مشاهدة النسخة كاملة : علاج اسباب التخلف
نمر سالم الشريم
21-04-2009, 12:21 AM
الذي درسناه ونحن على مقاعد الدرس ان الجهل والفقر والمرض هي اسباب التخلف فكيف نخرج الناس من حالة التخلف الى التقدم اي كيف يتم التخلص من الجهل (مع العلم بان نسبة الامية في الدول العربية من اعلى النسب في العالم ) رغم ترغيب الدول للناس في التعليم ؟ وكيف يتم التخلص من الفقر ؟رغم انتشار الجمعيات الخيرية في معظم الوطن العربي ؟ثم كيف يتم القضاء على ظاهرة ضعف العناية الصحية في بعض البلدان العربية ؟ ارشدني صديق لموقعكم
هذه أخي مغالطة من مغالطات الاستعمار من قال لك ان الفقر سبب التخلف؟
او أن الأمية سبب التخلف؟
دبب تخلف الأمة هو الضعف الشديد في فهم الإسلام نتيجة عوامل التغشية التي أصاب الإسلام فأفقده بلورته و صفائه.
فمشكة الأمة هي في الإنحطاط الفكري و العمل هو على بناء الأمة فكريا من جديد .
و هذا له تفاصيل أخرى
نمر سالم الشريم
21-04-2009, 05:01 PM
الاخ مؤمن
لماذا لا يكون الفقر والجهل والمرض اسبابا للتخلف ؟ ارجو التوضيح ثم انك حصرت المشكلة في الانحطاط الفكري ارجو توضيح ما هو الانحطاط الفكري ؟
الحاسر
22-04-2009, 01:07 AM
الاخ الكريم نمر سالم الشريم
السلام عليكم و رحمة الله و اهلا بكم بالمنتدى نرجو الله ان نستفيد من بعض
اخي الفقر و الجهل و المرض هي اعراض للانحطاط الفكري, و الانحطاط الفكري هو عكس النهضة ومثال على ذلك خذ الكويت بلد ليس فقير و به مدارس و مستشفيات و لكن هل هو ناهض؟ و ماهي الافكار الطاغية بمجتمع الكويت؟
الجواب لا. اخي الكريم الموضوع طويل شوية و يقتضي قراءة كتب الحزب لتوضيح رايه المتبني بما هي النهضة و كيف تكون و ما يتعلق بها. و انصحك كبداية تقرأ كتاب نظام الاسلام و كتاب الشخصية الاسلامية. هذا جوابي على السريع و نرجو ان تستمر معنا.
و بارك الله بكم.
ولكن التفكير بما يُقرأ يحتاج إلى بحث خاص، ولفت نظر معين. ذلك أن القراءة وحدها لا توجِد التفكير، بل لا بد من معرفة كيف يجري التفكير في النصوص إذا قرأها الإنسان. ذلك أن القراءة والكتابة هي وسيلة للتفكير وليست هي التفكير. فكثير من الذين يقرأون لا يفكرون، وكثير من الذين يقرأون ويفكرون لا يستقيم لديهم تفكير، ولا يصلون إلى الأفكار التي عبّر عنها الكلام. ومن هنا كان من الخطأ أن يظن أحد أنّ تعلّم القراءة والكتابة يعلّم الناس، أو يُنهض الأمم، فكان من الخطأ أن توجد عناية بإزالة الأمّيّة من أجل تعليم الناس، وأن يوجَّه الجهد لمحو الأمّيّة من أجل إنهاض الشعب أو الأمّة، لأن القراءة والكتابة لا تغذي العقل بشيء، ولا تبعث لا في النفس ولا في العقل أي دافع للتفكير، لأن التفكير يوجده الواقع والمعلومات السابقة. والقراءة ليست واقعاً يفكَّر فيه ولا معلومات يفسَّر بها الواقع، فلا قيمة لها في التفكير، وإنّما هي تعبير عن الأفكار، فمجرد قراءتها لا توجِد الأفكار في الذهن، ولا تبعث على التفكير. وما هي إلاّ تعبير عن الأفكار، فإذا كان القارئ يحسن فهم هذا التعبير وُجدت لديه الأفكار، من إحسان فهمه من القراءة، وإذا كان لا يحسن الفهم، لا توجد لديه أفكار، ولو قرأ ساعات أو سنين
من كتاب التفكير لحزب التحرير
أخي الكريم نمر سالم الشريم بدايةً أودّ أن أحييك أنّك أتيت إلى هذا المنتدى ساعياً لمعرفة الصواب من الخطأ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد؛
أخي الكريم لا بُدّ قبل كل شيء من أن نحدّد ما هو السبب أي ما يُنتِج المُسبَّب حتماً على سبيل المثال أن سبب الموت أي ما هو الذي يؤدّي إلى الموت حتماً؟؟ هو انتهاء الأجل أمّا الحالة فهي قد تكون الإنتحار أو قد تكون ضربة صاعقة أو سكتة قلبية أو صدمة من سيارة على الطريق...إلخ.
سبب التخلّف أخي الكريم ليس هو الجهل والفقر والمرض أي الجهل والفقر والمرض لا يؤدّي إلى التخلّف فقد يكون هناك بلد ما يعاني من الفقر والمرض و"الجهل" نقصد بالجهل هنا عدم وجود المعرفة بالأمور العلمية والتطوّر... ولكن أهله يعملون للتخلّص من هذه الحالة أو قد يكون هناك بلد مثل الهند فيه من العلماء في التكنولوجيا والمعلوماتية ما فيه وفي من الخبراء في مجالات المحاسبة والرقابة والإدارة ومنظري وضع الخطط الإستراتيجية للشركات والمستشارين بمعنى آخر العلم موجود إلا أنّهم متخلّفون يعبدون البقر ويمسحون أنفسهم ببولها أجلّكم الله. والكويت مثلاً والإمارات العربية بلاد غنيّة يعني لا فقر فيها إلا أن أهلها في الدرك الأسفل من الإنحطاط.
فالسبب إذاً هو ما يتطلّب من وجوده الوجود ومن عدمه العدم فوجود الجهل والفقر والمرض لا يعني هذا أنّ المجتمع متخلّف ومنحطّ.
الأصح أخي الكريم أن نقول التالي: "الجهل والفقر والمرض قد تكون مظاهر من مظاهر الإنحطاط فالمجتمع الناهض يسعى أهله لطلب العلم سعياً وراء الريادة والقيادة في العالم ويعمل أهله على تحسين الإقتصاد وتوزيع الثروة كي لا يكون هناك فقراء ويعمل أهله على وجود الرعاية الصحيّة والمستشفيات والأطباء والمستوصفات..."
بقي أمرٌ واحد وهو سؤال عن سبب النهضة والإنعتاق من التخلّف فنقول: "الإنسان يسيّر سلوكه في هذه الحياة على أساس ما عنده من قناعات أي على أساس الأفكار التي يحملها عن الكيفيّة التي يريد أن يعيش فيها فإن فكّر وأجاب عن الكيفيّة التي يريد أن يحيى في هذا الكون بوصفه إنساناً نقول أنه إنسان ناهض وإن لم يفكر بل كان الدافع لسلوكه غرائزياً يكون منخفضاً أي منحطّاً ومثله كمثل الحيوان يسيّر سلوكه حسب إدراكه الغريزي." هذا هو سبب النهوض والإنعتاق من الإنحطاط والتخلّف. وبعد هذا طبيعياً يكون هناك مظاهر الرقي أي ترى سلوك الإنسان أي المظهر الذي يحدّد إذا ما كان راقياً أم منخفضاً ترى هذا المظهر (السلوك) راقياً يعمل هذا الإنسان أو هذا المجتمع ما من شأنه أن يعطيه الريادة والقيادة أمام الآخرين فترى أهل الدولة الإسلامية "النبوّة" أو "الخلافة الراشدة" يعملون ما من شأنه أن يحقق لهم الرفاهية في الداخل من طبابة وتعليم وتحسين الأوضاع الإقتصادية ويقومون بتقوية جيوش الدولة وتثقيف أنفسهم لتتحقق لهم القيادة للعالم أجمع.
جزاكم الله خيراً والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
نمر سالم الشريم
24-04-2009, 11:36 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد كانت اجابة الاخ صالح هي الاوضح بالنسبة لما سالت عنه مع الشكر للاخ مؤمن والاخ الحاسر ولكن اريد ان استوضح ان كنتم تعتبرون الاوروبيين غير منحطين حيث تسود بينهم الحالة البهيمية ؟
نعم اخي أظنك تحتاج لتوضيح الأمر برمته أي أن البحث في النهضة و شروطها و معناها وكيف نحكم على مجتمع أنه ناهض او غير ناهض هذا امر نسبدأ بشرحه لك بالتفصيل إن شاء الله
نمر سالم الشريم
27-04-2009, 10:56 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاخ مؤمن بارك الله فيك والاخوة الكرام
انتظر الشرح والتفاصيل انا الان اقرا في كتاب اسس التقدم عند مفكري الاسلام لمؤلفه د فهمي جدعان ورغم صعوبته وطوله وامكانية عدم القدرة على اتمامه الا انني ساحاول انهاءه وقد احضره لي احد الاخوة
فهمي جدعان فيلسوف جيد وله رأي في الشيخ تقي الدين.
أتمم الكتاب و حبذا لو تضع للإخوة ملخص للكتاب و أم ما يحوي.
من جهتي أنصحك أن تقراء كتاب مفاهيم حزب التحرير فهو يعالج المسالة التي تريدها اضافة لكتاب نداء حار
نمر سالم الشريم
30-04-2009, 07:02 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
استجابة لطلب الاخ مؤمن فانني سابدا بتلخيص وعرض كتاب الدكتور فهمي جدعان
اسم الكتاب كاملا : اسس التقدم عند مفكري الاسلام في العالم العربي الحدبث
الطبعة :الثالثة حيث صدرت الاولى سنة 1979 والثالثة 1988م
محتويات الكتاب : مقدمتان على الطبعة الاولى والثالثة وستة فصول وهي على الترتيب مقدمة الطبعة الثالثة ومقدمة الطبعة الاولى والفصول هي على الترتيب ميتافيزيقا التقدم - الحقيقة والتاويخ - الدخول في الازمنة الحديثة - التوحيد المحرر- دروب الفعل - القيم - والخاتمة تحت عنوان الاسلام والمستقبل . عدد صفحات الكتاب : 631 صفحة
ونبدا في مقدمة الطبعة الثالثة والتي يتحدث فيها عن الاقبال على الكتاب ورضاه عنه ووصفه بانه نص كلاسيكي في الفكر العوبي الحديث الا انه يقر ان الكتاب لا يحمل حلا (لمشكلة التقدم في العالم العربي الحديث )وان عمله في الكتاب (عمل تحليلي نقدي ذو غرضين الاول مليء فجوة عميقة في تاريخنا الفكري والثاني الاسهام في بناء "الوعي العربي "وفقا لنهج العقلانية النفدية المشخصة
يتبع ج2
نمر سالم الشريم
30-04-2009, 07:41 AM
يقول الكاتب انه في نفس السنة التي ظهرت فيها الطبعة الاولى للكتاب حدثت الثورة الاسلامية في ايران والتي احرزت في سنواتها الاولى انتصارات ايدلوجية مشهودة
وان تلك الثورة كان لها رجع عميق في العالم العربي في اوضاع الحركات الاسلامية على وجه التحديد اذ تشبعت تلك الحركات بروح الثورة ولما اضيفت الحرب للثورة تقلبت الحركات الاسلامية (على وجوهها المختلفة حتى تبلورت في اكثر من تيار ) وبرز امام الباحثين والكتاب والاعلام مصطلح الصحوة الاسلامية التي اطلق عليها المعادون (الاصولبة الاسلامية )
ويقول ان ما حدث من تاثير لا يقتضي اضافة على مواضيع الكتاب بعد ان ترافق صدور الطبعة الثالثة مع انتهاء الحرب الايرانية العراقية (فقصارى ما حدث لا يجاوز عملية تجذر غال في محور كان احد المحاور الرئيسية التي دار عليها الكتاب هو الاساس السياسي للتقدم )
والتطورات التي حدثت بالفعل السياسي الاسلامي عززت من جديد الهواجس التي عبر عنها اكثر من مرة (وكل القرائن تشير اليوم بدرجة كافية من الوضوح ان "المشروع الاسلامي الكوني "الذي بشرت به الراديكالية الثورية الاسلامية والذي يجعل من اقامة "الدولةالاسلامية "مطلبا يتقدم بدون اي جدل جميع المطالب الاخرى قد اصطدم بحاجز قوي يتعذر عبوره بطريق السياسي الذي لا رحم له ) واخيرا يرى ان على الاسلاميين مراجعة مقولة الاسلام السياسي بروح العمل على الاجتهاد الخلاق وان لا يتطوع مخالفيهم المعادين من اجل تقديم النصح لهم ................يتبع
نمر سالم الشريم
01-05-2009, 11:08 PM
في مقدمة الطبعة الاولى
-بعتبر المؤلف ان قضية الترقي او التقدم اخطر القضايا التي شغلت الفكر العربي الحديث
-يقول انه حرص في بحثه على التعلق بثلاثة امور
اولاها :احياء اعمال عدد من المفكرين العرب المسلمين الذين اهملتهم الدراسات الحديثة
اهمالا لا يغتفر
وثانيها :توسيع دائرة البحث لتشمل مفكري المغرب العربي اضافة لمفكري المشرق
وثالثها: الهجر المنهجي للطريقة التشريحية الباردة للتعامل مع الثقافة العربية الاسلامية
لتوظيف الخبرات والتاملات لاؤلئك المفكرين منطلقا لبناء مشروع شامل يضع القواعد
الايدلوجية لعالم عربي موحد
-يرى ان اختيار المفكرين العرب المسلمين موضوعا له لانه يعتقد ان غيرهم من العلمانيين وغيرهم كانت لهم قطيعة كاملة مع الاصول .
-يرى ان المراحل التي مر بها تاريخ المسلمين والعرب الى عصرنا الراهن (من ناحية ثقافية واجتماعية ) يرتد الى اربع مراحل اساسية :
1-مرحلة التنويرالديني وبناء الحضارة :
وهذه المرحلة تحتل القرون الهجرية الاربعة الاولى
2-مرحلة التوقف الحضاري والتوازن :
وفي هذه المرحلة توقف التوسع الحضاري وبدت فيها صورة الدنيا والاخرة مكتملة
متوازنة ويقف الماوردي في القرن الخامس في قلب هذه المرحلة .
3-مرحلة اختلال التوازن والانحطاط : تبدا مع الغزالي وتتجه بدءا من القرن السادس نحو الاضمحلال من خلال ركود الفعاليات الاجتماعية النشطة والتوجه نحو النزعات الصوفية الهاربة من العالم الخارجي المنعزلة عنه وقبل نهاية هذه المرحلة في القرن الثامن الهجري كانت هناك مجموعة احداث سياسية هدمية رمزية منها سقوط الخلافة في بغداد وانحسار الوجود العربي من اسبانبا والغزو التتري والصلببي حتى نهاية القرن الثامن .
4- مرحلة اليقظة والنهوض : حيث وضع ابن خلدون حدا لحالة الانحطاط الفكري الحضاري لوعيه على واقعة الانحطاط وبحثه وتعليله للاسباب الواقعية المشخصة لها مما مثل بداية اليقظة بسبب وعيه لها هذا الوعي ذاته الذي اصبح الهم الاكبر لدى جميع المفكرين الذين جاءوا من بعده . يتبع باذن الله
أبو محمد
02-05-2009, 04:11 AM
السلام عليكم
بوركت أخي نمر،،،،
أرجو ان يطول نفسك حتى تنهي هذا الكتاب وتضع ملخصه حتى نستفيد منه، حتى لو لم تر تعليقا من أحد فلا يعني هذا أننا لا نقرأ ولكننا نتظر النقاط الدسمة التي تثير النقاش في الموضوع.
ودمتم
نمر سالم الشريم
02-05-2009, 02:19 PM
شكرا لك اخي (ابو محمد)
صحيح ان عدم وجود مناقشات يجعل الملل يتسرب ، ولكن الامل في ان يتضح الفهم لهذه المسالة المهمة يحملني على الصبر والمثابره وان كان بدء النقاش في اية قضية تستحق النقاش يفيدني من جهة ويزيد من حماسي على الاستمرار في تلخيص وعرض الكتاب
Abu Taqi
02-05-2009, 10:00 PM
السلام عليكم
نعم صحيح أن التعليقات تحفز على الكتابة والأستمرار، ولكن كما أشار أبو محمد الى أن القراءة تسبق النقاش والتعليق حتى ندخل في القضايا الدسمة التي يطرحها الكتاب، فما عليك الا الصبر حتى تتعمق في التلخيص.
وبوركت
نمر سالم الشريم
03-05-2009, 08:19 PM
-يعمل المؤلف على توضيح ما يعنيه (بمفكري الاسلام ) ومصطلح (التقدم ) .
-يقصد ( بمفكري الاسلام) فريقا محددا من المثقفين الذين يعتقدون ان الاسلام من حيث هو دين وحضارة مدعو لان يحتل دوره في قضية التقدم وقدموا اسهاما قويا مستلهما من ما يعتقدونه . ويخرج منهم من من لم يخص الاسلام بدور فاعل معين في مشروعاتهم الادبية والفكرية وان اهتدوا متاخرين او دافعواعنه في بعض الكتابات مثل طه حسين ومحمد حسين هيكل ونوعا ما عباس العقاد
- يرى ان الناس غارقون في مفهوم علمي -تكنولوجي للتقدم .
-يرى ان جعل التقدم العلمي رديفا للتقدم الانساني فهم خطير انتهت اليه العقلية الغربية .
-يرى خطا جعل العلم المجال الوحيد للتقدم بسبب غياب المعادل الانساني منه وبسبب عدم ارتباطه بامور المجتمع اليومية , ويرى ان منجزات العلم يمكن ان يوجهها السياسيون لتدمير الانسانية او جزء منها بدل ان تنفق الاموال وتوظف التكنلوجيا لاسعاد البشرية .
-يرى ان هناك ثمة بعض الامور العامة التي ينبغي ان تكون ماثلة في ذهن كل من يريد التعرف على اشكالية التقدم في الفكر الحديث بالاجمال :
الامر الاول : ان فكرة التقدم ذات صلة وثيقة بالتطور الاجتماعي -الثقافي للانسانية .
الامر الثاني :ان مفهوم التقدم مرتبط ارتباطا وثيقا بمفهومين اخرين هما مفهوم التطور ومفهوم التغير
-مفهوم التطور وليد الفلسفة الدارونية بصورة خاصة ويرتبط بشكل خاص بالكئن الحي او البيولوجي , وتعتري حركة التطور الوجود في نقله من حال الى حال .
- مفهوم التغير ينصب على التطور الكوني او على عالم الظواهر الفيزيائية .
- -اذا كان مفهوم التطور يوصف بانه محايد اخلاقيا فان مفهوم التغير عار عن كل
مضمون اخلاقي وحين ينقل الى حقل الظواهر الاجتماعية يبقى عاريا عن كل
(حكم قيمة ).
-التقدم مظهر جزئي من مظاهر التغير لكنه تغير مرتبط بقيمة .
-يفسر معنى القيمة بادراك الوعي الانساني لمعنى خاص لواقعة يعلق عليه اهمبة
انسانية خاصة للفرد او المجتمع .
- اذا جرد التقدم من الطابع الاخلاقي الانساني فانه لا يبقى لوجود ه اي مسوغ
ويسد مكانه مصطلحي التطور والتغير .
الامر الثالث :في الوقت الذي يبدو فيه مفهومي التطور والتغير مفهومين علميين موضوعيين يبقى مفهوم التقدم
قلقا نسبيا لاستخدامه بالمعنى العلمي في الفلسفات الدارونية وبمعنى ما في الماركسية وان كان
ذلك الاستخدام استثناء من استخدامه العام في الفلسفات
الامر الرابع :ان مفهوم التقدم قديم ولا يرجع الى الثورة العلمية الصناعية او لنظرية داروين .وكان قديما ذو طابع ميتافيزيقي او انفعالى يعكس الامل في حصول حالة افضل من السابقة وتحقق ما هو مرغوب فيه .
يتبع باذن الله
Abu Taqi
03-05-2009, 09:58 PM
"- يرى ان الناس غارقون في مفهوم علمي -تكنولوجي للتقدم .
-يرى ان جعل التقدم العلمي رديفا للتقدم الانساني فهم خطير انتهت اليه العقلية الغربية ."
هذه فكرة تستحق النقاش أكثر من غيرها، فأن ربط التقدم أو الرقي الأنساني بالعلم والتكنولوجيا خطير جدا ومغالطة تاريخية لكل الحضارات من الحضارة الأسلامية الى الحضارة الرأسمالية الآن، فالنهضة حصلت عند العرب قبل التقدم العلمي وكذلك في الحضارة الرأسمالية...... يتبع
نمر سالم الشريم
07-05-2009, 06:42 PM
الامر الخامس : ( ان الطابع المعياري الاخلاقي للثقدم – اذ يعني قبل كل شيء ما هو مرغوب قيه او ما هو الافضل والاصلح او ما هو مثالي يرجى تحقيقه في المستفبل القريب او البعيد – وان نسبية هذا المفهوم) قد ولدا مفاهيم مختلفة للتقدم :
*فكان حينا على قدر اكبر مطرد الزيادة من اللذة الدنيوية .
* وصا ر حينا اخر يساوي انتشار ديانة معينة وتحقيقها لانجازات سريعة كبرى .
* وعنى بالنسبة لاخرين غزارة الانتاج الاقتصادي والمادي والتوسع في استغلال مصادر الطبيعة لمصلحة الانسان .
*وعنى اطراد التحرر من قيود التقليد او من طغيان المادة او الاقتراب من حالة "علمية "للانسانية .
* او من حالة مثالية يمحى فيها استغلال الانسان للانسان .
وهكذا امكن لمفهوم التقدم ان يكون اجتماعيا او اخلاقيا او دينيا او اقتصاديا او طبيعيا
الامر السادس :وهو يخص مفهوم التقدم لدى المفكرين المسلمين العرب المحدثين اذ ليس هو الاكثر استخداما عندهم اذ ثمة مصطلحات اخرى مكافئة له تماما مثل :
*(الترقي ) وهو الاوسع انتشارا حتى فترة ما بين الحربين العالميتين .
*(التمدن ) الذي يشير في اغلب الاحيان لمصطلح الحضارة لكنه في بعض الاحيان يشير الى عين ما يفهم من التقدم .
*(التحسين ) ، (الفوز ) ، (الصلاح ) ، (الفلاح ) ، وهي كلمات عربية اصيلة استخدمت بعض مشتقاتها في القران الكريم بمعنى الترقي والتقدم المحدثتان .
- لم يؤخذ مفهوم التقدم بالمعنى الذي نجده عند فلاسفة اوروبا ( التنويريين ) من قبل مفكري الاسلام المحدثين الا لماما ، وراو ا فيه بعد ان جردوه من جل عناصره التنويرية معنى ضرورة استنفاد كل الوسائل الممكنة لعبور الهوة الفاصلة بين حالة
التخلف والضعف وحالة القوة والترقي والتقدم .
-هناك مسوغ للاعتراض على استعمال مصطلح التقدم باعتبار ان له معنى خاصا لا يجوز التهاون في اطلاقه وهو ليس المعنى الشائع عند مفكري الاسلام المحدثين الذين يصعب القول انهم من حيث هم مسلمون مستعدون للاخذ به . افلا يكون الاصح ان يدور الكلام على مفهوم (النهضة )عند هؤلاء لا على مفهوم التقدم ؟والاعتراض لا شك وجيه فان الخلط في المفاهيم امر مجاف للدقة العلمبة .
- لكن من الحق ان يقال ان :
1- ان بعض وجوه مفهوم التقدم التنويري قد لاقت صدى لا ينكر عند المفكرين الذين هم موضوع
البحث الراهن .
2- ان مصطلحي التقدم والترقي قد ترددا في كتابات اولئك المفكرين اكثر بكثير من تردد مصطلح
النهضة .
-بامكاننا ان نسلم بما يطابنا به بعض الدارسين من ضرورة الكلام على ( اسس النهضة ) ، لا على (اسس التقدم )او من الاقرار ان التقدم المقصود هنا هو مجرد نهضة فحسب ،ويكون احتفاظنا بمفهوم التقدم مرتفقا بالاستخدام العام للكلمة من ناحية ،وباستخدام المفكرين العرب المسلمين انفسهم لهذه الكلمة من ناحية اخرى .
• استكثاري (المؤلف) للاسثشهاد بالنصوص لقناعته ان الدراسات الاخبارية التحليلية الخالصة ترينا ظهور المفكرين اكثر مما ترينا وجوههم .
• هنا انتهى تلخيص المقدمتان وقد حرصت على تلخيصهما وعرضهما نظرا لاهميتهما .
يتبع عرض وتلخيص الفصل الاول وهو تحت عنوان ميتافيزيقا التفدم .
نمر سالم الشريم
07-05-2009, 06:53 PM
"- يرى ان الناس غارقون في مفهوم علمي -تكنولوجي للتقدم .
-يرى ان جعل التقدم العلمي رديفا للتقدم الانساني فهم خطير انتهت اليه العقلية الغربية ."
هذه فكرة تستحق النقاش أكثر من غيرها، فأن ربط التقدم أو الرقي الأنساني بالعلم والتكنولوجيا خطير جدا ومغالطة تاريخية لكل الحضارات من الحضارة الأسلامية الى الحضارة الرأسمالية الآن، فالنهضة حصلت عند العرب قبل التقدم العلمي وكذلك في الحضارة الرأسمالية...... يتبع
اسال اخي ابو تقي هنا حفظه الله لماذا لا يكون هناك ربط بين التقدم الانساني والعلم خاصة وانك تقر بان النهضة حصلت عند المسلنين بعد التقدم العلمي وكذلك في الحضارة الراسمالية ؟ رغم ان الاكتشافات العلمية في اوروبا رافقت عصر التنوير وسبق بعضها الثورة الافرنسية حسب معلوماتي .
Abu Taqi
08-05-2009, 10:48 PM
حياك الله
ابتداء أنا لم أقر ولم أقول أن نهضة المسلمين ولا حتى الرأسماليين حصلت بعد التقدم العلمي، بل الذي قلته على عكس ذلك تماما حيث قلت "فالنهضة حصلت عند العرب قبل التقدم العلمي وكذلك في الحضارة الرأسمالية".
والتاريخ شاهد على ذلك بلا أدنى شك، فالعرب قبل الأسلام لم يكونوا شيئا يذكر ولم يكن عندهم من العلوم شيئا بل كانوا أميين بالمجمل، فجاء الأسلام وعمل على قلب المجتمع فكريا وشعوريا وأقام دولته لتطبق هذه المفاهيم التي أحدثت هذا الأنقلاب الفكري الشعوري، ومنذ تأسيس الدولة الأسلامية في المدينة يطلق على الأمة الأسلامية أمة ناهضة وإن لم تحصل من العلوم المعروفة أنذاك شيئا، ولكن مع تحقق النهضة (الأرتفاع الفكري على الأساس الروحي) عند المسلمين فما لبثوا إلا فترة بسيطة حتى حصلوا علوم عصرهم وزادوا عليها بل أصبحت الأمة الأسلامية أمة العلوم في الدنيا. وكذلك الحال بالنسبة للرأسمالية التي كان من نتائجها النورة الصناعية ولم تكن الرأسمالية نتيجة للنورة.
من الكلام أعلاه، لا يفهم مطلقا أن العلوم غير ضرورية لحياة الأمم بل يفهم منه أن السبب للنهضة هو الفكر وأما العلوم وما شاكلها فهي نتاج النهضة الفكرية. فعلى سبيل المثال، لو قامت السعودية بإدخال كل العلوم والتكنولوجيا في حياتها اليومية وعملت على تصنيعها.....الخ فهذا لن يحدث نهضة فيها، وما مثال العراق عنا ببعيد!!!!!
بوركتم
نمر سالم الشريم
09-05-2009, 02:36 AM
الاخ الكريم ابو تقي
السلام عليكم وزحمة الله وبركاته
للامانة انني كنت اقصد انك تقر ان النهضة حصلت عند المسلمين قبل التقدم العلمي ولكن
الاستعجال اوقعني في خطأ نقل عبارتك فاعذرني.
والذي اردت ان افهمه هو الربط بين النهضة والتقدم العلمي ،فان كان التقدم العلمي يتلوا النهضة الفكرية فما تعليل ذلك اي ما هو الربط بين حصول النهضة الفكرية اولا ثم التقدم العلمي تاليا ؟ هذا ان كان هناك ربط بينها على هذا النسق .
أخي الكريم نمر: لابد من تحديد و تصور بعض المصطلحات.
فمثلا النهضة تعني الارتفاع الفكري
بمعنى أن يترفع تفكير الإنسان من التفكير الغريزية البحت إلى أن يفكر تفكيرا انسانيا أي يفكر في كيفية اشباع حاجات الإنسان بوصفة انسان، هذا التفكير لا يمكن أن يوصل لنتيجة إلا اذا بني على فكرة نسميه فكر كلي أي يشمل الانسان و الكون والحياة فلا بد أن يكون تفكير الإنساان مبني على قاعدة فكرية " عقيدة" حتى يتحقق الإرتفاع الفكري.
لأن الإنسان اذا لم يستطع الحكم على الحياة و الكون و على نفسه لا يمكن أتن يحدد الاتجاه الذي يجب أن يسير فيه في الحياة و الفكرة الكلية هي التي تعطيه هذه التصورات.
التفددم العلمي حقيقة ينتج في العادة بعد ثورة فكرية، لأن الثورة الفكرية هي التي تدفع الإنسان نحو الابتكار و الإختراع.
لاحظ كيف حدثت ثروة علمية في العرب بعد حدوث الثروة الفكرية.
كذلك الشيوعين.
كذلك الرأسماليين ثروة فكرية رافقتها ثورة صناعية كبرى.
اسمح لي ان اضع لك ما جاء في كتاب النظام الإقتصادي لحزب التحرير لعله يفيدك في هذا الشأن.
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمــــــة
إن الأفكار في أية أمة من الأمم هي أعظم ثروة تنالها الأمة في حياتها إن كانت أمة ناشئة، وأعظم هبة يتسلمها الجيل من سلفه إذا كانت الأمة عريقة في الفكر المستنير.
أما الثروة المادية، والاكتشافات العلمية، والمخترعات الصناعية، وما شاكل ذلك فإن مكانها دون الأفكار بكثير، بل إنه يتوقف الوصول إليها على الأفكار، ويتوقف الاحتفاظ بها على الأفكار.
فإذا دُمِّرت ثروة الأمة المادية فسرعان ما يمكن تجديدها، ما دامت الأمة محتفظة بثروتها الفكرية. أما إذا تداعت الثروة الفكرية، وظلت الأمة محتفظة بثروتها المادية فسرعان ما تتضاءل هذه الثروة، وترتدّ الأمّة إلى حالة الفقر. كما أن معظم الحقائق العلمية التي اكتشفتها الأمة يمكن أن تهتدي إليها مرة أخرى إذا فقدتها دون أن تفقد طريقة تفكيرها. أما إذا فقدت طريقة التفكير المنتجة فسرعان ما ترتد إلى الوراء وتفقد ما لديها من مكتشفات ومخترعات. ومن هنا كان لا بد من الحرص على الأفكار أولاً. وعلى أساس هذه الأفكار، وحسب طريقة التفكير المنتِجة تُكسب الثروة المادية، ويُسعى للوصول إلى المكتشفات العلمية والاختراعات الصناعية وما شاكلها.
والمراد بالأفكار هو وجود عملية التفكير عند الأمة في وقائع حياتها ، بأن يَستعمل أفرادها في جملتهم ما لديهم من معلومات عند الإحساس بالوقائع للحكم على هذه الوقائع، أي أن تكون لديهم أفكار يبدعون باستعمالها في الحياة. فينتج عندهم من تكرار استعمالها بنجاح، طريقة تفكير منتجة.
والأمة الإسلامية اليوم تعتبر فاقدة الأفكار، فهي طبيعياً فاقدة لطريقة التفكير المنتجة. فالجيل الحاضر لم يتسلم من سلفه أية أفكار إسلامية، ولا أفكاراً غير إسلامية، وبالطبع لم يتسلم طريقة تفكير منتِجة. ولم يكسب هو أفكاراً، ولا طريقة تفكير منتجة. ولذلك كان طبيعيةً أن يُرى في حالة الفقر رغم توفر الثروات المادية في بلاده، وأن يُرى في حالة فقدان للاكتشافات العلمية والمخترعات الصناعية رغم دراسته نظرياً لهذه الاكتشافات والمخترعات وسماعه بها ومشاهدته لها. لأنه لا يمكن أن يندفع إليها اندفاعاً منتجاً إلا إذا كان يملك طريقة تفكير منتجة، أي إلا إذا كانت لديه أفكار يبدع في استعمالها في الحياة. ومن هنا كان من المحتم على المسلمين أن يوجِدوا لديهم أفكاراً وطريقة تفكير منتجة، ثم على أساسها يمكن أن يسيروا في اكتساب الثروة المادية، وأن يكتشفوا الحقائق العلمية، ويقوموا بالاختراعات الصناعية. وما لم يفعلوا ذلك لا يمكن أن يتقدموا خطوة، وسيظلون يدورون في حلقة مفرغة، يفرغون في دورانهم مخزون جهدهم العقلي والجسمي، ثم ينتهون إلى حيث ابتدأوا.
وهذا الجيل من الأمة الإسلامية ليس معتنقاً أفكاراً مضادة للفكر الذي يراد إيجاده لديه حتى يدرِك هذا الفكر الذي يعطى له، ويجري الاصطدام بين الفكرين فيهتدي من هذا الاصطدام إلى الفكر الصواب، وإنما هو خالٍ من كل فكر من الأفكارن ومن أي طريقة من طرق التفكير المنتجة، فهو قد ورث الأفكار الإسلامية باعتبارها فلسفة خيالية، تماماً كما يرث اليوم اليونان فلسفة أرسطو وأفلاطون. وورث الإسلام باعتباره طقوساً وشعائر للتدين، كما يرث النصارى دين النصرانية. وهو في نفس الوقت عشق الأفكار الرأسمالية من مجرد مشاهدته نجاحها لا من إدراكه لواقع هذه الأفكار، ومن خضوعه لتطبيق أحكامها عليه، لا من إدراك انبثاق هذه المعالجات عن وجهة النظر الرأسمالية للحياة. ولذلك بات خالياً من الأفكار الرأسمالية تفكيرياً، وإن كان يخوض غمار الحياة على منهجها، وأضحى خالياً من الأفكار الإسلامية عملياً، وإن كان يتدين بالإسلام ويدرس أفكاره.
نمر سالم الشريم
10-05-2009, 12:23 AM
الاخ الكريم مؤمن / الاخوة الكرام .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
الذي فهمته من جواب الاخ مؤمن :
1- الانسان لا بد ان يحدد تجاهه في الحياة ،(والفكرة الكلية هي التي تعطيه هذه التصورات )وسماها في الفقرة الاولى فكر اساسي وسماها عقيده. .
2- جعل ما يوصل الى ما سبق التحول من التفكير الغريزي الى التفكير الانساني (اي يفكر في كيفية اشباع حاجات الانسان بوصفه انسان. ).
3- ثم ينتقل الى الربط بين التقدم العلمي والثورة الفكرية باستقراء ما حدث بعد الثورات الفكرية .
4- مقدمة الكتاب التي تفضل بوضع نصها تفيد بالاتي :
ا-ان الثروة المادية مكانها دون الافكار وكذلك المكتشفات والاختراعات بل يتوقف الحصول عليها والاحتفاظ بها على الافكار .ويؤكد ان انحطاط مكانة الامة العلمية وفقرها نتيجة فقد الافكار .ويؤكد كذلك ضرورة الحرص على الافكار واساس الافكار وانه حسب طريقة التفكير المنتجة تكسب الثروة المادية ويسعى للحصول على المكتشفات والاختراعات .
ب- يحدد ان المراد بالافكار هو وجود عملية التفكير عند الامة والافراد في وقائع حياتهم هم المختلفة وان هذا التفكير والذي وصفه بانه الاحساس بالوقائع للحكم عليها بالمعلومات السابقة ينتج افكارا مبدعة اذا كرراستعمالها بنجاح توجد طريقة تفكير منتجة
ج-يبن ان الجيل الحاضر لم يتسلم افكار ولا طريقة تفكير منتجة لذلك يرى في حالة فقر وفقدان للمكتشفات والمخترعات .
د- اهم ما يستفاد في تعليل الربط بين التقدم العلمي وحصول الثروة الفكرية هو قوله بحصول ( الانددفاع المنتج ) اذا وجدت طريقة التفكير المنتجة ويفسر طريقة التفكير المنتجة بوجود افكار يبدع باستعمالها في الحياة .
ه- بدون الافكار وطريقة التفكير المنتجة سيبقى المسلمون يدورون في حلقة مفرغة يفرغون مخزونهم العقلي والجسدي .
و- ورث المسلمون الاسلام باعتباره فلسفة خيالية وطقوس وشعائر وعشقوا الراسمالية لنجاح تطبيقها لا من ادراك واقع افكارها ومن الخضوع لها لا من( ادراك انبثاق هذه المعالجات عن وجهة النظر الراسمالية في الحياة ).
ح- المسلمون خلو من الراسمالية تفكيريا وان خاضوا الحياة على اساسها ،
المسلمون خلو من الافكار الاسلامية عمليا وان تدينوا بها ودرسوها ،
لم يوجد الاصطدام بين فكرين حتى يهتدي المسلمون لفكر صواب .
• التعليق :ما عدا حالة التفكير الاستقرائي التي اوردها الاخ مؤمن وحديث مقدمة الكتاب عن ( الاندفاع المنتج ) الناتج عن الحصول على الثروة الفكرية لم اجد جوابا على سؤالي عن الربط بين التقدم العلمي والنهضة الفكرية وانه وان كان ما ذكر يدور حول الجواب الا ان المطلوب هو: ان صح ان التقدم العلمي يتلوا النهضة الفكرية فما هو التعليل لحصول ما اسمته مقدمة الكتاب ب(الاندفاع المنتج )، اي لماذا تنتج النهضة الفكرية اندفاعا نحو الاكتشافات والاختراعات الصناعبة وتنتج احتفاظا بها كما اورد ت مقدمة الكتاب ؟وكيف يكون التفكير بوقائع الحباة المختلفة منتجا طريقة تفكير منتجة ؟ وهل الناس لا يفكرون بوقائع حياتهم المختلفة ؟وهل تختلف طريقة التفكير المنتجة في الراسمالية عنها قي الاسلام ؟.
** للملاحظة عمدت للتلخيص والعرض لما كتبه الاخ مؤمن لسببين اولهما :لابراز تفكيري واهتمامي البالغ بما يكتب للوصول الى حل الاشكالية المطروحة ابتداء حول علاج اسباب التخلف .وثانيهما :اعادة ما يمكن ان يكون قد خدش من الثقة في تلخيص وعرض الكتاب نتيجة خطا النقل مما كتبه الاخ ابو تقي حفظه الله لتتم المقارنة بين ما لخصته الان وانطباق التلخيص على فحوى رد الاخ مؤمن وبما سبق تلخيصه من الكتاب .مع تكرار المعذرة والشكر للاخ ابو تقي .
يبدو أن الأخ نمر مولع بالقراءة و التلخيص و هذا أمر رائع أنا مسرور جدا بوجدك معنا و بتواضعك و حسن أدبك و أخلاقك التي تنم عن أخلاق الإسلام الرفيعة.
وطالما أنت محب للقراءة اسمح لي ان اعرض عليك ما جاء في كتاب نداء حار و نشرة بعنوان كيف تنهض الأمة الإسلامية ثم أجيبك على جميع أسئلتك بإذن الله.
وبارك الله فيك أخي نمر
بسم الله الرحمن الرحيم
طريق النهضة
النهضة هي الارتفاع الفكري، وليست هي الارتفاع الاقتصادي ولا الارتفاع الروحي ولا الارتفاع الخلقي وإنما هي الارتفاع الفكري ليس غير، فإذا كان هذا الارتفاع الفكري مبنياً على أساس روحي كانت النهضة نهضة صحيحة، لأن الفكر مستنير فيها إلى أساس يستحيل عليه النقص فلا يتسرب الخطأ إلى الفكر من ناحية أسسه وإنما يكون الخطأ ممكناً عليه من ناحية الفروع، ولذلك يكون مأمون الأساس ثابت الاتجاه مقطوعاً بنتائجه، أمّا إذا كان الارتفاع الفكري غير مبني على أساس روحي فإنه يكون نهضة ولكنها نهضة غير صحيحة لأن الفكر فيها لا يستنير إلى ما يستحيل عليه النقص فيكون عرضة للخطأ والخلل والاضطراب والضلال وجميع أنواع النقص فيتسرب ذلك إلى الأساس وبالتالي إلى الاتجاه والنتائج ولكنه على أي حال يُحدث نهضة.
إلاّ أن الفكر الذي تحصل بارتفاعه نهضة هو الفكر المتعلق بوجهة النظر في الحياة وما يتعلق بها لأن ارتفاعه هو الانتقال من الناحية الحيوانية البحتة إلى الناحية الإنسانية، فالفكر المتعلق بتنظيم الحصول على الطعام فكر ولكنه غريزي منخفض، والفكر المتعلق بتنظيم الحصول على الطعام أعلى منه، والفكر المتعلق بتنظيم شؤون الأسرة فكر ولكن الفكر المتعلق بتنظيم شؤون القوم أعلى منه، وأمّا الفكر المتعلق بتنظيم شؤون الإنسان باعتباره إنساناً لا فرداً هو أعلى الأفكار. ومن هنا كان مثل هذا الفكر هو الذي يُحدث نهضة، فعلى دعاة النهضة إذن أن ينشروا هذا الفكر ويجعلوه أساساً لغيره من الأفكار وأن يجعلوا العلوم والمعارف مبنية على هذا الفكر وأخذه الدرجة الثانية من الاهتمام حتى يستطيعوا أن يُحدثوا نهضة.
والذي يتبادر إلى الذهن من نشر الفكر هو تأليف الكتب وإصدار الصحف والمجلات ولذلك أقبل الناس عليها كطريقة لنشر الفكر وبالتالي كطريقة للنهضة، بيد أن الواقع ليس كذلك، فالكتب والصحف والمجلات والنشرات إن هي إلاّ أدوات ووسائل ليس غير وهي لا تُحدث نهضة وإنما توجِد أفكاراً عند من يقرأها، فإذا اقتصر على ذلك وجدت من قراءة الأفكار عن قصد التأثير فيحتم هذا القصد أن يقوم من يعطيها بالاتصال الحي بمن قرأ الأفكار فردياً وجماهيرياً في وقت واحد للمناقشة في هذه الأفكار لتمكين من قرأها من لمس واقعها ووضع اصبعه على هذا الواقع ولحثه على العمل لإيجادها رأياً عاماً بين الناس وفي العلاقات وفي الدولة فينتج عن ذلك الثورة الفكرية التي توجِد النهضة، فإذا وجد هذا الاتصال الحي فقد بدأ السير على طريق النهضة، وإذا لم يوجد لا يمكن أن تبدأ النهضة، وإنما قد يبدأ علم ومعرفة وقد يبدأ تأليف الكتب وهذا لا ينتج نهضة ولو أصبح أكثر أهل البلاد متعلمين ولو كانت الكتب التي تؤلف تعد بالآلاف بل لا بد من الاتصال الحي إلى جانب الكتب وإلى جانب المتعلمين، وهذا يؤدي إلى أن تتحول هذه الأفكار إلى تشريع وإلى دولة فتنتقل الأفكار إلى التطبيق العملي بالاختيار وبالقسر وحينئذ تسير النهضة في طريقها العملي بعد طريقها الفكري فيجتمع الطريقان معاً: دولة وقوانين تقوم بالنهضة في المجتمع وأفكار تنشر متبوعة بالاتصال الحي فردياً وجماهيرياً معاً في وقت واحد تسير بالمجتمع الناهض الذي يحمل رسالة النهضة لغيره من المجتمعات وبذلك يصل الأمر إلى ذروته من السمو والارتفاع.
والناظر في العالم الإسلامي أو ما يسمونه اليوم الشرق الأوسط يلاحظ أنه بدأ بتحسس النهضة منذ النصف الثاني من القرن الثامن عشر حين بدأت استانبول -وهي حاضرة الخلافة الإسلامية- تحاول أن تقتبس الأفكار التي تظن أنها سبب نهضة أوروبا ثم أصبح ذلك واقعاً عملياً في أوائل القرن التاسع عشر بعد غزوة نابليون لمصر وجلوس محمد علي على عرش مصر واقتطاعه إياها من جسم الدولة الإسلامية بواسطة عمولته لفرنسا ثم صار أخذ ما يُظن أنه أفكار توجد النهضة عاماً في البلاد منذ أن دُكّ عرش الخلافة وحطمت الراية الإسلامية وبسط الكفار المستعمرون سلطانهم على جميع بلاد الإسلام. وها قد مضى نصف قرن ومع ذلك فحتى هذه الساعة لم تحصل نهضة وإنما وجدت بعض المعارف والعلوم. ولهذا فقد آن الأوان أن يدرك الناس في هذه البلاد بعد محاولات تقرب من قرنين أن الطريق الذي يسيرون فيه من دراسة المعارف والعلوم وحدها لا توجِد نهضة وأنه قد آن الأوان لأن يبحثوا عن طريق يكون من طرق النهضة واقعياً وأن يتركوا الطريق الذي يسلكون بعد أن أصبح إخفاقها يقينياً مقطوعاً فيه.
نعم لقد أدرك بعضهم أن إعطاء الأفكار لا بد أن يتبعه الاتصال الحي للمناقشة في هذه الأفكار لتمكين الناس من لمس واقعها وللحث على إيجادها رأياً عاماً وعند الدولة وفي العلاقات، ومن أجل ذلك أوجدوا الأحزاب السياسية فكانت بذلك لفتة لافتة للنظر في طريق التغيير. إلاّ أن هذه الأحزاب لم تعتنق فكرة كلية عن الكون والانسان والحياة تجعلها الأساس الذي تنبثق عنه وجهة النظر في الحياة وبذلك لم تتبن الفكر الأساسي الذي يكون مقياساً للأفكار ولم تتبلور لديها وظيفة الدولة ووظيفة القوانين في المجتمع، ولهذا فقدت ما يوجِد النهضة أي فقدت الأفكار التي يجب أن تقوم بنشرها وأن تتبع هذا بالاتصال الحي فردياً وجماهيرياً معاً، ولهذا سارت بالأفكار الجزئية مأخوذة من وجهات نظر متناقضة من الرأسمالية والاشتراكية متجنبة عن تعمد وجهة نظر الإسلام، ومن أجل ذلك ظلت تدور في دوامة وغلب عليها الانتهازية والاستعجال أو محاولة الإصلاح الترقيعي الذي يؤخر النهضة ويطيل عمر الفساد. وإذا استثنينا الحزب الشيوعي وحزب التحرير وهما حزبان مطاردان من جميع السلطات فإنه لا يوجد في العالم الإسلامي كله الذي يسمونه الشرق الأوسط من يعمل للنهضة وإن كان فيه من يخبرون الناس بأنهم سائرون في طريق النهضة، ولذلك كان الأمر الطبيعي وفي الأمّة إحساس عام بإرادة النهوض وفيها متحمسون بذلك فعلاً أن يوجد من يفحص هذين الحزبين المتعارضين بفحص أفكارهما سواء منها ما يتعلق بالفكرة أو ما تعلق بالطريقة أو يوجد من يتلمس أفكاراً أخرى بفكرتها وطريقتها ليساهم بالصراع الفكري لإيجاد الثورة الفكرية وبالتالي إحداث النهضة أم هل سيظل المتعلمون يكتبون في المجلات والصحف ويؤلفون الكتب ويظل الناس غارقين في دوامة الألفاظ الطنانة يرددون بحماس كلمات القومية والتحرر ومحاربة الاستعمار دون أن يكون لها واقع ودون أن يكون لها أي معنى يتعلق بوجهة النظر في الحياة.
إن الشيوعية في جعلها المادية والتطور المادي الحتمي عقيدة تخالف فطرة الإنسان من ناحية أن الإيمان بوجود خالق غريزة من الغرائز وتناقض حقيقة التطور (أي الانتقال من حال إلى حال) فإنه لا يمكن أن يكون ذاتياً بل لا بد من وجود مؤثر خارجي أقصاه النسبة التي لا بد من توفرها بين أجزاء المادة حيث يحصل حدوث التطور.
والشيوعية في جعلها حتمية التاريخ طريقة تبنى على كذب وأوهام. فالأفكار هي التي تغير اتجاه الحياة والإنسان الذي يحمل هذه الأفكار عقيدة يقينية هو الذي يباشر تغيير الاتجاه في الحياة فيحصل من هذا التغيير التاريخ وليس التاريخ هو الذي يحدث هذا التغيير. ولهذا لا تستطيع الشيوعية أن تَثبُت في الحكم وفي المجتمع إلاّ بالقوة والبطش ولو أباحت للناس الاختيار لما رضيها مجتمع من المجتمعات.
أمّا الإسلام فإن عقيدته هي التوحيد للخالق وتسيير الأعمال بما ثبت أنه قد أوحى الله به لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم بإعمال العقل في فهمه للوقائع المتجددة والمتعددة لاستنباط الأحكام. وهذه الأحكام هي القوانين ووظيفتها في المجتمع إنما هي إباحة السعي طلباً للرزق الحلال وجعل الأصل في الأشياء التي تملك وفي الأفكار التي تؤخذ الإباحة وتقييد كيفية التملك وكيفية التغذية الروحية بطريقة خاصة.
فهل آن للناس ولا سيما المتعلمين أن يدركوا ما هي النهضة وأن يفكروا في الأفكار التي تقوم على أساسها النهضة بعد أن تحسسوا الكيفية التي تثبت فيها الأفكار لإيجاد النهضة باتباع نشر الأفكار بالاتصال الحي للمناقشة من أجل أن يلمس الناس واقعها ويحث على العمل لإيجادها، لا جرم أنه قد آن الأوان لذلك لا سيما بعد هذه المرحلة المشاعرية الكاسحة التي شملت الدولة العربية منذ سنة 1955 حتى اليوم ثم برز للواعين السراب الخادع الذي كانت تنشره بمختلف أساليب الدجل فإن هذا وحده كاف لأن يوقِظ من الغفلة وأن يلفت النظر بقوة إلى تلمس الهدى عن طريق الفكر المستنير.
------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
كيف تنهض الأمّة الإسلامية
النهضة هي الارتفاع الفكري وأمّا الارتفاع الاقتصادي فإنه ليس بنهضة بدليل أن الكويت مرتفعة اقتصادياً أكثر بكثير من دول أوروبا مثل السويد وهولندا ومع ذلك فالسويد وهولندا وبلجيكا ناهضة والكويت ليست نهضة، وكذلك الارتفاع الأخلاقي ليس بنهضة بدليل أن المدينة المنورة اليوم هي أعلى بلدان الدنيا أخلاقاً ومع ذلك ليست ناهضة، وبدليل أن باريس من أحط البلدان أخلاقاً ومع ذلك فهي ناهضة، فالنهضة هي الارتفاع الفكري.
غير أن هذه النهضة قد تكون نهضة صحيحة وقد تكون نهضة غير صحيحة فأمريكا وروسيا بلاد ناهضة ولكنها نهضة غير صحيحة لأن نهضتهم ليست قائمة على أساس روحي، إذ النهضة الصحيحة هي الارتفاع الفكري القائم على الأساس الروحي فإن لم يكن الارتفاع الفكري قائماً على الأساس الروحي فإنه يكون نهضة ولكن لا تكون نهضة صحيحة ولا توجِد نهضة صحيحة سوى النهضة على أساس الفكرة الإسلامية أي سوى النهضة الإسلامية لأنها وحدها ارتفاع فكري قائم على الأساس الروحي.
والطريقة لحصول هذه النهضة هي إقامة الحكم على فكرة لا على أنظمة وقوانين وأحكام، فإقامة الدولة على قوانين وأحكام لا يمكن أن تحصل به نهضة بل على العكس هو مخدر عن النهضة ولا يمكن أن تحصل النهضة إلاّ إذا أقيم الحكم والسلطان على فكرة ثم عن هذه الفكرة تنبثق المعالجات اليومية لمشاكل الحياة أي تنبثق الأنظمة والقوانين والأحكام، فأوروبا حين نهضت إنما نهضت على فكرة فصل الدين عن الدولة والحريات، وأمريكا حين نهضت إنما نهضت على فكرة هي كذلك فصل الدين عن الدولة والحريات، وروسيا حين نهضت إنما نهضت على فكرة هي المادية والتطور المادي أي انتقال الأشياء ذاتياً من حال إلى حال أخرى فيحصل التغيير من حال إلى حال أحسن، فأقامت الحكم على هذه الفكرة سنة 1917 وبذلك نهضت، والعرب حين نهضوا على الفكرة الإسلامية حين جاء بها الرسول صلى الله عليه وسلم رسالة من الله وأقام الحكم والسلطان عليها فحصلت النهضة للعرب حين اعتنقوها وأقاموا الحكم عليها، وهذا كله دليل قطاع على أن الطريق لحصول النهضة هي إقامة الحكم على فكرة، والدليل على أن إقامة الحكم على أنظمة وقوانين لا يوجِد نهضة ما فعله مصطفى كمال في تركيا فإنه أقام الحكم على أنظمة وقوانين ليوجِد نهضة، فقد أخذ الأنظمة الغربية والقوانين الغربية وأقام الحكم عليها وأخذ يطبقها واستطاع أن يطبقها بالفعل عن طريق القوة ولكنه لم يوجِد نهضة، فلم تنهض تركيا بل انحلت عما كانت عليه وها هي ذي تركيا من أحط البلدان في حين أن لينين جاء في نفس الوقت الذي جاء به مصطفى كمال واستطاع لينين أن يُنهض روسيا نهضة قوية وها هي ذي اليوم من أقوى دول العالم والسبب في ذلك هو أن لينين أقام الحكم على فكرة هي الفكرة الشيوعية ثم عن هذه الفكرة أخذت تنبثق معالجات المشاكل اليومية أي الأنظمة والقوانين، أي أخذ يعالج المشاكل بأحكام يأخذها من هذه الفكرة، أي من الفكرة التي أقام عليها الحكم، ولذلك نهض لينين في سنة 1917 أقام الحكم في روسيا على فكرة فأنهض روسيا، ومصطفى كمال في سنة 1924 أقام الحكم على أنظمة وقوانين ليُنهض تركيا فلم ينهضها بل تأخرت إلى الوراء. وقيام الحكم على هذه الأنظمة والقوانين هو الذي حال دون أن تنهض تركيا لأنها خدرت به.
ثم إن أقرب مثال على ذلك ما قام به جمال عبدالناصر في مصر فإنه منذ سنة 1952 أقام الحكم على أنظمة وقوانين فأقامه في أول الأمر على تغيير نظام الحكم بوضع النظام الجمهوري مكان النظام الملكي وعلى توزيع الأراضي ثم انتقل به الأمر على أنظمة اشتراكية، مما يسمى اشتراكية الدولة، ومضى عليه الآن عشرون عاماً ولم يوجِد أي نهضة بل على العكس مصر اليوم من ناحية فكرية واقتصادية وسياسية أحط منها بل سنة 1952 أي قبل انقلاب الضباط، ومقارنة أعضاء برلمانها اليوم أي مجلس الأمّة بين الأمس واليوم، والوضع فيها يحول دون النهضة لأن إقامة الحكم على الأنظمة والقوانين لا يوجِد نهضة وإنما الذي يوجِد النهضة هو فقط إقامة الحكم على فكرة.
غير أن إقامة الحكم على فكرة لا تعني القيام بانقلاب عسكري وأخذ الحكم وإقامته على الفكرة، فإن هذا لا يوجِد نهضة ولا يمكن الثبات في الحكم وإنما يعني إفهام الأمّة أو الفئة الأقوى في الشعب الفكرة المراد إنهاض الأمّة عليها وجعلها تبني حياتها عليها وتتجه في معترك الحياة على أساس الفكرة وحينئذ يقوم الحكم عن طريق الأمّة على هذه الفكرة وبذلك تحصل النهضة قطعاً.
فالأصل في النهضة ليس أخذ الحكم وإنما هو جمع الأمّة على الفكرة وجعلها تتجه في حياتها على هذه الفكرة ثم يؤخذ الحكم ويقام على تلك الفكرة، وأخذ الحكم ليس غاية ولا يصح أن يكون غاية، وإنما هو طريقة للنهضة عن طريق إقامته على الفكرة، فهو أخذ ليقام على الفكرة حتى تحصل النهضة.
والمثال الصحيح على ذلك ما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه حين بعثه الله تعالى برسالة الإسلام دعا الناس إلى العقيدة الإسلامية، أي للفكرة ثم لما جمع أهل المدينة الأوس والخزرج على العقيدة الإسلامية، أي على الفكرة وجعلهم يتجهون في حياتهم عليها، أخذ الحكم في المدينة، وأقامه على العقيدة الإسلامية، ثم صار يقول: (أُمرتُ أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلاّ الله محمد رسول الله، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلاّ بحقها) أي صار يدعو للفكرة وبذلك حصلت النهضة في المدينة ثم في العرب ثم في كل شعب دخل في الإسلام أي اعتنق الفكرة وكان سلطانه الذي يرعى شؤونه قائماً عليها.
والأمة الإسلامية اليوم في جميع أقطارها، ومنها هذا البلد سوريا منحطة ولا شك، وهي تحاول النهضة منذ ما يزيد عن مائتي عام، ولم تفلح في النهضة حتى هذه الساعة، والسبب في ذلك هو أن الحكم القائم فيها قائم على أساس أنظمة وقوانين، والحكم سواء كان قائماً على أنظمة غير إسلامية أي أنظمة كفر، كما هي الحال في اكثرها ومنها هذا البلد، أو قائماً على أنظمة إسلامية وأحكام شرعية كما هي الحال في بعض الأقطار وهي قليلة مثل اليمن قبل ثورة السلال، فإنها كلها منحطة ولا توجد بها نهضة، والسبب في ذلك هو إقامة الحكم على أنظمة وعدم إقامته على فكرة، حتى الأنظمة الإسلامية والأحكام الشرعية إذا قام الحكم عليها لا توجِد نهضة في الأمّة، إنما الذي يوجِد النهضة هو إقامة الحكم على الفكرة الإسلامية أي العقيدة الإسلامية، فإقامة الدولة على لا إله إلاّ الله محمد رسول الله هو الذي يوجِد النهضة، أمّا إقامتها على مذهب أبي حنيفة أو على كتاب الطحاوي أو على الأحكام الشرعية فإنه لا يوجِد نهضة مطلقاً، لأنها تؤخذ كأنظمة وقوانين فلا تحدِث أي نهضة، وإنما يجب أن تقام على لا إله إلاّ الله محمد رسول الله ثم بعد ذلك تؤخذ الأحكام الشرعية باعتبارها أوامر ونواه من الله فيُعمل بها لأنها أمر لله فهي مأخوذة من (لا إله إلاّ الله محمد رسول الله) وبذلك تحصل النهضة.
فالأمة الإسلامية اليوم حتى تحصل لها النهضة لا بد أن تجعل العقيدة الإسلامية الأساس الذي تتجه في حياتها عليه، وتقيم الحكم والسلطان عليه ثم تعالج المشاكل اليومية بالأحكام المنبثقة عن هذه العقيدة أي بالأحكام الشرعية بوصفها فقط أوامر ونواه من الله لا بأي وصف آخر وبذلك ستحصل النهضة قطعاً.
بل ستحصل النهضة الصحيحة لا مجرد نهضة وتعود الأمّة الإسلامية لاقتعاد ذروة المجد وأخذ قيادة العالم مرة أخرى.
هذه هي كيفية إنهاض الأمّة الإسلامية اليوم نهضة صحيحة. فمن هنا الدرب أيها المسلمون.
ورد في ندار حار ما يلي:
هذا هو واقع الأمّة الإسلامية: انعدام الثقة بصلاحية الإسلام لأن يكون نظام حياتها في العصر الحديث. ثم فصْل أفكار الإسلام ووجهة نظره في الحياة عن شؤون الحياة الدنيا، وفصْل التشريع الإسلامي عن الدولة، واعتبار هذا الفصل للأفكار والتشريع ضرورة حياتية يقتضيها وجودنا وتقدمنا بين الناس. فأزمة الأمّة هي أزمة ثقة بنظام الإسلام لا أزمة ثقة بالإسلام. فكان من جراء هذه الأمّة أن فقدت الأمّة الحافز الحاد الذي يدفعها للحياة، فكان فيها هذا الجمود وكان فيها هذا الموت وكان فيها هذه الحال التي جعلتها على حافة الهاوية المشرفة على خطر الفناء.
فالقضية في الأمّة الإسلامية هي انعدام الثقة بما ينبثق عن عقيدة الإسلام من أفكار عن الحياة، ونظم لتنظيم العلاقات، انعداماً وصل إلى حد القناعة التامة، فنجم عنه فقدان الحافز الحاد الذي يدفع كل أمّة في الحياة. هذه هي القضية التي يوضع الاصبع عليها، والتي يجب أن تكون محل البحث أو موضع العلاج.
إنه من الخطأ أن يقال إن القضية هي قضية العقيدة الإسلامية، لأن هذا يعني اتهام المسلمين في إيمانهم وهذا غير صحيح وأمر في منتهى الخطر، فالعقيدة الإسلامية موجودة عند كل مسلم ولكنها فقدت ثلاثة أمور هامة: فقد فقدت علاقتها بأفكار الحياة وأنظمة التشريع فغاضت منها الحيوية، لأن العقيدة العقلية إذا انفصلت أفكارها عنها ماتت وكانت جثة هامدة. وفقدت أيضاً تصورها ما بعد الحياة فلم تعد تواجه في سيرها يوم القيامة وحسابه، ولم يعد يهزها عذاب الله ولم تعد تثيرها جهنم ولا يخوفها الجحيم. كما أنها لم تعد تستهدف الجنة ولا تشتاق لنعيمها ولا يجذبها إليها ما فيها من نعيم مقيم ومما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، ولم تعد بالتالي تستهدف رضوان الله غاية الغايات عند المسلمين. وفقدت كذلك ارتباط جماعة المسلمين كجماعة بهذه العقيدة باخوة إسلامية، فصاروا شعوباً ودولاً، وصاروا جمعيات وأسراً، بل صاروا أفراداً أفراداً.
هذه الأمور الثلاثة فقدتها العقيدة الإسلامية من نفوس المسلمين فكانت جثة هامدة. أمّا العقيدة نفسها فلا تزال موجودة عند كل مسلم ولا يزال كل مسلم يقول صباح مساء: لا إله إلاّ الله محمد رسول الله، وإن كان قوله هذا لم يحرك شعرة في بدنه، ولا خلجة من قلبه، ولا شيئاً من مشاعره، ولا يدفعه في الحياة قدر أصبع، ولا يمنع عنه من التأخر والانحطاط شيئاً، وبذلك فإن المسلمين لم يفقدوا العقيدة الإسلامية وإنّما فقدوا الثقة بما ينبثق عن هذه العقيدة الإسلامية.
*****************************
وإنه من التضليل أن يقال إن القضية قضية اقتصادية، لأن هذا يعني أن الفقر هو سبب انحطاط الأمّة والغِنى هو سبب رِفعتها، وهذا باطل لا شك فيه. فالغِنى لا ينهض بالفرد ولا ينهض بالأمّة، لأن النهضة هي الارتفاع الفكري، والنهضة الصحيحة هي الارتفاع الفكري على الأساس الروحي، فإذا وُجدت الأفكار وُجدت النهضة وإذا عدمت الأفكار كان الانحطاط. فإن الأفكار في أية أمّة من الأمم هي أعظم ثروة تنالها الأمّة في حياتها إن كانت أمّة ناشئة، وأعظم هبة يتسلمها الجيل من سلفه إذا كانت الأمّة عريقة في الفكر. وإذا دُمرت ثروة الأمّة المادية فسرعان ما يمكن تجديدها ما دامت الأمّة محتفظة بثروتها الفكرية. أمّا إذا تداعت الثروة الفكرية وظلت الأمّة محتفظة بثروتها المادية فسرعان ما تتضاءل هذه الثروة وترتد الأمّة إلى حالة الفقر. على أن واقع الأمّة الإسلامية أنها من أغنى الأمم إن لم تكن أغناها إذا جُمعت ثروتها في دولة واحدة كما يفرض ذلك الإسلام على جميع المسلمين. وفوق ذلك فإن الاقتصاد حتى ينمو وينتقل من الزراعة وحدها إلى الزراعة والصناعة بحيث تكون الصناعة هي رأس الحربة، لا بد له من حافز يحفز الأمّة على السعي للاقتصاد، وهذا الحافز الحاد لا ينبثق إلاّ عن فكر. ومن أعظم الفكر العقيدة العقلية التي تنبثق عنها أفكار الحياة. وعليه فالقضية ليست قضية اقتصادية وإنّما هي قضية فكرية، أي قضية الثقة بما ينبثق عن عقيدتهم من أفكار.
**********
ومن السطحية أن يقال إن القضية قضية تعليم وعلوم، لأن هذا يعني أن العلوم هي الحافز وليس الأفكار، مع أن الواقع أن الأفكار هي الحافز والعلوم إنّما تتأثر بالأفكار ارتفاعاً وانخفاضاً ووجوداً وعدماً. والفرق بين الأفكار والعلوم أن الأفكار هي النظرة إلى الأشياء والأفعال للوصول إلى تعيين الاتجاه بالنسبة لها، أمّا العلوم فهي النظرة إلى الأشياء نفسها لمعرفة كنهها. والذي يسيّر الحياة هو الأفكار وليس العلوم. وأن معظم الحقائق العلمية التي اكتشفتها الأمّة يمكن أن تهتدي إليها مرة أخرى إذا فقدتها دون أن تفقد طريقة تفكيرها. أمّا إذا فقدت طريقة تفكيرها أي فقدت فكرها فإنها سرعان ما ترتد إلى الوراء وتفقد ما لديها من مكتشفات ومخترعات.
على أن الأمّة الإسلامية فيها من المتعلمين والمثقفين عدد ضخم يعد بمئات الألوف، ومع ذلك لا تزال متأخرة في الاكتشافات والاختراعات لأنه لا يوجد فكر يسيّر هذه المعارف والعلوم نحو غاية معينة فيدفعها إلى الإمام لخدمة تلك الغاية السامية. وفوق ذلك فإن العلماء والمخترعين يملؤون الأرض وهم أُجراء ويمكن إحضارهم من أية أمّة من الأمم أُجراء، ولكن إحضارهم وإحضار أمثالهم لا يعالج المشكلة إذا لم يوجد فكر، فالمسألة مسألة فكر.
*************************
ومن غير الدقة أن يقال إن القضية قضية تشريع وقوانين، لأن هذا يعني أن القوانين هي أساس الحياة وأساس الدولة وهذا غير صحيح. فإن القوانين والأحكام إن هي إلاّ معالَجات للمشاكل اليومية التي تحدث مع البشر منبثقة عن وجهة النظر في الحياة. فالأصل هو وجهة النظر التي انبثقت عنها القوانين وليست القوانين، ألا ترون أن الكفار من رعايا الدولة الإسلامية كانت تطبَّق عليهم نفس الأحكام التي كانت تطبَّق على المسلمين ولم يكن هنالك فرق بينهم وبين المسلمين في تطبيق الأحكام، فالمسلمون والكفار أمام القاضي وأمام الحاكم سواء، ومع ذلك فقد كان المسلمون في الدولة الإسلامية هم أصحاب الرسالة وهم حملة الدعوة، وتتمثل فيهم النهضة. والكفار كانوا تحت ظل الإسلام يُعطون الجزية عن يد وهم صاغرون. ثم ألا ترون الآن أن المسلمين في أكثر بقاع الأرض يطبَّق عليهم التشريع الغربي والقوانين الغربية ولكن لأنهم لا يزالون يعتنقون العقيدة الإسلامية فلم تنبثق القوانين من عقيدتهم وإن انبثقت عما أصبح رأياً عاماً عندهم، ومع ذلك فهم لم يلحقوا بالغرب بالنهضة، ولم يحصل عندهم ارتفاع فكري، ولا يزالون منحطين متخلفين عن الغرب قروناً وأجيالاً، مع أنه مضى عليهم يطبقون القوانين الغربية قرابة أربعين عاماً، مما يدل على أن القضية ليست قضية تشريع وقوانين وإنّما هي ما تنبثق عنه هذه القوانين من وجهة نظر، أي هي قضية جعل العقيدة تنبثق عنها القوانين الموثوق بصلاحها، أو جعل القوانين منبثقة عن عقيدة. فالقضية إذن قضية الثقة بالقوانين من حيث انبثاقها عن العقيدة، أي قضية وجهة النظر في الحياة، وما يسمونها في العصر الحديث "بالايديولوجية".
**********
وعلى هذا فالقضية هي الأمّة الإسلامية بوصفها أمّة وبوصف هذه الأمّة أمة إسلامية. وقضية الأمّة الإسلامية هذه ليس إيجاد العقيدة الإسلامية عندها، ولا هي تقوية اقتصادها، ولا إيجاد التعليم والثقافة فيها، ولا هي إصلاح تشريعها وإيجاد دستور وقوانين لها، وإنّما القضية هي ربط عقيدتها بدستورها وقوانينها، أي جعل التصديق الجازم المطابق للواقع الموجود عند الأمّة في عقيدتها منصباً على الأفكار والأحكام الشرعية المستنبَطة من الكتاب والسنّة ومما دل الكتاب والسنّة على أنه دليل شرعي. وبعبارة أخرى هي إيجاد الثقة بالأفكار والنظم المنبثقة عن العقيدة الإسلامية. هذه هي القضية بالدقة والتحديد.
نمر سالم الشريم
14-05-2009, 10:42 PM
لاخ المحترم الاستاذ مؤمن / الاخوة الافاضل :
اشكر ابتداء الاخ مؤمن على اهتمامه واطرائه ، وقد تمعنت بما تفضل ووضعه من نقولات تستحق فعلا القراءة والتمعن ، وقد استفدت منها جيدا ، وبرزت عندي كذلك بعض الاسئلة منها هل ما اسماه ( بالحافز الحاد ) وما سبق ان ورد كذلك في النقل السابق من مقدمة كتاب ...عبارة.(الاندفاع المنتج ) يقتصر حصولهما فقط عند الامم التي تحمل ايدلوجيات ؟ وان ما اورده استدلالا على ذلك اما من قبيل استقراء حالات او رايا غير مستند الى تعليل منطقي يبرر حصول ذلك ، فاذا هوجم شعب ما يكون هناك حافز حاد للمواجهة ورد العدوان في العادة ويكون هناك اندفاع منتج يشمل كافة المجالات التي من شانها ان تساعد في رد العدوان ، وقد كان هناك انتاج صناعي هائل عند المانيا هتلر الذي كان يدعو الى سيادة العرق الاري .
ثم ما هو مقياس حدوث النهضة ؟ وكيف يحكم على بلد انه ناهض واخر غير ناهض ؟ وهل التصنيفات الحديثة الى دول عالم اول او ثاني او ثالث لها علاقة بذلك .
وحتى لا اطيل ويتشعب الحديث فقد اقتصرت على الاهم لا فتا ان هناك عبارات لم افهم ما وضعت من اجله وهي قوله ( فالفكر المتعلق بتنظيم الحصول على الطعام فكر ،ولكنه غريزي منخفض ،ولكن الفكر المتعلق بتنظيم الحصول على الطعام فكر اعلى منه ..) ،ولم اجد فرقا وهناك لفظي (مستنير ) (يستنير)في الموضوع الاول لا ينسجمان مع تركيب عبارتين حاولت ان افهمهما بوجودهما ولم افلح .
المواضيع التي وضعها الاخ مؤمن للقراءة اكرر انها افادتني في حل بعض الاشكالات واكرر شكري له .
لاخ المحترم الاستاذ مؤمن / الاخوة الافاضل :
اشكر ابتداء الاخ مؤمن على اهتمامه واطرائه ، وقد تمعنت بما تفضل ووضعه من نقولات تستحق فعلا القراءة والتمعن ، وقد استفدت منها جيدا ، وبرزت عندي كذلك بعض الاسئلة منها هل ما اسماه ( بالحافز الحاد ) وما سبق ان ورد كذلك في النقل السابق من مقدمة كتاب ...عبارة.(الاندفاع المنتج ) يقتصر حصولهما فقط عند الامم التي تحمل ايدلوجيات ؟ وان ما اورده استدلالا على ذلك اما من قبيل استقراء حالات او رايا غير مستند الى تعليل منطقي يبرر حصول ذلك ، فاذا هوجم شعب ما يكون هناك حافز حاد للمواجهة ورد العدوان في العادة ويكون هناك اندفاع منتج يشمل كافة المجالات التي من شانها ان تساعد في رد العدوان ، وقد كان هناك انتاج صناعي هائل عند المانيا هتلر الذي كان يدعو الى سيادة العرق الاري .
ثم ما هو مقياس حدوث النهضة ؟ وكيف يحكم على بلد انه ناهض واخر غير ناهض ؟ وهل التصنيفات الحديثة الى دول عالم اول او ثاني او ثالث لها علاقة بذلك .
وحتى لا اطيل ويتشعب الحديث فقد اقتصرت على الاهم لا فتا ان هناك عبارات لم افهم ما وضعت من اجله وهي قوله ( فالفكر المتعلق بتنظيم الحصول على الطعام فكر ،ولكنه غريزي منخفض ،ولكن الفكر المتعلق بتنظيم الحصول على الطعام فكر اعلى منه ..) ،ولم اجد فرقا وهناك لفظي (مستنير ) (يستنير)في الموضوع الاول لا ينسجمان مع تركيب عبارتين حاولت ان افهمهما بوجودهما ولم افلح .
المواضيع التي وضعها الاخ مؤمن للقراءة اكرر انها افادتني في حل بعض الاشكالات واكرر شكري له .
الأخ نمر حياك الله أخي
أظن من كلامك هذا أكون أجبتك عن بعض تساؤلاتك أيها العزيز
بخصوص الحافز الحاد أي ان الأمة الإسلامية فقدت تصورها للإسلام و انعدمت ثقتها بما انبثق عنها فمشكلة الأمة هي بربط السلوك بالعقيدة الإسلامية بوصفها قاعدة فكرية وقيادة فكرية وعقيدة سياسية.
بمعنى أن الأمة أصباها الضعف الشديد في فهم الإسلام نتيجة عاومل التغشية التي طرأت على فكرة الإسلام و طريقته ففقدت الأمة الحافز الحاد على العمل لأن الذي يدفع الإنسان للعمل هو الطاقة الحيوية، و الذي يعين السلوك للإنسان هو المفهوم الموجود لديه فمفاهيم الإسلام أصبحت غير واضحه عند المسلمين فلم تعد دفعهم للعمل فالعقيدة الإسلامية بما يبنى عليها من فكر و ما ينبثق عنها من نظام، لم تعد هي الذي يحرك الناس نحو قيامهم بالعمل.
بخصوص طريقة التفكير المتتجه كما قال لك الأمة فقدت أفكارها و التفكير المنتج ينتج عنما يكون عند الأمة أفكار فتبدغ في تنزيل هذه الأفكار على وقائع الحياة ينتج عن هذا الأمر طريقة تفكير منتجه أي يكون لها أثر في واقع الحياة و إنتاج معين أي نتائج رائعة. فكيف تحصل هذه الأمور و الأمة فقدت أفكارها !!
فهذا بحث في واقع فلا يقال أنه لا يوجد دليل عليه و هذا أيضا له بعد شرعي و عليه أدلة من الشرع الحنيف.
بخصوص دفاع الشعب عن نفسه هذا يرجع للرجع الغريزي عند الإنسان وهو ناتج عن غريزة حب البقاء و هذا موجود عند الحيوان ايضا ولا علاقة له بالموضوع المبحوث لأننا نبحث عن طريقة التفكير المنتجه وعن فقدان التفكير عند الأمة في وقائع الحياة على أساس الإسلام فتلك مسالة غير المسالة التي ذكرتها.
و الأمة الإسلامية مثلا تدافع عن أراضيها دافعا ناتج عن مفاهيم الإسلام التي تحرم عليهم أن يتخاذلوا أو يحتل شبر من أرضهم فيكون الجهاد و القتال في سبيل الله منتجا بقوة بعكس مثلا أمة أخرى لا يوجد لديها مفاهيم الإسلام فيكون دفاعها مختلف لفقدانها فكر قوي محرك يجعلها تدافع عن نفسها و عن بقائها و الذي يكون دافع لها هو المحرك الغريزي و ليس دافع فكري مقرون بمشاعر غريزية حركها نفس الفكر الدافع.
ما حصل عند هتلر كانت ألمانيا لديها بنية عسكرية تحتية و هتلر فعل هذه البنية و اشتغل في التصنيع الحربي الثقيل و قد سمحت له بريطانيا بهذا العمل من اجل ابقاء حالة التوزان في أوربا و هي سياسية قديمة عملت عليها في ما بعد أمريكا.
اما الفكر النازي فهو ليس فكرة كلية بل فكرة جزئية وهي ليست خاصة بكل البشر بل هي فكرة فوقية عنصرية تريد أن تجعل عرق يسود على الآخر لذلك مثل هكذا أفكار لا تتركز في الشعوب ولا في الامم لكونها ليست فكر أساسي و لا يمكن أن يوجد لها رأي عام لانها لست فكرة كلية عن الإنسان و الكون و الحياة.
فالمثال في غير محله.
البلد النهاض مشروح في ما نقلت لك اذا هذا البلد قائم في وجوده على فكرة كلية تكون معتنقة من قبل الشعب و تكون هذه الفكرة الكلية " عقيدة" اساس الدولة و اساس كل شيء و ترعى شؤون الناس بهذه الفكرة الكلية الشعب يكون ناهض فكريا وحزب التحرير يفرق بين النهضة الصحيحه و النهضة الخاطئة.
تصنيفات الدول إلى عالم ثاني و ثالث هي سياسية و لا علاقة لها ببحث النهضة و هي تصنيف غربي من أجل تضليل العالم خصوصا المسلمين.
الحصول على الطعام هو فكر متعلق بإشباع الغرائز فهو منخفض لان نظرهة غريزي بحت ولكن في حال انك نظمت كيفية الحصول على الطعام بنظام معين يكون هذا الفكر أعلى مما سبقه لأنه مبني على فكر منظم له و ذلك فقط مبني على الحصول على اشباع الطاقة الحيوية دون نظام فهناك فرق كبير بينهم.
بخصوص عبارة مصطلح يستنير في الفقرة التي تقول " ولكنها نهضة غير صحيحة لأن الفكر فيها لا يستنير إلى ما يستحيل عليه النقص فيكون عرضة للخطأ والخلل والاضطراب
أي ان الفكر لم يصل إلى الإستنارة بقي سطحي أو عميق وحزب التحرير يفرق يقسم الفكر إلى عميق و مستنير و سطحي و كل فكر له تصور في ثقافة الحزب و معنى و مدلول.
فالكلام منسجم أخي و لكن يحتاج لتوضيح و هو دقيق جدا فهو يتحدث عن النهضة الصحية لا تحصل إلا بالفكر المستنير و هذا له شرح في ثقافتنا ليس وقته هنا
و في الحالة التالية هي وصف واقع النهضة الخاطئة التي قد تحصل بالفكر العميق الذي لم يصل لمرحلة الإستنارة.
بخصوص كلامك و أرجع له هنا
اي لماذا تنتج النهضة الفكرية اندفاعا نحو الاكتشافات والاختراعات الصناعبة وتنتج احتفاظا بها كما اورد ت مقدمة الكتاب ؟وكيف يكون التفكير بوقائع الحباة المختلفة منتجا طريقة تفكير منتجة ؟ وهل الناس لا يفكرون بوقائع حياتهم المختلفة ؟وهل تختلف طريقة التفكير المنتجة في الراسمالية عنها قي الاسلام
النهضة حين تحدث في الأمم و الشعوب تجعل الشعب يندفع في الحياة بطريقة معينه حيث أنه يصبح له حضارة معينه و نمط عيش معين و طريقة تفكير معينه نتجية تجسد الفكرة الكلية التي نهضت على اساسها في بنية الأمة أي في تفكيرها و سلوكها.
فالذي يجعل الأمة محتفظة بثروتها المادية هو الحفاظ على ثروتها الفكرية التي أوجدتها و جعلتها تندفع في انتاج الثورة المادية فمثلا المسلم يندفع لإنتاج السلاح القوي لأن الله أمره بهذا فهو يندفع بناء على فكر دافع و هو يتقرب لله في هذا العمل الرأسمالي يندفع من أجل الحفاظ على مصالحه في الحياة و بقاءة متفرد في مص دماءئ الشعوب لأن الفكرة الكلية الرأسمالية هكذا تملي عليه.
التفكير بواقع الحياة يبقى منتج اذا بقيت تفكر فيها بحسب القاعدة الفكرية التي تعتنقها أي اذا بقيت تعالجها بنفس القاعدة الفكري و تنزل أفكار التي تنبثق عنها على الوقائع المتجددة و منها عندنا نحن المسلمين الإجتهاد في كل ما هو جديد.
طبعا الإسلام طراز معين من حيث طريقة التفكير في وقائع الحياة فهو يفكر مثلا في مشاكل الإنسان بوصفها مشاكل انسانية تحتاج لعلاجـ لا بوصفها اقتصادية أو اجتماعية و العلاج لابد أن يكون وحي من الله و يسير المسلم بهذه الطريقة في التفكير فيها وهنا شرع الإجتهاد لمعالجة المستجد من وقائع الحياة و محصور هنا بالقرآن و السنة المشرفة و ما اشرد لهما مثل اجماع الصحابة والقياس الصحيح المبني على علة شرعية مستنبطة من النص او دل عليها النص.
في الرأسمالية التفكير هو ترقيعي توفيقي أي هو مبني على الحل الوسط و ما في الشيء من منفعه وهذا انشاء الله نتوسع به لاحقا.
في امان الله
لاخ المحترم الاستاذ مؤمن / الاخوة الافاضل :
اشكر ابتداء الاخ مؤمن على اهتمامه واطرائه ، وقد تمعنت بما تفضل ووضعه من نقولات تستحق فعلا القراءة والتمعن ، وقد استفدت منها جيدا ، وبرزت عندي كذلك بعض الاسئلة منها هل ما اسماه ( بالحافز الحاد ) وما سبق ان ورد كذلك في النقل السابق من مقدمة كتاب ...عبارة.(الاندفاع المنتج ) يقتصر حصولهما فقط عند الامم التي تحمل ايدلوجيات ؟ وان ما اورده استدلالا على ذلك اما من قبيل استقراء حالات او رايا غير مستند الى تعليل منطقي يبرر حصول ذلك ، فاذا هوجم شعب ما يكون هناك حافز حاد للمواجهة ورد العدوان في العادة ويكون هناك اندفاع منتج يشمل كافة المجالات التي من شانها ان تساعد في رد العدوان ، وقد كان هناك انتاج صناعي هائل عند المانيا هتلر الذي كان يدعو الى سيادة العرق الاري .
ثم ما هو مقياس حدوث النهضة ؟ وكيف يحكم على بلد انه ناهض واخر غير ناهض ؟ وهل التصنيفات الحديثة الى دول عالم اول او ثاني او ثالث لها علاقة بذلك .
وحتى لا اطيل ويتشعب الحديث فقد اقتصرت على الاهم لا فتا ان هناك عبارات لم افهم ما وضعت من اجله وهي قوله ( فالفكر المتعلق بتنظيم الحصول على الطعام فكر ،ولكنه غريزي منخفض ،ولكن الفكر المتعلق بتنظيم الحصول على الطعام فكر اعلى منه ..) ،ولم اجد فرقا وهناك لفظي (مستنير ) (يستنير)في الموضوع الاول لا ينسجمان مع تركيب عبارتين حاولت ان افهمهما بوجودهما ولم افلح .
المواضيع التي وضعها الاخ مؤمن للقراءة اكرر انها افادتني في حل بعض الاشكالات واكرر شكري له .
الأخ نمر حياك الله أخي
أظن من كلامك هذا أكون أجبتك عن بعض تساؤلاتك أيها العزيز
بخصوص الحافز الحاد أي ان الأمة الإسلامية فقدت تصورها للإسلام و انعدمت ثقتها بما انبثق عنها فمشكلة الأمة هي بربط السلوك بالعقيدة الإسلامية بوصفها قاعدة فكرية وقيادة فكرية وعقيدة سياسية.
بمعنى أن الأمة أصابها الضعف الشديد في فهم الإسلام نتيجة عاومل التغشية التي طرأت على فكرة الإسلام و طريقته ففقدت الأمة الحافز الحاد على العمل لأن الذي يدفع الإنسان للعمل هو الطاقة الحيوية، و الذي يعين السلوك للإنسان هو المفهوم الموجود لديه فمفاهيم الإسلام أصبحت غير واضحه عند المسلمين فلم تعد تدفعهم للعمل فالعقيدة الإسلامية بما يبنى عليها من فكر وما ينبثق عنها من نظام، لم تعد هي الذي يحرك الناس نحو قيامهم بالعمل.
ولك قراءة كتاب المفاهيم فهو يعالج هذه الجزئية.
بخصوص طريقة التفكير المتتجه كما قال لك الأمة فقدت أفكارها و التفكير المنتج ينتج عنما يكون عند الأمة أفكار فتبدع في تنزيل هذه الأفكار على وقائع الحياة ينتج عن هذا الأمر طريقة تفكير منتجه أي يكون لها أثر في واقع الحياة و إنتاج معين أي نتائج رائعة، فكيف تحصل هذه الأمور و الأمة فقدت أفكارها !!
فهذا بحث في واقع فلا يقال أنه لا يوجد دليل عليه و هذا أيضا له بعد شرعي و عليه أدلة من الشرع الحنيف.
بخصوص دفاع الشعب عن نفسه هذا يرجع للرجع الغريزي عند الإنسان وهو ناتج عن غريزة حب البقاء و هذا موجود عند الحيوان ايضا ولا علاقة له بالموضوع المبحوث لأننا نبحث عن طريقة التفكير المنتجه وعن فقدان التفكير عند الأمة في وقائع الحياة على أساس الإسلام فتلك مسالة غير المسالة التي ذكرتها.راجع كتاب نظام الإسلام بحث القيادة الفكرية
و الأمة الإسلامية مثلا تدافع عن أراضيها دافعا ناتج عن مفاهيم الإسلام التي تحرم عليهم أن يتخاذلوا أو يحتل شبر من أرضهم فيكون الجهاد و القتال في سبيل الله منتجا بقوة بعكس مثلا أمة أخرى لا يوجد لديها مفاهيم الإسلام فيكون دفاعها مختلف لفقدانها فكر قوي محرك يجعلها تدافع عن نفسها و عن بقائها و الذي يكون دافع لها هو المحرك الغريزي و ليس دافع فكري مقرون بمشاعر غريزية حركها نفس الفكر الدافع.
ما حصل عند هتلر كانت ألمانيا لديها بنية عسكرية تحتية و هتلر فعل هذه البنية و اشتغل في التصنيع الحربي الثقيل و قد سمحت له بريطانيا بهذا العمل من اجل ابقاء حالة التوزان في أوربا و هي سياسية قديمة عملت عليها في ما بعد أمريكا.
اما الفكر النازي فهو ليس فكرة كلية بل فكرة جزئية وهي ليست خاصة بكل البشر بل هي فكرة فوقية عنصرية تريد أن تجعل عرق يسود على الآخر لذلك مثل هكذا أفكار لا تتركز في الشعوب ولا في الامم لكونها ليست فكر أساسي و لا يمكن أن يوجد لها رأي عام لانها لست فكرة كلية عن الإنسان و الكون و الحياة.
فالمثال في غير محله.
البلد النهاض مشروح في ما نقلت لك اذا هذا البلد قائم في وجوده على فكرة كلية تكون معتنقة من قبل الشعب و تكون هذه الفكرة الكلية " عقيدة" اساس الدولة و اساس كل شيء و ترعى شؤون الناس بهذه الفكرة الكلية الشعب يكون ناهض فكريا وحزب التحرير يفرق بين النهضة الصحيحه و النهضة الخاطئة.
تصنيفات الدول إلى عالم ثاني و ثالث هي سياسية و لا علاقة لها ببحث النهضة و هي تصنيف غربي من أجل تضليل العالم خصوصا المسلمين.
الحصول على الطعام هو فكر متعلق بإشباع الغرائز فهو منخفض لان نظرهة غريزي بحت ولكن في حال انك نظمت كيفية الحصول على الطعام بنظام معين يكون هذا الفكر أعلى مما سبقه لأنه مبني على فكر منظم له و ذلك فقط مبني على الحصول على اشباع الطاقة الحيوية دون نظام فهناك فرق كبير بينهم.
بخصوص عبارة مصطلح يستنير في الفقرة التي تقول " ولكنها نهضة غير صحيحة لأن الفكر فيها لا يستنير إلى ما يستحيل عليه النقص فيكون عرضة للخطأ والخلل والاضطراب
أي ان الفكر لم يصل إلى الإستنارة بقي سطحي أو عميق وحزب التحرير يفرق يقسم الفكر إلى عميق و مستنير و سطحي و كل فكر له تصور في ثقافة الحزب و معنى و مدلول.
فالكلام منسجم أخي و لكن يحتاج لتوضيح و هو دقيق جدا فهو يتحدث عن النهضة الصحية لا تحصل إلا بالفكر المستنير و هذا له شرح في ثقافتنا ليس وقته هنا
و في الحالة التالية هي وصف واقع النهضة الخاطئة التي قد تحصل بالفكر العميق الذي لم يصل لمرحلة الإستنارة.
بخصوص قولك :
اي لماذا تنتج النهضة الفكرية اندفاعا نحو الاكتشافات والاختراعات الصناعبة وتنتج احتفاظا بها كما اورد ت مقدمة الكتاب ؟وكيف يكون التفكير بوقائع الحباة المختلفة منتجا طريقة تفكير منتجة ؟ وهل الناس لا يفكرون بوقائع حياتهم المختلفة ؟وهل تختلف طريقة التفكير المنتجة في الراسمالية عنها قي الاسلام
النهضة حين تحدث في الأمم و الشعوب تجعل الشعب يندفع في الحياة بطريقة معينه حيث أنه يصبح له حضارة معينه و نمط عيش معين و طريقة تفكير معينه نتجية تجسد الفكرة الكلية التي نهضت على اساسها في بنية الأمة أي في تفكيرها و سلوكها.
فالذي يجعل الأمة محتفظة بثروتها المادية هو الحفاظ على ثروتها الفكرية التي أوجدتها و جعلتها تندفع في انتاج الثورة المادية فمثلا المسلم يندفع لإنتاج السلاح القوي لأن الله أمره بهذا فهو يندفع بناء على فكر دافع و هو يتقرب لله في هذا العمل الرأسمالي يندفع من أجل الحفاظ على مصالحه في الحياة و بقاءة متفرد في مص دماءئ الشعوب لأن الفكرة الكلية الرأسمالية هكذا تملي عليه.
التفكير بواقع الحياة يبقى منتج اذا بقيت تفكر فيها بحسب القاعدة الفكرية التي تعتنقها أي اذا بقيت تعالجها بنفس القاعدة الفكرية و تنزل أفكار التي تنبثق عنها على الوقائع المتجددة و منها عندنا نحن المسلمين الإجتهاد في كل ما هو جديد.
طبعا الإسلام طراز معين من حيث طريقة التفكير في وقائع الحياة فهو يفكر مثلا في مشاكل الإنسان بوصفها مشاكل انسانية تحتاج لعلاجـ لا بوصفها اقتصادية أو اجتماعية و العلاج لابد أن يكون وحي من الله و يسير المسلم بهذه الطريقة في التفكير فيها وهنا شرع الإجتهاد لمعالجة المستجد من وقائع الحياة و محصور هنا بالقرآن و السنة المشرفة و ما اشرد لهما مثل اجماع الصحابة والقياس الصحيح المبني على علة شرعية مستنبطة من النص او دل عليها النص.
في الرأسمالية التفكير هو ترقيعي توفيقي أي هو مبني على الحل الوسط و ما في الشيء من منفعه وهذا انشاء الله نتوسع به لاحقا.
في امان الله
نمر سالم الشريم
25-12-2009, 10:11 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخ المحترم مؤمن الاخ ابو تقي الاخوة الكرام .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :
بعد ان تم اطلاعي على قسم جيد من ثقافة الحزب ، فانني احب ان اواصل النقاش في بعض تلك الثقافة
ان كان هناك استعداد لذلك عندكم ، كما انني استطيع حسب اوقات فراغي ان اتابع ان شئتم تلخيص الكتاب الذي انهيت تلخيص مقدمتيه (اسس التقدم ) .
واذا سمحتم لي في الاستيضاح
فانه يلزمني التفريق الدقيق بين التفكير العميق والتفكير المستنير، وحبذا لو كان التفريق مشفوعا بالامثلة التوضيحية مع شكري الجزيل لكم
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخ المحترم مؤمن الاخ ابو تقي الاخوة الكرام .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :
بعد ان تم اطلاعي على قسم جيد من ثقافة الحزب ، فانني احب ان اواصل النقاش في بعض تلك الثقافة
ان كان هناك استعداد لذلك عندكم ، كما انني استطيع حسب اوقات فراغي ان اتابع ان شئتم تلخيص الكتاب الذي انهيت تلخيص مقدمتيه (اسس التقدم ) .
واذا سمحتم لي في الاستيضاح
فانه يلزمني التفريق الدقيق بين التفكير العميق والتفكير المستنير، وحبذا لو كان التفريق مشفوعا بالامثلة التوضيحية مع شكري الجزيل لكم
إنت بتؤمر يا أستاذ نمر اسال ما تريد هذا احب من العسل على قلبنا كما يقال.
نعم يا ريت تلخص لنا أبرز الأفكار التي حواها ذلك الكتاب و أظن أنك قصرت في هذا لأننا طلبنا منك هذا من وقت طويل
الاطلاع على ثقافة الحزب شيء مفيد جدا و لكن الأكثر فائدة هو دراستها أخي العزيز.
بخصوص الفكر المستنير والعميق السطحي فإنني لا أجد أفضل ما ورد في كتاب التفكير حيث يقول كتاب التفكير:
والتفكير إما أن يكون سطحياً، وإما عميقاً، وإما مستنيراً. فالتفكير السطحي هو تفكير عامة الناس، والتفكير العميق يكون عند العلماء، أما التفكير المستنير فغالباً ما يكون تفكير القادة والمستنيرين من العلماء وعامة الناس. فالتفكير السطحي هو نقل الواقع فقط إلى الدماغ، دون البحث في سواه، ودون محاولة إحساس ما يتصل به، وربط هذا الإحساس بالمعلومات المتعلقة به، دون محاولة البحث عن معلومات أخرى تتعلق به، ثم الخروج بالحكم السطحي. وهذا ما يغلب على الجماعات، وما يغلب على منخفضي الفكر، وما يغلب على غير المتعلمين وغير المثقفين من الأذكياء.
والتفكير السطحي هو آفة الشعوب والأمم، فإنه لا يمكّنها من النهضة بل لا يمكّنها من العيش الرغيد، وإن كان قد يمكّنها من العيش الهنيء. وسبب التفكير السطحي هو ضعف الإحساس أو ضعف المعلومات أو ضعف خاصية الربط الموجودة في دماغ الإنسان. وهو ليس التفكير الطبيعي عند الإنسان، وإن كان هو التفكير البدائي. فبني الإنسان يختلفون في قوة الإحساس وضعفه، ويختلفون في قوة خاصية الربط وضعفها، ويختلفون في كمية أو نوع المعلومات التي لديهم، سواء أكانت معلومات أُخذت بالتلقي أو بالمطالعة، أو أُخذت من تجارب الحياة. فإن اختلافها يعني أن التفكير يكون بحسبها. والأصل في جمهرة الناس أن يكونوا أقوياء في الدماغ وخاصية الربط، إلاّ القليل وهم الذين خُلقوا ضعفاء، أو طرأ الضعف عليهم. والأصل في جمهرة الناس أن تتجدد لديهم المعلومات يومياً، حتى ولو كانوا أمّيّين، اللهم إلاّ الشواذ، وهم الذي لا يلفت نظرهم شيء، ولا يقيمون وزناً لما يتلقونه أو يطالعونه من المعلومات. ولذلك فإن التفكير السطحي ليس طبيعياً بل هو شاذ. إلاّ أن تعوّد الأفراد على التفكير السطحي ورضاهم بنتائجه، وعدم حاجتهم للأمور الأعلى مما لديهم، يجعل التفكير السطحي عادة، فيستمرون على هذا النمط من التفكير، ويستمرئونه، ويتبلور ذوقهم عليه. أمّا الجماعات فإنه لنقصان قدرتهم على التفكير من جراء كونهم جماعة، فإنه يغلب عليهم التفكير السطحي حتى لو كانت جماعة من المفكرين المبدعين. لذلك كان التفكير السطحي هو الغالب في الحياة، ولولا أن أفراداً من الشعب أو الأمّة يوهَبون قدرة خارقة من الإحساس والربط، فإنه لا يُتصور وجود نهضة، ولا يُتصور تقدم مادي في الحياة.
والتفكير السطحي ليس له علاج في الجماعات، إلاّ أنه يمكن رفع مستوى الواقع والوقائع، ويمكن تزويد الجماعات بأفكار سامية، ومعلومات ثرّة أي كثيرة، فيمكن أن يرفع مستوى تفكيرهم، ولكنه يظل على كل حال سطحياً، وإن كان مستواه عالياً. يعني أنه يمكن أن يتصرف الشعب والأمّة تصرفات التفكير المستنير، ولكن تفكيرهم على كل حال يظل تفكيراً سطحياً، ولا تستطيع الجماعات أن تفكر التفكير العميق أو التفكير المستنير، مهما بلغت من الارتفاع والرقي، لأنها لا تستطيع بوصفها جماعة أن تتعمق في البحث، أو يكون لديها فكر مستنير. فلأجل رفع مستوى تفكيرها لا يحاوَل معالجة تفكير الجماعة، وإنّما يحاوَل معالجة الواقع والوقائع التي يقع إحساس الجماعة عليها، ويمكن معالجة الأفكار والمعلومات التي توضع فيها، فترتفع السطحية، ولكنها لا تزول. فيرتفع بذلك مستوى تصرفاتها.
أمّا الأفراد، فإنه يمكن إزالة السطحية أو تخفيفها أو جعلها نادرة لديهم. وذلك أولاً بإزالة العادة في التفكير الموجودة لديهم، وذلك بتعليمهم أو تثقيفهم، ولفت نظرهم إلى سخافة تفكيرهم، وإلى سطحية أفكارهم. وثانياً بإكثار التجارب لديهم أو أمامهم، وبجعلهم يعيشون في وقائع كثيرة، ويحسون بواقع متعدد ومتجدد ومتغير. وثالثاً بجعلهم يعيشون مع الحياة، ويسايرون الحياة. وبهذا يتركون السطحية أو تتركهم السطحية، ويصبحون غير سطحيين. وهؤلاء الأفراد كلما كثروا في الأمّة كان الأخذ بيدها نحو النهوض أسهل وأقرب للتحقيق. وهؤلاء الأفراد، وإن كانوا يعيشون في الأمّة، ويتلقون المعلومات الموجودة، ويحسّون بالواقع والوقائع الموجودة، ولا يستطيعون سبق زمانهم، ولا من نوع يخالف نوع أمّتهم، ولكنهم يستطيعون سبق أمّتهم ويستطيعون نقلها من وضع إلى وضع آخر، لأنهم يتصورون وقائع الحياة الراقية، تصوراً واقعياً، وذلك عن طريق تقبل الأفكار الصادقة، وقبول الآراء الصحيحة، واعتناق الأفكار القطعية، والتمييز بين مختلف الآراء، وإبصار واقع الآراء. فيوجِد لديهم الإحساس الفكري، أي الإحساس الناجم عن معرفة وإدراك، ومنطق الإحساس، أي الفهم الناتج عن الإحساس، مجرد الإحساس. فهم وإن كانوا يملكون حواس كما يملك سائر الناس، ولديهم دماغ كما لدى سائر الناس، ولكن قوة خاصية الربط الموجودة في دماغهم يتفوقون بها عن سائر الناس، وكونهم يعنون أنفسهم بربط الإحساس بالمعلومات السابقة ربطاً صحيحاً، يكونون أكثر إدراكاً للأمور، أي يكون تفكيرهم تفكيراً متميزاً عن غيرهم، فيتكون لديهم الإحساس الفكري، وبه يعلو منطق الإحساس. ولذلك فإن الأفراد في ترك السطحية هم أقدر من الجماعات، وإن كان لا قيمة لقدرتهم إلاّ إذا أخذتها الجماعات وتبنّتها.
هذا هو علاج السطحية، وهو معالجة الأفراد، وجعل الأمّة تأخذ ما وصلو إليه من فكر، وتتبناه، إلى جانب تجديد الوقائع في الأمّة، ووضع الأفكار السامية بينها وفي متناول يدها. وأن يجري ذلك في وقت واحد. فإن العمل لترك السطحية في الأمّة، لا قيمة له إذا لم يصحبه معالجة الأفراد، وعلاج الأفراد لا قيمة له إذا لم يكن سائراً مع العمل في الأمّة لترك السطحية الموجودة لديها، لأن الأفراد جزء من الأمّة غير قابل للتجزئة والانفصال. والأمّة مكوّنة من مجموعة الناس الذين تربطهم طريقة معينة في العيش، والشعب مكون من مجموعة الناس الذين من أصل واحد يعيشون معاً. فالأفراد هم من جملة هؤلاء الناس، سواء في الشعب أو الأمّة، فلا يمكن انفصالهم عنها، ولا يمكن عزلها عنهم. لذلك لا بد أن يسير ترك السطحية، ولا بد من العمل في الأفراد والأمّة، في وقت واحد، حتى يمكن ترك السطحية من الجميع.
أمّا الفكر العميق فهو التعمق في التفكير، أي التعمق في الإحساس بالواقع، والتعمق في المعلومات التي تُربط بهذا الإحساس لإدراك الواقع. فهو لا يكتفي بمجرد الإحساس وبمجرد المعلومات الأولية لربط الإحساس، كما هي الحال في التفكير السطحي، بل يعاود الإحساس بالواقع، ويحاول أن يحس فيه بأكثر مما أحس، إما عن طريق التجربة، وإما بإعادة الإحساس، ويعاود البحث عن معلومات أخرى مع المعلومات الأولية، ويعاود ربط المعلومات بالواقع أكثر مما جرى ربطه، إما بالملاحظة وتكرارها، وإما باعادة الربط مرة أخرى، فيخرُج من هذا النوع من الإحساس وهذا النوع من الربط، أو هذا النوع من المعلومات، بأفكار عميقة، سواء أكانت حقائق أو لم تكن حقائق. وبتكرار ذلك وتعوّده، يوجد التفكير العميق. فالتفكير العميق
هو عدم الاكتفاء بالإحساس الأوّلي، وعدم الاكتفاء بالمعلومات الأولية وعدم الاكتفاء بالربط الأوّلي. فهو الخطوة الثانية بعد التفكير السطحي. وهذا هو تفكير العلماء والمفكرين، وإن كان لا ضرورة لأن يكون تفكير المتعلمين. فالتفكير العميق هو التعمق في الحس والمعلومات والربط.
أمّا التفكير المستنير، فهو التفكير العميق نفسه مضافاً إليه التفكير بما حول الواقع وما يتعلق به للوصول إلى النتائج الصادقة. أي أن التفكير العميق، هو التعمق بالفكر نفسه، ولكن التفكير المستنير هو أن يكون إلى جانب التعمق بالفكر، التفكير بما حوله وما يتعلق به، من أجل غاية مقصودة، وهي الوصول إلى النتائج الصادقة. ولذلك فإن كل فكر مستنير هو تفكير عميق، ولا يتأتى أن يأتي الفكر المستنير من التفكير السطحي. إلاّ أنه ليس كل تفكير عميق تفكيراً مستنيراً.
فمثلاً: عالِم الذرّة، حين يبحث في شطر الذرّة، وعالم الكيمياء حين يبحث في تركيب الأشياء، والفقيه حين يبحث في استنباط الأحكام ووضع القوانين، فإنهم هم وأمثالهم حين يبحثون الأشياء والأمور، إنّما يبحثونها بعمق، ولولا العمق لَما توصلوا إلى تلك النتائج الباهرة. ولكنهم ليسوا مفكرين تفكيراً مستنيراً، ولا يعتبر تفكيرهم تفكيراً مستنيراً. ولذلك لا تعجب حين تجد عالم الذرّة يصلّي للخشبة، أي للصليب. مع أن أبسط استنارة تُري أن هذه الخشبة لا تنفع ولا تضر، وأنها ليست مما يُعبد. ولا تعجب حين تجد القانوني الضليع، يصدق بوجود القديسين، ويسلّم نفسه لرجل مثله من أجل أن يغفر له ذنوبه. لأن عالِم الذرّة والقانوني وأمثالهما، يفكرون تفكيراً عميقاً وليس تفكيراً مستنيراً، ولو كان تفكيرهم مستنيراً لما صلّوا للخشبة، ولَما صدقوا بوجود القديسين، ولَما طلبوا الغفران من رجال أمثالهم.
صحيح أن المفكر تفكيراً عميقاً إنّما هو عميق فيما فكر فيه، وليس بسواه، فقد يكون عميقاً عند تفكيره بشطر الذرّة أو وضع القانون، ولكنه يكون سخيفاً في غيره إذا فكر فيه. هذا صحيح، ولكن اعتياد المفكر على التفكير العميق يجعله يتعمق في أكثر ما يفكر، ولا سيما الأمور التي تتعلق بالعقدة الكبرى أو وجهة النظر في الحياة. ولكن عدم وجود الاستنارة في تفكيره يجعله يعتاد التفكير العميق، ويعتاد التفكير السطحي، وحتى التفكير السخيف. ولذلك فإن التفكير العميق وحده لا يكفي لإنهاض الإنسان ورفع مستواه الفكري، بل لا بد حتى يحصل ذلك من الاستنارة في الفكر حتى يوجد الارتفاع في الفكر.
والاستنارة، وإن كانت ليست ضرورية في الوصول إلى نتائج صحيحة في الفكر، كالعلم التجريبي، والقانون، والطب، ونحو ذلك، ولكنها ضرورية لرفع مستوى الفكر، وجعل التفكير ينتج مفكرين. ولذلك فإن الأمّة لا يمكن أن تنهض من جراء وجود العلماء في العلم التجريبي، ولا من وجود الفقهاء والقانونيين، ولا من وجود الأطباء والمهندسين. لا تنهض من جراء وجود هؤلاء وأمثالهم، وإنّما تنهض إذا وُجد لديها استنارة في التفكير، أي إذا وُجد لديها المفكرون المستنيرون.
والاستنارة في التفكير لا تقتضي وجود التعليم، أي أن المفكرين المستنيرين لا ضرورة لأن يكونوا متعلمين، فالأعرابي الذي قال: البَعَرة تدل على البعير، والأثر يدل على المسير، هو مفكر مستنير، والخطيب الذي قال: إن الحذر لا ينجي من القدر، وإن الصبر من أسباب الظفر، هو مفكر مستنير، ولكن الشاعر الذي قال:
مات الخليفةُ أيها الثقلان فكأنني أفطرت في رمضان
ليس مفكراً مستنيراً ولو كان فقيهاً متعلماً. والحكيم الذي قال: رأس الحكمة مخافة الله، ليس مفكراً مستنيراً، فإن رأس الحكمة إدراك وجود الله، وليس مخافة الله. فالتفكير المستنير لا يحتاج إلى علم، ولا يحتاج إلى حكمة، وإنّما يحتاج لأن يفكر بعمق، وأن يجول فيها حول الشيء وما يتعلق به بقصد الوصول إلى النتائج الصادقة، ولذلك قد يكون أمّيّاً لا يقرأ ولا يكتب، كما قد يكون متعلماً أو عالماً. والمفكر المستنير لا يكوّن فكراً مستنيراً إلاّ إذا وُجدت فيه الاستنارة عند التفكير. فالسياسي مفكر مستنير، والقائد مفكر مستنير، ولكن كلاً منهما يحتاج لوجود الاستنارة عند التفكير في كل شيء حتى يكون ذلك التفكير مستنيراً. ولذلك لا نعجب إذا رأينا عظماء القادة وعظماء السياسيين، يصلّون للخشبة، ويطلبون الغفران من رجال هم أقل منهم استنارة. فإن تفكيرهم هذا ليس فيه عمق ولا استنارة، بل هو من طريق العادة أو التقليد، أو من طريق الدجل والنفاق. وكل هذا ليس عمقاً ولا استنارة، لأن المفكر المستنير، لا يتصل بالدجل والنفاق، ولا تتحكم فيه العادات والتقاليد.
والمفكر سواء أكان سطحياً أو عميقاً أو مستنيراً، لا بد أن يكون جاداً في تفكيره. صحيح أن المفكر السطحي لا تساعد سطحية تفكيره على الجدية، ولكنه في بُعده عن العبث، وفي بُعده عن العادة، يمكن أن يكون جاداً. والجدية لا تحتاج إلى عمق، وإن كان العمق يدفع إليها، ولا تحتاج إلى استنارة، وإن كانت الاستنارة تقتضيها، لأن الجدية هي وجود القصد، والسعي لتحقيق هذا القصد، إلى جانب حسن التصور لواقع ما يُفكَّر به. فالتفكير بالخطر ليس بحثاً فيه وإنّما هو لاتقائه، والتفكير بالأكل ليس بحثاً فيه، وإنّما هو للحصول عليه، والتفكير باللعب ليس بحثاً في اللعب، وإنّما هو من أجل أن يلعب، والتفكير بالنزهة ليس بحثاً في النزهة، وإنّما هو من أجل أن يتمتع بالنزهة، والتفكير بالسير إلى غير هدف ليس تفكيراً بهذا السير، وإنّما هو من أجل طرد السأم والملل، والتفكير بوضع القانون ليس بحثاً في القانون نفسه، بل هو من أجل وضع هذا القانون. وهكذا كل تفكير مهما كان نوعه، هو تفكير بالشيء، أو تفكير بالعمل بذلك الشيء. فالتفكير بالشيء لا بد أن يكون من أجل معرفته، والتفكير بالعمل بذلك الشيء إنّما يكون من أجل العمل به. وفي كلتا الحالتين لا يصح أن يدخل العبث في أي واحد منهما، ولا تتحكم عادة التفكير بالشيء أو بالعمل به، في ذلك التفكير، فإذا أُبعد العبث، وأُبعدت العادة، فإنه يوجد التفكير الجاد، لأنه حينئذ من السهل، إن لم يكن من المحتم، أن يوجَد القصد والسعي لتحقيق هذا القصد، ومن السهل بل من المحتم أن يوجَد التصور لواقع ما يقصده، أي لواقع ما يفكر فيه.
وعليه، فإن الجدية ممكن أن تكون في التفكير السطحي، كما توجد في التفكير العميق والتفكير المستنير، وإن كان الأصل في التفكير العميق والتفكير المستنير أن تحصل فيه الجدية. إلاّ أن الجدية ليست لازمة للتفكير، بل إن أكثر تفكير الناس خال من الجدية. فهم يقومون بأعمالهم عن طريق العادة وبحكم الاستمرار، والعبث في تفكيرهم موجود بشكل بارز. ولذلك فإن الجدية لا بد من أن تُصطنع اصطناعاً، والقصد أساس لها، والاصطناع هو نفس القصد، ومن هنا يجب أن يقال إن الجدية غير طبيعية حتى لو لوحظ على بعض الناس أنه جدي طبيعياً.
إلاّ أن الجدية التي نعني، ليس مطلق الجدية، بل الجدية التي تكون في مستوى ما يُفكَّر به. فإن كانت دون مستواه، لا تعتبر جدية. فالشخص الذي يفكر بالزواج ثم لا يُعنى بما يحقق الزواج لا يكون جاداً في تفكيره بالزواج، والشخص الذي يفكر بالتجارة ثم ينفق كل ما يربحه من البيع، ليس جاداً في تفكيره بالتجارة، والشخص الذي يفكر بأن يكون قاضياً ثم لا يعمل إلاّ بالسعي لأن يوظَّف في منصب القضاء ليس جاداً بأن يكون قاضياً، وإنّما هو جاد بأن يكون موظفاً، والشخص الذي يفكر بإطعام عياله، ثم يتلهى باللعب والدوران في الأسواق ليس جاداً بالتفكير بإطعام عياله، وهكذا.
فإن الجدية تقضي بأن يُعمل لتحقيق ما يُقصد إليه، وأن يكون عمله في مستوى ما يقصد إليه. فإذا لم يعمل لتحقيق ما يقصد إليه، ولو الوصول إلى فكر معين، أو يعمل أعمالاً هي دون ما يقصد إليه، فإنه ليس جاداً في تفكيره. فقول المرء إنه جاد في تفكيره لا يكفي لأن يكون جاداً. واصطناعه أحوالاً أو مظاهر، أو حركات، فكرية كانت أو مادية، لا يكفي لأن يكون جاداً، ولا يكفي للدلالة على الجدية، بل لا بد من القيام بأعمال مادية، وأن تكون هذه الأعمال في مستوى ما يفكر به حتى يكون جاداً، أو حتى يُستدل على أنه جاد في تفكيره. فالقيام بالأعمال المادية، وأن تكون هذه الأعمال في مستوى ما يفكر به، أمر ضروري حتى توجد الجدية في التفكير، أو حتى يُستدل على وجود هذه الجدية في التفكير.
والأمم والشعوب المنحطة، والأفراد الكسالى، أو الذين يتجنبون الأخطار، أو الذين يتملكهم الحياء، أو الخوف، أو الاعتماد على الغير، فإن هؤلاء جميعاً غير جادين فيما يفكرون به، لأن الانحطاط يجعل المرء يستهوي الأسهل، فلا يُعني نفسه بالأشق الأصعب. والكسل يتنافى مع الجدية، واتقاء الأخطار يصرف عن الجدية، والحياء والخوف، والاعتماد على الغير، يحُول دون الجدية. ولذلك لا بد من رفع الفكر، والقضاء على الكسل، وحب اقتحام الأخطار، والتفريق بين الحياء، وبين ما يجب أن يُستحيى منه، والشجاعة، وجعل الاعتماد على النفس سجية من السجايا، حتى توجد الجدية في الأفراد والشعوب والأمم، لأن الجدية لا توجد بشكل عفوي، بل لا بد من اصطناع إيجادها.
أمّا ضرورة وجود الجدية في التفكير، فهو أنه ليس القصد من التفكير هو إيجاد الفكر فحسب، بل يجب أن يكون التفكير من أجل الانتفاع بهذا الفكر، أيّ انتفاع. وبالتالي لا بد أن يكون التفكير من أجل العمل. فالأفكار التي ينتجها العلماء والمفكرون، والمعارف التي يجري التوصل إليها، ليست للمتعة فقط، ولا للتمتع واللذة بهذه الأفكار، وإنّما هي من أجل الحياة، ومن أجل العمل في هذه الحياة. ولذلك يخطئ من يقول: إن العلم يُطلب لذات العلم، ولذلك لا قيمة للفلسفة اليونانية، لأنها مجرد أفكار يُتلذذ بها. ولا قيمة لأي علم لا يمكن الانتفاع به، لأن العلم لا يُطلب للتلذذ به، وإنّما تُطلب المعرفة للعمل بها في هذه الحياة.
ولذلك لا نستطيع أن نقول إن الفلاسفة اليونان ومَن قلّدهم من العلماء، كانوا جادين في تفكيرهم، ولا نستطيع أن نقول إن العلماء المتأخرين عند المسلمين الذين جعلوا علوم البلاغة كالفلسفة، كحواشي السعد في علوم البلاغة، كانوا جادين في تفكيرهم، لأن هذا التفكير لا يُستفاد منه في الحياة بشيء ما، وليس فيه إلاّ الاستمتاع بالدراسة والبحث. صحيح أن الشعراء والأدباء لا يُنتفع بتفكيرهم في الحياة، ولكن لا ينتفع به من حيث القيام بالأعمال وإن كان قد ينتفع به، ولكن إنتاجهم هو نفسه منفعة، فإن قراءة القصيدة، وقراءة النصوص الأدبية كالنثر بأنواعه، توجِد لذة، وتوجِد انتعاشاً، فهم قد عملوا النصوص، وإن كانت هي نفسها نتيجة تفكير، ولذلك لا يصح أن يقال إنهم ليسوا جادين، بل منهم الجادون المجيدون وإن كان فيهم من ليس جاداً ولا مجيداً. وهذا بخلاف الفلسفة، فإن التفكير بها إنّما جاء للوصول إلى الحقائق، وما ورد بها ليس حقائق ولا يمُت إلى الحقائق بصلة. وبخلاف علماء البلاغة الذين ألفوها على طراز الفلسفة، فإن تفكيرهم إنّما كان لمعرفة البلاغة في القول، وليكون الناس بلغاء في القول، وما ورد فيها لا يوجِد بلاغة، ولا يمُت إلى البلاغة بصلة. ولم يكن إنتاجهم سوى مدعاة للبحث ولذة البحث، دون الوصول إلى الغاية التي أنتجوا من أجلها، لأنهم لم ينتجوا من أجل لذة البحث بل أنتجوا لشيء آخر، ولذلك لم يكونوا جادين في التفكير، لا لأنهم لم يصلوا إلى ما يريدون، بل لأن طبيعة ما أنتجوه يستحيل أن يوصل إلى ما يريدون. ولو كانوا جادين في التفكير، لَما أنتجوا هذه الفلسفة، ولَما أنتجوا هذا النوع من علوم البلاغة، لأن الجدية تقتضي القصد، والقصد من شأنه أن يوصل إلى الغاية، فهم لم يقصدوا سوى البحث، مجرد البحث. فهم بالتأكيد غير جادين في التفكير.
والجدية في التفكير لا تستلزم قصر المسافة بين الفكر والعمل ولا تقتضي طولها. لأن العمل هو نتيجة الفكر، فقد يفكر المرء بالذهاب إلى القمر. وقد تطول المسافة بين التفكير وبين القيام بالأكل. وقد يفكر بإنهاض أمته، وقد تقصر المسافة بين تفكيره وبين وجود النهضة. فالمسألة ليست بطول المسافة أو قِصرها، لأن المسافة بين التفكير والعمل، لا ضرورة لأن تكون قصيرة أو طويلة، بل قد تكون قصيرة وقد تكون طويلة. بل المهم هو أن يوجد عمل من جراء التفكير، سواء أوجده نفس المفكر أو أوجده سواه. فالتفكير يجب أن ينتج عملاً، سواء أكان كلاماً، كالشعراء والأدباء، أو كان أعمالاً، كالعلماء في العلوم التجريبية، أو كان خططاً كعلماء السياسة وعلماء الحرب. أو كان فعلاً مادياً كالحرب والأكل والتعليم وغير ذلك من الأفعال.
وعليه فإن التفكير حتى ينتج النتيجة التي فكر بها، لا بد أن يكون جدياً، سواء أنتج بالفعل، أم أخفق في الإنتاج. فالجدية أمر ضروري في التفكير. وبدون الجدية يكون التفكير عبثاً في عبث أو لهواً ولعباً، أو رتيباً يسير على وتيرة واحدة، بحكم العادة وبحكم التقليد.
نمر سالم الشريم
02-01-2010, 11:31 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
ابتداء اشكر الاخ مؤمن على تواضعه واطرائه ، وساستانف باذنه تعالى تلخيص الكتاب حسب اوقات فراغي كما وعدت في المداخلة السابقة ، واود ان اسال حول الفقرة التالية التي ذكرتم انها منقولة من كتاب التفكير ، حيث ورد في الفقرة الاتي :
( ولذلك فإن التفكير العميق وحده لا يكفي لإنهاض الإنسان ورفع مستواه الفكري، بل لا بد حتى يحصل ذلك من الاستنارة في الفكر حتى يوجد الارتفاع في الفكر.
والاستنارة، وإن كانت ليست ضرورية في الوصول إلى نتائج صحيحة في الفكر، كالعلم التجريبي، والقانون، والطب، ونحو ذلك، ولكنها ضرورية لرفع مستوى الفكر، وجعل التفكير ينتج مفكرين. ولذلك فإن الأمّة لا يمكن أن تنهض من جراء وجود العلماء في العلم التجريبي، ولا من وجود الفقهاء والقانونيين، ولا من وجود الأطباء والمهندسين. لا تنهض من جراء وجود هؤلاء وأمثالهم، وإنّما تنهض إذا وُجد لديها استنارة في التفكير، أي إذا وُجد لديها المفكرون المستنيرون.)
اولا:يقول ان التفكير العميق لا يكفي للنهضة ، ويشترط الاستنارة في التفكير حتى تحصل النهضة فهل الفكر الاشتراكي والفكر الراسمالي فكرين عميقين ام فكرين مستنيرين مع ملاحظة حصول النهضة بهما
ثانيا : هل هناك علاقة في تصنيف الفكر الى سخيف وسطحي وعميق ومستنير حسب ما ورد في النصوص المنقولة بانتقال التفكير من سخيف او سطحي الى عميق او مستنير في اوروبا .، حيث وكما نعلم ان القرون التي سبقت نهضة اوروبا سميت ب ( عصر التنوير )، اي هل ربط النهضة باستنارة التفكبر عند الكاتب له علاقة بما حدث في اوروبا من نقلة واسعة من ظلام العصور الوسطى الى اوروبا المتحررة من قيود الكنيسة (الناهضة ) .
مع خالص تجباتي.
( ولذلك فإن التفكير العميق وحده لا يكفي لإنهاض الإنسان ورفع مستواه الفكري، بل لا بد حتى يحصل ذلك من الاستنارة في الفكر حتى يوجد الارتفاع في الفكر.
والاستنارة، وإن كانت ليست ضرورية في الوصول إلى نتائج صحيحة في الفكر، كالعلم التجريبي، والقانون، والطب، ونحو ذلك، ولكنها ضرورية لرفع مستوى الفكر، وجعل التفكير ينتج مفكرين. ولذلك فإن الأمّة لا يمكن أن تنهض من جراء وجود العلماء في العلم التجريبي، ولا من وجود الفقهاء والقانونيين، ولا من وجود الأطباء والمهندسين. لا تنهض من جراء وجود هؤلاء وأمثالهم، وإنّما تنهض إذا وُجد لديها استنارة في التفكير، أي إذا وُجد لديها المفكرون المستنيرون.)
اولا:يقول ان التفكير العميق لا يكفي للنهضة ، ويشترط الاستنارة في التفكير حتى تحصل النهضة فهل الفكر الاشتراكي والفكر الراسمالي فكرين عميقين ام فكرين مستنيرين مع ملاحظة حصول النهضة بهما
حتى تفهم السطور السابقة لابد ان تدرك معنى النهضة فالنهضة هي الارتفاع الفكري وحزب التحرير يفرق بين النهضة والنهضة الصحيحة والنهضة حتى تكون صحيحة لابد أن يكون ارتفاع الفكر على اساس روحي.
والارتفاع الفكري هو الانتقال من الناحية الحيوانية إلى الناحية الإنسانية بمعنى أن لا يكون الدافع عند الإنسان غريزي بل يكون سلوكه مبني على فكر هذا الفكر لابد أن يكون فكرا كليا حتى يحل له عقدته الكبرى ..... الخ من توضيحات.
وطالما أن الفكرة الكلية عن الإنسان و الكون والحياة وعما قبلها وعما بعدها وعلاقتها بما قبلها و بما بعدها تنهض الإنسان فالسؤال ليس عن ذات الكون والإنسان و الحياة بل عن علاقتها بما قبلها وبما بعدها وهذا لا يحل إلا بالفكر المستنير لأنه يبحث الشيء بعمق وعلاقته بما حوله لذلك هذا النوع من التفكير هو الذي يحل العقيدة حل صحيح فقط وما عدا هذا لا يحلها.
أرجع لعبارتك أو سؤالك الأساسي... والله يا أخي شباب الحزب مختلفين حول سؤالك ولكن الحزب قال في الفكر الاشتراكي والرأسمالي أفكار مستنيرة وهذا في جواب سؤال حيث يقول:
- الفكر المستنير هو النظرة العميقة للأشياء وما حولها وما يتعلق بها، والوصول من ذلك إلى نتائج صادقة، وهذا الفكر ليس خاصاً بالإسلام بل هو عام يشمل كل فكر له هذه الصفات، ويوجد في الرأسمالية والشيوعية فكر مستنير، إلاّ أن العقيدة فكر عميق وليس فكراً مستنيراً والنهضة قد تكون في الفكر العميق.
3 ربيع الأول 1390
8/5/1970
أما عن اختلاف الشباب فذهب بعضهم أن الفكر الشيوعي والرأسمالي لا يوجد فيهم أفكار مستنيرة، والبعض قال يوجد بعض الأفكار المستنيرة.
عموما الذي أراه أن الأمم حتى تنهض تحتاج لفكر مستنير أي وجود مفكرين مستنيرين أما، أما الفكرة الكلية التي تقوم عليها الأمة وتنهض فقد يتوصل لها بالفكر العميق.
توسعت قليلا معك خصوصا أنك بدأت تهضم ثقافة الحزب، أهم شيء في الفقرة التي ذكرها في التفكير ان الامة لا تنهض من وجود مجتهدين أو علماء أو نحو ذلك بل تنهض الأمم بالمفكرين أمثالك إن شاء الله".
ثانيا : هل هناك علاقة في تصنيف الفكر إلى سخيف وسطحي وعميق ومستنير حسب ما ورد في النصوص المنقولة بانتقال التفكير من سخيف او سطحي الى عميق او مستنير في اوروبا .، حيث وكما نعلم ان القرون التي سبقت نهضة اوروبا سميت ب ( عصر التنوير )، اي هل ربط النهضة باستنارة التفكير عند الكاتب له علاقة بما حدث في اوروبا من نقلة واسعة من ظلام العصور الوسطى الى اوروبا المتحررة من قيود الكنيسة (الناهضة ) .
مع خالص تجباتي.
ما حدث في أوربا هو الاهتداء لقانون السببية الذي فجر النهضة عندهم وبناء عليه توصلوا لفصل الدين عن الحياة نهائيا وهذا أدى إلى الارتقاء العلمي لأن الكنيسة كانت تحجر على البحوث العلمية وتسميها هرطقات.
لكن الذي يهم في كل الموضوع أن أوربا انتقلت من عصور الانحطاط بالفكر حيث ارتفع الفكر فيها إلى أن أصبح وجهة نظر في الحياة ونهضت على أساسه هذا المهم برايي.
والحزب وهو يسعى لرفع الفكر في الأمة عن طريق صهرها بالأفكار الأساسية عن الحياة وجعلها تتبنى فكره عن قناعة واطمئنان كامل حري به أن يبقى بوتقة صهر لإستمرار العملية البنائية في الامة حتى تؤدي حتما لنهضتها".
عابر السّبيل
04-01-2010, 01:50 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
والنظرة العميقة للكون والإنسان والحياة هي التي تعطي الفكرة الكلية عنها ، وهي التي تحل العقدة الكبرى للإنسان ، وهي التي تكون العقيدة عند الإنسان ، وهي التي تعين للإنسان غاية الحياة ، وغاية الأعمال التي يقوم بها في الحياة ، لأن الإنسان يحيـا في الكـون ، فما لم تحل عنده العقدة الكبرى عن نفسه ، وعن الحياة التي تقوم فيه ، وعن الكون الذي هو مكان حياته ووجوده ، لا يمكن أن يعرف السلوك الذي ينبغي أن يسلكه . ولذلك كان أساس كل شيء هو العقيدة .
والنظرة العميقة المستنيرة إلى الكون والإنسان والحياة تؤدي إلى العقيدة الإسلامية فيظهر بوضوح أنها مخلوقة لخالق ، وأن هذا الخالق هو وحده الذي يدبرها ، ويقوم بحفظها وتسييرها وفق نظـام مخصوص ، وأن هذه الحياة الدنيا ليست أزلية ولا أبدية ، فيوجد ما قبلها وهو خالقها ومدبرها ، ويوجد ما بعدها وهو يوم القيامة ، وأن أعمال الإنسان في هذه الحياة الدنيا يجب أن تكون سائرة وفق أوامر الله و نواهيه ، وأن الإنسان سيحاسب عليها يوم القيامة وهو يوم الحساب ، ولذلك كان لزاما على الإنسان أن يتقيد بشرع الله الذي بلغه إياه رسول الله سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام .
مفاهيم حزب التحرير الطبعة الرابعة ص 12-13
نمر سالم الشريم
09-01-2010, 03:32 AM
الاخ المحترم مؤمن :
الاخ عابر سبيل المحترم :
اشكر لكما اهتمامكما ، ومنذ امس وانا اقرا في الكتاب الذي اشار اليه الاخ مؤمن (التفكير) ، وهو كتاب كله ابداع ، وهو يحتاج الى تامل كثير حتى يتم استيعابه جيدا .
ومما قرات فيه عن التفكير في التغيير وهو موضوعنا او له علاقة واضحة بعلاج اسباب التخلف، او النهضة حسب ما هو متداول في كتبكم .
ومما فهمته من القراءة في موضوع التفكير بالتغيير ان التغيير لا يحصل الا اذا وجد اساس للتغيير، وبعد ذلك يتم التفكير بتغيير المفاهيم والقاييس والقناعات ، ويعلل ذلك بان وجود الاساس يعني وجود المقياس الاساسي لبقية المقاييس والمفهوم الاساسي لجميع المفاهيم ،والقناعة الاساسية لجميع القناعات ، ويؤكد ان وجود الاساس يمكن (بتشديد الميم ) من تغيير المفاهيم والمقاييس والقناعات، والذي يؤدي بدوره الى تغيير قيم المجتمعات المراد احداث التغيير فيها ، ويقصد بالقيم قيم الاشياء و ةيم الافكار والتي تؤدي بدورها الى تغيير مقومات الحياة في المجتمعات .
واذا كان الامر كذلك فان النهضة (حسب الكتاب )وحسب ما فهمته منكم ، تبدا بالاساس اي العقيدة ، وحسب نفل الاخ عابر سبيل فان العقيدة تحتاج الى فكر عميق على الاقل ، ويبقى حل الاشكال الذي سبق ان اوردته في مداخلتي السابقة والذي يفيد ان النهضة تستلزم الاستنارة ام العمق ؟، وايد الاخ مؤمن حسب ما يفهم من مداخلته في قسم منها ( الاستنارة ) وذلك حين تحدث عن ان البحث عن علاقة الكون والانسان والحياة بما قبلها وبعدها ، وان ذلك لا يحل الا بالفكر المستنير ، رغم ان الفكرين الاشتراكي والمذهب الفردي الراسمالي قدما حلين ، وحسب نقل عابر سبيل تم تقصد على ما يبدو وصف حل الاسلام بالعمق والاستنارة دون غيره .
اما وجود الاستنارة في الفكر فحسب ما فهمت ان ذلك ممكن في اي بحث فكري ، سواء بحثه المسلمون او غيرهم ان تقصدوا شرط حدوث الاستنارة وهو: بحث الواقع بعمق وما حول الواقع وما يتعلق به .
فهمك صحيح يا نمر و أنتظر منك المزيد
vBulletin® v4.0.2, Copyright ©2000-2024, Jelsoft Enterprises Ltd.