بوفيصيل
18-08-2012, 04:55 AM
من الطبيعي أن تبحث كل دولة في العالم عن مصالحها أينما وجدت ولو كلفها ذلك ثمنا كبيرا ما دام سيعود عليها بالنفع والفائدة ويصب في جيب خزينتها حيث سرعان ما ينسيها فاتورة خسارتها الباهظة وكلفتها الجسيمة !
فأمريكا التي تدعم إسرائيل حتى النخاع تعرف جيدا أن دعمها يكلف خزينتها وميزانيتها الكثير وتعرف أنها ستستفيد من الدول العربية أكثر من ذلك،لكنها أدركت
أن دول الاعتدال العربي بشكل خاص هي دول تابعة وخانعة تقاد ولا تقود وأن التلويح لها بالعصا قليلا يمكن أن يجرها إلى متاهات غير مدروسة، ويمكن حتى أن يزلزل أنظمة تلك الدول ويهز عروشها، لهذا فإن أمريكا قادرة أن تجني العسل من تلك الدول دون أن يلسعها نحل الرفض والغضب من تلك السياسة وكذلك يمكنها أن تلتقط رطب نفطها فيتساقط في حضنها والكلام عن أمريكا دون أن يهتز نخل دول الاعتدال، لهذا فهي لا ترهبها لأنها أبضا عاجزة جدا في الوقت الراهن عن استخدام النفط كسلاح يمكن استخدامه لردع أمريكا في نهجها المطلق في الدفاع عن إسرائيل، وكذلك هو الحال بالنسبة لباقي دول الغرب ترى أن الحفاظ على علاقاتها الجيدة مع إسرائيل سيكون أفضل لها في أغلب الأحوال من انفتاحها على العرب، لأن نفط العرب يسهل وصوله إليها دون عناء، ومصر على سبيل المثال لا الحصر في عهد مبارك كانت خير دليل على ذلك حيث كانت رأس الاعتدال العربي في المنطقة !
أما سوريا التي تعيش تحت النار منذ فترة ليست بالوجيزة، فأمرها ليس طبيعيا مهما ضخم وروج الإعلام نفسيا لذلك الأمر ومهما ادعى اللوجستيون ورجال المخابرات في أمريكا والغرب على أن الحرب ستنتهي قريبا، لأنه ليس من صالح أمريكا أن يبقى نظام بشار الأسد حاضنة دائمة للفصائل الفلسطينية ضمن منظمة التحرير وحتى من هم من خارجها كقياديي حماس والجهاد الإسلامي في حين أنها دولة مواجهة للكيان الصهيوني .
وبغض النظر عن حجه بعض العرب من أن سوريا عاجزة عن القيام بحرب مع إسرائيل،وهذه سياسة نظام الأسد رغم أن موازين القوى ليست في صالح هذا النظام لا سابقا ولا حتى في الوقت الراهن إذا ما اعتبرنا إن إيران أصبحت حليفا قويا لسوريا،وأنها ما زالت هي أيضا تحت الحصار بسبب مشروعها النووي، إذ نرى أن من صالح أمريكا التغيير من اجل استبدال نظام الأسد بنظام اقل خطرا على إسرائيل وبجيش ضعيف البنية والعتاد، وليس بجيش قوي مدرب بشكل يختلف عن باقي الجيوش النظامية العربية الأخرى
أي أنه لم يدرب على الطريق الأمريكية والغربية، وان سلاحه يختلف أيضا لهذا فهي تريد بناء مؤسسات أمنيه تملك أسلحه خفيفة وتطلق عليها معا مؤسسه الجيش وهي ليست سوى مؤسسات أمنيه شرطيه كما هو الحال في العراق .
روسيا والصين وإيران لن تتخلى جميعها بسهوله ويسر عن نظام الأسد والسبب معروف حتى لرجل الشارع البسيط فقطع الحبل السري الذي يوصل روسيا بالمتوسط مثلا هو بمثابة انتحار للهيبه الروسية في المنطقة وكذلك العائد التجاري للصين بسبب الاستهلاك لوجود موارد بشرية في سوريا والمنطقة يضر باقتصاد الصين .
أما بالنسبة لإيران فهناك سبب آخر يختلف عن روسيا والصين كون سوريا ممرا يوصل إيران بحليفاتها في الجانب الآخر ألا وهو حزب الله الذي خاض حرب تموز 2006 وانتصر فيها مما رفع من أسهم المعنويات الإيرانية وكذالك سوريا نفسها فهي حليفة مباشرة لإيران ليس بسبب الطائفة العلوية فقط ولكن لان سوريا تعتبر من دول الممانعة وليس الاعتدال في المنطقة ولا يروق لها ما فعلته الدول العربية خلال حرب تموز.
أصبح واضحا بعد عام ونصف من معاناة السورين أن الذي أطال أمد الحرب وأعلى لهيبها هو حرب كسر العظم الجارية بين دول المحور الغربي ودول المحور الشرقي فمن الذي سيطيح بالآخر الشعب أن النظام،لم يبق للجولة الأخيرة الحاسمة الا القليل لتوضع نقاط النهاية على حروف الحسم ويغمد سيف الدمار وتنطفئ نيران الضغينة على حلبة الاختبار السورية ولكن من الذي سيصنع ذالك كله ؟ فلا الشعب في مواجهة النظام السوري ولا دول الفيتو الشرقية مع الغرب بقيادة أمريكا .
إنها حرب الاستنزاف إذا فلم يعد هناك أسلوب سلمي آخر للتهدئة لأن التدخلات الخارجية تصب نفط الحقد على نار الخلافات ليشتد أوار الحرب ويحترق الوطن السوري في هشيم المصالح العالمية يوما بعد يوم.
فأمريكا التي تدعم إسرائيل حتى النخاع تعرف جيدا أن دعمها يكلف خزينتها وميزانيتها الكثير وتعرف أنها ستستفيد من الدول العربية أكثر من ذلك،لكنها أدركت
أن دول الاعتدال العربي بشكل خاص هي دول تابعة وخانعة تقاد ولا تقود وأن التلويح لها بالعصا قليلا يمكن أن يجرها إلى متاهات غير مدروسة، ويمكن حتى أن يزلزل أنظمة تلك الدول ويهز عروشها، لهذا فإن أمريكا قادرة أن تجني العسل من تلك الدول دون أن يلسعها نحل الرفض والغضب من تلك السياسة وكذلك يمكنها أن تلتقط رطب نفطها فيتساقط في حضنها والكلام عن أمريكا دون أن يهتز نخل دول الاعتدال، لهذا فهي لا ترهبها لأنها أبضا عاجزة جدا في الوقت الراهن عن استخدام النفط كسلاح يمكن استخدامه لردع أمريكا في نهجها المطلق في الدفاع عن إسرائيل، وكذلك هو الحال بالنسبة لباقي دول الغرب ترى أن الحفاظ على علاقاتها الجيدة مع إسرائيل سيكون أفضل لها في أغلب الأحوال من انفتاحها على العرب، لأن نفط العرب يسهل وصوله إليها دون عناء، ومصر على سبيل المثال لا الحصر في عهد مبارك كانت خير دليل على ذلك حيث كانت رأس الاعتدال العربي في المنطقة !
أما سوريا التي تعيش تحت النار منذ فترة ليست بالوجيزة، فأمرها ليس طبيعيا مهما ضخم وروج الإعلام نفسيا لذلك الأمر ومهما ادعى اللوجستيون ورجال المخابرات في أمريكا والغرب على أن الحرب ستنتهي قريبا، لأنه ليس من صالح أمريكا أن يبقى نظام بشار الأسد حاضنة دائمة للفصائل الفلسطينية ضمن منظمة التحرير وحتى من هم من خارجها كقياديي حماس والجهاد الإسلامي في حين أنها دولة مواجهة للكيان الصهيوني .
وبغض النظر عن حجه بعض العرب من أن سوريا عاجزة عن القيام بحرب مع إسرائيل،وهذه سياسة نظام الأسد رغم أن موازين القوى ليست في صالح هذا النظام لا سابقا ولا حتى في الوقت الراهن إذا ما اعتبرنا إن إيران أصبحت حليفا قويا لسوريا،وأنها ما زالت هي أيضا تحت الحصار بسبب مشروعها النووي، إذ نرى أن من صالح أمريكا التغيير من اجل استبدال نظام الأسد بنظام اقل خطرا على إسرائيل وبجيش ضعيف البنية والعتاد، وليس بجيش قوي مدرب بشكل يختلف عن باقي الجيوش النظامية العربية الأخرى
أي أنه لم يدرب على الطريق الأمريكية والغربية، وان سلاحه يختلف أيضا لهذا فهي تريد بناء مؤسسات أمنيه تملك أسلحه خفيفة وتطلق عليها معا مؤسسه الجيش وهي ليست سوى مؤسسات أمنيه شرطيه كما هو الحال في العراق .
روسيا والصين وإيران لن تتخلى جميعها بسهوله ويسر عن نظام الأسد والسبب معروف حتى لرجل الشارع البسيط فقطع الحبل السري الذي يوصل روسيا بالمتوسط مثلا هو بمثابة انتحار للهيبه الروسية في المنطقة وكذلك العائد التجاري للصين بسبب الاستهلاك لوجود موارد بشرية في سوريا والمنطقة يضر باقتصاد الصين .
أما بالنسبة لإيران فهناك سبب آخر يختلف عن روسيا والصين كون سوريا ممرا يوصل إيران بحليفاتها في الجانب الآخر ألا وهو حزب الله الذي خاض حرب تموز 2006 وانتصر فيها مما رفع من أسهم المعنويات الإيرانية وكذالك سوريا نفسها فهي حليفة مباشرة لإيران ليس بسبب الطائفة العلوية فقط ولكن لان سوريا تعتبر من دول الممانعة وليس الاعتدال في المنطقة ولا يروق لها ما فعلته الدول العربية خلال حرب تموز.
أصبح واضحا بعد عام ونصف من معاناة السورين أن الذي أطال أمد الحرب وأعلى لهيبها هو حرب كسر العظم الجارية بين دول المحور الغربي ودول المحور الشرقي فمن الذي سيطيح بالآخر الشعب أن النظام،لم يبق للجولة الأخيرة الحاسمة الا القليل لتوضع نقاط النهاية على حروف الحسم ويغمد سيف الدمار وتنطفئ نيران الضغينة على حلبة الاختبار السورية ولكن من الذي سيصنع ذالك كله ؟ فلا الشعب في مواجهة النظام السوري ولا دول الفيتو الشرقية مع الغرب بقيادة أمريكا .
إنها حرب الاستنزاف إذا فلم يعد هناك أسلوب سلمي آخر للتهدئة لأن التدخلات الخارجية تصب نفط الحقد على نار الخلافات ليشتد أوار الحرب ويحترق الوطن السوري في هشيم المصالح العالمية يوما بعد يوم.