المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عطا أبو رشته والكرامات



سياسي
22-12-2011, 05:43 PM
جواب سؤال عن عطا

بسم الله الرحمن الرحيم
جواب سؤال
المعجزة والقول بالكرامات

تحميل و طباعة
السؤال: المعجزة هي أمر خارق للعادة ولا يكون إلا للأنبياء والرسل، ولكن كثيراً ما يردد العلماء كلمة (كرامة) ويعرفونها بتعاريف عده، ويحاولون الاستدلال عليها بآيات وأحاديث كثيرة، ويبقى السؤال: هل يوجد ما يسمى كرامة أم ماذا؟ وإذا كانت الإجابة بنعم نريد التوضيح الكافي في هذه المسالة، وإذا كانت الإجابة بلا، فكيف نرد علي قصة أهل الكهف مثلاً وأصحاب الأخدود، وكلام عمر بن الخطاب ( يا سارية الجبل). وكذلك قصة سعد بن أبي وقاص في نهر دجله، وكثير من الأمثلة في هذا الشأن؟

الجواب:
1- إن الله سبحانه خلق الكون والإنسان والحياة بقوانين وخصائص لا يستطيع الإنسان تغييرها أو خرقها:
{لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ}
{وَفِي الْأَرْضِ آَيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ * وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ}
{هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ * إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ}
{إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ}
{وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ}
وآيات أخرى

2- وقد يسر الله سبحانه المخلوقات للعيش وفق ما قدره فيهم من إمكانات فطرية، فلا يطير الإنسان بجسمه في الهواء كالطائر، ولا يسير في الماء بجسمه كالمخلوقات البحرية، فهو يعيش على قدميه في البر، فلا يستطيع خرق هذا القانون ويسير بقدميه في الماء أو يطير في الهواء...
{وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ}
{وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}

3- وكذلك أودع الله سبحانه خاصيات في الأشياء لا تتجاوزها، فإن النار تحرق، فلا يستطيع أحد إلغاء خاصية الحرق التي خلقها الله فيها ما دامت هي نار، إلا أن يلغيها الله سبحانه، كما نجّى الله سبحانه إبراهيم عليه السلام من النار، فأزال خاصية الإحراق منها، قال تعالى: {قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ}، وهكذا الخاصيات في المواد الأخرى.

4- ثم إن الله سبحانه قد سخَّر لنا هذا الكون لنعيش فيه وفق مقتضياته الفطرية القانونية، وكل تعطيل لهذه القوانين يتنافى مع هذا التسخير، فإن الله سبحانه هو وحده القادر على ذلك، فإن أعلمنا الله سبحانه بهذا التعطيل لهذه القوانين آمنا به، وإن لم يُعلمنا الله سبحانه به فهو ضمن تسخير الكون لنا.
{وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}
{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ}
{أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ}
{وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}
{وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ * وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ}

5- وقد أرسل الله سبحانه رسلاُ وأيدهم بمعجزات تثبت صحة رسالتهم، أي خوارق للعادات، يُعطّل الله سبحانه بعض القوانين ويجريها على يد رسله، تحدياً للبشر ليؤمنوا بأن من ظهرت هذه الأمور الخارقة للعادة على يديه هو نبي مرسل.
فأجرى سبحانه تحويل العصا الجامدة إلى ثعبان حي على الحقيقة، أي ليس على أعين الناس كالسحر، ولذلك فإن السحرة لما رأوا العصا أصبحت حية حقيقة كانوا أول من آمن بأن موسى عليه السلام نبي مرسل من الله رب العالمين لأنهم أدركوا أن هذا الخرق للعادة لا يستطيعه بشر، ومثل هذا الخرق عندما سار موسى عليه السلام وقومه على الماء وقطعوا البحر... وهكذا إحياء عيسى عليه السلام للموتى، وكذلك نُطق الرسول صلى الله عليه وسلم بكلام عربي لا يستطيعه العرب... والمعجزات على يد الرسل والأنبياء أمر معلوم وأدلته معلومة.

سياسي
22-12-2011, 05:44 PM
6- وأما ما يسميه الناس كرامات لغير الأنبياء والرسل فهو توفيق من الله سبحانه لعبد من عباده في عمل من الأعمال على وجه لافت للنظر، وهذا قد يكون خارقاً للعادة أي خلاف قوانين الكون، وقد يكون ليس خارقاً للعادة وإنما يتراءى للإنسان ذلك لقوة هذا التوفيق.
فإن كان خارقا للعادة، فإن الله سبحانه يعلمنا به، لأن النصوص عامة في تسخير الكون للإنسان، أي ضمن قوانين الكون، فإلغاء هذا التسخير في حالة خاصة، أي خرق قوانين الكون في حالة خاصة، فإنه يحتاج إلى نص مخصص.
فإذا ورد نص بأن هذا التوفيق الذي جعله الله سبحانه لهذا العبد هو أمر خارق للعادة آمنا به، وإن لم بكن هناك نص بخرق العادة، فإنه يكون مجرد توفيق من الله سبحانه ضمن قوانين الكون التي خلقها الله سبحانه وتعالى.
ولذلك فإن الرزق الذي كان يأتي لمريم عليها السلام في غير وقته ودون أن يحضره أحد، أي كان رزقاً خارقاً للعادة، فإننا نؤمن به لأن الله سبحانه أخبرنا عنه.{كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ}.
وهكذا ما ورد من نصوص في الكتاب والسنة حول أحداث خارقة للعادة كانت لغير الأنبياء والرسل، فإننا نؤمن بها على وجهها، أي نصدقها جزماً إذا وردت قطعية الثبوت قطعية الدلالة، أو نصدقها دون جزم إذا لم تكن قطعية الثبوت قطعية الدلالة.
وهذا جواب ما ذكرته من أحداث خارقة للعادة ذكرت في النصوص مثل قصة أهل الكهف وأصحاب الأخدود، ومريم عليها السلام...فهذه وردت في القرآن الكريم فنؤمن بها.
أما بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم فقد انقطعت النصوص المروية إلا من إجماع الصحابة الذي هو يكشف عن دليل سمعوه من الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يرووه، وإلا من أحاديث للرسول صلى الله عليه وسلم في حياته مدحت بعض الصحابة بالنص عليهم بأسمائهم في أقوال وأفعال تجري على يديهم بتوفيق يصل إلى خرق للعادة، فإن كانت هناك نصوص تصف أشخاصاً معينين بأن أقولاً أو أفعالاً تجري على أيديهم بأوضاع معينة، فإننا نصدق بها على وجهها أي جزماً أو غير جزم وفق ثبوتها.
وأما غير ذلك من أفعال وأقوال يقوم بها بعض المسلمين دونما نص على أشخاصهم في الكتاب والسنة، فإن كل هذه الأفعال والأقوال لا تكون خارقة للعادة، بل هي ضمن قوانين الكون، وهي توفيق من الله سبحانه لعباده الأتقياء بالنجاح في أعمالهم، وبالنجاة من شر أعدائهم، ونحو ذلك.

7- أما بالنسبة لما جرى على لسان عمر رضي الله عنه من قوله يا سارية الجبل، وأن الله سبحانه أوصلها إلى أولئك الجند فانتصروا على عدوهم، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم قال عن عمر في ما أخرجه أبو داود من طريق أبي ذر رضي الله عنه قال «سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ اللَّهَ وَضَعَ الْحَقَّ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ يَقُولُ بِهِ». وما أخرجه الترمذي من طريق ابن عمر أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ « إِنَّ اللَّهَ جَعَلَ الْحَقَّ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ وَقَلْبِهِ»
وما أخرجه أحمد من طريق ابن عمر أن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ «إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى جَعَلَ الْحَقَّ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ وَقَلْبِهِ»
ولذلك فنحن نأخذ بهذه الأحاديث، ونصدق ما قاله عمر "يا سارية الجبل" على وجهه جزماً أو غير جزم حسب ثبوت الرواية، وذلك بناءً على أحاديث رسول صلى الله عليه وسلم المذكورة.

8- وأما ما ورد عن سعد ابن أبي وقاص رضي الله عنه في اجتياز النهر، فكذلك نصدقه على وجهه وفق ثبوت الرواية، جزماً أو غير جزم، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم مدح سعداً بشخصه، فقال صلوات الله وسلامه عليه فيما أخرجه أحمد في مسنده من طريق عبد الله بن عمرو «أنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ مِنْ هَذَا الْبَابِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَدَخَلَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ».
وفيما أخرجه ابن حبان من طريق ابن عمر قال : كنا قعودا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:« يدخل عليكم من ذا الباب رجل من أهل الجنة »، قال: فإذا سعد بن أبي وقاص قد طلع
وكذلك فإن الرسول صلى الله عليه وسلم دعا الله سبحانه أن يجاب دعاء سعد كما ورد ذلك في المستدرك على الصحيحين للحاكم ودلائل النبوة للبيهقي وابن حبان من طريق قيس ابن أبي حازم قال : سمعت سعدا ، يقول : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : «اللهم استجب له إذا دعاك» قال الحاكم في مستدركه عن الحديث "هذا حديث صحيح الإسناد"
وفي رواية اجتياز النهر عند فتح المدائن حيث عبور النهر، فإن سعداً قد استنفر الجند وقال: " وقد رأيت من الرأي أن تجاهدوا العدو قبل أن تحصدكم الدنيا، ألا أني قد عزمت على قطع هذا البحر إليهم" ثم دعا الله سبحانه وقال للجند: "قولوا نستعين بالله ونتوكل عليه حسبنا الله ونعم الوكيل واللهِ لينصرن الله وليه وليظهرن دينه وليهزمن عدوه، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم" ثم عبر وتلاحق الناس في العبور، وعامت بهم خيولهم...
وهو وإن كان في بعض الروايات أنه قد كان في النهر مخاضات تخاض إلى صلب الفرس إذا لم يكن مدّ، وأما في حالة المد فالمياه ترتفع كثيراً، وبخاصة عندما اقتحم سعد النهر... وقد يكونون اجتازوا النهر من مخاضات معينة، ومع ذلك فإن ما يفهم من رواية فتح المدائن، أن سعداً والجند قد خاضوا النهر وهو كثير ماؤه.
وقد ورد في بعض الروايات أن أحدهم قد غرق أثناء العبور، فقد ذكر ابن الكلبي أن سليل بن زيد: قد شهد فتوح العراق فغرق يوم عبر المسلمون إلى المدائن في دجلة، وأنه لم يغرق غيره. وذكر الطبري في تاريخه أن المسلمين حين عبروا دجلة سلموا عن آخرهم إلا رجلاً من بارق يدعى غرقدة زال عن ظهر فرس له شقراء فرمى القعقاع بن عمرو إليه عنان فرسه فأخذ بيده حتى عبّره.
أي أن هناك من غرق، وهناك من زال عن ظهر فرسه ثم أخذ بيده القعقاع...
ولكن في جميع الحالات، فسواء أكانت خارقة للعادة ام كانت مهارة، فكون سعد مستجاب الدعاء وأنه دعا بالنصر وهزيمة العدو...وكون الرسول صلى الله عليه وسلم قد ذكر سعداً من أهل الجنة ودعا له بالدعاء المستجاب، فإننا نأخذ بهذه الأحاديث ونصدق الرواية على وجهها، جزماً أو غير جزم وفق ثبوتها.

والخلاصة:
*الكون مُسخر للإنسان وفق قوانينه وخصائصه،
*تعطيل أي من هذه القوانين والخصائص هو تخصيص للنصوص العامة في تسخير الكون للإنسان.
* وبالتالي فإن تصديق أي خرق للعادة يحتاج إلى نص.
* فإن لم يكن هناك نص فالأمور جارية وفق الفطرة التي فطر الله الخلق عليها.
*وإن كان هناك نص آمنا به على وجهه كمعجزات الأنبياء وكالكرامات لغير الأنبياء التي وردت بها نصوص.
* وما عدا ذلك، أي ما لم يرد فيه نص، فإن أية أعمال أو أقوال عظيمة لافتة للنظر يقوم بها مسلم مهما بلغت تقواه، فإنها لا تكون خارقة للعادة، ولا هي خارقة لقوانين الكون، بل هي توفيق من الله سبحانه لعباده حيث النجاح في أعمالهم، أو حيث الوقاية من شرور أعدائهم.

20 جمادى الآخر 1430 هـ

13/6/2009م

سياسي
22-12-2011, 05:45 PM
ورد في ثقافة الحزب الملفات الفكرية جواب سؤال من الحزب في عهد الشيخ تقي يقول:


بسم الله الرحمن الرحيم

جواب سؤال

المعجزة هي أمر خارق للعادة مع وجود تحد، وهي لا تحصل إلاّ لنبي لأنها لإثبات نبوته بناء على التحدي له، وكانت قبل بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم تحصل لرجال ونساء منهم لم تثبت نبوته، أمّا بعد بعثة الرسول عليه السلام فقد انقطعت المعجزات بانقطاع النبوة، فقبل الإسلام حصلت للعبد الصالح كما في سورة الكهف، وحصلت لمريم في ميلاد المسيح، والعبد الصالح مختلَف في كونه نبياً، ومريم هي معجزة لعيسى، وما حصل لغيرهما إنما هو معجزة لنبي، فلو سلّم جدلاً أنها حصلت قبل الإسلام لغير الأنبياء، فإن هذا لا يحصل دليلاً على حصولها لغير الأنبياء بعد الإسلام، لأن النبوة لم تختم قبل رسول الله فيتأتى أن تحصل لنبي غير معروف، وأمّا بعد الإسلام فالنبوة ختمت بسيدنا محمد، ولذلك لا تحصل المعجزة بعد الرسول لغير الرسول. على أن واقع المعجزة أنها لإثبات النبوة، أي هي حجة للنبي على أنه مرسل من عند الله، وهذا الواقع نفسه ينفي حصولها لغير النبي، لأنها لا تثبت له شيئاً، فالمعجزات لا تكون إلاّ للأنبياء، وأمّا رواية (يا سارية الجبل) على فرض صحتها فإنها لا تصح دليلاً على حصول المعجزة لعمر، لأن المعجزات من باب العقائد ولا تثبت إلاّ بالدليل القاطع، وهذا خبر ظني، ولأن عمر لم يثبِت فيها شيئاً أتاه من الله حتى يبرهن عليه فلا تحصل له، ولو حصلت بالفعل لا تكون معجزة ولا تدخل في باب المعجزات، وأمّا قولهم (كرامات) فإنهم يقصدون بها المعجزات ويتهربون للفظ كرامات من أجل أن يخلصوا من كون المعجزة لا تحصل إلى لنبي فيسمونها كرامة. وهي في واقعها معجزة، لأنها أمر خارق للعادة، فإن لم يكن واقعها كذلك لا ينطبق عليها ما يريدون من لفظ (كرامات). فالكرامات هي نفسها المعجزات. ولإثبات أن للأولياء معجزات لا بد من دليل شرعي أو عقلي لأنها من باب العقائد، وحصولها لعبد صالح قبل الإسلام لا يصلح دليلاً على حصولها بعد الإسلام لغير الأنبياء، وقوله تعالى: (ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم) لا يصلح دليلاً على حصول المعجزة للولي ولو سميت كرامة، وكلمة أولياء ليس لها معنى شرعي جاء به النص، بل تفسر بمعناها اللغوي وهو من يتولى الله، فكل من يتولى الله هو ولي، ثم إن نص الآية ليس فيه ما يدل على أن هذا الولي يعطيه الله المعجزات.
2 من ربيع الثاني 1390
6/5/1970

سياسي
22-12-2011, 05:46 PM
جواب سؤال الملف الفكري:

- في الآيات والكرامات
الرزق الذي كان يجده زكريا عند مريم ليس هو من باب الكرامة، ولا يصلح دليلاً على إمكانية حدوث ما يسمى بالكرامات لغير الأنبياء. وإنما كان هذا الرزق الذي رزق الله به مريم آية من آيات الله الدالة على قدرته وأنه على ما يشاء قدير، إذ جعل عيسى وأمه مريم آية من آيات قدرته حيث خلق عيسى من غير أب وأنطقه في المهد ورزق أمه رزقاً تكون فيه فاكهة الصيف في الشتاء وفاكهة الشتاء في الصيف، كما قال تعالى: (والتي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وجعلناها وابنها آية للعالمين) كما قال: (وجعلنا ابن مريم وأمه آية).

عمر1
22-12-2011, 06:39 PM
السلام عليكم

لي سؤالين اخي سياسي

قال الشيخ فيما اوردته انت


" وما حصل لغيرهما إنما هو معجزة لنبي، فلو سلّم جدلاً أنها حصلت قبل الإسلام لغير الأنبياء، فإن هذا لا يحصل دليلاً على حصولها لغير الأنبياء بعد الإسلام، لأن النبوة لم تختم قبل رسول الله فيتأتى أن تحصل لنبي غير معروف، وأمّا بعد الإسلام فالنبوة ختمت بسيدنا محمد، ولذلك لا تحصل المعجزة بعد الرسول لغير الرسول."

ما الدليل على كون المعجزة لا تحصل الا لنبي ؟ ولماذا ليس من المحتمل ان تحدث لغير النبي ؟

وقال الشيخ ايضا فيما ارودته انت


- في الآيات والكرامات
الرزق الذي كان يجده زكريا عند مريم ليس هو من باب الكرامة، ولا يصلح دليلاً على إمكانية حدوث ما يسمى بالكرامات لغير الأنبياء. وإنما كان هذا الرزق الذي رزق الله به مريم آية من آيات الله الدالة على قدرته وأنه على ما يشاء قدير، إذ جعل عيسى وأمه مريم آية من آيات قدرته حيث خلق عيسى من غير أب وأنطقه في المهد ورزق أمه رزقاً تكون فيه فاكهة الصيف في الشتاء وفاكهة الشتاء في الصيف، كما قال تعالى: (والتي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وجعلناها وابنها آية للعالمين) كما قال: (وجعلنا ابن مريم وأمه آية).

ما المقصدو بلفظة اية هنا في هذا السياق اليس ما حصل معها من رزق هو معجزة ام ماذا ؟

وشكرا

عمر1
26-12-2011, 05:15 PM
نحن في انتظار الاخ سياسي

سياسي
27-12-2011, 11:02 AM
السلام عليكم

لي سؤالين اخي سياسي

قال الشيخ فيما اوردته انت



ما الدليل على كون المعجزة لا تحصل الا لنبي ؟ ولماذا ليس من المحتمل ان تحدث لغير النبي ؟

وقال الشيخ ايضا فيما ارودته انت



ما المقصدو بلفظة اية هنا في هذا السياق اليس ما حصل معها من رزق هو معجزة ام ماذا ؟

وشكرا

القرآن يا عمر يخبرنا أن الله أجرى المعجزات على ايدي الانبياء تصديقا لدعوتهم فخوارق الامور لا تحصل إلا للأنبياء وهي تصديقا لنبوته اي اثبات أنه نبي لابد من دليل على نبوته فأجرى الله المعجزات على ايديهم أو اعطاهم معجزات.

ما حصل لمريم من وجود الرزق ليس معجزه ومريم أصلا جزء من المعجزة لسيدنا عيسى.

بوفيصيل
27-12-2011, 11:10 AM
جزاك الله خير اخي سياسي علي هذا الفهم الراقي
لكن لي سؤال في خضم هذا الحديث وان لم يكن في نفس الموضوع اذا سمحت لي


ما الفرق بين ان يتعلم شخص وياخذ الفكر من الكتب او المنتديات وبين ان ياخذ العلم بطريقة التلقين وهل اخذ العلم بالقراءة من خلال المنتدي او كتب الحزب من الممكن ان يفي بالغرض الذي يمكن ان يصل اليه القارئمن العلم ما وصل الشباب والاخوة اليه
ودمتم في رعاية الله وحفظة

سياسي
27-12-2011, 01:59 PM
جزاك الله خير اخي سياسي علي هذا الفهم الراقي
لكن لي سؤال في خضم هذا الحديث وان لم يكن في نفس الموضوع اذا سمحت لي


ما الفرق بين ان يتعلم شخص وياخذ الفكر من الكتب او المنتديات وبين ان ياخذ العلم بطريقة التلقين وهل اخذ العلم بالقراءة من خلال المنتدي او كتب الحزب من الممكن ان يفي بالغرض الذي يمكن ان يصل اليه القارئمن العلم ما وصل الشباب والاخوة اليه
ودمتم في رعاية الله وحفظة

بارك الله أخي فيك.

طبعا القراءة وحدها لا تكفي لكي يتعلم الانسان التفكير وكي يصبح مفكرا ولة أمضى سنوات في القراءة.
إلا أن الذي يجعل للإنسان يرتقي هو أن يمتلك طريقة في دراسة النصوص و أن يتمنهج بطريقة معينة من شأنها أن ترتقي به فكريا ومعرفيا.
هذا بخصوص القراءة
ولا شك أن التعليم هو الاساس وقد علمني أحد شباب الحلقات الأولى مقولة رائعه له يقول فيها :" الانسان هو الذي يبني الانسان والكتاب لا يبني انسان...... لاحظ أن القرآن بين يدي المسلمين و هم غير مبنين فيه.. فيحتاج لإنسان يبني الانسان".
طبعا ليست طريقة التلقين بل طريقة البناء الفكري القائمة على التلقي الفكري هي الاساس وحجر الزاوية في بناء الانسان و نعني بها جعل الانسان يتصور واقع الفكر أولا وثانيا اقامة البرهان العقلي على صحة الفكرة أي جعله يدرك انطباقها على الواقع هذا من شانه تحويل الفكرة لمفهوم عند الانسان وتسمى هذه بالعملية البنائية في الانسان.

أما الوسائل الثانية فهي طرق لأخذ المعرفة ولكن لا تفي بالغرض إن لم يمتلك الانسان طريقة في التفكير.

وأظن الشيخ رخمة الله عليه ابدع فيه الامر وعالجه ولكن ليس من جميع الاطراف وعموما أنقل لك قوله في هذا المجال:
القراءة وحدها لا توجِد التفكير، بل لا بد من معرفة كيف يجري التفكير في النصوص إذا قرأها الإنسان. ذلك أن القراءة والكتابة هي وسيلة للتفكير وليست هي التفكير. فكثير من الذين يقرأون لا يفكرون، وكثير من الذين يقرأون ويفكرون لا يستقيم لديهم تفكير، ولا يصلون إلى الأفكار التي عبّر عنها الكلام. ومن هنا كان من الخطأ أن يظن أحد أنّ تعلّم القراءة والكتابة يعلّم الناس، أو يُنهض الأمم، فكان من الخطأ أن توجد عناية بإزالة الأمّيّة من أجل تعليم الناس، وأن يوجَّه الجهد لمحو الأمّيّة من أجل إنهاض الشعب أو الأمّة، لأن القراءة والكتابة لا تغذي العقل بشيء، ولا تبعث لا في النفس ولا في العقل أي دافع للتفكير، لأن التفكير يوجده الواقع والمعلومات السابقة. والقراءة ليست واقعاً يفكَّر فيه ولا معلومات يفسَّر بها الواقع، فلا قيمة لها في التفكير، وإنّما هي تعبير عن الأفكار، فمجرد قراءتها لا توجِد الأفكار في الذهن، ولا تبعث على التفكير. وما هي إلاّ تعبير عن الأفكار، فإذا كان القارئ يحسن فهم هذا التعبير وُجدت لديه الأفكار، من إحسان فهمه من القراءة، وإذا كان لا يحسن الفهم، لا توجد لديه أفكار، ولو قرأ ساعات أو سنين. ولذلك لا بد من بحث التفكير بالنصوص، وكيف تُفهم هذه النصوص.

في هذا النص نجده يركز على المسائل التالية:

1 القراءة وسيلة لكي يرتقي الانسان وليست هي التفكير.
2) ثاني القراءة تحتاج أن يتصور الانسان واقع الافكار.
3) التفكير يوجده الواقع والمعلومات السابقة و القراءة ليست واقع وإنما هي تعبير عن افكار إن ادرك الانسان واقع االأفكار أصبح لديه فكر وإن لم يدرك واقعها لا يصبح لديه فكر ولو قرا سنوات.
في أمان الله

عمر1
27-12-2011, 03:25 PM
السلام عليكم


القرآن يا عمر يخبرنا أن الله أجرى المعجزات على ايدي الانبياء تصديقا لدعوتهم فخوارق الامور لا تحصل إلا للأنبياء وهي تصديقا لنبوته اي اثبات أنه نبي لابد من دليل على نبوته فأجرى الله المعجزات على ايديهم أو اعطاهم معجزات.

ما حصل لمريم من وجود الرزق ليس معجزه ومريم أصلا جزء من المعجزة لسيدنا عيسى.

جزيت خيرا على الرد ، لكن اخي سياسي ما ذا قصد الشيخ بقوله ان الرزق ايه اي ليس معجزة ام معجزة ؟

ثانيا اخي اليس حمل مريم عليها السلام معجزة اذ انها حملت من دون ذكر ؟

سياسي
27-12-2011, 06:08 PM
السلام عليكم



جزيت خيرا على الرد ، لكن اخي سياسي ما ذا قصد الشيخ بقوله ان الرزق ايه اي ليس معجزة ام معجزة ؟

ثانيا اخي اليس حمل مريم عليها السلام معجزة اذ انها حملت من دون ذكر ؟

سيدتنا مريم جزء من المعجزة قال الله تعالى:" (وجعلنا ابن مريم وأمه آية).
هذا قوله وليس كرامه.
وهناك قول آخر يقول أن وجود طاعم عندها ليس بمعجزة ولا كرامه لأنها قالت هو من عند الله فلم تشا أن تجيب عن مصدره فقد يكون من مصدر آخر لا يراد أن يعرف كسائل يقول لك من أين جئت بثمن السيارة فتقول هي رزق من عند الله.
وعموما جواب عطا هو بحث في عقائد وهو ظني في بحث شرعي وقوله متهافت أن المسالة بحسب الدليل لأن اصلا لا يوجد دليل أن هناك معجزات لغير الانبياء وهو يخالف ما تبناه الحزب وهو خطا وتخبيص في غير محله.

أبو أيوب
31-12-2011, 12:18 PM
إن ما ثبت بالدليل السمعي القطعي في ثبوته، أو بالدليل العقلي الذي لا يتطرق إليه الشك، هو ما يوجب التصديق الجازم به، أما ما عدا ذلك مما ثبت بالدليل السمعي الظني في ثبوته، فإنه يصدق ويقبل ولكن لا يؤمن به.
والإيمان بالمعجزة لكونها ثبتت عن طريق القطع والتواتر، لا يعني عدم الأخذ بما لم يثبت بنفس الطريق الذي ثبتت به المعجزة، ولذلك فإن الدليل الظني في ثبوته يصدّق إذا كان صحيحاً في سنده، ولم تكن فيه علة توجب رده دراية، فيصدّق تصديقاً راجحاً وليس جازماً، وأقول راجحاً لأنه ثبت بطريق ظني ونقل بسند صحيح، وهو يختلف عن أي قول لأي مسلم لم يثبت سنده أو لم يعرض على الجرح والتعديل، لذلك فإن نفي وإنكار ما جاءت به الأدلة الظنية إن كان من المغيبات هو حرام شرعاً ويوجب التعزير من الخليفة، لأن تكذيب ما يقوله المسلم لا يجوز فكيف بتكذيب ما روي عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أو عن غيره مما يتعلق بالدين وكان بسند صحيح، أي رجح سنده بالضبط والتعليل.
وعليه فإن حديث الآحاد الصحيح أو الحسن يجب أن يصدق ما فيه ولكن دون الإيمان به، أي يصدق ولكن لا يؤخذ في العقيدة.
ورد في كتاب الشخصية الجزء الأول صفحة 189 ما نصه: (أما إذا كان الدليل خبر آحاد فإنه لا يكون قطعياً، فإن كان صحيحاً فإنه يفيد غلبة الظن، فتصدّق العقائد التي جاء بها تصديقاً ظنياً، لا تصديقاً جازماً، ولهذا لا يجوز أن تعتقد، ولا أن يجزم بها. لأن العقيدة قطع وجزم، وخبر الآحاد لا يفيد قطعاً ولا جزماً، وإنما يفيد ظناً، ولا يكفر منكره، ولكن لا يجوز أن يكذب، لأنه لو جاز تكذيبه لجاز تكذيب جميع الأحكام الشرعية المأخوذة من الأدلة الظنية, ولم يقل بذلك أحد من المسلمين) انتهى، : فتصدق العقائد التي جاء بها تصديقاً ظنياً. إذ أنه لم يقتصر في اعتبار حديث الآحاد في الاستدلال به على الأحكام الشرعية، بل واعتبر تصديق ما فيه من عقائد تصديقاً ظنياً، وعدم جواز تكذيب ما جاء فيه أو نفيه أو إنكاره.
ولو نفينا وجود الكرامة لعدم ثبوتها بالدليل القطعي في ثبوته، لوجب علينا تطبيق هذا المعيار في الأخذ والرفض على كل ما لم يثبت بالقطع، وهذا يعني أن ننفي وجود كل ما ماثل الكرامة مما يصدق أو يكذب ولا يترتب عليه حكم شرعي وذلك كحديث الإمام أحمد في ذكر عودة الخلافة على منهاج النبوة، وحديث لتقاتلن اليهود، وغيرها من الأحاديث التي تخبر عن غيبيات تعرض ليؤخذ بها وتصدق، أم لترفض وتكذب.
لذلك فالمسلم يؤمن بما كان من العقيدة مما ثبت بالدليل المقطوع به، ويصدق بما كان من العقيدة مما ثبت بالدليل الظني غير المقطوع به.

أبو محمد
31-12-2011, 06:09 PM
إن ما ثبت بالدليل السمعي القطعي في ثبوته، أو بالدليل العقلي الذي لا يتطرق إليه الشك، هو ما يوجب التصديق الجازم به، أما ما عدا ذلك مما ثبت بالدليل السمعي الظني في ثبوته، فإنه يصدق ويقبل ولكن لا يؤمن به.
والإيمان بالمعجزة لكونها ثبتت عن طريق القطع والتواتر، لا يعني عدم الأخذ بما لم يثبت بنفس الطريق الذي ثبتت به المعجزة، ولذلك فإن الدليل الظني في ثبوته يصدّق إذا كان صحيحاً في سنده، ولم تكن فيه علة توجب رده دراية، فيصدّق تصديقاً راجحاً وليس جازماً، وأقول راجحاً لأنه ثبت بطريق ظني ونقل بسند صحيح، وهو يختلف عن أي قول لأي مسلم لم يثبت سنده أو لم يعرض على الجرح والتعديل، لذلك فإن نفي وإنكار ما جاءت به الأدلة الظنية إن كان من المغيبات هو حرام شرعاً ويوجب التعزير من الخليفة، لأن تكذيب ما يقوله المسلم لا يجوز فكيف بتكذيب ما روي عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أو عن غيره مما يتعلق بالدين وكان بسند صحيح، أي رجح سنده بالضبط والتعليل.
وعليه فإن حديث الآحاد الصحيح أو الحسن يجب أن يصدق ما فيه ولكن دون الإيمان به، أي يصدق ولكن لا يؤخذ في العقيدة.
ورد في كتاب الشخصية الجزء الأول صفحة 189 ما نصه: (أما إذا كان الدليل خبر آحاد فإنه لا يكون قطعياً، فإن كان صحيحاً فإنه يفيد غلبة الظن، فتصدّق العقائد التي جاء بها تصديقاً ظنياً، لا تصديقاً جازماً، ولهذا لا يجوز أن تعتقد، ولا أن يجزم بها. لأن العقيدة قطع وجزم، وخبر الآحاد لا يفيد قطعاً ولا جزماً، وإنما يفيد ظناً، ولا يكفر منكره، ولكن لا يجوز أن يكذب، لأنه لو جاز تكذيبه لجاز تكذيب جميع الأحكام الشرعية المأخوذة من الأدلة الظنية, ولم يقل بذلك أحد من المسلمين) انتهى، : فتصدق العقائد التي جاء بها تصديقاً ظنياً. إذ أنه لم يقتصر في اعتبار حديث الآحاد في الاستدلال به على الأحكام الشرعية، بل واعتبر تصديق ما فيه من عقائد تصديقاً ظنياً، وعدم جواز تكذيب ما جاء فيه أو نفيه أو إنكاره.
ولو نفينا وجود الكرامة لعدم ثبوتها بالدليل القطعي في ثبوته، لوجب علينا تطبيق هذا المعيار في الأخذ والرفض على كل ما لم يثبت بالقطع، وهذا يعني أن ننفي وجود كل ما ماثل الكرامة مما يصدق أو يكذب ولا يترتب عليه حكم شرعي وذلك كحديث الإمام أحمد في ذكر عودة الخلافة على منهاج النبوة، وحديث لتقاتلن اليهود، وغيرها من الأحاديث التي تخبر عن غيبيات تعرض ليؤخذ بها وتصدق، أم لترفض وتكذب.
لذلك فالمسلم يؤمن بما كان من العقيدة مما ثبت بالدليل المقطوع به، ويصدق بما كان من العقيدة مما ثبت بالدليل الظني غير المقطوع به.

السلام عليكم ورحمة الله

للأخ أبي أيوب

لا ينظر لموضوع الكرامات من هذه الزاوية -التي عرضتها- فقط، فالكرامات بحقيقتها معجزات ولكن القائلين بها يتحايلون على ذلك بقولهم "كرامات" ولما كانت المعجزات قد انقطعت بنبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فلا يوجد كرامات.

تحياتي

ابوعبدالرحمن حمزة
31-12-2011, 06:25 PM
إن ما ثبت بالدليل السمعي القطعي في ثبوته، أو بالدليل العقلي الذي لا يتطرق إليه الشك، هو ما يوجب التصديق الجازم به، أما ما عدا ذلك مما ثبت بالدليل السمعي الظني في ثبوته، فإنه يصدق ويقبل ولكن لا يؤمن به.
والإيمان بالمعجزة لكونها ثبتت عن طريق القطع والتواتر، لا يعني عدم الأخذ بما لم يثبت بنفس الطريق الذي ثبتت به المعجزة، ولذلك فإن الدليل الظني في ثبوته يصدّق إذا كان صحيحاً في سنده، ولم تكن فيه علة توجب رده دراية، فيصدّق تصديقاً راجحاً وليس جازماً، وأقول راجحاً لأنه ثبت بطريق ظني ونقل بسند صحيح، وهو يختلف عن أي قول لأي مسلم لم يثبت سنده أو لم يعرض على الجرح والتعديل، لذلك فإن نفي وإنكار ما جاءت به الأدلة الظنية إن كان من المغيبات هو حرام شرعاً ويوجب التعزير من الخليفة، لأن تكذيب ما يقوله المسلم لا يجوز فكيف بتكذيب ما روي عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أو عن غيره مما يتعلق بالدين وكان بسند صحيح، أي رجح سنده بالضبط والتعليل.
وعليه فإن حديث الآحاد الصحيح أو الحسن يجب أن يصدق ما فيه ولكن دون الإيمان به، أي يصدق ولكن لا يؤخذ في العقيدة.
ورد في كتاب الشخصية الجزء الأول صفحة 189 ما نصه: (أما إذا كان الدليل خبر آحاد فإنه لا يكون قطعياً، فإن كان صحيحاً فإنه يفيد غلبة الظن، فتصدّق العقائد التي جاء بها تصديقاً ظنياً، لا تصديقاً جازماً، ولهذا لا يجوز أن تعتقد، ولا أن يجزم بها. لأن العقيدة قطع وجزم، وخبر الآحاد لا يفيد قطعاً ولا جزماً، وإنما يفيد ظناً، ولا يكفر منكره، ولكن لا يجوز أن يكذب، لأنه لو جاز تكذيبه لجاز تكذيب جميع الأحكام الشرعية المأخوذة من الأدلة الظنية, ولم يقل بذلك أحد من المسلمين) انتهى، : فتصدق العقائد التي جاء بها تصديقاً ظنياً. إذ أنه لم يقتصر في اعتبار حديث الآحاد في الاستدلال به على الأحكام الشرعية، بل واعتبر تصديق ما فيه من عقائد تصديقاً ظنياً، وعدم جواز تكذيب ما جاء فيه أو نفيه أو إنكاره.
ولو نفينا وجود الكرامة لعدم ثبوتها بالدليل القطعي في ثبوته، لوجب علينا تطبيق هذا المعيار في الأخذ والرفض على كل ما لم يثبت بالقطع، وهذا يعني أن ننفي وجود كل ما ماثل الكرامة مما يصدق أو يكذب ولا يترتب عليه حكم شرعي وذلك كحديث الإمام أحمد في ذكر عودة الخلافة على منهاج النبوة، وحديث لتقاتلن اليهود، وغيرها من الأحاديث التي تخبر عن غيبيات تعرض ليؤخذ بها وتصدق، أم لترفض وتكذب.
لذلك فالمسلم يؤمن بما كان من العقيدة مما ثبت بالدليل المقطوع به، ويصدق بما كان من العقيدة مما ثبت بالدليل الظني غير المقطوع به.
أولا : أن الله هو الذي خلق نظام الوجود، وجعله منظماً للوجود. وجعل الوجود يسير حسبه ولا يملك التخلف عنه ، وهو سبحانه و تعالى خلق الأشياء_ الكون والإنسان والحياة_ وقدّر فيها خواصها على وجه لا يتأتى منها غير ما قدره فيها، كتقدير النواة أن ينبت منها النخل دون التفاح، وكتقدير منيّ الرجل أن يكون منه الإنسان دون سائر الحيوانات. وقد خلق الله للأشياء خواص معينة، فخلق في النار خاصية الإحراق، وفي الخشب خاصية الاحتراق، وفي السكين خاصية القطع، وجعلها لازمة حسب نظام الوجود لا تتخلف، وحين يظهر أنها تخلفت يكون الله قد سلبها تلك الخاصية، وكان ذلك أمراً خارقاً للعادة، هذا واقع محسوس، فواقع أن هناك أنظمة للوجود، وأن الوجود يسير بحسب هذه الأنظمة ، ووجود خواص الأشياء ،وأنها لازمة حسب نظام الوجود ، وأن خالق هذه كلها هو الله وأن سلب خاصيات الأشياء _ خرق العادة يستحيل أن يقع إلا من الخالق ، كل هذا دليله العقل.
أما الدليل على أن خرق العادة لا يحصل لغير الأنبياء ، فذلك لأن المعجزة هي أمر يظهر بخلاف العادة على يد مدّعي النبوة عند تحدي المنكِرين على وجه يَعجز المنكِرون عن الإتيان بمثله. وذلك لأنه لولا التأييد بالمعجزة لَما وجب قبول قوله، ولَما بان الصادق في دعوى الرسالة من الكاذب ، فلو جاز أن يكون هناك خرق للعادة لغير الأنبياء لم تكن الخوارق التي أتوا بها دليل قاطع على صدقهم .
ثانيا : القول (ولو نفينا وجود الكرامة لعدم ثبوتها بالدليل القطعي في ثبوته، لوجب علينا تطبيق هذا المعيار في الأخذ والرفض على كل ما لم يثبت بالقطع، وهذا يعني أن ننفي وجود كل ما ماثل الكرامة مما يصدق أو يكذب ولا يترتب عليه حكم شرعي وذلك كحديث الإمام أحمد في ذكر عودة الخلافة على منهاج النبوة، وحديث لتقاتلن اليهود، وغيرها من الأحاديث التي تخبر عن غيبيات تعرض ليؤخذ بها وتصدق، أم لترفض وتكذب.)
اقول هناك فرق بين الإيمان وتصديق الأخبار الغيبية _ حتى لو كان فيها خرق للعادة _ التي وردت في القران والسنة سواء أكانت قطعية أم ظنية وبين موضوع الكرامات فموضوع الكرامات هو أن خرق العادة يكون لغير الأنيباء من الصالحين ، بل أنهم قالوا أن خرق العادة يكون أيضا لغير الصالحين وسموه استدراجا ، فموضوع أن خرق العادة يكون لغير الأنبياء ليس عليه دليل ، وما أوردوه من قصص القران هي أخبار يجب الإيمان بها ولكنها لاتدل على أن خرق العدة يكون لغير الأنبياء ، فما حصل قبل بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم مما يسمونه كرامات ( خرق للعادة )حصلت لرجال ونساء لم تثبت نبوتهم لنا فلا نستطيع أن نقطع أنهم أنبياء أم لا، ولانقطع أن هذه الخوارق التي أخبرنا بها حصلت لنبي كان مبعوثا فيهم، فالأخبار التي جاء فيها ذكر هذه القصص وردت بشكل مجمل ولم تفصل ، أمّا بعد بعثة الرسول عليه السلام فقد انقطعت المعجزات بانقطاع النبوة، فقبل الإسلام حصلت للعبد الصالح كما في سورة الكهف، وحصلت لمريم في ميلاد المسيح، والعبد الصالح مختلَف في كونه نبياً، ومريم هي معجزة لعيسى، وما حصل لغيرهما إنما هو معجزة لنبي، فلو سلّم جدلاً أنها حصلت قبل الإسلام لغير الأنبياء، فإن هذا لا يحصل دليلاً على حصولها لغير الأنبياء بعد الإسلام، لأن النبوة لم تختم قبل رسول الله فيتأتى أن تحصل لنبي غير معروف، وأمّا بعد الإسلام فالنبوة ختمت بسيدنا محمد، ولذلك لا تحصل المعجزة بعد الرسول لغير الرسول. على أن واقع المعجزة أنها لإثبات النبوة، أي هي حجة للنبي على أنه مرسل من عند الله، وهذا الواقع نفسه ينفي حصولها لغير النبي، لأنها لا تثبت له شيئاً، فالمعجزات لا تكون إلاّ للأنبياء، وأمّا رواية (يا سارية الجبل) على فرض صحتها فإنها لا تصح دليلاً على حصول المعجزة لعمر، لأن المعجزات من باب العقائد ولا تثبت إلاّ بالدليل القاطع، وهذا خبر ظني،علاوة على أن هذه حادثة تاريخية وليست دليلا شرعيا .

عمر1
31-12-2011, 07:38 PM
سلم الله لسانك اخي ابو عبد الرحمن لقد اجليت كل ما اردت ان اسئله ولكن بقي سؤالين سألت اخين سياسي ومع احترامي الكبير له لكن لم افهم عليه و سؤال اخر وهما

ما معنى ان مريم هي معجزة لعيسى ؟
ما معنى اية في قول الشيخ عن الرزق الذي كان يأتي مريم عليها السلام ؟

وتقبلوا تحياتي .

أبو أيوب
31-12-2011, 08:44 PM
لقد ثبت في الصحيح حصول خرق العادة على يد غير الرسل في الأمم السابقة، فقد ورد في الصحيحين ومسند أحمد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة: عيسى وكان في بني إسرائيل، ورجل يقال له جريج كان يصلي جاءته أمه فدعته، فقال: أجيبها أو أصلي. فقالت: اللهم لا تمته حتى تريه وجوه المومسات، وكان جريج في صومعته فتعرضت له امرأة فكلمته فأبى، فأتت راعياً فأمكنته من نفسها، فولدت غلاماً فقالت: من جريج، فأتوه فكسروا صومعته وأنزلوه وسبوه، فتوضأ وصلى، ثم أتى الغلام فقال: من أبوك يا غلام فقال: الراعي. وكانت امرأة ترضع ابناً لها من بني إسرائيل، فمر بها رجل راكب، فقالت: اللهم اجعل ابني مثله. فترك ثديها، فأقبل على الراكب فقال: اللهم لا تجعلني مثله، ثم أقبل على ثديها يمصه» .
كما وردت قصة الغلام الذي يبرئ الأكمه والأبرص، ويداوي الناس من سائر الأدواء، وما حصل له مع الكاهن والملك ثم قصة الأخدود وتكلم الطفل مع أمه، وهي قصة طويلة ومعروفة وقد رويت عن الرسول صلى الله عليه وسلم في مسلم، والترمذي، والنسائي، وابن حبان في صحيحه، وابن جرير، والطبراني والبزار وغيرهم.
وروى الشيخان عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بينما رجل يسوق بقرة له قد حمل عليها التفتت إليه فقالت: إني لم أخلق لهذا، ولكني إنما خلقت لحرث» فقال الناس: سبحان الله! تعجباً وفزعاً، أبقرة تتكلم! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فإني أؤمن به وأبو بكر وعمر» .
قال النووي: (في الحديث فضيلة ظاهرة لأبي بكر وعمر رضي الله عنهما، وفيه جواز كرامات الأولياء وخرق العوائد، وهو مذهب أهل الحق) اهـ.
وأخرج مسلم في صحيحه عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «بينا رجل بفلاة من الأرض فسمع صوتاً في سحابة، اسق حديقة فلان، فتنحى ذلك السحاب فأفرغ ماءه في حرة، فإذا شرجة من تلك الشرائج قد استوعبت ذلك الماء كله، فتتبع الماء فإذا رجل قائم في حديقته يحول الماء بمسحاته، فقال له: يا عبد الله، لم تسألني عن اسمي؟ فقال: إني سمعت صوتاً في السحاب الذي هذا ماؤه يقول: أسق حديقة فلان لاسمك، فما تصنع فيها؟ قال: أما إذ قلت هذا فإني أنظر إلى ما يخرج منها فأتصدق بثلثه، وآكل أنا وعيالي ثلثاً، وأرد فيها ثلثه» قال شيخنا أبو الفضل الغماري: (في الحديث إثبات الكرامات، وفضل الصدقة، والإنفاق على العيال، ومن تلزم نفقتهم، والحرة: بفتح الحاء أرض ذات حجارة سود، والشرجة: بفتح الشين وسكون الراء مسيل الماء، أي مكان اجتماعه وسلبه. اهـ
فهذه وأمثالها كثير قد ثبتت في الأمم السابقة كما ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم.

أبو أيوب
31-12-2011, 08:46 PM
أما في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم فقد حصل من الكرامات لبعض الصحابة ما ورد في الآثار الصحيحة، فقد روى عبد الرزاق أخبرنا معمر عن ثابت عن أنس أن أسيد بن حضير ورجلاً آخر من الأنصار تحدثا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة في حاجة لهما حتى ذهب من الليل ساعة وليلة شديدة الظلمة ثم خرجا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ينقلبان وبيد كل واحد منهما عصية فأضاءت عصا أحدهما لهما حتى مشيا في ضوئها حتى إذا افترق بهما الطريق أضاءت للآخر عصاه فمشى كل واحد منهما في ضوء عصاه حتى بلغ إلى أهله» رواه أحمد.
وفي قصة خبيب وصحبه وهي قصة طويلة، ورد في البخاري ما نصه: « والله ما رأيت أسيراً قط خيراً من خبيب، والله لقد وجدته يوماً يأكل من قطف عنب في يده وإنه لموثق في الحديد، وما بمكة من ثمر، وكانت تقول: إنه لرزق من الله رزقه خبيباً» .
وأخرج الشيخان عن عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهما: جاء أبو بكر بضيف له أو بأضياف له فأمسى عند النبي صلى الله عليه وسلم فلما جاء قالت له أمي: احتبست عن ضيفك أو عن أضيافك الليلة قال: ما عشيتهم؟ فقالت: عرضنا عليه أو عليهم فأبوا أو فأبى فغضب أبو بكر فسب وجدع وحلف لا يطعمه. فاختبأت أنا. فقال: يا غنثر فحلفت المرأة لا تطعمه حتى يطعمه فحلف الضيف أو الأضياف أن لا يطعمه أو يطعموه حتى يطعمه فقال أبو بكر كأن هذه من الشيطان فدعا بالطعام فأكل وأكلوا فجعلوا لا يرفعون لقمة إلا ربا من أسفلها أكثر منها فقال يا أخت بني فراس ما هذا فقالت وقرة عيني إنها الآن لأكثر قبل أن نأكل فأكلوا وبعث بها إلى النبي صلى اللهم عليه وسلم فذكر أنه أكل منها.
وفي الموطأ بإسناد صحيح على شرط الشيخين عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت: إن أبا بكر كان نَحَلَها جُذاذ عشرين وسقاً من ماله بالعالية، فلما حضرته الوفاة، قال: واللّه يا بُنَيَّةَ ما من الناس أحبُّ إليَّ غنىً بعدي منكِ، ولا أعزُّ عليَّ فقراً منكِ، وإني كنت نَحَلْتُكِ من مالي جُذاذ عشرين وسقاً فلو كنت جَذَذْتِيْه، واحتَزْتِيه كان لك، فإنما هو اليوم مال وإرث، وإنما هو أخوكِ وأختاكِ، فاقسموه على كتاب اللّه عزَّ وجلّ، قالت: يا أبتِ، واللَّهِ لو كان كذا وكذا لتركته، إنما هي أسماء، فمن الأخرى؟ قال: ذو بطن بنتِ خارجة أُراها جاريةً، فوَلَدَتْ جاريةً.
وورد في البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إنه قد كان فيما مضى قبلكم من الأمم محدثون وإنه إن كان في أمتي هذه منهم فإنه عمر بن الخطاب».
وفي البخاري أيضاً ومسلم نحوه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لقد كان فيما قبلكم من الأمم محدثون فإن يك في أمتي أحد فإنه عمر» زاد زكرياء بن أبي زائدة عن سعد عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال: النبي صلى الله عليه وسلم: «لقد كان فيمن كان قبلكم من بني إسرائيل رجال يكلمون من غير أن يكونوا أنبياء فإن يكن من أمتي منهم أحد فعمر» .
وهذه الأحاديث تفسر قصة (يا سارية الجبل) وهي مشهورة.

أبو أيوب
31-12-2011, 08:48 PM
وأخرج أبو نعيم في الحلية عن شرحبيل الخولاني قال: تنبأ الأسود بن قيس بن ذي الخمار العنسي باليمن، فأرسل إلى أبي مسلم فقال له: أتشهد أن محمداً رسول الله؟ قال: نعم. قال: فتشهد أني رسول الله؟ قال: ما أسمع. فأمر بنار عظيمة فأججت وطرح فيها أبو مسلم فلم تضره. فقال له (أي للأسود) أهل مملكته: إن تركت هذا في بلدك أفسدها عليك، فآمره بالرحيل. فقدم أبو مسلم المدينة وقد قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم، واستخلف أبو بكر رضي الله عنه، فعقل راحلته على باب المسجد، وقام إلى سارية من سواري المسجد يصلي إليها، فبصر به عمر رضي الله عنه فأتاه فقال: من أين الرجل؟ قال: من اليمن. قال عمر: فما فعل عدو الله بصاحبنا الذي حرقه بالنار فلم تضره؟ قال: ذاك عبد الله بن ثوب (بضم الثاء وفتح الواو) . قال عمر: نشدتك بالله؟ أنت هو؟ قال: اللهم نعم. فقبل عمر ما بين عينيه. ثم جاء به حتى أجليه بينه وبين أبي بكر وقال: الحمد لله الذي لم يمتني من الدنيا حتى أراني في أمة محمد صلى الله عليه وسلم من فُعل به كما فعل بإبراهيم خليل الرحمن عليه الصلاة والسلام. قال إسماعيل بن عياش: فأنا أدركت قوماً من المدادين الذين مدوا من اليمن يقولون لقوم: من عنس: صاحبكم الذي حرق صاحبنا بالنار فلم تضره.
قال الحافظ: إن رواية إسماعيل بن عياش عن الشاميين قوية عند الجمهور.
والمدادون هم الذين يمدون من اليمن من خولان من أجل الغزو والجهاد.
قال شيخنا الغماري: وهذا الخبر يرويه إسماعيل عن شامي ورجاله كلهم ثقات، فيكون صحيحاً.
وأخرج ابن عساكر من طريق بشر بن جعفر بن أبي وحشية رواية فيها: أن أبا بكر رضي الله عنه قال له: استغفر لي. قال: أنت أحق. فقال أبو بكر: إنك ألقيت في النار فلم تحترق. فاستغفر له، ثم خرج إلى الشام فكانوا يشبهونه بإبراهيم عليه السلام.
ولأبي مسلم قصص كثيرة في الحلية.
وقال ابن عبد البر في الاستيعاب بسنده عن سفيان بن عيينة قال: سمعت عبد الملك بن عمير يقول: حدثني ربعي بن حراش قال: مات أخ لي كان أطولنا صلاة، وأصومنا في اليوم الحار، فسجيناه، وجلسنا عنده، فبينما نحن كذلك إذ كشف عن وجهه ثم قال: السلام عليكم، قلت: سبحان الله! أبعد الموت؟ قال: إني لقيت ربي، فتلقاني بروح وريحان، ووجه غير غضبان، وكساني ثياباً خضراً من سندس واستبرق، أسرعوا بي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنه قد أقسم ألا يبرح حتى أدركه، أو آتيه، وإن الأمر أهون مما تذهبون إليه، فلا تغتروا. ثم والله كأنما كانت نفسه حصاة فألقيت في طست.
قال علي بن المديني: وقد روى هذا الحديث عن عبد الملك بن عمير غير واحد منهم، كذا ذكره الحافظ ابن عبد البر، فالخبر في غاية الصحة ولا يخفى.
وجاء في الدلائل أن أمره نمى إلى عائشة رضي الله عنها، فقالت: أما إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «يتكلم رجل من أمتي بعد الموت»

أبو أيوب
31-12-2011, 08:52 PM
ولا يقال أن ما ورد من نصوص تدل على وجود الكرامة يرد دراية، من ناحية أن المعجزة لإثبات النبوة والكرامة ليست لإثبات شيء، وكذلك أن الكرامة خرق للعادة والعقل يقطع بأن خرق العادة لا يمكن أن يحصل إلا لنبي فترد نصوص الكرامات.
لا يقال ذلك لأنه لم يرد في الشرع ما يدل على أن خرق العادة لا يمكن أن يحصل إلا لنبي فيرد غيره، ولا خلاف أن خرق العادة لا يتأتى إلا من الله جل وعلا، فهو القادر عليه ولا قادر عليه غيره، والله جل ثناؤه لم يوح لنبيه صلى الله عليه وسلم أن خرق العادة لا يكون إلا لنبي، وثبوت المعجزات للأنبياء وهي خرق العادة على يد مدعي النبوة عند تحدي المنكرين على وجه يُعجز المنكرين عن الإتيان بمثله، لا يعني عدم ثبوتها لغيرهم، ولا يقال أن المعجزة هي لإثبات النبوة، والكرامة ليست لإثبات شيء فترد، لا يقال ذلك لأن كون الكرامة تثبت شيئاً أو لا تثبته لا يؤثر في وجودها ولا علاقة له بوقوعها أو عدم وقوعها، فالبحث يجب أن ينصب على وجود الكرامة من عدمه وليس على ما يمكن أن يستفاد منها.
وقد ثبت أن الله خرق العادة لغير الأنبياء، فيؤخذ هذا ولا يجوز تخصيصه بزمن معين أو بأناس معينين.
وكون الكرامات لم تثبت بالدليل اليقيني، فإنه لا يعني كذلك نفيها، بل تؤخذ وتصدق ولا يجوز تكذيب ما ورد في الأدلة الصحيحة منها.

ابوعبدالرحمن حمزة
31-12-2011, 09:58 PM
إن الدليل على كون المعجزة لا تكون لغير الأنبياء هو العقل، يوضحه السؤال ما الدليل على صدق نبوة الأنبياء ؟
فأذا كانت المعجزة وهي أمر خارق للعادة، وكانت جائزة لغيرهم_أي الأمر الخارق للعادة _ فيمكن أن لا يكون نبي ورسول وإنما هو رجل من الصالحين أو من المستدرجين ولا يمكن القطع بكون من أتى بها نبي ورسول ولا بوجه من الوجوه ، فكون الأمر الخارق للعادة هو البرهان والدليل على صدق النبوة يحتم أن لا تكون لغيرهم ،فكما إن عصمة الأنبياء والرسل مسألة يحتمها العقل. لأن كونه نبياً أو رسولاً يحتم أنه معصوم في التبليغ عن الله، إذ لو تطرق الخلل إلى إمكانية عدم العصمة في مسألة واحدة لتطرق الخلل إلى كل مسألة. وحينئذ تنهار النبوة والرسالة كلها. فكذلك يتحتم أن لا تكون المعجزة لغير الأنبياء والرسول ،لإن ذلك يعني عدم الجزم والقطع بكونه نبيا .
أما الأخبار فهي أخبار آحاد وليست حجة على المسألة وتتناقض مع كون الخوارق للعادات هي التي تثبت النبوة ، هذا من وجه ومن جهة أخرى فكلها حكايات وأخبار مجملة ويمكن أن تفهم على أنها كانت في زمن نبي من الأنبياء وكانت معجزة له، ولا يمكن القطع بعكس ذلك .
على أن قولك بخرق العادة لغير الأنبياء والرسول يعنى صحة غيبة الإمام بالنسبة للشيعة الإمامية، بل صحة ما يقولوه عن الخوارق التي يتحدثوا عنها هم وغيرهم ، وتعني أن أي إمرأة يظهر عليها الحمل ممكن أن تدعي بإن ما حصل معها كرامة من الله ، ولا نستطيع أن ننكر على أحد أنه يرى بالجن مع أن نص القران يناقض ذلك، أو الشيطان ، فهي كرامة أو استدراج ، بل إن أي إنسان ممكن أن يدعي أنه يعيش من أيام الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولا يزال حيا لليوم كرامة من الله ، بل يمكن أن يكون من عصر أدم عليه السلام .........الخ.
اخيرا فإن بحث خرق العادة هو بحث في الواقع المحسوس ، الأن، أي هل تخرق العادة الأن ؟
والواقع والمشاهد أنها لاتخرق وكل من يدع ذلك ، لا يصدق لأن الواقع يكذبه .

أبو محمد
01-01-2012, 05:52 AM
السلام عليكم ورحمة الله

يقول السرخسي في أصوله "ولو أن واحدا قال في زماننا صعدت السماء وكلمت الملائكة نقطع القول بأنه كاذب لكون ما يخبر به خارجا عما هو المعتاد، والتوهم بعد ذلك غير معتبر، ولهذا قلنا لو شهد شاهدان على رجل أنه طلق امرأته يوم النحر بمكة وآخران أنه أعتق عبده في ذلك اليوم بعينه بكوفة لا تقبل الشهادة، لان كون الانسان في يوم واحد بمكة وكوفة مستحيل عادة فيسقط ما وراءه من التوهم،" ص 288

بحث الكرمات والمعجزات بحث عقلي في أصله وما نقلته من قول للسرخسي هو قول لكل واحد منا، لأنه بعد رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وآله وسلم انقطعت المعجزات فمن يدعي شيئا يخرق العادة، حكمنا على كذبه قطعا. أما الروايات التاريخية عن "كرامات" بعض الصحابة وبعضا من الصالحين فمردودة عقلا وشرعا.

تحياتي

والسلام عليكم

أبو محمد
01-01-2012, 07:39 AM
السلام عليكم

يقول الآمدي في الإحكام "فإن قيل: فخرق العوائد جائز في غير زمان النبوة بكرامات الأولياء فليجز في كل ما أخبر به أهل ذلك العصر عن المحسات ووقوع الغلط فيه.
قلنا: إن حصل لنا العلم بخبرهم علمنا استحالة الغلط عليهم وإن لم يحصل لنا العلم به علمنا أنه قد اختل شرط من شرائط التواتر وإن لم يكن ذلك الشرط معيناً عندنا.

عمر1
01-01-2012, 11:00 AM
يا جماعة لا تنسوا اسئلتي


سلم الله لسانك اخي ابو عبد الرحمن لقد اجليت كل ما اردت ان اسئله ولكن بقي سؤالين سألت اخين سياسي ومع احترامي الكبير له لكن لم افهم عليه و سؤال اخر وهما

ما معنى ان مريم هي معجزة لعيسى ؟
ما معنى اية في قول الشيخ عن الرزق الذي كان يأتي مريم عليها السلام ؟

وتقبلوا تحياتي .

ابوعبدالرحمن حمزة
01-01-2012, 12:27 PM
للأخ عمر1
قال تعالى: (والتي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وجعلناها وابنها آية للعالمين) كما قال: (وجعلنا ابن مريم وأمه آية).
جاء في تفسير الطبري: ( وجعلنا مريم وابنها عبرة لعالمي زمانهما يعتبرون بهما ويتفكرون في أمرهما ، فيعلمون عظيم سلطاننا وقدرتنا على ما نشاء: ).
فمعنى آية هنا هي نفس معنى آية في مثل قوله تعالى ( وَيَا قَوْمِ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آَيَةً ) (وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آَيَةٌ ) (قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آَيَةً لِلنَّاسِ) وغيرها فالمعنى أنها علامة وحجة على خلق الله ، تثبت نبوة من جاء بها، لذلك جادل من جادل في نبوة مريم عليها السلام ومن منعه قال إن ما حصل معها من خوارق هو معجزة لعيسى عليه السلام .
أخيرا بالنسبة لموضوع خوارق العادات فإنها حجة فقط على من حضرها أما من لم يحضرها فلا تكون حجة عليه، فدليل نبوة الأنبياء هو معجزاتهم وهي لم يحس بها غير من كانوا في زمنهم، أمّا من جاء بعدهم حتى الآن وحتى قيام الساعة فلم يحسوا بهذه المعجزات، فلم يثبت له دليل محسوس على نبوتهم، فلم يكن دليل عقلي على نبوتهم بل دليل نبوتهم نقلي. وأمّا دليل نبوة سيدنا محمد وهو معجزته، فهو موجود ومحسوس وهو القرآن، ولذلك كان دليله عقلياً.
فالدليل على نبوة سيدنا محمد عقلي وليس نقلياً، لأن دليل كون من يدّعي النبوة والرسالة أنه نبي ورسول هو المعجزات التي جاء بها دليلاً على رسالته، والشريعة التي جاء بها مؤيَّدة بهذه المعجزات. ومعجزة سيدنا محمد التي هي دليل على نبوته ورسالته هي القرآن، والشريعة التي جاء بها إنما هي القرآن، وهو نفسه معجِز ولا يزال حتى الآن معجِزاً. وبما أنه ثبت بطريق التواتر الذي هو دليل قاطع يقيني أن محمداً هو الذي جاء بالقرآن، وثبت أن القرآن هو شريعة الله وهو من عند الله، ولا يأتي بشريعة الله إلاّ الأنبياء والرسل، فيكون هذا دليلاً عقلياً على أن محمداً نبي ورسول من عند الله.
أمّا معجزات باقي الأنبياء فإنها ذهبت وانقضت، والكتب الموجودة الآن لا يقوم دليل عقلي على أنها من عند الله، لأن المعجزة التي تؤيد كون هذه الكتب من عند الله قد انقطعت وانقضت، فلا يقوم دليل عقلي على نبوة أي رسول أو نبي من الأنبياء ما عدا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. ولكن تثبت نبوتهم ورسالتهم بالدليل النقلي، قال الله تعالى: (آمَن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كلٌّ آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرّق بين أحد من رسله)، وقال: (قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرّق بين أحد منهم ونحن له مسلمون).
وعليه فإن الأمر الخارق للعادة هو دليل فقط وحجة لمن وقع على حسه هذه المعجزة أما من لم يقع على حسه هذا الأمر الخارق للعادة وأخبر به فإنه لا تقوم عليه الحجة بذلك لأنه خبر يخالف واقع أن الكون والإنسان والحياة لا يخرج عن نظام الوجود وسنن الوجود ، وأن خواص الأشياء لازمة حسب نظام الوجود ، فهذا الخبر لا قيمة له ، وهذا بخلاف الأخبار الغيبية حتى لوكان فيها خوارق ممن أثبت العقل أنه نبي ورسول أي خلاف خبر الوحي من المعصوم فهو صادق لامحالة ، ومن هنا يأتي الإيمان بمعجزات بقية الأنبياء ، أو ما حصل من خوارق في الأمم السابقة .

عمر1
01-01-2012, 09:40 PM
بوركت اخي ابو عبد الرحمن
لكن من باب التفاعل ما الذي جعل الشيخ تقي يقول بان مريم هي معجزة لعيسى ؟
وسؤال اخر ما رايك الشيخ تقي في مسألة وجود نبيات او عدمه ؟

أبو أيوب
01-01-2012, 11:22 PM
جازاكم الله خيرا .. اخوتي و بارك الله علمكم و نفع بكم و نور بصائركم

اود لفت نظركم انكم على سعة ما بينتم فلم تتطرقوا الى هذه النقاط :

- ذكرت ماورد في الصحيحين من اخبار على حصول الخرق في الامم السابقة + على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم + و في عهد صحابته و التابعين و اريد ان اقف على امرين :

من اين لكم التخصيص بزمن معين فقال اغلبكم انه و ان ثبت في الامم السابقة فلا يجوز بعد ختم النبوة؟؟ ثم او لم تقولوا بان الدليل عقلي ينفي حصولها في غير حق الانبياء فماذا نصنع مع اهل الكهف و قصة مريم و قصة الاخدود هل نردها دراية كخبر الاحاد ؟؟

كما لاحظت انكم تتناولون المسألة من حيث القطع و الجزم مع اني بينت من اول مداخلة الفرق بين الاعتقاد الجازم و الايمان بمعنى التصديق فانا ان كنت اقول بان عذاب القبر ليس من العقائد فلا يعني اني لا اتعوذ منه بعد كل تشهد عملا بالسنة الشريفة

كما ارجو من الاخوة القادرين ان يتكرموا علينا بشيء من التفصيل في ضوابط رد الحديث

و لكم مسبقا جزيل الشكر

أبو محمد
02-01-2012, 03:30 AM
جازاكم الله خيرا .. اخوتي و بارك الله علمكم و نفع بكم و نور بصائركم

اود لفت نظركم انكم على سعة ما بينتم فلم تتطرقوا الى هذه النقاط :

- ذكرت ماورد في الصحيحين من اخبار على حصول الخرق في الامم السابقة + على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم + و في عهد صحابته و التابعين و اريد ان اقف على امرين :

من اين لكم التخصيص بزمن معين فقال اغلبكم انه و ان ثبت في الامم السابقة فلا يجوز بعد ختم النبوة؟؟ ثم او لم تقولوا بان الدليل عقلي ينفي حصولها في غير حق الانبياء فماذا نصنع مع اهل الكهف و قصة مريم و قصة الاخدود هل نردها دراية كخبر الاحاد ؟؟

كما لاحظت انكم تتناولون المسألة من حيث القطع و الجزم مع اني بينت من اول مداخلة الفرق بين الاعتقاد الجازم و الايمان بمعنى التصديق فانا ان كنت اقول بان عذاب القبر ليس من العقائد فلا يعني اني لا اتعوذ منه بعد كل تشهد عملا بالسنة الشريفة

كما ارجو من الاخوة القادرين ان يتكرموا علينا بشيء من التفصيل في ضوابط رد الحديث

و لكم مسبقا جزيل الشكر

السلام عليكم ورحمة الله

المكتوب باللون الأزرق تطرق له الأخ عبد الرحمن حمزه بمداخلة سابقة وهذا نص ما قاله

"اقول هناك فرق بين الإيمان وتصديق الأخبار الغيبية _ حتى لو كان فيها خرق للعادة _ التي وردت في القران والسنة سواء أكانت قطعية أم ظنية وبين موضوع الكرامات فموضوع الكرامات هو أن خرق العادة يكون لغير الأنيباء من الصالحين ، بل أنهم قالوا أن خرق العادة يكون أيضا لغير الصالحين وسموه استدراجا ، فموضوع أن خرق العادة يكون لغير الأنبياء ليس عليه دليل ، وما أوردوه من قصص القران هي أخبار يجب الإيمان بها ولكنها لاتدل على أن خرق العدة يكون لغير الأنبياء ، فما حصل قبل بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم مما يسمونه كرامات ( خرق للعادة )حصلت لرجال ونساء لم تثبت نبوتهم لنا فلا نستطيع أن نقطع أنهم أنبياء أم لا، ولانقطع أن هذه الخوارق التي أخبرنا بها حصلت لنبي كان مبعوثا فيهم، فالأخبار التي جاء فيها ذكر هذه القصص وردت بشكل مجمل ولم تفصل ، أمّا بعد بعثة الرسول عليه السلام فقد انقطعت المعجزات بانقطاع النبوة، فقبل الإسلام حصلت للعبد الصالح كما في سورة الكهف، وحصلت لمريم في ميلاد المسيح، والعبد الصالح مختلَف في كونه نبياً، ومريم هي معجزة لعيسى، وما حصل لغيرهما إنما هو معجزة لنبي، فلو سلّم جدلاً أنها حصلت قبل الإسلام لغير الأنبياء، فإن هذا لا يحصل دليلاً على حصولها لغير الأنبياء بعد الإسلام، لأن النبوة لم تختم قبل رسول الله فيتأتى أن تحصل لنبي غير معروف، وأمّا بعد الإسلام فالنبوة ختمت بسيدنا محمد، ولذلك لا تحصل المعجزة بعد الرسول لغير الرسول. على أن واقع المعجزة أنها لإثبات النبوة، أي هي حجة للنبي على أنه مرسل من عند الله، وهذا الواقع نفسه ينفي حصولها لغير النبي، لأنها لا تثبت له شيئاً، فالمعجزات لا تكون إلاّ للأنبياء، وأمّا رواية (يا سارية الجبل) على فرض صحتها فإنها لا تصح دليلاً على حصول المعجزة لعمر، لأن المعجزات من باب العقائد ولا تثبت إلاّ بالدليل القاطع، وهذا خبر ظني،علاوة على أن هذه حادثة تاريخية وليست دليلا شرعيا"

أبو محمد
02-01-2012, 06:29 AM
السلام عليكم

يقول الإمام الغزالي في المستصفى ردا على من رد فكرة تشبيه الله عيسى بخشخص قتله اليهود

"كيف يمكن التشبيه في المحسوسات؟"

"فإن تصور، فليشك كل واحد منا إذا رأى زوجته وولده، فلعله شبه له.
قال الغزالي: إن كان الزمان زمان خرق العادة، يجوز التشبيه في المحسوس، وذلك زمان نبوة،........ إذ لا خلاف على قدرة الله تعالى على قلب العصى ثعبانا وخرق العادة ........ومع ذلك إذا أخذا العصا في زماننا لم نخف من انقلابها ثعبانا ثقة بالعادات في زماننا هذا.

فإن قيل: خرق العادة في زماننا هذا جائز كرامة للأولياء فلعل وليا من الأولياء دعا الله تعالى بذلك فأجابه فلنشك لإمكان ذلك؟
قلنا: إذا فعل الله تعالى ذلك نزع عن قلوبنا العلم الضروري الحاصل بالعادات فإذا وجدنا من أنفسنا علما ضروريا بأنه لم تنقلب العصا ثعبانا ولا الجبل ذهبا ولا الحصى في الجبال جواهرا ويواقيت قطعنا بأن الله تعالى لم يخرق العادة وإن كان قادرا عليها"

ابوعبدالرحمن حمزة
02-01-2012, 12:37 PM
جازاكم الله خيرا .. اخوتي و بارك الله علمكم و نفع بكم و نور بصائركم

اود لفت نظركم انكم على سعة ما بينتم فلم تتطرقوا الى هذه النقاط :

- ذكرت ماورد في الصحيحين من اخبار على حصول الخرق في الامم السابقة + على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم + و في عهد صحابته و التابعين و اريد ان اقف على امرين :

من اين لكم التخصيص بزمن معين فقال اغلبكم انه و ان ثبت في الامم السابقة فلا يجوز بعد ختم النبوة؟؟ ثم او لم تقولوا بان الدليل عقلي ينفي حصولها في غير حق الانبياء فماذا نصنع مع اهل الكهف و قصة مريم و قصة الاخدود هل نردها دراية كخبر الاحاد ؟؟

كما لاحظت انكم تتناولون المسألة من حيث القطع و الجزم مع اني بينت من اول مداخلة الفرق بين الاعتقاد الجازم و الايمان بمعنى التصديق فانا ان كنت اقول بان عذاب القبر ليس من العقائد فلا يعني اني لا اتعوذ منه بعد كل تشهد عملا بالسنة الشريفة

كما ارجو من الاخوة القادرين ان يتكرموا علينا بشيء من التفصيل في ضوابط رد الحديث

و لكم مسبقا جزيل الشكر
أضيف على ما تفضل به الأخ أبو محمد فأقول :إن الأمر الخارق للعادة هو دليل فقط وحجة لمن وقع على حسه هذه المعجزة أما من لم يقع على حسه هذا الأمر الخارق للعادة وأخبر به فإنه لا تقوم عليه الحجة بذلك لأنه خبر يخالف واقع أن الكون والإنسان والحياة لا يخرج عن نظام الوجود وسنن الوجود ، وأن خواص الأشياء لازمة حسب نظام الوجود ، فهذا الخبر لا قيمة له ، وهذا بخلاف الأخبار الغيبية حتى لوكان فيها خوارق ممن أثبت العقل أنه نبي ورسول أي خلاف خبر الوحي من المعصوم فهو صادق لامحالة ، ومن هنا يأتي الإيمان بمعجزات بقية الأنبياء ، أو ما حصل من خوارق في الأمم السابقة .
وعليه فإننا لا نرد ما ورد من الأخبار من الوحي في القران والسنة، فنحن نؤمن بكل ما ورد فيهما بشرط أن يكون قطعيا ، أما الأحاديث التي رويت بطريق الآحاد فلا نردها دراية إلا إذا خالفت دليل العقل فيما هو دليله العقل أو خالفت ما هو أقوى منها من حديث أثبت منها أو خالفت المشهور من الأحاديث أو المتواتر أو خالفت ماورد في القرأن .
وهنا في موضوعنا لم نرد الروايات التي وردت في الأحاديث ولم ما نرد ما ورد في القران الكريم
وإنما نناقش أنها دليل على أن خرق المعجزات تكون لغير الأنبياء ، فهذان بحثان متغايران، الإيمان بالأخبار التي جاء بها القران والسنة عن الغيبيات الذي أثبت العقل أصلها أي أثبت العقل أن القران من عند الله وأن محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم فنؤمن بما ورد فيها من الأخبار،فهذا البحث غير البحث بأن هذه الأخبار هل تصلح دليلا على أن خرق العادات يكون لغير الأنبياء؟ فنحن نقول أن هذه الأخبار مع أيماننا بما ورد بها إن كانت قطعية ، وتصديقنا لها إن كانت ظنية ليست دليلا صالحا لإثبات أن المعجزات تكون لغير الأنبياء ، وهنا يأتي دليل العقل في الموضوع فهو يحتم أن المعجزات لا تكون إلا للأنبياء كما بينت سابقا.
أما الأخبار من غير المعصوم فيما يناقض الواقع فلا تصدق بحال من الأحوال ، بل إن هذه الأخبار بخرق العادات لا تثبت نبوة من جاء بها إذا ادعى النبوة لإن خرق العادة لا بد أن يقع تحت الحس حتى يصدق أنها خرق للعادة .
وهنا قولك ( الفرق بين الاعتقاد الجازم و الايمان بمعنى التصديق ) غير دقيق فالإيمان لا يكون إلا تصديقا جازما أما إن لم يكن جازما فلا يدخل في الإيمان وإنما هو تصديق فقط لخبر من الأخبار .

لكن من باب التفاعل ما الذي جعل الشيخ تقي يقول بان مريم هي معجزة لعيسى ؟

الايات قال تعالى: (والتي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وجعلناها وابنها آية للعالمين) كما قال: (وجعلنا ابن مريم وأمه آية).

وسؤال اخر ما رايك الشيخ تقي في مسألة وجود نبيات او عدمه ؟
إن الحزب يرى أن النبي والرسول لفظان متغايران، ولكنهما يجتمعان في إيحاء الشرع لهما. والفرق بينهما هو أن الرسول من أوحي إليه بشرع وأُمر بتبليغه، أمّا النبي فهو من أوحي إليه بشرع غيره من الرسل وأُمر بتبليغه. فالرسول من أُمر بتبليغ شرع نفسه، والنبي من أُمر بتبليغ شرع غيره.
ومريم عليها السلام لم يوحى لها بشرع وأمرت بتبليغة ، ولم تؤمر بتبليغ شرع غيرها ، فهي بالتالي ليست نبي ولا رسول.

عمر1
02-01-2012, 02:45 PM
السلام عليكم


إن الحزب يرى أن النبي والرسول لفظان متغايران، ولكنهما يجتمعان في إيحاء الشرع لهما. والفرق بينهما هو أن الرسول من أوحي إليه بشرع وأُمر بتبليغه، أمّا النبي فهو من أوحي إليه بشرع غيره من الرسل وأُمر بتبليغه. فالرسول من أُمر بتبليغ شرع نفسه، والنبي من أُمر بتبليغ شرع غيره.
ومريم عليها السلام لم يوحى لها بشرع وأمرت بتبليغة ، ولم تؤمر بتبليغ شرع غيرها ، فهي بالتالي ليست نبي ولا رسول.

نعم الفريق بين النبي و الرسول كما تفضلت واضح وبارك الله فيك ، لكن ما الدليل على قولك ان نريم لم يوحى اليها ........... ؟ فهذا من المغيبات ؟ وهل ثم ان غيرها من النبيات ؟

انت قلت
اقتباس:
لكن من باب التفاعل ما الذي جعل الشيخ تقي يقول بان مريم هي معجزة لعيسى ؟

الأيات قال تعالى: (والتي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وجعلناها وابنها آية للعالمين) كما قال: (وجعلنا ابن مريم وأمه آية).

لما افهم الايات كدليل على ان مريم هي معجزة لعيس عليه السلام ذلك ان الاية قرنة بينهما في كونهما اية اي معجزة فقالت الاية ابن مريم و امه اية ولم تفرق بينهما ؟
فنرجوا مزيد توضيح يا طيب .

ابوعبدالرحمن حمزة
02-01-2012, 03:32 PM
لما افهم الايات كدليل على ان مريم هي معجزة لعيس عليه السلام ذلك ان الاية قرنة بينهما في كونهما اية اي معجزة فقالت الاية ابن مريم و امه اية ولم تفرق بينهما ؟

نعم إن الاية قالت ابن مريم و امه اية ولم تفرق بينهم أي أن ماحصل لمريم و لعيسى عليهما السلام فهي لإثبات نبوته هو.
قال تعالى ( وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ (42) يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ (43) ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ (44) إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (45)وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ (46) قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (47) وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ (48) وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (49) وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُمْ بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (50) إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (51))
وقال تعالى (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا (16) فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا (17) قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا (18) قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا (19) قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا (20) قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آَيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا (21) فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا (22) فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا (23) فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا (24) وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا (25)فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا (26) فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا (27) يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا (28) فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا (29) قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آَتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30) وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ ‎وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا (31) وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا (32) وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا (33) ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ (34))
إذا دققت بالآيات ثبت أن ماحصل معهما كان لإثبات نبوة عيسى عليه السلام .

لكن ما الدليل على قولك ان نريم لم يوحى اليها ........... ؟ فهذا من المغيبات ؟
من يثبت أنها نبية عليه هو أن يأتي بالدليل وليس العكس أعنى أنه لا دليل على أنه أوحى لها بشرع وأمرت بتبليغة ، أو أمرت بتبليغ شرع غيرها، فمن إدعى أنها نبية عليه بالدليل .

أبو محمد
03-01-2012, 06:40 AM
السلام عليكم
يقول الإمام الجويني بالبرهان

"وقد نجز ما حاولناه في هذا القسم إذ قلنا: كل خبر يخالفه حكم العرف فهو كذب.
535- ومما [نذكره] من أقسام الكذب أن يتنبأ متنبئ من غير معجزة فيقطع بكذبه وهذا مفصل عندي:
فأقول: إن تنبأ متنبئ وزعم أن الخلق كلفوا متابعته وتصديقه من غير آية فهو كاذب فإن مساقه مفض إلى تكليف ما لا يطاق وهو الأمر [بالعلم] بصدقه من غير سبيل مؤد إلى العلم فأما إذا قال ما كلف الخلق اتباعي ولكن أوحى إلى فلا يقطع بكذبه.
536- فإن قيل: من أصلكم القول بالكرامات الخارقة للعادات فإذا أخبر المخبر أن جبلا يقلع له من أصله فهذا إخبار يخالف حكم العرف والعادة ويلزم منه أن يقال: أخبرنا مخبر ونحن في كن أن الجبل المظل القريب منا قد يقلع الآن ينبغي أن يجوز صدقه الآن حملا على الكرامة وهذا يهدم أحكام العرف وما يتلقى [منه].
قلنا: هذا مما نستخير الله فيه فلا وجه للتشكيك في كذب هذا المخبر وإنما تجوز الكرامات وقوعا عند عموم انخراق العادات ومصير الأمر إلى حالة لا يستبعد أهل العادة صدق المخبر فيما يخبر عنه فلينعم المنتهى إلى هذا الفصل نظره وليتدبر غائلته بالبدل."

أخي عبد الرحمن حمزة

هل يمكن أن تفسر لي هذه العبارة؟

جزاك الله خيرا

عمر1
03-01-2012, 11:11 AM
السلام عليكم
الاخ ابو محمد
الكرامات اي المعجزات لا يمكن ان تحصل الا لنبي لصدق دعوته ولا يمكن حتى ان تحصل لغير الانبياء سواء كان ذلك قبل البعثة - بعثة النبي - ام بعدها ، لان حصولها لناس ليسوا انبياء يغلي كونها دليل على صدق المرسل من باب ان حصولها لغير الانبياء يدخل الظن في كونها مثبتة لنبوة المرسل

دقق في كلام الشيخ :


المعجزة هي أمر خارق للعادة مع وجود تحد، وهي لا تحصل إلاّ لنبي لأنها لإثبات نبوته بناء على التحدي له، وكانت قبل بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم تحصل لرجال ونساء منهم لم تثبت نبوته، أمّا بعد بعثة الرسول عليه السلام فقد انقطعت المعجزات بانقطاع النبوة، فقبل الإسلام حصلت للعبد الصالح كما في سورة الكهف، وحصلت لمريم في ميلاد المسيح، والعبد الصالح مختلَف في كونه نبياً، ومريم هي معجزة لعيسى، وما حصل لغيرهما إنما هو معجزة لنبي، فلو سلّم جدلاً أنها حصلت قبل الإسلام لغير الأنبياء، فإن هذا لا يحصل دليلاً على حصولها لغير الأنبياء بعد الإسلام

فالشيخ ينص على انه لا تقع لغير الانبياء ولو ارد ان يجادل احد ويدعي انها حصلت لغير الانبياء قبل البعثة وسلمنا معه جدلا لا يعني هذا انها تحصل بعد البعثة .

اما الروايات اي الاحاديث التي تنص على انه حصلت كرامات لغير الانبياء او الروايات التارخية الصادقة فعلاجها له حالين :

1- اما ان يصدق بها دون ايمان .
2- اما ان ترد دراية .

فاذا تكرم الاخوة ووضحوا اي الخيارين يتبع ؟؟؟؟؟؟؟؟

وشكرا .

أبو أيوب
03-01-2012, 12:41 PM
اخواني الكرام .. هذا ما قلته في اول مداخلة لي في الموضوع :
إن ما ثبت بالدليل السمعي القطعي في ثبوته، أو بالدليل العقلي الذي لا يتطرق إليه الشك، هو ما يوجب التصديق الجازم به، أما ما عدا ذلك مما ثبت بالدليل السمعي الظني في ثبوته، فإنه يصدق ويقبل ولكن لا يؤمن به.
والإيمان بالمعجزة لكونها ثبتت عن طريق القطع والتواتر، لا يعني عدم الأخذ بما لم يثبت بنفس الطريق الذي ثبتت به المعجزة، ولذلك فإن الدليل الظني في ثبوته يصدّق إذا كان صحيحاً في سنده، ولم تكن فيه علة توجب رده دراية، فيصدّق تصديقاً راجحاً وليس جازماً، وأقول راجحاً لأنه ثبت بطريق ظني ونقل بسند صحيح، وهو يختلف عن أي قول لأي مسلم لم يثبت سنده أو لم يعرض على الجرح والتعديل، لذلك فإن نفي وإنكار ما جاءت به الأدلة الظنية إن كان من المغيبات هو حرام شرعاً ويوجب التعزير من الخليفة، لأن تكذيب ما يقوله المسلم لا يجوز فكيف بتكذيب ما روي عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أو عن غيره مما يتعلق بالدين وكان بسند صحيح، أي رجح سنده بالضبط والتعليل.
وعليه فإن حديث الآحاد الصحيح أو الحسن يجب أن يصدق ما فيه ولكن دون الإيمان به، أي يصدق ولكن لا يؤخذ في العقيدة.

و هذا ما تفضل به الاخ حمزة بارك الله في علمه :
( فإننا لا نرد ما ورد من الأخبار من الوحي في القران والسنة، فنحن نؤمن بكل ما ورد فيهما بشرط أن يكون قطعيا ، أما الأحاديث التي رويت بطريق الآحاد فلا نردها دراية إلا إذا خالفت دليل العقل فيما هو دليله العقل أو خالفت ما هو أقوى منها من حديث أثبت منها أو خالفت المشهور من الأحاديث أو المتواتر أو خالفت ماورد في القرأن .
وهنا في موضوعنا لم نرد الروايات التي وردت في الأحاديث ولم ما نرد ما ورد في القران الكريم
وإنما نناقش أنها دليل على أن خرق المعجزات تكون لغير الأنبياء ، فهذان بحثان متغايران، الإيمان بالأخبار التي جاء بها القران والسنة عن الغيبيات الذي أثبت العقل أصلها أي أثبت العقل أن القران من عند الله وأن محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم فنؤمن بما ورد فيها من الأخبار،فهذا البحث غير البحث بأن هذه الأخبار هل تصلح دليلا على أن خرق العادات يكون لغير الأنبياء؟ فنحن نقول أن هذه الأخبار مع أيماننا بما ورد بها إن كانت قطعية ، وتصديقنا لها إن كانت ظنية ليست دليلا صالحا

وعليه فإن حديث الآحاد الصحيح أو الحسن يجب أن يصدق ما فيه ولكن دون الإيمان به، أي يصدق ولكن لا يؤخذ في العقيدة.
ورد في كتاب الشخصية الجزء الأول صفحة 189 ما نصه: (أما إذا كان الدليل خبر آحاد فإنه لا يكون قطعياً، فإن كان صحيحاً فإنه يفيد غلبة الظن، فتصدّق العقائد التي جاء بها تصديقاً ظنياً، لا تصديقاً جازماً، ولهذا لا يجوز أن تعتقد، ولا أن يجزم بها. لأن العقيدة قطع وجزم، وخبر الآحاد لا يفيد قطعاً ولا جزماً، وإنما يفيد ظناً، ولا يكفر منكره، ولكن لا يجوز أن يكذب، لأنه لو جاز تكذيبه لجاز تكذيب جميع الأحكام الشرعية المأخوذة من الأدلة الظنية, ولم يقل بذلك أحد من المسلمين) انتهى،
ولاحظ أخي الكريم قوله: فتصدق العقائد التي جاء بها تصديقاً ظنياً. إذ أنه لم يقتصر في اعتبار حديث الآحاد في الاستدلال به على الأحكام الشرعية، بل واعتبر تصديق ما فيه من عقائد تصديقاً ظنياً، وعدم جواز تكذيب ما جاء فيه أو نفيه أو إنكاره.

أما ما يستدل به بعض الإخوة من كلام المرحوم أبي إبراهيم (تغمده الله بواسع رحمته) المؤرخ في غرة صفر الخير سنة 1390هـ الموافق 6 مايو 1970م في نفي الكرامة فإنه ينفي كونها من العقيدة أي ينفي وجوب الإيمان بها كما هو الإيمان بالمعجزة. وقد جاء فيه بالنص: (فإنها لا تصح دليلاً على حصول المعجزة لعمر، لأن المعجزات من باب العقائد ولا تثبت إلا بالدليل القاطع، وهذا خبر ظني) وقوله: (ولإثبات أن للأولياء معجزات لا بد من دليل شرعي أو عقلي لأنها من باب العقائد) فهو يتحدث عن الكرامة من ناحية كونها من العقيدة أم ليست من العقيدة، ويرد كونها من العقيدة ولم يتطرق للتصديق بها مع عدم الاعتقاد، كما لم يتطرق لما ورد من الأحاديث والآثار الصحيحة المتعلقة بالكرامات.


هذا جل ما اردت بيانه .. على ان اذكر ان اهمية البحث لا ان نشق على صدور الرجال لنميز بين ما هو اعتقاد و ما هو ايمان ( كتصديق فقط ) انما هو يتعلق خصوصا كاجراء عملي تتخذه الدولة في منكر ذلك الامر .. فكما يعلم كلكم منكر العقائد حكمه القتل
و الله المستعان

ابوعبدالرحمن حمزة
03-01-2012, 01:24 PM
أما ما يستدل به بعض الإخوة من كلام المرحوم أبي إبراهيم (تغمده الله بواسع رحمته) المؤرخ في غرة صفر الخير سنة 1390هـ الموافق 6 مايو 1970م في نفي الكرامة فإنه ينفي كونها من العقيدة أي ينفي وجوب الإيمان بها كما هو الإيمان بالمعجزة. وقد جاء فيه بالنص: (فإنها لا تصح دليلاً على حصول المعجزة لعمر، لأن المعجزات من باب العقائد ولا تثبت إلا بالدليل القاطع، وهذا خبر ظني) وقوله: (ولإثبات أن للأولياء معجزات لا بد من دليل شرعي أو عقلي لأنها من باب العقائد) فهو يتحدث عن الكرامة من ناحية كونها من العقيدة أم ليست من العقيدة، ويرد كونها من العقيدة ولم يتطرق للتصديق بها مع عدم الاعتقاد، كما لم يتطرق لما ورد من الأحاديث والآثار الصحيحة المتعلقة بالكرامات.

بل هو ينفي الكرامة_ خرق العادة_ لغير الأنبياء، أما الأخبار الواردة من نصوص الكتاب والسنة فنحن متفقون أنها تؤخذ لإنها صادرة من خبر المعصوم .
النشرة هكذا
( المعجزة هي أمر خارق للعادة مع وجود تحد، وهي لا تحصل إلاّ لنبي لأنها لإثبات نبوته بناء على التحدي له، وكانت قبل بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم تحصل لرجال ونساء منهم لم تثبت نبوته، أمّا بعد بعثة الرسول عليه السلام فقد انقطعت المعجزات بانقطاع النبوة، فقبل الإسلام حصلت للعبد الصالح كما في سورة الكهف، وحصلت لمريم في ميلاد المسيح، والعبد الصالح مختلَف في كونه نبياً، ومريم هي معجزة لعيسى، وما حصل لغيرهما إنما هو معجزة لنبي، فلو سلّم جدلاً أنها حصلت قبل الإسلام لغير الأنبياء، فإن هذا لا يحصل دليلاً على حصولها لغير الأنبياء بعد الإسلام، لأن النبوة لم تختم قبل رسول الله فيتأتى أن تحصل لنبي غير معروف، وأمّا بعد الإسلام فالنبوة ختمت بسيدنا محمد، ولذلك لا تحصل المعجزة بعد الرسول لغير الرسول. على أن واقع المعجزة أنها لإثبات النبوة، أي هي حجة للنبي على أنه مرسل من عند الله، وهذا الواقع نفسه ينفي حصولها لغير النبي، لأنها لا تثبت له شيئاً، فالمعجزات لا تكون إلاّ للأنبياء، وأمّا رواية (يا سارية الجبل) على فرض صحتها فإنها لا تصح دليلاً على حصول المعجزة لعمر، لأن المعجزات من باب العقائد ولا تثبت إلاّ بالدليل القاطع، وهذا خبر ظني، ولأن عمر لم يثبِت فيها شيئاً أتاه من الله حتى يبرهن عليه فلا تحصل له، ولو حصلت بالفعل لا تكون معجزة ولا تدخل في باب المعجزات، وأمّا قولهم (كرامات) فإنهم يقصدون بها المعجزات ويتهربون للفظ كرامات من أجل أن يخلصوا من كون المعجزة لا تحصل إلى لنبي فيسمونها كرامة. وهي في واقعها معجزة، لأنها أمر خارق للعادة، فإن لم يكن واقعها كذلك لا ينطبق عليها ما يريدون من لفظ (كرامات). فالكرامات هي نفسها المعجزات. ولإثبات أن للأولياء معجزات لا بد من دليل شرعي أو عقلي لأنها من باب العقائد، وحصولها لعبد صالح قبل الإسلام لا يصلح دليلاً على حصولها بعد الإسلام لغير الأنبياء، وقوله تعالى: (ألاإن أولياء الله لا خوف عليهم) لا يصلح دليلاً على حصول المعجزة للولي ولو سميت كرامة، وكلمة أولياء ليس لها معنى شرعي جاء به النص، بل تفسر بمعناها اللغوي وهو من يتولى الله، فكل من يتولى الله هو ولي، ثم إن نص الآية ليس فيه ما يدل على أن هذا الولي يعطيه الله المعجزات.
2 من ربيع الثاني 1390
6/5/1970)

اما الروايات اي الاحاديث التي تنص على انه حصلت كرامات لغير الانبياء او الروايات التارخية الصادقة فعلاجها له حالين :

1- اما ان يصدق بها دون ايمان .
2- اما ان ترد دراية .
الأحاديث الأحاد إن صحت يصدق بها ولا ترد ، لانها خبر من الأخبار الغيبية عن المعصوم ، ولكن مع فهم أنها لا تصلح دليلا على أن خرق العادات يكون لغير الأنبياء والرسل ، أما أحاديث المسيح الدجال فإنها ترد دراية ، لأنها تثبت أن المعجزات تكون لغير الرسل وهذا كلام مردود .
أما الحوادث التارخية والأخبار الأخرى حتى لوكانت من صادقين فإنها مردودة لمخالفتها للواقع كما شرحت سابقا، فزمن المعجزات انتهى بوفاة الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم .

عمر1
03-01-2012, 03:20 PM
السلام عليكم

بارك الله بك اخي الكريم ابو عبد الرحمن ، و دعونا نمضي قليلا في هذا البحث لاهميته الكبيرة


الروايات التارخية انت قلت بردها ، ولكن قد يكون سندها صحيح مثل ما ذكر مع عمر رضي الله عنه ، فلماذا فرقت بين الروايات التاريخية و الروايات الاسلامية عن الرسول ؟ مع ان كل منهما خبر احاد .

ثانيا الا يجب رد جميع الروايات المتعلقة بالكرامات الحاصلة قبل البعث ، من باب ان المعجزة لا تكون الا لنبي ، فبعد البعثة وقبلها اذا حصلت كرامة لغير النبي هذا يجعل دعوا النبي في معجزته ظني من باب انه يمكن ان يكون من الصالحين وليس من الانبياء ، ولا يقال انه يجوز ان تحصل لمن سبق البعثة من غير الانبياء من باب ما حصل مع الخضر و مريم عليهما السلام لا يقال ذلك لان كل من مريم و الخضر لم تثبت نبوتهم بشكل قطعي ، فيحتمل ان يكونوا انبياء و حصلت لهم الكرامات ، واظن ان هذا هو السيب في قول بعض الفقهاء ان مريم و الخضر هما انبياء و انا ارجح ان الخضر نبي من سياق ايات الكهف ، ولا ارجح نبوة مريم من باب سياق الايات بل من باب انه حصل معها معجزات و العقل يحتم ان تختص المعجزة بنبي و العقل اذا كان دليل قطعي قدم على النقل الظني .

اما بالنسبة للدجال و الاحاديث التي تذكر انه يحي الموتى و يخرج من الارض الكنوز بامره اياها .... ، فانت قلت انها ترد ، ولكن قد يقال ان الله اعاه هذه القدرة لاختبار الناس و انها حالة خاصة ؟
وشكرا

أبو محمد
03-01-2012, 05:49 PM
السلام عليكم

أعجبني تعليق شاب في منتدى ملتقى أهل الحديث على قصة "يا ساريه الجبل الجبل" وأحببت أن أنقل مروره ولا يعني أني مع أو ضد.

يقول أبو أيمن الوكيلي وهو عضو في منتدى ملتقى أهل الحديث

"
بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله . أما بعد:

فهذا بحث في بيان حال قصة (( ياساريةُ الجبل الجبل ))

والمرجع في هذا تحقيق الشيخ ناصر رحمه الله تعالى والذي حسن الحديث كما في سلسلة الأحاديث الصحيحة رقم /1110/ والحق أن تحسين الشيخ رحمه الله قد سبقه إليه أكابر ممن نحب ونقدر ، ولكن مما تعلمناه منهم أن يكون الحق أحب إلينا ، اللهم اجعلني عند قولي وسدد بفضلك عملي يا أرحم الراحمين .

باختصار الذي أقدمه: أن الشيخ ناصر رحمه الله قد خرج الحديث في السلسلة من عدة طرق: لم يخل منها طريق من كذاب أو متروك ، ما خلا طريق واحدة ، وهي طريق عبد الله بن وهب ـ يحيى بن أيوب ـ محمد بن عجلان ـ إياس بن قرة ونافع ـ ابن عمر .

أما الطرق الأخرى فكما قال الشيخ ناصر: إحداها فيها: أيوب بن خواط ، متروك.

والأخرى فيها: سيف بن عمر ، كذاب .

وغيرها فيها: الواقدي ، كذاب .

وأخرى فيها: فرات بن السائب ، وضاع .

قلت: يزاد على التخريج الذي قدمه الشيخ ناصر رحمه الله ، كتاب كرامات الأولياء لللالكائي /1ـ120/ ، و تاريخ الطبري /2ـ 553 ، 554/.

ومما تقدم لدينا يظهر أن طرق القصة لم يسلم منها إلا طريق واحد فقط هو طريق ابن عجلان ، وأن بقية الطرق لا ينظر لها ولا يعتبر بها ، كما هو مقرر في شرح النخبة وغيرها أن السند الذي فيه متروك أو كذاب لا يتقوى ولا يقوي .

أما الإسناد الوحيد الذي بقي لدينا فإن فيه يحيى بن أيوب الغافقي ، قال عنه الحافظ: صدوق ربما أخطأ . وكان الإمام أحمد وغيره يجرحونه كما في التهذيب .

وفيه محمد بن عجلان ، قال عنه الحافظ: صدوق ، إلا أنه اختلطت عليه أحاديث أبي هريرة .

وقال العقيلي كما التهذيب: يضطرب في حديث نافع.

وأقول: لو نظرنا إلى متن الحديث لوجدنا أن فيه أمراً خارقاً للعادة ، يحصل على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بحضور جمع غفير من الصحابة والتابعين ، ولخليفة راشدي تفتري عليه الرافضة وتشكك في دينه فضلاً عن ولايته وصلاحه ، ومع هذا كله لا يُنقل هذا الأمر إلا من طريق واحدة: يحيى بن أيوب عن محمد بن عجلان .!!!!!

علماً أن ابن عمر رضي الله عنهما ونافع رحمه الله قد كانا من المكثرين ولهما الكثير ممن يروي عنهم ، فهل يعقل هذا التفرد ؟!!.

وما هو حكم الإسناد الذي يكون فيه صدوق ربما أخطأ ، وصدوق اختلطت عليه بعض أحاديث ، مع وجود تفرد لا يحتمل مثله: 1ـ أمرٌ خارق للعادة ، 2ـ توفر أسباب التواتر ، 3ـ ضرورة نقل مثل هذه القصة لنصرة أمير للمؤمنين يفترى عليه ، 4ـ قرب الحادثة من عصر التدوين.

وهنا ألقي الضوء فيه على نقطة واحدة وهي: التفرد: فمن المعروف لدى طلبة علم الحديث أن التفرد مكمن العلة ، لأن وهم الرجل الثقة أمر حادث معروف ، والتفرد أقوى ما يدل على وهم الثقة ، ومن باب أولى أيضاً على كذب الكاذب .

ومن هنا كان عمل المحدثين في التصنيف في مسألة التفرد لأهميتها ، كمسند البزار ، ومعجم الطبراني الأوسط ، والحلية لأبي نعيم ، وكتب الغرائب والفوائد ......

ومن المعروف أن خلو الحديث من العلة شرط في صحته ، والعلة لا تكون دائماً بينة الظهور ، بل أكثرها غلبة ظن بوجود خلل في الحديث متناً أو سنداً ، وكان عبد الرحمن بن مهدي رحمه الله يقول: خصلتان لا يستقيم فيهما حسن الظن: الحكم والحديث.

وهنا أرجع لأفصل في متن الرواية ، فأقول لمن يخالفني في ردي لها:

ـ القصة وقع فيها أمر خارق للعادة ، جيش يشارف على الهزيمة فيأتيه صوت..... فينتصر ، إن حصل معك مثل هذا الأمر فكم من الناس ستخبر به على مدى حياتك ؟

ـ كم كان عدد أهل المدينة في زمن خلافة عمر .؟

ـ هل كانت صلاة الجمعة تقام إلا في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم.؟

ـ كم كان عدد الجيش الذي سمع الصوت ؟

ـ هل تشهد القصة لخليفة يفترى عليه في دينه فضلاً عن صلاحه وولايته ، في جدال قديم طويل بين أهل السنة والرافضة ؟

ـ ما مدى قرب عصر التدوين فضلاً عن عصر الرواية ، من التابعين الذين عاصروا عمر.؟

ـ على فرض أن كل فرد من الجيش أو ممن حضر الخطبة مع عمر ، حدث بهذه القصة زوجته وولده فقط ، فكم سيصبح العدد لدينا ؟

ـ هل اشتهر ابن عمر ونافع بالرواية أم كانوا من المقلين ؟

ـ على فرض أن يحيى بن أيوب عن محمد بن عجلان ، كشعبة عن سفيان ، ألا يهم الثقة الثبت.؟

وهنا أقول: رغم كل ما تقدم لم تنقل الرواية إلا من طريق واحد وهو: يحيى بن أيوب عن محمد بن عجلان .؟!!

وصلى الله وسلم على نبينا محمد ، والحمد لله رب العالمين."

والسلام عليكم

ابوعبدالرحمن حمزة
03-01-2012, 06:26 PM
خلاصة للموضوع
أولا : أن الله هو الذي خلق نظام الوجود، وجعله منظماً للوجود. وجعل الوجود يسير حسبه ولا يملك التخلف عنه ، وهو سبحانه و تعالى خلق الأشياء_ الكون والإنسان والحياة_ وقدّر فيها خواصها على وجه لا يتأتى منها غير ما قدره فيها، كتقدير النواة أن ينبت منها النخل دون التفاح، وكتقدير منيّ الرجل أن يكون منه الإنسان دون سائر الحيوانات. وقد خلق الله للأشياء خواص معينة، فخلق في النار خاصية الإحراق، وفي الخشب خاصية الاحتراق، وفي السكين خاصية القطع، وجعلها لازمة حسب نظام الوجود لا تتخلف، وحين يظهر أنها تخلفت يكون الله قد سلبها تلك الخاصية، وكان ذلك أمراً خارقاً للعادة، هذا واقع محسوس، فواقع أن هناك أنظمة للوجود، وأن الوجود يسير بحسب هذه الأنظمة ، ووجود خواص الأشياء ،وأنها لازمة حسب نظام الوجود ، وأن خالق هذه كلها هو الله وأن سلب خاصيات الأشياء _ خرق العادة يستحيل أن يقع إلا من الخالق ، كل هذا دليله العقل.
ثانيا : أي خبر عن خرق للعادة يرد لنا بعد التحاق الرسول بالرفيق الأعلى ، سواء أكان من عدل أو غيره ، آحاد أم متواتر، لا يقبل وهو مردود لمخالفته للواقع ، فهو تماما كالخبر بأن الله غير موجود ، فالواقع يكذب هذا الخبر سواء أكان آحاد أم متواتر فلا قيمة للخبر إذا كان يخالف الواقع المحسوس ، وهذا ينطبق على الروايات التاريخية والمعاصرة .
ثالثا :إن الله هو وحده القادر على خرق العادات ، وإذا حصل خرق للعادة فلابد أن يقع تحت الحس حتى يصدق أن العادة خرقت ، لذلك فإن معجزات الأنبياء السابقين كانت دليلا على نبوتهم لمن وقع على حسهم خرق العادة في زمنهم ، أما الأخبار عن معجزاتهم فلا تعتبر حجة على نبوتهم بالنسبة لمن لم يعاصروهم ولم يقع حسهم على هذه المعجزات .
رابعا :إن الدليل على كون المعجزة لا تكون لغير الأنبياء هو العقل، فذلك لأن المعجزة هي أمر يظهر بخلاف العادة على يد مدّعي النبوة عند تحدي المنكِرين على وجه يَعجز المنكِرون عن الإتيان بمثله. وذلك لأنه لولا التأييد بالمعجزة لَما وجب قبول قوله، ولَما بان الصادق في دعوى الرسالة من الكاذب ، فلو جاز أن يكون هناك خرق للعادة لغير الأنبياء لم تكن الخوارق التي أتوا بها دليل قاطع على صدقهم ، فيمكن أن لا يكون نبي ورسول وإنما هو رجل من الصالحين أو من المستدرجين ولا يمكن القطع بكون من أتى بها نبي ورسول ولا بوجه من الوجوه ، فكون الأمر الخارق للعادة هو البرهان والدليل على صدق النبوة يحتم أن لا تكون لغيرهم ،فكما إن عصمة الأنبياء والرسل مسألة يحتمها العقل. لأن كونه نبياً أو رسولاً يحتم أنه معصوم في التبليغ عن الله، إذ لو تطرق الخلل إلى إمكانية عدم العصمة في مسألة واحدة لتطرق الخلل إلى كل مسألة. وحينئذ تنهار النبوة والرسالة كلها. فكذلك يتحتم أن لا تكون المعجزة لغير الأنبياء والرسول ،لإن ذلك يعني عدم الجزم والقطع بكونه نبيا .
خامسا : القران واقع تحت الحس وهو معجزة و دليل نبوة محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، وعليه فلا بد من الإيمان بكل الأخبار الغيبية _ حتى لو كان فيها خرق للعادة _ التي وردت في القران والسنة ويجب أن تكون قطعية حتى تكون إيمانا فإن لم تكن قطعية فيجوز التصديق بعد ثبوت صحتها رواية ودراية.
سادسا:ما ورد من نصوص من الكتاب والسنة والتي فيها أخبار بخرق العادة في الأمم السابقة لا تصلح دليلا على أن خرق العادة يكون لغير الأنبياء، فهي حصلت لرجال ونساء لم تثبت نبوتهم لنا فلا نستطيع أن نقطع أنهم أنبياء أم لا، ولانقطع أن هذه الخوارق التي أخبرنا بها حصلت لنبي كان مبعوثا فيهم، فالأخبار التي جاء فيها ذكر هذه القصص وردت بشكل مجمل ولم تفصل.
سابعا : بعد بعثة الرسول عليه السلام و التحاقه بالرفيق الأعلى انقطعت المعجزات بانقطاع النبوة.
ثامنا : ما يتعلق بما ورد من أخبار عن المسيح الدجال والخوارق التي يأتي بها، ترد دراية ، لأن الخوارق لا تكون إلا للأنبياء فقط.
تاسعا : الرد دراية لا يكون إلا إذا تعذر الجمع وأعمال النصوص ، ولهذا لم نرد الروايات التي فيها خوارق قبل النبوة لأننا حملناها على أنها لأنبياء لم نعرفهم ، أو على أنها معجزات لأنبياء في عصرهم لم نعرفهم .

عمر1
03-01-2012, 10:40 PM
ابو عبد الرحمن جعلك الله ممن يكونوا من في مراتب الشهداء يوم القيامة

الاتوافقني على مايلي

ولا يقال انه يجوز ان تحصل الكرامة لمن سبق البعثة من غير الانبياء من باب ما حصل مع الخضر و مريم عليهما السلام لا يقال ذلك لان كل من مريم و الخضر لم تثبت نبوتهم بشكل قطعي ، فيحتمل ان يكونوا انبياء و حصلت لهم الكرامات ، واظن ان هذا هو السيب في قول بعض الفقهاء ان مريم و الخضر هما انبياء و انا ارجح ان الخضر نبي من سياق ايات الكهف ، ولا ارجح نبوة مريم من باب سياق الايات بل من باب انه حصل معها معجزات و العقل يحتم ان تختص المعجزة بنبي و العقل اذا كان دليل قطعي قدم على النقل الظني .

ابوعبدالرحمن حمزة
04-01-2012, 12:27 PM
ابو عبد الرحمن جعلك الله ممن يكونوا من في مراتب الشهداء يوم القيامة

الاتوافقني على مايلي

ولا يقال انه يجوز ان تحصل الكرامة لمن سبق البعثة من غير الانبياء من باب ما حصل مع الخضر و مريم عليهما السلام لا يقال ذلك لان كل من مريم و الخضر لم تثبت نبوتهم بشكل قطعي ، فيحتمل ان يكونوا انبياء و حصلت لهم الكرامات ، واظن ان هذا هو السيب في قول بعض الفقهاء ان مريم و الخضر هما انبياء و انا ارجح ان الخضر نبي من سياق ايات الكهف ، ولا ارجح نبوة مريم من باب سياق الايات بل من باب انه حصل معها معجزات و العقل يحتم ان تختص المعجزة بنبي و العقل اذا كان دليل قطعي قدم على النقل الظني .

آمين وإياك وجميع المسلمين
ما قلته صحيح مع ملاحظة ما يلي :
1_ ليس هناك ما يسمى كرامات هي خوارق للعادات .
2_ الدليل العقلي يحتم أن تكون خوارق العادات للأنبياء فقط
3_ يحتمل أن يكونوا أنبياء ، ويحتمل أن الخوارق التي وقعت لهم كانت لنبي في عصرهم و لم يذكر.
4_ لا خوارق للعادات بعد انقطاع النبوات .
5_ بالنسبة لنبوة مريم عليها السلام هي كانت معجزة لعيسى عليه السلام ، واقع النبوة والرسل تقتضي وجود رسالة تبلغ للناس لذلك الراجح أنها ليست نبي يقويه قوله تعالى ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ )

عمر1
04-01-2012, 02:44 PM
السلام عليكم
نعم صدق يا اخي ابو عبد الرحمن

وهكذا يكون الامر قد تجلى بخصوص الكرامات ، ولمثل هذه النقاشات ايه الشباب .