حريص
18-04-2012, 05:49 PM
روسيا في ميزان الثورات العربية
د. أشرف الصباغ
لقد نجح العسكر، وفقا لتربية مبارك ومنهج إدارته لمصر طوال 30 عاما، في تفتيت كل شئ في مصر وإحداث شقاقات وتناقضات وهمية ومفتعلة. وورطوا أيضا الإخوان والسلفيين والصوفيين في مواجهات شكلية مع بعضهم البعض، ومواجهات حقيقية مع غالبية القوى السياسية، وبالذات شباب الثورة والأجيال الثورية والنخب. وكذلك إشاعة حالة من التناقضات التشريعية والدستورية والقانونية، وتأصيل حالة من الفوضى الأمنية والأخلاقية، ما يعني إفشال الانتخابات الرئاسية قبل إجرائها أو بعد إعلان النتائج. وهذا سيتيح الفرصة لبقاء العسكر في السلطة على خلفية صدامات وكوارث حقيقية. في هذه الحالة، لا يمكن أن نتجاهل أن هذا الوضع يروق كثيرا لتيارات الإسلام السياسي، وعلى رأسها الإخوان المسلمين، لأنهم واثقون تمام الثقة من قوة مليشياتهم. ناهيك عن الأمل في من سيأتي، وما سيأتي، من أفغانستان وكوسوفو والعراق وليبيا بمباركة أنظمة ودول إقليمية.
لم يعد أحد يشك في عملية "أفغنة" شمال أفريقيا والمنطقة العربية ككل ما عدا دول مجلس التعاون الخليجي التي لا يمكن تبرئتها مما يجري وسيجري. إن سيناريو أفغنة المنطقة ينفذ على نار هادئة تماما (كل دولة وفقا لظروفها الخاصة)، استنادا لتهافت العسكر وتيارات الإسلام السياسي على السلطة، وإصرار الأنظمة الاستبدادية على البقاء حتى ولو كان ثمن ذلك القضاء على الشعوب وتدمير البلاد تماما. ما يعني بشكل مباشر مشاركة الأنظمة العسكرية وتيارات الإسلام السياسي والأنظمة الاستبدادية المتمسكة بالسلطة في الجريمة وإعادة المنطقة بالكامل إلى القرون الوسطى. فليبيا ومصر والسودان وتونس أصبحت جاهزة. وقد تنبأنا في مقالات سابقة بما يجري في تونس حاليا بعد إحكام حركة النهضة الإسلامية قبضتها على الدولة والمجتمع التونسيين، فالإضرابات والاعتصامات بدأت مجددا بعد استئساد حركة النهضة وسعيها للقضاء على كل مكتسبات المجتمع التونسي، ومحاولات فرض الزي الإسلامي وممارسة الشكليات الدينية والابتعاد عن القضايا الجوهرية التي تهم بسطاء التونسيين. أما المغرب، فينفذ السيناريو بهدوء يتوافق مع "الشرعية الدولية!" ويتلاءم مع فكرة "ضرورة الحوار!" و"يجب أن تتم الأمور بدون تدخل خارجي!". والجزائر تسير على سيناريو آخر شبيه بسيناريو ليبيا بهدوء تام وبدون منغصات، علما بأن ما سيحدث في الجزائر قريبا سيكون أشد وأعتى. وعلى الجانب الآخر، نرى اليمن والعراق جاهزين تماما. أما سوريا فهي في طور الإعداد والتجهيز والبلورة. ولبنان لا ينتظر إلا شرارة صغيرة لإعادة سيناريوهات سبعينات وثمانينات القرن العشرين.
لا شك أن محاولات إقامة قطب روسي – صيني لمواجهة الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي واضحة تماما. ولا يخفى أيضا أن هناك حوارا متعثرا بين روسيا ودول أوروبية منفردة، وليس مع الاتحاد الأوروبي ككيان يشكل حلف الناتو الذي تتزعمه الولايات المتحدة. إن روسيا والصين تعملان بآليات مختلفة تماما، ولكن هذه الآليات يجري تفعيلها في ظروف سيئة وغير مواتية على خلفية الثورات الحقيقية التي قامت، وتقوم، بها الشعوب العربية حاليا ضد الاستبداد والديكتاتورية والظروف المعيشية والاجتماعية المتدنية. غير أن ما يفسد المعادلة تماما هو أن تيارات الإسلام السياسي قفزت على هذه الثورات بمساعدة بقايا الأنظمة والمؤسسات العسكرية التي تصر على الاحتفاظ بالسلطة حتى لو تحالفت مع الشيطان، سواء كان هذا الشيطان هو عدوها الوهمي السابق المتمثل في تيارات الإسلام السياسي، أو الولايات المتحدة راعية هذه الأنظمة ومربيتها وعدوة شعوبها في آن واحد، أو حتى مجموعات المقاتلين التي حاربت في أفغانستان وكوسوفو والعراق. ما يضع علامات استفهام كبيرة وكثيرة على طبيعة وتصرفات ما يشبه الأنظمة التي تشكلت منذ يناير 2011 في تونس ومصر وليبيا، وقبلهما بأعوام في السودان والعراق، وما يمكن أن تسفر عنه الفترة المقبلة في سوريا. وكذلك علامات استفهام على طبيعة العلاقات الجديدة – القديمة بين الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية بتلك الأنظمة الجديدة – القديمة أيضا، وانشغال الولايات المتحدة بالحرية والديمقراطية في إطار التشكيلات الفاشية ذات الشقين العسكري والديني، أو الديني المتحالف مع بعض الوجوه المتبقية من النظم القديمة الصديقة أصلا للولايات المتحدة وتلك الدول الأوروبية. وتتزايد علامات الاستفهام عندما نرى طبيعة العلاقات "الجديدة!" بين الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية "بأعدائها!" من الحركات والمنظمات والتنظيمات الدينية، وبالذات القوى "المعادية!" في أفغانستان والعراق.
من الواضح أن روسيا هي المتضرر الأكبر من السيناريو الأمريكي الأطلسي لأفغنة المنطقة العربية. فهو يلغي تماما وجود روسيا في المنطقة اقتصاديا وأمنيا وعسكريا، بل وثقافيا وإنسانيا. ويحرمها من المياه الدافئة في البحر المتوسط ومن الأسواق التقليدية للأسلحة الروسية. وإذا كانت القوى "المعادية!" للوايات المتحدة بدأت تتجمع من أفغانستان وكوسوفو والعراق وتعود إلى المنطقة للجهاد المقدس "ضد الأنظمة الاستبدادية"، والأنظمة بالفعل استبدادية، إلا أنه سرعان ما ستوفر الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية ظروفا هشة وشكلية تماما للأنظمة الجديدة. وستساعدها في التخلص من العناصر الواردة بإرسالها من جديد إلى شمال القوقاز وآسيا الوسطى، وما يستجد من مناطق ساخنة ستشعلها الولايات المتحدة. وهذا على غرار ما حدث في نهاية سبعينات وثمانينات القرن العشرين في أفغانستان، ثم كوسوفو والعراق بعد انهيار الاتحاد السوفيتي بسنوات. ولكن لا يمكن أن نستثني بقاء جيوب من هذه القوى وعناصر أكثر تشددا في دول المنطقة تشكل رمانة الميزان للسيطرة الأمريكية الأطلسية في المراحل الأولى وتمثل عامل توازن وتهديد للأنظمة نفسها. هذه القوى والعناصر سيكون لديها الفرصة الكاملة والحرية للعمل على تنفيذ أفكارها بشأن إقامة دولة الخلافة وستجمع حولها كافة الجيوب المتطرفة والراديكالية سواء على المستوى الداخلي أو الإقليمي، إلى أن تحين الفرصة لصدام على غرار صدام طالبان والقاعدة مع الولايات المتحدة. هنا ستكون الخطوة الأولى للتدخل العسكري عن طريق تحالف تقليدي شبيه بالتحالف في أفغانستان لمكافحة الإرهاب وحماية المجتمع الدولي منه والحفاظ على مصالح النخب الحاكمة التي ستكون جزء لا يتجزأ من مصالح دول التحالف.
إن بوادر إشغال روسيا وإلهائها واضحة تماما الآن. بل والتركيز المثير للدهشة على الحراك السياسي المتواضع فيها، والعدوانية التي استقبل بها الغرب عودة بوتين إلى الكرملين، كل ذلك يثير علامات استفهام كثيرة، خاصة وإذا لاحظنا أيضا استقبال بعض دول الخليج وتعاملها مع ما يحدث في روسيا داخليا، بما في ذلك حقيقة موقفها من مجئ بوتين وليس التصريحات الدبلوماسية "الدافئة والمجاملة!". من المعروف تاريخيا أن فترة التسعينات من القرن العشرين تحت قيادة بوريس يلتسين كانت تروق تماما للغرب وحلفائه في المنطقة العربية باعتبارها فترة الحرية والديمقراطية والليبرالية!! بينما أي مشروع وطني، سواء في روسيا أو غيرها، يثير غضب الولايات المتحدة وحلفائها. ولكن تفاديا للمواجهات المباشرة بين قوى نووية، تمتلك الولايات المتحدة كل الأدوات والوسائل اللازمة لضرب المشاريع الوطنية، بما فيها المشاريع الروسية أو الصينية أو حتى العربية باستخدام دول ومنظمات وتنظيمات، وتجربة أفغانستان والعراق وليبيا واضحة تماما. وكل يوم تظهر وثائق جديدة توضح مدى تورط دول وأنظمة سياسية في المنطقة العربية فيما حدث في أفغانستان وكوسوفو والعراق وليبيا. وبالتالي لا يمكن استبعاد ظهور بؤر توتر في منطقة شمال القوقاز وبعض دول آسيا الوسطى على خلفية تحرشات عسكرية جدية من جانب الولايات المتحدة وحلف الناتو بإيران. والهدف ليس إطلاقا لا إيران ولا سوريا، بل روسيا تحديدا.
د. أشرف الصباغ
لقد نجح العسكر، وفقا لتربية مبارك ومنهج إدارته لمصر طوال 30 عاما، في تفتيت كل شئ في مصر وإحداث شقاقات وتناقضات وهمية ومفتعلة. وورطوا أيضا الإخوان والسلفيين والصوفيين في مواجهات شكلية مع بعضهم البعض، ومواجهات حقيقية مع غالبية القوى السياسية، وبالذات شباب الثورة والأجيال الثورية والنخب. وكذلك إشاعة حالة من التناقضات التشريعية والدستورية والقانونية، وتأصيل حالة من الفوضى الأمنية والأخلاقية، ما يعني إفشال الانتخابات الرئاسية قبل إجرائها أو بعد إعلان النتائج. وهذا سيتيح الفرصة لبقاء العسكر في السلطة على خلفية صدامات وكوارث حقيقية. في هذه الحالة، لا يمكن أن نتجاهل أن هذا الوضع يروق كثيرا لتيارات الإسلام السياسي، وعلى رأسها الإخوان المسلمين، لأنهم واثقون تمام الثقة من قوة مليشياتهم. ناهيك عن الأمل في من سيأتي، وما سيأتي، من أفغانستان وكوسوفو والعراق وليبيا بمباركة أنظمة ودول إقليمية.
لم يعد أحد يشك في عملية "أفغنة" شمال أفريقيا والمنطقة العربية ككل ما عدا دول مجلس التعاون الخليجي التي لا يمكن تبرئتها مما يجري وسيجري. إن سيناريو أفغنة المنطقة ينفذ على نار هادئة تماما (كل دولة وفقا لظروفها الخاصة)، استنادا لتهافت العسكر وتيارات الإسلام السياسي على السلطة، وإصرار الأنظمة الاستبدادية على البقاء حتى ولو كان ثمن ذلك القضاء على الشعوب وتدمير البلاد تماما. ما يعني بشكل مباشر مشاركة الأنظمة العسكرية وتيارات الإسلام السياسي والأنظمة الاستبدادية المتمسكة بالسلطة في الجريمة وإعادة المنطقة بالكامل إلى القرون الوسطى. فليبيا ومصر والسودان وتونس أصبحت جاهزة. وقد تنبأنا في مقالات سابقة بما يجري في تونس حاليا بعد إحكام حركة النهضة الإسلامية قبضتها على الدولة والمجتمع التونسيين، فالإضرابات والاعتصامات بدأت مجددا بعد استئساد حركة النهضة وسعيها للقضاء على كل مكتسبات المجتمع التونسي، ومحاولات فرض الزي الإسلامي وممارسة الشكليات الدينية والابتعاد عن القضايا الجوهرية التي تهم بسطاء التونسيين. أما المغرب، فينفذ السيناريو بهدوء يتوافق مع "الشرعية الدولية!" ويتلاءم مع فكرة "ضرورة الحوار!" و"يجب أن تتم الأمور بدون تدخل خارجي!". والجزائر تسير على سيناريو آخر شبيه بسيناريو ليبيا بهدوء تام وبدون منغصات، علما بأن ما سيحدث في الجزائر قريبا سيكون أشد وأعتى. وعلى الجانب الآخر، نرى اليمن والعراق جاهزين تماما. أما سوريا فهي في طور الإعداد والتجهيز والبلورة. ولبنان لا ينتظر إلا شرارة صغيرة لإعادة سيناريوهات سبعينات وثمانينات القرن العشرين.
لا شك أن محاولات إقامة قطب روسي – صيني لمواجهة الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي واضحة تماما. ولا يخفى أيضا أن هناك حوارا متعثرا بين روسيا ودول أوروبية منفردة، وليس مع الاتحاد الأوروبي ككيان يشكل حلف الناتو الذي تتزعمه الولايات المتحدة. إن روسيا والصين تعملان بآليات مختلفة تماما، ولكن هذه الآليات يجري تفعيلها في ظروف سيئة وغير مواتية على خلفية الثورات الحقيقية التي قامت، وتقوم، بها الشعوب العربية حاليا ضد الاستبداد والديكتاتورية والظروف المعيشية والاجتماعية المتدنية. غير أن ما يفسد المعادلة تماما هو أن تيارات الإسلام السياسي قفزت على هذه الثورات بمساعدة بقايا الأنظمة والمؤسسات العسكرية التي تصر على الاحتفاظ بالسلطة حتى لو تحالفت مع الشيطان، سواء كان هذا الشيطان هو عدوها الوهمي السابق المتمثل في تيارات الإسلام السياسي، أو الولايات المتحدة راعية هذه الأنظمة ومربيتها وعدوة شعوبها في آن واحد، أو حتى مجموعات المقاتلين التي حاربت في أفغانستان وكوسوفو والعراق. ما يضع علامات استفهام كبيرة وكثيرة على طبيعة وتصرفات ما يشبه الأنظمة التي تشكلت منذ يناير 2011 في تونس ومصر وليبيا، وقبلهما بأعوام في السودان والعراق، وما يمكن أن تسفر عنه الفترة المقبلة في سوريا. وكذلك علامات استفهام على طبيعة العلاقات الجديدة – القديمة بين الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية بتلك الأنظمة الجديدة – القديمة أيضا، وانشغال الولايات المتحدة بالحرية والديمقراطية في إطار التشكيلات الفاشية ذات الشقين العسكري والديني، أو الديني المتحالف مع بعض الوجوه المتبقية من النظم القديمة الصديقة أصلا للولايات المتحدة وتلك الدول الأوروبية. وتتزايد علامات الاستفهام عندما نرى طبيعة العلاقات "الجديدة!" بين الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية "بأعدائها!" من الحركات والمنظمات والتنظيمات الدينية، وبالذات القوى "المعادية!" في أفغانستان والعراق.
من الواضح أن روسيا هي المتضرر الأكبر من السيناريو الأمريكي الأطلسي لأفغنة المنطقة العربية. فهو يلغي تماما وجود روسيا في المنطقة اقتصاديا وأمنيا وعسكريا، بل وثقافيا وإنسانيا. ويحرمها من المياه الدافئة في البحر المتوسط ومن الأسواق التقليدية للأسلحة الروسية. وإذا كانت القوى "المعادية!" للوايات المتحدة بدأت تتجمع من أفغانستان وكوسوفو والعراق وتعود إلى المنطقة للجهاد المقدس "ضد الأنظمة الاستبدادية"، والأنظمة بالفعل استبدادية، إلا أنه سرعان ما ستوفر الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية ظروفا هشة وشكلية تماما للأنظمة الجديدة. وستساعدها في التخلص من العناصر الواردة بإرسالها من جديد إلى شمال القوقاز وآسيا الوسطى، وما يستجد من مناطق ساخنة ستشعلها الولايات المتحدة. وهذا على غرار ما حدث في نهاية سبعينات وثمانينات القرن العشرين في أفغانستان، ثم كوسوفو والعراق بعد انهيار الاتحاد السوفيتي بسنوات. ولكن لا يمكن أن نستثني بقاء جيوب من هذه القوى وعناصر أكثر تشددا في دول المنطقة تشكل رمانة الميزان للسيطرة الأمريكية الأطلسية في المراحل الأولى وتمثل عامل توازن وتهديد للأنظمة نفسها. هذه القوى والعناصر سيكون لديها الفرصة الكاملة والحرية للعمل على تنفيذ أفكارها بشأن إقامة دولة الخلافة وستجمع حولها كافة الجيوب المتطرفة والراديكالية سواء على المستوى الداخلي أو الإقليمي، إلى أن تحين الفرصة لصدام على غرار صدام طالبان والقاعدة مع الولايات المتحدة. هنا ستكون الخطوة الأولى للتدخل العسكري عن طريق تحالف تقليدي شبيه بالتحالف في أفغانستان لمكافحة الإرهاب وحماية المجتمع الدولي منه والحفاظ على مصالح النخب الحاكمة التي ستكون جزء لا يتجزأ من مصالح دول التحالف.
إن بوادر إشغال روسيا وإلهائها واضحة تماما الآن. بل والتركيز المثير للدهشة على الحراك السياسي المتواضع فيها، والعدوانية التي استقبل بها الغرب عودة بوتين إلى الكرملين، كل ذلك يثير علامات استفهام كثيرة، خاصة وإذا لاحظنا أيضا استقبال بعض دول الخليج وتعاملها مع ما يحدث في روسيا داخليا، بما في ذلك حقيقة موقفها من مجئ بوتين وليس التصريحات الدبلوماسية "الدافئة والمجاملة!". من المعروف تاريخيا أن فترة التسعينات من القرن العشرين تحت قيادة بوريس يلتسين كانت تروق تماما للغرب وحلفائه في المنطقة العربية باعتبارها فترة الحرية والديمقراطية والليبرالية!! بينما أي مشروع وطني، سواء في روسيا أو غيرها، يثير غضب الولايات المتحدة وحلفائها. ولكن تفاديا للمواجهات المباشرة بين قوى نووية، تمتلك الولايات المتحدة كل الأدوات والوسائل اللازمة لضرب المشاريع الوطنية، بما فيها المشاريع الروسية أو الصينية أو حتى العربية باستخدام دول ومنظمات وتنظيمات، وتجربة أفغانستان والعراق وليبيا واضحة تماما. وكل يوم تظهر وثائق جديدة توضح مدى تورط دول وأنظمة سياسية في المنطقة العربية فيما حدث في أفغانستان وكوسوفو والعراق وليبيا. وبالتالي لا يمكن استبعاد ظهور بؤر توتر في منطقة شمال القوقاز وبعض دول آسيا الوسطى على خلفية تحرشات عسكرية جدية من جانب الولايات المتحدة وحلف الناتو بإيران. والهدف ليس إطلاقا لا إيران ولا سوريا، بل روسيا تحديدا.