثي وغيرها من الكتب التي تشرح وتبين هذا الامر بحسب ادلة الشرع ونصوصه وبعيدة كل البعد عن ثقافة الكفر من ديموقراطية وغيرها من افكار الكفر .
الثاني :ويظهر تطبق النظام ايضا في طبيعة العلاقة بين الرجل والمرأة وهذا الامر لا زال موجودا في مجمله ويحاول الغرب الكافر العبث به من خلال مؤتمرات الاسكان والاسرة وسيداو وعلى كل حال فان الاحكام الشرعية المتعلقة بهذا الامر متيسرة للحكام لتطبقها ويعلمها من له ادنى معرفه بالفقه .
الثالث : الاحكام المتعلقة بسياسة المال اعني كيفية جبايته وصرفه وتنميته وقد افرد الفقهاء لهذه الاحكام كتب الخراج والاموال فان كتاب الاموال مثلا لابي عبيد شرح بشكل واضح ومفصل موارد بيت المال واحكامها ويمكن ان يوضع موضع تطبيق في هذه الناحية اعني نفس الكتاب على ان هناك كتب كثيرة من المحدثين ممن بلوروا وطرحوا هذه الاحكام بكل وضوح في كتب النظام الاقتصادي .
الرابع : سياسة التعليم وهذا الامر من البداهة في الاسلام التعليم يجب ان يسير على اساس جعل الاسلام وثقافة الاسلام عقيدة واحكاما هي اساس التثقيف وفي الوقت الذي يرفض فيه اخذ التشريعات والمعالجات من اي ثقافة خارج ثقافة الاسلام فانه تؤخذ بقية العلوم والمعارف العلمية من طب وفيزياء وكل المعارف العلمية التجريبية على اساس انها وسائل تسهل العيش وتجعل العقيدة الاسلامية اساسا لاخذ هذه المعارف فالمعارف التي تتناقض معها لا تؤخذ ولا تقبل مثل نظرية دارويين مثلا .
الخامس والاخير : علاقة الدولة بغيرها من الدول ومعلوم عند كل مسلم ان اساس هذه العلاقة هي حمل الدعوة لهم لاخراجهم من الظلمات الى النور وان الجهاد والقتال في سبيل هذا الامر واجب على هذه الامة وقد وضح الفقهاء احكام الجهاد والقتال بتفصيل
وعرضوا معها بقية احكام هذه العلاقة من المعاهدات بجميع انواعها وبتفصيل .
وبعد فان النظام الذي يراد بل يجب ان يطبقه المسلمون هو نظام الاسلام اي الاحكام الشرعية التي امر بها الله في كتابه وسنة رسوله وهي متيسرة لكل مسلم اعني انها في متناول كل مسلم ان يتعلمها ويعرفها بما انتجه المسلمون من الثروة الثقافية الاسلامية وعلى رأسها الفقه الاسلامي بموسوعاته الضخمة التي نباهي بها الامم هذا من جانب ومن جانب اخر فان هذه الامة امة اصيلة انها امة التوحيد امة الاسلام وهي متعطشه للعيش بحسب ما تؤمن به بل ان عيشها على اساس الاسلام فرض عليها تعاقب عليه ان لم تفعل واذا طبق عليها الاسلام مع وجود هذا الايمان به والتعطش لاحكامه ولمجد هذه الامة فانه قطعا سيفجر طاقاتها الهائلة التي ستمحو به الكفر وانظمته وتنير الطريق للامم والشعوب لاعتناق الاسلام لانه هو وحده الحق والصالح في كل مكان وزمان وظرف لعلاج الانسان بوصفه انسانا علاجا صادقا يحقق له الرفاه والطمأنينة .
وفي هذا بيان لسر محاولة تميع قضية تطبيق الاسلام وجعل الامر وكأنه بعيد المنال ووهم وخيال انه بكل بساطة محاولة جديدة للتضليل الثقافي وتحركات الزعامات المأجورة
ولولا هذا التضليل الثقافي الذي يقع على الامة من خلال طرح ثقافة الكفر على اعتبار انها من الاسلام او توافقه و المحاولات غير المبررة لايجاد التوفيق بين الاسلام وافكار الكفر اقول لولا هذا التضليل والزعامات المأجورة لكان العود لثقافة الاسلام واحكامه وتطبيق ذلك في الدولة والمجتمع اقرب من طرف العين .
قال تعالى :
( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ (36) لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ)
وقال عز وجل :
(يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (32) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ)
الاسلام هو دين الله الحق وما عداه باطل .
( وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (48) وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ (49) أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ )
ثم انه دين الفطرة فهو في احكامه وتشريعاته يعالج مشاكل الانسان_ الكافر قبل المسلم _ علاجا صادقا دون محابة ولا جور على احد اي انه في تشريعاته فقط العدل واي تشريع خارجه هو ظلم قطعا ( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ )
وقال تعالى : ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا) (قال الشافعي) رحمه الله تعالى: فأعلم الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن فرضا عليه وعلى من قبله والناس إذا حكموا أن يحكموا بالعدل والعدل اتباع حكمه المنزل.
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا قَالَ الرَّجُلُ هَلَكَ النَّاسُ فَهُوَ أَهْلَكُهُمْ.
و قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ.
في اي دولة من الدول فان الذي يطبق فيها النظام شخصان أحدهما القاضي الذي يفصل الخصومات بين الناس، والثاني الحاكم الذي يحكم الناس.
وفي كل دولة من الدول وكل مجتمع من المجتمعات فانه لا يعدم فيها من يستطيع ان يفصل الخصومات بين الناس ومن يحكم فيها ، والقول انه لا يوجد في اي امة من الامم من ابنائها من يستطيع ان يحكم بين الناس او ان يقضي _ يفصل الخصومات بين الناس هو خرافة بغض النظر عن النظام المطبق .
ننتقل الان لواقع الامة الاسلامية فان فيها قضاة وحكام يباشرون الفصل في الخصومات بين الناس ويطبقون على الناس النظام ، والمسألة متعلقة بهذا النظام الذي يطبق من قبل الحكام والقضاة .
فهناك حكام وقضاة يطبقون نظاما غير النظام الاسلامي ،والمطلوب هو تغير هذا النظام لا تغير من يطبق الا اذا لزم ذلك شرعا .
والنظام الذي يراد تطبيقه هو الاسلام اي التشريعات اي الاحكام المتعلقة بالقضاة والحكام
ومعلوم ان القضاة يلزمهم احكام البينات والشهادات وادب القضاة والتشريعات التي يراد تطبيقها اي نظام العقوبات وهذه الاحكام كلها موجودة ومتيسرة فكتب الفقه الاسلامي وموسوعاته في المتناول ويستطيع اي كان من القضاة ان يرجع لها بكل سهولة واداة فهم هذه النصوص والتشريعات ايضا متيسرة اعني كتب اصول الفقه والتفسير وشرح الاحاديث ومعاجم اللغة العربية بل ان هناك علماء في الامة يستطيع ان يرجع لهم اذا استشكل عليه امر من الامور بل هم حشد عريض من العلماء وطلبة العلم والمتفقه ولا ادري كيف ينطلي على الامة انعدام هؤلاء وهم يعيشون معنا نسمعهم ويسمعوننا نراهم ويرونا .
اما بالنسبة لما يجب ان يطبق الحكام من احكام النظام فانه بالاضافة لما تقدم من ان كتب الفقه والموسوعات الفقهية متيسرة ووجود العلماء فحتى لا يتوهم ان الكلام عاما
فان تطبيق الحكم من الحكام يظهر في عدة امور:
الاول : طبيعة نظام الحكم نفسه اعني كيفية تولي الحكم وعلاقة الحاكم بالمحكوم واجهزة الدولة وما يناط بكل جهاز من المسؤوليات فان هذا الامر ايضا متيسر وموجود عند الامة بتراثها التشريع والفقهي في كتب الفقه والموسوعات الفقهية بل ان هناك كثير من الكتب التي فصلت هذه المسألة بحد ذاتها بل انه لاهميتها فان المسلمين بحثوا هذا الامر في كتب العقائد .
واي مسلم يستطيع ان يعلم هذه الاحكام بالرجوع لكتب مثل الاحكام السلطانية للماودي وكتاب الغياثي وغيرها من الكتب التي تشرح وتبين هذا الامر بحسب ادلة الشرع ونصوصه وبعيدة كل البعد عن ثقافة الكفر من ديموقراطية وغيرها من افكار الكفر .
الثاني :ويظهر تطبق النظام ايضا في طبيعة العلاقة بين الرجل والمرأة وهذا الامر لا زال موجودا في مجمله ويحاول الغرب الكافر العبث به من خلال مؤتمرات الاسكان والاسرة وسيداو وعلى كل حال فان الاحكام الشرعية المتعلقة بهذا الامر متيسرة للحكام لتطبقها ويعلمها من له ادنى معرفه بالفقه .
الثالث : الاحكام المتعلقة بسياسة المال اعني كيفية جبايته وصرفه وتنميته وقد افرد الفقهاء لهذه الاحكام كتب الخراج والاموال فان كتاب الاموال مثلا لابي عبيد شرح بشكل واضح ومفصل موارد بيت المال واحكامها ويمكن ان يوضع موضع تطبيق في هذه الناحية اعني نفس الكتاب على ان هناك كتب كثيرة من المحدثين ممن بلوروا وطرحوا هذه الاحكام بكل وضوح في كتب النظام الاقتصادي .
الرابع : سياسة التعليم وهذا الامر من البداهة في الاسلام التعليم يجب ان يسير على اساس جعل الاسلام وثقافة الاسلام عقيدة واحكاما هي اساس التثقيف وفي الوقت الذي يرفض فيه اخذ التشريعات والمعالجات من اي ثقافة خارج ثقافة الاسلام فانه تؤخذ بقية العلوم والمعارف العلمية من طب وفيزياء وكل المعارف العلمية التجريبية على اساس انها وسائل تسهل العيش وتجعل العقيدة الاسلامية اساسا لاخذ هذه المعارف فالمعارف التي تتناقض معها لا تؤخذ ولا تقبل مثل نظرية دارويين مثلا .
الخامس والاخير : علاقة الدولة بغيرها من الدول ومعلوم عند كل مسلم ان اساس هذه العلاقة هي حمل الدعوة لهم لاخراجهم من الظلمات الى النور وان الجهاد والقتال في سبيل هذا الامر واجب على هذه الامة وقد وضح الفقهاء احكام الجهاد والقتال بتفصيل
وعرضوا معها بقية احكام هذه العلاقة من المعاهدات بجميع انواعها وبتفصيل .
وبعد فان النظام الذي يراد بل يجب ان يطبقه المسلمون هو نظام الاسلام اي الاحكام الشرعية التي امر بها الله في كتابه وسنة رسوله وهي متيسرة لكل مسلم اعني انها في متناول كل مسلم ان يتعلمها ويعرفها بما انتجه المسلمون من الثروة الثقافية الاسلامية وعلى رأسها الفقه الاسلامي بموسوعاته الضخمة التي نباهي بها الامم هذا من جانب ومن جانب اخر فان هذه الامة امة اصيلة انها امة التوحيد امة الاسلام وهي متعطشه للعيش بحسب ما تؤمن به بل ان عيشها على اساس الاسلام فرض عليها تعاقب عليه ان لم تفعل واذا طبق عليها الاسلام مع وجود هذا الايمان به والتعطش لاحكامه ولمجد هذه الامة فانه قطعا سيفجر طاقاتها الهائلة التي ستمحو به الكفر وانظمته وتنير الطريق للامم والشعوب لاعتناق الاسلام لانه هو وحده الحق والصالح في كل مكان وزمان وظرف لعلاج الانسان بوصفه انسانا علاجا صادقا يحقق له الرفاه والطمأنينة .
وفي هذا بيان لسر محاولة تميع قضية تطبيق الاسلام وجعل الامر وكأنه بعيد المنال ووهم وخيال انه بكل بساطة محاولة جديدة للتضليل الثقافي وتحركات الزعامات المأجورة
ولولا هذا التضليل الثقافي الذي يقع على الامة من خلال طرح ثقافة الكفر على اعتبار انها من الاسلام او توافقه و المحاولات غير المبررة لايجاد التوفيق بين الاسلام وافكار الكفر اقول لولا هذا التضليل والزعامات المأجورة لكان العود لثقافة الاسلام واحكامه وتطبيق ذلك في الدولة والمجتمع اقرب من طرف العين .
قال تعالى :
( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ (36) لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ)
وقال عز وجل :
(يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (32) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ)