shareff
05-06-2008, 01:07 AM
طريق النهضة
النهضة هي الارتفاع الفكري، وليست هي الارتفاع الاقتصادي ولا الارتفاع الروحي ولا الارتفاع الخلقي وإنما هي الارتفاع الفكري ليس غير، فإذا كان هذا الارتفاع الفكري مبنياً على أساس روحي كانت النهضة نهضة صحيحة، لأن الفكر مستنير فيها إلى أساس يستحيل عليه النقص فلا يتسرب الخطأ إلى الفكر من ناحية أسسه وإنما يكون الخطأ ممكناً عليه من ناحية الفروع، ولذلك يكون مأمون الأساس ثابت الاتجاه مقطوعاً بنتائجه، أمّا إذا كان الارتفاع الفكري غير مبني على أساس روحي فإنه يكون نهضة ولكنها نهضة غير صحيحة لأن الفكر فيها لا يستنير إلى ما يستحيل عليه النقص فيكون عرضة للخطأ والخلل والاضطراب والضلال وجميع أنواع النقص فيتسرب ذلك إلى الأساس وبالتالي إلى الاتجاه والنتائج ولكنه على أي حال يُحدث نهضة.
إلاّ أن الفكر الذي تحصل بارتفاعه نهضة هو الفكر المتعلق بوجهة النظر في الحياة وما يتعلق بها لأن ارتفاعه هو الانتقال من الناحية الحيوانية البحتة إلى الناحية الإنسانية، فالفكر المتعلق بتنظيم الحصول على الطعام فكر ولكنه غريزي منخفض، والفكر المتعلق بتنظيم الحصول على الطعام أعلى منه، والفكر المتعلق بتنظيم شؤون الأسرة فكر ولكن الفكر المتعلق بتنظيم شؤون القوم أعلى منه، وأمّا الفكر المتعلق بتنظيم شؤون الإنسان باعتباره إنساناً لا فرداً هو أعلى الأفكار. ومن هنا كان مثل هذا الفكر هو الذي يُحدث نهضة، فعلى دعاة النهضة إذن أن ينشروا هذا الفكر ويجعلوه أساساً لغيره من الأفكار وأن يجعلوا العلوم والمعارف مبنية على هذا الفكر وأخذه الدرجة الثانية من الاهتمام حتى يستطيعوا أن يُحدثوا نهضة.
والذي يتبادر إلى الذهن من نشر الفكر هو تأليف الكتب وإصدار الصحف والمجلات ولذلك أقبل الناس عليها كطريقة لنشر الفكر وبالتالي كطريقة للنهضة، بيد أن الواقع ليس كذلك، فالكتب والصحف والمجلات والنشرات إن هي إلاّ أدوات ووسائل ليس غير وهي لا تُحدث نهضة وإنما توجِد أفكاراً عند من يقرأها، فإذا اقتصر على ذلك وجدت من قراءة الأفكار عن قصد التأثير فيحتم هذا القصد أن يقوم من يعطيها بالاتصال الحي بمن قرأ الأفكار فردياً وجماهيرياً في وقت واحد للمناقشة في هذه الأفكار لتمكين من قرأها من لمس واقعها ووضع اصبعه على هذا الواقع ولحثه على العمل لإيجادها رأياً عاماً بين الناس وفي العلاقات وفي الدولة فينتج عن ذلك الثورة الفكرية التي توجِد النهضة، فإذا وجد هذا الاتصال الحي فقد بدأ السير على طريق النهضة، وإذا لم يوجد لا يمكن أن تبدأ النهضة، وإنما قد يبدأ علم ومعرفة وقد يبدأ تأليف الكتب وهذا لا ينتج نهضة ولو أصبح أكثر أهل البلاد متعلمين ولو كانت الكتب التي تؤلف تعد بالآلاف بل لا بد من الاتصال الحي إلى جانب الكتب وإلى جانب المتعلمين، وهذا يؤدي إلى أن تتحول هذه الأفكار إلى تشريع وإلى دولة فتنتقل الأفكار إلى التطبيق العملي بالاختيار وبالقسر وحينئذ تسير النهضة في طريقها العملي بعد طريقها الفكري فيجتمع الطريقان معاً: دولة وقوانين تقوم بالنهضة في المجتمع وأفكار تنشر متبوعة بالاتصال الحي فردياً وجماهيرياً معاً في وقت واحد تسير بالمجتمع الناهض الذي يحمل رسالة النهضة لغيره من المجتمعات وبذلك يصل الأمر إلى ذروته من السمو والارتفاع.
والناظر في العالم الإسلامي أو ما يسمونه اليوم الشرق الأوسط يلاحظ أنه بدأ بتحسس النهضة منذ النصف الثاني من القرن الثامن عشر حين بدأت استانبول -وهي حاضرة الخلافة الإسلامية- تحاول أن تقتبس الأفكار التي تظن أنها سبب نهضة أوروبا ثم أصبح ذلك واقعاً عملياً في أوائل القرن التاسع عشر بعد غزوة نابليون لمصر وجلوس محمد علي على عرش مصر واقتطاعه إياها من جسم الدولة الإسلامية بواسطة عمولته لفرنسا ثم صار أخذ ما يُظن أنه أفكار توجد النهضة عاماً في البلاد منذ أن دُكّ عرش الخلافة وحطمت الراية الإسلامية وبسط الكفار المستعمرون سلطانهم على جميع بلاد الإسلام. وها قد مضى أكثر من نصف قرن ومع ذلك فحتى هذه الساعة لم تحصل نهضة وإنما وجدت بعض المعارف والعلوم. ولهذا فقد آن الأوان أن يدرك الناس في هذه البلاد بعد محاولات تقرب من قرنين أن الطريق الذي يسيرون فيه من دراسة المعارف والعلوم وحدها لا توجِد نهضة وأنه قد آن الأوان لأن يبحثوا عن طريق يكون من طرق النهضة واقعياً وأن يتركوا الطريق الذي يسلكون بعد أن أصبح إخفاقها يقينياً مقطوعاً فيه.
نعم لقد أدرك بعضهم أن إعطاء الأفكار لا بد أن يتبعه الاتصال الحي للمناقشة في هذه الأفكار لتمكين الناس من لمس واقعها وللحث على إيجادها رأياً عاماً وعند الدولة وفي العلاقات، ومن أجل ذلك أوجدوا الأحزاب السياسية فكانت بذلك لفتة لافتة للنظر في طريق التغيير. إلاّ أن هذه الأحزاب لم تعتنق فكرة كلية عن الكون والانسان والحياة تجعلها الأساس الذي تنبثق عنه وجهة النظر في الحياة وبذلك لم تتبن الفكر الأساسي الذي يكون مقياساً للأفكار ولم تتبلور لديها وظيفة الدولة ووظيفة القوانين في المجتمع، ولهذا فقدت ما يوجِد النهضة أي فقدت الأفكار التي يجب أن تقوم بنشرها وأن تتبع هذا بالاتصال الحي فردياً وجماهيرياً معاً، ولهذا سارت بالأفكار الجزئية مأخوذة من وجهات نظر متناقضة من الرأسمالية والاشتراكية متجنبة عن تعمد وجهة نظر الإسلام، ومن أجل ذلك ظلت تدور في دوامة وغلب عليها الانتهازية والاستعجال أو محاولة الإصلاح الترقيعي الذي يؤخر النهضة ويطيل عمر الفساد. وإذا استثنينا حزب التحرير وهو حزب مطارد من جميع السلطات فإنه لا يوجد في العالم الإسلامي كله الذي يسمونه الشرق الأوسط من يعمل للنهضة وإن كان فيه من يخبرون الناس بأنه سائر في طريق النهضة، ولذلك كان الأمر الطبيعي وفي الأمّة إحساس عام بإرادة النهوض وفيها متحمسون بذلك فعلاً أن يوجد من يفحص هذا الحزب المتعارض بفحص أفكاره سواء منها ما يتعلق بالفكرة أو ما تعلق بالطريقة أو يوجد من يتلمس أفكاراً أخرى بفكرتها وطريقتها ليساهم بالصراع الفكري لإيجاد الثورة الفكرية وبالتالي إحداث النهضة أم هل سيظل المتعلمون يكتبون في المجلات والصحف ويؤلفون الكتب ويظل الناس غارقين في دوامة الألفاظ الطنانة يرددون بحماس كلمات القومية والتحرر ومحاربة الاستعمار دون أن يكون لها واقع ودون أن يكون لها أي معنى يتعلق بوجهة النظر في الحياة.
أن عقيده الإسلام هي التوحيد للخالق وتسيير الأعمال بما ثبت أنه قد أوحى الله به لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم بإعمال العقل في فهمه للوقائع المتجددة والمتعددة لاستنباط الأحكام. وهذه الأحكام هي القوانين ووظيفتها في المجتمع إنما هي إباحة السعي طلباً للرزق الحلال وجعل الأصل في الأشياء التي تملك وفي الأفكار التي تؤخذ الإباحة وتقييد كيفية التملك وكيفية التغذية الروحية بطريقة خاصة.
فهل آن للناس ولا سيما المتعلمين أن يدركوا ما هي النهضة وأن يفكروا في الأفكار التي تقوم على أساسها النهضة بعد أن تحسسوا الكيفية التي تثبت فيها الأفكار لإيجاد النهضة باتباع نشر الأفكار بالاتصال الحي للمناقشة من أجل أن يلمس الناس واقعها ويحث على العمل لإيجادها، لا جرم أنه قد آن الأوان لذلك لا سيما بعد هذه المرحلة المشاعرية الكاسحة التي شملت الدولة العربية منذ سنة 1955 حتى اليوم ثم برز للواعين السراب الخادع الذي كانت تنشره بمختلف أساليب الدجل فإن هذا وحده كاف لأن يوقِظ من الغفلة وأن يلفت النظر بقوة إلى تلمس الهدى عن طريق الفكر المستنير.
النهضة هي الارتفاع الفكري، وليست هي الارتفاع الاقتصادي ولا الارتفاع الروحي ولا الارتفاع الخلقي وإنما هي الارتفاع الفكري ليس غير، فإذا كان هذا الارتفاع الفكري مبنياً على أساس روحي كانت النهضة نهضة صحيحة، لأن الفكر مستنير فيها إلى أساس يستحيل عليه النقص فلا يتسرب الخطأ إلى الفكر من ناحية أسسه وإنما يكون الخطأ ممكناً عليه من ناحية الفروع، ولذلك يكون مأمون الأساس ثابت الاتجاه مقطوعاً بنتائجه، أمّا إذا كان الارتفاع الفكري غير مبني على أساس روحي فإنه يكون نهضة ولكنها نهضة غير صحيحة لأن الفكر فيها لا يستنير إلى ما يستحيل عليه النقص فيكون عرضة للخطأ والخلل والاضطراب والضلال وجميع أنواع النقص فيتسرب ذلك إلى الأساس وبالتالي إلى الاتجاه والنتائج ولكنه على أي حال يُحدث نهضة.
إلاّ أن الفكر الذي تحصل بارتفاعه نهضة هو الفكر المتعلق بوجهة النظر في الحياة وما يتعلق بها لأن ارتفاعه هو الانتقال من الناحية الحيوانية البحتة إلى الناحية الإنسانية، فالفكر المتعلق بتنظيم الحصول على الطعام فكر ولكنه غريزي منخفض، والفكر المتعلق بتنظيم الحصول على الطعام أعلى منه، والفكر المتعلق بتنظيم شؤون الأسرة فكر ولكن الفكر المتعلق بتنظيم شؤون القوم أعلى منه، وأمّا الفكر المتعلق بتنظيم شؤون الإنسان باعتباره إنساناً لا فرداً هو أعلى الأفكار. ومن هنا كان مثل هذا الفكر هو الذي يُحدث نهضة، فعلى دعاة النهضة إذن أن ينشروا هذا الفكر ويجعلوه أساساً لغيره من الأفكار وأن يجعلوا العلوم والمعارف مبنية على هذا الفكر وأخذه الدرجة الثانية من الاهتمام حتى يستطيعوا أن يُحدثوا نهضة.
والذي يتبادر إلى الذهن من نشر الفكر هو تأليف الكتب وإصدار الصحف والمجلات ولذلك أقبل الناس عليها كطريقة لنشر الفكر وبالتالي كطريقة للنهضة، بيد أن الواقع ليس كذلك، فالكتب والصحف والمجلات والنشرات إن هي إلاّ أدوات ووسائل ليس غير وهي لا تُحدث نهضة وإنما توجِد أفكاراً عند من يقرأها، فإذا اقتصر على ذلك وجدت من قراءة الأفكار عن قصد التأثير فيحتم هذا القصد أن يقوم من يعطيها بالاتصال الحي بمن قرأ الأفكار فردياً وجماهيرياً في وقت واحد للمناقشة في هذه الأفكار لتمكين من قرأها من لمس واقعها ووضع اصبعه على هذا الواقع ولحثه على العمل لإيجادها رأياً عاماً بين الناس وفي العلاقات وفي الدولة فينتج عن ذلك الثورة الفكرية التي توجِد النهضة، فإذا وجد هذا الاتصال الحي فقد بدأ السير على طريق النهضة، وإذا لم يوجد لا يمكن أن تبدأ النهضة، وإنما قد يبدأ علم ومعرفة وقد يبدأ تأليف الكتب وهذا لا ينتج نهضة ولو أصبح أكثر أهل البلاد متعلمين ولو كانت الكتب التي تؤلف تعد بالآلاف بل لا بد من الاتصال الحي إلى جانب الكتب وإلى جانب المتعلمين، وهذا يؤدي إلى أن تتحول هذه الأفكار إلى تشريع وإلى دولة فتنتقل الأفكار إلى التطبيق العملي بالاختيار وبالقسر وحينئذ تسير النهضة في طريقها العملي بعد طريقها الفكري فيجتمع الطريقان معاً: دولة وقوانين تقوم بالنهضة في المجتمع وأفكار تنشر متبوعة بالاتصال الحي فردياً وجماهيرياً معاً في وقت واحد تسير بالمجتمع الناهض الذي يحمل رسالة النهضة لغيره من المجتمعات وبذلك يصل الأمر إلى ذروته من السمو والارتفاع.
والناظر في العالم الإسلامي أو ما يسمونه اليوم الشرق الأوسط يلاحظ أنه بدأ بتحسس النهضة منذ النصف الثاني من القرن الثامن عشر حين بدأت استانبول -وهي حاضرة الخلافة الإسلامية- تحاول أن تقتبس الأفكار التي تظن أنها سبب نهضة أوروبا ثم أصبح ذلك واقعاً عملياً في أوائل القرن التاسع عشر بعد غزوة نابليون لمصر وجلوس محمد علي على عرش مصر واقتطاعه إياها من جسم الدولة الإسلامية بواسطة عمولته لفرنسا ثم صار أخذ ما يُظن أنه أفكار توجد النهضة عاماً في البلاد منذ أن دُكّ عرش الخلافة وحطمت الراية الإسلامية وبسط الكفار المستعمرون سلطانهم على جميع بلاد الإسلام. وها قد مضى أكثر من نصف قرن ومع ذلك فحتى هذه الساعة لم تحصل نهضة وإنما وجدت بعض المعارف والعلوم. ولهذا فقد آن الأوان أن يدرك الناس في هذه البلاد بعد محاولات تقرب من قرنين أن الطريق الذي يسيرون فيه من دراسة المعارف والعلوم وحدها لا توجِد نهضة وأنه قد آن الأوان لأن يبحثوا عن طريق يكون من طرق النهضة واقعياً وأن يتركوا الطريق الذي يسلكون بعد أن أصبح إخفاقها يقينياً مقطوعاً فيه.
نعم لقد أدرك بعضهم أن إعطاء الأفكار لا بد أن يتبعه الاتصال الحي للمناقشة في هذه الأفكار لتمكين الناس من لمس واقعها وللحث على إيجادها رأياً عاماً وعند الدولة وفي العلاقات، ومن أجل ذلك أوجدوا الأحزاب السياسية فكانت بذلك لفتة لافتة للنظر في طريق التغيير. إلاّ أن هذه الأحزاب لم تعتنق فكرة كلية عن الكون والانسان والحياة تجعلها الأساس الذي تنبثق عنه وجهة النظر في الحياة وبذلك لم تتبن الفكر الأساسي الذي يكون مقياساً للأفكار ولم تتبلور لديها وظيفة الدولة ووظيفة القوانين في المجتمع، ولهذا فقدت ما يوجِد النهضة أي فقدت الأفكار التي يجب أن تقوم بنشرها وأن تتبع هذا بالاتصال الحي فردياً وجماهيرياً معاً، ولهذا سارت بالأفكار الجزئية مأخوذة من وجهات نظر متناقضة من الرأسمالية والاشتراكية متجنبة عن تعمد وجهة نظر الإسلام، ومن أجل ذلك ظلت تدور في دوامة وغلب عليها الانتهازية والاستعجال أو محاولة الإصلاح الترقيعي الذي يؤخر النهضة ويطيل عمر الفساد. وإذا استثنينا حزب التحرير وهو حزب مطارد من جميع السلطات فإنه لا يوجد في العالم الإسلامي كله الذي يسمونه الشرق الأوسط من يعمل للنهضة وإن كان فيه من يخبرون الناس بأنه سائر في طريق النهضة، ولذلك كان الأمر الطبيعي وفي الأمّة إحساس عام بإرادة النهوض وفيها متحمسون بذلك فعلاً أن يوجد من يفحص هذا الحزب المتعارض بفحص أفكاره سواء منها ما يتعلق بالفكرة أو ما تعلق بالطريقة أو يوجد من يتلمس أفكاراً أخرى بفكرتها وطريقتها ليساهم بالصراع الفكري لإيجاد الثورة الفكرية وبالتالي إحداث النهضة أم هل سيظل المتعلمون يكتبون في المجلات والصحف ويؤلفون الكتب ويظل الناس غارقين في دوامة الألفاظ الطنانة يرددون بحماس كلمات القومية والتحرر ومحاربة الاستعمار دون أن يكون لها واقع ودون أن يكون لها أي معنى يتعلق بوجهة النظر في الحياة.
أن عقيده الإسلام هي التوحيد للخالق وتسيير الأعمال بما ثبت أنه قد أوحى الله به لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم بإعمال العقل في فهمه للوقائع المتجددة والمتعددة لاستنباط الأحكام. وهذه الأحكام هي القوانين ووظيفتها في المجتمع إنما هي إباحة السعي طلباً للرزق الحلال وجعل الأصل في الأشياء التي تملك وفي الأفكار التي تؤخذ الإباحة وتقييد كيفية التملك وكيفية التغذية الروحية بطريقة خاصة.
فهل آن للناس ولا سيما المتعلمين أن يدركوا ما هي النهضة وأن يفكروا في الأفكار التي تقوم على أساسها النهضة بعد أن تحسسوا الكيفية التي تثبت فيها الأفكار لإيجاد النهضة باتباع نشر الأفكار بالاتصال الحي للمناقشة من أجل أن يلمس الناس واقعها ويحث على العمل لإيجادها، لا جرم أنه قد آن الأوان لذلك لا سيما بعد هذه المرحلة المشاعرية الكاسحة التي شملت الدولة العربية منذ سنة 1955 حتى اليوم ثم برز للواعين السراب الخادع الذي كانت تنشره بمختلف أساليب الدجل فإن هذا وحده كاف لأن يوقِظ من الغفلة وأن يلفت النظر بقوة إلى تلمس الهدى عن طريق الفكر المستنير.