ما علاقة عامل الندرة بالقيمة ... ؟

[عمر1]

يقول الحزب في الاقتصادي :


والحقيقة التي هي فكر له واقع في الحس، هي أن قيمة أي سلعة هي مقدار ما فيها من منفعة مع ملاحظة عامل الندرة

ويقول عن عامل الندرة في الدوسية مايلي :


ملاحظة عامل الندرة أي كون الأشياء متوفرة أو نادرة الوجود، فإن ذلك يلاحظ في القيمة، ولكن عامل الندرة هذا لا يعتبر جزءاً في تقدير المنفعة في الشيء الذي يراد تقدير قيمته، فالمنفعة تقدر بذاتها للشيء بقطع النظر عن كونه موجوداً بكثرة أو نادر الوجود.

ارجوا توضيح كيف يتم ملاحظة عامل الندرة في تقدير القيمة دون ان يكون جزء من التقدير للقيمة ؟

[عبد الواحد جعفر]

ارجوا توضيح كيف يتم ملاحظة عامل الندرة في تقدير القيمة دون ان يكون جزء من التقدير للقيمة ؟

جاء في أجوبة أسئلة في ملف النشرات الفكرية ما نصه:
(- القيمة الحقيقية للشيء هي مقدار ما في ذلك الشيء من منفعة عند التقدير مع ملاحظة عامل الندرة في ذلك الوقت الذي جرى فيه التقدير ودون اعتبار عامل الندرة جزءاً في التقدير، وبذلك يكون الاعتبار لمقدار المنفعة في الشيء وهو الأساس في التقدير. أمّا القيمة الفعلية فإن التقدير فيها يكون بالنسبة لمقدار استبدالها بشيء آخر من سلعة أو نقد أو خدمة، وبذلك يكون الاعتبار منصباً على مقدار البدل الفعلي من سلع أو خدمات أو نقود.
ملاحظة عامل الندرة أي كون الأشياء متوفرة أو نادرة الوجود، فإن ذلك يلاحظ في القيمة، ولكن عامل الندرة هذا لا يعتبر جزءاً في تقدير المنفعة في الشيء الذي يراد تقدير قيمته، فالمنفعة تقدر بذاتها للشيء بقطع النظر عن كونه موجوداً بكثرة أو نادر الوجود. فمثلاً تقدير قيمة صاع من القمح بمنفعة صاعين من الشعير، فهذه القيمة ثابتة سواء أكان الشعير موجوداً بكثرة أو كان نادراً، وكذلك القمح سواء أكان موجوداً بكثرة أو كان نادراً، ولو كان ثمن الشعير أغلى من القمح، فالندرة ليست جزءاً من تقدير المنفعة في الشيء، ولكنها تلاحظ عند تقدير القيمة.
المنفعة تطلَق على قيمة المنفعة وتكون بمعنى درجة أهمية الشيء المنتَج بالنسبة لشخص معين، وتطلق المنفعة على ما يشبع حاجة من الحاجات).
وأظن أن أجوبة الأسئلة هذه تجيب على سؤالك..

[عمر1]

جزيت خيرا :

نعم الحقيية ان عامل الندرة يتعلق بالقيمة و الثمن وان كان يظهر عامل الندرة في موضوع الثمن اكثر منه في موضوع القيمة من حيث التأثير , الا ان عامل الندرة يمكن ملاحظته تماما في بحث القيمة كما هو ملاحظ في بحث الثمن ، الا ان هذه الملاحظة تحتاج الى تدقيق اكثر ، مثلا :

الماء في صحراء بالنسبة للانسان الذي يعيش هنالك قيمته اعلى من قيمته لان يعيش على ضفة نهر ما , لذلك فإن هذا الشخص ستكون قيمة الماء بالنسبة له اضعافاً مضاعفة لو قارنتها مع الشخص الاخر. بالرغم من ان احتياج كل منهما للماء متساوي كأنسان يحتاج 2 لتر من الماء يوميا , الا ان قيمة الماء بالنسبة للذي يعيش بالصحراء اكبر بكثير من ذلك الذي يعيش على ضفة النهر, وهذا بغض النظر عن موضوع البيع والشراء وبعيدا عنه.فقيمة السلعة عند كل منهما اختلفت لوجود عامل الندرة. فالذي يعيش في الصحراء فان الماء بالنسبة له عنصر نادر, بعكس الذي يعيش على ضفة النيل.وهذا الاختلاف غير متعلق بالبيع والشراء, لان ملاحظته موجودة لكون السلعة نادرة, ولهذا لا تجد البدوي يفرط بقطرة من الماء, بعكس ذلك الذي يعيش على شلالات او على ضفة النيل.

[عمر1]

السلام عليكم

اخي الكريم : ما سبب هذه الاضافة

" ودون اعتبار عامل الندرة جزءاً في التقدير، "

في التعريف الموجود في جواب السؤال الذي اوردته .

[عبد الواحد جعفر]

السلام عليكم

اخي الكريم : ما سبب هذه الاضافة

" ودون اعتبار عامل الندرة جزءاً في التقدير، "

في التعريف الموجود في جواب السؤال الذي اوردته .

جاء في تكملة الجواب ما نصه:
(ملاحظة عامل الندرة أي كون الأشياء متوفرة أو نادرة الوجود، فإن ذلك يلاحظ في القيمة، ولكن عامل الندرة هذا لا يعتبر جزءاً في تقدير المنفعة في الشيء الذي يراد تقدير قيمته، فالمنفعة تقدر بذاتها للشيء بقطع النظر عن كونه موجوداً بكثرة أو نادر الوجود. فمثلاً تقدير قيمة صاع من القمح بمنفعة صاعين من الشعير، فهذه القيمة ثابتة سواء أكان الشعير موجوداً بكثرة أو كان نادراً، وكذلك القمح سواء أكان موجوداً بكثرة أو كان نادراً، ولو كان ثمن الشعير أغلى من القمح، فالندرة ليست جزءاً من تقدير المنفعة في الشيء، ولكنها تلاحظ عند تقدير القيمة.
المنفعة تطلَق على قيمة المنفعة وتكون بمعنى درجة أهمية الشيء المنتَج بالنسبة لشخص معين، وتطلق المنفعة على ما يشبع حاجة من الحاجات.
مَثٍلُ الخزانة: القيمة ثابتة لا تتغير ولا تتبدل في المدى القصير، فمثلاً كيلو لحم يقدر بعشرين بيضة مثلاً، وصاع قمح بصاعيْ شعير مثلاً، فهذه القيمة ثابتة، أمّا الثمن فمتغير يتبع العرض والطلب. وحديث الخزانة في الصيغة الأولى ذكر خزانة معينة موصوفة، وذكر أن قيمتها خمسون ديناراً، فالقيمة هنا ثابتة، وهنا يجب أن يعيد عين الخزانة الموصوفة التي أخذها، ولا يجوز أن يأتي بغيرها، فإن ثبت تلفها يدفع القيمة المقدرة وهي ثابتة، وهي الخمسون ديناراً. وفي الصيغة الثانية ذكر ثمن الخزانة، فجاء ذكر الثمن في وقت العقد، ويكون عليه خزانة بخمسين، فيُرجع الخزانة أو خزانة أخرى بخمسين، ولو كانت الأولى تساوي مائة أو الخمسين، لأنه ثبت خزانة ثمنها خمسون ديناراً، فالعبرة بخزانة ثمنها خمسون، أمّا الأولى فالعبرة بالقيمة، ولذلك لا يجوز غير عين الخزانة، فإن تلفت دَفَع القيمة وهي الخمسون).
وجاء في جواب آخر ما نصه:
(- عامل الندرة يؤثر في ارتفاع ثمن السلعة وانخفاضه ولا يؤثر في أصل تقدير الثمن للسلعة، أي أن السلعة قليلة في السوق أو كثيرة لا يؤثر على أن لها ثمناً أو ليس لها ثمن، فقلّتها لا تجعل لها ثمناً، وكثرتها لا تجعلها بدون ثمن، بل كونها لها ثمن أو ليس لها ثمن راجع لما فيه من منفعة وليس لقلتها أو كثرتها، ومن هنا كانت قيمة الشيء هي مقدار ما فيه من منفعة بغض النظر عن كثرتها أو قلتها. وكذلك كانت ندرتها ليست جزءاً في تقدير ثمنها، ولكن بما أن قلّتها تزيد ثمنها وكثرتها تنقص ثمنها، لذلك كان لا بد من ملاحظة عامل الندرة، ولكن مجرد ملاحظة دون اعتباره جزءاً في تقدير الثمن.
21 من جمادى الثانية 1388
14/9/1968).

ويقول في النظام الاقتصادي ما نصه:
(إلاّ أن قيمة الاستبدال هذه قد خُصصت في العصر الحديث بواحدة من قيمها وصارت هي الغالبة عليها. ففي الجماعات المتمدنة لا تُنسب قيم السلع إلى بعضها البعض، وإنما تُنسب إلى سلعة معينة تسمى النقود، وقد أُطلق على نسبة استبدال الشيء بالنقود اسم الثمن، فالثمن هو قيمة استبدال الشيء بالنسبة للنقود، وعلى ذلك يكون الفرق بين قيمة الاستبدال والثمن هو أن قيمة الاستبدال هي نسبة استبدال الشيء بغيره مطلقاً سواء أكان نقوداً أو سلعاً أو خدمات، أما الثمن فهو قيمة استبدال الشيء بالنقود خاصة. ويترتب على هذا أن أثمان السلع يمكن أن ترتفع كلها في وقت واحد، وتهبط كلها في وقت واحد، في حين أنه يستحيل أن ترتفع أو تهبط قيمة استبدال كل السلع بعضها ببعض في وقت واحد. وكذلك يمكن أن تتغير أثمان السلع من غير أن يترتب على ذلك تغير في قيمة استبدالها. وعلى ذلك فثمن السلعة هو إحدى قيم هذه السلعة، وبعبارة أخرى هو قيمة السلعة بالنسبة للنقود فقط).
وأظن أن بهذه النصوص يتضح الجواب على سؤالك.

[عمر1]

جزاك الله كل خير