المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الملكية الدستورية هي ما وراء زيارة الملك الى واشنطون - محمد نداف



شمس الدين
14-01-2012, 11:54 AM
الملكية الدستورية هي ما وراء زيارة الملك إلى واشنطون

سيقوم الملك خلال زيارته الرسمية إلى واشنطون في السابع عشر من الشهر الحالي بإطلاع الرئيس أوباما على المشروع الإصلاحي الذي بدأت المرحلة الأولى منه بتقديم بعض المسؤولين المتورطين بقضايا فساد للقضاء تمهيدا للشروع بالمرحلة التالية والتي قد أتضحت معالمها وهدفها الحد من نفوذ جهاز المخابرات وتخفيف السطوة الأمنية على حياة المواطن اليومية وسيقوم الملك بتحجيم جهاز المخابرات والتواصل مع إدارته عن طريق مستشار أمني، ثم الإنتقال بعدها للمرحلة الأخيرة ألا وهي تطبيق أطروحة الملكية الدستورية والتي كانت من أهم ما تم طرحه و مناقشته في اللقاء الذي جمع الملك مع رؤساء الوزراء السابقين قبل نحو أسبوع وتم التعتيم الكامل على مجريات ذلك الحوار وكانت الملكية الدستورية محورا لنقاشات الملك مع الدائرة الضيقة المحيطة به منذ فترة .

حيث أن جهاز المخابرات العامة سيعد الخاسر الأكبر في ظل هذه المعادلة الجديدة كان ولا يزال ضد هذا الطرح لذا فلم تتوقف التقارير المفبركة والكيدية التي تصل إلى القصر لتصوير الحراك على أنه مسلح وبث شائعات في الشارع مفادها بأن الإخوان المسلمين لديهم معسكرات تدريب وفرق عسكرية تتحين الوقت المناسب لتنقض على الدولة ومؤسساتها ثم يتلقف الجهاز تلك الشائعات ويرسلها تحت بند سري للغاية!

لقد قام الملك بإرسال إشارات لتهدأت الشارع المحتقن ومنها نزوله للشارع وتناوله للطعام في أحد المطاعم الشعبية بعد تطويق المنطقة وإنتشار الحرس الملكي بمحيطها وقد إعتذر مطعم أبو جبارة من زبائنه وتم إخلاء المكان تماما إلا من طاقم الحراسة وبعض الكمبرس وقبلها تم نشر فيديو على اليوتيوب يظهر فيه الملك مع أحد الصيادين في العقبة ولعلها صدفة إن يكون الصياد هو إبن عم مساعد مدير الإستخبارات العسكرية الأسبق في العقبة ، ومن المعروف لأبناء المنطقة بأنه إذا رغب الملك أو أحد الأمراء بالتواجد في البحر على خليج العقبة فإن حركة القوارب تتوقف تماما سواءا كانت قوارب سياحية أو قوارب صيد ولاحظوا عدم تواجد أي قارب زجاجي أو حتى (جت سكي) على الرغم من أن حجوزات الفنادق بحدها الأدنى تكون ٧٠% في مثل هذا الوقت من السنة وعند مشاهدتي للفيديو تأكدت عن طريق سؤال أحد الأصدقاء والذي يعمل في شركة متخصصة بالنقل البحري والرياضات البحرية في المنطقة أكد لي أثناء الحوار بأنه قد تم فعلا حظر الحركة البحرية لمدة ساعة ونصف وعلق ساخرا: " لم أرى مركب صيد حديث واحد في المنطقة ولاحظ حواف القارب وإرتفاعه فهذا القارب ليس قارب صيد على الأقل أؤكد لك بأنه ليس من قوارب صيد العقبة". لا أدري شخصيا مدى تقبل وتصديق الشارع لتلك الحركات الصبيانية وماذا لو أكل الملك في مطعم أردني وماذا لو سار في الشارع أهو إله مثلا ونحن عبيد!

من ما يثير الجدل والكثير من علامات التعجب هو تخندق بعض ضباط المخابرات في صفوف المعارضين وقيامهم بالتحريض على النظام وخصوصا زوجة الملك. مع أن المواطنين ليسوا بحاجة لتحريض أحد لأنهم سئموا كافة أوجه النظام ومخابراته وأجهزته المختلفة حتى بدأوا بأحراق أنفسهم واحد تلو الآخر فبالأمس أشعل المواطن احمد المطارنه النار في نفسه لأن الفاسدين أحالوه للإستيداع وبات راتبه لا يكفي لشراء خبز فحاصرته الديون حتى سقط عاجزا بين عوز وظلم أما اليوم فتبعه المواطن ياسين الزعبي وهو يعمل مدرسا ( أصبح هذا وللأسف سببا كافيا للإنتحار) مر بضائقة مالية لم يجد مخرجا منها سوى التنازل عن روحه فالحياة تحت ظل نظام مستبد وظالم ما هي إلا سلسلة من التنازلات فكل تنازل يتبعه تنازل أكبر منه حتى يتم التنازل عن الحياة مقابل الحصول على قليل رحمة سلبنا أيها نظام فاشي ديكتاتوري مستبد لا يعرف معنى الرحمة.

بفضل الرؤيا الثاقبة التي يتمتع بها الملك المعظم! أصبح داخل كل مواطن أردني منا بوعزيزي يصارعنا بعد أن أحترقنا داخل أنفسنا مرات ومرات قهرا وكمدا بينما تصرف ٢٠% من ميزانية الدولة على الملك والملكة والأمراء ليشتروا أحذية من ذهب وأفخم أنواع السيارات والدراجات النارية بل وشراء جزيرة في المالديف والكثير الكثير.... كما لو كانوا يعيشون في أحدى قصص ألف ليلة وليلة بما فيها من مجون وصخب وهوس وعربدة بينما نحن الشعب نلعب دور البؤساء في رواية البؤساء التي كتبها (فكتور هيغو).

هناك بعض القوى السياسية ومن ضمنها الحركة الإسلامية قبلت بالمتاجرة بحق الشعب مقابل الحصول على بعض الإمتيازات والمشاركة بالسلطة لإكمال آخر فصل من فصول الربيع الأردني بإعلان الملكية الدستورية. ولكن المعارضة الأردنية في الخارج وبعض أقطاب المعارضة الداخلية يؤمنون بأن هذا هو الوقت المناسب للإنعتاق من حكم الهاشمين وهم مدركين تماما لخبث النظام فحين ضعف موقفه سيقدم تنازلات صورية وسينظم إنتخابات على غرار سابقاتها وسيتم وضع أراكوز. هذا هو الإصلاح الذي يريده الملك وخططت له أحدى الشخصيات الأمنية السابقة والتي حمت عرش الملك في السابق وعرش أبيه من قبله إنه الجنرال سميح البطيخي والذي عاد للواجهة مع بداية الحراك الشعبي والذي خفف من قلق الملك عندما سأله عن تقيمه للوضع بعد إعلان المعارضة الخارجية عن تنظيم إعتصام أمام البيت الأبيض تزامننا مع زيارته لواشنطون وطمأنه بأن إعلام واشنطون عن قرب إعلان الملكية الدستورية سيزيل الحرج عن الإدارة الأمريكية لذا لن يكون للإعتصام أي ترددات أو ردات فعل ضد النظام الأردني. ولكن ما لم يقله أحد للملك من قبل سيسمعه قريبا من الإعلام الأمريكي والذي سيحرجه بلسان المعارضة الخارجية المطالبة بإسقاطه أمام المجتمع الدولي بسبب فساده وسوء إدارته لذا فإن نجاح الإعتصام سيشكل زلزالا للنظام الأردني بكافة المقايس السياسية.