بوفيصيل
30-01-2012, 03:14 AM
..........................
كتب الدكتور طارق عبد الحليم مقالا فى ذم الإخوان المسلمين كما هى الموضه هذه الأيام ، قدم فيه مقدمات صحيحة ثم انتهى الى نتائج فاسدة ظالمة تضع الإخوان فى صفوف اهل البدع الكبرى امثال الجهمية والمعتزلة والمرجئة وهلم جره ..وقد بدأ مغالطاته فى مقاله المعنون (الهوة بيننا وبين الأخوان) بتوسيع دائرة الوهم فى عبارة الأمام الشهيد حسن البنا ( نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه ) وهذه العبارة بعينها هى عبارة الشيخ العلامة محمد رشيد رضا صاحب المنار ثم استخدمها البنا من بعده فأوهم الدكتور أن البنا وضع العبارة ليجعلها منهج جماعته فى إعذار العلمانيين واهل البدع لأن الدكتور قال بعدها ( والاخوان يعذرون العلمانيين ......) وهذا فى الحقيقة من الظلم والبهتان للشهيد حسن البنا ، وكان واجب الدكتور أن يبرئ الشهيد من هذا المسلك خصوصا وان الدكتور يعلم أن حسن البنا من أئمة المسلمين
فهذا الوهم الخطير الذى يلقيه الدكتور بلا تبرئة للشهيد حسن البنا يغرر بالصبية الجهلاء للوقيعة فى أمام شهدت الدنيا بتعديله وصلاح منهجه ، لكن الدكتور لم يتوقف عن أوهامه فى حسن البنا وفى جماعته من بعده فنسب إليهم الإعراض عن الحكم بالشريعة وأن الحكم بالشريعة مسألة شخصية لكل إنسان ، وكأن الدكتور نسى الى ماذا تدعوا هذه الجماعة من ثمانين عاما ، وجعل الدكتور سقطات الألسنة أو الكلمات العامة ( المحتمله للمعانى الكثيرة)التى يجمعها أدعياء السلفية والجامية للأخوان منهجا له يبنى عليه حكما خطيرا بالتبديع للجماعة التى ضمت الى وقت قريب صفوة رجال الأسلام علما وعملا وجهادا ، وقدمت التضحيات الهائلة وغيرهم ينام فى فراشه هادئ البال وناعمه ، أفهكذا تصدر أحكام التبديع على الناس وماذا تركنا للمدخلية وادعياء السلفية وكيف ندافع عن الشهيد سيدقطب وهم يجمعون له الكلمات الموهمة والمحتمله للمعانى المتعددة ، وكان من عدون الدكتور على الشهيد حسن البنا قوله فى مقال سابق بأن البنا وصف دعوته بأنها دعوة اشعرية ومع ان هذا لم يحدث ، إلا أننا تركنا مناقشته حتى لا يتشعب الخلاف ولكن بما أن الدكتور أخرج الاخوان أخيرا الى مصاف البدعة الخالصة ولم يقتنع بما نصحناه به سابقا من أن الأخوان كجماعة لا تتبنى موقفا واضحا من القضايا العلمية الشرعية التى يكثر فيها الخلاف ولا تتبنى مذهبا بعينه أشعريا كان أو سنيا ، فكان من العدل والسداد أن نحاكمها الى أقوال حسن البنا ورسائله لا إلى قول الغزالى أو القرضاوى أو فلان وعلان ، ولكن الدكتور حكم وقضى وتبنى ما هو قريب من هواه ، فبدع الجماعة وأنهى المسألة
وظنى بأننا إذا أوغلنا فى معارضة الدكتور فسينتهى الأمر بالجماعة الى الكفر البوح ، وسيكون مصير حسن البنا مع جهم بن صفوان وغيلان الدمشقى ، ولا أريد أن أحكى مايمكن أن يحدث لو عارضنا الدكتور بعد ذلك ... وقد بنى الدكتور تبديعه للجماعة على موقفها من معطلة الشرائع من العلمانيين وكما قلت تخير الدكتور من أقوال منتسبى الجماعة وأمضى حكمه ونفذ القضاء ، ونحن نقول له : ليس هناك حجة على هذه الجماعة غير حسن البنا ولو أجزت لنفسك أن تتخير من أتباعها من هو معروف بأشعريته أو بدعته فسنعارضك نحن بأقوال أهل السنة منهم ، فإن زعمت أنهم لايمثلون الجماعة سنقول لك :هذا ما نريد إثباته ، فلم يبقى إلا أن نحتكم الى منهج حسن البنا وعقيدته للحكم على هذه الجماعة بصفة عامة من حيث الأصل ثم نعقب بما كان وما يكون ، وما صنع خالد وما إقترف عمر ، وعقيدة حسن البنا فى المسألة التى بنيت عليها تبديعك ترده هذه المقالة لحسن البنا رحمه الله ، أما بقية دعاويك عليهم فنحن لا نسلم لك إلا إذا نقلت لنا من أقوال الشهيد ما يثبتها
أما إلقاء التهم بدون دليل يعتمد عليه فهو تغرير متجدد لا يجوز لنا أن نتابعك فيه لأنه ظلم وبهتان ،بل نطالبك بالرجوع عنه ،
.......................................
معركة لمصحف – أين حكم الله؟
.............
**إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيماً (105)} [سورة النساء 4/105]
**وَأَنْ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيراً مِنْ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ (49) أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنْ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (50)} [سورة المائدة 5/49-51]
**إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا} [سورة النــور 24/51]
الإسلام دين ودولة ما في ذلك شك. ومعنى هذا التعبير بالقول الواضح أن الإسلام شريعة ربانية جاءت بتعاليم إنسانية وأحكام اجتماعية، وكلت حمايتها ونشرها والإشراف على تنفيذها بين المؤمنين بها، وتبليغها للذين لم يؤمنوا بها إلى الدولة، أي إلى الحاكم الذي يرأس جماعة المسلمين ويحكم أمتهم.
وإذا قصر الحاكم في حماية هذه الأحكام لم يعد حاكماً إسلامياً.
وإذا أهملت الدولة هذه المهمة لم تعد دولة إسلامية. وإذا رضيت الجماعة أو الأمة الإسلامية بهذا الإهمال ووافقت عليه لم تعد هي الأخرى إسلامية….،
ومهما ادعت ذلك بلسانها
وإن من شرائط الحاكم المسلم أن يكون في نفسه متمسكاً بفرائض الإسلام بعيداً عن محارم الله غير مرتكب للكبائر.
وهذا وحده لا يكفي في اعتباره حاكماً مسلماً حتى تكون شرائط دولته ملزمة إياه بحماية أحكام الإسلام بين المسلمين، وتحديد موقف الدولة منهم بناء على موقفهم هم من دعوة الإسلام.
هذا الكلام لا نقاش فيه ولا جدل،
وهو ما تفرضه هذه الآيات المحكمة من كتاب الله. ولقد كانت آيات النور صريحة كل الصراحة، واضحة كل الوضوح في الرد على الذين يتهربون من الحكم بما أنزل الله، وإخراجهم من زمرة المؤمنين، فالله تبارك وتعالى يقول فيهم:
**وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُوْلَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ (47) وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ (48) وَإِنْ يَكُنْ لَهُمْ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ (49) أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمْ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ (50) إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ (51)} [سورة النــور 24/47-51]
كما جاءت آيات المائدة تصف المهملين لأحكام الله بالكفر والظلم والفسق فتقول:
**لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْكَافِرُونَ (44)} [سورة المائدة 5/44] {الظَّالِمُونَ (45)} [سورة المائدة 5/45] {الْفَاسِقُونَ (47)} [سورة المائدة 5/47] ثم تقول:
**أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنْ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (50)} [سورة المائدة 5/50]
ولا يكفي في تحقيق الحكم بما أنزل الله أن تعلن الدولة في دستورها أنها دولة مسلمة، وأن دينها الرسمي الإسلام، أو أن تحكم بأحكام الله في الأحوال الشخصية وتحكم بما يصطدم بأحكام الله في الدماء والأموال والأعراض، أو يقول رجال الحكم فيها إنهم مسلمون سواء أكانت أعمالهم الشخصية توافق هذا القول أم تخالفه. لا يكفي هذا بحال.
ولكن المقصود بحكم الله في الدولة أن تكون دولة دعوة، وأن يستغرق هذا الشعور الحاكمين مهما علت درجاتهم والمحكومين مهما تنوعت أعمالهم. وأن يكون هذا المظهر صبغة ثابتة للدولة توصف بها بين الناس، وتعرف بها في المجامع الدولية، وتصدر عنها في كل التصرفات، وترتبط بها في القول والعمل.
في العالم دولة اسمها الاتحاد السوفيتي، لها مبدأ معروف ولون معروف ومذهب معروف، نحن لا نأخذ به ولا ندعو إليه، ولكنا نقول إن هذه الدولة عرفت بلونها هذا بين الناس وفي المجامع الدولية، وهي ترتبط بمقتضياته في كل تصرفاتها وأقوالها وأعمالها. وقد أرادت إنجلترا وأمريكا تقليدها فادعتا أنهما تصطبغان بالدعوة إلى شئ اسمه الديمقراطية، وإن اختلف مدلوله بمختلف المصالح والمطامع والظروف والحوادث.
فلماذا لا تكون مصر – وهي دولة مستقلة وذات سيادة – معروفة في المجامع الدولية بتمسكها بهذه الصبغة الإسلامية وحرصها عليها ودعوتها إليها وارتباطها بها في كل قول أو عمل؟ ذلك هو أساس الحكم بما أنزل الله. ومتى وجد هذا المعنى، وارتبطت الدولة بهذا الاعتبار، واصطبغت بهذه الصبغة، فستكون النتيجة ولا شك تمسك الحاكمين بفرائض الإسلام واتصافهم بآدابه وكمالاته، فيتحقق حكم الله فردياً واجتماعياً ودولياً وهو المطلوب.
أين نحن من هذا كله؟
الحق أننا لسنا منه في شئ. وكل حظنا منه نص المادة 149 من الدستور، ثم ما بقى في نفوس هذا الشعب من مشاعر وعواطف وتقدير وأعمال وعبادات. أما الحكومة والدولة ففي واد آخر.
يا دولة رئيس الحكومة أنت المسئول بالأصالة. ويا معالي وزير العدل أنت المسئول بالاختصاص. ويا نواب الأمة وشيوخها أنتم المسئولون باسم أمانة العلم و التبليغ التي أخذ الله عليكم ميثاقها.
"ويا أيتها الأمة أنت المسئولة عن الرضا بهذا الخروج عن حكم الله، لأنك مصدر السلطات".
"فناضلي حكامك وألزميهم النزول على حكم الله، وخوضي معهم معركة المصحف، ولك النصر بإذن الله".
حسن البنا
رحمه الله
كتب الدكتور طارق عبد الحليم مقالا فى ذم الإخوان المسلمين كما هى الموضه هذه الأيام ، قدم فيه مقدمات صحيحة ثم انتهى الى نتائج فاسدة ظالمة تضع الإخوان فى صفوف اهل البدع الكبرى امثال الجهمية والمعتزلة والمرجئة وهلم جره ..وقد بدأ مغالطاته فى مقاله المعنون (الهوة بيننا وبين الأخوان) بتوسيع دائرة الوهم فى عبارة الأمام الشهيد حسن البنا ( نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه ) وهذه العبارة بعينها هى عبارة الشيخ العلامة محمد رشيد رضا صاحب المنار ثم استخدمها البنا من بعده فأوهم الدكتور أن البنا وضع العبارة ليجعلها منهج جماعته فى إعذار العلمانيين واهل البدع لأن الدكتور قال بعدها ( والاخوان يعذرون العلمانيين ......) وهذا فى الحقيقة من الظلم والبهتان للشهيد حسن البنا ، وكان واجب الدكتور أن يبرئ الشهيد من هذا المسلك خصوصا وان الدكتور يعلم أن حسن البنا من أئمة المسلمين
فهذا الوهم الخطير الذى يلقيه الدكتور بلا تبرئة للشهيد حسن البنا يغرر بالصبية الجهلاء للوقيعة فى أمام شهدت الدنيا بتعديله وصلاح منهجه ، لكن الدكتور لم يتوقف عن أوهامه فى حسن البنا وفى جماعته من بعده فنسب إليهم الإعراض عن الحكم بالشريعة وأن الحكم بالشريعة مسألة شخصية لكل إنسان ، وكأن الدكتور نسى الى ماذا تدعوا هذه الجماعة من ثمانين عاما ، وجعل الدكتور سقطات الألسنة أو الكلمات العامة ( المحتمله للمعانى الكثيرة)التى يجمعها أدعياء السلفية والجامية للأخوان منهجا له يبنى عليه حكما خطيرا بالتبديع للجماعة التى ضمت الى وقت قريب صفوة رجال الأسلام علما وعملا وجهادا ، وقدمت التضحيات الهائلة وغيرهم ينام فى فراشه هادئ البال وناعمه ، أفهكذا تصدر أحكام التبديع على الناس وماذا تركنا للمدخلية وادعياء السلفية وكيف ندافع عن الشهيد سيدقطب وهم يجمعون له الكلمات الموهمة والمحتمله للمعانى المتعددة ، وكان من عدون الدكتور على الشهيد حسن البنا قوله فى مقال سابق بأن البنا وصف دعوته بأنها دعوة اشعرية ومع ان هذا لم يحدث ، إلا أننا تركنا مناقشته حتى لا يتشعب الخلاف ولكن بما أن الدكتور أخرج الاخوان أخيرا الى مصاف البدعة الخالصة ولم يقتنع بما نصحناه به سابقا من أن الأخوان كجماعة لا تتبنى موقفا واضحا من القضايا العلمية الشرعية التى يكثر فيها الخلاف ولا تتبنى مذهبا بعينه أشعريا كان أو سنيا ، فكان من العدل والسداد أن نحاكمها الى أقوال حسن البنا ورسائله لا إلى قول الغزالى أو القرضاوى أو فلان وعلان ، ولكن الدكتور حكم وقضى وتبنى ما هو قريب من هواه ، فبدع الجماعة وأنهى المسألة
وظنى بأننا إذا أوغلنا فى معارضة الدكتور فسينتهى الأمر بالجماعة الى الكفر البوح ، وسيكون مصير حسن البنا مع جهم بن صفوان وغيلان الدمشقى ، ولا أريد أن أحكى مايمكن أن يحدث لو عارضنا الدكتور بعد ذلك ... وقد بنى الدكتور تبديعه للجماعة على موقفها من معطلة الشرائع من العلمانيين وكما قلت تخير الدكتور من أقوال منتسبى الجماعة وأمضى حكمه ونفذ القضاء ، ونحن نقول له : ليس هناك حجة على هذه الجماعة غير حسن البنا ولو أجزت لنفسك أن تتخير من أتباعها من هو معروف بأشعريته أو بدعته فسنعارضك نحن بأقوال أهل السنة منهم ، فإن زعمت أنهم لايمثلون الجماعة سنقول لك :هذا ما نريد إثباته ، فلم يبقى إلا أن نحتكم الى منهج حسن البنا وعقيدته للحكم على هذه الجماعة بصفة عامة من حيث الأصل ثم نعقب بما كان وما يكون ، وما صنع خالد وما إقترف عمر ، وعقيدة حسن البنا فى المسألة التى بنيت عليها تبديعك ترده هذه المقالة لحسن البنا رحمه الله ، أما بقية دعاويك عليهم فنحن لا نسلم لك إلا إذا نقلت لنا من أقوال الشهيد ما يثبتها
أما إلقاء التهم بدون دليل يعتمد عليه فهو تغرير متجدد لا يجوز لنا أن نتابعك فيه لأنه ظلم وبهتان ،بل نطالبك بالرجوع عنه ،
.......................................
معركة لمصحف – أين حكم الله؟
.............
**إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيماً (105)} [سورة النساء 4/105]
**وَأَنْ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيراً مِنْ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ (49) أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنْ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (50)} [سورة المائدة 5/49-51]
**إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا} [سورة النــور 24/51]
الإسلام دين ودولة ما في ذلك شك. ومعنى هذا التعبير بالقول الواضح أن الإسلام شريعة ربانية جاءت بتعاليم إنسانية وأحكام اجتماعية، وكلت حمايتها ونشرها والإشراف على تنفيذها بين المؤمنين بها، وتبليغها للذين لم يؤمنوا بها إلى الدولة، أي إلى الحاكم الذي يرأس جماعة المسلمين ويحكم أمتهم.
وإذا قصر الحاكم في حماية هذه الأحكام لم يعد حاكماً إسلامياً.
وإذا أهملت الدولة هذه المهمة لم تعد دولة إسلامية. وإذا رضيت الجماعة أو الأمة الإسلامية بهذا الإهمال ووافقت عليه لم تعد هي الأخرى إسلامية….،
ومهما ادعت ذلك بلسانها
وإن من شرائط الحاكم المسلم أن يكون في نفسه متمسكاً بفرائض الإسلام بعيداً عن محارم الله غير مرتكب للكبائر.
وهذا وحده لا يكفي في اعتباره حاكماً مسلماً حتى تكون شرائط دولته ملزمة إياه بحماية أحكام الإسلام بين المسلمين، وتحديد موقف الدولة منهم بناء على موقفهم هم من دعوة الإسلام.
هذا الكلام لا نقاش فيه ولا جدل،
وهو ما تفرضه هذه الآيات المحكمة من كتاب الله. ولقد كانت آيات النور صريحة كل الصراحة، واضحة كل الوضوح في الرد على الذين يتهربون من الحكم بما أنزل الله، وإخراجهم من زمرة المؤمنين، فالله تبارك وتعالى يقول فيهم:
**وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُوْلَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ (47) وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ (48) وَإِنْ يَكُنْ لَهُمْ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ (49) أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمْ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ (50) إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ (51)} [سورة النــور 24/47-51]
كما جاءت آيات المائدة تصف المهملين لأحكام الله بالكفر والظلم والفسق فتقول:
**لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْكَافِرُونَ (44)} [سورة المائدة 5/44] {الظَّالِمُونَ (45)} [سورة المائدة 5/45] {الْفَاسِقُونَ (47)} [سورة المائدة 5/47] ثم تقول:
**أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنْ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (50)} [سورة المائدة 5/50]
ولا يكفي في تحقيق الحكم بما أنزل الله أن تعلن الدولة في دستورها أنها دولة مسلمة، وأن دينها الرسمي الإسلام، أو أن تحكم بأحكام الله في الأحوال الشخصية وتحكم بما يصطدم بأحكام الله في الدماء والأموال والأعراض، أو يقول رجال الحكم فيها إنهم مسلمون سواء أكانت أعمالهم الشخصية توافق هذا القول أم تخالفه. لا يكفي هذا بحال.
ولكن المقصود بحكم الله في الدولة أن تكون دولة دعوة، وأن يستغرق هذا الشعور الحاكمين مهما علت درجاتهم والمحكومين مهما تنوعت أعمالهم. وأن يكون هذا المظهر صبغة ثابتة للدولة توصف بها بين الناس، وتعرف بها في المجامع الدولية، وتصدر عنها في كل التصرفات، وترتبط بها في القول والعمل.
في العالم دولة اسمها الاتحاد السوفيتي، لها مبدأ معروف ولون معروف ومذهب معروف، نحن لا نأخذ به ولا ندعو إليه، ولكنا نقول إن هذه الدولة عرفت بلونها هذا بين الناس وفي المجامع الدولية، وهي ترتبط بمقتضياته في كل تصرفاتها وأقوالها وأعمالها. وقد أرادت إنجلترا وأمريكا تقليدها فادعتا أنهما تصطبغان بالدعوة إلى شئ اسمه الديمقراطية، وإن اختلف مدلوله بمختلف المصالح والمطامع والظروف والحوادث.
فلماذا لا تكون مصر – وهي دولة مستقلة وذات سيادة – معروفة في المجامع الدولية بتمسكها بهذه الصبغة الإسلامية وحرصها عليها ودعوتها إليها وارتباطها بها في كل قول أو عمل؟ ذلك هو أساس الحكم بما أنزل الله. ومتى وجد هذا المعنى، وارتبطت الدولة بهذا الاعتبار، واصطبغت بهذه الصبغة، فستكون النتيجة ولا شك تمسك الحاكمين بفرائض الإسلام واتصافهم بآدابه وكمالاته، فيتحقق حكم الله فردياً واجتماعياً ودولياً وهو المطلوب.
أين نحن من هذا كله؟
الحق أننا لسنا منه في شئ. وكل حظنا منه نص المادة 149 من الدستور، ثم ما بقى في نفوس هذا الشعب من مشاعر وعواطف وتقدير وأعمال وعبادات. أما الحكومة والدولة ففي واد آخر.
يا دولة رئيس الحكومة أنت المسئول بالأصالة. ويا معالي وزير العدل أنت المسئول بالاختصاص. ويا نواب الأمة وشيوخها أنتم المسئولون باسم أمانة العلم و التبليغ التي أخذ الله عليكم ميثاقها.
"ويا أيتها الأمة أنت المسئولة عن الرضا بهذا الخروج عن حكم الله، لأنك مصدر السلطات".
"فناضلي حكامك وألزميهم النزول على حكم الله، وخوضي معهم معركة المصحف، ولك النصر بإذن الله".
حسن البنا
رحمه الله