مشاهدة النسخة كاملة : سؤال عن الاعتقاد بالظني
السلام عليكم
يقول الحزب ان الاخبار الظنية لا يجوز الاعتقاد بها بل تصدق دون اعتقاد
ما معنى هذا الكلام ؟ فانا لا افرق بين التصديق و التصديق الجازم من ناحية عملية كيف افرق بينهما وكيف اصدق و لا اجزم ؟
بوفيصيل
22-03-2012, 02:41 PM
السلام عليكم اخي عمر
اسمح لي بهذا المثال حتي يكون موضوع التصديق اقرب الي الذهن في عملية التصديق والتصديق الجازم فكلاهما تصديق وحتي نميز بينهما اليك هذا المثال
علي فرض انك جالس أمامي وكان بيدي تليفون ووضعت التليفون من خلف ظهري فانت في تلك الحاله تقول انك مصدق بانه خلف ظهري ولكن هل من الممكن ان تجزم بالضبط اين هو في حقيقة الامر هل هو علي الارض خلف ظهري ام انه في صندوق خلف ظهري فاذا انت ذهبت خلف ظهري ورايته بالعين المجردة فانك تقول هو حقيقة اين هو وتصدق التصديق الجازم لكن ان لم تراه بالضبط اين مكانه الحقيقي فانك تصدق تصديقا بدون جزم انه خلف ظهري هذا مثال ومثال اخر
عندما يقال ان الرسول صلوات ربي عليه قال حديثاً فانك تصدق من باب التصديق فقط لكن لو سالك شخص هل سمعت الحبيب في قوله عندما قاله فانك تقول طبعا لا لأنك لم تسمعه وهنا هو التصديق لكن لو انك سمعته من الحبيب مباشرة فانك في هذه الحاله لو طلب منك ان تقطع به واحلف اليمين عليه لحلفت عليه وانك سمعته وفي هذا هو التصديق الجازم وهو القطع الذي لا ريب فيه وبمعنى ان التصديق الجازم هو الذي لا يختلف عليه اثنان ولا يمكن التشكيك علي بهذه الا مثله اكون قد وفقت لان أوصل لك التفريق بين التصديق والتصديق الجازم
ودمتم في امان الله وحفظه
السلام عليكم
جزيت خيرا ، ولكن لنأخذ المثال الذي يقابلنا به الناس عذاب القبر
نحن نقول نصدق بعذاب القبر ولا نعتقد
افهم من كلامك ان الضابط في التفريق بين التصديق و الاعتقاد ، ان الاعتقاد لا يكون معه شك بخلاف التصديق
يعني ان عذاب الكبر موجود ولكن يوجد احتمال ان لا يكون هنالك عذاب كبر
بخلاف ان الله واحد فلا شك فيها .
هل فهمي صحيح ؟
ابواحمد
22-03-2012, 09:08 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حسب رأي ان النصوص الظنية لا تكون محلا للتصديق ولو كان تصديق غير جازم ، بل القول انه يصدق بها تصديق غير جازم، مجرد حيلة لعدم الآخذ بها على مايبدو لي . والحقيقة انها لا لا تكون محلا للتصديق وليس هناك دليل على وجوب التصديق بها لا تصديقا جازما ولا غير جازم ، بل ترد دراية عملا بنصوص القرآن التي نهت عن الاعتقاد بالظن، ولأن القرآن اوجب ان تؤخذ العقائد بالدليل القطعي فقط، هذا هو الموقف الذي ينبغي من تلك النصوص الظنية، ودون الحاجة للجوء لردها بالقول تصدق تصديق غير جازم. فعلى سبيل المثال كيف نصدق تصديقا غير جازم بمدلول الحديث الوارد في البخاري عن الدجال( وأنه اعور وان ربكم ليس بأعور.) هل يجوز مجرد التصديق بأن الله سبحانه وتعالى كائن مثل الدجال والفرق بينهما ان الدجال اعور والله ليس اعور . فالصواب وكما هو مقرر في الاصول ردها دراية ، ولا نردها رواية . دمتم
بوفيصيل
22-03-2012, 09:12 PM
السلام عليكم اخي عمر
نعم أحسنت وهذا فهم صحيح
اخي الكريم للاسف فقد سبق الحزب في قضية الاعتقاد وان لايجوز الاعتقاد بالظن في كتاب الموافقات للإمام الشاطبي رحمه الله الا ان وعلي حسب فهمي المتواضع ان الناس ومنهم الحركات الاسلامية وكثير ممن يسمونهم علماء ومشايخ يخلطون بين العمل والإيمان فلكل له طريقتة فعذاب القبر الناس تعتقد بعذاب القبر مع ان الأدلة في ذلك هي ظنية وهذا موجود في كتب الفقه بانه لايجوز الأخذ بالظن . وهذا لا يتنافى مع التصديق وليس التصديق الجازم
ودمتم في امان الله
أبو أيمن
23-03-2012, 09:02 PM
السلام عليكم
كما تفضلتم ورد مسألة عذاب القبر في أخبار آحاد وهنا أحاديث آحاد يستدل بها على مندوبية التعوذ من عذاب القبرفكيف تقنع المخالف بأنك تتعوذ من شيء(وهو هنا عذاب القبر) وأنت لا تجزم بوجوده أليس في الأمر تناقض ؟
الحاسر
23-03-2012, 11:10 PM
التصديق وحده يفيد اخذ الخبر مع استمرارية وجود الشك به. التصديق الجازم هو اخذ الخبر بدون اي شك به. و في العقائد لا يقبل الا التصديق الجازم وفي الاحكام يقبل التصديق وحده كصلاة السنة قبل المغرب فأنه هناك شك في اخبارها و كذلك التصديق الجازم كصلاة المغرب الفرض. ونفس الشئ ينطبق على اخبار عذاب القبر.
muslem
24-03-2012, 12:52 AM
السلام عليكم
كما تفضلتم ورد مسألة عذاب القبر في أخبار آحاد وهنا أحاديث آحاد يستدل بها على مندوبية التعوذ من عذاب القبرفكيف تقنع المخالف بأنك تتعوذ من شيء(وهو هنا عذاب القبر) وأنت لا تجزم بوجوده أليس في الأمر تناقض ؟
بارك الله فيك اخي لا اعلم لماذا لا يوجد جواب مقنع لي لسؤالك هذا ياحبذا لو افادنا الاخوة باجابات مقنعة كما اعتدنا عليهم
عابر السّبيل
24-03-2012, 01:43 AM
السّلام عليكم
لا يوجد تناقض في التعوذ بحدث لا نجزم بحدوثه فنتعوذ بكثير من المسائل التي لا نستطيع الجزم بتحقيقها فمثلا قد يتعوذ المرء بالله من الفقر بدون أن يجزم أنه سيصبح فقيرا في يوم من الأيام و قد يحدث عكس ذلك و يصبح غنيا و مثالا آخر قد يتعوذ المسلم بالله من الكفر بدون أن يجزم أنه سوف يصبح في يوم من الأيام كافرا (و ليعوذ بالله) فمجرد إحتمال بوقوع الشيء يكفي لكي تتعوذ به و الله أعلم.
بوفيصيل
24-03-2012, 02:11 AM
السلام عليكم ورحمة الله
اشكرك اخي عابر السبيل علي الزيادة في التوضيح ولا ادري كيف للإنسان لا يفرق واقصد هنا عامة الناس بين الحكم الشرعي والتي في مجموعها واغلبها علي غلبة الظن فكل الأحكام الشرعية هي علي غلبة الظن الا القليل القليل والتي جاءت من رب العالمين لا يختلف عليها اثنان ك حكم الزنا والخمر وقطع يد السارق والربا فكلها أحكام قطعية الدلالة وقطعية الثبوت وكثير من الأحكام هي علي غلبة الظن هذا بالنسبة للأحكام الشرعية منها ما هو قطعي الدلالة وظني الثبوت ومنها ما هو العكس وهذه الأحكام الاصل في المسلم التصديق ولا يوجد تعارض مع الاعتقاد والذي لا يجوز فيه الا القطع في الحكم فهل من الممكن ان يظن احد في وجود الخالق تبارك وتعالى ويكون الله موجود او يشوب وجوده شك او ظن يستحيل ان يكون هذا إيمان لذلك وجب القطع في وجود الله جل وعلي وعليه يكون هنا يجب التفريق ما يفيد الاعتقاد والذي يجب الجزم فيه وما يفيد العمل في الأحكام الشرعية والتي كثير من الفقهاء اختلفوا فيما بينهم ولكل دليله وفهمه وشكرا
ودمتم في امان الله وحفظه
السلام عليكم
بارك الله بك ، لقد تم جلاء الغباش عن المسألة .
muslem
24-03-2012, 09:48 PM
السّلام عليكم
لا يوجد تناقض في التعوذ بحدث لا نجزم بحدوثه فنتعوذ بكثير من المسائل التي لا نستطيع الجزم بتحقيقها فمثلا قد يتعوذ المرء بالله من الفقر بدون أن يجزم أنه سيصبح فقيرا في يوم من الأيام و قد يحدث عكس ذلك و يصبح غنيا و مثالا آخر قد يتعوذ المسلم بالله من الكفر بدون أن يجزم أنه سوف يصبح في يوم من الأيام كافرا (و ليعوذ بالله) فمجرد إحتمال بوقوع الشيء يكفي لكي تتعوذ به و الله أعلم.
بارك الله فيك اخي عابر السّبيل واعذرني على سؤالي الاتي وارجوا منك ومن الاخوة الاعزاء ان يتسع صدرهم لاسئلتي اخي الكريم الفقر و الكفر مشاهد و محسوس فانت تتعوذ من شئ ملموس الاثر وسؤالي هل عذاب القبر ملموس الاثر ام انه من الغيبيات ? فان كان كذلك فكيف نتعوذ من شئ لا نعتقد به(نصدقه تصديق جازم) و ليس ملموس الاثر ?
وماهو الرد الشرعي على الكلام الاتي من احدى محاضرات النابلسي والذي يتبنى ان خبر الاحاد لا يؤخذ في العقيدة (http://www.nabulsi.com/blue/ar/art.php?art=776&id=55&sid=612&ssid=613&sssid=614)
الأدلة الواردة على عذاب القبر من الكتاب:
أيها الأخوة , لو أن الإنسان مات في الطائرة، أو في الباخرة ، أو حرقاً فمصيره إلى الله سبحانه، ولن ينج من عذاب القبر، في الهند يحرق الإنسان، لي صديق له عمل تجاري، فذهب إلى " هونج كونج "، فمدير الشركة قبل يوم من وصوله ماتت أمه، فهذا الصديق وقع في حرج شديد، كيف يتابع عمله التجاري مع هذا المدير، وقد ماتت أمه ؟ قال له: ليست مشكلة، نحن نحرقها، ونضعها في قارورة صغيرة ثم نضعها في معبد وكل عيد نأتي بها إلى البيت، فعذاب القبر حق، كيف ؟ لا نعلم، أمور الغيب لا تخضع للمنطق ولا للعقل، بل تخضع للخبر الصادق , بعض الآيات التي تثبت عذاب القبر:
﴿وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ ﴾
( سورة الأنعام الآية: 93)
وهذه آية ثانية:
﴿ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ﴾
( سورة التوبة الآية: 101 )
والآية الثالثة:
﴿وَحَاقَ بِآَلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ * النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آَلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ﴾
( سورة غافر الآية: 45- 46 )
بحساب بسيط آل فرعون دمروا قبل ستة آلاف عام، فستة آلاف عام ضرب ثلاثمئة وخمسة وستين يومًا، ضرب اثنين ,
﴿غُدُوّاً وَعَشِيّاً﴾
( سورة غافر الآية: 46)
والخير بل الشرُّ للأمام ، ولا يزالون يعرضون على النار غدواً وعشياً إلى يوم القيامة ، وهذه الآية أصلٌ في عذاب القبر.
الأدلة الواردة على عذاب القبر من السنة:
في صحيح مسلم عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ:
((دَخَلَتْ عَلَيَّ عَجُوزَانِ مِنْ عُجُزِ يَهُودِ الْمَدِينَةِ فَقَالَتَا إِنَّ أَهْلَ الْقُبُورِ يُعَذَّبُونَ فِي قُبُورِهِمْ قَالَتْ فَكَذَّبْتُهُمَا وَلَمْ أُنْعِمْ أَنْ أُصَدِّقَهُمَا ـ ما طابت نفسي أن أصدقهما ـ فَخَرَجَتَا وَدَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ لَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ عَجُوزَيْنِ مِنْ عُجُزِ يَهُودِ الْمَدِينَةِ دَخَلَتَا عَلَيَّ فَزَعَمَتَا أَنَّ أَهْلَ الْقُبُورِ يُعَذَّبُونَ فِي قُبُورِهِمْ فَقَالَ صَدَقَتَا إِنَّهُمْ يُعَذَّبُونَ عَذَابًا تَسْمَعُهُ الْبَهَائِمُ قَالَتْ فَمَا رَأَيْتُهُ بَعْدُ فِي صَلَاةٍ إِلَّا يَتَعَوَّذُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ قَالَتْ عَائِشَةُ: وَمَا صَلَّى صَلَاةً بَعْدَ ذَلِكَ إِلَّا سَمِعْتُهُ يَتَعَوَّذُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ))
( أخرجه مسلم في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها )
خرج النبي عليه الصلاة والسلام بعدما غابت الشمس فسمع صوتاً , قالوا: ماذا سمعت يا رسول الله ؟ قال:
(( رجلٌ يعذَّب في قبره ))
ومن أدعية النبي صلى الله عليه وسلم، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
((اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ وَالْجُبْنِ وَالْهَرَمِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ))
(متفق عليه , أخرجهما البخاري ومسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه)
وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ أَبُو سَعِيدٍ وَلَمْ أَشْهَدْهُ مِنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
((إِنَّ هَذِهِ الْأُمَّةَ تُبْتَلَى فِي قُبُورِهَا فَلَوْلَا أَنْ لَا تَدَافَنُوا لَدَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُسْمِعَكُمْ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ الَّذِي أَسْمَعُ مِنْهُ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ فَقَالَ تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ النَّارِ قَالُوا نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ النَّارِ فَقَالَ تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ قَالُوا نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ))
( أخرجه مسلم عن أبي سعيد الخدري وعن زيد بن ثابت )
من بعض أدعيته صلى الله عليه وسلم:
((اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَمِنْ عَذَابِ النَّارِ وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ))
(متفق عليه , أخرجهما البخاري ومسلم عن أبي هريرة)
عَنْ مَوْلَى عُثْمَانَ قَالَ كَانَ عُثْمَانُ إِذَا وَقَفَ عَلَى قَبْرٍ بَكَى حَتَّى يَبُلَّ لِحْيَتَهُ فَقِيلَ لَهُ تُذْكَرُ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ فَلَا تَبْكِي وَتَبْكِي مِنْ هَذَا فَقَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
((إِنَّ الْقَبْرَ أَوَّلُ مَنْزِلٍ مِنْ مَنَازِلِ الْآخِرَةِ فَإِنْ نَجَا مِنْهُ فَمَا بَعْدَهُ أَيْسَرُ مِنْهُ وَإِنْ لَمْ يَنْجُ مِنْهُ فَمَا بَعْدَهُ أَشَدُّ مِنْهُ قَالَ وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا رَأَيْتُ مَنْظَرًا قَطُّ إِلَّا الْقَبْرُ أَفْظَعُ مِنْهُ))
( أخرجه الترمذي عن مولى عثمان )
أول منزلة من منازل الآخرة القبر، إن نجا منه ما بعده أهون منه، إن لم ينج منه ما بعده أعسر منه.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ امْرَأَةً سَوْدَاءَ كَانَتْ تَقُمُّ الْمَسْجِدَ أَوْ شَابًّا فَفَقَدَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلَ عَنْهَا أَوْ عَنْهُ فَقَالُوا مَاتَ:
((قَالَ أَفَلَا كُنْتُمْ آذَنْتُمُونِي قَالَ فَكَأَنَّهُمْ صَغَّرُوا أَمْرَهَا أَوْ أَمْرَهُ فَقَالَ دُلُّونِي عَلَى قَبْرِهِ فَدَلُّوهُ فَصَلَّى عَلَيْهَا ثُمَّ قَالَ إِنَّ هَذِهِ الْقُبُورَ مَمْلُوءَةٌ ظُلْمَةً عَلَى أَهْلِهَا وَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُنَوِّرُهَا لَهُمْ بِصَلَاتِي عَلَيْهِمْ))
(متفق عليه أخرجهما البخاري ومسلم عن أبي هريرة )
عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ:
((أُهْدِيَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَرَقَةٌ مِنْ حَرِيرٍ فَجَعَلَ النَّاسُ يَتَدَاوَلُونَهَا بَيْنَهُمْ وَيَعْجَبُونَ مِنْ حُسْنِهَا وَلِينِهَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَعْجَبُونَ مِنْهَا قَالُوا نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَمَنَادِيلُ سَعْدٍ فِي الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنْهاَ))
(متفق عليه , أخرجهما البخاري ومسلم عن البراء بن عازب )
عَنْ عَائِشَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
((إِنَّ لِلْقَبْرِ ضَغْطَةً وَلَوْ كَانَ أَحَدٌ نَاجِيًا مِنْهَا نَجَا مِنْهَا سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ ))
( أخرجه أحمد في المسند عن عائشة )
هذه كلها أيها الأخوة أحاديث صحيحة وردت في صحيح البخاري ومسلم، تبيِّن أن هناك عذاباً اسمه عذاب القبر، أو عذاب البرزخ، وأن المؤمن أول موته يصعد به إلى السماء، يرحب به كل ملكٍ في السماء، ثم يعود إلى القبر ليمضي هذه الفترة إلى يوم القيامة.
عابر السّبيل
25-03-2012, 01:54 AM
أخي مسلم صحيح أن الفقر ملموس الأثر و الكفر أيضا و لكن إذا لاحظت قلت كذلك أن مجرد إحتمال بقوع الشيء يكفي للتعوذ به فبنسبة إلى موضوع عذاب القبر فالأحاديث المذكورة تفيد وجوب التصديق بعذاب القبر بغلابة الظن دون الجزم به إلا إذا تعارضت الأحاديث مع نص قطعي فترد دراية أو تعارضت مع أحاديث صحيحة فيتطلب الترجيح و الله أعلم و بارك الله فيكم.
أبو أيمن
25-03-2012, 04:18 AM
أخي مسلم صحيح أن الفقر ملموس الأثر و الكفر أيضا و لكن إذا لاحظت قلت كذلك أن مجرد إحتمال بقوع الشيء يكفي للتعوذ به فبنسبة إلى موضوع عذاب القبر فالأحاديث المذكورة تفيد وجوب التصديق بعذاب القبر بغلابة الظن دون الجزم به إلا إذا تعارضت الأحاديث مع نص قطعي فترد دراية أو تعارضت مع أحاديث صحيحة فيتطلب الترجيح و الله أعلم و بارك الله فيكم.
أخي الكريم
ما قاله الأخ مسلم واضح وهو أن الكفر والفقر مشاهد ومحسوس ووردت بها أدلة نقلية قطعية أيضا وليست هناك حاجة بعد هذا للاستدلال بأخبار أحاد عليها إلا من باب الزيادة والإستئناس أما عذاب القبر وفتنة المسيح الدجال وغيرها فهذه من مسائل العقيدة والاشكال في كيفية التعوذ من شيء لانجزم بوجوده أي ان السؤال بقي لحد الآن كما أرى بدون جواب...
بوفيصيل
25-03-2012, 09:27 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي بوايمن كثرة الأحاديث التي تحدثت في موضوع القبر والدجال هي ظنية في مجموعها ووصلت لحد الاعتقاد لكن انت تقول ان أحاديث عذاب القبر والدجال من مسائل العقيده ما هو دليلك علي انها من مسائل العقيده وهي والله اعلم اخبار وهل وجب الاعتقاد بها .
القول في تأويل قوله تعالى : ( وما يتبع أكثرهم إلا ظنا إن الظن لا يغني من الحق شيئا إن الله عليم بما يفعلون ( 36 ) )
قال أبو جعفر : يقول ، تعالى ذكره : وما يتبع أكثر هؤلاء المشركين إلا ظنا ، يقول : إلا ما لا علم لهم بحقيقته وصحته ، بل هم منه في شك وريبة ( إن الظن لا يغني من الحق شيئا ) يقول : إن الشك لا يغني من اليقين شيئا ، ولا يقوم في شيء مقامه ، ولا ينتفع به حيث يحتاج إلى اليقين ( إن الله عليم بما يفعلون ) يقول ، تعالى ذكره : إن الله ذو علم بما يفعل هؤلاء المشركون ، من اتباعهم الظن ، وتكذيبهم الحق اليقين ، وهو لهم بالمرصاد ، حيث لا يغني عنهم ظنهم من الله شيئا .
هذا والله اعلم
ودمتم في امان الله
أبو أحمد الكردي
25-03-2012, 09:44 AM
حسب فهمي لما دار من نقاش أظن ان الأخ أبو أيمن يقصد م أن الإيمان بوجود عذاب في القبر وظهور ما يسمى المسيح الدجال هي مسائل من الغيب ومناطها العقيدة لكن النصوص التي جاءت فيها ذكر المسأليتن هي أخبار آحاد لا تفيد إلا الظن وطلبت التعوذ من فتنة القبر وفتنة المسيح الدجال ولم تطلب الايمان بوجود عذاب للقبر ولا الايمان بظهور المسيح الدجال والإشكالية تأتي من هنا عندما يقال كيف تتعوذ من فتنة شيء وانت غير جازم مطلقا بوجودهم أرجو أن يكون المسألة قد توضحت
muslem
25-03-2012, 10:22 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي بوايمن كثرة الأحاديث التي تحدثت في موضوع القبر والدجال هي ظنية في مجموعها ووصلت لحد الاعتقاد لكن انت تقول ان أحاديث عذاب القبر والدجال من مسائل العقيده ما هو دليلك علي انها من مسائل العقيده وهي والله اعلم اخبار وهل وجب الاعتقاد بها .
القول في تأويل قوله تعالى : ( وما يتبع أكثرهم إلا ظنا إن الظن لا يغني من الحق شيئا إن الله عليم بما يفعلون ( 36 ) )
قال أبو جعفر : يقول ، تعالى ذكره : وما يتبع أكثر هؤلاء المشركين إلا ظنا ، يقول : إلا ما لا علم لهم بحقيقته وصحته ، بل هم منه في شك وريبة ( إن الظن لا يغني من الحق شيئا ) يقول : إن الشك لا يغني من اليقين شيئا ، ولا يقوم في شيء مقامه ، ولا ينتفع به حيث يحتاج إلى اليقين ( إن الله عليم بما يفعلون ) يقول ، تعالى ذكره : إن الله ذو علم بما يفعل هؤلاء المشركون ، من اتباعهم الظن ، وتكذيبهم الحق اليقين ، وهو لهم بالمرصاد ، حيث لا يغني عنهم ظنهم من الله شيئا .
هذا والله اعلم
ودمتم في امان الله
اخي العزيز بوفيصيل سؤالي واضح وياحبذا لو اصحاب الفكر المستنير اجابوني حيث كما خبرناهم هم اصحاب حجج دامغة ارجوا منك ومن الاخوة الاعزاء ان يتسع صدرهم لاسئلتي اخي الكريم الفقر و الكفر مشاهد و محسوس فانت تتعوذ من شئ ملموس الاثر
وسؤالي
1-هل عذاب القبر ملموس الاثر ام انه من الغيبيات ? فان كان كذلك فكيف نتعوذ من شئ لا نعتقد به(نصدقه تصديق جازم) و ليس ملموس الاثر ?مثال (هل يجوز ان اتعوذ من عنزة او بقرة طائرة ?!)
2-وماهو الرد الشرعي على الكلام الاتي من احدى محاضرات النابلسي والذي يتبنى ان خبر الاحاد لا يؤخذ في العقيدة (http://www.nabulsi.com/blue/ar/art.p...=613&sssid=614)
الأدلة الواردة على عذاب القبر من الكتاب:
أيها الأخوة , لو أن الإنسان مات في الطائرة، أو في الباخرة ، أو حرقاً فمصيره إلى الله سبحانه، ولن ينج من عذاب القبر، في الهند يحرق الإنسان، لي صديق له عمل تجاري، فذهب إلى " هونج كونج "، فمدير الشركة قبل يوم من وصوله ماتت أمه، فهذا الصديق وقع في حرج شديد، كيف يتابع عمله التجاري مع هذا المدير، وقد ماتت أمه ؟ قال له: ليست مشكلة، نحن نحرقها، ونضعها في قارورة صغيرة ثم نضعها في معبد وكل عيد نأتي بها إلى البيت، فعذاب القبر حق، كيف ؟ لا نعلم، أمور الغيب لا تخضع للمنطق ولا للعقل، بل تخضع للخبر الصادق , بعض الآيات التي تثبت عذاب القبر:
﴿وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ ﴾
( سورة الأنعام الآية: 93)
وهذه آية ثانية:
﴿ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ﴾
( سورة التوبة الآية: 101 )
والآية الثالثة:
﴿وَحَاقَ بِآَلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ * النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آَلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ﴾
( سورة غافر الآية: 45- 46 )
بحساب بسيط آل فرعون دمروا قبل ستة آلاف عام، فستة آلاف عام ضرب ثلاثمئة وخمسة وستين يومًا، ضرب اثنين ,
﴿غُدُوّاً وَعَشِيّاً﴾
( سورة غافر الآية: 46)
والخير بل الشرُّ للأمام ، ولا يزالون يعرضون على النار غدواً وعشياً إلى يوم القيامة ، وهذه الآية أصلٌ في عذاب القبر.
الأدلة الواردة على عذاب القبر من السنة:
في صحيح مسلم عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ:
((دَخَلَتْ عَلَيَّ عَجُوزَانِ مِنْ عُجُزِ يَهُودِ الْمَدِينَةِ فَقَالَتَا إِنَّ أَهْلَ الْقُبُورِ يُعَذَّبُونَ فِي قُبُورِهِمْ قَالَتْ فَكَذَّبْتُهُمَا وَلَمْ أُنْعِمْ أَنْ أُصَدِّقَهُمَا ـ ما طابت نفسي أن أصدقهما ـ فَخَرَجَتَا وَدَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ لَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ عَجُوزَيْنِ مِنْ عُجُزِ يَهُودِ الْمَدِينَةِ دَخَلَتَا عَلَيَّ فَزَعَمَتَا أَنَّ أَهْلَ الْقُبُورِ يُعَذَّبُونَ فِي قُبُورِهِمْ فَقَالَ صَدَقَتَا إِنَّهُمْ يُعَذَّبُونَ عَذَابًا تَسْمَعُهُ الْبَهَائِمُ قَالَتْ فَمَا رَأَيْتُهُ بَعْدُ فِي صَلَاةٍ إِلَّا يَتَعَوَّذُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ قَالَتْ عَائِشَةُ: وَمَا صَلَّى صَلَاةً بَعْدَ ذَلِكَ إِلَّا سَمِعْتُهُ يَتَعَوَّذُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ))
( أخرجه مسلم في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها )
خرج النبي عليه الصلاة والسلام بعدما غابت الشمس فسمع صوتاً , قالوا: ماذا سمعت يا رسول الله ؟ قال:
(( رجلٌ يعذَّب في قبره ))
ومن أدعية النبي صلى الله عليه وسلم، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
((اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ وَالْجُبْنِ وَالْهَرَمِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ))
(متفق عليه , أخرجهما البخاري ومسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه)
وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ أَبُو سَعِيدٍ وَلَمْ أَشْهَدْهُ مِنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
((إِنَّ هَذِهِ الْأُمَّةَ تُبْتَلَى فِي قُبُورِهَا فَلَوْلَا أَنْ لَا تَدَافَنُوا لَدَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُسْمِعَكُمْ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ الَّذِي أَسْمَعُ مِنْهُ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ فَقَالَ تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ النَّارِ قَالُوا نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ النَّارِ فَقَالَ تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ قَالُوا نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ))
( أخرجه مسلم عن أبي سعيد الخدري وعن زيد بن ثابت )
من بعض أدعيته صلى الله عليه وسلم:
((اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَمِنْ عَذَابِ النَّارِ وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ))
(متفق عليه , أخرجهما البخاري ومسلم عن أبي هريرة)
عَنْ مَوْلَى عُثْمَانَ قَالَ كَانَ عُثْمَانُ إِذَا وَقَفَ عَلَى قَبْرٍ بَكَى حَتَّى يَبُلَّ لِحْيَتَهُ فَقِيلَ لَهُ تُذْكَرُ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ فَلَا تَبْكِي وَتَبْكِي مِنْ هَذَا فَقَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
((إِنَّ الْقَبْرَ أَوَّلُ مَنْزِلٍ مِنْ مَنَازِلِ الْآخِرَةِ فَإِنْ نَجَا مِنْهُ فَمَا بَعْدَهُ أَيْسَرُ مِنْهُ وَإِنْ لَمْ يَنْجُ مِنْهُ فَمَا بَعْدَهُ أَشَدُّ مِنْهُ قَالَ وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا رَأَيْتُ مَنْظَرًا قَطُّ إِلَّا الْقَبْرُ أَفْظَعُ مِنْهُ))
( أخرجه الترمذي عن مولى عثمان )
أول منزلة من منازل الآخرة القبر، إن نجا منه ما بعده أهون منه، إن لم ينج منه ما بعده أعسر منه.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ امْرَأَةً سَوْدَاءَ كَانَتْ تَقُمُّ الْمَسْجِدَ أَوْ شَابًّا فَفَقَدَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلَ عَنْهَا أَوْ عَنْهُ فَقَالُوا مَاتَ:
((قَالَ أَفَلَا كُنْتُمْ آذَنْتُمُونِي قَالَ فَكَأَنَّهُمْ صَغَّرُوا أَمْرَهَا أَوْ أَمْرَهُ فَقَالَ دُلُّونِي عَلَى قَبْرِهِ فَدَلُّوهُ فَصَلَّى عَلَيْهَا ثُمَّ قَالَ إِنَّ هَذِهِ الْقُبُورَ مَمْلُوءَةٌ ظُلْمَةً عَلَى أَهْلِهَا وَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُنَوِّرُهَا لَهُمْ بِصَلَاتِي عَلَيْهِمْ))
(متفق عليه أخرجهما البخاري ومسلم عن أبي هريرة )
عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ:
((أُهْدِيَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَرَقَةٌ مِنْ حَرِيرٍ فَجَعَلَ النَّاسُ يَتَدَاوَلُونَهَا بَيْنَهُمْ وَيَعْجَبُونَ مِنْ حُسْنِهَا وَلِينِهَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَعْجَبُونَ مِنْهَا قَالُوا نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَمَنَادِيلُ سَعْدٍ فِي الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنْهاَ))
(متفق عليه , أخرجهما البخاري ومسلم عن البراء بن عازب )
عَنْ عَائِشَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
((إِنَّ لِلْقَبْرِ ضَغْطَةً وَلَوْ كَانَ أَحَدٌ نَاجِيًا مِنْهَا نَجَا مِنْهَا سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ ))
( أخرجه أحمد في المسند عن عائشة )
هذه كلها أيها الأخوة أحاديث صحيحة وردت في صحيح البخاري ومسلم، تبيِّن أن هناك عذاباً اسمه عذاب القبر، أو عذاب البرزخ، وأن المؤمن أول موته يصعد به إلى السماء، يرحب به كل ملكٍ في السماء، ثم يعود إلى القبر ليمضي هذه الفترة إلى يوم القيامة.
عابر السّبيل
26-03-2012, 10:12 AM
عذاب القبر ليس ملموس الأثر إذ المسألة نقلية و ليست عقلية طبعا، فالمسألة متعلقة بأخبار نقلت إلينا بروايات صحيحة تخبرنا أن هناك عذاب في القبر فنصدق بها بغلابة الظن أي يغلب على ظننا أن هناك عذاب في القبر و هذا يكفي لكي تتعوذ به إلا إذا أثبتنا أن تلك الأخبار تعارض ما هو قطعي أو وجدنا أخبار صحيحة تتناقض مع أحاديث عذاب القبر فيتطلب الترجيح.
ابو عمر الحميري
26-03-2012, 10:16 PM
كون الاستعاذة من عذاب القبر مندوب فلا يعني ان احاديث عذاب القبر متواترة فهناك الكثير من المندوبات ثبتت بأدلة ظنية فمثلا صيام ستة أيام من شوال مندوب وثبت بحديث آحاد وصلاة سنة تحية المسجد مندوبة وثبتت بأحاديث آحاد وغيرها كثير وأريد أن اوجه سؤالا لمن يعتقدون بعذاب القبر هل اعتقادكم هذا يتطلب منكم اعمالا زائدة عن الذين يصدقون بعذاب القبر دون اعتقاد والسلام
أبو حمزة التونسي
28-03-2012, 01:04 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
موضوع جد رائع
جزى الله كل من ساهم فيه خير الجزاء
أردت فقط أن أثير نقطة بسيطة في موضوع التصديق و التصديق الجازم
إن حصول التصديق الجازم او مجرد التصديق عند الإنسان بخبر ما، ليس أمرا تعسّفيا
بل هو أمر طبيعي
و هو أمر يحصل طبيعيا عند الانسان تبعا لنوع الدليل الذي اقترن بالخبر اللذي وصل للمتلقي أو من الكيفية التي وصل بها هذا الخبر
فإن كان الدليل ظنيا فإن التصديق بالخبر يكون ظنيا
و إن كان الدليل قطعيا فكذلك يكون التصديق به قطعيا أي جازما
فالانسان لا يمكنه طبيعيا أن يجزم في ما ليس بمحل جزم و لا أن يكتفي بمجرد التصديق في ما نقل إليه بطريق يحتم عليه القطع و اليقين
و هذه المسألة تنطبق على الانسان و ليس على المسلم فقط، فالعرب قبل الاسلام كانوا يتعاملون مع الاخبار من حيث التصديق الجازم بها او مجرد التصديق فقط بناءا على هذا الأساس
و الله أعلم
muslem
29-03-2012, 07:31 AM
بارك الله فيكم اجمعين لكن اسئلتي مازلت قائمة ولم اجد جواب شافي مع احترامي للجميع فياحبذا لو ادلى عبدالواحد جعفر او الاخ سليم او فرج الطحان بدلوه في هذا الموضوع
اخي العزيز بوفيصيل سؤالي واضح وياحبذا لو اصحاب الفكر المستنير اجابوني حيث كما خبرناهم هم اصحاب حجج دامغة ارجوا منك ومن الاخوة الاعزاء ان يتسع صدرهم لاسئلتي اخي الكريم الفقر و الكفر مشاهد و محسوس فانت تتعوذ من شئ ملموس الاثر
وسؤالي
1-هل عذاب القبر ملموس الاثر ام انه من الغيبيات ? فان كان كذلك فكيف نتعوذ من شئ لا نعتقد به(نصدقه تصديق جازم) و ليس ملموس الاثر ?مثال (هل يجوز ان اتعوذ من عنزة او بقرة طائرة ?!)
2-وماهو الرد الشرعي على الكلام الاتي من احدى محاضرات النابلسي والذي يتبنى ان خبر الاحاد لا يؤخذ في العقيدة (http://www.nabulsi.com/blue/ar/art.p...=613&sssid=614)
الأدلة الواردة على عذاب القبر من الكتاب:
أيها الأخوة , لو أن الإنسان مات في الطائرة، أو في الباخرة ، أو حرقاً فمصيره إلى الله سبحانه، ولن ينج من عذاب القبر، في الهند يحرق الإنسان، لي صديق له عمل تجاري، فذهب إلى " هونج كونج "، فمدير الشركة قبل يوم من وصوله ماتت أمه، فهذا الصديق وقع في حرج شديد، كيف يتابع عمله التجاري مع هذا المدير، وقد ماتت أمه ؟ قال له: ليست مشكلة، نحن نحرقها، ونضعها في قارورة صغيرة ثم نضعها في معبد وكل عيد نأتي بها إلى البيت، فعذاب القبر حق، كيف ؟ لا نعلم، أمور الغيب لا تخضع للمنطق ولا للعقل، بل تخضع للخبر الصادق , بعض الآيات التي تثبت عذاب القبر:
﴿وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ ﴾
( سورة الأنعام الآية: 93)
وهذه آية ثانية:
﴿ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ﴾
( سورة التوبة الآية: 101 )
والآية الثالثة:
﴿وَحَاقَ بِآَلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ * النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آَلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ﴾
( سورة غافر الآية: 45- 46 )
بحساب بسيط آل فرعون دمروا قبل ستة آلاف عام، فستة آلاف عام ضرب ثلاثمئة وخمسة وستين يومًا، ضرب اثنين ,
﴿غُدُوّاً وَعَشِيّاً﴾
( سورة غافر الآية: 46)
والخير بل الشرُّ للأمام ، ولا يزالون يعرضون على النار غدواً وعشياً إلى يوم القيامة ، وهذه الآية أصلٌ في عذاب القبر.
الأدلة الواردة على عذاب القبر من السنة:
في صحيح مسلم عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ:
((دَخَلَتْ عَلَيَّ عَجُوزَانِ مِنْ عُجُزِ يَهُودِ الْمَدِينَةِ فَقَالَتَا إِنَّ أَهْلَ الْقُبُورِ يُعَذَّبُونَ فِي قُبُورِهِمْ قَالَتْ فَكَذَّبْتُهُمَا وَلَمْ أُنْعِمْ أَنْ أُصَدِّقَهُمَا ـ ما طابت نفسي أن أصدقهما ـ فَخَرَجَتَا وَدَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ لَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ عَجُوزَيْنِ مِنْ عُجُزِ يَهُودِ الْمَدِينَةِ دَخَلَتَا عَلَيَّ فَزَعَمَتَا أَنَّ أَهْلَ الْقُبُورِ يُعَذَّبُونَ فِي قُبُورِهِمْ فَقَالَ صَدَقَتَا إِنَّهُمْ يُعَذَّبُونَ عَذَابًا تَسْمَعُهُ الْبَهَائِمُ قَالَتْ فَمَا رَأَيْتُهُ بَعْدُ فِي صَلَاةٍ إِلَّا يَتَعَوَّذُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ قَالَتْ عَائِشَةُ: وَمَا صَلَّى صَلَاةً بَعْدَ ذَلِكَ إِلَّا سَمِعْتُهُ يَتَعَوَّذُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ))
( أخرجه مسلم في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها )
خرج النبي عليه الصلاة والسلام بعدما غابت الشمس فسمع صوتاً , قالوا: ماذا سمعت يا رسول الله ؟ قال:
(( رجلٌ يعذَّب في قبره ))
ومن أدعية النبي صلى الله عليه وسلم، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
((اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ وَالْجُبْنِ وَالْهَرَمِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ))
(متفق عليه , أخرجهما البخاري ومسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه)
وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ أَبُو سَعِيدٍ وَلَمْ أَشْهَدْهُ مِنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
((إِنَّ هَذِهِ الْأُمَّةَ تُبْتَلَى فِي قُبُورِهَا فَلَوْلَا أَنْ لَا تَدَافَنُوا لَدَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُسْمِعَكُمْ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ الَّذِي أَسْمَعُ مِنْهُ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ فَقَالَ تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ النَّارِ قَالُوا نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ النَّارِ فَقَالَ تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ قَالُوا نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ))
( أخرجه مسلم عن أبي سعيد الخدري وعن زيد بن ثابت )
من بعض أدعيته صلى الله عليه وسلم:
((اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَمِنْ عَذَابِ النَّارِ وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ))
(متفق عليه , أخرجهما البخاري ومسلم عن أبي هريرة)
عَنْ مَوْلَى عُثْمَانَ قَالَ كَانَ عُثْمَانُ إِذَا وَقَفَ عَلَى قَبْرٍ بَكَى حَتَّى يَبُلَّ لِحْيَتَهُ فَقِيلَ لَهُ تُذْكَرُ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ فَلَا تَبْكِي وَتَبْكِي مِنْ هَذَا فَقَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
((إِنَّ الْقَبْرَ أَوَّلُ مَنْزِلٍ مِنْ مَنَازِلِ الْآخِرَةِ فَإِنْ نَجَا مِنْهُ فَمَا بَعْدَهُ أَيْسَرُ مِنْهُ وَإِنْ لَمْ يَنْجُ مِنْهُ فَمَا بَعْدَهُ أَشَدُّ مِنْهُ قَالَ وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا رَأَيْتُ مَنْظَرًا قَطُّ إِلَّا الْقَبْرُ أَفْظَعُ مِنْهُ))
( أخرجه الترمذي عن مولى عثمان )
أول منزلة من منازل الآخرة القبر، إن نجا منه ما بعده أهون منه، إن لم ينج منه ما بعده أعسر منه.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ امْرَأَةً سَوْدَاءَ كَانَتْ تَقُمُّ الْمَسْجِدَ أَوْ شَابًّا فَفَقَدَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلَ عَنْهَا أَوْ عَنْهُ فَقَالُوا مَاتَ:
((قَالَ أَفَلَا كُنْتُمْ آذَنْتُمُونِي قَالَ فَكَأَنَّهُمْ صَغَّرُوا أَمْرَهَا أَوْ أَمْرَهُ فَقَالَ دُلُّونِي عَلَى قَبْرِهِ فَدَلُّوهُ فَصَلَّى عَلَيْهَا ثُمَّ قَالَ إِنَّ هَذِهِ الْقُبُورَ مَمْلُوءَةٌ ظُلْمَةً عَلَى أَهْلِهَا وَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُنَوِّرُهَا لَهُمْ بِصَلَاتِي عَلَيْهِمْ))
(متفق عليه أخرجهما البخاري ومسلم عن أبي هريرة )
عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ:
((أُهْدِيَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَرَقَةٌ مِنْ حَرِيرٍ فَجَعَلَ النَّاسُ يَتَدَاوَلُونَهَا بَيْنَهُمْ وَيَعْجَبُونَ مِنْ حُسْنِهَا وَلِينِهَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَعْجَبُونَ مِنْهَا قَالُوا نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَمَنَادِيلُ سَعْدٍ فِي الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنْهاَ))
(متفق عليه , أخرجهما البخاري ومسلم عن البراء بن عازب )
عَنْ عَائِشَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
((إِنَّ لِلْقَبْرِ ضَغْطَةً وَلَوْ كَانَ أَحَدٌ نَاجِيًا مِنْهَا نَجَا مِنْهَا سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ ))
( أخرجه أحمد في المسند عن عائشة )
هذه كلها أيها الأخوة أحاديث صحيحة وردت في صحيح البخاري ومسلم، تبيِّن أن هناك عذاباً اسمه عذاب القبر، أو عذاب البرزخ، وأن المؤمن أول موته يصعد به إلى السماء، يرحب به كل ملكٍ في السماء، ثم يعود إلى القبر ليمضي هذه الفترة إلى يوم القيامة.
عصائب التوحيد
29-03-2012, 08:27 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ..
الأخوة الكرام..
من يرد أحاديث عذاب القبر دراية، ويُؤَوِّل ما جاء في القرآن من آيات تحتمل أن يكون هناك عذاب قبر ولا تقطع، كما ذهب إلى ذلك الأخ أبو أحمد، فإنه لا يستعيذ من عذاب القبر، فعذاب القبر في نظره غير موجود، وبالتالي لا شيء يجب الاعتقاد به، وبالتالي لا تستقيم الاستعاذة من شيء غير موجود. ومن هنا ترد الأحاديث التي تطلب الاستعاذة من عذاب القبر دراية تبعاً لرد أحاديث عذاب القبر.
أما من يقبل أحاديث عذاب القبر، أو يرى أن دلالة تلك الآيات على عذاب القبر دلالة ظنية؛ فإنه لا تناقض بين طلب الاستعاذة، وكون ما يستعاذ منه لا يجب أن يكون قائماً على القطع واليقين، ومن ينفي ذلك عليه بالدليل.
وعلى ذلك فالأحاديث _أحاديث الاستعاذة من عذاب القبر_ نص في عمل، ولا ترد دراية من حيث هي، لعدم وجود مقتضى ردها دراية، والعمل يكفي فيه غلبة الظن، ولا يشترط في نص طلبه _سواء أكان طلب فعل أو ترك_ أن يكون قطعياً. ومن هنا نقول: يصدق بما ورد من أدلة ظنية على عذاب القبر، وهذا أمر ليس من العقيدة، والتصديق هو تصديق بصدق الرواة، وصدق الاحتمال الوارد في النص القطعي، كما يعمل بطلب الاستعاذة لأنه حكم شرعي ويكفي فيه غلبة الظن، ولا يشترط القطع.
والسلام عليكم
ابو عبد الله
02-04-2012, 06:35 AM
اخي الكريم
قد قام الدليل القطعي على وجوب اخذ الظن في الفروع و مسالة الاستعاذة من عذاب القبر قد تكون من هذا القبيل لانها من باب الفروع.
2) لا يجوز اخذ الظن في العقيدة و موضوع التصديق معناه ان لا تكذب الرواي, و ليس معناه ان تعمل بالرواية في باب العقائد, فكوني لا اكذبك ليس معناه ان اعمل بما تقول. و الله اعلم.
أبو أيمن
03-04-2012, 04:38 PM
[QUOTE=عصائب التوحيد;13030][b]بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ..
الأخوة الكرام..
من يرد أحاديث عذاب القبر دراية، ويُؤَوِّل ما جاء في القرآن من آيات تحتمل أن يكون هناك عذاب قبر ولا تقطع، كما ذهب إلى ذلك الأخ أبو أحمد، فإنه لا يستعيذ من عذاب القبر، فعذاب القبر في نظره غير موجود، وبالتالي لا شيء يجب الاعتقاد به، وبالتالي لا تستقيم الاستعاذة من شيء غير موجود. ومن هنا ترد الأحاديث التي تطلب الاستعاذة من عذاب القبر دراية تبعاً لرد أحاديث عذاب القبر.
أما من يقبل أحاديث عذاب القبر، أو يرى أن دلالة تلك الآيات على عذاب القبر دلالة ظنية؛ فإنه لا تناقض بين طلب الاستعاذة، وكون ما يستعاذ منه لا يجب أن يكون قائماً على القطع واليقين، ومن ينفي ذلك عليه بالدليل.
وعلى ذلك فالأحاديث _أحاديث الاستعاذة من عذاب القبر_ نص في عمل، ولا ترد دراية من حيث هي، لعدم وجود مقتضى ردها دراية، والعمل يكفي فيه غلبة الظن، ولا يشترط في نص طلبه _سواء أكان طلب فعل أو ترك_ أن يكون قطعياً. ومن هنا نقول: يصدق بما ورد من أدلة ظنية على عذاب القبر، وهذا أمر ليس من العقيدة، والتصديق هو تصديق بصدق الرواة، وصدق الاحتمال الوارد في النص القطعي، كما يعمل بطلب الاستعاذة لأنه حكم شرعي ويكفي فيه غلبة الظن، ولا يشترط القطع.
والسلام عليكم
[SIZE="6"]بورك فيك على ما أوردته من جواب دقيق ومفصل حول الموضوع
ابواحمد
03-04-2012, 08:40 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الاخوةالكرام. اولا اوضح رأيي بالقول :إن النصوص الظنية التي تتضمن عقائد ترد دراية، وهذايعني انها لا ترد رواية ما يعني عدم الجرح في رواة نص الحديث حين رددناها دراية.وأما ردها دراية فمعناه حرمة التصديق بما تضمنه النص سواءأكان تصديق جازم ام مجرد تسليم ، لأن ذلك يكون وسيلة الي الحرام و(الوسيلة الي الحرام حرم ) وهو اختلاف الامة. وقد ضربت مثالا على ذلك بحديث (وانه اعور وان ربكم ليس بأعور)الوارد في البخاري.
اما ان كان النص الظني يتضمن عملا أو يتضمن عقيدة وعملا، فيجب العمل به فقط لأن الاحكام الشرعية تؤخذ بغلبة الظن، ولا يجب الاعتقاد بالظني لتحريم القرأن بالنص القطعي لاتباع الظن في العقائد. فالعقائد لا تؤخذ الا عن يقين.
واحب هنا ان اوضح لاخي ابوايمن انني استعيذ من عذاب القبر ولكن لا اعتقد به لا جزما ولا مجرد التصديق، لان التصديق هو اخذ الخبر على سبيل اليقين وليس الاحتمال . وقد يقال كيف تستعيذ من شيئ لا تصدق به فالحقيقه ان ذلك امتثال للشارع والذي له ان يتعبدنا بما شاء وقد تعبدنا فيما يتعلق بالفعل بالنص الظني والقطعي، اما في العقائد فحرم اتباع الظن .
ثم اضيف هنا للفائده ان الله تعالي فرض وحدة المسلمين في العقيدة ودليل ذلك فهمي لقوله تعالي( فإن أمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا ، وأن تولوا فإنما هم في شقاق ...الخ الآية) طبعا لا يتأتى وحدة العقيدة الا بالقطعي فقط بينما اتباع الظنيات فيها يؤدي للاختلاف.بينما اباح الشارع الاختلاف في الفروع العملية اذا كان الاختلاف سببه ظنية الدليل. دمتم اخوتي والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عابر السّبيل
22-04-2012, 02:11 PM
السلام عليكم و بعد،
ورد في كتاب "الشخصية الإسلامية "الجزء الأول:
"و خبر الآحد لا يفيد قطعا و لا جزما، و إنما يفيد ظنا، و لا يكفر منكره، و لكن لا يجوز أن يكذب، لأنه لو جاز تكذيبه لجاز تكذيب جميع الأحكام الشرعية المأخوذة من الأدلة الظنية، و لم يقل بذلك أحد من المسلمين."
vBulletin® v4.0.2, Copyright ©2000-2024, Jelsoft Enterprises Ltd.