بوفيصيل
19-12-2011, 05:51 AM
لعبة الحرب المروعه : البنتاغون أمام ثلاثة سيناريوهات كارثيه
وهج نيوز :...
December 17, 2011 20:37
*
*
وهج نيوز - عمان - خاص : في خضم لعبة الحرب الحاصلة في واشنطن هذا الأسبوع، تناقش المسؤولون العسكريون الأميركيون ومستشاروهم بثلاثة سيناريوهات كارثية تحديداً بشأن انهيار باكستان وتعاظم تسلح الصين وانهيار كوريا الشمالية.
يبدو أن المخططين في البنتاغون منشغلون بأمور كثيرة في هذه الأيام: إيران التي تبحث عن تكنولوجيا الأسلحة النووية، والتفجيرات الانتحارية في أفغانستان، والانسحاب النهائي للقوات الأميركية من العراق، ما سيخلّف على الأرجح فراغاً أمنياً في الشرق الأوسط. لكن في خضم لعبة الحرب الحاصلة في واشنطن هذا الأسبوع، تناقش المسؤولون العسكريون الأميركيون ومستشاروهم بثلاثة سيناريوهات كارثية تحديداً. نعرض في ما يلي الاحتمالات الكارثية التي يتداول بها الخبراء في البنتاغون:
1- انهيار باكستان
وفق هذا السيناريو الذي يبدأ في عام 2013، ستغرق باكستان في الفوضى غداة اغتيال الرئيس الباكستاني. إنه زمن الاضطرابات الكبرى التي ستدفع بأتباع الجيش الإسلامي وحلفائهم من المقاتلين المسلمين إلى التحرك.
وفق قواعد لعبة الحرب، ستقضي خطتهم باستغلال تزايد العصيان المدني في البلاد لاحتكار السلطة وإنشاء دولة إسلامية متطرفة. بالإضافة إلى حالة الفوضى هذه، سيسود ارتباك حول هوية الفريق الذي سيسيطر على الترسانة النووية الباكستانية التي يتراوح عددها بين 80 و120 سلاحاً. يُقال إن هذه الأسلحة تقع في ستة مواقع تقريباً في أنحاء البلد.
تحتل وحدات إسلامية واحداً من تلك المواقع على الأقل. وفق هذا السيناريو (المستوحى من كتاب “سبعة سيناريوهات كارثية: خبير عسكري يستكشف مستقبل الحرب في القرن الحادي والعشرين” (7 Deadly Scenarios: A Military Futurist Explores War in the 21st Century) بقلم أندرو كريبينيفيتش، مسؤول سابق في مكتب التقييم النهائي التابع للبنتاغون والذي يُعنى بتقدير الأوضاع المستقبلية)، “ستستنتج أجهزة الاستخبارات الأميركية والاستخبارات الوطنية في دول أخرى أن بعض عناصر وكالة التجسس الباكستانية وفرت ضباطاً إسلاميين لقيادة وحدات الجيش المنشقة وفرض القوانين اللازمة لوضع الأسلحة النووية تحت سيطرتهم”.
إذا تحقق هذا السيناريو، فلن يتمكن أحد من بذل الكثير لمنع استعمال تلك الأسلحة.
ستكون الولايات المتحدة الهدف الرئيس لتلك الأسلحة، ولن يشعر المواطنون الأميركيون بالراحة لدى سماعهم تصريحات الحكومة الأميركية التي تشدد على المصاعب المطروحة في مجال نقل الأسلحة النووية حول العالم، وهو عامل ضروري للتمكن من استهداف أي مدينة أميركية.
فكرت القوات الأميركية بتنفيذ ضربة استباقية على المنطقة المزعومة التي تقع فيها الأسلحة، لكن القوى الإسلامية حذرت من “العواقب المريعة” إذا حاولت أي قوة أجنبية القيام بذلك. وفق السيناريو نفسه، “قد تشكل الأزمة في باكستان صدمة لمعظم الأميركيين”. لكن “بالنسبة إلى بعض المراقبين، بمن فيهم كبار المسؤولين في الحكومة، لا تشكل تلك الأزمة أي صدمة، بل إن المفاجأة الكبرى من وجهة نظرهم هي أن الوضع الباكستاني لم ينفجر في مرحلة أبكر”.
2- نشوء قوة الصين العسكرية
إنه عام 2013 ويشهد العالم أكبر حشد للقوة البحرية على الإطلاق، على بُعد مئات الأميال من الساحل الصيني. يتناقش القادة الأميركيون واليابانيون بشأن المناورة التالية التي يجب تنفيذها ويخشى الكثيرون أن تؤدي تلك الخطوة إلى إطلاق حرب عالمية جديدة.
يحاصر جيش التحرير الشعبي تايوان، ويدرك الدبلوماسيون أن “الحصار” هو عمل حربي. لهذا السبب، هم يفضّلون وصف الوضع بعبارة “عزل” البلد بدل محاصرته. ويفكر حلفاء الولايات المتحدة، مثل اليابان، باتخاذ تدابير ضد الموانئ الصينية لمكافحة تلك العزلة.
وفق السيناريو الوارد في كتاب “سبعة سيناريوهات كارثية” بقلم كريبينيفيتش (يعمل الآن كمدير تنفيذي لمركز التقييمات الاستراتيجية والميزانية)، سيستنتج المحللون الدفاعيون أن سلسلة الأزمات الداخلية في الصين هي التي دفعت بأعظم القوى البحرية في العالم إلى حافة الحرب. فقد تراجع النمو الاقتصادي الصيني بشكل دراماتيكي، الأمر الذي أقلق القيادة الصينية التي “تحتاج إلى تحريك عجلة النمو الاقتصادي سريعاً للحفاظ على شرعيتها”.
في الوقت نفسه، يرتفع عدد الذكور الشباب في الصين نتيجة سياسة الطفل الواحد وعمليات الإجهاض الاختيارية لأن الأهل يفضّلون إنجاب الذكور على الإناث.
يبدو أن أهمية الفتيات بلغت ذروتها في هذه المرحلة، إذ يعجز شبان كثيرون عن الزواج وتتراجع ثقتهم بأنفسهم ويشعرون بالتهميش والرفض من نخبة المجتمع. ويحذر هذا السيناريو الكارثي من أن بعض الباحثين، الذين يدرسون عواقب الاختلالات الناجمة عن التفاوت بين عدد الذكور والإناث تاريخياً، يعتبرون أن هذا الوضع قد يرفع مستوى الاضطرابات الداخلية. كما أنهم يحذرون من أن “الحكومات التي واجهت هذا الوضع كانت تحاول أحياناً إعادة توجيه مشاعر الكبت والغضب ضد الخصوم الخارجيين”.
فشلت الإدارات الأميركية المتلاحقة في “التعامل بجدية مع تطور الآلية العسكرية الصينية، فقد التهت بالحرب الطويلة مع الدول والجماعات الإسلامية المتطرفة واستمتعت بالمكاسب الاقتصادية القصيرة الأمد نتيجة تبادلها التجاري مع الصين. لكن كانت مؤشرات الخطر واضحة بالنسبة إلى كل من راقب الوضع عن كثب”.
اتبعت الصين أسلوب الحرب الإلكترونية لإطلاق “مجموعة واسعة من الفيروسات وغيرها من “الأسلحة” الإلكترونية ضد شبكات المعلومات التابعة للولايات المتحدة، وتحديداً الشبكات العسكرية المحوسبة الأميركية. كذلك، عمدت الصين إلى توسيع أسطول غواصاتها المزودة بكابلات موصولة بألياف بصرية تحت الماء لتوفير روابط البيانات إلى القوات العسكرية الأميركية والاقتصاد المدني”.
بعد ذلك، ستواجه الولايات المتحدة فجأةً هجومين إلكترونيين سيخترق أحدهما الرابط الأساسي بين البنتاغون وخطوط الإمدادات الذي يصل إلى القوات العسكرية. أما الاعتداء الثاني، فسيستهدف بورصة نيويورك، ما سيؤدي إلى “إلغاء جميع التبادلات التجارية طوال يومين تقريباً”. في هذه المرحلة، يجب أن يقرر المخططون في البنتاغون طريقة الرد المناسبة.
3- انهيار كوريا الشمالية
وفق السيناريو الذي طرحه بروس بينيت وجينيفر ليند ونُشر في عدد الخريف من مجلة “الأمن الدولي”، يمكن أن يقمع الحكام الدكتاتوريون شعوبهم طوال عقود، لكن ها هو نظام كيم جونغ إيل “يواجه أحد أصعب التحديات التي يمكن أن يواجهها أي نظام مماثل: الخلافة. غير أن الانتقال من وضع مستقر ظاهرياً إلى الانهيار قد يكون سريعاً”. قد يؤدي انهيار النظام في كوريا الشمالية إلى “سلسلة من الكوارث في شبه الجزيرة على أن تترافق مع عواقب إقليمية وعالمية واسعة النطاق”. قد يؤدي هذا الوضع إلى هجرة عدد هائل من السكان (يبلغ عددهم 24 مليون نسمة) نحو كوريا الجنوبية، علماً أن نسبة كبيرة منهم تعاني سوء التغذية. قد يكون النقص الغذائي سبباً أساسياً لنشوب الحرب الأهلية.
ما يثير القلق أيضاً هو أن “أسلحة الدمار الشامل التي تملكها كوريا الشمالية قد تخرج من البلد لتُباع في السوق السوداء العالمية”. نتيجةً لذلك، ستكون عواقب أي “رد عشوائي على انهيار النظام في كوريا الشمالية كارثية”.
تملك كوريا الشمالية 1.2 مليون جندي في الخدمة العسكرية. ومن المتوقع أن ترسل الصين قواتها للمساعدة في الجهود الإنسانية أيضاً. “سيكون احتمال حشد القوات الصينية جنوباً مقابل حشد القوات الأميركية والكورية الجنوبية شمالاً ظاهرة مرعبة نظراً إلى مجريات تجربة الحرب الكورية ومناخ الشكوك السائد بين البلدان الثلاثة وخطر تصعيد الوضع وبلوغه المستوى النووي”.
وفق هذا السيناريو، واستناداً إلى أكثر الافتراضات تفاؤلاً، سيُطلَب من 400 ألف جندي ميداني إرساء الاستقرار في كوريا الشمالية (ويفوق هذا العدد حجم الالتزام العسكري الأميركي في العراق وأفغانستان معاً).
سيؤدي هذا الوضع إلى استنزاف القوة العسكرية الأميركية. لكن البنتاغون ذكر في تقريره الدفاعي لعام 2010 أن “أبرز المخاوف الأميركية تتعلق بزعزعة الاستقرار أو انهيار أي دولة تملك أسلحة دمار شامل”. يحذر هذا السيناريو الأخير من أن أي وضع مماثل قد يؤدي إلى “انتشار مواد أسلحة الدمار الشامل والأسلحة التقليدية والتكنولوجيا بوتيرة سريعة، وقد تنشأ أزمة عالمية تطرح تهديداً مباشراً على الولايات المتحدة وجميع الدول الأخرى”.
وهج نيوز :...
December 17, 2011 20:37
*
*
وهج نيوز - عمان - خاص : في خضم لعبة الحرب الحاصلة في واشنطن هذا الأسبوع، تناقش المسؤولون العسكريون الأميركيون ومستشاروهم بثلاثة سيناريوهات كارثية تحديداً بشأن انهيار باكستان وتعاظم تسلح الصين وانهيار كوريا الشمالية.
يبدو أن المخططين في البنتاغون منشغلون بأمور كثيرة في هذه الأيام: إيران التي تبحث عن تكنولوجيا الأسلحة النووية، والتفجيرات الانتحارية في أفغانستان، والانسحاب النهائي للقوات الأميركية من العراق، ما سيخلّف على الأرجح فراغاً أمنياً في الشرق الأوسط. لكن في خضم لعبة الحرب الحاصلة في واشنطن هذا الأسبوع، تناقش المسؤولون العسكريون الأميركيون ومستشاروهم بثلاثة سيناريوهات كارثية تحديداً. نعرض في ما يلي الاحتمالات الكارثية التي يتداول بها الخبراء في البنتاغون:
1- انهيار باكستان
وفق هذا السيناريو الذي يبدأ في عام 2013، ستغرق باكستان في الفوضى غداة اغتيال الرئيس الباكستاني. إنه زمن الاضطرابات الكبرى التي ستدفع بأتباع الجيش الإسلامي وحلفائهم من المقاتلين المسلمين إلى التحرك.
وفق قواعد لعبة الحرب، ستقضي خطتهم باستغلال تزايد العصيان المدني في البلاد لاحتكار السلطة وإنشاء دولة إسلامية متطرفة. بالإضافة إلى حالة الفوضى هذه، سيسود ارتباك حول هوية الفريق الذي سيسيطر على الترسانة النووية الباكستانية التي يتراوح عددها بين 80 و120 سلاحاً. يُقال إن هذه الأسلحة تقع في ستة مواقع تقريباً في أنحاء البلد.
تحتل وحدات إسلامية واحداً من تلك المواقع على الأقل. وفق هذا السيناريو (المستوحى من كتاب “سبعة سيناريوهات كارثية: خبير عسكري يستكشف مستقبل الحرب في القرن الحادي والعشرين” (7 Deadly Scenarios: A Military Futurist Explores War in the 21st Century) بقلم أندرو كريبينيفيتش، مسؤول سابق في مكتب التقييم النهائي التابع للبنتاغون والذي يُعنى بتقدير الأوضاع المستقبلية)، “ستستنتج أجهزة الاستخبارات الأميركية والاستخبارات الوطنية في دول أخرى أن بعض عناصر وكالة التجسس الباكستانية وفرت ضباطاً إسلاميين لقيادة وحدات الجيش المنشقة وفرض القوانين اللازمة لوضع الأسلحة النووية تحت سيطرتهم”.
إذا تحقق هذا السيناريو، فلن يتمكن أحد من بذل الكثير لمنع استعمال تلك الأسلحة.
ستكون الولايات المتحدة الهدف الرئيس لتلك الأسلحة، ولن يشعر المواطنون الأميركيون بالراحة لدى سماعهم تصريحات الحكومة الأميركية التي تشدد على المصاعب المطروحة في مجال نقل الأسلحة النووية حول العالم، وهو عامل ضروري للتمكن من استهداف أي مدينة أميركية.
فكرت القوات الأميركية بتنفيذ ضربة استباقية على المنطقة المزعومة التي تقع فيها الأسلحة، لكن القوى الإسلامية حذرت من “العواقب المريعة” إذا حاولت أي قوة أجنبية القيام بذلك. وفق السيناريو نفسه، “قد تشكل الأزمة في باكستان صدمة لمعظم الأميركيين”. لكن “بالنسبة إلى بعض المراقبين، بمن فيهم كبار المسؤولين في الحكومة، لا تشكل تلك الأزمة أي صدمة، بل إن المفاجأة الكبرى من وجهة نظرهم هي أن الوضع الباكستاني لم ينفجر في مرحلة أبكر”.
2- نشوء قوة الصين العسكرية
إنه عام 2013 ويشهد العالم أكبر حشد للقوة البحرية على الإطلاق، على بُعد مئات الأميال من الساحل الصيني. يتناقش القادة الأميركيون واليابانيون بشأن المناورة التالية التي يجب تنفيذها ويخشى الكثيرون أن تؤدي تلك الخطوة إلى إطلاق حرب عالمية جديدة.
يحاصر جيش التحرير الشعبي تايوان، ويدرك الدبلوماسيون أن “الحصار” هو عمل حربي. لهذا السبب، هم يفضّلون وصف الوضع بعبارة “عزل” البلد بدل محاصرته. ويفكر حلفاء الولايات المتحدة، مثل اليابان، باتخاذ تدابير ضد الموانئ الصينية لمكافحة تلك العزلة.
وفق السيناريو الوارد في كتاب “سبعة سيناريوهات كارثية” بقلم كريبينيفيتش (يعمل الآن كمدير تنفيذي لمركز التقييمات الاستراتيجية والميزانية)، سيستنتج المحللون الدفاعيون أن سلسلة الأزمات الداخلية في الصين هي التي دفعت بأعظم القوى البحرية في العالم إلى حافة الحرب. فقد تراجع النمو الاقتصادي الصيني بشكل دراماتيكي، الأمر الذي أقلق القيادة الصينية التي “تحتاج إلى تحريك عجلة النمو الاقتصادي سريعاً للحفاظ على شرعيتها”.
في الوقت نفسه، يرتفع عدد الذكور الشباب في الصين نتيجة سياسة الطفل الواحد وعمليات الإجهاض الاختيارية لأن الأهل يفضّلون إنجاب الذكور على الإناث.
يبدو أن أهمية الفتيات بلغت ذروتها في هذه المرحلة، إذ يعجز شبان كثيرون عن الزواج وتتراجع ثقتهم بأنفسهم ويشعرون بالتهميش والرفض من نخبة المجتمع. ويحذر هذا السيناريو الكارثي من أن بعض الباحثين، الذين يدرسون عواقب الاختلالات الناجمة عن التفاوت بين عدد الذكور والإناث تاريخياً، يعتبرون أن هذا الوضع قد يرفع مستوى الاضطرابات الداخلية. كما أنهم يحذرون من أن “الحكومات التي واجهت هذا الوضع كانت تحاول أحياناً إعادة توجيه مشاعر الكبت والغضب ضد الخصوم الخارجيين”.
فشلت الإدارات الأميركية المتلاحقة في “التعامل بجدية مع تطور الآلية العسكرية الصينية، فقد التهت بالحرب الطويلة مع الدول والجماعات الإسلامية المتطرفة واستمتعت بالمكاسب الاقتصادية القصيرة الأمد نتيجة تبادلها التجاري مع الصين. لكن كانت مؤشرات الخطر واضحة بالنسبة إلى كل من راقب الوضع عن كثب”.
اتبعت الصين أسلوب الحرب الإلكترونية لإطلاق “مجموعة واسعة من الفيروسات وغيرها من “الأسلحة” الإلكترونية ضد شبكات المعلومات التابعة للولايات المتحدة، وتحديداً الشبكات العسكرية المحوسبة الأميركية. كذلك، عمدت الصين إلى توسيع أسطول غواصاتها المزودة بكابلات موصولة بألياف بصرية تحت الماء لتوفير روابط البيانات إلى القوات العسكرية الأميركية والاقتصاد المدني”.
بعد ذلك، ستواجه الولايات المتحدة فجأةً هجومين إلكترونيين سيخترق أحدهما الرابط الأساسي بين البنتاغون وخطوط الإمدادات الذي يصل إلى القوات العسكرية. أما الاعتداء الثاني، فسيستهدف بورصة نيويورك، ما سيؤدي إلى “إلغاء جميع التبادلات التجارية طوال يومين تقريباً”. في هذه المرحلة، يجب أن يقرر المخططون في البنتاغون طريقة الرد المناسبة.
3- انهيار كوريا الشمالية
وفق السيناريو الذي طرحه بروس بينيت وجينيفر ليند ونُشر في عدد الخريف من مجلة “الأمن الدولي”، يمكن أن يقمع الحكام الدكتاتوريون شعوبهم طوال عقود، لكن ها هو نظام كيم جونغ إيل “يواجه أحد أصعب التحديات التي يمكن أن يواجهها أي نظام مماثل: الخلافة. غير أن الانتقال من وضع مستقر ظاهرياً إلى الانهيار قد يكون سريعاً”. قد يؤدي انهيار النظام في كوريا الشمالية إلى “سلسلة من الكوارث في شبه الجزيرة على أن تترافق مع عواقب إقليمية وعالمية واسعة النطاق”. قد يؤدي هذا الوضع إلى هجرة عدد هائل من السكان (يبلغ عددهم 24 مليون نسمة) نحو كوريا الجنوبية، علماً أن نسبة كبيرة منهم تعاني سوء التغذية. قد يكون النقص الغذائي سبباً أساسياً لنشوب الحرب الأهلية.
ما يثير القلق أيضاً هو أن “أسلحة الدمار الشامل التي تملكها كوريا الشمالية قد تخرج من البلد لتُباع في السوق السوداء العالمية”. نتيجةً لذلك، ستكون عواقب أي “رد عشوائي على انهيار النظام في كوريا الشمالية كارثية”.
تملك كوريا الشمالية 1.2 مليون جندي في الخدمة العسكرية. ومن المتوقع أن ترسل الصين قواتها للمساعدة في الجهود الإنسانية أيضاً. “سيكون احتمال حشد القوات الصينية جنوباً مقابل حشد القوات الأميركية والكورية الجنوبية شمالاً ظاهرة مرعبة نظراً إلى مجريات تجربة الحرب الكورية ومناخ الشكوك السائد بين البلدان الثلاثة وخطر تصعيد الوضع وبلوغه المستوى النووي”.
وفق هذا السيناريو، واستناداً إلى أكثر الافتراضات تفاؤلاً، سيُطلَب من 400 ألف جندي ميداني إرساء الاستقرار في كوريا الشمالية (ويفوق هذا العدد حجم الالتزام العسكري الأميركي في العراق وأفغانستان معاً).
سيؤدي هذا الوضع إلى استنزاف القوة العسكرية الأميركية. لكن البنتاغون ذكر في تقريره الدفاعي لعام 2010 أن “أبرز المخاوف الأميركية تتعلق بزعزعة الاستقرار أو انهيار أي دولة تملك أسلحة دمار شامل”. يحذر هذا السيناريو الأخير من أن أي وضع مماثل قد يؤدي إلى “انتشار مواد أسلحة الدمار الشامل والأسلحة التقليدية والتكنولوجيا بوتيرة سريعة، وقد تنشأ أزمة عالمية تطرح تهديداً مباشراً على الولايات المتحدة وجميع الدول الأخرى”.