المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف يمكن أسقاط الشعور بالقداسة للعلماء،وتحول التقديس للحق؟



ابواحمد
08-01-2012, 11:07 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإخوة الكرام . أعتقد أن من أشد العقبات التي تقف اليوم في طريق عودة الاسلام اليوم ، هو ما يحمله العوام والجهلة من قداسة للعلماء ، وخاصة العلماء المضلين الذين نصبوا للصد عن سبيل الله ، بإلباس الباطل لبوس الحق وتزييف وعي الناس ، ولاشك أنه مالم تسقط القداسة عن العلماء من النفوس وتتحول القداسة للحق لا للرجال فلن تثمر الجهود لإنهاض الأمة. ولكن كيف يمكن إسقاط هذه العقبة خاصة والكثير قد دمرت لديهم طريقة التفكير ولا يجدي مع كثير منهم الخطاب الفكري والأطروحات الموضوعية ؟
حقيقة أن الامر يحير ونحتاج لأساليب فعالة في تجاوز هذه العقبة. فهل الأسلوب الأمثل لذلك هو أسلوب التهكم والنقد اللاذع لهؤلاء العلماء المضلين ؟ أم ما هو الأسلوب المثل ؟أنتظر مشاركتكم وتفاعلكم. ودمتم

عمر1
08-01-2012, 12:03 PM
السلام عليكم

انا ارى ان الاسلوب الافضل هو وضع الخط المستقيم امام الخط الاعوج ، وبما ان هؤلاء العلماء الا من رحمه الله يرتمون في احضان الغرب ويتأمرون يكون كشفهم مسقط له في اعين الناس من خلال اماطة الثلام ، ومن خلال نقد الافكار التي يحملونها ويريدون تحميلها للامة مع انها في حقيقتها افكار خاطئة .

سيفي دولتي
08-01-2012, 12:25 PM
والله يا أخ عمر1 أصبح الخط المستقيم
أعوج والأعوج مستقيم نحن في سنوات الخداع التي يكذب فيها الصادق
ويصدق فيها الكاذب ويؤمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين ويتكلم في
أمور العامة الرويبضة ..

كل يوم معاناتي تزيد مع من يقدسون العلماء والقادة
وبدلا من الانصياع للحق تجدهم بارعون في اللف والدوران
واختراع الحجج والمبررات .. بالله المستعان ..

عمر1
08-01-2012, 01:20 PM
وان كان اخي الكريم معذرت الى ربنا .

ابوعبدالرحمن حمزة
08-01-2012, 01:26 PM
(التقديس هو منتهى الاحترام القلبي، ويحصل من الإنسان للأشخاص والاشياء إما بناء على دافع مشاعري مقرون بمفاهيم غريزية، وإما بدافع فكري مقرون بمشاعر حرّكها نفس الفكر الدافع. فتقديس الأصنام وتقديس الأبطال الخرافيين يحصل بدافع مشاعري مقرون بمفاهيم غريزية عن الآلهة وعن العظمة. وأمّا تقديس الله بعبادته أو بالخضوع والتسليم لأحكامه يحصل بدافع إدراك العقل أن الله وحده مستحق للعبادة أو بإدراك العقل أن هذه الأحكام من الله تعالى فهي واجبة التسليم وواجب الخضوع لها. وفي كلتا الحالتين يكون هذا الدافع مقروناً بمشاعر غريزة التدين وهي الإحساس بالعجز والاحتياج إلى الخالق المدبر.
... والتقديس أمر فطري وهو رَجْع لغريزة التدين، وله مظاهر متعددة، أعلاها العبادة بأنواعها ومنها الخضوع والخشوع والتذلل كما أن منها الإكبار والإجلال.
والمشاعر تهتز لهذا التقديس اهتزازاً يقوى ويضعف بحسب المفاهيم المربوطة بالمشاعر لأنها هي التي تعيّن كيفية التقديس ومتى يكون التقديس ومتى لا يكون. ولذلك تحصل المغالطة في صرف التقديس عن أشياء لأشياء أخرى، كما تحصل المغالطة في تقديس الخالق إلى تقديس المخلوقات، وقد تحصل المغالطة في كيفيات التقديس، فيعتبِر أن قيامه بتقبيل القرآن هو تقديسه، ولو فعل أو قال في نفس الوقت ما يناقض هذا التقديس كأن يمس القرآن وهو غير متوضئ، أو يقول إن القرآن أصبح لا يصلح لهذا العصر. فهو قد قدّس القرآن بتقبيله ولو خالف ما نص عليه صراحة وهو قوله: (لا يمسه إلاّ المُطّهَّرون)، أو كفر به صراحة بقوله إنه لا يصلح.
... ومن هنا كان بالإمكان سلب التقديس عن أشياء إما لغيرها أو بالإيهام أن العمل الفلاني وحده تقديس لها والعمل الآخر ليس تقديساً ولا شأن له بالتقديس ولا يناقضه. وهذا السلب يحصل بواسطة المغالطات عن طريق تغيير المفاهيم، وهذا سهل ميسور وفي متناول الناس جمعياً أن يفعلوه مع من ينشأ تقديسهم بدافع مشاعرهم، لأنه سهل أن يغير المفاهيم المربوطة بهذه المشاعر، لأنها غالباً ما تكون مفاهيم غريزية أو مفاهيم تسليمية سهلٌ قلعها. أمّا التقديس الناجم عن دافع الفكر المقرون بمشاعر حركها نفس الفكر فإنه يصعب سلب التقديس وإن كان ممكناً لذوي القدرة على التلاعب بالأفكار والجمل، ولكنه يلاقي مقاومة عنيفة قبل أن يحصل فيه التغيير. ولهذا كان لا بد أن يحصل التقديس عن دافع فكري مقرون بمشاعر حتى يكون تقديساً ثابتاً وحتى يؤمن خطؤه وضلاله.
و التقديس من حيث هو عند المسلم كالعقيدة يجب أن تصدر عن عقل هو بطبيعته ناجم عن دافع العقيدة، وهي عقيدة عقلية، ولذلك كان لا بد من التثبت ممن يقدس ومما يقدس، غير أنه إذا ثبت أنه واجب التقديس تحتّم تقديسه ويصبح حينئذ معنى تقديسه عدم قبول المناقشة فيه بعدما ثبتت صحة تقديسه إلاّ في حالة إرادة إقناع الغير بتقديسه. لأن معنى إعادة المناقشة والبحث فيه بعد ثبوت صحة التقديس تنافي التقديس، كما أن إعادة المناقشة والبحث في العقيدة بعد ثبوت العقيدة ينافي كونها عقيدة، بل يجب أن تنتقل العقيدة من فلسفة إلى بديهيات، والتقديس من دافع فكري وبحث عقلي إلى بديهية وخضوع، وإلاّ فلا يمكن أن تتركز عقيدة عند شخص دائم المناقشة فيها، ولا القداسة لشيء تدوم المناقشة في تقديسه.
... والمسلمون أدركوا عقلياً أن تقديس الله هو عبادته وهو طاعة أوامره واجتناب نواهيه والخضوع والتسليم لما جاء في كلامه بالقرآن الكريم. وأدركوا عقلياً أن تقديس النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو تعظيمه وتبجيله في جميع الحالات، في كل شيء من شؤون الحياة، وهو الخضوع والتسليم المطلق لما جاء في الصحيح من حديثه باعتباره وحياً من الله. فكان تقديس القرآن والحديث بدافع فكري مقرون بمشاعر حرّكها نفس الفكر. ولذلك لا بد من تقديسهما ولا بد أن يتحول هذا التقديس لهما إلى بديهة من البديهات لا تقبل مناقشة ولا تدخل تحت البحث بين من تم عندهم ثبوت التقديس. فإذا حاول أحد صرف التقديس عن الحديث إلى القرآن وحده كان كفراً، أو حاول تصوير تقديس القرآن بتقبيله والاعتقاد بعدم صلاحيته لهذا العصر كان كفراً أيضاً، بل لا بد أن يكون التقديس تعظيماً وخضوعاً واستسلاماً شاملاً عاماً وأن لا يقبل البحث والمناقشة إلاّ في حالة الإقناع بأصل التقديس.
وعلى هذا فالإنسان من حيث هو مفطور على التقديس ولا يمكن أن يُزال منه التقديس وإن كان يمكن أن يُكبت ويحوَّل. والمسلمون وقد عَيّنت لهم عقيدتهم العقلية من يقدّسون والأشياء التي يجب أن يقدّسوها، فهم كناس من بني البشر مفطورون على التقديس، وكمسلمين عيَّن لهم العقل المقدسات وكيفية تقديسها، لا يستطيعون أن يتركوا التقديس لأنه جزء من تكوين خلقتهم، ولا يجوز لهم أن يتركوا تقديس المقدسات التي فرض الإسلام عليهم تقديسها لأنه من مقتضيات إسلامهم. ولكن أعداء الإسلام جاءوا عن طريق المغالطات يسلبون التقديس عن أشياء أمر الإسلام بتقديسها ويغيّرون معنى تقديس الأشياء التي عجزوا عن سلب التقديس عنها، فكان لزاماً على الواعين أن يجعلوا التقديس عند المسلمين ناجماً عن دافع العقيدة الإسلامية عقلياً وأن يحوّلوا هذا التقديس إلى بديهيات حتى يصبح كل مسلم قادراً لأن يكون على ثغرة من ثُغَر الإسلام فلا يُؤتَيَنّ مِن قِبله.)
فالتقديس لا يكون أصلا للعلماء حتى لو كان مخلصا تقيا ورعا .
وللحديث بقية

أبو أيمن
08-01-2012, 10:19 PM
الإخوة الكرام أعضاء منتدى صوت الأمة الفكري
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا شك أن الموضوع الذي طرحه الأخ أبو أحمد في غاية الأهمية لأنها إحدى المعوقات التي تقف حجر عثرة في سير حامل الدعوة وهو يناقش مع الناس أفكار الإسلام وأحكامه ويدعوهم إلى استئناف الحياة الإسلامية بإقامة الخلافة خصوصا أن طرح مثل هذه المواضيع لا يستسيغه كثير من علماء المسلمين لما فيها من تبعات وتكاليف يستصعبها الخاملون والكسالى حتى لو تسموا بالعلماء ولا يستطيع القيام بها إلا الأشداء الأقوياء الذين عاهدوا الله لتكون كلمة الله هي العليا .
وفكرة تقديس العلماء على حساب تقديس الحق وغيرها من الأفكار الخاطئة المطروحة موجودة بالواقع لكن ما دامت فكرة مغلوطة فلا شك أن هناك حجة دامغة لدحضها لا جدال بعدها فيها - إلا التعنت أو المراوغة –وإتيان هذه الحجة لاستئصال هذا الداء الخبيث من أذهان أصحابها يكون بالاستزادة من الثقافة الإسلامية والحزبية وكثرة غشيان المجتمعات ، وهذا الرصيد الثقافي يجعل لديه سرعة بديهة وقوة في الحجة ومعرفة بأحوال المحيطين به .
فمثلا كثير من الناس وحتى من يسمون بالعلماء عندما تناقشهم في ضرورة التزام طريقة رسول الله صلى الله عليه وسلم في إقامة الدولة الإسلامية لا يدركون فرضية هذا الأمر العظيم لأنهم لم يتلقوا الإسلام تلقيا فكريا ولم يصدقوا الحقائق التي درسوها تصديقاً جازماً مما يتعلق بالعقيدة، ولم يغلب على ظنهم مطابقتها للواقع إذا كانت من غير العقائد كالأحكام والآداب لذلك لم يأخذوها واقعياً لتطبيقه في معترك الحياة فكان من جراء ذلك أن أفهموا الناس أن الأمر متروك للناس وظروفهم وتطور الحياة وبنية المجتمع.. ومثل هذا الكلام حتى لو صدر من عالم أو ممن يقدس العالم القائل بهذه الفكرة نستطيع أن ندحضه وننسفه بقليل من التأني والتفكير مع سرعة البديهة حين نقول لقائله أن رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه علمنا كيف ندخل الخلاء وكيف نزيل عن بدننا النجاسة وبأي يد ، بل وحتى كيف نقعد لقضاء الحاجة
أليس أولى أن نتعلم منه عليه السلام كيف أقام هو الدولة ؟ أم أنك وشيخك ترون أن أمثال لينين و عبدالناصر وصدام و البارزاني أحكم من الرسول رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
أي باختصار أريد أن أقول إنّ على حامل الدّعوة أن يجتهد في إيجاد الوسائل والأساليب لتبسيط الأفكار والمفاهيم للناس بالمستوى الّذي يقترب من إدراكهم و يجعل لها واقعاً في أذهانهم فتؤثر فيهم ويجعلهم يعيدون التفكير في آرائهم الخاطئة حتى لو كانت لمن هم عندهم في مرتبة العلماء .
هذا ما عندي ولي عودة إن شاء الله