بوفيصيل
01-09-2012, 02:50 AM
المصدر: طارق شهبر
كان لا بد للنظام السوري من إيجاد عُذر ما يتهم فيه الثورة و الثوار بمحاولة إشاعة الفوضى, فما كان إلى أن بدأ بدعاية تقسيم سوريا طائفياً الأمر الذي بنظر النظام سيؤدي إلى زرع الخوف عند بعض الناس و نشر الإحباط في صفوف المطالبين بالحرية.
في البدء, كانت كلمة تقسيم بعيدة عن الواقع, و لكن ما يحصل الأن, يؤكد أنه هناك حقاً سياسة جدّية يسعى إليها النظام بمباركة دولية للإتجاه نحو تقسيم سوريا إلى ثلاث أقسام و ربما أكثر على أساس طائفي و عرقي.
كما يعلم الجميع, فالنظام السوري و بالرغم من التنوع الطائفي الموجود فيه, إلا أن إرتكازه الأساسي هو على الطائفة العلوية و الأقليات عامةً, لذلك كان يُطلق عليه إسم ” حامي الأقليات” , طبعاً النظام السوري أخذ هذه الأقليات كرهينة ليستمد قوته. لذلك نرى أن النظام السوري يسعى إلى خلق فتنة بين الطائفة السنية ( 80% من الشعب السوري) و الطائفة العلوية و ذلك بالطبع بحسب النظام, سيؤدي إلى تخوف الطائفة العلوية من عمليات إنتقام بحق أفرادها بعد سقوط النظام و بذلك سترتمي بحضن الأسد الذي بدوره سيقوم بدور المنقذ و الحامي لطائفته.
ما عزّزَفرضية الإنقسام, هي الأحداث و المجازر التي إرتكبها النظام في المناطق التي يُعتقد أنها ستكون حدود للدولة العلوية المزعوم إنشاؤها. فإذا نظرنا إلى أماكن حدوث أفظع المجازر و أكثر المناطق التي تشهد إشتباكات و تدمير, نرى أن الأغلبية تقع في مناطق حمص و حماة و إدلب , و كل هذه المناطق ستكون حدود للدولة العلوية, لذلك فمن مفهوم النظام أنه يجب إزالة أي تهديد محتمل يأتي من هذه لمناطق و ذلك عبر تهجير الناس عن طريق تكثيف المجازر و إرهاب العائلات التي تسكن في تلك المناطق.
لم تكن صدفة أنّ معظم المجازر و أكثر عملية تدمير حصلت جميعاً بتلك المنطقة التي يكثر الحديث عن أنها ستصبح حدود لدولة جديدة.
أكراد سوريا:
بعدما أعلن الثوار في سوريا بدء عملية تحرير دمشق و من ثم تحرير حلب, كان هناك شيء ما يحدث على جانب الحدود الشرقية مع العراق و خاصة في منطقة التي يسكنها الأكراد. لقد كان هناك سيطرة كردية على معظم تلك المناطق و بطريقة سريعة و بمساعدة من حزب العمال الكردستاني المتواجد في كردستان العراق, و هذا يدل على أنه كان هناك من خطة ما أتقن الأسد إستعمالها و ذلك عبر سحب عصاباته و جيشه من تلك المناطق و زجّها في معركتي حلب و دمشق.
الأسد يعلم أنه خاسر, لذلك بدأ يُشعل فتيل الفتنة بين الشعب السوري و لذلك إنسحب من المناطق الكردية و التي بالطبع سيصبح لها حكم ذاتي من تلقاء تفسها.
القضية الكردية شبه محسومة, بالرغم من معارضة تركيا لها, و لكنها سترضخ للواقع قريباً و سيكون هناك حكم ذاتي تركي ينضم إلى كردستان العراق.
الدور الروسي و الأمريكي:
الدور الروسي ربما يساعدنا في الجواب, روسيا تريد حليف لها في المنطقة, و تريد الحفاظ على قاعدتها البحرية في طرطوس, و هي ستعمل المستحيل للحفاظ على مصالحها, لذلك لن نستبعد إذا قامت روسيا شخصياً بحماية فكرة إنشاء الدولة العلوية و ذلك تحت شعار حماية الأقليات و المصالح, فكل هذا الدعم الذي يتلقاه الأسد اليوم هو دليل على أن روسيا لن تتخلى عن مصالحها.
أمريكا تُفضل حدوث إقتتال طائفي في سوريا و المنطقة, و هي بذلك سوف تُشجع على إنشاء دولة علوية مما سيؤدي إلى إشعال سوريا و لبنان و العراق بحرب طائفية سترهق شعوب المنطقة لعشرات السنين, و سيؤدي إلى تعزيز قوة إسرائيل و سيطرتها على المنطقة.
و بهذه الحال, تستطيع روسيا الحفاظ على قاعدتها البحرية و مصالحها و تستطيع أمريكا على الحفاظ على أمن إسرائيل و مصالحها في العراق. لذلك فإن كل الذي يحصل بين روسيا و أمريكا ما هو إلى عملية تقسيم للمنطقةعلى طريقة لا غالب ولا مغلوب.
رد فعل الشعب السوري:
لن يرضى أي شخص ينتمي لسوريا بأن يكون هناك أي نوع تقسيم لوطنه و سيحاول الشعب السوري منع حدوث اي شيء من هذا القبيل, و لكننا نعيش في عالم تغلُب فيه المصالح الإقليمية للدول الكبرى على إرادة الشعوب أحياناً و يقع الشعب في مأزق و يحاول الخروج منه بأقل خسارة تُذكر.
إذا ألقينا نظرة على اراء الناس في عملية التقسيم, نرى أنّ الكثير من الناس متفهم لفكرة إنقسام الأكراد و إنشاء كيانهم, و لكن الأكثرية تعارض فكرة أو حتى الحديث عن إمكانية إنشاء دولة علوية, و ذلك فإعتبارات طائفية و ربما إنتقامية و إقليمية. دولة علوية تعني أن الصراع في المنطقة سيتغيير. دولة علوية هي أقرب إلى صراع سني علوي على غرار عربي إسرائيلي.
الدولة العلوية المزعم إنشاؤها ستكون محاطة بشعوب سنية تريد الإنقضاض عليها في أي فرصة تُتاح لها.
دولة علوية ستزيد من الإقتتال الطائفي و ربما ستؤدي إلى زيادة قوة إيران في المنطقة عبر إشعالها لفتنة تُنهك العالم العربي .
الظاهر أن الأمور الأن متجهة نحو التقسيم, لكن تداعيات هذا التقسيم ستنتج خارطة جديدة للمنطقة, و صراعات جديدة طويلة الأمد ستنّهك شعوب المنطقة.
المصدر: سوريون نت
.
السؤال ما هو الدور المرسوم لايران الذي ستلعبه بعد ان استطاعت ان تزيل العزلة الدولية عنها بعد مؤتمر دول عدم الانحياز ودورها في مشروع الشرق الاوسط الجديد وهل ستكون الثورة اليسامينية في منأى عنها ؟؟؟؟
كان لا بد للنظام السوري من إيجاد عُذر ما يتهم فيه الثورة و الثوار بمحاولة إشاعة الفوضى, فما كان إلى أن بدأ بدعاية تقسيم سوريا طائفياً الأمر الذي بنظر النظام سيؤدي إلى زرع الخوف عند بعض الناس و نشر الإحباط في صفوف المطالبين بالحرية.
في البدء, كانت كلمة تقسيم بعيدة عن الواقع, و لكن ما يحصل الأن, يؤكد أنه هناك حقاً سياسة جدّية يسعى إليها النظام بمباركة دولية للإتجاه نحو تقسيم سوريا إلى ثلاث أقسام و ربما أكثر على أساس طائفي و عرقي.
كما يعلم الجميع, فالنظام السوري و بالرغم من التنوع الطائفي الموجود فيه, إلا أن إرتكازه الأساسي هو على الطائفة العلوية و الأقليات عامةً, لذلك كان يُطلق عليه إسم ” حامي الأقليات” , طبعاً النظام السوري أخذ هذه الأقليات كرهينة ليستمد قوته. لذلك نرى أن النظام السوري يسعى إلى خلق فتنة بين الطائفة السنية ( 80% من الشعب السوري) و الطائفة العلوية و ذلك بالطبع بحسب النظام, سيؤدي إلى تخوف الطائفة العلوية من عمليات إنتقام بحق أفرادها بعد سقوط النظام و بذلك سترتمي بحضن الأسد الذي بدوره سيقوم بدور المنقذ و الحامي لطائفته.
ما عزّزَفرضية الإنقسام, هي الأحداث و المجازر التي إرتكبها النظام في المناطق التي يُعتقد أنها ستكون حدود للدولة العلوية المزعوم إنشاؤها. فإذا نظرنا إلى أماكن حدوث أفظع المجازر و أكثر المناطق التي تشهد إشتباكات و تدمير, نرى أن الأغلبية تقع في مناطق حمص و حماة و إدلب , و كل هذه المناطق ستكون حدود للدولة العلوية, لذلك فمن مفهوم النظام أنه يجب إزالة أي تهديد محتمل يأتي من هذه لمناطق و ذلك عبر تهجير الناس عن طريق تكثيف المجازر و إرهاب العائلات التي تسكن في تلك المناطق.
لم تكن صدفة أنّ معظم المجازر و أكثر عملية تدمير حصلت جميعاً بتلك المنطقة التي يكثر الحديث عن أنها ستصبح حدود لدولة جديدة.
أكراد سوريا:
بعدما أعلن الثوار في سوريا بدء عملية تحرير دمشق و من ثم تحرير حلب, كان هناك شيء ما يحدث على جانب الحدود الشرقية مع العراق و خاصة في منطقة التي يسكنها الأكراد. لقد كان هناك سيطرة كردية على معظم تلك المناطق و بطريقة سريعة و بمساعدة من حزب العمال الكردستاني المتواجد في كردستان العراق, و هذا يدل على أنه كان هناك من خطة ما أتقن الأسد إستعمالها و ذلك عبر سحب عصاباته و جيشه من تلك المناطق و زجّها في معركتي حلب و دمشق.
الأسد يعلم أنه خاسر, لذلك بدأ يُشعل فتيل الفتنة بين الشعب السوري و لذلك إنسحب من المناطق الكردية و التي بالطبع سيصبح لها حكم ذاتي من تلقاء تفسها.
القضية الكردية شبه محسومة, بالرغم من معارضة تركيا لها, و لكنها سترضخ للواقع قريباً و سيكون هناك حكم ذاتي تركي ينضم إلى كردستان العراق.
الدور الروسي و الأمريكي:
الدور الروسي ربما يساعدنا في الجواب, روسيا تريد حليف لها في المنطقة, و تريد الحفاظ على قاعدتها البحرية في طرطوس, و هي ستعمل المستحيل للحفاظ على مصالحها, لذلك لن نستبعد إذا قامت روسيا شخصياً بحماية فكرة إنشاء الدولة العلوية و ذلك تحت شعار حماية الأقليات و المصالح, فكل هذا الدعم الذي يتلقاه الأسد اليوم هو دليل على أن روسيا لن تتخلى عن مصالحها.
أمريكا تُفضل حدوث إقتتال طائفي في سوريا و المنطقة, و هي بذلك سوف تُشجع على إنشاء دولة علوية مما سيؤدي إلى إشعال سوريا و لبنان و العراق بحرب طائفية سترهق شعوب المنطقة لعشرات السنين, و سيؤدي إلى تعزيز قوة إسرائيل و سيطرتها على المنطقة.
و بهذه الحال, تستطيع روسيا الحفاظ على قاعدتها البحرية و مصالحها و تستطيع أمريكا على الحفاظ على أمن إسرائيل و مصالحها في العراق. لذلك فإن كل الذي يحصل بين روسيا و أمريكا ما هو إلى عملية تقسيم للمنطقةعلى طريقة لا غالب ولا مغلوب.
رد فعل الشعب السوري:
لن يرضى أي شخص ينتمي لسوريا بأن يكون هناك أي نوع تقسيم لوطنه و سيحاول الشعب السوري منع حدوث اي شيء من هذا القبيل, و لكننا نعيش في عالم تغلُب فيه المصالح الإقليمية للدول الكبرى على إرادة الشعوب أحياناً و يقع الشعب في مأزق و يحاول الخروج منه بأقل خسارة تُذكر.
إذا ألقينا نظرة على اراء الناس في عملية التقسيم, نرى أنّ الكثير من الناس متفهم لفكرة إنقسام الأكراد و إنشاء كيانهم, و لكن الأكثرية تعارض فكرة أو حتى الحديث عن إمكانية إنشاء دولة علوية, و ذلك فإعتبارات طائفية و ربما إنتقامية و إقليمية. دولة علوية تعني أن الصراع في المنطقة سيتغيير. دولة علوية هي أقرب إلى صراع سني علوي على غرار عربي إسرائيلي.
الدولة العلوية المزعم إنشاؤها ستكون محاطة بشعوب سنية تريد الإنقضاض عليها في أي فرصة تُتاح لها.
دولة علوية ستزيد من الإقتتال الطائفي و ربما ستؤدي إلى زيادة قوة إيران في المنطقة عبر إشعالها لفتنة تُنهك العالم العربي .
الظاهر أن الأمور الأن متجهة نحو التقسيم, لكن تداعيات هذا التقسيم ستنتج خارطة جديدة للمنطقة, و صراعات جديدة طويلة الأمد ستنّهك شعوب المنطقة.
المصدر: سوريون نت
.
السؤال ما هو الدور المرسوم لايران الذي ستلعبه بعد ان استطاعت ان تزيل العزلة الدولية عنها بعد مؤتمر دول عدم الانحياز ودورها في مشروع الشرق الاوسط الجديد وهل ستكون الثورة اليسامينية في منأى عنها ؟؟؟؟