المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما هو مفهوم النصر في الاسلام في زمن عز فيه النصر ؟



ابو العبد
27-01-2009, 01:49 PM
سؤال مطروح للنقاش حول مفهوم النصر في الاسلام في زمن عز فيه النصر على المسلمين وبخاصة اننا سمعنا في السابق ونسمع الان عن النصر الالهى والنصر الرباني ؟

طارق بن زياد
05-02-2009, 10:10 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

بارك الله بك اخي الكريم أبا العبد على طرحك لهذا السؤال القيم

و اعود و أقول:

ماذا نعني بالنصر؟
هل قتل الجنود الأمريكان يعتبر نصراً؟ هل تفويت السيادة لأهل العراق يعتبر نصراً؟ هل انسحاب أميركا من المدن يعتبر نصراً؟ هل طردها من العراق يعتبر نصراً؟ هل طرد السوفيت من أفغانستان يعتبر نصرا؟ هل انسحاب يهود من غزة يعتبر نصرا؟

للإجابة على هذه الأسئلة لا بأس أن نعود إلى تاريخنا حتى نعرف ما معنى النصر و متى نقول اننا انتصرنا، و إن كان إدراك مفهوم النصر يكون أولا من النصوص الشرعية و أما أرشدت إليه.

لقد ابتليت الأمة على مدى تاريخها حتى الان بشتى أنواع الإستعمار المباشر و الغير المباشر و احتلت بلادها و نهبت خيراتها و ضاع سلطانها و هيبتها حتى اضحت فريسة في فم أعدائها. فقامت حركات تحررية في شتى بقاع الأمة لمقاومة الغرب بصفته محتل و اجنبي لا بصفته الكافر المستعمر و بعد حروب دامية هنا و هناك و استشهاد الملايين من المسلمين خرج المحتل و زرع و وكل عملاءه لينوبوا عنه في إدارة مصالحه داخل البلاد التي احتلها و خرج منها بجيوشه و لم يخرج بفكره و نفوذه.

بعد ذلك ظنت الأمة انها انتصرت و اقامت الإحتفالات و سمت يوم خروج الكافر المستعمر بجيوشه عيدا وطنيا لإستقلالها. و ظنوا أن العدو قد هزم و خرج مدحورا مذموما.

و إذا بنا نرى ان المحتل هذا الذي خرج مودعا، متحكم في زمام امورنا و يستولي على كل خيراتنا و يقيم ما شاء من القواعد و يفضرض و يغيير ما شاء من القوانين.

فما الذي حصل؟
خدعت الأمة بتضليل سياسي و اعلامي محكم ، حيث ركزنا على الجنود التي خرجت بزيها العسكري و لم ننتبه كون أخرون من أبناء جلدتنا تسللوا بيننا و أوصلوا إلى سدة الحكم و في المناصب الكبيرة التي تدير شؤون البلاد. و الحقيقة أن ما فعله الكافر هو استئجار عملاء له ليس غير. فهل خروج الجندي و تنصيب وكيل ينوب عن الكافر المستعمر في رعاية الشؤون على أساس مبدئه يعتبر نصرا مجيدا؟

لقد خرج العدو من بلادنا ولكننا نجزم بأننا لم ننتصر، إذن فالنصر لا يدرك بمجرد إخراج العدو، ولكن يبدو أن النصر شيء آخر لم يخطر ببال الحركات التحررية في بلادنا.

إن النصر ليس في أن نقتل الأمريكان فحسب، وليس في أن نزيل قواعدهم من بلادنا فحسب، ثم نجد أنفسنا بعد ذلك أذناباً لهم، نهجر كتاب ربنا وسنة نبينا ونطبق نُظُمهم وقوانينهم الكافرة، وننادي بديمقراطيتهم ونسير في ركب الشرعية الدولية التي سطروها.

حاشا أن يكون هذا هو النصر، بل النصر هو أن يُمَكَّن لدين الله فتُطبَّق أحكامه وتُمتثل أوامره وتُتَّقى محارمه، وأن يعلو الإسلام فلا يُعلى عليه، وأن ترتفع راية الإسلام، راية لا إله إلا الله محمد رسول الله خفاقةً فوق أرض الإسلام، لا تزاحمها راية أبداً ، و يكون الأمن بيد الدولة الإسلامية و لا يكون بيد غيرها من الدول مطلقا و لا تكون تابعة للأي كيان.

هذا والله هو وحده النصر، وما دونه هزيمة منكرة. نعم، لا يكفي أن تُطرد جيوش أميركا خاصة والغرب عامة من بلاد المسلمين، لا يكفي أن يُطرد شخص المستعمر وتبقى قواعده الفكرية، بل يجب أن يطرد هو وفكره ونفوذه وعقليته ومقاييسه من عقولنا وقلوبنا.

و نلاحظ ان مفهوم النصر هو المفاهيم الإسلامية التي ألحقت بها الغشاوة في هذا الزمان، فبعدما كان المسلمون يفهمون النصر بكونه أن يكون التمكين للدين وحده في كيان تنفيذي يحمي الإسلام و المسلمين و لا يكون تابعا لكيانات الكفار و لا مطبقا لنظمه و قوانينهم ، صار مفهوم النصر اليوم هو تفجير هنا و هناك و انسحاب يهود من جانب واحد بعد قتل الألآف من المسلمين و صار اطلاق صويرخات على يهود يعتبر نصرا كبيرا يستحق أن نحتفل به و نمجد أبطاله.

فمتى تفيق الأمة من سباته العميق؟ و متى تعي على تضليل العدو؟ و متى تعي على ألاعيب الكافر؟ و متى تدرك أن العدو اليوم يستخدم رموزا دينية ليحقق بهم مآربه؟

فاللهم الهم الآمة رشدها و اهيدها إلى سواء السبيل.

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

ابو العبد
06-02-2009, 08:35 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نعم اخي الكريم والله انك اصبت كبد الحقيقة وبخاصة ان العدو الكافر يستخدم رموزا دينية ليحقق بهم مأربه فانظر الى الصومال هذا البلد الاسلامي الذي يملك ثروات هائلة من اليورانيوم لم تستخرج حتى الان كيف تحاك المؤامرات عليه لتفتيته وليكون قاعدة امريكية في افريقيا
نعم تحاك هذه المؤامرات من خلال المجيء برموز دينية تشرعن التواجد الامريكي على ارض الصومال وليس عجبا ان يصرح شريف شيخ احمد عقب انتخابه رئيسا للصومال لصحيفة الشروق الجديد المصرية ( يمكن القول بان موقف امريكا تجاه الصومال بات صادقا , اننا نرى ان النظرة الامريكية للصومال الان باتت ايجابية ) مع ان شريف شيخ احمد هذا صرح في مايو / ايار 2008 اثر غارة جوية امريكية على وسط الصومال اسفرت عن مقتل زعيم اسلامي (الضربة تؤكد ان واشنطن باتت طرفا مباشرا في الحرب وليس فقط المحتل الاثيوبي ) !!!؟؟؟
ايها المسلمون ان من ضمن استراتيجية امريكا في صياغة منطقة الشرق الاوسط اشراك ما يسمى " الاسلاميين المعتدلين " في الحكم لتضليل ابناء الامة الاسلامية وصرف انظارهم عن العمل الحقيقي لاعادة العزة والكرامة التي سلبت منا
وليس عجبا ان تصدر مراكز الابحاث التابعة للمخابرات الامريكية تقارير تنصح باشراك الاسلاميين في الحكم
فبتاريخ 24/12/2008 كشفت وسائل الاعلام النقاب عن تقرير حول الصومال اصدره ( مركز ابحاث مجموعة الازمات الدولية ) يقول التقرير لا سلام في الصومال من دون الاسلاميين حيث ورد في التقرير ما نصه " بالرغم من عزوف المجتمع الدولي عن التعامل مع المعارضة الاسلامية فلا يوجد مسار عملي بغير مد الايدي الى زعمائها في محاولة لاعادة الاستقرار للوضع الامني في البلاد من خلال هدنة ثم بعملية تعالج الاسباب الجذرية للمشكلة "
ايها المسلمون اما أن لنا ان نعي على هذه الفخاخ التي تنصب لنا من قبل الكافر المستعمر الجاثم على صدورنا وننفض غبار الذل والمهانة عن وجوهنا ونشمر عن سواعدنا بالعمل لاقامة دولة الخلافة

الحاسر
16-02-2009, 08:37 PM
الاخوة الكرام
السلام عليكم
موضوع النصر مهم جدا و طعمه مفقود و هنا خطر لي هذا السؤال: هل يأتي النصر قبل تحقيق النهضة ام بعدها؟ بمعنى اخر هل النصر ممكن بدون نهضة؟؟
و بارك الله بكم

أبو محمد
16-05-2009, 09:32 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لما كان النصر هو بالمعنى الذي أورده الأخ مؤمن بتعليقة والذي قال به " بل النصر هو أن يُمَكَّن لدين الله فتُطبَّق أحكامه وتُمتثل أوامره وتُتَّقى محارمه، وأن يعلو الإسلام فلا يُعلى عليه، وأن ترتفع راية الإسلام، راية لا إله إلا الله محمد رسول الله خفاقةً فوق أرض الإسلام، لا تزاحمها راية أبداً ، و يكون الأمن بيد الدولة الإسلامية و لا يكون بيد غيرها من الدول مطلقا و لا تكون تابعة للأي كيان."

فلا يمكن تحقيق النصر قبل النهضة الصحيحة وإلا ما الذي سيكفل تمكين الأسلام فتطبق أحكامه وتمتثل أوامره وتتقى محارمه؟؟!! وكيف يمكن أم يعلو الأسلام ولا يعلى عليه ولم تحدث بعد الثورة الفكرية في الأمة فتحدث نهضة؟؟!!

أن النهضة القائمة على الأساس الصحيح هو الذي يكفل للأمة عزها ومجدها وبعد ذلك لو خسرت معركة عسكرية هنا أو هناك فإنها لم تنهزم بعد فالأمة ما زالت تحمل فكرها الذي يدفعها للعمل، وأقرب مثال على ذلك غزوة احد، فقد خسر جيش المسلمين في تلك الموقعة لكنها -الأمة- لم تخسر المعركة مع الكفر، لذلك استمرت المسيرة وارتفعت راية الأسلام على كل الجزيرة العربية.

أما الآن فلو انتصر جيش من جيوش المسلمين في موقعة ما فلا يعني أننا حققنا النصر الذي نريد فما زلنا كأمة منهزمين فكريا أمام الغرب ونطبق قوانينه ونظمه وما زال أماننا بأمان غيرنا من الكفار، ولا يعني هذا أننا ضد أي "نصر" عسكري في أي موقعة مع الكفار بل إننا نقول بأن هذا "النصر" هو نصر غير حقيقي فلم يحقق مفهوم النصر الذي يمليه علينا ديننا.

ودمتم

عربي
01-12-2009, 07:06 AM
السلام عليكم ورحمة الله :

سأقول وجهة نظري في مفهوم نصر الاسلام :

سينتصر الاسلام كدين ولو كان المسلمون مهزومون ، نصر الاسلام هو انتشاره في أرجاء المعمورة واقبال الشعوب اليه واعتناقه كدين ، ان الغرب لا يدخر جهدا لتشويه الاسلام ووصفه بانه دين دموي وغير ذلك من التراهات والاكاذيب والشبهات ، في محاولة لصد الناس عنه ، فيكون نصر الاسلام هو وضوحه وشفافيته وصدقه ، وأيضا دخول شعوب تلك الدول الصليبية فيه رغم أنف حكوماتهم ، الاسلام اليوم ينتشر بقوة في أوروبا وامريكا وغيرها وهو مؤشر على أن الاسلام أصبح ينتصر رغم أن المسلمون ضعفاء ومضطهدون ، النهضة التي تتكلمون عنها ليست اقامة حدود الله لان حدود الله عزوجل قواعد دينية ، أما النهضة الحقيقة التي نصبو اليها هي فهم الدين الاسلامي فهما صحيحا والاطلاع على جوهره ، فلو أن فهمنا للاسلام فهما صائبا لما آل حالنا الى ما آل اليه ، ان أول درجة في سلم النهضة هو اصلاح العقيدة والنفوس والعودة الى القرآن وتدبره ، ان الاسلام يحمل بين طياته سلاما وفكرا وثقافة يفتقر اليها العالم اليوم ، ولكن للأسف لم يكشف النقاب عنها ، فكل جماعة ومذهب وطائفة تحاول ردع منافستها وتنشغل بحربها الطائفية ، الاسلام ينتصر اليوم وهو ليس مرهون بنا ، أما ذلك النصر العسكري وبناء دول اسلامية قوية ومستقلة فهو حلم يبعدنا عنه ابتعادنا عن ديننا وجوهره ......

السلام عليكم ورحمة الله

أبو محمد
01-12-2009, 03:03 PM
سم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لا أعرف حقيقة من أتيت بهذا المفهوم؟ بل لا أعرف إن كان فعلا مفهوما؟ فكيف ينتصر الأسلام كدين على أرض الواقع ما لم يحمله مجموعة من الناس يطبقونه على أرض الواقع ويدافعون عنه وعن أهله؟!

من قال لك إن الأسلام كفكر مهزوم؟! بل إن حملة التشويه التي يقوم بها الغرب دلالة على أنه فكر منتصر يخشى منه أن يتمكن فيقيم له نقطة إرتكاز فيتمكن من إقامة كيانه السياسي الذي يمكن لحملة الأسلام من تغيير وجه العالم.

إن سبب إنحطاطنا هو الضعف الشديد الذي طرأ على الأذهان في فهم الأسلام وعلينا أن نعيد هذه الفهم الصافي للأمة لتقيم دولتها على هذا الأساس الصافي فتعيدها خلافة على منهاج النبوة، صحيح أن الواقع أليم والمنال قد يكون بعيدا إلا أن هذا لا يجعلنا نغير الحقائق ونقول ان النصر ليس بالتمكين لدين الله في الأرض، ونجعله شيئا آخر على أرض الواقع غير موجود.

ودمتم

عربي
02-12-2009, 12:04 AM
سم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لا أعرف حقيقة من أتيت بهذا المفهوم؟ بل لا أعرف إن كان فعلا مفهوما؟ فكيف ينتصر الأسلام كدين على أرض الواقع ما لم يحمله مجموعة من الناس يطبقونه على أرض الواقع ويدافعون عنه وعن أهله؟!

من قال لك إن الأسلام كفكر مهزوم؟! بل إن حملة التشويه التي يقوم بها الغرب دلالة على أنه فكر منتصر يخشى منه أن يتمكن فيقيم له نقطة إرتكاز فيتمكن من إقامة كيانه السياسي الذي يمكن لحملة الأسلام من تغيير وجه العالم.

إن سبب إنحطاطنا هو الضعف الشديد الذي طرأ على الأذهان في فهم الأسلام وعلينا أن نعيد هذه الفهم الصافي للأمة لتقيم دولتها على هذا الأساس الصافي فتعيدها خلافة على منهاج النبوة، صحيح أن الواقع أليم والمنال قد يكون بعيدا إلا أن هذا لا يجعلنا نغير الحقائق ونقول ان النصر ليس بالتمكين لدين الله في الأرض، ونجعله شيئا آخر على أرض الواقع غير موجود.

ودمتم

وعليكم السلام اخي الفاضل أبو محمد :

الاصلاح يبدأ من الفرد ( لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) ، والانسان يحاسب عند الله كفرد وليس كمجموعة ، ونظام الخلافة لم يثبت أنه الخيار الأفضل لتمثيل الاسلام ، بل أثبت انه في هذا العصر أكبر مشوه للاسلام ، انظر لما فعلت الخلافة العثمانية بنا من تخلف وضياع فلسطين على أيديهم ، واعطاء صورة مشوه أسطورية للاسلام تمثلت في سلطان مطلق والحريم والتوسع لأغراض دنيوية ، وأنظر للنظام الاسلامي في أفغانستان ، وكلها أثبتت فشلها ، ولو كانت هي النظام المثالي المقصود في القرآن لثبت الله أركانها وادامها للمسلمين ...
والذين ينظرون للخلافة الراشدة كقدوة للنظام الاسلامي الصحيح يخطئون ، لأن الخلفاء أجتهدوا فيه من قبل أنفسهم ، فلم يذكر القرآن الكريم تفاصيل هذا النظام ، ولذلك اختلف الصحابة بعد وفاته صلي الله عليه وسلم ، ولو كان هتاك نص لما أختلفوا ثم اجتهدوا ونسبوا الأمر لأنفسهم ، فمثلا تسمية عمر بن الخطاب رضى الله عنه بأمير المؤمنين كانت اختصارا لخليفة خليفة رسول الله ، وتسمية الخليفة تعني ( خليفة رسول الله ) ولا تعني خليفة الله وبالتالي لا تعني ظل الله في الأرض ، ولديّ سؤالين في هذا المجال :
- ينسبون للسنة ( الائمة من قريش ) ولو كان هذا الأمر صحيحا فلماذا أختلف المهاجرون والانصار في اجتماع السقيفة بعد وفاته عليه الصلاة والسلام ؟
- ينسبون للسنة ( أن أفضل الصحابة أبوبكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي ) ولو كان هذا الأمر صحيحا فلماذا أعتمد أبوبكر على اختياره واعتمد عمر على الشورى ولم يكن هذا الأمر يخطر ببالهم ؟
وبالنسبة لمفهموم النصر عندي يختلف ، فانا أرى نصر الاسلام في ظهور صورته الصافية والنقية التي تجذب اليها عقول وقلوب البشر فيؤمنون به في أقطاب الأرض ، وليس في اكتساح جيوش المسلمين للامم الاخرى بقيادة خليفة المسلمين الموعود .
ومن ثمار الفهم الصحيح للاسلام أن يتحسن حال المسلمين ( لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) وليس بالضرورة أن يكون هذا الاصلاح ناتجا عن حكومة اسلامية أو خلافة ، " وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا " ومعنى الاستخلاف هنا واضح ولا يستلزم وجود خلافة ، بل سيطرة الدين على القلوب وليس على الاراضي والأقطار ، والأمان هو ناتج طبيعي عن سيادة مفاهيم الاسلام ، ولا يمكن أن يتحقق بالغلبة العسكرية والاحتلال القسري للشعوب الأخرى لأنها ستسعى دوما لانفكاكها عن جسم الخلافة الاسلامية ، كما حدث لدول البلقان التي أستقلت عن الامبراطورية العثمانية ، وخلّف ذلك كرها للاسلام في تلك البقاع ، ورأينا نتيجته في مجازر الصرب لمسلمي البوسنة ، وكذلك ما فعله الاسبان قبلهم من تشريد وطرد لمسلمي الأندلس ، ولنا في كل هذه الاحداث عبرة ، في أن القوة والغلبة والسيطرة في الاسلام يجب أن تكون روحية
وأن ضمان بقاء الاسلام ليس في وجود خلافة مركزية بقدر ما هو وجود الايمان متجذرا في قلوبهم فحيثما كان هناك مسلمون في بقاع الارض كان هناك اسلام بغض النظر عن وجودهم تحت مظلة الخلافة .

تحياتي ..

أبو محمد
02-12-2009, 01:15 AM
وعليكم السلام اخي الفاضل أخي الفاضل :

قلت"[b]الاصلاح يبدأ من الفرد ( لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )" لا بد من تبيان أن إصلاح ومقومات صلاح الفرد غير مقومات صلاح المجتمع، فالفرد مقومات صلاحه الخلق على سبيل المثال بينما الخلق ليس من مقومات صلاح المجتمع وهنا نحن بصدد الحديث عن المجتمع وإنهاضه.

وقلت" ونظام الخلافة لم يثبت أنه الخيار الأفضل لتمثيل الاسلام ، بل أثبت انه في هذا العصر أكبر مشوه للاسلام ، انظر لما فعلت الخلافة العثمانية بنا من تخلف وضياع فلسطين على أيديهم ، واعطاء صورة مشوه أسطورية للاسلام تمثلت في سلطان مطلق والحريم والتوسع لأغراض دنيوية ، وأنظر للنظام الاسلامي في أفغانستان ، وكلها أثبتت فشلها ، " هل كانت الخلافة الراشده الخيار غير الأفضل إن كان الموضوع بالأفضلية، وهل إساءة تطبيق الأسلام يعني أن الأسلام فاسد؟؟!! قطعا تقول لا، وكذلك فأساءة التطبيق للخلافة بين الفترة والفترة وفي عصور كاملة لا يعني أنها غير صحيحة كنظام حكم. وهل تقيس نظام الخلافة الأسلامية الراشدة على حركة طالبان؟؟!! إن هذا لأمر عجيب.

وقلت "ولو كانت هي النظام المثالي المقصود في القرآن لثبت الله أركانها وادامها للمسلمين ..." وهذا قول أخطر من سابقه، فهل يكون الحكم الشرعي مثاليا إن ورد بالقرآن فقط؟! ثم وهل الحكم الوارد بالقرآن مثاليا والوارد بالسنة غير ذلك؟!
الأحكام الشرعية تؤخذ من خطاب الشارع والسنة خطاب الشارع في بيان كيفية تنفيذ فكرة الأسلام في هذا الأمر.

وقلت أيضا:
والذين ينظرون للخلافة الراشدة كقدوة للنظام الاسلامي الصحيح يخطئون ، لأن الخلفاء أجتهدوا فيه من قبل أنفسهم ، فلم يذكر القرآن الكريم تفاصيل هذا النظام ، ولذلك اختلف الصحابة بعد وفاته صلي الله عليه وسلم ، ولو كان هتاك نص لما أختلفوا ثم اجتهدوا ونسبوا الأمر لأنفسهم ، فمثلا تسمية عمر بن الخطاب رضى الله عنه بأمير المؤمنين كانت اختصارا لخليفة خليفة رسول الله ، وتسمية الخليفة تعني ( خليفة رسول الله ) ولا تعني خليفة الله وبالتالي لا تعني ظل الله في الأرض
ليس المهم ان تقول أن من ينظرون للخلافة الراشدة كقدوة للنظام الأسلامي الصحيح يخطئون فهذا يستطيع قوله كل فرد له لسان ولكن المهم أن تثبته وتبينه بالدليل الشرعي المنطبق على الواقع، وتوسلك بإن الخلفاء اجتهدوا من عند أنفسهم واختلفوا لم يسعفك لأن هذا المر غير منكر على الأطلاق!! وتعود وتقول أن القرآن الكريم لم يذكر تفاصيل هذا النظام؟!!!! من قال أن التسمية هي لب الموضوع ما دامت تمثل الواقع كالأمام والأمير وغيرها، ثم من قال أن الخليفة أو الحاكم أو الأمام هو ظل الله في الأرض؟؟؟ّ!!!!

ولديّ سؤالين في هذا المجال :
- ينسبون للسنة ( الائمة من قريش ) ولو كان هذا الأمر صحيحا فلماذا أختلف المهاجرون والانصار في اجتماع السقيفة بعد وفاته عليه الصلاة والسلام ؟
- ينسبون للسنة ( أن أفضل الصحابة أبوبكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي ) ولو كان هذا الأمر صحيحا فلماذا أعتمد أبوبكر على اختياره واعتمد عمر على الشورى ولم يكن هذا الأمر يخطر ببالهم ؟ هذا موضوع آخر يخرجنا عن صلب الفكرة إن كنا نريد بلورتها.

يتبع الرد على البقية

وقلت"
وبالنسبة لمفهموم النصر عندي يختلف ، فانا أرى نصر الاسلام في ظهور صورته الصافية والنقية التي تجذب اليها عقول وقلوب البشر فيؤمنون به في أقطاب الأرض ، وليس في اكتساح جيوش المسلمين للامم الاخرى بقيادة خليفة المسلمين الموعود .
ومن ثمار الفهم الصحيح للاسلام أن يتحسن حال المسلمين ( لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) وليس بالضرورة أن يكون هذا الاصلاح ناتجا عن حكومة اسلامية أو خلافة ، " وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا " ومعنى الاستخلاف هنا واضح ولا يستلزم وجود خلافة ، بل سيطرة الدين على القلوب وليس على الاراضي والأقطار ، والأمان هو ناتج طبيعي عن سيادة مفاهيم الاسلام ، ولا يمكن أن يتحقق بالغلبة العسكرية والاحتلال القسري للشعوب الأخرى لأنها ستسعى دوما لانفكاكها عن جسم الخلافة الاسلامية ، كما حدث لدول البلقان التي أستقلت عن الامبراطورية العثمانية ، وخلّف ذلك كرها للاسلام في تلك البقاع ، ورأينا نتيجته في مجازر الصرب لمسلمي البوسنة ، وكذلك ما فعله الاسبان قبلهم من تشريد وطرد لمسلمي الأندلس ، ولنا في كل هذه الاحداث عبرة ، في أن القوة والغلبة والسيطرة في الاسلام يجب أن تكون روحية
وأن ضمان بقاء الاسلام ليس في وجود خلافة مركزية بقدر ما هو وجود الايمان متجذرا في قلوبهم فحيثما كان هناك مسلمون في بقاع الارض كان هناك اسلام بغض النظر عن وجودهم تحت مظلة الخلافة .

ابو كفاح
27-01-2010, 02:06 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
النصر من المفاهيم الشرعيه التي طالتها عوامل التغشيه وعوامل التضليل في بعض الاوقات ,والنصر معناه الغلبه والتمكين , وللنصر اسباب ومسببات لا بد من ايجادها حتى يتحقق النصر مع ادراكنا ان النصر من عند الله , اي ان التوفيق من عند الله للنصر, قال تعالى (وما النصر الا من عند الله ) .
فعند الحديث عن استئناف الحياه الاسلاميه يكون معنى النصر هو التمكين للمسلمين اي ايجاد الخلافه التي تطبق الاسلام في واقع الحياه ,وما لم يتم الوصول الى ذلك لا يكون قد حصل النصر ,ومن الانحراف القول ان انتشار الدعوه في القارات , وكثرة المؤمنين بها , هو انتصار, لان التمكين لم يحصل ,اي لم تتحقق الغايه التي قمنا لاجلها , فالنجاح في العمل لما هو دون الغايه يسمى نجاحا وليس انتصارا , كذلك لا بد من الوصول للغايه على يد من قاموا للعمل ابتداء ,وليس على يد الاجيال القادمه , فالانسان يعمل لتحقيق الغايه التي في مقدوره ان يوجدها هو ,والتي لا يستطيع ايجادها لا يعمل لتحقيقها ولا يعدها غاية له , فالقول ان الوصول للغايه ليس شرطا على يد الجيل الاول هو هروب من البحث في اسباب الفشل وفي التقصير ,
فالرسول والصحابه قد حصل النصر لهم وفي حياتهم ,وليس للاجيال التي الاتيه بعدهم ,وهذا ماخوذ ايضا
من الايه القرآنيه (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض.....).
ومعنى النصر في القتال والمعارك هو التغلب على الكفار وهزيمتهم بغض النظر عن تحقيق الاهداف,
فالرسول عليه السلام يقول (نصرت بالرعب من مسيرة شهر ) فعدم ملاقاة جيش الكفار لجيش الاسلام هو هزيمة لهم حتى وان لم يحصل قتال , والمسلمون قد هزموا في احد والغلبة كانت لكفار قريش ,ولذلك
عمل المسلمون على استخلاص العبر مما حصل بالتزام امر الرسول بصفته قائدا للجيش ,ولم يخدعوا انفسهم بادعاء النصر ,بالقول ان غاية قريش هي القضاء على الاسلام , وكون قريش لم تحقق ذلك كانت الهزيمه لهم ,والذي انتصر هم المسلمون.؟؟!!! .
وقد عمل المسلمون على فتح القسطنطينيه منذ عهد الصحابه ولم ينجحوا في ذلك ,ولا يصح لاحد القول ان
المسلمون قد هزموا لانهم لم يحققوا الغايه وهي الفتح بالرغم من ان الغلبة لهم .
ويجب ملاحظة الاسباب والمسببات في موضوع النصر حتى يحصل النجاح وعدم الاخفاق وذلك باعداد
الخطط اللازمه لكل عمل وتوفير الاساليب والوسائل اللازمه لانجاح العمل ,كذلك ان تكون الاراده اللازمه
موجوده ,عند كل العاملين سواء القياده ام القاعده ,والتقصير في العمل من القياده او القاعده يؤدي الى الفشل
ولذلك لا بد من وجود المحاسبه الفعاله وان لا نخشى في الله لومة لائم ان وجد التقصير خاصة القياده .
ومن الخطأ الفاحش القول ان للنصر شروطا وليس اسبابا لان هذا يعني عدم المحاسبه,ويعني كذلك ان عدم الوصول للغايه ليس تقصيرا وذلك لكون تحقق الشرط لايوجب تحقق المشروط .
والملاحظ ان هناك من يضلل المسلمين بادعاء النصرسواء من قبل بعض الحركات التي لم تصل للتمكين
بعد او من قبل من يخوضون قتالا مع اعداء الامه بغض النظر عن اخلاصهم .

ابو عمر الحميري
02-05-2010, 05:12 PM
وعليكم السلام اخي الفاضل أبو محمد :

الاصلاح يبدأ من الفرد ( لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) ، والانسان يحاسب عند الله كفرد وليس كمجموعة ، ونظام الخلافة لم يثبت أنه الخيار الأفضل لتمثيل الاسلام ، بل أثبت انه في هذا العصر أكبر مشوه للاسلام ، انظر لما فعلت الخلافة العثمانية بنا من تخلف وضياع فلسطين على أيديهم ، واعطاء صورة مشوه أسطورية للاسلام تمثلت في سلطان مطلق والحريم والتوسع لأغراض دنيوية ، وأنظر للنظام الاسلامي في أفغانستان ، وكلها أثبتت فشلها ، ولو كانت هي النظام المثالي المقصود في القرآن لثبت الله أركانها وادامها للمسلمين ...
والذين ينظرون للخلافة الراشدة كقدوة للنظام الاسلامي الصحيح يخطئون ، لأن الخلفاء أجتهدوا فيه من قبل أنفسهم ، فلم يذكر القرآن الكريم تفاصيل هذا النظام ، ولذلك اختلف الصحابة بعد وفاته صلي الله عليه وسلم ، ولو كان هتاك نص لما أختلفوا ثم اجتهدوا ونسبوا الأمر لأنفسهم ، فمثلا تسمية عمر بن الخطاب رضى الله عنه بأمير المؤمنين كانت اختصارا لخليفة خليفة رسول الله ، وتسمية الخليفة تعني ( خليفة رسول الله ) ولا تعني خليفة الله وبالتالي لا تعني ظل الله في الأرض ، ولديّ سؤالين في هذا المجال :

- ينسبون للسنة ( الائمة من قريش ) ولو كان هذا الأمر صحيحا فلماذا أختلف المهاجرون والانصار في اجتماع السقيفة بعد وفاته عليه الصلاة والسلام ؟
- ينسبون للسنة ( أن أفضل الصحابة أبوبكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي ) ولو كان هذا الأمر صحيحا فلماذا أعتمد أبوبكر على اختياره واعتمد عمر على الشورى ولم يكن هذا الأمر يخطر ببالهم ؟
وبالنسبة لمفهموم النصر عندي يختلف ، فانا أرى نصر الاسلام في ظهور صورته الصافية والنقية التي تجذب اليها عقول وقلوب البشر فيؤمنون به في أقطاب الأرض ، وليس في اكتساح جيوش المسلمين للامم الاخرى بقيادة خليفة المسلمين الموعود .
ومن ثمار الفهم الصحيح للاسلام أن يتحسن حال المسلمين ( لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) وليس بالضرورة أن يكون هذا الاصلاح ناتجا عن حكومة اسلامية أو خلافة ، " وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا " ومعنى الاستخلاف هنا واضح ولا يستلزم وجود خلافة ، بل سيطرة الدين على القلوب وليس على الاراضي والأقطار ، والأمان هو ناتج طبيعي عن سيادة مفاهيم الاسلام ، ولا يمكن أن يتحقق بالغلبة العسكرية والاحتلال القسري للشعوب الأخرى لأنها ستسعى دوما لانفكاكها عن جسم الخلافة الاسلامية ، كما حدث لدول البلقان التي أستقلت عن الامبراطورية العثمانية ، وخلّف ذلك كرها للاسلام في تلك البقاع ، ورأينا نتيجته في مجازر الصرب لمسلمي البوسنة ، وكذلك ما فعله الاسبان قبلهم من تشريد وطرد لمسلمي الأندلس ، ولنا في كل هذه الاحداث عبرة ، في أن القوة والغلبة والسيطرة في الاسلام يجب أن تكون روحية
وأن ضمان بقاء الاسلام ليس في وجود خلافة مركزية بقدر ما هو وجود الايمان متجذرا في قلوبهم فحيثما كان هناك مسلمون في بقاع الارض كان هناك اسلام بغض النظر عن وجودهم تحت مظلة الخلافة .

تحياتي ..

اخي الكريم عربي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اريد ان اعلق على نقطتين فقط مما ذكرت في موضوعك وهما :
1-لقد قلت بأن االإصلاح يبدأ بالفرد واستدللت على قولك بالآية الكريمة ( إن الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) وهذا صحبح لو اردنا ان نصلح الفرد اما عندما نريد اصلاح المجتمع فإن هذا الامر لا يستقيم لأن المجتمع ليس مجموعة من الافراد بل هو مجموعة من الافراد بينهم علاقات دائمة فوجود 100000 شخص يشاهدون مباراة عالمية لايشكلون مجتمع بل هم عبارة عن جماعة التقوا لامر مشترك وهو مشاهدة مباراة وينفضون بعدها فلا توجد بينهم علاقة دائمة بينما قرية صغيرة لا يزيد سكانها عن 500 شخص يكونون مجتمعا لوجود العلاقات الدائمة بين الناس والعلاقة الدائمة تحددها المصلحة وحتى تنتج المصلحة علاقة دائمة فيجب ان تتوحد الافكار والمشاعر والانظمة حول هذه المصلحة فالمجتمع يوصف بحسب العلاقات الداثمية بين الناس اي بحسب الافكار والمشاعر والانظمة المطبقة فأن كانت اسلامية كان المجتمع اسلاميا ولو كان اغلب افراده غير مسلمين اما ان لم تكن العلاقات اسلامية فلا يكون مجتمعا اسلاميا ولو كان جل افراده من المسلمين وبالتالي فإن فساد المجتمع ليس اتيا من فساد الافراد بل من فساد العلاقات اي من فساد الافكار والمشاعر والانظمة وبالتالي فإن اصلاح المجتمع يكون بتغيير العلاقات من علاقات رأسمالية كافرة الى علاقات اسلامية اما الاية التي ذكرتها فتعني أن سلوك الانسان المنخفض فكريا لا يمكن ان يتغير الا بتغير مفاهيمه اولا .
2- النقطة الثانية انك قلت بأن نظام الخلافة ليس هو النظام الافضل لتمثيل الاسلام بل هو اكبر مشوه للاسلام في هذا العصر ودللت على رأيك بالإساءات التي حصلت زمن الدولة العثمانية والنظام المطبق في افغانستان حيث اعتبرته تظاما اسلاميا فأقول ان الخلافة هي رئاسة عامة لجميع المسلمين لتطبيق الاسلام على كل من يحمل التابعية الاسلامية مسلما كان ام كافرا في الداخل وحمل الدعوة الى العالم والخلافي ايجادها فرض على المسلمين وادلتها واضحة فب الكتاب والسنة اما من الكتاب فالادلة على وجوب الحكم بما انزل الله كثيرة منها قوله تعالى ( فما اختلفتم فيه من شيء فحكمه الى الله ) وقوله ( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم .... ) والايات التي تطلب من المسلمين اقامة الحدود والقصاص وكافة الاحكام وتطلب ايجاد من يقيمها .
اما من الستة فقوله عليه السلام ( من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية ) وقوله ايضا ( من بايع اماما فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه ان استطاع فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر ) وقوله ابضا ( اذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما ) فالحديثان الاخيران يدلان على وجوب وجود خليفة واحد فقط للمسلمين اي ان يكونوا دولة واحدة لا دولا .
اما قولك باختلاف الصحابة فإنهم اختلفوا على من سيكون الخليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم اي من يصلح ومن الاحق بهذا الامر ولم يختلفوا على وجوب وجود الخليفة .
الخليفة اخي الكريم ليس ظل الله في الارض لأنه غير معصوم بل هو بشر يخطئ ويصيب يحسن وبسيء فأبو بكر الصديق رضي الله عنه بعد ان تولى الخلافة قال غي خطبة له ( ان احسنت فأعينوني وإن أسأت فقوموني اطيعوني ما اطعت الله فيكم فإن عصيته فلا طاعة لي عليكم ) وعمر يفول ( من رأى منكم في اعوجاجا فليقومه ) ومن هنا نقول ان الدولة الاسلامية دولة بشرية وليست دولة الهية فلا كهنوت ولا رجال دين في الاسلام .
هذا ما عندي اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم .