مشاهدة النسخة كاملة : حول سورة المطففين
عابر السّبيل
19-03-2012, 12:29 AM
السلام عليكم،
آية "ويل للمطففين" مكية أو مدنية ؟
أفيدونا أيها الشباب
أبو محمد
19-03-2012, 02:57 AM
السلام عليكم
أنقل لك ما قاله ابن عاشور في التحرير والتنوير
"إخفاء التشكيل
مسألة: الجزء الحادي والثلاثون التحليل الموضوعي
[ ص: 186 ] [ ص: 187 ] بسم الله الرحمن الرحيم
سورة المطففين
سميت هذه السورة في كتب السنة وفي بعض التفاسير ( سورة ويل للمطففين ) ، وكذلك ترجمها البخاري في كتاب التفسير من صحيحه ، والترمذي في جامعه .
وسميت في كثير من كتب التفسير والمصاحف ( سورة المطففين ) اختصارا .
ولم يذكرها في الإتقان في عداد السور ذوات أكثر من اسم وسماها ( سورة المطففين ) وفيه نظر .
وقد اختلف في كونها مكية أو مدنية أو بعضها مكي وبعضها مدني . فعن ابن مسعود والضحاك ومقاتل في رواية عنه : أنها مكية ، وعن ابن عباس في الأصح عنه وعكرمة والحسن والسدي ومقاتل في رواية أخرى عنه : أنها مدنية ، قال : وهي أول سورة نزلت بالمدينة ، وعن ابن عباس في رواية عنه وقتادة : هي مدنية إلا ثماني آيات من آخرها من قوله : إن الذين أجرموا إلى آخرها .
وقال الكلبي وجابر بن زيد : نزلت بين مكة والمدينة فهي لذلك مكية ; لأن العبرة في المدني بما نزل بعد الهجرة على المختار من الأقوال لأهل علم القرآن .
قال ابن عطية : احتج جماعة من المفسرين على أنها مكية بذكر الأساطير فيها أي : قوله : إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين . والذي نختاره : أنها نزلت قبل الهجرة ; لأن معظم ما اشتملت عليه التعريض بمنكري البعث .
ومن اللطائف أن تكون نزلت بين مكة والمدينة ; لأن التطفيف كان فاشيا في البلدين . وقد حصل من اختلافهم أنها : إما آخر ما أنزل بمكة وإما أول ما أنزل بالمدينة ، والقول بأنها نزلت بين مكة والمدينة قول حسن .
[ ص: 188 ] فقد ذكر الواحدي في أسباب النزول عن ابن عباس قال : لما قدم النبيء - صلى الله عليه وسلم - المدينة كانوا من أخبث الناس كيلا فأنزل الله تعالى ويل للمطففين فأحسنوا الكيل بعد ذلك .
وعن القرظي " كان بالمدينة تجار يطففون الكيل وكانت بياعاتهم كسبة القمار والملامسة والمنابذة والمخاصرة ، فأنزل الله تعالى هذه الآية فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى السوق وقرأها ، وكانت عادة فشت فيهم من زمن الشرك فلم يتفطن بعض الذين أسلموا من أهل المدينة لما فيه من أكل مال الناس . فأريد إيقاظهم لذلك ، فكانت مقدمة لإصلاح أحوال المسلمين في المدينة مع تشنيع أحوال المشركين بمكة ويثرب بأنهم الذين سنوا التطفيف " .
وما أنسب هذا المقصد بأن تكون نزلت بين مكة والمدينة لتطهير المدينة من فساد المعاملات التجارية قبل أن يدخل إليها النبيء - صلى الله عليه وسلم - لئلا يشهد فيها منكرا عاما فإن الكيل والوزن لا يخلو وقت عن التعامل بهما في الأسواق وفي المبادلات .
وهي معدودة السادسة والثمانين في عداد نزول السور ، نزلت بعد سورة العنكبوت وقبل سورة البقرة .
وعدد آيها ست وثلاثون"
نائل سيد أحمد
19-03-2012, 02:57 PM
سورة المطففين : قال ابن الفرس : قيل : إنها مكية ; لذكر الأساطير فيها . وقيل : مدنية ، لأن أهل المدينة كانوا أشد الناس فسادا في الكيل .
وقيل : نزلت بمكة إلا قصة التطفيف . وقال قوم : نزلت بين مكة والمدينة . انتهى .
قلت : أخرج النسائي وغيره - بسند صحيح - عن ابن عباس قال : لما قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة كانوا من أخبث الناس كيلا ، فأنزل الله : ويل للمطففين فأحسنوا الكيل .
المرجع :
الإتقان في علوم القرآن
جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي
دار الكتاب العربي
سنة النشر: 1419هـ / 1999م
رقم الطبعة: ---
عدد الأجزاء: جزءان
مسألة: الجزء الأول
[ ص: 62 ] فصل في تحرير السور المختلف فيها :
http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=68&ID=6
نائل سيد أحمد
19-03-2012, 03:02 PM
زيادة في العلم
2 – السور المدنية مضمونها التشريعات والأحكام:
بينما في المدينة أول سورة نزلت سورة المطففين.
﴿ وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ * الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ * وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ * أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ * لِيَوْمٍ عَظِيمٍ * يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾
( سورة المطففين ).
مضامين الآيات المدنية مضامين تشريعية، ومضامين الآيات المكية مضامين إيمانية.
إذاً: الإسلام عقيدة وعبادة، المرحلة المكية اعتنت بالعقيدة، بالإيمان، والمرحلة المدينة اعتنت بالتشريع، إذاً: أيّ دعوة بالله لا تحفل بالعقيدة، وبالتشريع، أو لا تحفل بكليهما معاً فهي دعوة عرجاء، لذلك قالوا: إذا عرفت الآمر، ثم عرفت الأمر تفانيت في طاعة الآمر.
http://nabulsi.com/blue/ar/artp.php?art=2947
عابر السّبيل
19-03-2012, 06:00 PM
السلام عليكم و بارك الله فيكما لحسن مشاركتكما في الموضوع،
الخلاف معروف و لكن كيف رجح الحزب الرأي الذي يميل على أنها مكية على الرأي الذي يصرح بأنها مدنية؟
أبو أيمن
19-03-2012, 09:17 PM
السلام عليكم
من وجهة نظري (وأرجو تصويبي إن كنت خاطئا) أن إبتداء السورة بالدعاء على المطففين بالهلاك والعذاب تبين أن الذين ينقصون الكيل والميزان حين يبيعون للناس سيكون مصيرهم جهنم هم كفار مكة وبالتحديد رؤساء أئمة الكفر في المجتمع المكي وقد أشار إلى هذه النقطة سيد قطب رحمه الله في تفسير الظلال حينما قال :( والنصوص القرآنية هنا تشي بأن المطففين الذين يتهددهم الله بالويل , ويعلن عليهم هذه الحرب , كانوا طبقة الكبراء ذوي النفوذ , الذين يملكون إكراه الناس على ما يريدون . فهم يكتالون *على الناس*. . لا من الناس . . فكأن لهم سلطانا على الناس بسبب من الأسباب , يجعلهم يستوفون المكيال والميزان منهم استيفاء وقسرا . وليس المقصود هو أنهم يستوفون حقا . وإلا فليس في هذا ما يستحق إعلان الحرب عليهم . إنما المفهوم أنهم يحصلون بالقسر على أكثر من حقهم , ويستوفون ما يريدون إجبارا . فإذا كالوا للناس أو وزنوا كان لهم من السلطان ما يجعلهم ينقصون حق الناس , دون أن يستطيع هؤلاء منهم نصفة ولا استيفاء حق . . ويستوي أن يكون هذا بسلطان الرياسة والجاه القبلي . أو بسلطان المال وحاجة الناس لما في أيديهم منه ; واحتكارهم للتجارة حتى يضطر الناس إلى قبول هذا الجور منهم ; كما يقع حتى الآن في الأسواق . . فقد كانت هناك حالة من التطفيف صارخة استحقت هذه اللفتة المبكرة . )
ثم يشير سيد رحمه الله وأسكنه فسيح جناته إلى لفتة أخرى أروع من سابقتها ليشير ضمنا من خلالها إلى اُ مكية الآية بقوله :
(ومن ثم ندرك طرفا من الأسباب الحقيقية التي جعلت كبراء قريش يقفون في وجه الدعوة الإسلامية هذه الوقفة العنيدة . فهم كانوا يدركون - ولا ريب - أن هذا الأمر الجديد الذي جاءهم به محمد [ ص ] ليس مجرد عقيدة تكمن في الضمير , ولا تتطلب منهم إلا شهادة منطوقة , بأن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله . وصلاة يقيمونها لله بلا أصنام ولا أوثان . . كلا . لقد كانوا يدركون أن هذه العقيدة تعني منهجا يحطم كل أساس الجاهلية التي تقوم عليها أوضاعهم ومصالحهم ومراكزهم . وأن طبيعة هذا المنهج لا تقبل مثنوية ولا تلتئم مع عنصر أرضي غير منبثق من عنصرها السماوي ; وأنها تهدد كل المقومات الأرضية الهابطة التي تقوم عليها الجاهلية . . ومن ثم شنوا عليها تلك الحرب التي لم تضع أوزارها لا قبل الهجرة ولا بعدها . الحرب التي تمثل الدفاع عن أوضاعهم كلها في وجه الأوضاع الإسلامية . لا عن مجرد الاعتقاد والتصور المجردين . . )
عابر السّبيل
19-03-2012, 10:36 PM
المسألة متعلقة بالزمن أي متى نزلت الآية قبل الهجرة أو بعدها فالقياس لا يصلح فلا يصح أن نقول مثلا "إنها مكية ؛ لذكر الأساطير فيها " أو "مدنية ، لأن أهل المدينة كانوا أشد الناس فسادا في الكيل " فلا بد من الإكتفاء على أخبار تستشهد بسبب نزولها من الصحابة مثل ما ذكره الواحدي في أسباب النزول عن ابن عباس قال : لما قدم النبيء ء صلى الله عليه وسلم ء المدينة كانوا من أخبث الناس كيلا فأنزل الله تعالى ويل للمطففين فأحسنوا الكيل بعد ذلك. هذا مثال فحسب. فمسألة الترجيح هنا يكون في الروايات و لا ينبغي أن يكون رأينا مبني على قياس أو إستنتاج و الله أعلم فأرجوا منكم تصويبي إن كنت مخطئ و المزيد من التفاصيل و جعل الله جهودكم الطيبة في ميزان حسناتكم.
muslem
20-03-2012, 09:18 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السورة التالية تتحدَّث عن نوعٍ من علاقات الناس بعضهم ببعض :
﴿ وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ ﴾
قال بعض علماء التفسير: هذه السورة تتحدَّث عن نوعٍ من علاقات الناس بعضهم ببعض، وقد جاءت بين السور المكية التي تتحدث عن الإيمان بالله عزَّ وجل، فلو دققت في موضوع هذه السورة لوجدته مغايراً لكل السور المكية التي جاءت قبلها والتي جاءت بعدها.
قال بعض علماء التفسير إن هذه السورة جاءت بهذا الشكل تأكيداً إلى أن التقصير في حقٍ صغيرٍ من حقوق البشر موجبٌ للهلاك، فكيف التقصير بأكبر حقٍ من حقوق الإله!! إذا طففت في الوزن أو في الكيل فهذا موجبٌ للهلاك يوم القيامة، فكيف إذا أنكرت الخالق؟ فحكمة مجيء هذه السورة في الجزء الأخير من كتاب الله حيث الحديث عن السماوات والأرض، والحديث عن اليوم الآخر، والحديث عن عظمة الله عزَّ وجل، وكلُّكم يعلم أن السور المكية ترسِّخ الإيمان بالله عزَّ وجل، فكيف جاءت هذه السورة وسط سور عديدة تتحدَّث عن الله عزَّ وجل بينما هذه السورة تتحدث عن علاقة جزئية جاريةٍ بين الناس، ألا وهي التطفيف؟
قال بعض علماء التفسير: إذا كان التقصير اليسير في حقّ إنسانٍ يوجب الهلاك، فكيف بالتقصير الكبير في حق الله عزَّ وجل؟ ما حقُّ الإنسان عليك؟ لا شيء، حقُّه أن تعطيه بضاعةً بهذه القيمة، فإذا قللت من نوع البضاعة، أو من وزنها، أو من كيلها، أو من حجمها فقد قصَّرت في حقِّه ولو كان هذا التقصير طفيفاً، أما حقُّ الله عليك وقد خلقك من نطفةٍ وسخَّر لك الشمس والقمر والنجوم فكيف تنكره؟! وكيف تجحد فضله؟ وكيف تعصي أمره؟ وكيف لا تنتظر حسابه؟ إنها مفارقة حادة، فإذا قصَّرت تقصيراً يسيراً في حق إنسان فهذا موجبٌ للهلاك، فكيف إذا قصَّرت في حق الله الذي خلقك ولم تكن شيئاً؟! هذا موجبٌ للشقاء الأبدي.
http://www.nabulsi.com/blue/ar/art.php?art=825&id=97&sid=101&ssid=407&sssid=408
vBulletin® v4.0.2, Copyright ©2000-2024, Jelsoft Enterprises Ltd.