نائل سيد أحمد
14-03-2012, 10:02 PM
العسكر والإخوان.. ركَّعونا للأمريكان!!
أصيب الشعب المصري بصدمة عنيفة بعد الكارثة التي وقعت علي رأس كل مصري الأسبوع الماضي، وانكشفت الأمور بعد القرار الذي صدر برفع الحظر عن المتهمين الأمريكيين في قضايا التمويل الخارجي، وأدرك الشعب المصري أن هناك أوامر سيادية من الولايات المتحدة الأمريكية وصلت إلي درجة إرسال طائرة لتحمل المتهمين إلي قلب واشنطن، وبكل أسف يأتي كل ذلك بعد أن صدق أفراد هذا الشعب البسطاء أن المجلس العسكري سيعيد للمصريين كرامتهم ويقف في وجه الولايات المتحدة الأمريكية بكل قوة وبكل ثقة، وشعر هذا الشعب البسيط بالعزة والكرامة ورحب الجميع بدعم الاقتصاد المصري حتي تتحقق لمصر سيادتها وتعود إليها كرامتها وتنازل الموظف والعامل المصري البسيط عن جزء من راتبه في ظل ظروف اقتصادية طاحنة لكي يقف بجوار قواته المسلحة التي اتخذت موقفا من حديد لكي تواجه الغرور الأمريكي والغطرسة الأمريكية.. وكان هذا الشعور القومي في كل بيت مصري وعاش الشعب المصري علي أنغام السيادة والوطنية المصرية وتحدي أمريكا لأول مرة بهذا الشكل منذ 30 عاما، وكانت كل الأطراف في ذلك الوقت تغذي هذا الشعور الوطني العظيم ووقف أعضاء مجلس الشعب وأحزاب الأغلبية الإسلامية يتحدثون عن الكرامة المصرية وعن عدم ركوع مصر واستجابتها للضغوط الأمريكية المطالبة بغلق ملف القضية المتهم فيها 19 أمريكيًا بمن فيهم ابن وزير النقل الأمريكي.
ووصل الحماس ببعض القوي السياسية إلي التهديد بإلغاء معاهدة السلام مع إسرائيل إذا أصرت أمريكا علي تهديداتها بمنع المساعدات الأمريكية العسكرية لمصر المقدرة بـ1,3 مليار دولار ووقف الشعب المصري بكل فئاته وبكل فخر إلي جانب المجلس العسكري الذي رفض مناشدات الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" ووزيرة الخارجية الأمريكية "هيلاري كلينتون" برفع الحظر عن سفر 19 من الأمريكيين المتهمين في قضية التمويل الأجنبي لمنظمات المجتمع المدني العاملة في مصر.
كما أن رئيس مجلس الوزراء الدكتور "كمال الجنزوري" وقف بكل قوة قبل أيام أمام مجلس الشعب ليقول "إن مصر لن تركع للضغوط الأمريكية"، ولكن وبكل أسف فوجئ المصريون بالقرار الغريب والمريب الذي صدر مؤخرا لصالح المتهمين الأمريكيين وانتصرت الإرادة الأمريكية وفرضت سيطرتها وهيمنتها رغم كل التصريحات الرسمية والمبادرات التي جعلت الشعب المصري بكل فئاته يشعر بالفخر وبالكرامة ويثق في أن المجلس العسكري لن يركع للأمريكان كما كان النظام السابق يركع ويقدم التنازلات.
إن التقديرات الأولية للموقف المصري تؤكد أن ورقة الاقتصاد هي الورقة التي قامت الولايات المتحدة الأمريكية باستخدامها، فوفق آخر التقارير المحلية والعالمية فإن مصر في حاجة إلي برنامج مساعدات يصل إلي 10,8مليار دولار، وهذه المساعدات سيأتي معظمها في صورة قروض من اليابان والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
ومن المؤكد أن أمريكا أخرجت كل ما لديها من أوراق ضغط في الأيام الماضية من أجل تركيع مصر في قضية التمويل الأجنبي، خصوصا أن إدارة الرئيس الأمريكي الديمقراطي "باراك أوباما" تريد تحقيق نصر سياسي أمام الجمهوريين المنتقدين لسياسة "أوباما" في عام الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر المقبل.
ومارست أمريكا ضغوطًا علي اليابان وعلي البنك الدولي والبنك الإفريقي للتنمية وعلي الحكومات الخليجية من أجل تأخير مساعداتهم لمصر، لإجبارها علي تغيير موقفها من المنظمات الأمريكية العاملة في مصر، ولكن وبلاشك فإن هناك أوراق ضغط أخري استخدمتها أمريكا سرا، لإجبار السلطات المصرية علي تقديم تنازلات في قضية التمويل الأجنبي.
الدور الخفي للمهندس خيرت الشاطر في الصفقة السرية
إن من بين الأوراق التي تم استخدامها مؤخرا في تلك القضية كانت ورقة الإخوان المسلمين، فعقب القرار برفع الحظر وسفر المتهمين الأمريكيين التسعة عشر إلي واشنطن علي متن طائرة خاصة سارع السيناتور جون ماكين عضو مجلس الشيوخ الأمريكي بتقديم الشكر للمجلس العسكري وللإخوان المسلمين علي دورهم في القضية ورفع الحظر عن المتهمين الأمريكيين، وأبدي أعضاء جماعة الإخوان دهشتهم من تصريحات ماكين وقدموا عشرات التصريحات التي يتبرأون فيها من تصريحات ماكين التي فضحت دورهم وكشفت عن ضلوعهم في الصفقة وبالتالي جاءت تصريحات المتحدث الرسمي "محمود غزلان" عنيفة ردا علي تصريحات ماكين!!.. ونفي غزلان وجود أي علاقة بين الإخوان وصفقة سفر المتهمين الأمريكان.
ولكنني أذكر هؤلاء جميعا وعلي رأسهم الدكتور محمود غزلان بأن السيناتور ماكين التقي الشهر الماضي المهندس خيرت الشاطر وكتبت عن تلك القضية وطرحت بعض التساؤلات عن موقف المهندس خيرت الشاطر القانوني وتساءلت عن الصفة التي قابل بها السيناتور جون ماكين.
والمتابع لمقالاتي في العددين الأخيرين يجد هذا الموضوع بكل تفاصيله، لقد قرر المجلس العسكري أن يعقد صفقة مع جماعة الإخوان المسلمين وعندما قامت الجماعة بالترويج للمهندس خيرت الشاطر وطرحوا اسمه كرئيس للحكومة القادمة كتبت أستوضح موقف خيرت الشاطر القانوني خاصة أن المجلس أصدر قرارا عسكريا بسقوط القضايا المتهم فيها المهندس الشاطر، وقلت إن هذا العفو باطل ولا يمكن الاعتراف به وكان الشاطر متهما في قضية غسيل أموال كما كانت قضية ميليشيات الأزهر المتهم فيها الشاطر حديث الشارع المصري كله وتم تسجيل الأحداث بالصوت والصورة وظهرت بالفعل ميليشيات من الشباب في قلب جامعة الأزهروكان الاتهام مصحوبا بالدليل وكان هناك جناح عسكري كامل موجود في مصر ولاشك أنه مازال موجودا ويمثل خطرا كبيرا.
إن قرار العفو عن خيرت الشاطر «والذي مازال الأمر بشأنه غامضا» وضع المجلس العسكري أمام مأزق كبير وأصبح من حق المتهمين بالتمويل الأجنبي المطالبة بمساواتهم مع التمويل الإخواني، فإذا كان المجلس العسكري قد فتح النار علي جمعيات حقوق الإنسان وغيرها بتهمة تلقي تمويلات خارجية فلماذا يعفو عن متهمين بتلقي تمويلات بلغت المليارات وفق التحقيقات في القضية؟!
ومما لاشك فيه أن الصفقة الأخيرة التي قدم فيها المجلس العسكري تنازلات تمس كرامة كل مصري تم الإعداد لها علي أعلي مستوي وبالتنسيق بين الإخوان والأمريكان، ولاشك أن اللقاء الذي جمع السيناتور ماكين والمهندس خيرت الشاطر تضمن الحديث عن موقف المتهمين الأمريكيين في قضية التمويلات، وكذلك الحديث عن قضية غسيل الأموال التي تمتلك المخابرات الأمريكية كافة تفاصيلها، ومن الواضح أن الطرفين ومعهما المجلس العسكري قد توافقوا علي تلك الصيغة التي أعادت الهيمنة الأمريكية من جديد ومن الواضح أن البيت الأبيض فكر جيدا في استغلال الإخوان المسلمين لخدمة مصالحه العليا مستخدما أوراقا سرية ومعلومات أجبرت الإخوان والمجلس العسكري علي الرضوخ للأوامر الأمريكية.
مصدر النقل :
http://www.elmogaz.com/weekly/10/march/12/17635
أصيب الشعب المصري بصدمة عنيفة بعد الكارثة التي وقعت علي رأس كل مصري الأسبوع الماضي، وانكشفت الأمور بعد القرار الذي صدر برفع الحظر عن المتهمين الأمريكيين في قضايا التمويل الخارجي، وأدرك الشعب المصري أن هناك أوامر سيادية من الولايات المتحدة الأمريكية وصلت إلي درجة إرسال طائرة لتحمل المتهمين إلي قلب واشنطن، وبكل أسف يأتي كل ذلك بعد أن صدق أفراد هذا الشعب البسطاء أن المجلس العسكري سيعيد للمصريين كرامتهم ويقف في وجه الولايات المتحدة الأمريكية بكل قوة وبكل ثقة، وشعر هذا الشعب البسيط بالعزة والكرامة ورحب الجميع بدعم الاقتصاد المصري حتي تتحقق لمصر سيادتها وتعود إليها كرامتها وتنازل الموظف والعامل المصري البسيط عن جزء من راتبه في ظل ظروف اقتصادية طاحنة لكي يقف بجوار قواته المسلحة التي اتخذت موقفا من حديد لكي تواجه الغرور الأمريكي والغطرسة الأمريكية.. وكان هذا الشعور القومي في كل بيت مصري وعاش الشعب المصري علي أنغام السيادة والوطنية المصرية وتحدي أمريكا لأول مرة بهذا الشكل منذ 30 عاما، وكانت كل الأطراف في ذلك الوقت تغذي هذا الشعور الوطني العظيم ووقف أعضاء مجلس الشعب وأحزاب الأغلبية الإسلامية يتحدثون عن الكرامة المصرية وعن عدم ركوع مصر واستجابتها للضغوط الأمريكية المطالبة بغلق ملف القضية المتهم فيها 19 أمريكيًا بمن فيهم ابن وزير النقل الأمريكي.
ووصل الحماس ببعض القوي السياسية إلي التهديد بإلغاء معاهدة السلام مع إسرائيل إذا أصرت أمريكا علي تهديداتها بمنع المساعدات الأمريكية العسكرية لمصر المقدرة بـ1,3 مليار دولار ووقف الشعب المصري بكل فئاته وبكل فخر إلي جانب المجلس العسكري الذي رفض مناشدات الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" ووزيرة الخارجية الأمريكية "هيلاري كلينتون" برفع الحظر عن سفر 19 من الأمريكيين المتهمين في قضية التمويل الأجنبي لمنظمات المجتمع المدني العاملة في مصر.
كما أن رئيس مجلس الوزراء الدكتور "كمال الجنزوري" وقف بكل قوة قبل أيام أمام مجلس الشعب ليقول "إن مصر لن تركع للضغوط الأمريكية"، ولكن وبكل أسف فوجئ المصريون بالقرار الغريب والمريب الذي صدر مؤخرا لصالح المتهمين الأمريكيين وانتصرت الإرادة الأمريكية وفرضت سيطرتها وهيمنتها رغم كل التصريحات الرسمية والمبادرات التي جعلت الشعب المصري بكل فئاته يشعر بالفخر وبالكرامة ويثق في أن المجلس العسكري لن يركع للأمريكان كما كان النظام السابق يركع ويقدم التنازلات.
إن التقديرات الأولية للموقف المصري تؤكد أن ورقة الاقتصاد هي الورقة التي قامت الولايات المتحدة الأمريكية باستخدامها، فوفق آخر التقارير المحلية والعالمية فإن مصر في حاجة إلي برنامج مساعدات يصل إلي 10,8مليار دولار، وهذه المساعدات سيأتي معظمها في صورة قروض من اليابان والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
ومن المؤكد أن أمريكا أخرجت كل ما لديها من أوراق ضغط في الأيام الماضية من أجل تركيع مصر في قضية التمويل الأجنبي، خصوصا أن إدارة الرئيس الأمريكي الديمقراطي "باراك أوباما" تريد تحقيق نصر سياسي أمام الجمهوريين المنتقدين لسياسة "أوباما" في عام الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر المقبل.
ومارست أمريكا ضغوطًا علي اليابان وعلي البنك الدولي والبنك الإفريقي للتنمية وعلي الحكومات الخليجية من أجل تأخير مساعداتهم لمصر، لإجبارها علي تغيير موقفها من المنظمات الأمريكية العاملة في مصر، ولكن وبلاشك فإن هناك أوراق ضغط أخري استخدمتها أمريكا سرا، لإجبار السلطات المصرية علي تقديم تنازلات في قضية التمويل الأجنبي.
الدور الخفي للمهندس خيرت الشاطر في الصفقة السرية
إن من بين الأوراق التي تم استخدامها مؤخرا في تلك القضية كانت ورقة الإخوان المسلمين، فعقب القرار برفع الحظر وسفر المتهمين الأمريكيين التسعة عشر إلي واشنطن علي متن طائرة خاصة سارع السيناتور جون ماكين عضو مجلس الشيوخ الأمريكي بتقديم الشكر للمجلس العسكري وللإخوان المسلمين علي دورهم في القضية ورفع الحظر عن المتهمين الأمريكيين، وأبدي أعضاء جماعة الإخوان دهشتهم من تصريحات ماكين وقدموا عشرات التصريحات التي يتبرأون فيها من تصريحات ماكين التي فضحت دورهم وكشفت عن ضلوعهم في الصفقة وبالتالي جاءت تصريحات المتحدث الرسمي "محمود غزلان" عنيفة ردا علي تصريحات ماكين!!.. ونفي غزلان وجود أي علاقة بين الإخوان وصفقة سفر المتهمين الأمريكان.
ولكنني أذكر هؤلاء جميعا وعلي رأسهم الدكتور محمود غزلان بأن السيناتور ماكين التقي الشهر الماضي المهندس خيرت الشاطر وكتبت عن تلك القضية وطرحت بعض التساؤلات عن موقف المهندس خيرت الشاطر القانوني وتساءلت عن الصفة التي قابل بها السيناتور جون ماكين.
والمتابع لمقالاتي في العددين الأخيرين يجد هذا الموضوع بكل تفاصيله، لقد قرر المجلس العسكري أن يعقد صفقة مع جماعة الإخوان المسلمين وعندما قامت الجماعة بالترويج للمهندس خيرت الشاطر وطرحوا اسمه كرئيس للحكومة القادمة كتبت أستوضح موقف خيرت الشاطر القانوني خاصة أن المجلس أصدر قرارا عسكريا بسقوط القضايا المتهم فيها المهندس الشاطر، وقلت إن هذا العفو باطل ولا يمكن الاعتراف به وكان الشاطر متهما في قضية غسيل أموال كما كانت قضية ميليشيات الأزهر المتهم فيها الشاطر حديث الشارع المصري كله وتم تسجيل الأحداث بالصوت والصورة وظهرت بالفعل ميليشيات من الشباب في قلب جامعة الأزهروكان الاتهام مصحوبا بالدليل وكان هناك جناح عسكري كامل موجود في مصر ولاشك أنه مازال موجودا ويمثل خطرا كبيرا.
إن قرار العفو عن خيرت الشاطر «والذي مازال الأمر بشأنه غامضا» وضع المجلس العسكري أمام مأزق كبير وأصبح من حق المتهمين بالتمويل الأجنبي المطالبة بمساواتهم مع التمويل الإخواني، فإذا كان المجلس العسكري قد فتح النار علي جمعيات حقوق الإنسان وغيرها بتهمة تلقي تمويلات خارجية فلماذا يعفو عن متهمين بتلقي تمويلات بلغت المليارات وفق التحقيقات في القضية؟!
ومما لاشك فيه أن الصفقة الأخيرة التي قدم فيها المجلس العسكري تنازلات تمس كرامة كل مصري تم الإعداد لها علي أعلي مستوي وبالتنسيق بين الإخوان والأمريكان، ولاشك أن اللقاء الذي جمع السيناتور ماكين والمهندس خيرت الشاطر تضمن الحديث عن موقف المتهمين الأمريكيين في قضية التمويلات، وكذلك الحديث عن قضية غسيل الأموال التي تمتلك المخابرات الأمريكية كافة تفاصيلها، ومن الواضح أن الطرفين ومعهما المجلس العسكري قد توافقوا علي تلك الصيغة التي أعادت الهيمنة الأمريكية من جديد ومن الواضح أن البيت الأبيض فكر جيدا في استغلال الإخوان المسلمين لخدمة مصالحه العليا مستخدما أوراقا سرية ومعلومات أجبرت الإخوان والمجلس العسكري علي الرضوخ للأوامر الأمريكية.
مصدر النقل :
http://www.elmogaz.com/weekly/10/march/12/17635