مشاهدة النسخة كاملة : مكامن ثروات الامة وتكالب الغزاة الجدد عليها !
أبو نعيم
31-03-2009, 11:47 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
لقد قمت بحذف المشاركات للمدعو أبي نعيم في هذا الموضوع من أجل التركيز على موضوع الإتحاد السوفياتي.
وشكرا
ابو العبد
02-04-2009, 10:00 PM
التعليق السياسي
بسم الله الرحمن الرحيم
أصدر مجلس الأمن الدولي أمس الأول قراراً يطالب فيه حكومة السودان بإنهاء مشكلة دارفور خلال شهر واحد، وسبق للأمين العام للأمم المتحدة أن وقَّع اتفاقا مع الحكومة السودانية قبيل ذلك يمهل فيه حكومة السودان ثلاثة أشهر لإنهاء المشكلة، وفور صدور القرار أعلن الرئيس الفرنسي شيراك أن فرنسا ستقوم بحشد قواتها المتواجدة في تشاد على الحدود التشادية السودانية.
ولقد كان واضحا تسارع الأحداث حول مشكلة دارفور في الآونة الأخيرة، وكان للتقارير التي أعدتها بعض أجهزة الأمم المتحدة ومنظمات "إنسانية" أميركية، ثم زيارة كلٍ من كولن باول وزير الخارجية الأميركي وكوفي عنان الأمين العام للأمم المتحدة أثر بالغ في إحداث ضجة دولية حول تضخيم ما يجري في دارفور حيث كانت التقارير والتصريحات قد تركزت حول القتل الجماعي والاغتصاب وحرق القرى والمحاصيل وتسميم مصادر المياه ... وأن كل ذلك يجري على أيدي قبائل عربية مدعومة من حكومة السودان.
ومشكلة دارفور والتي تفجرت قبل عام ونصف تقريبا أثناء ذروة المفاوضات التي كانت قائمة لإنهاء مشكلة جنوب السودان كانت محصورة قبل ذلك في صعيدها المحلي الذي كان لا يتعدى شكاوى المناطق المهمشة، والاحتقانات الناشئة عن إقالات لبعض كبار العسكريين ووزراء من قبيلة الزغاوة أكبر قبائل المنطقة، إضافة للنزاعات القبلية العادية، ثم جرى نقلها إلى صعيد دولي مؤخرا حتى ظهرت بهذا الحجم، الذي تم التذرع به لاستصدار القرار الدولي.
والمدقق في مشكلة دارفور والتي تحولت إلى أزمة يلمس أن أثارتها لم تكن ابتداء مرهونة بوضع محلي أو إقليمي بل بالصياغة الأميركية الجديدة والتي تطال مختلف مناطق العالم ومنها منطقة القرن الإفريقي والذي يشمل كلا من إريتريا والصومال والحبشة وجيبوتي وكينيا وتنزانيا وأوغندا والسودان، وأن اختصار المدة الممنوحة لحكومة السودان تحكمها اعتبارات جانبية أهمها الانتخابات الأميركية المقبلة وحشد أصوات السود.
وأهمية منطقة القرن الإفريقي في الاستراتيجية الأميركية تكمن في نواحي عديدة؛ أهمها الموقع الاستراتيجي والثروات المذهلة التي تكمن في باطنه، فموقع المنطقة الاستراتيجي ناشئ عن محاذاتها لمنطقة النفوذ الحيوي لأميركا حيث دول الخليج إضافة إلى قربها من قلب منطقة الشرق الأوسط، لذلك فهي تركِّز على زيادة عدد قواعدها؛ حيث لا يواجه تواجدها حساسيات تذكر في تلك المنطقة، ثم إن ضعف دول المنطقة واستسلامها للإرادة الأميركية يجعل منها أداة قابلة للتشكيل حسب الرغبة الأميركية لتتعاظم بذلك قدرة أميركا على نهب الثروات وعلى تهديد بقايا النفوذ الفرنسي في وسط القارة الإفريقية وصولا إلى غربها، حيث خليج غينيا الغني بالنفط والمحاط بدول تحرص فرنسا ألا تضيع من يدها، وهذا ما يفسر شعور الفرنسيين بالخطر ومن ثم مسارعة شيراك لحشد القوات الفرنسية في تشاد على الحدود التشادية السودانية بذرائع إنسانية، حيث تدرك فرنسا أن من أهداف إنشاء المركز الإفريقي للدراسات الأمنية في السنغال إثر زيارة كلينتون لبعض دول القارة في النصف الأول من سنة 1998 هو إبعاد فرنسا خاصة عن تقديم "النصائح" السياسية والأمنية للقادة الأفارقة كما ورد في تقرير البيت الأبيض حول نشاط وأهداف المركز.
فأزمة دارفور وإن كانت تخدم السياسة الأميركية في الخليج وبقية الشرق الأوسط وإفريقيا ولكنها تخدم في الوقت نفسه ترتيبات أميركا للسودان نفسه كجزء من منطقة القرن الإفريقي؛ فبعد أن فرغت الإدارة الأميركية من ترتيب وضع جنوب السودان بتأثيراته المستقبلية على حوض منطقة البحيرات الاستراتيجية وعلى وحدة السودان ذاته ومقدراته، عمدت إلى إيصال مشكلة دارفور إلى التدويل وصولا إلى حكم ذاتي متوقع حسب ما تشير إليه مجريات الأحداث، مما يميط اللثام عما تخطط له الإدارة الأميركية من الوصول بالسودان إلى حالة من التفكك الفعلي لإعادة هيكلته وهيكلة منطقة القرن الإفريقي من جديد.
وحكومة البشير التي أثبتت المرة تلو الأخرى ولاءها وارتماءها على أعتاب البيت الأبيض مستغلَّة الإسلام في خدمته يبدو أنها قد أصابها الإنهاك من تتالي الأحداث والأزمات التي كان واضحا أن صانعها واحد، والممسك بخيوط أطرافها واحد، من غارانغ في الجنوب إلى الشق الآخر للحزب الحاكم التابع للترابي إلى بقية أحزاب المعارضة السودانية وصولا إلى قادة حركات التمرد في دارفور، والظاهر أن هذه الحالة من الإنهاك المقصود التي تبدو عليها حكومة البشير تشير إلى أنها لم تعد صالحة للخدمة بالشكل الجديد الذي يُراد للسودان أن يبدو عليه مستقبلاً، بعد إعادة هيكلته.
أيتها الأمة الكريمة..
إنَّ خيانات الحكام لله ولرسوله وتفريطهم بنا وارتمائهم بأحضان الكفار وما جروه وما زالوا يجرونه على هذه الأمة من مصائب كفيلة بنا أن نتحرك وفي مقدمتنا المؤثرون للتخلص من رجسهم وإنهاء الحالة المزرية التي نعيشها في ظل حكومات تابعة لأميركا والغرب الكافر.
فهذا حاكمُ السودان وهو يدرك أن أخطرَ مشاكل السودان يمكن حلها بكل سهولة باللجوء لمصر باعتبار مصر والسودان وحدة واحدة، وأن أمنهما واحد، ومع ذلك لا يعمد إلى التلميح عدا عن التصريح لفضح الدور المتخاذل لحكومة مبارك ما يدلل على مدى الاستهانة والخيانة التي يتمتع بها حكام هذه الأمة وانسياقهم التام وراء الراعي الأميركي.
وهذا حاكم مصر الذي لولا خياناته المتكررة لأمكن تلافي كثير من المصائب والويلات التي وقعت على هذه الأمة، باعتبار مصر وثقلها وإمكاناتها كانت كافية لمنع عبور القوات الأميركية من خلال قناة السويس، عدا عن إرسال قواتها لدعم الغزو الأميركي في حرب الخليج الثانية، ولولا الخيانة لكانت مصر وحدها قادرة على إزالة كيان يهود عدا عن ردعهم عن سفك دماء أهل فلسطين وهدم منازلهم والجيش المصري لا يبعد سوى أمتار عن أبناء الأمة الذين يقتلون أمام أنظارهم، ولولا الخيانة فإن مصر قادرة كذلك على حماية السودان مما يحاك ضده، بل وعلى إفشال المشاريع الأميركية لتقاسم مياه النيل حيث التهديد الفعلي لشريان مصر الحيوي، سواء عبر المشروع التنزاني أو مشاريع الحبشة، ولكن مبارك لم يخجل وهو يقول بملء فمه "إن من لا يخاف من أميركا لا يخاف من ربِّنا" سيراً على خطى سلفه السادات الذي سبق أن صرَّح أن "99% من أوراق الحل هي بيد أميركا" ذلك أنه لم يجد من قادة جيشه ولا من المؤثرين في الأمة حركة فاعلة لردعه.
أيتها الأمة الكريمة..
لم يكن لأميركا أن تتصرفَ وتنفذ ما خططت له بكل تلك السهولة لولا انصياع البشير وتخاذله وتواطئه على السير في تنفيذ خططها، ولولا أنها وجدت حاكما تافها مثل أسياس أفورقي رئيس جمهورية إريتريا الذي يقوم بتسهيل إيصال الأموال والأسلحة لمتمردي دارفور رغم أن بلده لا يكاد يوجد له مورد سوى المساعدات الأميركية. بل إن غارانغ الذي يعتاش هو وقادة حركته يوما بيوم على المساعدات الخارجية لم يكن يستطيع الدعم غير المعلن لمتمردي دارفور لو كان الخائن مبارك قد كفَّ عن استقباله وتسهيل مهامه، بدل طرده وتهديده وعدم الرضوخ لتنفيذ الإرادة الأميركية، ورغم أن لفرنسا نفوذاً واضحاً في تشاد فإن إدريس ديبي وهو من قبيلة الزغاوة أكبر قبائل دارفور متواطئٌ على دعم التمرد الذي كان جزءٌ مهمٌ منه مستنداً إلى القوى التابعة للترابي في ذات القبيلة، والذين انضموا ليكونوا في الصفوف الأولى لجيش تحرير السودان الذي يتشكل معظمه من أفراد القبيلة نفسها، ولم تفتقر الخدمة لأميركا إلى الدور المبتذل الذي قدمته الحكومة الليبية عبر حدودها مع السودان.
أيها المسلمون..
هذه حال بلادنا وهذا حال حكامنا، وتلك حال جيوشنا، والتي بات الحكام لا يساورهم أدنى خجل لإطلاق المبادرات لجعلها تقاتل لحساب الأميركان وإدراج ذلك عرفاً ولو احتاج أول الأمر لأن تكون مظلة الأمم المتحدة هي الغطاء، رغم معرفة القاصي والداني أن المنظمة الدولية وأمينها العام هم أدوات طيعة في يد الأميركان.
فإلى متى سيبقى حالنا على ما هو عليه؛ من تشرذم وهوان وفقدان الكرامة؟ وإلى متى سيبقى أولئك الخونة يجرون الأمة من هزيمة لأخرى أكبر منها؟ ومن مصيبة إلى كارثة؟ وإلى متى تبقى جيوش الأمة تقبل لنفسها أن تنقاد خلف مجرمين وزعماء عصابات يخونون الله ورسوله في وضح النهار؟ فبدل أن تندفع الجيوش لتحرير بلاد المسلمين أمروها أن تبقى على الحياد، والمسلمون يُقتَّلون وأطفالهم يُذبَّحون والنساء تستصرخ في بقاعٍ كثيرة من بلادهم، ولكن تلك الجيوش مع ذلك قبلت بالسكوت!؟ ثم أمروها أن تذهب للارتزاق تحت مظلة الأمم المتحدة "أداة أميركا" خدمة لمخططات أسيادهم فسكتت ونفَّذت، ثم هاهم يأمروها أن تسكت عن سلخ دارفور كما سُلخ جنوب السودان، ولما لم يجدوا فيها حراكاً ضدهم استخفوا بها فخرجت علينا الحكومة السعودية بمبادرة وقحة لجعل جيوش بلاد المسلمين تتهيأ لخدمة الجيش الأميركي والعلم الأميركي والمشروع الأميركي الذي كانت به "بغداد أولا" وصدق الله العظيم القائل في حق فرعون وحاله مع قومه ]فاستخف قومه فأطاعوه[ وقد أوصل فرعون جيشه للهلاك والغرق في مياه النيل _بدل أن ينقذه بالعبودية لله وطاعته وينقذ به_ بعد أن بلغ من استخفافه أن قال ] .. يا أيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري [ ولم يبرئ الله جيش فرعون مما ارتكب فرعون، حيث قال ] إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين [. فهل تجتمع هذه الأمة الماجدة على كلمة واحدة لتطالب وتضغط على المؤثرين وأصحاب المنعة لكسر القيود وإزالة الحدود بإقامة الخلافة حيث رضى الله وعزة هذه الأمة ومنعتها وغيظ كل كافر متربص بها، وما ذلك على الله بعزيز.
فإلى العمل لكسر القيود وإزالة الحدود بإقامة الخلافة ندعوكم أيها المسلمون ]وإن جندنا لهم الغالبون[
14/جمادى الآخرة/1425هـ حزب التحرير
1/8/2004م
ابو العبد
04-04-2009, 09:25 PM
ملاحظة : بتاريخ 2/4/2009 وضعت تعليق ونشرة بعنوان خطوط سياسية عريضة الموقف الدولي
واليوم عند زيارتي لهذه الصفحة لم اجدهما ولا ادري ان كان الخلل من عندي او امر اخر ولذلك اعيد وضعهم مرة ثانية0000
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخ الكريم صدقا كنت اريد التواصل معك في النقاش وطرحت هذه التساؤلات حتى يتم مناقشة الموقف الدولي والتفرد الامريكي من عدمه ولكن بعدما قرأت ما كتبته فرأيت انه من الاجدى عدم التواصل معك لان مداخل الشيطان كثيرة واسلوبك في الحديث فيه من مداخل الشيطان الكثير ولا اريد الانجرار لذلك
اما النصيحة فأظنك وعيتها ولكنك لم تؤديها كما وعيتها
اما دخولك الى هذا الموقع المحنط فلا ادري اذا لماذا تضع فيه مقالاتك فالمحنط لا يقراء
اما استخدامك للعبارات البذيئة وكما تقول معي شخصيا لو اقتضى الامر فأظنك مؤهل لذلك واسأل الله العفو والعافية
اما لماذا قمنا بحذف بعض المواضيع التي وضعتها لان ما وجدنا فيه من رائحة الحديث الفكري والسياسي ابقينا عليه وما عداه فلا مكان له في هذا المنتدى
اسأل الله المغفرة لي ولك..
ملاحظة للاخوة رواد المنتدى نضع في هذه الصفحة ما طرحه حزب التحرير في ما يتعلق بالموقف الدولي وايضا النشرات التي تتعلق بالسودان ودارفور حتى تتضح الصورة
ابو العبد
04-04-2009, 09:26 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
خطوط سياسية عريضة
الموقف الدولي
الموقف الدولي هو الحالة التي عليها الدولة الأولى والدولة أو الدول التي تزاحمها أو تشاركها التأثير في السياسات الدولية . وعلى هذا فالأساس في فهم الموقف الدولي هو معرفة الدولة الأولى في العالم ، والإلمام بجوانب قوتها ، ومدى نفوذها ، وإدراك الخطط والأساليب التي تتبعها في تأمين مصالحها وتحقيق أهدافها في سياساتها الدولية ، مع ملاحظة أن موقف أية دولة لا يظل ثابتاً إلى ما لا نهاية ، بل هو قابل للتغير استنادا إلى ما قد يطرأ على وضع الدولة في الداخل وعلى علاقاتها بالدول الأخرى من قوة أو ضعف .
وقوة الدولة تعتمد بالدرجة الأولى على تماسكها ومدى تأثير المبدأ الذي تعتنقه فيها ، وعلى ما لديها من إمكانات اقتصادية وعسكرية وثروات طبيعية ، وعلى نفوذها الدولي ، أي قدرتها على جعل دول أخرى تسير معها في سياساتها الدولية وفي تأمين مصالحها وتحقيق أهدافها .
ولا جدال في أن التقدم التقني الذي يتوفر لأية دولة له دور حاسم في تأمين مستلزمات قوتها العسكرية والاقتصادية على حدِّ سواء ، وفي جعلها دولة ذات مكانة مرموقة في العالم .
والتقدم التقني له أثره البالغ في تحديد مقاييس الدولة العظمى . وهذا التقدم أمر نسبي ويختلف من عصر إلى عصر . فقد مرت عصور طويلة اعتمدت مواصفات الدولة العظمى فيها على امتلاكها للقوى العسكرية التقليدية . غير أنه منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية ، واستسلام اليابان نتيجة ضربها بالقنابل الذرية ، صار للتقدم التقني والأبحاث والتجارب العلمية المرتبطة به الأثر الحاسم في ضمان أية دولة لمستلزمات القوة بكل أشكالها .
فمنذ أواخر الأربعينات تسابقت الدول الطامعة في أن يكون لها شان دولي على امتلاك ما تُسمى بأسلحة الدمار الشامل ، فبعد القنبلة الذرية جاء دور القنبلة الهيدروجينية ، ثم الأسلحة النووية بشتى أشكالها . ولما كان امتلاك مثل هذه الأسلحة يعتمد على معرفة أسرار صنعها ، وعلى القدرة على تمويل أبحاثها والتجارب التي تجري عليها ، فإن دولاً محدودة جداً كانت قادرة على مواصلة السباق فيها .
غير أنه منذ نهاية الخمسينات وبروز دور الصواريخ العابرة للقارات ، ليس فقط في نقل الأسلحة النووية إلى أهدافها ، وإنما في اختراق الغلاف الغازي المحيط بالأرض والولوج إلى الفضاء الخارجي ، سواء حملت هذه الصواريخ أقماراً صناعية أو مركبات فضائية تحمل حيوانات أو بشراً ، أو حملت محطات فضائية ، أو مكوكات ، فإن مواصفات الدولة العظمى تغيرت جذرياً ، وأصبح لا يكفي أن تكون الدولة العظمى ذات إمكانات اقتصادية وقوة عسكرية تقليدية أو حتى نووية ، بل يجب أن يكون لها باع في إرسال المركبات والمحطات والمكوكات إلى الفضاء الخارجي وإعادتها إلى الأرض ، نظراً للميزات العسكرية الهائلة التي تضيفها هذه الوسائل للدولة التي تمتلك ناصيتها .
وبهذه المواصفات لم يعد في العالم دول عظمى سوى أميركا والاتحاد السوفيتي . ونظراً للموارد الهائلة التي يتطلبها امتلاك هـذه الوسائل ، فإن سباق الفضاء بين العملاقين استنزف الكثير جداً من طاقاتهما . وفيما صمدت الولايات المتحدة ، واستطاعت تحمّل عواقب هذا السباق ، فإن الاتحاد السوفيتي لم يصمد ، مما ساهم إلى حد كبير في انهياره .
وتبرز الدولة الأولى في العالم من خلال دورها في التعامل مع القضايا والمسائل الدولية ، فإذا انفردت بمعالجتها ، سواء بمبادرة منها أو بسعي الأطراف المعنية بهذه القضايا والمسائل إلى الدولة الأولى لتتولى معالجتها ، فإن الدولة الأولى في هذه الحالة تكون متفرّدة بالموقف الدولي .وأما إن كانت عاجزة عن معالجة القضايا الدولية بمفردها ، واضطرت لإشراك غيرها من الدول النافذة معها فإنها لا تكون متفردة ، حتى وإن كانت لها اليد العليا في لمعالجة .
ومنذ نهاية الحرب العالمية الثانية وحتى اليوم والولايات المتحدة هي الدولة الأولى في العالم ، غير أن الموقف الدولي من حيث الشكل تغيّر أكثر من مرة .
فحتى أوائل الستينـات ظلت القضايا الدولية تعالَج من خلال مؤتمرات تعقدها ما أطلق عليها الدول الأربع الكبرى : أميركا ، والاتحاد السوفيتي ، بريطانيا ، وفرنسا . وفي هذا الإطار عُقدت عدة مؤتمرات من أبرزها مؤتمر برلين ومؤتمر باريس . وهذا يعني أن أميركا وهي الدولة الأولى لم تكن في تلك الفترة متفرّدة بالموقف الدولي .
وفي عام 1961 عقد جون كينيدي رئيس الولايات المتحدة ونيكيتا خروتشيف الزعيم السوفيتي مؤتمراً في فينا كانت محصلته اتفاق الدولتين العظميين على حصر النظر في القضايا الدولية بهما ، وعلى إسقاط بريطانيا وفرنسا من الحساب ، كما اتفقا على أمور أخرى عديدة بعضها صدرت تصريحات وجرت أعمال كشفتها ، وبعضها الآخر تسرب لبعض السياسيين في العالم ( مثل جورج باباندريو رئيس وزراء اليونان الأسبق ) ولمَّحوا إليها .
ومنذ ذلك التاريخ نشأت حقبة في العلاقات الدولية عُرفت باسم الوفاق الدولي أو الانفراج الدولي . ونظراً لأن أميركا كانت زعيمة المعسكر الغربي بينما كان الاتحاد السوفيتي زعيم المعسكر الشرقي ، فقد كان يُنظر للوفاق على أنه قائم بين المعسكرين وليس بين الدولتين فقط . فالعالم كله كان ينظر للوفاق على أنه اتفاق على التعايش السلمي بين الشرق والغرب ( المعسكر الشيوعي والمعسكر الرأسمالي ) يقضي بحل النزاعات والمشاكل بينهما بالطرق السلمية من خلال الحوار والتفاوض ، وبتخفيف حدة الصراع العقيدي بين الشيوعية والرأسمالية وعدم إعطائه الأولوية القصوى كما كان الحال إبان ذروة الحرب الباردة في الخمسينات .
أما حقيقة الوفاق وجوهره فإنه اتفاق سري بين العملاقين على معالجة جميع القضايا الخلافية بينهما بالحوار ، وعلى تقسيم العالم إلى مناطق نفوذ بينهما ، والتعاون على استئصال الاستعمار الأوروبي التقليدي من مختلف بقاع العالم ، وعلى الضغط على الصين داخلياً وخارجياً حتى تَقبل بالتعايش السلمي بمفهومه الرأسمالي ، وعلى قلع إنجلترا بوجه خاص من الشرق الأقصى ومن الشرق الأوسط ومن إفريقيا ، كما اتفقا على مساعدة كل من الدولتين للأخرى ضد أي طرف ثالث ، بغض النظر عن هويته العقيدية ( سواء أكان رأسمالياً أم شيوعياً ) ، وعلى مساعدة كل دولة منهما للأخرى في مناطق نفوذها . وبذلك فإنهما صارا حليفين يشكلان قوة عالمية واحدة ، الأمر الذي غيًّر وضع العالم ، وغيَّر الموقف الدولي ، بحيث لم يعد ( كما كان الحال قبل 1961 ) معسكرين يستعدان للدخول في صراع عسكري مصيري ، بل ظل المعسكران قائمين فكرياً فقط ، وزال وجودهما الفعلي دولياً ، وأصبح العالم كله قوة واحدة تتمثل في أميركا والاتحاد السوفيتي ، وهذه القوة هي التي تتحكم بالعالم كله ، وتحصر معالجة القضايا والمسائل والمشاكل الدولية بها وحدها .
وبالفعل شهدت الثلاثون عاماً من الوفاق اتفاقات متنوعة بين العملاقين ، من بينها اتفاقات حول التجارب النووية ، وأخرى حول الحد من التسلح النووي ، إلى جانب اتفاقات تجارية وغيرها ، كما لعب الوفاق دوراً بارزاً في تحجيم الصين وحصر مجالهـا الحيوي في أضيق نطاق ، مما اضطرها في النهاية إلى القبول بمبدأ التعايش السلمي حسب المفهوم الرأسمالي . وأما الاستعمار الأوروبي التقليدي في آسيا وإفريقيا فإنه انتهى تماماً ، وخسرت فرنسا وبريطانيا معظم نفوذهما في القارتين . وكان من أبرز المؤشرات على ذلك ما قررته بريطانيا عام 1968 من الانسحاب من شرق السويس ، وتخليها عن مستعمرتين استراتيجيتين هما سنغافورة وعدن . وكان الدولتان تتعاونان معاً بشكل لا نظير له في السياسات الدولية ، لدرجة أن الاتحاد السوفيتي لعب دوراً مهماً في التغطية على عملاء أميركا وخاصة في الشرق الأوسط وإفريقيا . فعميل أميركا في سوريا حافظ أسد كان محسوباً على الاتحاد السوفيتي ، وكذلك عميلها في الحبشة هايلي ماريام ، وعميلها في أنغولا دوس سانتوس .
وكان لتظاهر العملاقين بالعداء أثره في حصر القضايا الدولية بينهما ، على اعتبار أن الاتحاد السوفيتي يمثل المعسكر الشرقي ، بينما مثلت أميركا دور خصم الاتحاد السوفيتي كزعيمة للمعسكر الغربي ، مع أن بعض القضايا لم يكن للاتحاد السوفيتي فيها لا ناقة ولا جمل كقضية الشرق الأوسط . وبذلك أبعدت أميركا الدول الغربية الأخرى ذات العلاقة بهذه القضية وبغيرها عن معالجتها ، واستفادت كثيراً في جعل القضية عملياً بيدها وحدها ، وإن كان الاتحاد السوفيتي في الظاهر شريكاً لها في المعالجة .
وما حرب فيتنام ووقوف الاتحاد السوفيتي ظاهرياً فيها إلى جانب فيتنام الشمالية ، ودخول القوات السوفيتية إلى أفغانستان بهدف إرهاب دول الخليج ودفعهـا للاحتماء بأميركا ، إلا نموذجين على المناورات المشتركة التي قام بها العملاقان . وصحيح أن مناورة فيتنام أدت غرضها في ترويض الصين ، بينما فشلت مناورة أفغانستان في دفع دول الخليج للارتماء في أحضان أميركا ، إلا أن العالم كان ينظر للمناورتين على انهما صراع فعلي بين أميركا والاتحاد السوفيتي مع أنهما ليستا كذلك .
بل إن الاتحاد السوفيتي غطى على عملاء أميركا في نصف الكرة الغربي كذلك ، حينما اعتمدت سياسات الولايات المتحدة في بعض دول أميركا اللاتينية على افتعال الصراع والنزاع مع عملائها . فقد غطى الاتحاد السوفيتي كاسترو في كوبـا ، والساندينيين في نيكاراغوا ، وأليندي في تشيلي ، حيث ظهر هؤلاء العملاء بمظهر الاشتراكيين الموالين لموسكو بينما هم في الحقيقة عملاء لأمريكا .
واستفادت أميركا من جو العداء الظاهري مع الاتحاد السوفيتي وتضخيم خطره العسكري على الغرب في إبقاء أوروبا تحت حمايتها ، نظراً لحاجة الأخيرة للمظلة النووية الأميركية ، وفي تقليص أدوار دولها في السياسات الدولية ، وترتيب أوضاع هذه القارة بما يخدم مصالحها . فأوروبا كما هو معلوم تظل مصدر الخطر الوحيد في العالم حتى الآن على زعامة أميركا الدولية ، لأن لديها الإمكانات الاقتصادية والعسكرية والتقنية إلى حد ما لتشكل ، فيما لو هيمنت فيها
ابو العبد
04-04-2009, 09:27 PM
متوازنة .
هذا كله قبل انهيار الاتحاد السوفيتي . أما بعد هذا الانهيار عام 1991 ، فإن الموقف الدولي تبدل مرة أخرى . وذلك ليس لتغير زعامة الموقف الدولي التي ظلت بيد أميركا ، وإنما من حيث تناول القضايا الدولية .
صحيح أن أميركا جعلت روسيا قوة واحدة على القارة ، نداً لأميركا . كذلك فإن أميركا عملت منذ القرن التاسع عشر على الحيلولة دون هيمنة قوة أوروبية واحدة على القارة كلها ، لأن أمن أميركا يعتمد على أوروبا الوارث الشرعي للاتحاد السوفيتي في مجلس الأمن وفي المحافل الدولية عموماً ، وصحيح كذلك أن روسيا بقيت عملاقاً نووياً ، وعملاقاً في ارتياد الفضاء ، إلا أن تحولها من النظام الاشتراكي نحو الرأسمالية ، وحقيقة أن قوتها الاقتصادية تداعت ، حالا بينها وبين التظاهر بأنها لا تزال نداً وشريكاً لأميركا في الموقف الدولي . وبالتالي كان لا بد من أن تعلن الولايات المتحدة تغير النظام الدولي ، وهو ما أطلقت عليه ولادة النظام الدولي الجديد .
والنظام الدولي الجديد وإن كان يعني في محتواه الفكري انتصار الرأسمالية على الاشتراكية وانفرادها في العالم ، إلا أنه يعني من ناحية السياسات الدولية انفراد أميركا بالموقف الدولي ، وهذا الانفراد واضح للعيان .
إذ صحيح أن أميركا تشرك معها بعض الدول التي تسمى بالكبرى ، وهي الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن ، في معالجة بعض القضايا والمسائل والمشاكل الدولية حين يحلو لها ذلك ، إلا أن هذه الشراكة شكلية ، ومن أجل إضفاء الشرعية الدولة على سياساتها المصممة لخدمة أهدافها ومصالحها فأمريكا هي التي تقرر أي القضايا تُعرض على الأمم المتحدة ومجلس الأمن وأي القضايا لا تُعرض ، وذلك طبقاً لمقتضيات مصالحها وأهدافها .
فحين نشأت أزمة الخليج الثانية باحتلال العراق للكويت ، لجأت واشنطن إلى مجلس الأمن بعد أن ضمنت أن كل شيء سيتم حسب مشيئتها . وكانت مناورة قيادة التحالف الذي خاض الحرب ضد العراق من أبرع المناورات الدولية التي أظهرت للعالم أجمع أن أميركا تقود العالم كله بما في ذلك الدول التي تُسمى بالكبرى في خطة ضخمة لتحقيق مصالحها ، وفي الواقع كانت تلك المناورة التجسيد الحيّ للنظام الدولي الجديد حسب المفهوم الأميركي لهذا النظام .
وتفرّد أميركا بالموقف الدولي لا يعني أن الدول الأخرى قد فقدت نفوذها بالكامل ، وإنما يعني أن الدول التي بقي لها بعض النفوذ كإنكلترا وفرنسا لم تعد تشارك عملياً في توجيه السياسات الدولية .
ومن أجل ضمان عدم قيام الدول الأخرى دائمة العضوية في مجلس الأمن بما من شأنه أن يعرقل سياسات أميركا الدولية حين تلجأ إلى المجلس للنظر في قضية ما أو مسألة ما أو مشكلة ما ، فإن واشنطن تحرص على أن تمسك بيدها أوراقاً تلوح بها لكل دولة من هذه الدول . فهي تبقي لبعضها مصالح لا تستطيع التفريط بها بمعاداة أميركا كما هو حال بريطانيا ، التي أبقت لها واشنطن مصالح حيوية في الخليج ، كما أنها تتظاهر بمساعدتها في حل مشكلة ايرلندا الشمالية . وبالنسبة لروسيا ، فإنها تقدم لها مساعدات اقتصادية ضخمة ، سواء من خلال البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ، أو من خلال بعض الدول الأوروبية التي لأميركا فيها نفوذ فاعل كما هو شأن ألمانيا ، أو من مالها الخاص ، بالإضافة إلى الحفاظ على هيبة روسيا في مجالها الحيوي الذي بات يقتصر على أقطار الاتحـاد السوفيتي السابق . وبالنسبة لفرنسا ، فإن أميركا تحرص على جعل عملائها يعقدون معها صفقات تجارية ما كانت لتتم لولا أن واشنـطن تسمح بها ، وذلك كما هو الحال في منطقة الخليج والجزيرة العربية ، وفي إيران وسوريا . بل إن أميركا ميّزت فرنسا على سائر الدول الأوروبية حيث سمحت لها بأن يكون لها دور ظاهر بارز في لبنان وفي اللجنة التي شُكلت في أعقاب عملية عناقيد الغضب العام الماضي للإشراف على الاتفاق الذي تم التوصل إليه في أعقاب تلك العملية بين الأطراف المباشرة في النزاع .
أما الصين فلا يخفى على أحد مدى انفتاح الصين على الولايات المتحدة ، التي ما تفتأ تلوّح لها بمسألة حقوق الإنسان وحادثة تيان آن مين ، وتقيم معها علاقات تجارية وتقنية بلغت مؤخراً حد تزويد الصين بالتقنية النووية الأميركية . كما أن الصين تعلم أن الكثير من الدول التي تستفيد من التعامل معها كاليابان وإيران وباكستان وغيرها ما كان لهذا التعامل أن يؤتي أكله لولا رضا الولايات المتحدة .
والخلاصة أن أميركا تهيمن في الوقت الحالي ومنذ انهيار الاتحاد السوفيتي على العالم بشكل ظاهر وبارز ، فهي المُبادِرة لمعالجة القضايا الدولية ، وهي التي تحدد إطار هذه المعالجة ومكان المعالجة سواء داخل الأمم المتحدة ( وجهازها التنفيذي مجلس الأمن ) أو خارجها . ولا تجرأ أية دولة من الدول ذات النفوذ على تحديها جدّياً ، بل هي تتظاهر بأنها تسير معها ، حتى لو لم تكن كذلك .
وفي أسلوب تعاملها مع القضايا والمسائل والمشاكل الدولية استبدلت أميركا عملاءها بالاتحاد السوفيتي . وصارت تحصر العداء والتفاوض بينها وبينهم . ومن ذلك ما ترفعه في الخليج من شعار الاحتواء المزدوج ضد إيران والعراق ، بينما الاحتواء في الحقيقة ليس لإيران ولا للعراق وإنما هو لدول الخليج . ومثل تظاهرها في المفاوضات المنبثقة عن عملية مدريد أنها مع إسرائيل وضد الفلسطينيين وسوريا مع أن الواقع هو العكس .
هذه نبذة موجزة عن الموقف الدولي من حيث ماهيته ، ومن حيث واقعه منذ الحرب العالمية الثانية وحتى اليوم ، إلى جانب بعض المعلومات عن سياسات أميركا الدولية وأسلوبها الماكر للانفراد بمعالجة القضايا الدولية .
في 3 من رجب 1418 هـ
3/11/1997 م
ابو العبد
04-04-2009, 09:29 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
عمالة العسكر في السودان لأمريكا
العسكر هم حكام السودان الفعليون منذ انقلاب جعفر نميري عام 1969 وحتى اليوم . وهم في جملتهم عملاء لأميركا . وفي محاولاتها لاسترداد السودان اعتمدت بريطانيا على آل المهدي وزعامتهم لطائفة الأنصار . غير أن عبد الناصر ومن بعده السادات كانا بالمرصاد لكل الثورات التي أشعلها آل المهدي ، وقضيا عليها بالقوة.
وحكام السودان الحاليون الذي أطاحوا بحكومة الصادق المهدي عام 1989 هم أيضاً عملاء لأميركا . وكذلك الترابي الذي انشق عن الإخوان المسلمين أيام نميري ، وسار مع أميركا بسبب حبه للزعامـة والأضواء . أما سوار الذهب فإنه كان مجرد واجهة ، تماماً كما جاء محمد نجيب واجهة لضباط ثورة 1952 في مصر .
وقد جرّبت أميركا إنهاء حكم العسكر في السودان أيام سوار الذهب . وجرت بالفعل انتخابات لإفراز حكومة مدنية . غير أن تلك الانتخابات جاءت بالصادق المهدي كرئيس للوزراء . ولما حاول الصادق المهدي الخروج عن خط العسكر أقالوه ، وجاءوا بالبشير الذي سانده الترابي ولا يزال .
وبالنسبة للمعارضة السودانية في الخارج ، فقد احتوتها أميركا ، وأوعزت لاثيوبيا وأريتريا وأوغندا بتزويدها بالمال والسلاح لمهاجمة الأراضي السودانية . وحتى ينضم لهذه المعارضة جماعة الإنجليز في الخارج رتّبت واشنطن أمر هروب الصادق المهدي من السودان ، الذي انضم لقوات المعارضـة هـو وجماعته ، ظناً منهم أن أميركا تريد الإطاحة بنظام الخرطوم ، وبالتالي لا بد لهم من المشاركة حتى يكون لهم حصة في السلطة المنتظرة .
غير أن هدف أميركا الحقيقي ليس الإطاحة بنظام الخرطوم ، وإنما التمهيد لفصل جنوب السودان من خلال تحويل البلاد إلى دولة كونفدرالية . وإذا لم تواتِ الظروف لتحويل السودان كله إلى دولة كونفدرالية ، فعلى الأقل منح الجنوب الذي يتألف معظم سكانه من النصارى والوثنيين حكماً ذاتياً على غرار ما هو قائم في المنطقة الكردية بشمال العراق .
ولهذا فإنه بعد أن بدا وكأن نظام الخرطوم يواجه خطر السقوط تحت وطأة الهجمات العسكرية من مختلف الجبهات ، هدأت الأمور على الجبهة الشرقية " أثيوبيا وإريتريا " ، وتصاعدت في الجنوب . ولم يطل الوقت حتى بدأت المفاوضات بين الحكومة السودانية وجون غارانغ في نيروبي . ومع أن المفاوضات توقفت قبل أن تؤدي إلى النتيجة المرجوة إلا أنها ستُستأنف .
وفي هذه الأثناء زار غارانغ مصر لنَيْل تأييدها لفكرة الكونفدرالية . غير أن مصر التي تسعى هذه الأيام لاسترداد زعامتها للعرب لا تتبنى موقفاً علنياً لا يحظى بشعبية عند الجماهير العربية ، لذلك رفضت تأييد غارانغ علناً ، وأظهرت تمسكها بوحدة السودان . وهذا الموقف إعلامي فقط . فحكومة السودان ذاتها مشارِكة في المؤامرة الأميركية لفصل الجنوب من خلال الكونفدرالية .
فأميركا تنظر لجنوب السودان باعتباره جزءاً من منطقة البحيرات العظمى التي تضم أوغندا ، ورواندا ، وبوروندي ، وكينيا ، وتنزانيا ، إلى جانب محاذاتها للكونغو ( زائير سابقا ) . وهي بعد أن أخذت لجانبها معظم حكام هذه الدول ( باستثناء كينيا وتنزانيا ) ، تريد أن تضم إليها جنوب السودان كدولة مستقلة موالية لها مما يعضد موقفها في المنطقة ككل .
وجسّدت جولة مادلين أولبرايت الأخيرة الأهمية التي تُعلقها واشنطن على هذه المنطقة ضمن مساعيها لاستئصال النفوذ الأوروبي من القارة السوداء . فقد زارت أوغندا ورواندا وبوروندي ، إلى جانب جنوب إفريقيا وزيمبابوي وناميبيا وأنغولا والكونغو الديمقراطية . وكل هذه الدول يحكمها إما عملاء أميركا أو رجالها ( كما هو حال نلسون مانديلا ) . ولهذا فإن جنوب السودان يكتسب أهمية خاصة لكونه جزءاً من منظومة حساسة تحرص أميركا على ترسيخ نفوذها فيها حتى تجعلها نقطة انطلاق لتوسيع هذا النفوذ شمالاً وغرباً حين تصبح الظروف مواتية .
22 من شعبان 1418 هـ
22/12/1997 م
أبو محمد
17-05-2009, 04:25 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
وكان لتظاهر العملاقين بالعداء أثره في حصر القضايا الدولية بينهما ، على اعتبار أن الاتحاد السوفيتي يمثل المعسكر الشرقي ، بينما مثلت أميركا دور خصم الاتحاد السوفيتي كزعيمة للمعسكر الغربي ، مع أن بعض القضايا لم يكن للاتحاد السوفيتي فيها لا ناقة ولا جمل كقضية الشرق الأوسط . وبذلك أبعدت أميركا الدول الغربية الأخرى ذات العلاقة بهذه القضية وبغيرها عن معالجتها ، واستفادت كثيراً في جعل القضية عملياً بيدها وحدها ، وإن كان الاتحاد السوفيتي في الظاهر شريكاً لها في المعالجة .
وما حرب فيتنام ووقوف الاتحاد السوفيتي ظاهرياً فيها إلى جانب فيتنام الشمالية ، ودخول القوات السوفيتية إلى أفغانستان بهدف إرهاب دول الخليج ودفعهـا للاحتماء بأميركا ، إلا نموذجين على المناورات المشتركة التي قام بها العملاقان . إنتهى.
لفتت إنتباهي هذه الفقرة وخاصة التي بالخط المائل، وذلك لأنه بنشرات الحزب السابقة التي صدرت وقت حرب أفغانستان كان التحليل السياسي يبين أن الأمريكيين هم من يدعم الجهاديين لأرهاق الروس، وفي مجلة صوت الأمة في عددها الثامن في الصفحة 22-24 تحت عنوان برجينسكي مهندس (الجهاد الأفغاني) يذكر بوضوح المخطط الذي رسمته أمريكا لدفع الروس لدخول أفغانستان ليذيقوهم من نفس الكأس المرة التي ذاقتها أمريكا بحربها في فيتنام. صحيح أن المقال منشور نقلا عن مجلة ولكن وضعه في مجلة صوت الأمة دون التعليق عليه يوحي بل ويصرح بصحة ما جاء فيه خاصة وأن رأي الحزب سابقا في مسألة أفغانستان يطابق رأي برجنسكي!!
فكيف نقول هنا أن هاتين الحربين كانتا بتنسيق أمريكي سوفياتي؟!
قد يقول قائل أن النشرات التي صدرت بعد وفاة الشيخ المؤسس ليست متبناه، وهذا صحيح، فما هو القول بمجلة صوت الأمة التي ليست متبناة ولكنها تصدر بطريقة الحزب في الفهم؟
أرجو ممن لديه تفسير أن يضيفه هنا.
ودمتم
أبو محمد
21-05-2009, 10:23 PM
السلام عليكم
ألا يوجد تعليق على مشاركتي، ففيها سؤال لمن يعرف الأجابة.
تحياتي
أبو محمد
25-05-2009, 03:24 AM
السلام عليكم
أين الشباب؟
تحياتي
ابو العبد
25-05-2009, 08:54 AM
السلام عليكم
قرأت ما طرحته اخي الكريم ولكن انت تعرف ان السؤال جامد فاصبر حتى ناخذ نفسنا
muslem
25-05-2009, 12:36 PM
السلام عليكم
اخي ابومحمد و ابو العبد هل سمعتم عن جماعه في امريكا يسميهم الامريكان بجماعة
نظرية المؤامرة (بالإنجليزية: Conspiracy Theory) محاولة لشرح السبب النهائى لحدث أو سلسلة من الأحداث (السياسية والاجتماعية أو أحداث تاريخية)على أنها أسرار، وغالباً ما يحال الأمر إلى عصبة متأمرة بشكل منظم هي وراء الأحداث، كثير من منظمي نظريات المؤامره يدعون أن الأحداث الكبرى في التاريخ قد هيمن عليها المتآمرون وأداروا الاحداث السياسية من وراء الكواليس.
على اي حال في مقطع الفيديو التالي يتحدثون عن ان الحادثه التي كانت مبررا لدخول حرب فيتنام لم تحصل
http://www.youtube.com/watch?v=3PFSTtSFLfw
ارجو ان يساعدك هذا المقطع بجوابك يا ابا العبد
ابو العبد
19-07-2009, 07:10 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
وكان لتظاهر العملاقين بالعداء أثره في حصر القضايا الدولية بينهما ، على اعتبار أن الاتحاد السوفيتي يمثل المعسكر الشرقي ، بينما مثلت أميركا دور خصم الاتحاد السوفيتي كزعيمة للمعسكر الغربي ، مع أن بعض القضايا لم يكن للاتحاد السوفيتي فيها لا ناقة ولا جمل كقضية الشرق الأوسط . وبذلك أبعدت أميركا الدول الغربية الأخرى ذات العلاقة بهذه القضية وبغيرها عن معالجتها ، واستفادت كثيراً في جعل القضية عملياً بيدها وحدها ، وإن كان الاتحاد السوفيتي في الظاهر شريكاً لها في المعالجة .
وما حرب فيتنام ووقوف الاتحاد السوفيتي ظاهرياً فيها إلى جانب فيتنام الشمالية ، ودخول القوات السوفيتية إلى أفغانستان بهدف إرهاب دول الخليج ودفعهـا للاحتماء بأميركا ، إلا نموذجين على المناورات المشتركة التي قام بها العملاقان . إنتهى.
لفتت إنتباهي هذه الفقرة وخاصة التي بالخط المائل، وذلك لأنه بنشرات الحزب السابقة التي صدرت وقت حرب أفغانستان كان التحليل السياسي يبين أن الأمريكيين هم من يدعم الجهاديين لأرهاق الروس، وفي مجلة صوت الأمة في عددها الثامن في الصفحة 22-24 تحت عنوان برجينسكي مهندس (الجهاد الأفغاني) يذكر بوضوح المخطط الذي رسمته أمريكا لدفع الروس لدخول أفغانستان ليذيقوهم من نفس الكأس المرة التي ذاقتها أمريكا بحربها في فيتنام. صحيح أن المقال منشور نقلا عن مجلة ولكن وضعه في مجلة صوت الأمة دون التعليق عليه يوحي بل ويصرح بصحة ما جاء فيه خاصة وأن رأي الحزب سابقا في مسألة أفغانستان يطابق رأي برجنسكي!!
فكيف نقول هنا أن هاتين الحربين كانتا بتنسيق أمريكي سوفياتي؟!
قد يقول قائل أن النشرات التي صدرت بعد وفاة الشيخ المؤسس ليست متبناه، وهذا صحيح، فما هو القول بمجلة صوت الأمة التي ليست متبناة ولكنها تصدر بطريقة الحزب في الفهم؟
أرجو ممن لديه تفسير أن يضيفه هنا.
ودمتم
بسم الله الرحمن الرحيم
يبدوا ان كثرة المواضيع انست بعضها البعض وفي هذا الحديث اليك رأيي اخي الكريم ابو محمد
لا يوجد تناقض بين القولين وما صدر بنشرة خطوط سياسية عريضة للموقف الدولي وما صدر في نشرات بعد ذلك وايضا مجلة صوت الامة كلها متبنى
في نشرة خطوط سياسية يتحدث عن سياسة الوفاق بين العملاقين وطبعا حرب افغانستان كانت لها اهداف معلنة وهى ارتماء دول الخليج في احضان امريكا مقابل استفادة الاتحاد السوفييتي من المياه الدافئة
ولكن ما طرح في نشرات اخرى وكذلك مجلة صوت الامة تبين الاهداف الغير معلنة من قبل امريكا للاتحاد السوفييتي وهى توريط الاتحاد السوفييتي في تلك الحرب من اجل استنزافها
طبعا اخي الكريم لم تكن تعني سياسة الوفاق بين العملاقين ان لا تنصب امريكا الفخاخ للاتخاد السوفييتي........
ولك مني جزيل الشكر
ابو العبد
06-08-2009, 09:13 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انتظر من الاخ ابو محمد التعليق
أبو محمد
13-01-2010, 12:58 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم،
الحربان المذكورتان (فيتنام وأفغانستان) لم تكونا يوما مناورتين بين العملاقين بعد سياسة الوفاق!!! وقولك أنه لا يوجد تناقض غير دقيق إطلاقا، فنحن في نشراتنا الصادرة إبان حرب أفغانستان كنا نحلل الموضوع على أنه حرب أمريكية بيد المسلمين لإنهاك الروس وهذا ما حصل بالفعل، وجئنا في مجلة صوت الأمة ونشرنا مقابلة بريجنسكي (مهندس الحرب) لنبين للناس مدى الوعي الذي كان عند الحزب آنذاك. يعني الرأي السائد عندنا وما في المجلة يقول بأن الحرب بأفغانستان كانت خطة أمريكية لإنهاك الروس نفذت بيد المسلمين، وهنا لا بد من الإشارة إلى أن الحزب ما زال يقول أن امريكا قد خدمت الإسلام مرتين، الأولى بإيصال الخميني للحكم والثاني الإعلان عن الجهاد المقدس في أفغانستان. والخط العريض الذي جاء بخصوص الموقف الدولي يقول أن سياسة الوفاق هي التي سادت بين العملاقين ويضرب بذلك نموذجين (أفغانستان وفيتنام).
ثم أن تقول "لم تكن تعني سياسة الوفاق بين العملاقين ان لا تنصب امريكا الفخاخ للاتخاد السوفييتي" فلا بد من مراجعة هذا القول، فكيف تكون بيني وبينك سياسة وفاق وأنصب لك فخا قد يؤدي لمقتل آلاف الجنود وينهك الدولة ويقضي على وجودي وهذا ما حصل فعلا، وهذا القول مشابه لقول الشيخ عطا أن بريطانيا تصارع أمريكا "من تحت لتحت" و "بروح رياضية"
والسلام عليكم
أبو محمد
13-01-2010, 04:41 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
تحياتي أخواني جميعا
هذه مشاركة جاءت متأخرة ولكني لم أرى الرد منذ زمن.
تحياتي
ابو العبد
16-01-2010, 05:13 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم،
الحربان المذكورتان (فيتنام وأفغانستان) لم تكونا يوما مناورتين بين العملاقين بعد سياسة الوفاق!!! وقولك أنه لا يوجد تناقض غير دقيق إطلاقا، فنحن في نشراتنا الصادرة إبان حرب أفغانستان كنا نحلل الموضوع على أنه حرب أمريكية بيد المسلمين لإنهاك الروس وهذا ما حصل بالفعل، وجئنا في مجلة صوت الأمة ونشرنا مقابلة بريجنسكي (مهندس الحرب) لنبين للناس مدى الوعي الذي كان عند الحزب آنذاك. يعني الرأي السائد عندنا وما في المجلة يقول بأن الحرب بأفغانستان كانت خطة أمريكية لإنهاك الروس نفذت بيد المسلمين، وهنا لا بد من الإشارة إلى أن الحزب ما زال يقول أن امريكا قد خدمت الإسلام مرتين، الأولى بإيصال الخميني للحكم والثاني الإعلان عن الجهاد المقدس في أفغانستان. والخط العريض الذي جاء بخصوص الموقف الدولي يقول أن سياسة الوفاق هي التي سادت بين العملاقين ويضرب بذلك نموذجين (أفغانستان وفيتنام).
ثم أن تقول "لم تكن تعني سياسة الوفاق بين العملاقين ان لا تنصب امريكا الفخاخ للاتخاد السوفييتي" فلا بد من مراجعة هذا القول، فكيف تكون بيني وبينك سياسة وفاق وأنصب لك فخا قد يؤدي لمقتل آلاف الجنود وينهك الدولة ويقضي على وجودي وهذا ما حصل فعلا، وهذا القول مشابه لقول الشيخ عطا أن بريطانيا تصارع أمريكا "من تحت لتحت" و "بروح رياضية"
والسلام عليكم
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخ الفاضل ابو محمد حتى تتضح الصورة نعود الى الوراء قليلا وتحديدا سياسة الوفاق التي حصلت بين روسيا اى الاتحاد السوفييتي وامريكا
من خلال الصراع بين الاتحاد السوفييتي وامريكا في خمسينات القرن الفائت كانت امريكا تنادي بتحرير اوروبا الشرقية من الشيوعية واخذت تنادي بالتحرير واخذت تسند هذه الدول والشعوب سرا وعلنا ولكن روسيا لم تقف موقف المتفرج وعرفت ان فكرة التحرير هذه هى حرب ضد الاتحاد السوفييتي ولذلك اعتبرت امريكا العدو الاول ولذلك لما قامت ثورة بولونيا قامت روسيا بسحقها ولم تجعل لها اى منفذ للنجاح وايضا لما ثارت بلغاريا سحقتها دون اية رحمة وشددت قبضتها الحديدية على اوروبا الشرقية واستعدت لحرب امريكا اذا قامت باسناد اوروبا الشرقية سرا وعلنا مما ادى الى اخفاق امريكا في حينه اخفاقا ذريعا حتى اضطرت امريكا بعد اخفاقها وادراكها موقف روسيا السياسي اضطرت الى عقد اتفاقيات مع روسيا والتعايش السلمي بعد ان كان يقوم المعسكر الشرقي بقيادة روسيا على عدم امكانية التعايش السلمي بين الراسمالية والاشتراكية وصارت تُجري روسيا وأمريكا اتصالات سريعة للاتفاق على منع الحرب بينهما، ثم أخذت تتسع جوانب هذه الاتصالات حتى شملت جميع المسائل الدولية التي يمكن أن يكون هناك خلاف عليها بينهما، نتج عن هذه الاتصالات عقد الاجتماع الخطير بين خروتشوف وكندي في حزيران سنة 1961 في فينا، وجرى فيه الاتفاق الشامل على جميع المسائل الدولية، وبذلك تخلّت روسيا عن فكرة هامة من ناحية دولية هي فكرة العداء الدائم بين الشيوعية والرأسمالية، واعتنقت فكرة التعايش السلمي بمعناها الرأسمالي. وأمّا أمريكا فإنها أدركت أن انجلترا تعمل ضدها وتحاول مزاحمتها على المغانم، ورأت أن انجلترا بالذات هي التي تضرم نار هذه الحرب الباردة، وأن قصدها من ذلك إبقاء أمريكا في حالة تستنزف معها ثرواتها وإمكانياتها فتضعف تدريجياً، وأدركت أمريكا ذلك وصارت هي أيضاً تضيق شقة الخلاف بينها وبين روسيا، وأخذت تحاول الدخول معها بمفاوضات، وذلك منذ أيام ايزنهاور وقبل مجيء كندي. وما أن جاء كندي حتى بادر لإتمام خطوة التقارب بين أمريكا وروسيا حتى كان الاجتماع الآنف الذكر بينه وبين خروتشوف. وبذلك تخلت أمريكا عن فكرة القضاء على الشيوعية وإزالتها من خريطة العالم، وبهذا الاجتماع تكون الدولتان العملاقتان قد اتفقتا على اقتسام النفوذ في العالم. ومن أجل تحقيق هذا الهدف فقد اتفقتا على أمور عدة تؤمّن لهما السير في الطريق المرجو. فبالنسبة للصين فقد اتفقتا على الطلب من الصين أن تقبل مبدأ التعايش السلمي الذي قبلته روسيا وأن يحدَّد مجال نشاطها في المحيط الهادي وأن تمتنع عن النشاط في المحيد الهندي وبالتالي عن افريقيا وغرب آسيا، وأن توقع على معاهدة لمنع انتشار الأسلحة النووية، ومقابل ذلك تدخل النادي النووي المشكل من أمريكا وروسيا وانجلترا وفرنسا وتكون الدولة الثالثة فيه، وإذا لم تستسلم تشعل حرباً محدودة بينها وبين أمريكا تؤدي إلى تغيير حكومتها وحزبها الشيوعي الحاضر بحزب موالٍ لروسيا، وبحكومة تقبل فكرة التعايش السلمي. والظاهر أنه قد قُدمت لها هذه الطلبات ورفضتها، فلذلك مارست روسيا جانباً من هذا الضغط عن طريق عملاء لها داخل الصين وتولّت أمريكا أخذ الجانب الأهم وهو التحضير لحرب محدودة مع الصين، وقد أوجدت حرباً مصطنعة بين فيتنام الشمالية وفيتنام الجنوبية، الى ان ارغمت الصين على القبول في فكرة التعايش السلمي ولذلك حرب فيتنام كانت مناورة بين العملاقين في حينه من اجل جر الصين في القبول بفكرة التعايش السلمي وكذلك حرب افغانستان كانت مناورة بين العملاقين من اجل جعل دول الخليج الارتماء في احضان امريكا وان تنعم روسيا بالمياه الدافئة هذا كله كان ضمن سياسة الوفاق التي كانت بين الطرفين واقتسام النفوذ بالعالم ولكن هذا الامر لم يغير استراتيجية امريكا في العمل على التفرد في الموقف الدولي ولذلك بقيت تعمل على استنزاف قوة الاتحاد السوفييتي من خلال سباق التسلح فالاستراتيجية الامريكية تقوم على امركة العالم وهذا ما قاله روزفلت في اربعينيات القرن الفائت حيث قال ( ان قدرنا هو امركة العالم ) وبالفعل هذا ما حصل حتى تم انهيار الاتحاد السوفييتي واعلن بوش الاب عن التفرد الامريكي في الموقف الدولي حيث قال في اوائل التسعينات ( ان القرن القادم ينبغي له ان يكون امريكيا )
وعلى ما تقدم اخي الكريم لا يوجد اى تعارض بين ما جاء في الخط العريض للموقف الدولي بخصوص افغانستان وفيتنام وبين ما قاله الحزب بخصوص استنزاف الاتحاد السوفييتي ولا ادري ما الغرابة في ذلك فلو نظرنا الى العلاقة بين امريكا وانجلترا حيث كانت انجلترا حليفة امريكا في ما يسمى المعسكر الغربي مع ان الصراع السياسي كان على اشده بين الطرفين وكذلك لو نظرنا الى العلاقة بين امريكا واسرائيل حيث ان المعلن ان امريكا تقف مع اسرائيل قلبا وقالبا ولكن كل الضغوطات التي تمارس على اسرائيل ورائها امريكا
اما بالنسبة لقولك ان ما نتحدث به مشابه لما يطرحه الغير بقولهم ان هناك صراع بين امريكا وبريطانيا على حد قولك من تحت لتحت فهذا كلام غير دقيق لاننا في طرحنا لم نخرج عن اصل الفهم السياسي حيث ان سياسة الوفاق بين العملاقين وكذلك الصراع بينهما لم يخرج عن فهمنا لحالة الموقف الدولي في حينه وما نقوله هو تفرعات عن فهمنا للموقف الدولي اما بالنسبة لمن يقول بوجود صراع بين امريكا وبريطانية حتى الان مع ان كل ذي بصر وبصيرة يرى تبعية بريطانية لامريكا ولا يوجد لها اى تاثير في الموقف الدولي ولا في رسم السياسات ويبني تحليلاته على اوهام وتخيلات لا محل لها في السياسة وعليه فالتشبيه ليس في محله
ابو العبد
21-01-2010, 10:26 PM
الاخ الفاضل ابو محمد اسال الله ان اكون وفقت في الاجابة على السؤال
أبو محمد
24-01-2010, 06:52 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
بارك الله بك أخي الكريم على الجهد المبذول والإهتمام الزائد بالتعليق على سؤالي.
شكرا جزيلا.
vBulletin® v4.0.2, Copyright ©2000-2024, Jelsoft Enterprises Ltd.