المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كواليس محاكمة مبارك وحياته اليومية في المركز الطبي ‏العالمي



عبد الواحد جعفر
30-05-2012, 03:08 PM
كواليس محاكمة مبارك وحياته اليومية في المركز الطبي ‏العالمي

الوقائع الإخبارية: تظهر كواليس محاكمة الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك، وحياته في‎ ‎المركز ‏الطبي العالمي، مدى الوهن والضعف الذي باتت تتسم به حياة الرئيس‎ ‎المطلق، كما تظهر حالة الارتباك الواسع ‏الذي تعيشه السيدة سوزان مبارك التي‎ ‎ترافق زوجها في محبسه في المركز الطبي العالمي، الذي استطاعت ‏الزميلة‎ ‎جريدة الوطن المصرية رصده، حيث تنشر الرواية الكاملة موثقة لما جرى داخل‎ ‎المركز منذ يوم 3 آب ‏‏(أغسطس ) حين تم نقل الرئيس السابق من محبسه في شرم‎ ‎الشيخ إلى جناحه في المركز الطبي العالمي ‏والمحكمة، وذلك من خلال الصور‎ ‎والتسجيلات التي قامت بها إحدى الشخصيات اللصيقة للرئيس السابق حيث ‏استطاعت‎ ‎هذه الشخصية التقاط صور وحوارات خاصة جدا لكل الشخصيات بما فيها مبارك‎ ‎وابناه وحبيب ‏العادلي. ‏‎


البداية "3 رمضان‏‎"

أسبوع‎ ‎كامل من التأمين والتفتيش، أفراد الحراسات في حركة لا تتوقف، مروحيات تحلق‎ ‎فوق المركز الطبي ‏العالمي، في انتظار الحدث الكبير حتى جاء يوم 3 آب‏‎ (‎أغسطس) "3 رمضان" موعد اليوم الأول لمحاكمة ‏حسني مبارك الرئيس السابق‎.

الاسئلة‎ ‎اكثر من الاجوبة: هل سيأتي إلى المركز الطبي العالمي ام يتوجه إلى مستشفى‎ ‎سجن مزرعة طرة؟ هل ‏سيحضر المحاكمة اصلا ام يتخلف عنها؟‎ كانت مصر كلها‎ ‎تترقب تلك اللحظة إلى ان ظهر مبارك داخل القفص، ومرت الجلسة الاولى، وأمر‎ ‎القاضي بنقل ‏الرئيس السابق إلى المركز الطبي العالمي على ان تكون الجلسة‎ ‎الثانية في 15 آب (أغسطس‎).

عند وصول مبارك إلى المركز الطبي العالمي‎ ‎بطائرة هليوكوبتر في حوالي الساعة الثانية والنصف ظهرا، كان ‏في انتظاره في‎ ‎المهبط مدير المركز وأحد لواءات الداخلية وعميد في الشرطة العسكرية والطاقم‎ ‎الطبي الذي ‏سيتولى رعايته خلال مدة إقامته، اضافة إلى مجموعة مكونة من 20‏‎ ‎فردا من القوات الخاصة للجيش لتأمين ‏المهبط بالكامل‎.

وكان في انتظار‎ ‎مبارك جناح عملاق يعد من أفضل الاجنحة في المركز الطبي العالمي على الإطلاق‎ ‎يقع في ‏الطابق الخامس، ويتكون من جناحين رئيسيين لا تقل مساحة الواحد منها‎ ‎عن 250 مترا مربعا، وملحق ‏بالجناحين نحو 5 غرف فرعية مجهزة على أعلى مستوى‎ ‎لمبيت الزوار والضيوف، بالإضافة إلى قاعة ‏اجتماعات مجهزة هي الاخرى بأحدث‎ ‎أجهزة الاتصالات ونظام الفيديو كونفرانس، ويوجد ايضا حمام سباحة معد‎ ‎لاستخدام الرئيس السابق حتى لو كان على كرسي متحرك، جاكوزي، ساونا، وأحدث‎ ‎صالة جيمانيزيوم، وغرفة ‏عمليات مخصصة لشخصه فقط، وتعد من أحدث غرف العمليات‎ ‎في العالم لما تضمه من أجهزة طبية وإمكانيات ‏متطورة تساعد الطبيب على‎ ‎اجراء جميع انواع الجراحات‎.

لم يمر على دخول مبارك غرفته في المركز اكثر‎ ‎من ساعة حتى انهالت البرقيات والاتصالات التلفونية من ‏شخصيات مصرية عامة‏‎ ‎وأخرى غير معروفة، وعدد من زعماء الدول العربية بهدف الاطمئنان عليه لكنه‎ ‎لم ‏يكن يريد التحدث إلى احد في ذلك الوقت، على الرغم من إحساسه بالرضا‎ ‎عندما تم نقله من شرم الشيخ إلى ‏المركز الطبي العالمي‎.


سوزان تقيم بشكل شبه دائم معه‎

وكانت‎ ‎سوزان مبارك تقيم بشكل شبه دائم داخل الجناح الآخر الموجود في نفس الطابق‎ ‎الذي يقيم به زوجها في ‏مخالفة للقانون الذي لا يسمح للمسجون بمرافقة اي شخص‎ ‎للمبيت معه، خصوصا ان مبارك يعامل كمسجون ‏احتياطي ويحمل البطاقة الصفراء‎ ‎الخاصة بالسجناء المحبوسين على ذمة قضايا، وكانت سوزان تعتبر ان الجناح ‏هو‎ ‎المكان الاكثر أمنا حيث تتولى مجموعة من رجال العمليات الخاصة حمايته،‎ ‎علاوة على وجود عدد من افراد ‏الحراسات الخاصة التي كانت تعمل مع مبارك‎ ‎اثناء الرئاسة‎.

وغالبا لم تكن سوزان تخرج للمبيت خارج الجناح الا بصحبة‎ ‎شقيقها منير ثابت حيث يستضيفها في منزله. ‏وبصحبة مبارك كان هناك طاقم تمريض‎ ‎اختير بعناية فائقة لرعاية الرئيس المسجون، وكل طاقم مكون من 5 ‏ممرضات‎ ‎يجري تغييرهن كل 8 ساعات ولم يكن يسمح لهن بدخول الجناح بالتليفونات‏‎ ‎المحمولة حتى الاطباء ‏انفسهم كانوا يخضعون لعملية تفتيش دقيقة نظرا لما‎ ‎يقال من أسرار وأحاديث وأحداث داخل هذا الجناح‎.


الزوار الدائمون‎

وكان‎ ‎على رأس قائمة الزوار الدائمين فريد الدين المحامي الشخصي لمبارك حيث كان‎ ‎يزوره كثيرا اما لطمأنته ‏او نقل باقي اخبار الاسرة اليه، مثل احوال علاء‎ ‎وجمال في السجن، كما كان منير ثابت كثير الزيارة، أما هايدي ‏وخديجة زوجتا‎ ‎علاء وجمال فكانت زيارتهما إلى والد زوجيهما بمعدل مرتين أسبوعيا، وكانتا‎ ‎دائما تحضران ‏حفيديه‎.

ومن المواقف التي حدثت اثناء إقامة مبارك في‎ ‎المركز الطبي العالمي وفي بداية المحاكمة طلب مبارك من ‏هايدي أن تترك عمر‎ ‎ليقضي ليله معه، إلا أن زوجة علاء لم تكن تريد ان يبيت عمر مع جده في‎ ‎المركز الطبي ‏العالمي لأنها لم تكن تشعر بالأمان عليه هناك، وحدث أن انفعل‎ ‎مبارك عليها عندما رفضت طلبه وهنا تدخلت ‏سوزان وأقنعت هايدي أن تتركه مع‎ ‎جده على ان يعود في الصباح الباكر إليها، فوافقت لكن على مضض، ‏وقضى مبارك‎ ‎ليلته مع حفيده وكان في غاية السعادة ولم ينم يومها الا في الرابعة صباحا‏‎ ‎بسبب وجود حفيده معه، ‏رغم ان عادة مبارك النوم في الساعة العاشرة مساء‎.

ومن‎ ‎المواقف المثيرة التي حدثت ايضا؛ في أحد الايام دخل جناح مبارك في حوالي‎ ‎الساعة العاشرة صباحا، ‏واثناء وجود سوزان في غرفة زوجها تحدثت احدى‎ ‎الممرضات إلى زميلتها بصوت عال، فنهرتها سوزان وقالت ‏لها بالحرف الواحد "لو‎ ‎عليتي صوتك تاني أنا هقطع رقبتك"، لكن الممرضة لم يعجبها كلام سوزان وردت‎ ‎عليه ‏قائلة "أنا معملتش حاجة غلط علشان تقوليلي كده"، وغضبت سوزان وتوجهت‎ ‎إليها وصفعتها على وجهها ‏وصرخت الممرضة حتى وصل صوتها إلى افراد الحراسة‏‎ ‎الخاصة بمبارك، فجاءوا ومعهم احد الضباط الذي ‏استمع إلى تفاصيل الواقعة ثم‎ ‎تحدث إلى سوزان قائلا: إهدي شوية يا هانم، ما تنسيش ان الوضع دلوقتي ما‎ ‎بقاش ‏زي الأول‎.

وطوال فترة وجوده داخل المركز الطبي العالمي احتفظ مبارك‎ ‎بعادته في متابعة صحيفتي الأخبار والأهرام ‏بصفة يومية تقريبا إلى جانب‎ ‎مشاهدة القناة الأولى لمتابعة بعض نشرات الاخبار، واحيانا كان يشاهد قناة‎ ‎العربية ‏لمتابعة الاحداث في كل من سورية وليبيا واليمن. وكان مبارك يصاب‎ ‎بحالة اكتئاب عندما يشاهد اخبار الثورات ‏في هذه الدول ويردد غالبا عبارة‎ ‎واحدة لا تتغير "أمريكا هي اللي بتحرك كل المظاهرات دي‎".

في بعض الاحيان‎ ‎وخاصة مع اقتراب جلسات المحاكمة كانت سوزان تمنع دخول الصحف إلى زوجها في‎ ‎غرفته ‏وكان المنع يصل إلى اغلاق التليفزيون وإخراجه من الغرفة حتى لا يصاب‎ ‎باكتئاب بسبب هذه الاخبار وما ‏تحتويه من تطاول على شخصه على حد تعبيرها،‎ ‎وكانت تشرف بنفسها على النظام الغذائي الموصى به وتنفيذه ‏بدقة، وهو النظام‎ ‎الذي وضعه له طبيب ألماني متخصص في التغذية استدعاه المركز الطبي العالمي‎ ‎خصيصا ‏لتلك المهمة، وكان النظام يتغير كل شهر عما سبقه‎.

ومن الأنشطة‎ ‎التي يمارسها مبارك اثناء اقامته في المركز الطبي العالمي نزول حمام‎ ‎السباحة من مرتين إلى 3 ‏مرات اسبوعيا بصحبة اختصاصي علاج طبيعي ليؤدي بعض‎ ‎التمرينات داخل الماء، بالإضافة إلى ذهابه إلى ‏صالة الجيمنيزيوم لأداء بعض‎ ‎التمرينات الخفيفة بصحبة اختصاصي العلاج الطبيعي وبصحبته طبيب، وفي ‏الايام‎ ‎التي لا يأتي إليه حفيده عمر يتحدث إليه طويلا في التليفون‎.

عبد الواحد جعفر
30-05-2012, 03:10 PM
سؤال دائم عن الأمن‎

كان‎ ‎مبارك يحب التحدث إلى جميع من حوله؛ رجال الحراسة وطاقم التمريض والأطباء،‎ ‎وذلك في الايام التي ‏تغيب فيها سوزان عن زيارته، وكان دائماً يسألهم عن‎ ‎أحوال البلد والحالة الأمنية ومدى سيطرة الجيش على ‏الاوضاع، إضافة إلى‎ ‎أسئلة عن عودة الشرطة إلى الشوارع وهل فعلا كل الناس يكرهونه أم انه ما‎ ‎يزال هناك ‏مواطنون يحبونه، وغالباً كان كل من حوله يحاول التهوين عليه،‎ ‎قائلين له إن الأيام ستكشف الحقيقة وأن التاريخ ‏سينصفه. ومع اقتراب جلسات‎ ‎المحاكمة، كانت سوزان مبارك تحضر الملابس التي سيحضر بها الجلسات من‎ ‎الخارج، وتوصية شقيقها منير ثابت بإرسال أحد الاشخاص في صباح يوم الجلسة‎ ‎بشنطة مليئة بالمأكولات ‏والمشروبات ليأكلها مبارك وعلاء وجمال اثناء‎ ‎المحاكمة‎. ولم يكن مبارك معزولا عن الدنيا في محبسه الطبي، فقد تلقى زيارات كثيرة، خصوصا من الشخصيات العربية‏‎.


كبار الزائرين‎

كما زاره العديد من سفراء الدول العربية لدى القاهرة منهم سفراء قدموا له العديد من الهدايا الثمينة‎. وفي‎ ‎الأيام الأولى لوصوله إلى المركز الطبي العالمي، زار اللواء عمر سليمان،‎ ‎مبارك، بصحبة فريد الديب ‏المحامي، وكانوا يتبادلون الحديث عن الوضع السياسي‎ ‎في مصر حاليا ومستقبلاً، وكانت تبدو على مبارك ‏علامات السعادة عند زيارة‎ ‎عمر سليمان خصوصا، وكانت آخر زيارة للواء قبل استبعاده من سباق الرئاسة‎ ‎بيومين، وسنأتي إلى هذه الزيارة في سياقها الزمني لاحقا، كما سنورد تفاصيل‎ ‎الزيارات الاخرى لمبارك‎.

ومن الشخصيات العامة التي زارت مبارك خاصة في‎ ‎الأشهر الأولى لإقامته، فاروق حسني وزير الثقافة الاسبق ‏والدكتور زاهي حواس‎ ‎وزير الآثار الأسبق‎. ومعظم الشخصيات المهمة التي لا تريد ان يعرف احد‎ ‎بشأن زيارتها، كانوا يأتون إلى المركز الطبي العالمي عن ‏طريق بوابة خلفية‎ ‎خاصة، وينتقلون عبر باب سري إلى "أسانسير" خاص يأخذهم إلى جناح مبارك‎ ‎مباشرة، ففي ‏الأساس، كان جناح الرئاسة جزءا أساسيا في المركز الطبي‎ ‎العالمي، وكان هذا الطريق السري مصمما ليكون ‏طريق طوارئ تحسبا لأي خطر يهدد‎ ‎الرئيس‎.


"‎البلد لسة بخير‎"

وفي يوم 6 تشرين الأول‏‎ (‎أكتوبر) 2011 تجمع نحو 20 او 30 فرداً من جماعة "آسفين يا ريس‎" ‎أمام‎ ‎المركز ‏الطبي العالمي للاحتفال بذكرى حرب أكتوبر والضربة الجوية، رافعين‎ ‎صوراً لمبارك، ورددوا بعض الاغاني ‏التي كانت تغنى له مثل "اخترناك" وغيرها‎ ‎من الاغاني المحببة إليه، وعند علم مبارك بذلك ابتهج كثيراً وقال: ‏‏"والله‎ ‎البلد لسة بخير‎".

كانت سوزان تصف له تفاصيل هذه الامور مع تضخيم العدد‎ ‎الموجود امام المركز الطبي العالمي وكانت توصي ‏التمريض والاطباء بنقل هذا‎ ‎الكلام إليه، وكانت تقول للتمريض "عايزين نخرجه من مود الاكتئاب ده" على‎ ‎حسب قولها، لذلك كان طاقم التمريض حريصاً على تنفيذ كلامها بدقة‎.

وفي‎ ‎يوم 20 تشرين الأول (أكتوبر)، كان مبارك كعادته يشاهد التلفزيون، وفوجئ‎ ‎بخبر مقتل العقيد معمر ‏القذافي، وشاهد الصور والفيديوهات التي ترصد مقتله،‎ ‎فانتابته حالة هستيرية حادة كادت توقف قلبه لمجرد سماع ‏تلك الأخبار، لولا‎ ‎تدخل الأطباء الذين اعطوه جرعات مهدئة، وسيطرت عليه حالة الخوف والرعب‎ ‎الشديد، ‏حينما شاهد القذافي مقتولاً، وأخذ يبكي بشكل هستيري خوفاً من أن‎ ‎يلقى نفس مصيره‎.

أصيب مبارك باكتئاب حاد بعد قتل القذافي، وامتنع عن‎ ‎تناول الطعام والدواء، ورفض الحديث إلى أحد، وعندما ‏علمت سوزان بحالته‎ ‎أسرعت إليه وحاولت طمأنته، وعندما فشلت هي ايضا، اتصلت بهايدي وطلبت منها‎ ‎ان ‏تحضر حفيده عمر لانه الوحيد القادر على إخراج جده مبارك من حالة‎ ‎الاكتئاب التي اصابته، وبالفعل أتى عمر ‏في حوالي الساعة التاسعة مساء، ونجح‎ ‎في اخراج مبارك من الحالة التي كان فيها وأصر الجد على أن يبيت ‏عمر في‎ ‎حضنه في تلك الليلة‎.

وفي اليوم التالي حضر فريد الديب المحامي، لتهدئته‎ ‎وطمأنه قائلا "يا ريس في ليبيا الوضع مختلف، هناك باعوا ‏أنفسهم لأمريكا،‎ ‎لكن هنا إحنا عندنا جيش وطني مخلص وعارف إن سيادتك القائد الاعلى لسه، وإن‎ ‎سيادتك رمز ‏وطني لمصر كلها"، فاطمأن مبارك لهذا الكلام وقال له مستغربا‎ "‎انا توقعت انهم فعلا هيقبضوا على القذافي بس ‏عمري ما كنت أتخيل إنهم‎ ‎يمثلوا بيه كده‎!".

ذات يوم، فوجئ الأمن المكلف بحراسة المركز الطبي‎ ‎العالمي بعجوز تدعى فهيمة عبدالرحمن تجاوز عمرها ‏الستين عاما، قادمة من‎ ‎طنطا تطلب لقاء مبارك لأمر مهم وخاص جداً، وأجهشت بالبكاء عندما أبلغها‎ ‎الأمن ‏بضرورة حصولها على تصريح من النيابة أولا فضلا عن موافقة مبارك نفسه،‎ ‎وتحت إلحاح العجوز أجرى ‏الأمن اتصالاً بغرفة مبارك حيث التقت بها سوزان‎ ‎مبارك وجلست معها قرابة 20 دقيقة طلبت خلالها توصيل ‏سلامها الحار إلى‎ ‎مبارك، ودعت له بالشفاء وانصرفت وهي تقسم ان مبارك سيحصل على البراءة وأن‎ ‎هاتفاً ‏جاءها في المنام وأبلغها بتعرض مبارك لظلم شديد‎.


مواقف صعبة‎

ومن‎ ‎المواقف الصعبة التي مرت على مبارك في المركز الطبي العالمي، ما جرى يوم 5‏‎ ‎كانون الثاني (يناير) ‏بعد انتهاء آخر جلسات مرافعة النيابة التي طالبت‎ ‎فيها بتوقيع أقصى عقوبة على مبارك وهي الإعدام شنقاً، كان ‏يبدو على مبارك‎ ‎انه لم يسمع كلام النيابة اثناء الجلسة، وعندما عاد إلى جناحه بالمركز‎ ‎الطبي وسمع الخبر في ‏التلفزيون، انخرط في البكاء ورفض تناول الدواء اليومي‎ ‎المعتاد وقال بصوت مسموع وكأنه يكلم نفسه "دي ‏آخرتها.. آخرتها الإعدام‎!"‎،‎ ‎وبعد دقائق جاءت سوزان إلى جناح، وأخرجت كل من كان في غرفته‎.

وتابع‎ ‎مبارك انتخابات مجلسي الشعب والشورى وكان في حالة اندهاش من عدد الناخبين‎ ‎وكان يقول "إزاي!! ده ‏احنا كنا بنتحايل عليهم علشان يتزحزحوا من بيوتهم‎ ‎علشان ينتخبوا، جابوهم منين دول، أكيد نزلوا عشان الغرامة ‏الـ 500 جنيه‏‎". ‎وكان يقول أيضا "الإخوان مش هياخدوا أكثر من الثمانين مقعد اللي كانوا‎ ‎بياخدوها" وفي ذلك ‏التوقيت كان يداوم على قراءة الصحف بشغف شديد لمعرفة‎ ‎المؤشرات الأولية إلى أن ظهرت النتائج وحصل ‏الإخوان على أغلبية المقاعد،‎ ‎وبدا مندهشا غير مصدق تلك النتيجة‎.

وقال "أكيد دول لسه بيشتروا الأصوات‎ ‎زي ما كانوا بيعملوا معانا، مجهودهم ما يجبش ده، امال رجالة الحزب ‏بتاعنا‎ ‎اللي كانوا بينجحوا كل مرة راحوا فين؟؟!!". وكان فريد الديب يقول له "لسه‎ ‎فيه طعون كثيرة على ‏النتايج". وعندما نقلت له سوزان الخبر المتعلق بانسحاب‎ ‎البرادعي من سباق الرئاسة قال "يلا في داهية، خربها ‏وهرب‎".

وتابع مبارك‎ ‎الجلسة الأولى لمجلس الشعب وكان يضحك لما شهدته من احداث ويقول "إيه الدقون‎ ‎دي كلها، هو ‏إحنا في مصر ولا في أفغانستان، دول أكيد هيخربوا البلد‎ ‎ويقعدوا على تلها". وعندما شاهد مبارك الجلسة التي ‏طالب خلالها نواب بنقله‎ ‎من المركز الطبي العالمي إلى مستشفى سجن طرة بعد صدور تقرير من مجلس الشعب‎ ‎يؤكد أن المستشفى ملائم لاستقباله، امتنع عن تناول الطعام لمدة 3 ايام‏‎ ‎وتعرضت أحواله الصحية لحالة من عدم ‏الاستقرار اضطر خلالها الأطباء إلى‎ ‎إمداده بالمحاليل الطبية بعد إصابته بهبوط في الدورة الدموية، وظل تحت‎ ‎رعاية مكثفة من الأطباء حتى عاد لتناول الطعام بعد زيارة أفراد أسرته‎ ‎وجلوسه أكثر من ساعة مع حفيديه عمر ‏نجل علاء وفريدة ابنة جمال، بجانب سوزان‎ ‎وزوجتي نجليه هايدي وخديجة، ومحمود الجمال، وعلى الرغم من ‏استقرار الحالة‎ ‎الصحية لمبارك فإنه في تلك الفترة ظل يعاني من حالة نفسية سيئة وصار متقلب‎ ‎المزاج، يثور ‏ويغضب لأتفه الأسباب، حتى أتى فريد الديب المحامي لزيارته‎ ‎وقال له بالحرف الواحد "على جثتي يا ريس لو ‏اتنقلت من هنا‎".

عبد الواحد جعفر
30-05-2012, 03:10 PM
حملات المرشحين‎

وعندما‎ ‎بدأت حملات مرشحي الرئاسة، كان يشاهد ويقرأ بعض حوارات المرشحين للرئاسة‎ ‎في الصحف ‏والتلفزيونات، وكان يقول "هما عملوا مظاهرات علشان الشوية دول،‎ ‎دول لو مسكوا كشك سجاير هيفلّسوه" ‏وكان معظم كلامه يتضمن عدم اقتناع بأي من‎ ‎المرشحين لسباق الرئاسة، حتى عمرو موسى كان يسخر منه قائلا ‏‏"عمرو من النوع‎ ‎اللي شايف نفسه أوي" غير انه كان مقتنعا بالفريق أحمد شفيق‎.

كانت تمر‎ ‎على مبارك كثير من الأخبار المهمة، بدون أن يكترث بمناقشتها أو التعليق‎ ‎عليها وكأنه لم يقرأها من ‏الأصل، ومن بين تلك الاخبار احداث محمد محمود‎ ‎ومجلس الوزراء، وكانت هناك احداث اخرى تشغل اهتمامه ‏ويتحدث عنها مع فريد‎ ‎الديب وأحيانا مع الاطباء الذين يقومون على رعايته، ومن بين تلك الاحداث‎ ‎مذبحة ‏ماسبيرو؛ لم يكن يصدق ما يحدث امام مبنى ماسبيرو، ووقتها كان جالسا‎ ‎معه منير ثابت، واخذ يستفسر عن سبب ‏ما يحدث امام ماسبيرو، فأجابه منير ثابت‎ ‎بأن ذلك نتيجة قيام عدد من السلفيين بهدم ثلاث كنائس ولم يتم اتخاذ ‏قرار‎ ‎ضد الجناة فغضب الأقباط ونظموا مظاهرة واندس بعض الاشخاص وأثاروا غضب‎ ‎الجنود المحيطين ‏بماسبيرو وانتهى الامر إلى وقوع تلك الكارثة‏‎.

واندهش‎ ‎مبارك من هذا الكلام وقال "هو لما العساكر تغضب تقتل؟" ثم أكمل "الموضوع ده‎ ‎مش طبيعي، ‏المسيحيين طول عمرهم مسالمين وفي حالهم، مش من عادتهم انهم‎ ‎يتصرفوا كده!" وأضاف "أمّال الداخلية ‏فين؟"، فأجاب أحد القيادات العسكرية‎ "‎الداخلية مفكوكة خالص وما بتعرفش تقبض حتى على حرامي غسيل"، ‏فقال مبارك‎ ‎مداعبا "أصل وزير الداخلية شكله خرع أوي، ده لو كان العادلي كان فضها في‎ ‎ثلاث دقائق‎".

ومن الأحداث التي أثارت انتباه مبارك مداهمة السلطات‎ ‎المصرية مقار منظمات المجتمع المدني وإحالتهم إلى ‏القضاء بتهمة العمل بدون‎ ‎ترخيص، وبدا من كلام الرئيس السابق انه على علم بجميع المنظمات المرخصة‎ ‎منها ‏وغير المرخصة، وكان أول سؤال له "مين اللي فتح القضية دي؟" موجهاً‎ ‎كلامه إلى فريد الديب، فأجابه المحامي ‏‏"ده المجلس العسكري والحكومة، دول‎ ‎أصلا منظمات مش واخدة ترخيص وهي سبب المشاكل اللي مصر فيها ‏دلوقتي"، فرد‎ ‎عليه مبارك "طنطاوي مش ساذج علشان يعمل حركة زي دي، هو عارف بسبب المنظمات‎ ‎دي ‏مصر بتاخذ مساعدات كتيرة من أمريكا‎".

وخلال هذه الفترة في أوائل شهر‎ ‎آذار (مارس)، زارت شخصية عسكرية رفيعة المستوى مبارك، في المركز ‏الطبي‎ ‎العالمي وكانت زيارة في غاية السرية وامتدت إلى اكثر من ساعة‎.‎

عبد الواحد جعفر
30-05-2012, 03:14 PM
صدق الرئيس الباكستاني الأسبق ضياء الحق، الذي قال كلمة معبرة في حينها، حيث قال (الذي يتعاون مع أميركا يكون في نهاية المطاف مثل تجار الفحم مسود الوجه واليدين). ومرة قرأت عبارة تقول إن عملاء أميركا مثل (كيس الفحم) من أي مكان تلمسه تتسخ يداك.


فهل يتعظ عملاء اليوم بعملاء الأمس؟!!!

وطوال فترة وجوده داخل المركز الطبي العالمي احتفظ مبارك‎ ‎بعادته في متابعة صحيفتي الأخبار والأهرام ‏بصفة يومية تقريبا إلى جانب‎ ‎مشاهدة القناة الأولى لمتابعة بعض نشرات الاخبار، واحيانا كان يشاهد قناة‎ ‎العربية ‏لمتابعة الاحداث في كل من سورية وليبيا واليمن. وكان مبارك يصاب‎ ‎بحالة اكتئاب عندما يشاهد اخبار الثورات ‏في هذه الدول ويردد غالبا عبارة‎ ‎واحدة لا تتغير "أمريكا هي اللي بتحرك كل المظاهرات دي‎".

الحاسر
20-06-2012, 10:23 PM
السلام عليكم
واقع هولاء الحكام العملاء الخونة و معاملة اسيادهم الكفار لهم تنطبق عليهم تماما مقولة جوليوس قيصر روما (100 ق م - 44 ق م) : احب الخيانة و لكني اكره الخائن.
فالكفار يفرحون بخيانة هؤلاء الخونة لانها تخدمهم ولما ينتهون منهم تبين مدى كراهيتهم لهم من خلال نهايتهم الذليلة.