مشاهدة النسخة كاملة : اسئلة في كتاب التكتل عن الفرق بين المدرسة و الحزب و القضايا المنطقية وبراهينها
السلام عليكم
جاء في كتاب التكتل :
والحيوية تدب في الأمة عادة حين تحصل هزات عنيفة في المجتمع ، ينتج عنها إحساس مشترك . وهذا الإحساس الجماعي يؤدى إلى عملية فكرية تنتج قضايا من جراء البحث في الأسباب والمسببات لهذه الهزة ، والوسائل القريبة والبعيدة التي تنقذ منها . وتكون هذه القضايا مصحوبة ببراهينها ، فينتج عنها وعن منطقها الطبيعي الفكر الصحيح . ويظل هذا الفكر متصلا بالمنطق ، أي متصلا بالقضايا مع براهينها . وبدوام هذا الاتصال يتسع الفكر ، إلى أن يشمل ماضي الأمة وحاضرها ومستقبلها ، وتاريخ الشعوب والأمم ووقائعه وحوادثه ، وأفكار الشعوب والأمم ووسائل نهضاتهم ، والمقارنات والمفاضلات . وفي هذه الحال يهتدي العقل إلى المبدأ بفكرته وطريقته ، فيدركه ويؤمن به ، بعد أن تبرهن القضايا المنطقية على صحته وصلاحيته وإنتاجه . ويكون الاهتداء إلى هذا المبدأ جماعيا في الجماعة ، لأن إحساسها الكلي أدى إليه .
إلا أن هذا الإحساس وان كان واحدا مشتركا في الجماعة بين أفرادها ، فإنه يكون بنسب مختلفة بين الناس ، على مقدار ما هيأهم الله له ، بما حباهم من استعدادات ممتازة ، ولذلك يظل اهتداؤها للفكرة كامنا فيها إلى أن يتجمع تأثيره ، فيتركز فيمن نالوا قدرا أعلى من الإحساس ، فيوقظهم ويلهمهم ، ويبعث فيهم الحركة ، فتظهر أعراض الحياة فيهم أولا .
ما المقصود بقوله ويظل هذا الفكر متصلا بالمنطق ؟
وما المقصود بالقضايا المنطقية هنا وبراهينها ؟
وهل هذا يعني اننا نأخذ بالمنطق مع ان الحزب شرح المنطق وبين فساده ؟
واجمال ما شرح الفقرة .
جاء في كتاب التكتل في الفرق بينا المدرسة و الحزب مايلي :
هـ ـ تقوم المدرسة على تهيئة الفرد ليؤثر في الجماعة التي يعيش فيها ، وهو لا يستطيع أن يؤثر إلا جزئيا ، لأنه يحتل جزءا شعوريا ضعيف الأثر في إيقاظ الفكر .
و ـ يقوم الحزب على تهيئة الجماعة لتؤثر في الفرد وهي تستطيع أن تؤثر كليا ، لأن شعورها قوي ، موقظ ، قادر على إيقاظ الفكر . ولذلك يكون أثرها على الأفراد قويا ، وتبعث فيهم النهضة بأقل جهد وأقصر زمن ، إذ أن الذي يوقظ الفكر هو الشعور وبتفاعلهما تحصل الحركة للنهضة .
و الحقيقة انني لم استطع فهم هذا الكلام :
فما معنى جزء شعوري ضيعف ؟ و جزء شعوري قوي ؟
ولماذا الفرد الجزء الشعوري له ضعيف بخلاف الجماعة ؟
ما علاقة الشعور في ايقاظ الفكر وهل المقصود بالفكر هنا التفكير ؟
ما علاقة ايقاظ الفكر عن طريق الشعور بسرعة النهوض بالمجتمع ؟
للرفع ........................
أبو أيمن
02-12-2012, 08:27 PM
أخي الكريم عمر 1
كنت قد سألت منذ سنوات هذا السؤال وعن هذه الفقرة بالذات إجمالا لأحد الشباب فأجابني بما يلي :
ان هذه الهزات ينتج عنها إحساس مشترك. وهذا الاحساس الجماعي بهذه الصدمات يؤدي الى حوار ومناقشات بين الناس، من حيث اسباب هذه الهزات، وما الذي سببها وكيفية تلافي مثيلاتها، الى غير ذلك من المناقشات، سواء بين المثقفين والسياسيين او بين عامة الناس. فالاحساس مشترك، ولو انه يتفاوت قوة وضعفا. ومن هذه المناقشات الحادة، وبتوالي المصائب، وتتابع البلوى، يستمر البحث بين الناس، مما يؤدي الى عملية فكرية. ينتج عنها قضايا من جراء البحث في أسباب ومسببات هذه المصائب. فمن الناس من يتناولها بمنتهى السطحية والبساطة، فيقول: أننا نستحق ذلك لأننا لم نلتزم بما أمرنا الله. ومنا من يقول: تلك مشيئة الله. وذاك يصرخ: عودوا الى ربكم. وآخرون يحاولون ربط واقعهم بما حصل لهم، ويبحثون في كيفية معالجة هذه الامور معالجة تنقذهم مما هم فيه. ومن البديهي ان يحاول كل منهم اقامة الدليل على صحة ما ذهب اليه، ويبرهن على صدق النتيجة التي توصل اليها. وبهذه الكيفية من المناقشات والحوار، ومن ربط الواقع المحسوس بأسبابه ومسبباته ينتج الفكر الصحيح. من حيث ان القضايا الحسية المبرهن عليها بالادلة والبراهين يتولد عنها نتائج صحيحة. هذا هو المنطق السليم. قضايا حسية صحيحة كبرى، وقضايا حسية صغرى، ونتيجة حسية. واصطحاب هذه العملية المنطقية هو الذي ينتج الفكر الصحيح. ويبقى هذا الفكر مرتبطا بأدلته وبراهينه. ودوام هذا الاتصال، والترابط بين القضايا، يؤدي حتماً الى بحث ماضي الامة وما كانت عليه، والحالة التي هي فيها، والمستقبل الذي تسير إليه إن بقيت على هذا الحال. ومن البديهي ان يدفع هذا البحث الى بحث علاقة الامة بغيرها من الاممم والشعوب وتاريخها والوقائع والاحداث التي أثرت في مسير حياة الامم ، وأسباب نهوض كل أمة منها، الى ما يصحب ذلك من مقارنات ومداخلات تؤدي بالتالي الى اهتداء العقل للمبدأ بفكرته وطريقته، فيؤمن به، بعد أن تبرهن القضايا المنطقية على صحته وانتاجه. وحين نقول القضايا الحسّية فاننا نعني بها القضايا التي دل الدليل العقلي المبني على الحس على صدقها، أي كل قضية أُقيم الدليل الحسي والبرهان العقلي على أنها صحيحه صادقة. هذا ما تؤدي اليه غالباً الهزات العنيفة والصدمات القوية في الامم النائمة. الا انه قد يقوم أعداء هذه الامة بتضليلها، وإلهائها بالاعمال المرتجلة التي تبعدها عن وقفة التفكير تلك. فتنتقل من الاحساس الى العمل دون تفكير. فاذا ما استمر ذلك، فقد يؤدي الى حالة من اليأس تؤدي بالأمة الى الاستسلام واليأس. ويكون ذلك مما يؤخر عملية الاهتداء الى المبدأ فترة أطول. الا ان الامر الطبيعي ان تؤدي تلك الهزات الى ما ذكرنا.
السلام عليكم
جزيت خيرا اخي الكريم ، و ننتظر مشاكات الاخوة ايضا بخصوص اسئلة المدرسة ؟ .
أبو أحمد الكردي
04-12-2012, 06:59 PM
و الحقيقة انني لم استطع فهم هذا الكلام :
فما معنى جزء شعوري ضيعف ؟ و جزء شعوري قوي ؟
ولماذا الفرد الجزء الشعوري له ضعيف بخلاف الجماعة ؟
ما علاقة الشعور في ايقاظ الفكر وهل المقصود بالفكر هنا التفكير ؟
المقصود اخي الكريم عمر1 بتساؤلاتك الواردة أعلاه مايلي :
ان طبيعة المنهج التعليمي في المدرسة يكون همّ الطالب فيها استظهار المادة وحفظها من أجل تحقيق النجاح والحصول على الدرجات وتكون مصير كل تلك المعلومات النسيان بمجرد تخطيه عتبة المدرسة وحتى لو كانت مدرسه دينية تقوم على تهذيب الفرد وتعليمه باعتباره فرداً معيناً أي تصلح ماهو من مقومات الفرد من عقائد وعبادات وأخلاق وهي وبالرغم من كونها جماعة صغيرة الا انها فردية من ناحية تعليمية وبالتالي فان نتائجها تكون فردية حتماً فما دام ان الفرد قد تلقى ما يصلح حاله كفرد، أي اقتصر تفكيره وتثقيفه وتربيته على ما هو من مقومات الفرد، فان ما يعتريه من شعور وما يحس به بشكل عام هو هذا الجانب فقط من حياة الجماعة، وهو جانب شعوري فقط أي منبثق عن احساسه بانه فرد في هذه الجماعة، وليس راعياً وقائداً يتمنى لها الخير والسعاده وضعيف لأنه غير منبني على فكر فتركيز مفهوم الفردية عند الفرد يجعله يتصور ان المجتمع مكون من افراد ويجعل أحاسيسه تنصب على هذا الجانب،هؤلاء كثير من خطباء المنابر والمحسوبين على حملة الدعوة الاسلامية ممن تراهم يتألمون كثيرا عندما يرون انتشار المنكرات وشيوع الفاحشة في البلاد وقلة المصلين في الجوامع فتراهم يقيمون الدنيا ولا يقعدونها حول هذه المسائل الجزئية ومثل هذا الاحساس لا يخرج عن دائرة الشعور ولا يمثل الا جزءاً يسيراً من حياة الجماعة.
أما الذي يوقظ الفكر فهو الاحساس الصحيح بما تعانيه الجماعة وما تقاسيه من ظلم وفقر وإظطهاد وجهل ومرض إلا نتيجة لتطبيق النظم الفاسدة عليها، مما أفسد العلاقات القائمة بين أجزائها، وأفسد العلاقات بينها وبين غيرها من الجماعات، ويكاد يفسد أفرادها
هذا من جهة، ومن جهة ثانية، أي في مرحلة التزامه بما درس، فان ذلك لا يتعداه كفرد، ولا علاقة له بفكر الجماعة او مشاعرها. فهو لا يعرف شيئا عن انظمة المجتمع والعلاقات العامة فيه، وليست موضع اهتمامه ليعرف ذلك. فلو افترضنا ان غالبية المجتمع قد وصلت الى هذا الحد من الالتزام، فان المجتمع يبقى على فساده ما دامت نظمه وعلاقاته قائمة على غير الاساس الذي يعرفه. وسواءٌ عنده أَحَكَمَه مخلصٌ او خائنٌ، مؤمنٌ او كافرٌ. وحتى لو أٌتيح له ان يحكُم فانه لا يعرف من ذلك شيئاً، لأن ذلك ليس من ضمن اختصاصه كفرد. فالعلاقات العامة، وتنفيذ الاحكام، وإقامة الحدود، ورعاية الشؤون، واستخراج الثروات الطبيعية للناس، وحماية الثغور، وتجهيز الجيش لحمل الدعوة، كل هذا ليس من ضمن اختصاصه. ولذلك تبقى النتائج فرديةً مهما كثر عدد الذين تهذبوا وتعلموا حسب المنهج المدرسي.
أما بالنسبة للفقرة ما علاقة ايقاظ الفكر عن طريق الشعور بسرعة النهوض بالمجتمع ؟
الأصل هو تهيئة الجماعة لتؤثر في الفرد. وبالتأكيد فهي القادرة على التأثير. وكلنا نلاحظ ان هيمنة عرف عام، او حتى عادات او تقاليد على سلوك الجماعة تجعل الفرد يجد نفسه وهو يعيش في هذه الجماعة مجبراً على السير والسلوك حسب هذه الأعراف او العادات والتقاليد. فضغط العرف العام له قوة اكبر من قوة القانون. فترى الفسَقة الذين يعيشون في قرى محافظة او أحياء منها، يبتعدون بفسقهم عن أجواء الجماعة وأعرافها ويذهبون الى أحياء أخرى تتقبل مثل هذه الاعمال خوفاً من تلك الاعراف. مع ان القانون والنظام المطبق يحميهم من الناس. وحين ندرك ان العرف العام هو عبارة عن مشاعر تتولد نتيجة لأفكار أخذت دور العراقة والتركيز في النفوس، حين ندرك ذلك، نقول ان هذا الشعور القوي قادر على التأثير الكلي على الأفراد جميعاً، وقادر على ايقاظ الفكر، أي دفع الناس لأن يبحثوا المسائل بحثاً فكرياً، ويتوصلوا ببحوثهم تلك الى نتائج منطقية تكون بداية لنهضة فكرية سريعة، وبأقل جهد ممكن. لأن الشعور القوي هو الذي يوقظ الفكر.
وما الثورات الشعبية، والانتفاضات، وحتى المظاهرات، الا دفع شعوري عام، حركته في الناس فئة تعرف كيف تثير الشعور العام عند الجماعة. فاندفع الناس مقودين بهذا الشعور العام. وقد يندفع فيها من لم يكن يشعر او يحس بما أثير في الجماعة من مشاعر. مثل ما يسمى بالانتفاضة في الضفة الغربية، فقد عرفت الفئة او الفئات المحركة كيف تثير المشاعر العامة، فتوقظ هذا الاحساس، مع ان عيشهم عند اليهود وتعسف اليهود وظلمهم ليس جديداً. وقد احتلت هذه المشاعر كافة الأفراد فانساقوا وراءها. ومثل هذا الشعور يوقظ الفكر، فيؤدي الى التفكير في الاسباب والمسببات والنتائج والاهداف. مما يوجد عمليات فكرية، تؤدي الى السير في طريق النهضة، لو سلمت من التضليل والاحتواء.
جزيت خيرا اخي الكريم ابو احمد الكردي
vBulletin® v4.0.2, Copyright ©2000-2024, Jelsoft Enterprises Ltd.