بوفيصيل
04-11-2012, 04:26 AM
.
إضاءات في الفكر والثقافة والحياة
.
بين يدي القارئ الكريم مجموعة من الإضاءات في الفكر والثقافة والحياة، تعبّر عن تأمّلاتٍ وانفعالاتٍ وتجاوباتٍ شخصيّة عايشتُها خلال الأشهر الثلاثة الماضية، أرجو من الله عزّ وجلّ أن ينفع بها قارئها، وأن يأجرني عليها خيرًا، وأن يعصمني من الزلل في القول والعمل.
****
التجرد لله كلمة لها مضمون عظيم، لو فعلناه في واقعنا لغيرنا الكثير، ولو أضفنا إليها المنهج العلمي الموضوعي في بحثنا عن الحقائق لانكشفت عنّا الكثير من أمراض النفس والمجتمع.
****
ما أتعسنا وما أقربنا من الكذب والخداع حين نبتّ بأمور ونحكم على شخصيات وهيئات دون أن نمتلك شرط “العلم” الذي لا يجوز أن نبتّ بأمر ونحكم عليه دون امتلاكه!
****
إنّ الكثير من الأفكار والمفاهيم الكارثية التي تضرب بسوءاتها عقول أبناء المسلمين جاءت كنتيجة طبيعية للانحطاط الثقافي الحاصل؛ حيث يؤدي انحسار الثقافة وضآلتها إلى وقوع الشباب فريسة سهلة لمدارس “ضيق الأفق”، و”الشعاراتيّة”، و”العاطفة الهوجاء”، ويصبح من الصعب توجيه الخطاب العلمي الموضوعي للعقول التي تمّ افتراسها ومن ثمّ إتلافها! وبما أنّ الوقاية خير من قنطار علاج، فإنّ أحد أهم الحلول الناجعة لتفادي هذه الحالات الكارثية في عقليات الشباب هو التنشئة والتربية على سعة الأفق، وسعة الثقافة، والتزام المنهج العلمي الموضوعي في كلّ تصوّر وكلّ سلوك يقوم به أبناؤنا منذ طفولتهم.
****
لستُ نادما على مرحلة “الطفولة الفكرية” التي عشتُها، لأنّ الكثير من الخطوات التي خطوتها بعد ذلك ابتعادا عن آفات تلك المرحلة لم تكن لتظهر لولا مروري بهذه المرحلة؛ فنحن لا ندرك قيمة الأشياء إلا بمباينتها لأضدادها.. ما يكاد ينفطر له قلبي هو مشاهدة الكثير من الشباب من حولي أدّى به اتّباعه لهواه واستغراقه في هذا الهوى إلى جانب “التقوقع” على مفاهيم تلك المرحلة وعدم تجاوزها للاطلاع على مفاهيم أخرى.. أدّى به ذلك كلّه إلى حطّ الرحال في هذه المرحلة والمكوث فيها بإصرار وجمود يتحدّى به كلّ فكرة جديدة ليست على مقاس تلك الطفولة الفكرية!
****
إنّ القدرة على أخذ موقف واضح حاسم واقعي فاعل، هو ما ينشئه الإسلام في نفس الإنسان المؤمن.. وعدم القدرة على ذلك والميوعة في تحديد المواقف، أو تحديد مواقف عبثية، أو مواقف لا فاعلة، أو غير واقعية، هو ما جنته هذه الجاهلية المعاصرة على إنسانية الإنسان!
****
بعض الناس يظنّ أن معركة الإسلام مع الواقع العلماني هي معركة “مصطلحات”، ولكن الحقيقة أنها معركة “مضامين” و”قيم”.. يدلّ على ذلك أنّ الكثير ممن يتمسّك بالمصطلحات الإسلامية يطرح من ورائها مضامين وقيمًا مناقضة للإسلام وأقرب ما تكون للتراث الغربي الجاهلي! فالأولوية والخطر الأكبر هو فيما يتعلق “بالمضامين” لا “بالمصطلحات”. نحن نريد مضامين إسلامية ومصطلحات إسلامية، ولكننا نفضل المضمون الإسلامي المطروح خلف مصطلح غير إسلامي على المضمون الجاهلي المطروح خلف مصطلح إسلامي!
****
التفكير الواقعي تفكير مفترى عليه..
فبين محلّق في أحلامه وخيالاته غير مراع للواقع ولا منتبه له.. وكأنه غير موجود!
وبين من يَسوقه الواقع الفاسد سوق النعاج فيهبط من دركة إلى أسفل منها..
بين هذين الرجلين ذُبِحتْ الفكرة، وقُدّمتْ قربانا لآلهة الجهل والهوى!
****
الدارس التي يتعامل مع الكتب والإعلام – ولا شيء غير الكتب والإعلام – يقع فريسة سهلة لخدعة الإعلام من ناحية تضخيم توجهات وتيارات وظواهر معينة في المجتمع؛ فهو يتعرض لحجم هذه الظواهر والتوجهات والتيارات الكبير في الإعلام المكتوب والمرئي والصوتي، فيعطيها هذا الحجم، مع أنّ الواقع في كثير من الأحيان مغاير – بل مناقض – لهذا التضخّم الإعلامي “الوهمي”! نحن نحتاج إلى الدارس الذي يتعرّض للواقع ويعايشه ويلامسه قدر الاستطاعة.. ولا أبالغ إنْ قلت: إنّنا نريد ذلك الدّارس الذي ينظر إلى الآلة الإعلامية العربيّة على أنّها “رجسٌ من عمل الشيطان” فيجتنبها..! فكذلك أصبح الإعلام في عالمِنا البائس؛ فقاقيعَ تهدف – أوّل ما تهدف – إلى الفرقعة.. ولا شيء غير الفرقعة! إلا من رحم ربّي..
****
بدهيّة لا ينبغي أن تغيب عن أذهاننا: إذا أردنا أن نخرج من التبعية للغرب على المستوى الاقتصادي والسياسي، فلا بدّ قبل ومع ذلك أن نخرج من التبعية “القيميّة” له! لقد ثرثرنا كثيرا حول ضرورة الخروج من التبعيّة للغرب، ولكنّنا في ذات الوقت غضبنا كثيرا حين حاول أحدنا أن يكسر بعض القيم “الغربية” التي تأصّلت في مجتمعاتنا ويخرج من إطارها..!
****
ما أشد ما أمقت مناهج بعض المحدثين في طرائق تعليم العربية، إنها أقرب ما تكون إلى “الفلسفة” لا العربية! أما العربية فذلك شيء كالشعر يصعب تمكينه من نفس الطالب حين نبتر علومه عن بعضها البعض، ونحشوها أجزاء وتفاريق في ذهن الطالب.. العربية لا يصلح أن تكون عند العربي إلا روحا شاملا ترضعه نفسه كلّها بكامل كينونتها، لا عملية “ذهنية” لا تكاد تجاوز حدود العقل والفكر! ولا أكون قد بالغت لو قلت: كلّما خبا تفاعل وجدان الطالب مع المادة المدروسة، كلّما تدنّى تحصيله وتمكّنه من العربية.
****
المعلّم الذي يكثر من الصراخ والتهديد والوعيد دون فعل، يزدريه التلاميذ وتقلّ قيمته كمعلّم حقيقي في نفوسهم.. ونحن، ماذا أعددنا من آليات عملية لندفع عن هذه الأمة كلّ ما يمسّ بدمائها وأعراضها وأمنها وأراضيها ودينها وقيمها؟! لا شيء يظهر للعيان حتى الآن! والمسؤولية تبدو لأوّل وهلة غير ملقاة على تلك الشعوب “المغلوبة على أمرها”، والتي تمتدّ من المحيط إلى المحيط، بل هي ملقاة على “زعمائها” و”قادتها” الذين يمسكون بمقاليد الحكم والقرار في ربوع العالم الإسلامي.. ولكنني لا أتفق كثيرا مع هذا المنطق “الناقص”، وإنما أرى للشعوب دورا كبيرا يتمثّل – أوّل ما يتمثّل – (على المدى القريب) في الضغط على أصحاب القرار في أوطاننا العربية والإسلامية؛ لوضع قرارات عملية، وتنفيذها في حيّز الواقع، تدرأ عن المسلمين ما تستطيع في ظلّ هذا الواقع البائس الذي يلفّ حياتهم.. ثم يتمثّل (على المدى البعيد) بوضع استراتيجيات هادفة وبنّاءة لاستقلال إرادة الأمة، وامتلاك عناصر القوة وتحقيق التمكين، الذي من خلاله – وفقط من خلاله – يمكن أن يكون لهذه الأمة كيان تحترمه سائر دول العالم وشعوبه.
****
نحنُ شباب هذا الجيل الذي غرزتْ فيه عواملُ التشويه والتمييع سمومَها؛ فأرادتْ له أن يصبح “مسخا” أو “بقايا إنسان”! نحنُ من ينبغي أن نحمل تبعة التصدّي لهذه العوامل المشؤومة، التي تقتلُ سِمات “الجدّيّة” والطموح نحو المعالي.. كلّما تلفّتُّ حولي أرى ثقلة هذه الدوافع الهدّامة، في نفسي وفي نفوس الشباب حولي.. ولكن لا مناص لنا من مدافعتها بعلوّ الهمّة، والطموح نحو معالي الأمور، والابتعاد عن سفاسفها وعن تفاهات هذه الدنيا، إنْ كنّا جادّين في بناء جيل “النهضة” الذي سوف يُعيد مجد هذه الأمّة وعزّها ورفعتها في حقيقة الواقع لا في الشعارات!
****
في طريق إحياء الأمة علينا أن نستخدم خطابا موضوعيّا شرعيّا، يرتقي إلى مساحات الفكر والمفاهيم جنبًا إلى جنب مع الخطاب الدعوي الحالي، الذي يركّز على الأسلوب الوعظي الوجداني عند من تصدّى لمهمّة الدعوة إلى الله؛ كي يتمّ إيجاد “التوازن” في الخطاب؛ بين العقل والوجدان، دون أن يخلو خطاب مشروع الإحياء من الاعتناء بالجانب التربوي والأخلاقي والوجداني.
إضاءات في الفكر والثقافة والحياة
.
بين يدي القارئ الكريم مجموعة من الإضاءات في الفكر والثقافة والحياة، تعبّر عن تأمّلاتٍ وانفعالاتٍ وتجاوباتٍ شخصيّة عايشتُها خلال الأشهر الثلاثة الماضية، أرجو من الله عزّ وجلّ أن ينفع بها قارئها، وأن يأجرني عليها خيرًا، وأن يعصمني من الزلل في القول والعمل.
****
التجرد لله كلمة لها مضمون عظيم، لو فعلناه في واقعنا لغيرنا الكثير، ولو أضفنا إليها المنهج العلمي الموضوعي في بحثنا عن الحقائق لانكشفت عنّا الكثير من أمراض النفس والمجتمع.
****
ما أتعسنا وما أقربنا من الكذب والخداع حين نبتّ بأمور ونحكم على شخصيات وهيئات دون أن نمتلك شرط “العلم” الذي لا يجوز أن نبتّ بأمر ونحكم عليه دون امتلاكه!
****
إنّ الكثير من الأفكار والمفاهيم الكارثية التي تضرب بسوءاتها عقول أبناء المسلمين جاءت كنتيجة طبيعية للانحطاط الثقافي الحاصل؛ حيث يؤدي انحسار الثقافة وضآلتها إلى وقوع الشباب فريسة سهلة لمدارس “ضيق الأفق”، و”الشعاراتيّة”، و”العاطفة الهوجاء”، ويصبح من الصعب توجيه الخطاب العلمي الموضوعي للعقول التي تمّ افتراسها ومن ثمّ إتلافها! وبما أنّ الوقاية خير من قنطار علاج، فإنّ أحد أهم الحلول الناجعة لتفادي هذه الحالات الكارثية في عقليات الشباب هو التنشئة والتربية على سعة الأفق، وسعة الثقافة، والتزام المنهج العلمي الموضوعي في كلّ تصوّر وكلّ سلوك يقوم به أبناؤنا منذ طفولتهم.
****
لستُ نادما على مرحلة “الطفولة الفكرية” التي عشتُها، لأنّ الكثير من الخطوات التي خطوتها بعد ذلك ابتعادا عن آفات تلك المرحلة لم تكن لتظهر لولا مروري بهذه المرحلة؛ فنحن لا ندرك قيمة الأشياء إلا بمباينتها لأضدادها.. ما يكاد ينفطر له قلبي هو مشاهدة الكثير من الشباب من حولي أدّى به اتّباعه لهواه واستغراقه في هذا الهوى إلى جانب “التقوقع” على مفاهيم تلك المرحلة وعدم تجاوزها للاطلاع على مفاهيم أخرى.. أدّى به ذلك كلّه إلى حطّ الرحال في هذه المرحلة والمكوث فيها بإصرار وجمود يتحدّى به كلّ فكرة جديدة ليست على مقاس تلك الطفولة الفكرية!
****
إنّ القدرة على أخذ موقف واضح حاسم واقعي فاعل، هو ما ينشئه الإسلام في نفس الإنسان المؤمن.. وعدم القدرة على ذلك والميوعة في تحديد المواقف، أو تحديد مواقف عبثية، أو مواقف لا فاعلة، أو غير واقعية، هو ما جنته هذه الجاهلية المعاصرة على إنسانية الإنسان!
****
بعض الناس يظنّ أن معركة الإسلام مع الواقع العلماني هي معركة “مصطلحات”، ولكن الحقيقة أنها معركة “مضامين” و”قيم”.. يدلّ على ذلك أنّ الكثير ممن يتمسّك بالمصطلحات الإسلامية يطرح من ورائها مضامين وقيمًا مناقضة للإسلام وأقرب ما تكون للتراث الغربي الجاهلي! فالأولوية والخطر الأكبر هو فيما يتعلق “بالمضامين” لا “بالمصطلحات”. نحن نريد مضامين إسلامية ومصطلحات إسلامية، ولكننا نفضل المضمون الإسلامي المطروح خلف مصطلح غير إسلامي على المضمون الجاهلي المطروح خلف مصطلح إسلامي!
****
التفكير الواقعي تفكير مفترى عليه..
فبين محلّق في أحلامه وخيالاته غير مراع للواقع ولا منتبه له.. وكأنه غير موجود!
وبين من يَسوقه الواقع الفاسد سوق النعاج فيهبط من دركة إلى أسفل منها..
بين هذين الرجلين ذُبِحتْ الفكرة، وقُدّمتْ قربانا لآلهة الجهل والهوى!
****
الدارس التي يتعامل مع الكتب والإعلام – ولا شيء غير الكتب والإعلام – يقع فريسة سهلة لخدعة الإعلام من ناحية تضخيم توجهات وتيارات وظواهر معينة في المجتمع؛ فهو يتعرض لحجم هذه الظواهر والتوجهات والتيارات الكبير في الإعلام المكتوب والمرئي والصوتي، فيعطيها هذا الحجم، مع أنّ الواقع في كثير من الأحيان مغاير – بل مناقض – لهذا التضخّم الإعلامي “الوهمي”! نحن نحتاج إلى الدارس الذي يتعرّض للواقع ويعايشه ويلامسه قدر الاستطاعة.. ولا أبالغ إنْ قلت: إنّنا نريد ذلك الدّارس الذي ينظر إلى الآلة الإعلامية العربيّة على أنّها “رجسٌ من عمل الشيطان” فيجتنبها..! فكذلك أصبح الإعلام في عالمِنا البائس؛ فقاقيعَ تهدف – أوّل ما تهدف – إلى الفرقعة.. ولا شيء غير الفرقعة! إلا من رحم ربّي..
****
بدهيّة لا ينبغي أن تغيب عن أذهاننا: إذا أردنا أن نخرج من التبعية للغرب على المستوى الاقتصادي والسياسي، فلا بدّ قبل ومع ذلك أن نخرج من التبعية “القيميّة” له! لقد ثرثرنا كثيرا حول ضرورة الخروج من التبعيّة للغرب، ولكنّنا في ذات الوقت غضبنا كثيرا حين حاول أحدنا أن يكسر بعض القيم “الغربية” التي تأصّلت في مجتمعاتنا ويخرج من إطارها..!
****
ما أشد ما أمقت مناهج بعض المحدثين في طرائق تعليم العربية، إنها أقرب ما تكون إلى “الفلسفة” لا العربية! أما العربية فذلك شيء كالشعر يصعب تمكينه من نفس الطالب حين نبتر علومه عن بعضها البعض، ونحشوها أجزاء وتفاريق في ذهن الطالب.. العربية لا يصلح أن تكون عند العربي إلا روحا شاملا ترضعه نفسه كلّها بكامل كينونتها، لا عملية “ذهنية” لا تكاد تجاوز حدود العقل والفكر! ولا أكون قد بالغت لو قلت: كلّما خبا تفاعل وجدان الطالب مع المادة المدروسة، كلّما تدنّى تحصيله وتمكّنه من العربية.
****
المعلّم الذي يكثر من الصراخ والتهديد والوعيد دون فعل، يزدريه التلاميذ وتقلّ قيمته كمعلّم حقيقي في نفوسهم.. ونحن، ماذا أعددنا من آليات عملية لندفع عن هذه الأمة كلّ ما يمسّ بدمائها وأعراضها وأمنها وأراضيها ودينها وقيمها؟! لا شيء يظهر للعيان حتى الآن! والمسؤولية تبدو لأوّل وهلة غير ملقاة على تلك الشعوب “المغلوبة على أمرها”، والتي تمتدّ من المحيط إلى المحيط، بل هي ملقاة على “زعمائها” و”قادتها” الذين يمسكون بمقاليد الحكم والقرار في ربوع العالم الإسلامي.. ولكنني لا أتفق كثيرا مع هذا المنطق “الناقص”، وإنما أرى للشعوب دورا كبيرا يتمثّل – أوّل ما يتمثّل – (على المدى القريب) في الضغط على أصحاب القرار في أوطاننا العربية والإسلامية؛ لوضع قرارات عملية، وتنفيذها في حيّز الواقع، تدرأ عن المسلمين ما تستطيع في ظلّ هذا الواقع البائس الذي يلفّ حياتهم.. ثم يتمثّل (على المدى البعيد) بوضع استراتيجيات هادفة وبنّاءة لاستقلال إرادة الأمة، وامتلاك عناصر القوة وتحقيق التمكين، الذي من خلاله – وفقط من خلاله – يمكن أن يكون لهذه الأمة كيان تحترمه سائر دول العالم وشعوبه.
****
نحنُ شباب هذا الجيل الذي غرزتْ فيه عواملُ التشويه والتمييع سمومَها؛ فأرادتْ له أن يصبح “مسخا” أو “بقايا إنسان”! نحنُ من ينبغي أن نحمل تبعة التصدّي لهذه العوامل المشؤومة، التي تقتلُ سِمات “الجدّيّة” والطموح نحو المعالي.. كلّما تلفّتُّ حولي أرى ثقلة هذه الدوافع الهدّامة، في نفسي وفي نفوس الشباب حولي.. ولكن لا مناص لنا من مدافعتها بعلوّ الهمّة، والطموح نحو معالي الأمور، والابتعاد عن سفاسفها وعن تفاهات هذه الدنيا، إنْ كنّا جادّين في بناء جيل “النهضة” الذي سوف يُعيد مجد هذه الأمّة وعزّها ورفعتها في حقيقة الواقع لا في الشعارات!
****
في طريق إحياء الأمة علينا أن نستخدم خطابا موضوعيّا شرعيّا، يرتقي إلى مساحات الفكر والمفاهيم جنبًا إلى جنب مع الخطاب الدعوي الحالي، الذي يركّز على الأسلوب الوعظي الوجداني عند من تصدّى لمهمّة الدعوة إلى الله؛ كي يتمّ إيجاد “التوازن” في الخطاب؛ بين العقل والوجدان، دون أن يخلو خطاب مشروع الإحياء من الاعتناء بالجانب التربوي والأخلاقي والوجداني.