مشاهدة النسخة كاملة : لماذا اعتبر اساس البحث هو الثواب والعقاب في مسألة القضاء و القدر ؟ ولماذا خطأ اسس ...
يقول الحزب في كتاب النظام الاسلامي
"والمدقق في مسألة القضاء والقدر يجد أن دقة البحث فيها توجب معرفة الأساس الذي ينبني عليه البحث ، وهذا الأساس ليس هو فعل العبد من كونه هو الذي يخلقه أم الله تعالى . وليس هو علم الله تعالى من كونه يعلم أن العبد سيفعل كذا ويحيط علمه به ، وليس هو إرادة الله تعالى من أن إرادته تعلقت بفعل العبد فهو لابد موجود بهذه الإرادة ، وليس هو كون هذا الفعل للعبد مكتوباً في اللوح المحفوظ فلا بد أن يقوم به وفق ما هو مكتوب .
نعم ليس الأساس الذي يبنى عليه البحث هو هذه الأشياء مطلقاً ، لأنه لا علاقة لها في الموضوع من حيث الثواب والعقاب . بل علاقتها من حيث الإيجاد والعلم المحيط بكل شيء والإرادة التي تتعلق بجميع الممكنات واحتواء اللوح المحفوظ على كل شيء . وهذه العلاقة موضوع آخر منفصل عن موضوع الإثابة على الفعل والعقاب عليه أي : هل الإنسان مـلزم على القيام بالفعل خيراً أم شراً ، أو مخير فيه ؟ وهل له اختيار القيام بالفعل أو تركه أو ليس له الاختيار ؟ "
لماذا اعتبر اساس البحث هو الثواب والعقاب ؟ ولماذا خطأ اسس البحث الاخرى ؟
في الفعل القضائي من الذي يخلق الفعل الله ام الانسان ؟
وشكرا .
ابوعبدالرحمن حمزة
25-12-2011, 02:47 PM
يقول الحزب في كتاب النظام الاسلامي
"والمدقق في مسألة القضاء والقدر يجد أن دقة البحث فيها توجب معرفة الأساس الذي ينبني عليه البحث ، وهذا الأساس ليس هو فعل العبد من كونه هو الذي يخلقه أم الله تعالى . وليس هو علم الله تعالى من كونه يعلم أن العبد سيفعل كذا ويحيط علمه به ، وليس هو إرادة الله تعالى من أن إرادته تعلقت بفعل العبد فهو لابد موجود بهذه الإرادة ، وليس هو كون هذا الفعل للعبد مكتوباً في اللوح المحفوظ فلا بد أن يقوم به وفق ما هو مكتوب .
نعم ليس الأساس الذي يبنى عليه البحث هو هذه الأشياء مطلقاً ، لأنه لا علاقة لها في الموضوع من حيث الثواب والعقاب . بل علاقتها من حيث الإيجاد والعلم المحيط بكل شيء والإرادة التي تتعلق بجميع الممكنات واحتواء اللوح المحفوظ على كل شيء . وهذه العلاقة موضوع آخر منفصل عن موضوع الإثابة على الفعل والعقاب عليه أي : هل الإنسان مـلزم على القيام بالفعل خيراً أم شراً ، أو مخير فيه ؟ وهل له اختيار القيام بالفعل أو تركه أو ليس له الاختيار ؟ "
لماذا اعتبر اساس البحث هو الثواب والعقاب ؟ ولماذا خطأ اسس البحث الاخرى ؟
في الفعل القضائي من الذي يخلق الفعل الله ام الانسان ؟
وشكرا .
أولا : لأن الموضوع هو أفعال الإنسان متى يترتب عليها الجزاء أي الثواب والعقاب ، أي هل الإنسان قادر على فعل مايرضي الله أو ما يغضبه ؟ أي هل هو قادر على القيام بالفعل أو تركه أو ليس له الاختيار ؟.
وهذا يوجب النظر في واقع الإنسان مباشرة والتحقق من أنه قادر على القيام بالأفعال بإرادته هو أم لا ، وبالتالي يبنى عليه أنه قادر على القيام بما يرضي الله وترك مايغضبه أم لا ، وبالتالي يثاب ويعاقب على أفعاله ، ويمدح ويذم عليها هذا هو اساس الموضوع وأصله،و(هو الثواب والعقاب على الفعل ، وليس خلق الفعل ولا إرادته ، فالخلق والإرادة صفتان من صفات الله ، وبحثهما انما يكـون في الصفات ، ولا علاقة لهما في بحث أفعال العبد من حيث الثواب والعقاب . فان صفات الله بحث آخر غير إثابة العبد على فعله ، وعقابه عليه ، بل هما بحثان منفصلان كل الانفصال ، موضوعا واستدلالا ، فموضوع صفات الله هو ما تتصف به الذات الإلهية من العلم والإرادة والحياة والسمع والبصر والخلق والكلام إلى غير ذلك ، وموضوع الثواب على الفعل والعقاب عليه هو ما يستوجبه ذلك الفعل من جزاء . والدليل على صفات الله هو البرهان على إثباتها لله ، ثم ان الدليل على الصفات ليس كالدليل على وجود الله ووحدانيته يؤخذ عقلا ، وإنما يؤخذ سمعاً ، لان العقل حتى يحكم على الشيء لا بد أن يكون محسوسا لديه حتى يتأتى وجود العملية العقلية ، وصفات الله لا تقع تحت الحس فلا يمكن للعقل ان يدركها وبالتالي لا يمكن ان يقيم الدليل عليها ، فيوقف فيها عند حدود النص القطعي الذي يثبت كونه قطعيا بالعقل . فلا مجال للعقل في موضوع إقامة البرهان على الصفات ، وبالتالي لا مجال للتفريع على ما يتصوره العقل من هذه الصفات . وأما الدليل على الثواب والعقاب فهو النص الذي يتضمن ان هذا الفعل يثاب عليه وان هذا الفـعل يعاقب عليه ، وهذا غيـر البرهان ، لأنه يثبت انه يتضمن وجود الثواب على الفعل والعقاب عليه في النص ، وليس إقامة البرهان عليه . ثم انه لو كان دليلا لإقامة البرهان عليه فانه إقامة برهان على ثواب وعقاب لا على صفة من صفات الله . ولهذا كان الموضوعان منفصلين تمام الانفصال ، فالخلط بينهما وجعل هذا الخلط أساس البحث كان خطأ ، فنتج عنه الخطأ في مفهوم القضاء والقدر ، ولو جعل أساس البحث الثواب والعقاب لما كان هذا الجدل ولا وجـد هـذا الرأي .
ومن هذا كله يتبين ان أصل البحث في مسألة القضاء والقدر كان خطأ لأنه فكرة من أفكار الفـلسفة اليونانية ، فإذا كان ولا بد من بحثها بوصفها فكرا حدث لا بد من إعطاء رأي الإسلام فيها ، فانه يكفي ان تبين أدلة الشرع من الكتاب والسنة على الثواب والعقاب ، ويجعل هذا هو البحث لا صفات الله . وإذا كان ولا بد ان تبحث صفات الله فتبين البراهين على صفاته من الأدلة القطعية ولا يدخل في بحث التفريعات ، لان ما لا يدركه الحس لا يدركه العقل فلا يمكن للعقل ان يفرع من عنده عليه ، هذا هو السلوك الذي كان يجب ان يسلك في البحث وليس الخلط بين الثواب
والعقاب على الفعل وبين صفتي الخلق والإرادة من صفات الله . ولذلك كان البحث كله خطأ وقد جر إلى خطأ بل أخطاء .)
ثانيا : البحث هو في أفعال الإنسان نفسه وليس في أفعال الله ،فالقضاء هي الأفعال التي حصلت من الإنسان أو عليه وان كانت ليست مما يقتضيه نظام الوجود ولكنها وقعت من الإنسان أو عليه على غير إرادة منه وهي ليست في مقدوره فهي داخلة في الدائرة التي تسيطر عليه، فهذه الأفعال كلها التي حصلت في الدائرة التي تسيطر على الإنسان هي التي تسمى قضاء، لأن الله وحده هو الذي قضاه.
فهي أفعال من الإنسان أو أفعال وقعت على الإنسان على غير إرادة منه ومعنى أنها قضاء من الله
أي أن الله هو الذي خلق نظام الوجود، وجعله منظماً للوجود. وجعل الوجود يسير حسبه ولا يملك التخلف عنه.وهو الذي خلق الإنسان على وجه أن تصدر منه أفعال _ أي الإنسان _على غير إرادة منه_ أي إرادة الإنسان .
فخلق الفعل من حيث إيجاد جميع مواده إنما هو من الله لأن الخلق من العدم لا يتأتى إلاّ من الخالق، فالله هو الذي خلق الإنسان وخلق له هذه الغرائز والحاجات وخلق له العقل المميز و أعطاه الاختيار بأن يقوم بالفعل أو يتركه ولم يلزمه بالقيام بالفعل أو الترك . أمّا مباشرة هذه المواد وإيجاد الفعل منها فهو من العبد كأي صناعة يقوم بها، كصناعة الكرسي مثلاً.
السلام عليكم
بارك الله بك انت في الكلام السابق ضربت جميع الاسس التي وضعها المعتزلة و ... الخ ، لكن انت جعلت اساس البحث هو الثواب و العقاب كقاعدة ثم تتاليت في الشرع ، ان اريد ان اعرف لماذا اخترنا الثواب و العقاب كأساس للبحث ؟
ثانيا الفعل القضاء مثلا انسان صنع شيء وحصل معه حادث وتلف الذي صنعه ، فهل تلف المصنوع هو فعل من خلقه الله ام لا ؟
ثالثا هل بحث القضاء و القدر هو بحث عقلي ام شرعي ؟
ابوعبدالرحمن حمزة
25-12-2011, 09:36 PM
السلام عليكم
بارك الله بك انت في الكلام السابق ضربت جميع الاسس التي وضعها المعتزلة و ... الخ ، لكن انت جعلت اساس البحث هو الثواب و العقاب كقاعدة ثم تتاليت في الشرع ، ان اريد ان اعرف لماذا اخترنا الثواب و العقاب كأساس للبحث ؟
ثانيا الفعل القضاء مثلا انسان صنع شيء وحصل معه حادث وتلف الذي صنعه ، فهل تلف المصنوع هو فعل من خلقه الله ام لا ؟
ثالثا هل بحث القضاء و القدر هو بحث عقلي ام شرعي ؟
أولا : نحن لم نختر أن يبحث الموضوع على هذا الأساس وإنما هذا هو أصل الموضوع، فعل الإنسان هل يقع بإرادته أم جبرا عنه ؟ هذا هو الموضوع ويبنى على ذلك المسؤولية على أفعاله أي الثواب والعقاب ، المدح والذم .
ثانيا : السؤال مبهم ، على كل حال القضاء هي الأفعال التي تقع في الدائرة التي تسيطر عليه لا دخل له بها ولا شأن له بوجودها، وهي قسمان: قسم يقتضيه نظام الوجود، وقسم تقع فيها الأفعال التي ليست في مقدوره والتي لا قبل له بدفعها ولا يقتضيها نظام الوجود. أما ما تقتضيه أنظمة الوجود فهو يخضعه لها ولذلك يسير بحسبها سيراً جبرياً لأنه يسير مع الكون ومع الحياة طبق نظام مخصوص لا يتخلف. ولذلك تقع الأعمال في هذه الدائرة على غير إرادة منه وهو فيها مسير وليس بمخير. فقد أتى إلى هذه الدنيا على غير إرادته وسيذهب عنها على غير إرادته، ولا يستطيع أن يطير بجسمه فقـط في الهواء، ولا أن يمشي بوضعه الطبيعي على الماء، ولا يمكن أن يخلق لنفسه لـون عينيه. ولم يوجد شكل رأسه، ولا حجم جسمه، وإنما الذي أوجد ذلك كله هو الله تعالى دون أن يكون للعبد المخلوق أي أثر ولا أية علاقة في ذلك، لأن الله هو الذي خلق نظام الوجود، وجعله منظماً للوجود. وجعل الوجود يسير حسبه ولا يملك التخلف عنه.
وأما الأفعال التي ليست في مقدوره والتي لا قبل له بدفعها ولا يقتضيها نظام الوجود فهي الأفعال التي تحصل من الإنسان أو عليه جبراً عنه ولا يملك دفعها مطلقاً، كما لو سقط شخص عن ظهر حائط على شخص آخر فقتله، وكما لو أطلق شخص النار على طير فأصابت إنساناً لم يكن يعلمه فقتله، وكما لو تدهور قطار أو سيارة أو سقطت طائرة لخلل طارئ لم يكن بالإمكان تلافيه فتسبب عن هذا التدهور والسقوط قتل الركاب، وما شاكل ذلك فان هذه الأفعال التي حصلت من الإنسان أو عليه وان كانت ليست مما يقتضيه نظام الوجود ولكنها وقعت من الإنسان أو عليه على غير إرادة منه وهي ليست في مقدوره فهي داخلة في الدائرة التي تسيطر عليه، فهذه الأفعال كلها التي حصلت في الدائرة التي تسيطر على الإنسان هي التي تسمى قضاء، لأن الله وحده هو الذي قضاه. ولذلك لا يحاسب العبد على هذه الأفعال مهما كان فيها من نفع أو ضر أو حب أو كراهية بالنسبة للإنسان، أي مهما كان فيها من خير وشر حسب تفسير الإنسان لها، وان كان الله وحده هو الذي يعلم الشر والخير في هذه الأفعال، لأن الإنسان لا أثر له بها. ولا يعلم عنها ولا عن كيفية إيجادها، ولا يملك دفعها أو جلبها مطلقاً، وعلى الإنسان أن يؤمن بهذا القضاء وأنه من الله سبحانه تعالى.
هذا هو واقع القضاء كما نفهمه وهو بحث في فعل الإنسان وليس بحثا في أفعال الله فأفعال الله لا تقع تحت الحس وإنما يقع تحت حسنا آثار هذه الأفعال وهي الخلق كله الكون والإنسان والحياة ،وسنن الوجود والله أخبرنا أنه قيوم سبحانه وهو المسير لهذا الكون بحسب سننه.
ثالثا :بحث القضاء والقدر هو بحث عقلي لأنه بحث في واقع محسوس ،فالقضاء هو فعل الإنسان الذي يقع منه أو عليه جبراً عنه، وهو شيء محسوس يدركه الحس فدليله عقلي. والقدر هو الخاصية التي يُحدِثها الإنسان في الشيء كالإحراق الذي في النار، والقطع الذي في السكين. وهذه الخاصية شيء محسوس يدركه الحس،و فدليل القدر إذاً عقلي .
السلام عليكم
بارك الله الله بك اخي الكريم
لي سؤال في الناحية التطبيقية لموضوع القضاء و القدر
وهو الذي يولد معاق هذا الفعل القضائي الذي وقع عليه في اي دائرة هو هل هو فيما يقتضيه نظام الوجود ام فيما لا يقتضي نظام الوجود ؟.
وشكرا
ابوعبدالرحمن حمزة
26-12-2011, 12:53 PM
السلام عليكم
بارك الله الله بك اخي الكريم
لي سؤال في الناحية التطبيقية لموضوع القضاء و القدر
وهو الذي يولد معاق هذا الفعل القضائي الذي وقع عليه في اي دائرة هو هل هو فيما يقتضيه نظام الوجود ام فيما لا يقتضي نظام الوجود ؟.
وشكرا
الأفعال كلها لا تخرج عن نظام الوجود ، لكن أما أن يقتضيها نظام الوجود بشكل مباشرة، وأما أن لا يقتضيها نظام الوجود مباشرة، فمثلا مما يقتضيه نظام الوجود مباشرة أنه أتى إلى هذه الدنيا على غير إرادته وسيذهب عنها على غير إرادته، وأنه لا يستطيع أن يطير بجسمه فقط في الهواء ولا أن يمشي بوضعه الطبيعي على الماء، وأنه لا يمكنه أن يخلق لنفسه لون عينيه ولا يوجِد شكل رأسه، ولا حجم جسمه، ،....الخ فهذه تقع على كل جنس الإنسان فكل فرد من الإنسان أتى على غير إرادته، وكل فرد من الإنسان لم يخلق لنفسه لون عينيه ولا يمكن أن يطير بجسمه فقط ....الخ
أما ما لا يقتضيه نظام الوجود بشكل مباشر فهي كل الأفعال الأخرى التي تقع من الإنسان أو عليه، فالإنسان لا يستطيع أن يخرج عن نظام الوجود وسننه أبدا.
فإن وقعت هذه الأفعال بإرادته فإنه يُسأل عنها، فيثاب على الفعل إن كان مما يستحق الثواب، ويعاقب عليه إن كان مما يستحق العقاب. وهذه الأفعال لا دخل لها بالقضاء ولا دخل للقضاء بها، لأن الإنسان هو الذي قام بها بإرادته واختياره.
أما إن وقعت هذه الأفعال من الإنسان أو عليه على غير إرادة منه فإن هذه الأفعال ليست في مقدوره فهي داخلة في الدائرة التي تسيطر عليه، فهذه الأفعال تدخل في القضاء، ولذلك لا يحاسب العبد على هذه الأفعال .
وعليه فالذي يولد معاقا فهذا قضاء وهو يدخل في ما يقتضيه نظام الوجود لكن بشكل غير مباشر.
السلام عليكم
بارك الله بك اخي الكريم ابو عبد الرحمن
الأوراسي
26-12-2011, 10:33 PM
يقول الحزب في كتاب النظام الاسلامي
"والمدقق في مسألة القضاء والقدر يجد أن دقة البحث فيها توجب معرفة الأساس الذي ينبني عليه البحث ، وهذا الأساس ليس هو فعل العبد من كونه هو الذي يخلقه أم الله تعالى . وليس هو علم الله تعالى من كونه يعلم أن العبد سيفعل كذا ويحيط علمه به ، وليس هو إرادة الله تعالى من أن إرادته تعلقت بفعل العبد فهو لابد موجود بهذه الإرادة ، وليس هو كون هذا الفعل للعبد مكتوباً في اللوح المحفوظ فلا بد أن يقوم به وفق ما هو مكتوب .
نعم ليس الأساس الذي يبنى عليه البحث هو هذه الأشياء مطلقاً ، لأنه لا علاقة لها في الموضوع من حيث الثواب والعقاب . بل علاقتها من حيث الإيجاد والعلم المحيط بكل شيء والإرادة التي تتعلق بجميع الممكنات واحتواء اللوح المحفوظ على كل شيء . وهذه العلاقة موضوع آخر منفصل عن موضوع الإثابة على الفعل والعقاب عليه أي : هل الإنسان مـلزم على القيام بالفعل خيراً أم شراً ، أو مخير فيه ؟ وهل له اختيار القيام بالفعل أو تركه أو ليس له الاختيار ؟ "
لماذا اعتبر اساس البحث هو الثواب والعقاب ؟ ولماذا خطأ اسس البحث الاخرى ؟
في الفعل القضائي من الذي يخلق الفعل الله ام الانسان ؟
وشكرا .
الأخ عمر1
السلام عليكم
1/- موضوع البحث الذي تبنى مسألة القضاء والقدر على أساسه هو الإثابة على الفعل والعقاب عليه، ولأن الثواب والعقاب مبني على الجبر والاختيار نجد أن مسألة القضاء والقدر كما وردت في الفلسفة اليونانية هي (أفعال العباد هل يقومون بها بإرادتهم أم جبرا عنهم، وما تولد من هذه الأفعال هل هم أوجدوه أم وجد جبرا عنهم)، ولذلك سميت هذه المسألة بـ"الجبر والاختيار" و"حرية الإرادة".
- فليس الأساس الذي يبنى عليه البحث هو فعل العبد من كونه هو الذي يخلقه أم الله تعالى،
- وليس هو علم الله تعالى من كونه يعلم أن العبد سيفعل كذا ويحيط علمه به،
- وليس هو إرادة الله تعالى من أن إرادته تعلقت بفعل العبد فهو لا بد موجود بهذه الإرادة،
- وليس هو كون هذا الفعل للعبد مكتوبا في اللوح المحفوظ فلا بد أن يقوم به وفق ما هو مكتوب. فجميع هذه الأشياء ليست هي الأساس الذي يبنى عليه البحث لأنه لا علاقة لها بالفعل من حيث الثواب على الفعل والعقاب عليه، إذ الثواب والعقاب على الفعل مبني على الجبر والاختيار وليس على هذه الأشياء، وجميع هذه الأشياء لا علاقة لها بالجبر والاختيار.
ورد في دوسية "إزالة الأتربة عن الجذور" ما نصه:- ((والخطأ في هذا البحث جاء من المعتزلة أولا وتبعهم أهل السنة والجبرية في الخطأ، لأنهم جعلوا كلام المعتزلة وآراءهم محل البحث وانصرفوا للرد عليها، وبما أن أصل البحث كان خطأ فقد استمر الخطأ وعاش المسلمون قرونا في دوامة القضاء والقدر يبحثونها على نفس الصعيد الأصلي، والخطأ في هذا البحث آت من عدة وجوه:
رابعها – أنهم جعلوا أساس البحث هو: هل فعل العبد قد خلقه الله أم خلقه العبد نفسه، وهل ذلك حصل بإرادة الله أم بإرادة العبد، وساروا على هذا الأساس، مع أن ذلك خطأ، لأن أساس البحث هو الثواب والعقاب على الفعل، وليس خلق الفعل ولا إرادته، فالخلق والإرادة صفتان من صفات الله، وبحثهما إنما يكون في الصفات، ولا علاقة لهما في بحث أفعال العبد من حيث الثواب والعقاب. فإن بحث صفات الله بحث آخر غير إثابة العبد على فعله، وعقابه عليه. بل هما بحثان منفصلان كل الانفصال، موضوعا واستدلالا)).
((هذا هو السلوك الذي كان يجب أن يسلك وليس الخلط بين الثواب والعقاب على الفعل وبين صفتي الخلق والإرادة من صفات الله. ولذلك كان البحث كله خطأ وقد جر إلى خطأ بل أخطاء.
وكذلك كانت جميع الآراء التي جاءت في القضاء والقدر خطأ محضا سواء آراء المعتزلة أم آراء أهل السنة أم آراء الجبرية أم الآراء التي جاءت بعدهم وأوغلت بالفروض والتخيلات. والرأي الصواب في المسألة كما وردت في الفلسفة اليونانية وهي أفعال العباد هل يقومون بها بإرادتهم أم جبرا عنهم، وما تولد من هذه الأفعال هل هم أوجدوه أم وجد جبرا عنهم، الرأي الصواب في هذه المسألة بالنسبة لأفعال العباد أن الإنسان يعيش في دائرتين إحداهما يسيطر عليها وهي الدائرة التي تقع في نطاق تصرفاته وضمن نطاقها تحصل أفعاله التي يقوم بها بمحض اختياره، والأخرى تسيطر عليه وهي الدائرة التي يقع هو في نطاقها وتقع ضمن هذه الدائرة الأفعال التي لا دخل له بها سواء وقعت منه أو عليه)).
فمن حيث الجبر والاختيار نجد أن الأفعال سواء أوقعت من الإنسان أو عليه لا تخرج عن هاتين الدائرتين فهي إما أن تقع منه أو عليه جبرا عنه فتكون قد وقعت ضمن الدائرة التي تسيطر عليه، فلا يكون مسؤولا عنها، فلا يثاب ولا يعاقب عليها، وهذه الأفعال التي تقع في هذه الدائرة هي التي تسمى قضاء، لأن الله تعالى هو الذي قضاها، وإما أن تقع منه أو عليه بمحض اختياره فتكون قد وقعت ضمن الدائرة التي يسيطر عليها، لذلك يكون مسؤولا عنها، فيثاب على الفعل إن كان مما يستحق الثواب، ويعاقب عليه إن كان مما يستحق العقاب، فالفعل إن وقع جبرا عن الإنسان سواء أوقع منه أو عليه يكون قد وقع ضمن دائرة القضاء، وأما إن وقع بمحض اختياره سواء أوقع منه أو عليه فيكون قد وقع ضمن الدائرة التي يسيطر عليها، فمن حيث الجبر والاختيار لا يوجد دائرة ثالثة يقع في نطاقها فعل من الأفعال سواء أوقعت من الإنسان أو عليه، فلا يوجد فعل يقع من الإنسان أو عليه جبرا عنه ولا يكون قضاء ولا يوجد فعل يقع من الإنسان أو عليه بمحض اختياره ولا يكون قد وقع ضمن الدائرة التي يسيطر عليها الإنسان.
2/- الإثابة على الفعل والعقاب عليه تبنى على الجبر والاختيار وليس فقط على كون الشارع قد رتب الثواب والعقاب على الفعل لذلك لم يجعل الثواب والعقاب هو موضوع السؤال الذي وضع كأساس للبحث في أفعال العباد، فليس السؤال المطلوب الإجابة عليه هو هل الإنسان يثاب ويعاقب على الفعل أم لا يثاب ولا يعاقب عليه، وإنما السؤال هو: هل العبد ملزم على القيام بالفعل خيرا أم شرا أو مخير فيه؟ وهل له اختيار القيام بالفعل أو تركه أو ليس له الاختيار؟
فالله سبحانه وتعالى قد حرم الزنا وشرب الخمر كما حرم قتل النفس بغير حق.. إلخ والحرام هو ما يعاقب الإنسان على فعله ويثاب على تركه، كما أن الله سبحانه وتعالى قد فرض فرائض كالبر بالوالدين وحمل الدعوة وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة.. إلخ والفرض هو ما يثاب فاعله ويعاقب تاركه، فجميع هذه الأفعال قد بين الشارع أنها مما يثاب ويعاقب عليها الإنسان، إلا أن ذلك وحده لا يعني بالضرورة اللازمة أن الإنسان إذا فعل الحرام أو إذا ترك الفرض سوف يعاقب على الفعل، كما لا يعني بالضرورة اللازمة أنه إذا ترك الحرام أو أنه إذا قام بالفرض سوف يثاب عليه، فقد يفعل الحرام ويترك الفرض ولا يعاقب، وقد يقوم بالفرض ولا يرتكب الحرام ولا يثاب.
فالثواب على الفعل والعقاب عليه لا يدرك فقط من إدراك كون الفعل مما يثاب ويعاقب عليه الإنسان بل يدرك من إدراك وجود أو عدم وجود إرادة وقوع الفعل سواء أوقع الفعل من الإنسان أو عليه، إذ المسؤولية عن هذه الأفعال أي الحساب أو الثواب والعقاب ترتبط بحرية الإرادة لا بكون هذه الأفعال مما يترتب عليها ثوابا وعقابا فحسب، فلا يكون الإنسان مسؤولا عنها إذا وقعت منه أو عليه جبرا عنه حتى لو كانت مما يحاسب عليه الإنسان.
هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن المباح هو ما دل الدليل السمعي على خطاب الشارع بالتخيير فيه بين الفعل والترك، فيستوي فيه الفعل والترك لذلك لا يثاب ولا يعاقب عليه الإنسان. إلا أن كون الشارع لم يرتب ثوابا وعقابا على فعل المباح لا يعني أن الإنسان ليس مسؤولا عن فعله، أي لا يعني أنه قضاء من الله تعالى فلا يحاسب عليه، إذ المباح حكم شرعي كسائر الأحكام الشرعية، فينطبق عليه ما ينطبق على غيره من الأحكام الشرعية، فإذا قام العبد بالفعل المباح بمحض اختياره فإنه يكون مسؤولا عنه، وأما المسؤولية عن الفعل المباح فتكون من وجهين: أما الأول فإن العبد إذا فعل المباح تقيدا بالحكم الشرعي أي باعتبار أن الشارع أباح فعله فإنه يثاب على تقيده بالحكم الشرعي، وأما إذا فعله غير منقادا للحكم الشرعي أي فعله بغض النظر عن الحكم الشرعي فإنه يعاقب على فعله كما يعاقب على أي فعل آخر لم يتحر فيه التقيد بالحكم الشرعي. وأما الوجه الثاني فإن المباح إذا أوصل إلى الحرام حتما فإنه يصبح حراما، فيثاب تاركه ويعاقب فاعله، ولو كان الفعل المباح قضاء من الله تعالى لما خضع للثواب والعقاب سواء أوصل للحرام حتما أم لم يوصل.
وعليه فإن كون الشارع قد رتب الثواب والعقاب على الفعل لا يعني بالضرورة اللازمة أن الإنسان سوف يحاسب على هذا الفعل سواء أوقع الفعل من الإنسان أو عليه، وكون الشارع لم يرتب ثوابا أو عقابا على الفعل لا يعني بالضرورة اللازمة أن الإنسان ليس مسؤولا عن هذا الفعل سواء أوقع الفعل من الإنسان أو عليه. فكون الفعل مما يحاسب عليه الإنسان شيء، وكون أن الإنسان سيحاسب عليه فعلا أم لا سواء أوقع منه أو عليه شيء آخر، وبعبارة أخرى يوجد فرق بين إدراك أن الفعل مما يترتب عليه ثواب وعقاب وبين إدراك أن حصول الفعل من الإنسان أو عليه سيخضع فعلا للحساب أي للثواب والعقاب.
أما مسألة أن الفعل مما يستحق الثواب والعقاب فمحل بحثها هو النص الشرعي، وأما مسألة أن الإنسان سيحاسب أم لا على قيامه بهذا الفعل فمحل البحث فيها هو الواقع لأن أساس البحث فيها هو الجبر والاختيار أي إدراك وجود أو عدم وجود إرادة وقوع الفعل سواء أوقع الفعل من الإنسان أو عليه، فإذا وقع الفعل من الإنسان أو عليه جبرا عنه أي على غير إرادته يكون قد وقع قضاء فلا يكون مسؤولا عنه فلا يحاسب عليه حتى لو كان الفعل مما يستحق الثواب أو كان مما يستحق العقاب، وأما إن وقع منه أو عليه بمحض اختياره فإنه يكون مسؤولا عنه، فيثاب عليه إن كان مما يستحق الثواب أو يعاقب عليه إن كان مما يستحق العقاب.
والسلام عليكم
السلام عليكم
بارك الله بك ايه الارواسي
افهم من كلامك ان بحث القضاء و القدر وان كان عقلي الا انه مرشد من قبل الشرع ، فكان بحث عقلي شرعي
ولكن لي سؤال ايضا لو انه لا سمح الله دهس انسان انسان اخر اي دهس خالد محمد وخالد قاصد الدهس ولكن محمد ضحية مجبر
فهل هذا الفعل لخالد فعل اخيتياري ولمحمد فعل قضائي ؟
ابوعبدالرحمن حمزة
27-12-2011, 11:11 AM
السلام عليكم
بارك الله بك ايه الارواسي
افهم من كلامك ان بحث القضاء و القدر وان كان عقلي الا انه مرشد من قبل الشرع ، فكان بحث عقلي شرعي
ولكن لي سؤال ايضا لو انه لا سمح الله دهس انسان انسان اخر اي دهس خالد محمد وخالد قاصد الدهس ولكن محمد ضحية مجبر
فهل هذا الفعل لخالد فعل اخيتياري ولمحمد فعل قضائي ؟
أولا : بحث القضاء والقدر هو بحث عقلي لأنه بحث في واقع محسوس ،فالقضاء هو فعل الإنسان الذي يقع منه أو عليه جبراً عنه، وهو شيء محسوس يدركه الحس فدليله عقلي. والقدر هو الخاصية التي يُحدِثها الإنسان في الشيء كالإحراق الذي في النار، والقطع الذي في السكين. وهذه الخاصية شيء محسوس يدركه الحس،و فدليل القدر إذاً عقلي .
ثانيا : فعل الدهس لا يقع إلا إذا وجود من قام بالفعل ومن وقع عليه الفعل فهنا ، ينظر في إرادة الطرفين من وقع منه الفعل خالد ومن وقع عليه الفعل محمد وبحسب مثالك فإن خالد وقع منه الفعل بإرادته وبالتالي مسؤول عن هذا الفعل فهو ليس قضاء ، أما محمد فحسب المثال وقع عليه الفعل بغير إرادة منه وبالتالي وقع عليه الفعل قضاء فهو غير مسؤول عنه .
يوضحه عكس المثال وعكس الإرادة محمد رمى بنفسه أمام سيارة خالد فهنا خالد وقع منه الفعل على غير إرادة منه ففعله قضاء ومحمد وقع عليه الفعل بإرادة منه فوقع الفعل بإختيارة وهو مسؤول عنه وليس في دائرة القضاء .
ابو عصام
14-01-2012, 03:30 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخ الكريم عمر1
الاخوة الكرام :
قد يكون من المفيد في موضزع القضاء والقدر الاطلاع على موضوع الحبس والابتلاء في نفس هذا القسم ، وهو في ص4 من صفحات عناوين هذا القسم ، وقد وصل عدد المشاركات الى 84 وهي تتركز حول مدلول القضاء والقدر والمسائل والاشكالات المتعلقة به .
السلام عليكم
بارك الله بك على هذه اللفتة
ورد في الرابط الذي اشرت اليه اخي الكريم في المشاركة 16 ما يلي للاخ مؤمن
جئت تنصحنا والأصل ان تنصح نفسك أولا من عدم الدخول في بحوث شخصية وتصنيف الناس عقدة لديك فمرة تقول هذا الرأي ليس لك و مرة تقول لم أجد عندك إلا بما يتعلق بالإنحراف... و غير ذلك لم أجد ومرة جئت تصنف الشباب أن الشباب غير قادرين على إنشاء فكر جديد يعني حضرتك جاي تصنف الناس !
عموما عودة للموضوع سيتم نشر بحث لأحد الشباب 30 ورقة رد على كل هذا الموضوع.
و الموضوع الذي يتحدث به الشباب موجود ومدون و مشروح تفصيلا في بحث مكون من 35 ورقة و كذلك هناك موضوع من اعداد شباب من الكتله 4 ورقات يتحدث بالموضوع و يضع تصوراته.
فإن شاء الله سننشر كل شيء في وقته و نجيب على كل الشبهات.
فانا بانتظار من يرسل لي البحث او يضعه هنا .
ابو عصام
03-02-2012, 11:52 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المعلومات التي وصلت اليها أن البحث الذي وضعه الاخ مؤمن في المشاركات رقم 20-26 قي موضوع السجن والابتلاء ، هي البحث المقصود والذي سبق أن أشار اليه الاخ مؤمن بعدد صفحات تبلغ 30 أو 35 صفحة ، وهو بحث لاحد ألاعضاء السابقين في المكتب الفكري للحزب . واذا كانت هذه المعلومات خاطئة فيمكن للاخ مؤمن تصحيحها .
vBulletin® v4.0.2, Copyright ©2000-2024, Jelsoft Enterprises Ltd.