بوفيصيل
22-02-2012, 02:19 AM
* في الوقت الذي يتسلون فيه عندنا بامكانية ان يقدم نتنياهو موعد الانتخابات بقصد ان يكتسح صندوق السلطة كله، ندخل الى الشيء الحقيقي وهو الانتخابات في الولايات المتحدة. ليس الحديث فقط عن ولاية الرئيس الثانية بل عن انتخاب مجلس النواب كله وثلث مجلس الشيوخ. وبرغم أننا لا نصوت في امريكا فاننا نتابع باهتمام شديد مسار الانتخابات.
*********** لم نعتد أن ندس أنوفنا تأييدا أو معارضة بصورة رسمية أو غير رسمية. لكنه صدرت عن محيط بيبي اصوات تعارض اوباما بدعوى انه ساذج ولا يفهم ويخطيء وهو ليس مؤيدا لنا في الحقيقة. وينشأ انطباع ان بيبي الذي يعرف كيف يجعل اعضاء مجلس النواب الامريكي يقفزون بخطبة واحدة في هتاف هستيري، يطمح الى ان يكون متحكما برئيس الولايات المتحدة. ومن المؤسف ان صديقه صاحب المليارات شلدون ادلسون صاحب اعمال المقامرة لم يعلمه ان المقامرة عمل خطير. فالرهان على رئيس جمهوري ليس له اسم بعد هو خطأ شديد. وهذا في الأساس يناقض سياسة عدم التدخل من اسرائيل في الانتخابات الامريكية. وبخت غولدا مئير في زمانها رابين (الذي كان سفيرا في الولايات المتحدة آنذاك) لتأييده نيكسون. أما عيزر وايزمن فطار في طائرة انتخابات الرئيس كارتر ليساعده في انتخابات الولاية الثانية التي فشل فيها وتورط مع حزبه.
*********** بخلاف ما يعتقده العرب، فان الولايات المتحدة ليست في جيبنا، ونحن لا نتدخل في سؤال من سيُنتخب أو لا يُنتخب في امريكا. الامر المهم ان تُعلم اسرائيل المتنافسين في الرئاسة بشأن سياستها. وكان الفشل الكبير ان اسرائيل لم تُلق بالا لاوباما ولم تُعلمه بمشكلاتنا، وكان أول من أثر في سلوكه هو مساعده اليهودي رام عمانوئيل. فهو الذي جعل الرئيس يبدأ حملته السلمية من القاهرة خاصة ويتجاوز اسرائيل. وهكذا أعطى بيبي الذريعة ليجد له عدوا في البيت الابيض.
*********** تتم العلاقات مع اوباما في مسارين متوازيين لا يلتقيان، المسار الاول، في الشأن الامني، نشأت علاقات منقطعة النظير، فهناك التزام لاسرائيل يشتمل على الحفاظ على تفوقها العسكري النوعي. ولهذا لم نسمع في هذه المرة ايضا احتجاجا اسرائيليا على تسليح السعودية بطائرات حربية متقدمة.
*********** في حالة مشابهة في الماضي احتجت اسرائيل احتجاجا صارخا على تسليح السعودية بطائرات اف15. هذا الى ان الولايات المتحدة كانت تنوي ان تزودها بطائرات زودتها لاسرائيل بتحسينات تقنية من اجل نفسها. وقد استُدعي سفيرنا في واشنطن آنذاك موشيه آرنس الى البلاد وسمع من بيغن كلمات لا نجدها في معجم محترم. والآن وقد أصبح التهديد الايراني في الجو للسعودية لا يقل عن تهديدنا نحن، ربما لا تبارك اسرائيل لكنها لا تلعن ايضا.
*********** ومن جهة ثانية – يوجد في المجال السياسي قطيعة تامة بيننا وبين اوباما – بدءا بالبناء في المناطق ومشكلات حمقاء تنشئها حكومة بيبي مثل عدم تحويل الاموال الى السلطة. وقد جعلنا اوباما نفهم ان هذا ليس مجرد خطوة غير بناءة بل هو حماقة مُغضبة. وفي حين تضغطنا ادارة اوباما كي لا نضيع أية فرصة لدخول التفاوض، ويضر سلوكنا باوباما، فان رسالة مبعوثي الرئيس ما تزال تقول "لن نضر بأمن اسرائيل". وذلك برغم شكه في ان يكون تصريح بيبي في بار ايلان قابلا للتحقق.
*********** في حين ما يزال التزام اوباما الامني على حاله، تركت الادارة الشأن السياسي في الثلاجة، أو كما يقول تعبير انجليزي "على النار الخلفية". ومن الواضح انه اذا تم انتخاب اوباما فهناك احتمال معقول ان يثار الشأن السياسي من جديد بكامل قوته، وكيف اذا استمرت هيلاري كلينتون (التي قالت علنا انها ضاقت ذرعا بنا) في ولاية وزارة الخارجية أو اذا انتخبها اوباما نائبة للرئيس بسبب شعبيتها بين النساء – آنذاك يتوقع لبيبي حياة صعبة.
*********** اسرائيل متعلقة بالولايات المتحدة في كل مجال. وهناك مكان للخوف من ان تعتقد الحكومة الحالية انه في السنة التي أصبح فيها اوباما بطة عرجاء تستطيع ان تفعل أو لا تفعل ما في رأسها. اذا تجاوزنا الخطوط الحمراء فسنتلقى ضربة من اوباما حتى لو كان يتصبب عرقا في الانتخابات. فالرئيس هو الرئيس حتى حينما يحارب من اجل حياته السياسية. "ان الاسد الذي يضرب بذيله يستطيع ان يُسقط الأرانب حوله"، يقول مثل معروف. وهذا هو مكان ان ننصح بيبي وحاشيته قائلين: إحذروا ذيل الأسد.
مائير ماركس
*********** لم نعتد أن ندس أنوفنا تأييدا أو معارضة بصورة رسمية أو غير رسمية. لكنه صدرت عن محيط بيبي اصوات تعارض اوباما بدعوى انه ساذج ولا يفهم ويخطيء وهو ليس مؤيدا لنا في الحقيقة. وينشأ انطباع ان بيبي الذي يعرف كيف يجعل اعضاء مجلس النواب الامريكي يقفزون بخطبة واحدة في هتاف هستيري، يطمح الى ان يكون متحكما برئيس الولايات المتحدة. ومن المؤسف ان صديقه صاحب المليارات شلدون ادلسون صاحب اعمال المقامرة لم يعلمه ان المقامرة عمل خطير. فالرهان على رئيس جمهوري ليس له اسم بعد هو خطأ شديد. وهذا في الأساس يناقض سياسة عدم التدخل من اسرائيل في الانتخابات الامريكية. وبخت غولدا مئير في زمانها رابين (الذي كان سفيرا في الولايات المتحدة آنذاك) لتأييده نيكسون. أما عيزر وايزمن فطار في طائرة انتخابات الرئيس كارتر ليساعده في انتخابات الولاية الثانية التي فشل فيها وتورط مع حزبه.
*********** بخلاف ما يعتقده العرب، فان الولايات المتحدة ليست في جيبنا، ونحن لا نتدخل في سؤال من سيُنتخب أو لا يُنتخب في امريكا. الامر المهم ان تُعلم اسرائيل المتنافسين في الرئاسة بشأن سياستها. وكان الفشل الكبير ان اسرائيل لم تُلق بالا لاوباما ولم تُعلمه بمشكلاتنا، وكان أول من أثر في سلوكه هو مساعده اليهودي رام عمانوئيل. فهو الذي جعل الرئيس يبدأ حملته السلمية من القاهرة خاصة ويتجاوز اسرائيل. وهكذا أعطى بيبي الذريعة ليجد له عدوا في البيت الابيض.
*********** تتم العلاقات مع اوباما في مسارين متوازيين لا يلتقيان، المسار الاول، في الشأن الامني، نشأت علاقات منقطعة النظير، فهناك التزام لاسرائيل يشتمل على الحفاظ على تفوقها العسكري النوعي. ولهذا لم نسمع في هذه المرة ايضا احتجاجا اسرائيليا على تسليح السعودية بطائرات حربية متقدمة.
*********** في حالة مشابهة في الماضي احتجت اسرائيل احتجاجا صارخا على تسليح السعودية بطائرات اف15. هذا الى ان الولايات المتحدة كانت تنوي ان تزودها بطائرات زودتها لاسرائيل بتحسينات تقنية من اجل نفسها. وقد استُدعي سفيرنا في واشنطن آنذاك موشيه آرنس الى البلاد وسمع من بيغن كلمات لا نجدها في معجم محترم. والآن وقد أصبح التهديد الايراني في الجو للسعودية لا يقل عن تهديدنا نحن، ربما لا تبارك اسرائيل لكنها لا تلعن ايضا.
*********** ومن جهة ثانية – يوجد في المجال السياسي قطيعة تامة بيننا وبين اوباما – بدءا بالبناء في المناطق ومشكلات حمقاء تنشئها حكومة بيبي مثل عدم تحويل الاموال الى السلطة. وقد جعلنا اوباما نفهم ان هذا ليس مجرد خطوة غير بناءة بل هو حماقة مُغضبة. وفي حين تضغطنا ادارة اوباما كي لا نضيع أية فرصة لدخول التفاوض، ويضر سلوكنا باوباما، فان رسالة مبعوثي الرئيس ما تزال تقول "لن نضر بأمن اسرائيل". وذلك برغم شكه في ان يكون تصريح بيبي في بار ايلان قابلا للتحقق.
*********** في حين ما يزال التزام اوباما الامني على حاله، تركت الادارة الشأن السياسي في الثلاجة، أو كما يقول تعبير انجليزي "على النار الخلفية". ومن الواضح انه اذا تم انتخاب اوباما فهناك احتمال معقول ان يثار الشأن السياسي من جديد بكامل قوته، وكيف اذا استمرت هيلاري كلينتون (التي قالت علنا انها ضاقت ذرعا بنا) في ولاية وزارة الخارجية أو اذا انتخبها اوباما نائبة للرئيس بسبب شعبيتها بين النساء – آنذاك يتوقع لبيبي حياة صعبة.
*********** اسرائيل متعلقة بالولايات المتحدة في كل مجال. وهناك مكان للخوف من ان تعتقد الحكومة الحالية انه في السنة التي أصبح فيها اوباما بطة عرجاء تستطيع ان تفعل أو لا تفعل ما في رأسها. اذا تجاوزنا الخطوط الحمراء فسنتلقى ضربة من اوباما حتى لو كان يتصبب عرقا في الانتخابات. فالرئيس هو الرئيس حتى حينما يحارب من اجل حياته السياسية. "ان الاسد الذي يضرب بذيله يستطيع ان يُسقط الأرانب حوله"، يقول مثل معروف. وهذا هو مكان ان ننصح بيبي وحاشيته قائلين: إحذروا ذيل الأسد.
مائير ماركس