مشاهدة النسخة كاملة : النصر حقيقته ماذا ؟ ما له هل له اسباب ام شروط ؟ ..
السلام عليكم
اريد في هذا الموضع ان نناقش كل حيثيات هدا المفهوم لما طله من عوامل تغشليت و غير ذلك ؟
وابدأ بالسؤال :
ما معنى النصر شرعا ولغة ؟
هل للنصر اسباب ام شروط وحالات ؟
والنقاش مفتوح .
فرج الطحان
02-07-2012, 03:45 PM
السلام عليكم
اريد في هذا الموضع ان نناقش كل حيثيات هدا المفهوم لما طله من عوامل تغشليت و غير ذلك ؟
وابدأ بالسؤال :
ما معنى النصر شرعا ولغة ؟
هل للنصر اسباب ام شروط وحالات ؟
والنقاش مفتوح .
النصر لغة العون، وهو تحقيق التمكين والغلبة على العدو.
وسبب النصر هو الإعداد، فإن الله عز وجل قال: {إن تنصروا الله ينصركم} فجعل نصرنا له؛ أي القيام بما أمر لتحقيق الغلبة، من إعداد العدة، والتوجه خالص لله، والمعنوية العالية.. الخ جعل ذلك سبباً للنصر. فإنه رتب على نصرنا له أنه لا بد ناصرنا ، وهذا معنى السببية.
وإن كانت الآية جاءت بصيغة الشرط، وجواب الشرط، ولكنها من حيث إفادة المعنى تفيد السببية، وبالتالي فإن الإعداد هو سبب النصر.
وللسبب شروط لا بد من توفرها، نصت عليه نصوص الشرع.
والسلام عليكم
النصر لغة العون، وهو تحقيق التمكين والغلبة على العدو.
وسبب النصر هو الإعداد، فإن الله عز وجل قال: {إن تنصروا الله ينصركم} فجعل نصرنا له؛ أي القيام بما أمر لتحقيق الغلبة، من إعداد العدة، والتوجه خالص لله، والمعنوية العالية.. الخ جعل ذلك سبباً للنصر. فإنه رتب على نصرنا له أنه لا بد ناصرنا ، وهذا معنى السببية.
وإن كانت الآية جاءت بصيغة الشرط، وجواب الشرط، ولكنها من حيث إفادة المعنى تفيد السببية، وبالتالي فإن الإعداد هو سبب النصر.
بالنسبة للمعنى اللغوي ورد ا يلي :
" نَصْر :
اسم علم مذكر ويؤنث ،
معناه : الفوز ، الانتصار ، المناصرة ، الإعانة . ونصر مصدر الفعل ، ويأتي اسم فاعل ؛ يقال : " هو رجل نصرٌ ، وقوم نصر " أي ناصر وناصرون ، مثل ركب وراكبون . والنصر : المطر . ونصر بن سامان ( ت 279 هـ ) مؤسس الدولة السامانية . وقد يجعلونه ذا طابع ديني بالتركيب فيقولون : نصرالله ، نصر الدين .
المعجم: معاني الاسماء "
" نصر :
ن ص ر : نَصَرَهُ على عدوه ينصره نَصْراً والاسم النُّصْرَةُ و النَّصِيرُ النَّصِرُ وجمعه أَنْصَارٌ كشريف وأَشراف وجمع النَّصِر نَصْرٌ كصاحب وصَحْب و اسْتَنْصَرَهُ على عدوه سأله أن ينصره عليهم و تَنَاصَرَ القوم نصر بعضهم بعضا و انْتَصَرَ منه انتقم و نَصْرَانُ بوزن نجران قرية بالشام تنسب إليها النَّصَارَى ويقال اسمها ناصِرَةُ و النَّصَارَى جمع نَصْرَانٍ و نَصْرَانَةٍ كالندامى جمع ندمان وندمانة ولم يستعمل نصران إلا بياء السبة و نَصَّرَهُ تَنْصِيراً جعله نَصْرَانِياً وفي الحديث { فأبواه يهودانه وينصرانه }
المعجم: مختار الصحاح "
اذا يظهر من الاقتباسات السابقة ان كلمة النصر بالمعنى اللغوي هي المغالة اي الغلبة ، ولكن هل ورد لها معنى شرعي ؟
بالنسبة للنصر افهم من كلامك ان النصر له اسباب وليس شروط و حالات ؟ وقبل الدخول في النقاش لابد من ان يعرف معنى السبب
فالسبب (بالمعنى اللغوي و الشرعي و الاصطلاحي ) :مايلزم من وجوده وجود ومن عدمه عدم ، وان كان هذا التعريف هو تعريف للسبب من حيث الاثر .
اما التعريف الشرعي فهو الوصف الظاهر المنضبط الذي دل الدليل السمعي على كونه معرفا لوجود الحكم لا لتشريع الحكم .
فكيف تطبق السببية على الاية وغيرها من الايات ؟ مع انني معك ومع الفقهاء الذين قالوا ان الشروط اللغوية اسباب في الغالب ، لكن اريد ان افهم كيف تمثل الاية معنى السبب ؟
واذا ثبت ان النصر له اسباب ، فما هي وما عددها ؟
وهل تحقق الاسباب يعني ان النصر محقق حتما من باب ان السبب ينتج المسبب ؟
وادا كان الامر كذلك هل هذا يعني ان النصر يتساوي فيه المسلم مع الكافر ؟
وايضا كيف نوفق بين القول ان النصر بيد الله " وما النصر الا من عند الله " وبين قولنا بالسببية في موضوع النصر ؟
وهل افهم من كلامك ان النصر ليس قضاء ؟
وكيف توفق بين قولك ان النصر له اسباب فقط ، مع ان الحزب قال ان له حالات ايضا وهذا ما ورد لدى الحزب في الدوسية الفكرية :
- النصر من الله وهو كالرزق له حالات إلاّ أن الحالة الواحدة لا يتأتى منها النصر، إلاّ إذا وُجدت، فإذا لم توجد لا يأتي منها وقد يأتي من غيرها، فالنصر من الحالة لا يأتي منها إلاّ إذا وُجدت ولكن الحالة نفسها لا تؤدي إلى النصر حتماً فالنصر منها لا يأتي إلاّ بوجودها ولكن وجودها لا يحتم وجود النصر.
جمادى الثانية سنة 1390
8/1970
وماذا تقصد من قولك :
وللسبب شروط لا بد من توفرها، نصت عليه نصوص الشرع.
؟
وتقبل تحياتي الحوار مفتوح .
فرج الطحان
02-07-2012, 06:15 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
النصر من عند الله وسببه الإعداد
أولا: قال الله تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} وقال {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}، والله سبحانه لا يخلف الميعاد، قال تعالى {إن الله لا يخلف الميعاد} وقال {ولن يخلف الله وعده} وقال {وعد الله لا يخلف الله وعده ولكن أكثر الناس لا يعلمون}، فهذا يدل على أن قيام المسلمين بنصرته تعالى يؤدي حتما إلى تحقق النصر، وأن النصر لا يتحقق إلا إذا قام المسلمون بنصرته تعالى، وهو ما ينطبق على واقع السبب؛ إذ السبب هو ما يلزم من وجوده وجود وما يلزم من عدمه العدم، فالآية الأولى والثانية وإن جاءتا بصيغة الشرط إلا أن حتمية تحقق النصر من جهة حتمية تحقق وعد الله تعالى قرينة دالة على السببية.
ثانيا: المسبب لا يكون له أسباب وشروط في الوقت نفسه، لتناقض ذلك مع مفهوم السبب، فإذا كان للنصر سبب فلا يكون له شروط، لأن وجود سبب النصر يؤدي إلى حصول النصر حتما، فلا يحتاج النصر مع وجود سببه إلى مكمل آخر حتى يوجد.
ثالثا: أما كيفية قيام المسلمين بنصرة الله تعالى فتكون بحسب الموضوع الذي طلب منهم فيه النصرة، فالكيفية التي يتحقق بها قيام المسلمين بنصرة الله تعالى لأجل استئناف الحياة الإسلامية تختلف عن الكيفية التي يتحقق بها قيامهم بنصرته تعالى في حمل الدعوة الإسلامية للعالم، وهذا يعني أن تحقق النصرة في كل مسألة من هذه المسائل لها شروط، فيجب على المؤمنين حتى يتحقق فيهم أنهم قد نصروا الله تعالى أن يأخذوا بجميع هذه الشروط، فالإعداد شرط للجهاد، والجهاد لا يكون جهادا إذا لم يتحقق فيه بذل الوسع في ساحة المعركة، وإذا لم يكن في سبيل الله، وقد أمرنا الله سبحانه كذلك بالدعاء وبالصبر وبالتوكل عليه، قال تعالى {بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين} فسبب النصر هو قيام المؤمنين بنصرة الله تعالى، ووجود السبب يتوقف على تحقق جميع الشروط التي تكمل وجوده، فإذا تحققت النصرة بتوفر جميع شروطها تحقق النصر حتما لأن وعد الله حق، فلا يخلف الله وعده، وإذا لم تتحقق النصرة لعدم توفر بعض شروطها، فلا يتحقق النصر.
رابعا: وعلى ذلك فإن سبب النصر هو قيام المسلمين بنصرة الله تعالى، وأما الإعداد قدر الاستطاعة، وكذلك الصبر والتوكل على الله فهي في واقعها شروط يجب توفرها ليتحقق قيام المسلمين بنصرة الله تعالى؛ أي هي أمور مكملة لوجود السبب لا لوجود المسبب، فليست هي شروط للمسبب الذي هو النصر.
خامسا: الفرق بين اعتبار جميع الشروط المذكورة أعلاه شروطا للسبب وبين اعتبارها شروطا للمسبب شاسع، وذلك لأن القول بوجود سبب للنصر معناه أنه إذا وجد السبب بتحقق جميع شروطه فقد وجد النصر حتما، أما نفي السببية عن النصر والقول بوجود شروط لتحقيقه فمعناه أن النصر قد يتحقق وقد لا يتحقق حتى لو توفرت جميع شروطه.
سادسا: العمل على إيجاد سبب النصر بتحقيق جميع شروطه هو من قبيل الأحكام الشرعية وليس من هو من قبيل العقائد التي طلب الإيمان بها، أما المسبب فالمطلوب فيه الإيمان لا العمل؛ أي التصديق الجازم بان النصر من الله تعالى، أي أن الله جلت قدرته هو الذي تكفل به. فالمطلوب من المسلمين هو الأخذ بسبب النصر أي ربط الأسباب بمسبباتها، والسبب هنا هو قيامنا بنصرة الله تعالى، وأما المسبب فهو نزول النصر من الله تعالى وليس هو فقط تحقيق النصر. فالمسبب وإن كان نتيجة مادية محسوسة إلا أن فيه ناحية غيبية وهي كونه من الله تعالى.
سابعا: على الرغم من أن المسبب الذي هو النصر فيه ناحية غيبية، إلا أن أثر هذه الناحية الغيبية مدرك في الحروب والمعارك التي خاضها المسلمون مع الكفار كما في غزوة بدر والخندق وحنين. وفوق ذلك فإن الله سبحانه وتعالى قد كشف لنا عن الكيفية التي تمثلت فيها الناحية الغيبية في تحقيق النصر، ففي غزوة بدر نزلت الملائكة فقاتلت مع المسلمين، قال تعالى {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ* إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَن يَكْفِيكُمْ أَن يُمِدَّكُمْ رَبُّكُم بِثَلاَثَةِ آلاَفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُنزَلِينَ* بَلَى إِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَـذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلافٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُسَوِّمِينَ* وَمَا جَعَلَهُ اللّهُ إِلاَّ بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيم} وفي آيات أخرى كشف لنا سبحانه وتعالى عن أدق التفاصيل المتعلقة بكيفية تحقيق النصر، كربطه على قلوب المؤمنين وتثبيته أقدامهم وهو ما يطلق عليه في العلوم العسكرية بالتوجيه المعنوي، وكإلقائه الرعب في قلوب الذي كفروا وهو ما يسمى بالحرب النفسية، قال تعالى { إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن السَّمَاء مَاء لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ* إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلآئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرَّعْبَ فَاضْرِبُواْ فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُواْ مِنْهُمْ كُلَّ بَنَان} وفي هذا بيان للأسلوب الفعال في القتال. وفي غزوة الأحزاب أرسل الله سبحانه الريح على الكفار وأمد المسلمين بالملائكة قال تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَّمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيراً* إِذْ جَاؤُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتْ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا* هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيدا} كما قذف الله تعالى الرعب في قلوب أهل الكتاب قال تعالى { وَأَنزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُم مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً* وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضاً لَّمْ تَطَؤُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً} وهنا يجب لفت النظر إلى مسألة هامة، وهي ان الكيفية التي تم الكشف عنها في تحقيق النصر تتعلق بجميع تفاصيلها بالإعداد الحربي وهو وإن لم يكن باستطاعة المسلمين من تهيئته في وقت معين إلا أنه مما يستطيع البشر بوصفهم بشرا أن يأتوا بمثله مما يدل بدلالة الإشارة إلى أن الإعداد وإن كان شرطا لوجوب الجهاد، إلا أنه بالنسبة للنصر فهو سببه، ومع ذلك فنحن مأمورون بالإعداد قدر الاستطاعة، والله سبحانه تكفل باستكمال هذا الإعداد بالقدر الذي يحقق النصر. ومن هذا فإن من شأن الكشف عن هذه التفاصيل أن يبقي على ربط الأسباب بمسبباتها ماثلا في الأذهان والأعمال.
فرج الطحان
02-07-2012, 06:33 PM
بارك الله فيك..
1_ أما كيف تمثل الآية معنى السبب فذلك ظاهر من ترتيب الوعد بالنصر على نصرة الله، فهو ترتيب سببي وإن جاء بصيغة الشرط، وهذه قد أشرت إليها سابقاً.
2_ لا يوجد أسباب للنصر، يوجد سبب واحد فقط وهو الإعداد. وفي تحقق المسبب بناء على السبب، لا يكون للمسبب أكثر من سبب، وهذه مسألة عقلية.
3_ معنى السبب أنه ينتج المسبب حتماً، فإن تحقق السبب يجب أن ينتج المسبب حتماً. وهذا معنى السبب.
4_ كون الآية وضعت علامة معرفة على وجود الحكم، والحكم هو تحقق النصر، بالتمكين والغلبة، فإن هذه العلامة خاصة بالمسلمين؛ لأن معنى نصرة الله الإيمان به والتوكل عليه والإعداد بتحقق شروطه.
5_ كون الله عز وجل أخبر أن النصر بيده فهذه عقيدة، وكونه وضع علامة معرفة على وجوده فهذا من أحكام الوضع وهو السبب، وهو حكم تكليفي ونوعه وضعي. فكون النصر بيد الله عقيدة يجب الإيمان بها، وكون الإعداد سبب النصر حكم تكليفي يجب القيام به. فالموضوع فيه ناحية عقيدية وناحية تكليفية.
6_ حصول النصر هو من قبيل القضاء، أما السعي لتحقيق النصر فهو حكم شرعي.
7_ كون أن الشيء له سبب واحد لا يعني أنه ليس له حالات، فالرزق سببه إرادة الله، وكون الحصول على الرزق عن طريق الإرث أو الوراثة أو العمل .. الخ هو حالة من حالات حصول الرزق، لا يجعل للرزق أسباباً.
أما التعبير عن أسباب النصر، فهو من قبيل الأسباب العادية وليس السبب العقلي أو الشرعي. ومنه الأخذ بالأسباب.
والله أعلم
السلام عليكم
جزاك لله كل خير اخي فرج ، اضيف ما ورد في ثقافة الحزب وهو مايلي :
صحيح أن الله هو الفعال لما يريد، الخالق لكل شيء، ولكن الله جعل لهذا الكون نواميس يسير عليها، وجعل للأشياء قوانين تتشكل بحسبها، وتتحول أو تبقى وفق هذه القوانين. وهو إن كان قادراً على خرق هذه النواميس وتلك القوانين، ولكنه لا يخرقها إلاّ لنبي، ولا ينقضها إلاّ لرسول، فالإيمان بأن الله قادر على نصر المؤمنين على الكافرين، لا يعني أنه سينصر المؤمنين وهم لا يأخذون بأسباب النصر، لأن النصر بدون الأخذ بأسبابه مستحيل، وقدرة الله لا تتعلق بالمستحيل. فكون الله قادر على الشيء لا يعني أن الفرد أو الجماعة أو الأمّة قادرة عليه، فقدرة الله هي صفة خاصة به، وقدرة العبد خاصة به، ولا علاقة لها بقدرة الله. فالخلط بين قدرة الله والإيمان بها، وقدرة العبد وقيامه بما أمره الله هو الذي يحمل على القعود، وهو الذي يخدر الأمم والشعوب. إن الله تعالى يقول: (ولينصُرَن الله من ينصره) أي يقسم بأنه ناصر من ينصره، وهذا نص قطعي الثبوت قطعي الدلالة. فالإيمان به فرض، وإنكاره كفر، ما في ذلك شك. ولكن خلط هذا الإيمان بالعمل، يُقعِد من ينصر الله عن العمل لأنه سينصره حتماً. فمن ينصر الله قد أمره الله بالعمل مع أنه أعلمه بأنه سينصره، ولكنه في نفس الوقت أمره بالعمل. فاعتماده على وعد الله وعدم قيامه بالعمل، هو عصيان لله وليس نصراً له. فقعوده عن العمل ينفي عنه أنه ينصر الله. ولذلك فإن عدم النصر لمن يدعي أنه ينصر الله ولا يعمل، لا يعني أن الله قد أخلف وعده. بل يعني أن الرجل بعدم قيامه بما أمر الله من اتخاذ أسباب النصر، قد عصى الله، فخرج عن كونه ينصر الله، لأن نصر الله هو القيام بأوامره واجتناب نواهيه، ولذلك فإن الله لن ينصره، ما دام لم ينصر الله بالقيام بما أمره به من الأعمال.
فالخلط بين الإيمان بما أُمر بالإيمان به، وبين القيام بما أمره الله به من الأعمال، يؤدي إلى الحرمان مما وعده الله به من جراء القعود وعدم العمل.
وإقامة دولة، أي دولة، في جماعة، أي جماعة، لها قوانين ونواميس، وهي أن تتقبل تلك الجماعة أو الفئة الأقوى فيها للمفاهيم والمقاييس والقناعات التي تقوم عليها تلك الدولة، وما لم تتقبل تلك المفاهيم والمقاييس لا يمكن أن تقوم فيها الدولة، ولو تسلط عليها متسلطون، وتولى السلطة فيها أقوياء. فالأصل في إقامة الدولة هو تقبل الجماعة أو الفئة الأقوى لتلك المفاهيم والمقاييس والقناعات. فالخطوة الأولى هي المفاهيم والمقاييس والقناعات. هذه هي نواميس الجماعات، وهذه هي قوانين الحكم والسلطان. فهذه القوانين مشاهَدة منظورة، فمحاولة تجاهلها وأخذ السلطة بالقوة والقهر، لا يمكن أن يوجِد الدولة، وإن كان يمكن أن يوجِد المتسلطين إلى حين.
فهذه الفقرة تنص صراحة على ان النصر له اسباب وليس شروط ، و يمكن ان نجمل هذه الاسباب في سبب واحد وهو نصرتنا لله .
لكن هنالك امور لم توضح بشكل جيد :
انت قلت في الاجابة عن هذا السؤال :
وايضا كيف نوفق بين القول ان النصر بيد الله " وما النصر الا من عند الله " وبين قولنا بالسببية في موضوع النصر ؟
كون الله عز وجل أخبر أن النصر بيده فهذه عقيدة، وكونه وضع علامة معرفة على وجوده فهذا من أحكام الوضع وهو السبب، وهو حكم تكليفي ونوعه وضعي. فكون النصر بيد الله عقيدة يجب الإيمان بها، وكون الإعداد سبب النصر حكم تكليفي يجب القيام به. فالموضوع فيه ناحية عقيدية وناحية تكليفية.
الا ترى ان الامر و التفسير هذا لا يستقيم ، لانه لا معنى لكون النصر بيد الله اذا كان اتخاذ السبب ينتج المسبب ، ثم اليس الادق ان التوفيق للنصر هو بيد الله و اليس هذا التوجيه هو التوجيه الصحيح لقوله تعالى " وما النصر الا من عند الله " ؟؟؟
وقلت في الاجابة على هذا السؤال : وهل افهم من كلامك ان النصر ليس قضاء ؟
حصول النصر هو من قبيل القضاء، أما السعي لتحقيق النصر فهو حكم شرعي.
لكن الا ترى ان هذا لا يتفق مع كون النصر هو اتي حتما اذا اخنا بالاسباب ، و الا يتعارض كلامك مع الفكرة اعلاه الت للحزب و الصادرة ايام الشيخ تقي رحمه الله .
لم افهم من كلامك هل فعلا للنصر حالات ؟ واذا كان له ماهي ؟ وما المانع ان يكون هنالك حالات للنصر اضافة الى سبب ؟
قلت انت ان النصر بيد الله وان سببه الاعداد و ... ، وقلت ايضا ان هنالك مكملات للسبب ، هل هذا يعني ان السبب نصرة الله له شروط ، وكيف استنتج ذلك ولو مثال واحد ؟
قلت ايضا
أما التعبير عن أسباب النصر، فهو من قبيل الأسباب العادية وليس السبب العقلي أو الشرعي. ومنه الأخذ بالأسباب.
لماذا لا يتنطبق الوصف الشرعي التعريف الشرعي او العقلي على النصر اليس السبب العقلي هو نفسه العادي وهو الشرعي من حيث الوجود و العدم ؟
هنالك من يقول ان النصر له ثلاثة اشكال :
1- نصرة النبي
2- نصرة دعوة النبي
3- نصرة النبي و دعوته
فهل هذا التقسيم للنصر هو تقسيم صحيح ؟
وشكرا .
فرج الطحان
09-07-2012, 11:02 PM
بارك الله فيك أخي عمر
وأسئلتك بحاجة إلى تفكير..
مع خالص شكري على مرورك الطيب
بارك الله فيك أخي عمر
وأسئلتك بحاجة إلى تفكير..
مع خالص شكري على مرورك الطيب
وفيك بارك اخي فرج ، فعلا موضوع النصر هو موضوع مهم ، وهو من المفاهيم التي اصيبة بالاتربة ، ولذلك كان هذا السبب في فتح الموضوع اي لبلورة معنى النصر ..... .
و تقبلوا تحياتي .
للرفع فتح الله علينا في هذا الشهر الكريم .
نائل سيد أحمد
13-12-2012, 07:15 PM
للتذكير ...
vBulletin® v4.0.2, Copyright ©2000-2024, Jelsoft Enterprises Ltd.