سياسي
11-03-2012, 04:13 PM
هل تأثر حزب التحرير ومفاهيمه بالثورة العربية ؟
المصدر: صحيفة فلسطين
د.عصام شاور
كتب الدكتور ماهر الجعبري _عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في فلسطين _مقالا بعنوان: " ثورات المسلمين والمجالس الانتقالية ..تكرار حالات الالتفاف على المخلصين"، والملاحظة الأولى على المقال أنه خلا من تعبير " الخلافة الراشدة" خلافا لما اعتاد عليه الحزب، حيث استخدم الكاتب تعبير " الدولة الإسلامية" و" المشروع الإسلامي " رغم أن مدار الحديث هو الثورة والحكم . الكاتب تحدث عن " غايات الأمة ومصالحها الحيوية"، والحزب لا يعترف سوى بغاية واحدة ووحيدة وهي إقامة " الخلافة الراشدة"، وغايات الأمة حسب الدكتور الجعبري هي: التحرر من هيمنة الكافر وأجرائه الحكام، وتطبيق الإسلام في كافة مناحي الحياة، وأما الغاية الثالثة فهي توحيد المسلمين في دولة واحدة (لم يذكر الكاتب الخلافة).
في نهاية مقاله توجه الكاتب _عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير_ إلى الثوار المخلصين بنصيحة قائلا :"... وأن لا يسمحوا _أي الثوار_بتشكيل مجالس سياسية تحرف ثوراتهم عن غايات الأمة"، إذن حزب التحرير يعترف أخيرا بالثورة والثوار كطريق لإقامة الدولة الإسلامية أو الخلافة الراشدة، وهو الذي لم يكن يؤمن بالعمل المادي في إقامة الخلافة الراشدة، إلا إذا كان يستنكر استخدام القوة من قبل الثوار ضد الطاغية القذافي، علما بأن الدكتور ماهر وصف الثائرين في ليبيا بالإخلاص والبطولة ونقاء الفطرة الإسلامية وأنهم يسعون لمشروع الأمة الإسلامي، ولم يكن اعتراضه_في المقال_ إلا على الاستعانة بـ"الناتو" وتشكيكه في المجلس الانتقالي وهذا أمر آخر.
قد نرى اتفاقا ما بين الحزب في " ولاية فلسطين" و" ولاية سوريا" على مراحل التغيير الثلاث: الثورة وطلب النصرة ثم إقامة الخلافة، أما الثورة فقد تطرقنا إليها ولكن لابد من التذكير بأن الثورة سواء السلمية أو غيرها لم تكن متبناة من قبل الحزب قبل سقوط الرئيس التونسي (بن علي)، ولكن ماذا عن طلب النصرة؟. في ولاية سوريا يقولون إن الثورة السورية ما زالت سليمة لأنها سلمية، أي أن الحزب في "ولاية سوريا" ما زال مصرا على عدم لجوء الشعب السوري إلى العمل المادي، رغم أن ذلك قد يكون في صالح النظام السوري وحماية لحكمه ولكن ليست تلك هي قضيتنا، بل نحن بصدد حقائق جديدة أثبتتها الثورة العربية، وهي انه ليس بالضرورة أن يكون الجيش هو صاحب القوة والمنعة، فالشعب يكون أحيانا أقوى من الجيش، ولا يمكن للقوي ان يطلب النصرة من الضعيف، كما أن المخلصين في الجيش سيمتنعون عن التدخل كما حدث في مصر (لأسباب ذكرتها في مقالات سابقة)، أو ينشقون عنه فيصبحون ثائرين، فهل يرفض حزب التحرير أن يتولى الثائرون إزالة النظام وإقامة الخلافة دون الاستعانة بالجيش؟، حزب الله سيطر على بيروت في لمح البصر، وكان بمقدوره تغيير الوضع بغض النظر عن تبعات تلك الخطوة، فهل يرفض حزب التحرير لو قام تنظيم إسلامي سني بالسيطرة على مقاليد الحكم في دولة عربية وأقام فيها خلافة راشدة؟ أعتقد أن الثورة العربية سيكون لها أثرها على حزب التحرير ومفاهيمه كما أثرت على باقي الأحزاب الإسلامية .
المصدر: صحيفة فلسطين
المصدر: صحيفة فلسطين
د.عصام شاور
كتب الدكتور ماهر الجعبري _عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في فلسطين _مقالا بعنوان: " ثورات المسلمين والمجالس الانتقالية ..تكرار حالات الالتفاف على المخلصين"، والملاحظة الأولى على المقال أنه خلا من تعبير " الخلافة الراشدة" خلافا لما اعتاد عليه الحزب، حيث استخدم الكاتب تعبير " الدولة الإسلامية" و" المشروع الإسلامي " رغم أن مدار الحديث هو الثورة والحكم . الكاتب تحدث عن " غايات الأمة ومصالحها الحيوية"، والحزب لا يعترف سوى بغاية واحدة ووحيدة وهي إقامة " الخلافة الراشدة"، وغايات الأمة حسب الدكتور الجعبري هي: التحرر من هيمنة الكافر وأجرائه الحكام، وتطبيق الإسلام في كافة مناحي الحياة، وأما الغاية الثالثة فهي توحيد المسلمين في دولة واحدة (لم يذكر الكاتب الخلافة).
في نهاية مقاله توجه الكاتب _عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير_ إلى الثوار المخلصين بنصيحة قائلا :"... وأن لا يسمحوا _أي الثوار_بتشكيل مجالس سياسية تحرف ثوراتهم عن غايات الأمة"، إذن حزب التحرير يعترف أخيرا بالثورة والثوار كطريق لإقامة الدولة الإسلامية أو الخلافة الراشدة، وهو الذي لم يكن يؤمن بالعمل المادي في إقامة الخلافة الراشدة، إلا إذا كان يستنكر استخدام القوة من قبل الثوار ضد الطاغية القذافي، علما بأن الدكتور ماهر وصف الثائرين في ليبيا بالإخلاص والبطولة ونقاء الفطرة الإسلامية وأنهم يسعون لمشروع الأمة الإسلامي، ولم يكن اعتراضه_في المقال_ إلا على الاستعانة بـ"الناتو" وتشكيكه في المجلس الانتقالي وهذا أمر آخر.
قد نرى اتفاقا ما بين الحزب في " ولاية فلسطين" و" ولاية سوريا" على مراحل التغيير الثلاث: الثورة وطلب النصرة ثم إقامة الخلافة، أما الثورة فقد تطرقنا إليها ولكن لابد من التذكير بأن الثورة سواء السلمية أو غيرها لم تكن متبناة من قبل الحزب قبل سقوط الرئيس التونسي (بن علي)، ولكن ماذا عن طلب النصرة؟. في ولاية سوريا يقولون إن الثورة السورية ما زالت سليمة لأنها سلمية، أي أن الحزب في "ولاية سوريا" ما زال مصرا على عدم لجوء الشعب السوري إلى العمل المادي، رغم أن ذلك قد يكون في صالح النظام السوري وحماية لحكمه ولكن ليست تلك هي قضيتنا، بل نحن بصدد حقائق جديدة أثبتتها الثورة العربية، وهي انه ليس بالضرورة أن يكون الجيش هو صاحب القوة والمنعة، فالشعب يكون أحيانا أقوى من الجيش، ولا يمكن للقوي ان يطلب النصرة من الضعيف، كما أن المخلصين في الجيش سيمتنعون عن التدخل كما حدث في مصر (لأسباب ذكرتها في مقالات سابقة)، أو ينشقون عنه فيصبحون ثائرين، فهل يرفض حزب التحرير أن يتولى الثائرون إزالة النظام وإقامة الخلافة دون الاستعانة بالجيش؟، حزب الله سيطر على بيروت في لمح البصر، وكان بمقدوره تغيير الوضع بغض النظر عن تبعات تلك الخطوة، فهل يرفض حزب التحرير لو قام تنظيم إسلامي سني بالسيطرة على مقاليد الحكم في دولة عربية وأقام فيها خلافة راشدة؟ أعتقد أن الثورة العربية سيكون لها أثرها على حزب التحرير ومفاهيمه كما أثرت على باقي الأحزاب الإسلامية .
المصدر: صحيفة فلسطين