مشاهدة النسخة كاملة : ما الدليل على ان الكون و الانسان و الحياة تحتاج الى منظم ينظمها ؟
ما الدليل على ان الكون و الانسان و الحياة تحتاج الى منظم ينظمها ؟
فرج الطحان
04-12-2011, 01:26 PM
من المسلم به أن لكل حادث محدث، ولكل فعل فاعل. وهذه حقيقة عقلية.
ومن المسلم به كذلك أن الكون والإنسان والحياة، كلها محدَثات، والمحدَث لا بد له من محدِث، والمحدِث هو الخالق.
وكون هذه الأشياء التي يقع عليها الحس محدَثة، وهي في نفس الوقت منظمة بإحكام؛ أي أنها تسير وفق نظام مخصوص لا تتخلف، كان الخالق الذي أوجدها من عدم قادراً وعالماً وحكيماً.
ولما كان الكون يسير في نظام دقيق لا يحدث عنه اضطراب أو خلل، ولما كان الإنسان بما أودع الخالق فيه من قوى عضوية وعقلية بحيث يسير وفق الحياة سيراً طبيعياً، ولما كانت الحياة نفسها منظمة مذ بدئها وحتى منتهاها في الأشياء الحية، كان الحديث عن التنظيم ليس من جهة قيام هذه الأشياء وهي الكون والإنسان والحياة وفق نظام معين مخصوص تسير عليه جبراً عنها، وإنما الحديث عن تنظيم إشباع حاجات هذا الإنسان وغرائزه.
فالنظام هنا هو تنظيم حاجات وغرائز هذا الإنسان الذي يحيا في الكون.
ذلك أن إشباع الإنسان لغرائزه وحاجاته العضوية أمر حتمي، وهذا الإشباع إذا سار دون نظام يؤدي إلى الإشباع الخطأ أو الشاذ ويسبب شقاء الإنسان، فلا بد من نظام ينظم غرائز الإنسان وحاجاته العضوية، وهذا النظام لا يأتي من الإنسان؛ لأن فهمه لتنظيم غرائز الإنسان وحاجاته العضوية عرضة للتفاوت والاختلاف والتناقض والتأثر بالبيئة التي يعيش فيها، فإذا تُرك ذلك له كان النظام عرضة للتفاوت والاختلاف والتناقض وأدى إلى شقاء الإنسان، فلا بد أن يكون النظام من الله تعالى.
هذا البرهان العقلي هو الدليل على أن إشباع الإنسان لغرائزه وحاجاته العضوية يحتاج إلى منظم ينظمها، وهو الخالق جل في علاه.
والسلام عليكم
كلامك اخي الكريم صحيح ومقنع ، لكن انا اريد البرهان على ان على الانسان ان ينظم حياته سواء كان هو المنظم او غيره ، ما الدليل على ان الانسان يحتاج الى منظم ينظم له اشباع ؟
فرج الطحان
04-12-2011, 02:40 PM
كلامك اخي الكريم صحيح ومقنع ، لكن انا اريد البرهان على ان على الانسان ان ينظم حياته سواء كان هو المنظم او غيره ، ما الدليل على ان الانسان يحتاج الى منظم ينظم له اشباع ؟
بارك الله فيك..
إشباع الإنسان لغرائزه وحاجاته العضوية، ليست مرتبطة بالفرد من حيث فرد. وإنما هذا الإشباع يتعلق به وبغيره.
بمعنى أن إشباع حاجة الجوع تحتاج إلى الطعام، والطعام إما أن ينتجه الفرد أو يعتمد على آخرين في الحصول عليه، وهذا الاعتماد يحتاج إلى تنظيم، ولا يصلح أن يكون من غير تنظيم، وإلا عاش الإنسان حالة من الصراع في الحصول على ما يشبع حاجاته وغرائزه؛ لذلك كان من الطبيعي أن يحصل اتفاق أو توافق على كيفية الإشباع. بحيث تتوحد النظرة إلى الشيء من حيث كونه يشبع أو لا يشبع، وكيفية الحصول عليه. وهذا إن ترك للإنسان فإنه عرضة للتفاوت والاختلاف والتناقض والتأثر بالبيئة، وهي حالة فوضى لا تزيد عن حالة الصراع الأولى. لذلك كان من المحتم تنظيم عملية الإشباع وفقاً لعلاقات ومصالح تتوحد عليها النظرة، وسواء أكانت من وضع الإنسان أو من الخالق المدبر، فالإنسان لا يمكن أن يستقيم عيشه دون تنظيم إشباع حاجاته وغرائزه؛ أي تنظيم علاقاته.
والدليل السابق في المداخلة السابقة، يحتم أن يكون هذا التنظيم ليس من الإنسان وإنما من خالق الإنسان.
والسلام عليكم
نعم جزاك الله كل خير يا طيب
vBulletin® v4.0.2, Copyright ©2000-2024, Jelsoft Enterprises Ltd.