بوفيصيل
04-09-2012, 05:19 AM
دودي محمد البشير
هل سيعرف الصراع الحضاري بين الشيعة والسنّة، بعد نجاح الإخوان المسلمين في مصر تحدّيات غير مسبوقة، وهل ستشهد الساحة الدينية في بلاد العرب والمسلمين تطوّرات مريبة تأتي انعكاسا لهذا الصراع القديم غير المتقادم، وهل سيتحقق حدس العلمانيين كون الدولة الدينية لن تكون سوى حلبة لتخاصم الملل والنحل بما يضعف سلطة الحكم ويؤدي بالدولة إلى زوال؟. ربما يحمل خطاب الرئيس محمد مرسي في قمّة عدم الانحياز بإيران بوادر تصبّ في هذا المجرى وترمي بذات الاتجاه وترسم مجسما لمستقبل الصراع الإسلامي ـ الإسلامي. والمشكلة ليست فقط في ترضّي مرسي على الخلفاء الأربعة: أبو بكر ـ عمر ـ عثمان ـ وعلي، وتسميتهم بأسمائهم في بلد شديد العداء لهذا التسلسل التاريخي للخلافة الراشدة، وإنما في يقظة الإيرانيين وردّة فعلهم السريعة بتزييفهم لترجمة الخطاب وتبديل معانيه في ظرف ربما لا يسمح بكل ذلك لولا الأهـْبة والاستعداد وحالة الطوارئ المعلنة والاستنفار الشديد. ما يفهم منه إما توقـّع الإيرانيين لخرجات مرسي، والأدهى من ذلك أن يكونوا مطلعين عليه مسبقا بموجب عمل استخباراتي !.
وليس ذلك بالمستبعد، خاصة أن الجناح الشيعي في مصر قد خرج مؤخرا عن صمته وطالب بحقوقه معلنا على الملأ أن تعداد عناصره يشرف على الثلاثة ملايين شيعي، ما ينبئ باختراق إيراني لجهاز الرئاسة في مصر. وأيّا كان الأمر، فقد لا يكون الدكتور مرسي من جهته بريئا في ديباجة الترضّية عن الخلفاء الراشدين لكونها أمرا غير معتاد في الخطاب السياسي العربي، فما بالك وقد أدرجها الرجل في قمّة ذات بُعد سياسي وقومي ما يجعل من الاستفزاز عاملا غير مستبعد كذلك في هذا الخطاب بغية لفت الجانب الإيراني إلى دوره في سوريا ومساندته لنظام بشار الأسد الظالم، وشتمه لصحابة النبي وقذفهم بشتى النعوت، فضلا عن تمويله لحركات التشيّع في العالميْن العربي والإسلامي.
ورغم ذلك كان البلد المضيّف للقمّة جاهزا للتصرّف بالوقت المناسب، حينما قام المترجم بتطهير النص من كل ما ينافي المعتقد الديني والسياسي له، حتى أنه يذكر أن المعلّق كان في أشدّ الحرج وهو ينقل الوقائع إلى الفارسية ويفسد معانيها في نفس الوقت، لأن الصحفي مهما تكن درجة تحسّبه للمفاجأة إلاّ أنه يحسّ بالخجل عندما يشعر أنه يكذب على غيره. وعلى أية حال فقد فوّتَ الإيرانيون الفرصة على مناوئيهم عند الوهلة الأولى على الأقل..
وبالمقابل، فبمجرد انتهاء الرئيس مرسي من كلمته، اهتزّ الشارع العربي مهنئا له على هذا التحدّي واصفا إياه بناصر الدين ومنقذ الأمة.. ولكن أين من كل ذلك القضايا الجوهرية وأمّهات المشاكل التي يتخبّط فيها العرب، بما في ذلك الدماء الغزيرة التي تسيل في سوريا وهي المسألة التي من أجلها انعقدت هذه القمّة التي يفترض فيها أن تكون خاشعة لجلال الرزء الذي نعيشه ومتعالية بنفسها عن الخلافات الشخصية والمذهبية والعرقية؟ ماذا حصل بالضبط هل أصبحتْ مسألة 'الترضّي عن الخلفاء' من عدمها هي الأجدر والأهم، وأشلاء القتلى في سوريا قد ضاقت بها المدن والقرى؟ وهل كتب على المسلمين أن لا يلتقوا إلا للتراشق بالسباب واللعان؟. وهذا بالضبط ما كان يخشاه الاتجاه العلماني من وصول الأحزاب الدينية إلى هرم السلطة، وهم غير قادرين على تخطي حواجزهم المذهبية وحساسيتهم الدينية فيما بينهم، فيجرفون البلاد معهم إلى التشدّد الديني والتعصّب المذهبي، حيث لا تفسير ولا تأويل إلا بتكييف النصوص وإخضاعها للهوى السياسي والبـُعد المذهبي. ليتعطّل معها الفكر الراجح والرأي السليم، وتنصهر في أتونها كل المبادرات، وينغلق معها المجتمع بأسره. إذن لعبة القط والفأر بين المذاهب الدينية، هي التي باتت مرجحة لأن تسود مستفحلة في عقول الناس، غالبة على تصوّراتهم، إلى الحدّ الذي يغيب فيه الرأي الموحّد والطرح الشامل الجامع، ما يعني أن الحزازات سوف لن تنتهي بسلام، أقلّها حرب بادرة تشتت الجهود وتوغر القلوب على بعضها وتذهب بالأحلام أدراج الرياح..
إن مسلمي هذا العصر وحالهم اليوم مهدّد بالانفجار فيما بينهم، هل ستكون لهم الغلبة حقا وقد عجزوا حتى عن استغلال دينهم لنصرة قضاياهم، في الوقت الذي استغله غيرهم لتفريقهم وتسليطهم على بعضهم.. ومقارنة بالغرب اللائكي الذي لا ينكر المسيحية أو اليهودية لكنه لا يرى نفسه ملزما بها فيما يتعلق بتصريف شئونه، وبين عالم إسلامي لا يتسامح حتى في مصافحة الرجال للنساء... هل ستكون وقتها مسألة الترضّي عن الخلفاء الراشدين من عدمها هي الحل المفصلي لمآسينا ومصائبنا.. ؟ .
تعليق هل خطاب مرسي كمن صب الزيت علي النار وحتي بات كل عربي يفخر بهذا المرسي متناسين قضاياهم المصيرية والتي اصبحت في خبر كان متي تفيق هذه الامة من النوم والسبات الجاثم علي صدرها !!!!!!!!!
ماء البحر لن تغلي ان لم تاتي نار من تحت البحر تغلي الماء كلها اما ان يجلس شخص وأمامه بابور ويغلي المااء علية وكلما غليت أفرغها في البحر عله يغلي ماء البحر فهذا تشبيه ينطبق علي امة مات فيها حتي التفكير والعياذ بالله
هل سيعرف الصراع الحضاري بين الشيعة والسنّة، بعد نجاح الإخوان المسلمين في مصر تحدّيات غير مسبوقة، وهل ستشهد الساحة الدينية في بلاد العرب والمسلمين تطوّرات مريبة تأتي انعكاسا لهذا الصراع القديم غير المتقادم، وهل سيتحقق حدس العلمانيين كون الدولة الدينية لن تكون سوى حلبة لتخاصم الملل والنحل بما يضعف سلطة الحكم ويؤدي بالدولة إلى زوال؟. ربما يحمل خطاب الرئيس محمد مرسي في قمّة عدم الانحياز بإيران بوادر تصبّ في هذا المجرى وترمي بذات الاتجاه وترسم مجسما لمستقبل الصراع الإسلامي ـ الإسلامي. والمشكلة ليست فقط في ترضّي مرسي على الخلفاء الأربعة: أبو بكر ـ عمر ـ عثمان ـ وعلي، وتسميتهم بأسمائهم في بلد شديد العداء لهذا التسلسل التاريخي للخلافة الراشدة، وإنما في يقظة الإيرانيين وردّة فعلهم السريعة بتزييفهم لترجمة الخطاب وتبديل معانيه في ظرف ربما لا يسمح بكل ذلك لولا الأهـْبة والاستعداد وحالة الطوارئ المعلنة والاستنفار الشديد. ما يفهم منه إما توقـّع الإيرانيين لخرجات مرسي، والأدهى من ذلك أن يكونوا مطلعين عليه مسبقا بموجب عمل استخباراتي !.
وليس ذلك بالمستبعد، خاصة أن الجناح الشيعي في مصر قد خرج مؤخرا عن صمته وطالب بحقوقه معلنا على الملأ أن تعداد عناصره يشرف على الثلاثة ملايين شيعي، ما ينبئ باختراق إيراني لجهاز الرئاسة في مصر. وأيّا كان الأمر، فقد لا يكون الدكتور مرسي من جهته بريئا في ديباجة الترضّية عن الخلفاء الراشدين لكونها أمرا غير معتاد في الخطاب السياسي العربي، فما بالك وقد أدرجها الرجل في قمّة ذات بُعد سياسي وقومي ما يجعل من الاستفزاز عاملا غير مستبعد كذلك في هذا الخطاب بغية لفت الجانب الإيراني إلى دوره في سوريا ومساندته لنظام بشار الأسد الظالم، وشتمه لصحابة النبي وقذفهم بشتى النعوت، فضلا عن تمويله لحركات التشيّع في العالميْن العربي والإسلامي.
ورغم ذلك كان البلد المضيّف للقمّة جاهزا للتصرّف بالوقت المناسب، حينما قام المترجم بتطهير النص من كل ما ينافي المعتقد الديني والسياسي له، حتى أنه يذكر أن المعلّق كان في أشدّ الحرج وهو ينقل الوقائع إلى الفارسية ويفسد معانيها في نفس الوقت، لأن الصحفي مهما تكن درجة تحسّبه للمفاجأة إلاّ أنه يحسّ بالخجل عندما يشعر أنه يكذب على غيره. وعلى أية حال فقد فوّتَ الإيرانيون الفرصة على مناوئيهم عند الوهلة الأولى على الأقل..
وبالمقابل، فبمجرد انتهاء الرئيس مرسي من كلمته، اهتزّ الشارع العربي مهنئا له على هذا التحدّي واصفا إياه بناصر الدين ومنقذ الأمة.. ولكن أين من كل ذلك القضايا الجوهرية وأمّهات المشاكل التي يتخبّط فيها العرب، بما في ذلك الدماء الغزيرة التي تسيل في سوريا وهي المسألة التي من أجلها انعقدت هذه القمّة التي يفترض فيها أن تكون خاشعة لجلال الرزء الذي نعيشه ومتعالية بنفسها عن الخلافات الشخصية والمذهبية والعرقية؟ ماذا حصل بالضبط هل أصبحتْ مسألة 'الترضّي عن الخلفاء' من عدمها هي الأجدر والأهم، وأشلاء القتلى في سوريا قد ضاقت بها المدن والقرى؟ وهل كتب على المسلمين أن لا يلتقوا إلا للتراشق بالسباب واللعان؟. وهذا بالضبط ما كان يخشاه الاتجاه العلماني من وصول الأحزاب الدينية إلى هرم السلطة، وهم غير قادرين على تخطي حواجزهم المذهبية وحساسيتهم الدينية فيما بينهم، فيجرفون البلاد معهم إلى التشدّد الديني والتعصّب المذهبي، حيث لا تفسير ولا تأويل إلا بتكييف النصوص وإخضاعها للهوى السياسي والبـُعد المذهبي. ليتعطّل معها الفكر الراجح والرأي السليم، وتنصهر في أتونها كل المبادرات، وينغلق معها المجتمع بأسره. إذن لعبة القط والفأر بين المذاهب الدينية، هي التي باتت مرجحة لأن تسود مستفحلة في عقول الناس، غالبة على تصوّراتهم، إلى الحدّ الذي يغيب فيه الرأي الموحّد والطرح الشامل الجامع، ما يعني أن الحزازات سوف لن تنتهي بسلام، أقلّها حرب بادرة تشتت الجهود وتوغر القلوب على بعضها وتذهب بالأحلام أدراج الرياح..
إن مسلمي هذا العصر وحالهم اليوم مهدّد بالانفجار فيما بينهم، هل ستكون لهم الغلبة حقا وقد عجزوا حتى عن استغلال دينهم لنصرة قضاياهم، في الوقت الذي استغله غيرهم لتفريقهم وتسليطهم على بعضهم.. ومقارنة بالغرب اللائكي الذي لا ينكر المسيحية أو اليهودية لكنه لا يرى نفسه ملزما بها فيما يتعلق بتصريف شئونه، وبين عالم إسلامي لا يتسامح حتى في مصافحة الرجال للنساء... هل ستكون وقتها مسألة الترضّي عن الخلفاء الراشدين من عدمها هي الحل المفصلي لمآسينا ومصائبنا.. ؟ .
تعليق هل خطاب مرسي كمن صب الزيت علي النار وحتي بات كل عربي يفخر بهذا المرسي متناسين قضاياهم المصيرية والتي اصبحت في خبر كان متي تفيق هذه الامة من النوم والسبات الجاثم علي صدرها !!!!!!!!!
ماء البحر لن تغلي ان لم تاتي نار من تحت البحر تغلي الماء كلها اما ان يجلس شخص وأمامه بابور ويغلي المااء علية وكلما غليت أفرغها في البحر عله يغلي ماء البحر فهذا تشبيه ينطبق علي امة مات فيها حتي التفكير والعياذ بالله