المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اختيار منصف المرزوقي رئيسا للجمهورية التونسية



فرج الطحان
20-11-2011, 10:57 AM
اختيار منصف المرزوقي رئيسا للجمهورية التونسية
ذكرت وسائل اعلام عربية "أن حركة النهضة الاسلامية في تونس وحزب المؤتمر من اجل الجمهورية اتفقا على تكليف المنصف المرزوقي (66 عاما) رئيسا للجمهورية التونسية. ويشغل المرزوقي حاليا منصب امين عام حزب المؤتمر" - حسبما ذكرت وسائل اعلام عربية.
وتابعت نفس المصادر: "يعتبر منصب رئيس الجمهورية أهم منصب سياسي في تونس إذ يتولى من يشغله قيادة القوات المسلحة (جيوش البر والبحر والجو) وتعيين وعزل الوزراء والمصادقة على القوانين. وسيصبح المرزوقي خامس رئيس لتونس منذ استقلال البلاد عن الاستعمار الفرنسي في 20 مارس 1956. وسيخلف المرزوقي الرئيس التونسي المؤقت فؤاد المبزع ( 78 عاما ) الذي تسلم الرئاسة يوم 15 يناير 2011" - حسبما ذكرت المصادر.

وكالات

جاء في منشورات حزب التحرير ما نصه:

وبالتدقيق في الحالة التونسية يتبين أن هناك بعض المعطيات والتي تشير إلى قرب حدوث بعض التغييرات، وبخاصة بعد تأسيس جبهة باتت تزداد اتساعاً تطلق على نفسها اسم "حركة 18 أكتوبر للحقوق والحريات" حيث مضى على تأسيسها عام ونيف، واللافت أنها تضم إلى جانب الأحزاب العلمانية واليسارية "حركة النهضة" ذات التوجه الإسلامي، والموصوفة بأنها حركة إسلامية "معتدلة" إضافة لجمعيات حقوقية .. وقد برزت مطالبة تلك الجبهة بحرية تأسيس الأحزاب وحرية التعبير والإعلام والصحافة وإطلاق سراح السجناء السياسيين وإعادة الاعتبار لمن خرجوا طالبين اللجوء السياسي .. ومن المتوقع أن تأخذ الحركة شكلاً رسمياً فعلاً في المستقبل القريب. ومن المعطيات المهمة لإنجاز التغييرات هو تأكد مرض الرئيس بن علي. لذلك فإنه من المرشح أن يكون "المنصف المرزوقي" رئيس حزب "المؤتمر من أجل الجمهورية" والذي يطالب بإيجاد حكومة انتقالية "تعيد للحوار مكانته..." هو مرشح الحركة (18 أكتوبر) لرئاسة الحكومة المتوقعة بعد مسرحية تخرجها أميركا لاستبعاد التيار الاستئصالي المسيطر على الحكومة الحالية، واحتواء تيار "الإسلام المعتدل" الذي سيغطي ظهوره على الساحة في تونس من جديد على التيارات الإسلامية "المتطرفة" وينسجم ذلك تماماً مع توجهات أميركا لاستخدام ما يسمى بالتيار الإسلامي المعتدل لتنفيذ مشروعها للشرق الأوسط الكبير؛ لقطع الطريق على أي تغيير حقيقي وجذري، وتنفيس المشاعر الإسلامية من خلال ما يسمى بالتيار الإسلامي المعتدل، والذي سيقوم بمهمة تمييع الفكر الإسلامي النقي، ودمجه مع الفكر الغربي المراد استقراره في العقول كما يخطط لذلك ويهيأ له.

28/ذي الحجة/1427هـ
17/1/2007م

سيفي دولتي
20-11-2011, 01:37 PM
أين أنت يا دار السلام .. ؟؟!!

والله ثم والله ثم والله ..

في كل يوم جديد أشعر بصوابية الفكر التحريري الذي دسّوا عليه الدسائس
وفتنوا عنه شباب الأمة وأوجعوه ضربا وتأليبا عليه !! سيبقى الحزب منارة
للأمة وهاديا لها بعون الله إلى طريق الحق وإقامة الخلافة بإذن الله والله غالب
على أمره .. وسيعلم الذين كفروا أيّ منقلب ينقلبون ..

طارق بن زياد
20-11-2011, 08:59 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

بارك الله في شباب حزب التحرير و جعلهم منارة الأمة و أيدهم الله بنصر عزيز من لدنه ، لأنهم حقا يستحقون أن يقودوا الأمة نحو نهضة شاملة.
أول مرة لما طرح أخونا الكريم سيفي دولتي موضوعا بتنبأ حزب التحرير بالثورات العربية ، حسبته يمزح لأنه لما حدثت الثورات استعملت بعض مفاهيمي السياسية التي كنت قد اكتسبتها من حزب المهندس لما كنت معه ، و الحمد لله إستطعت بهذه المعولمات البسيطة أن أحكم انها صناعة أمريكية ، لكن لما اطلعت على نشرات حزب التحرير و التي كانت وصلتني عن طريق أحد ما يسميه عطا الناكثين لم أعرها أي إهتمام و كان ذلك 2007 .لكن لما رجعت إليها بعد قراءة موضوع أخو نا الكريم سيفي دولتي و جدتها فعلا تظهر على أن حزب التحرير هو الذي أميره عبد الكريم يوسف و ليس عطا ابو رشتة و إن وصل أتباعه الملايين .
منذ تلك اللحظة و أنا أزداد ثقة بالحزب بعدما كنت فقدت الثقة في الجميع . و ها هو اليوم يصدق تنبأه مرة أخرى و لكن هذه المرة جاء تنبأه دقيقا جدا ، لا يحتمل أي تأويل فلله دركم يا شباب التحرير.

فأين أنتم يا من تطعنون في تحاليل الحزب ،فليس بعد هذا إلا الضلال السياسي.

المحرر السياسي
20-11-2011, 11:06 PM
الأخوة الأفاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
لقد سبق لحزب التحرير أن كشف عدة أحداث سياسية قبل حدوثها، وبسنوات، وكشف ما ستؤول إليه الأوضاع في تونس، ليس أولها ولا آخرها، ومن هذه الأحداث التي كشفها حزب التحرير على سبيل المثال:

1_ دخول حماس للسلطة عبر الانتخابات:
فقد ورد في نشرة التعليق السياسي الصادرة بتاريخ 26/جمادى الأولى/1422هـ الموافق 16/آب/2001م ما نصه:
(تسعى السلطة الفلسطينية إلى توسيع قاعدة المشاركة السياسية لتشمل كافة أطياف الشارع الفلسطيني عبر جر حركات وفصائل المعارضة الفلسطينية للمشاركة في حكومة فلسطينية قادمة، والتي سيكون دورها تمثيل كافة أطياف الشارع الفلسطيني في التوقيع على اتفاقيات الحل النهائي للقضية الفلسطينية) وجاء في نفس النشرة ما نصه:
(هذه بعض التصريحات التي صرح بها مسؤولون رفيعو المستوى من كل من حركة فتح والسلطة الفلسطينية والتي تدل بشكل لا لبس فيه على محاولة جر القوى الفلسطينية المختلفة المشاركة في الانتفاضة الفلسطينية لإشراكها في الحكومة القادمة والتي سيكون الهدف من تشكيلها هو توقيع اتفاقيات الحل النهائي مما يكسبها الشرعية التي يسعون إلى تحقيقها بقبولها على المستوى الشعبي ، حيث أن توقيع هذه المنظمات على الحل النهائي يعني موافقة غالبية الشارع الفلسطيني على هذه الاتفاقيات .
هذا هو السبب الحقيقي الكامن وراء دعوة أمين سر حركة فتح ووزير الإعلام الفلسطيني، إذ أن القضية الفلسطينية الآن في دور التصفية كما هو واضح للعيان وهذا يجعل المتآمرين بحاجة إلى موافقة جميع الفصائل الفلسطينية التي تمثل الشارع الفلسطيني، لذلك كان لا بد من العمل على احتواء هذه المنظمات الفاعلة على الساحة الفلسطينية).

2_ كشف عملية احتواء فصائل المقاومة الفلسطينية:
فقد ورد في نشرة التعليق السياسي الصادرة بتاريخ 26/جمادى الأولى/1422هـ الموافق 16/آب/2001م ما نصه:
(أما السير في احتواء هذه المنظمات فإنه يجري في خطين، الأول هو تصفية القياديين الناشطين من قيادات هذه المنظمات، وفي الوقت نفسه يجري إبراز القياديين المعتدلين _ المنادين بالحل المرحلي _ بحيث تكون لهم اليد الطولى داخل هذه المنظمات، أما الثاني فهو جر هذه المنظمات للمشاركة في أجهزة السلطة الفلسطينية مقدمة لدمجها في الحياة السياسية في كيان الدولة الفلسطينية المزمع إنشاؤه).

3_ كشف خطة أميركا لغزو العراق سنة 2003:
فقد ورد في نشرة نــداء
أيها المسلمون .. إما أن تكونوا مع الإسلام أو تكونوا مع أميركا
أيها المسلمون من أهل القوة والنجدة .. إما أن تسلِّموا الحكم لحزب التحرير أو تسلموه لأميركا

الصادرة بتاريخ 3 ذو القعدة 1423هـ الموافق 6/1/2003م ما نصه:
(منذ أشهر والولايات المتحدة الأميركية تحضر عمليا لغزو جديد للبلاد الإسلامية، والتخلص من بعض الأنظمة التي أوجدتها ومكنتها من البقاء والاستمرار في الحكم، وحمتها دوليا إبان فترة الصراع الإنجلو أميركي على المنطقة، والتي أصبحت تتهمها حاليا بأنها أنظمة حكم ديكتاتورية تشكل خطرا على المصالح الأميركية، وهي تقصد من ذلك الولوج إلى بقية المنطقة عسكريا والسيطرة عليها أمنيا لتتمكن من السير في قلع الإسلام من نفوس المسلمين عن قرب، وتركيز مفاهيم حضارتها الغربية وقيمها الفاسدة بينهم، ولتحول دون أي تحرك مخلص يخلَص المنطقة وأهلها من نيرها وخطر عملائها.
فهي بعد العمليات العسكرية الهائلة في أفغانستان، وبعد وضع يدها على ذلك البلد حتى يكون مركزا لانطلاقها في أقصى الشرق الإسلامي، تعمل أميركا الآن لوضع يدها على العراق حتى يكون مركزا لانطلاقها في قلب الشرق الإسلامي، لذلك فإنه من التضليل أن يقال عن كل تلك التحضيرات السياسية والعسكرية أنها تستهدف التخلص من نظام صدام حسين _ الذي خدمها طويلا _ فحسب، أو تستهدف نزع أسلحة الدمار الشامل التي تقول واشنطن أنه يمتلكها، ذلك أن تلك التحضيرات والتجهيزات والحشودات التي تقوم بها أميركا في المنطقة ليست على مستوى تكتيكي، حتى يقال أن الهدف من ذلك هو إزالة نظام صدام أو نزع أسلحته، بل إن هذه الأعمال هي في حقيقتها تحضيرات لسياسة تسعى أميركا من خلالها إلى تحقيق عدة أهداف استراتيجية ؛ فهي أولا تسعى للسيطرة على المنطقة عسكريا وأمنيا، وهذا واضح من التواجد الكثيف للقوات الأميركية من خلال القواعد العسكرية الضخمة الموجودة والتي يحضر لإيجادها أيضا، سواء في الكويت أو قطر أو البحرين أو السعودية أو حتى تركيا والأردن، وما ستنشئه من قواعد في العراق بعد احتلاله عسكريا، وقواعدها الموجودة في منطقة القرن الأفريقي في كل من جيبوتي وإريتريا. كل ذلك يدل على أن أميركا تريد الهيمنة على المنطقة عسكريا، ومن الناحية الأمنية فإنها تحت ذريعة "سياسة مكافحة الإرهاب" قامت بربط الأجهزة الأمنية العربية بالمخابرات المركزية الأميركية، وهذا واضح من التعاون الكامل الذي تقوم به الأنظمة مع الاستخبارات الأميركية لمطاردة من تسميهم واشنطن بـ "الإرهابيين"، فجهاز الأمن السياسي اليمني تحول إلى أحد أقسام وكالة المخابرات الأميركية، أما المخابرات الأردنية والمصرية فقد تحولت إلى مركز جمع معلومات وتحقيق لمصلحة المخابرات الأميركية، أما الاستخبارات السعودية والخليجية عامة فقد تحولت إلى جهاز أمني أميركي لمتابعة نشاطات من يبدي العداء لأميركا والقبض عليهم وتسليمهم لها، وهكذا جميع الأجهزة الأمنية العربية، وهي إذ تسيطر على الناحية العسكرية والأمنية في المنطقة فإنها تكون قد استكملت التحضير لتحقيق الهدف الآخر من هذه الأعمال، وهو البدء بتطهير المنطقة حضاريا من أي مظهر يؤسس للإسلام سواء كانت هذه المظاهر مناهج تعليمية أو كانت حركات إسلامية أو كانت تشريعات مأخوذة من الإسلام، وفي المقابل تعمل بكل قوة لغرس مفاهيم الحضارة الغربية من "ديموقراطية" و"عولمة" و"حقوق إنسان" و"حريات" و"تحرير مرأة" و"سياسات اقتصادية" مرتبطة تمويلا وتخطيطا بالمؤسسات الدولية كصندوق النقد والبنك الدوليين، ما يؤدي إلى تكريس الحضارة الغربية وطمس حضارة الإسلام عند المسلمين وإضعاف إرادتهم لإيجادها في معترك الحياة فيسهل عليها قيادتهم وإخضاعهم لها من جهة، وإبقاء الهيمنة الاقتصادية الغربية على بلادهم حتى تظل موردا للمواد الخام وسوقا استهلاكية لشركاتهم العملاقة، مع تكبيلهم باتفاقيات اقتصادية تمنعهم من التصنيع الحقيقي الذي يجعل لهم مكانا بين الأمم من جهة أخرى .
فهي تتخذ بالفعل من غزو العراق بوابة للولوج منها إلى المنطقة، حيث سيكون تغيير نظام الحكم في العراق بالقوة العسكرية سابقة لأعمال أخرى مشابهة ستمتد إلى بقية دول المنطقة، بحيث ترتب فيه المنطقة ترتيبا يضمن لها زيادة إضعاف دولها، والهدف من ذلك هو إبقاء المنطقة في حالة يستحيل معها أن تهدد أية دولة من دولها المصالح الأميركية في المنطقة إذا ما أخذ المخلصون من أبناء الأمة الإسلامية الحكم في إحدى دولها، وبحيث تبقي أميركا كل دولة ضعيفة ومهددة ولا تملك أمان نفسها، بل ترتبط معها بسلسلة من الاتفاقيات العسكرية والأمنية التي تبقيها منزوعة السيادة وتحت الوصاية والحماية الأميركيتين)

4_ حدوث الثورات الشعبية في المنطقة:
فقد ورد في نشرة التعليق السياسي الصادرة بتاريخ 20/محرم/1426هـ الموافق 1/3/2005م ما نصه:
(أما أبرز معالم المرحلة الحالية في تنفيذ أميركا لخططها تجاه المنطقة، فيبدو أنها ستكون معنونة بما ظهر على شاشة تلفزيون الجزيرة " .. التغيير الشعبي" حيث يعني ذلك تمكين الشعوب من أخذ زمام المبادرة بيدها، وهو ما ستستعيض به أميركا عن التدخل العسكري المباشر ونشر الجنود داخل المدن بخاصة، وهو الدرس الذي يبدو أنها لا تريد تكراره بعد التجربة المريرة التي خاضتها وما زالت في العراق).

5_ استعمال الأخوان المسلمين وإيصالهم إلى الحكم لتنفيذ مشروع الشرق الأوسط الكبير:
فقد ورد في نشرة دردشات الصادرة بتاريخ 28/شوال/1426هـ الموافق 30/11/2005م ما نصه:
(والملاحظ أن الأخوان سيكون لهم دورٌ في المخطط الأميركي لإعادة صياغة المنطقة، فأميركا تعول على دور الأخوان باعتبارهم يطرحون "الإسلام المعتدل" الذي لا يتعارض مع ما تطرحه من مفاهيم الديموقراطية والتعددية وقبول الآخر، ويظهر هذا الدور للإخوان في العراق والأردن إضافة إلى دور حماس في فلسطين التي تسعى للانخراط في العملية السياسية والمشاركة في انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني).

هذا غيض من فيض مما كشفه حزب التحرير ونبه على حدوثه، وقد تتالى ما نبه إليه من حيث الحدوث.. ومع ذلك فإنه لا يستبعد إخفاق انطباق ما حلله الحزب على الواقع في بعض الأحداث، غير أن كثيراً من آراء الحزب وتحليلاته السياسية كانت تنطبق على الواقع، فتدل على دقة في الفهم واستشراف صحيح للأحداث، مع وعي كامل على الموقف الدولي والسياسة الدولية، وخطط أميركا في العالم.
وكان حزب التحرير قد أصدر مجموعة من الإصدارات معنونة بـ"معلومات للشباب" تضمنت:
1_ معلومات عن أميركا وتفردها في الموقف الدولي وخططها السياسية وأهم الأساليب والوسائل التي تستخدمها.
2_ معلومات عن المخطط الأميركي لآسيا
1. جنوب آسيا: قضية كشمير والقمة الباكستانية الهندية
3_ معلومات عن المخطط الأميركي لآسيا
2. شرق آسيا: السياسة الأميركية تجاه الصين. خطوطها وأهدافها، وسائلها وأساليبها
4_ معلومات عن المخطط الأميركي لآسيا
3_ آسيا الوسطى وروسيا
أ. آسيا الوسطى
5_ معلومات عن المخطط الأميركي لآسيا
3_آسيا الوسطى وروسيا
ب. روسيا ( القسم الأول )
6_ معلومات للشباب عن المخطط الأميركي لقارة إفريقيا.
بالإضافة للتغطية المتتابعة لأحداث منطقة الشرق الأوسط ومتابعة خطط أميركا وأساليب تنفيذ خططها في هذه المنطقة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سهل ممتنع
21-11-2011, 12:05 AM
[QUOTE=المحرر السياسي;10819]الأخوة الأفاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
لقد سبق لحزب التحرير أن كشف عدة أحداث سياسية قبل حدوثها، وبسنوات، وكشف ما ستؤول إليه الأوضاع في تونس، ليس أولها ولا آخرها، ومن هذه الأحداث التي كشفها حزب التحرير على سبيل المثال:[QUOTE
[COLOR="Blue"][SIZE="6"]ارغب ان تفكر معي يا سياسي مفكر في ما صدر من حزب التحرير ومقارنته مع ما صدر من حزب تحرير عطا من ان امريكا تعمل على تثبيت عملائها في مواجهة الثورات المباركه على حد وصف حزب عطا هذا من جهة وأترك لك التعقيب في هذا الجزء وباقي المواضيع التي طرحت لاني لست ببعيد العهد من حزب عطا وكل ما كان عندنا هو صراع بريطاني امريكي وان امريكا تحتضر بعد سقوطها في افغانستان والعراق وما صور لنا من ان الثورات المباركه هي بدأ بزوغ فجر الخلافه ونهاية امريكا بالقضاء على عملائها بهذه الثورات المتفجره بإرادة الشعوب ها هو قد بدأ قطف ثمار الثورات على سبيل المثال في تونس وبعدها مصر وبعدها ......وكله تغير بأسم الاسلام وأيدي الاسلامين

بسيط
21-11-2011, 04:21 AM
لله دركم يا شباب حزب التحرير أكاد أجزم أن لا أحد يفهم السياسة غيركم .بوركتم يا أهل الخير

الأوراسي
22-11-2011, 02:54 PM
هذه مقالة للمنصف المرزوقي لتعرفوه جيدا كيف يفكّر، فترشيحه لم يكن جزافا، بل هو من يصلح للعمل والتنسيق مع الحركات الإسلامية المعتدلة...وهو وأمثاله هم العملاء الجدد الذين ستوصلهم أمريكا للحكم


الصراع على العقول والقلوب العربية : معارك الحاضر والمستقبل

د .منصف المرزوقي*

لا تنهار النظم السياسية في فضاء الواقع يوما إلا لأنها انهارت هي الأخرى عقودا طويلة قبل تمكنها من السلطة في قلوب وعقول ولدت فيها بنفس الصمت الرهيب الأنظمة السياسية الجديدة. فالثورة الفرنسية لم تخرج من الفراغ وإنما بعد أن دكت مدافع رجل اسمه روسو وآخر اسمه فولتير قلعة الاستبداد ونزعت عنها حصانة المحبة والتقبل. كذلك دكت كتابات رجل اسمه ماركس حصون روسيا القيصرية مثلما ألحقت كتابات زينوفييف وساكاروف وسولجينتسين الضررالفادح بجدران الكرملين. بالطبع، هؤلاء الكتاب ليسوا أسباب التغيير وإنما جزء أساسي منه يبلورون حالة جديدة من الوعي الجماعي ويضعون حاجياته المبهمة في قالب تصورات ومشاريع تتجمع حولها القوى السياسية الواعدة.
الثابت أن هذه القوى السياسية لا تبلور مشاريعها إلا على قاعدة أفكار نظرية ومواقف عاطفية وخيارات أخلاقية غزت العقول والقلوب معيدة تشكيل ما كان يسكنها سابقا من أفكار وخيارات ومواقف. وعندما تسود هذه الحالة الجديدة وتتعمق وتنتشر فإنها تصبح المحرك الفعال لكل الانتصارات السياسية.
هذا ما جعل الفيلسوف الماركسي الفرنسي ألتوسر يقول أن المعارك النظرية معارك سياسية في النظرية بما أن الهدف الحقيقي تمرير البرامج التي ستصنع واقعا اجتماعيا وسياسيا قد يقلب رأسا على عقب حياة ملايين البشر. لنتذكر في هذا المجال الدور الخطير الذي لعبته كتابات ساطع الحصري وميشيل عفلق وزكي الأرسوزي في ما سيصبح يوما النظام البعثي الذي جّر بتطبيقاته لهذا الفكر الدمار على الشعب السوري والعراقي، أو دور كتابات ابن تيمية والمودودي و سيد قطب في ما يحدث اليوم، أو دور ماركس وانجلس على ما حصل في ما كان يسمى بالاتحاد السوفياتي، أو ماو تسي تونغ في الصين، الخ.
لا غرابة أن يشتدّ في الظروف الانتقالية الصعبة الصراع على العقول والقلوب، حيث لكل طرف وصفته لإنقاذ الإنسان العربي من مأساته وتمكين الأمة من العودة إلى ساحة الفعل التاريخي بجانب كبرى الأمم بعد أن أزيحت جانبا وساهمت بخياراتها الفاشلة طوال القرن العشرين في هذا التهميش.
ربما سيقوم يوما مؤرخون عرب برصد "القوى" الفكرية التي تجندت طوال القرن الواحد والعشرين لاحتلال الفضاء الرمزي تمهيدا لاحتلال الفضاء المحسوس.
لن نتحدث هنا عن المحاولات البائسة التي تعتمدها الإدارة الأمريكية لتحسين صورتها وتمرير مشاريعها عبر شراء الضمائر وتمويل الفضائيات. فهي جزء من انهيار الصورة لا تغييرا لها. وإنما ما يهمنا التيارات القوية التي تتصارع في عمق الوعي العربي لصياغة خياراته المستقبلية.
قد يتوقف البعض من الباحثين عند تغيّر آليات الاقتحام مظهرين كيف انتقلت المبادرة من الكاتب إلى الصحفي ومن الكتب إلى الهوائيات والانترنت. ربما سيفاجئون بأن المرحلة انتهت بأسرع مما كان متوقعا لتعود السلطة للكاتب والكتاب، كون التكنولوجيا الإعلامية تصنع الرأي العام وليس الوعي العامّ .
لو أمكن قراءة مثل هذه الدراسة لبانت الخطوط العريضة للمعارك التي نتخبط داخلها وعرفنا من قادها من الكتاب والصحافيين والمبدعين الفنيين ! ذلك أن الانخراط في العراك اليومي واستحالة التباعد للتنظير من فوق ومن خارج اللحظة الآنية، ما يجعل حتى الأطراف الأكثر نشاطا عاجزة عن تكوين نظرة شاملة عن ساحة المعركة. قد نعيش أحداثا يضخمها الإعلام، لكن سيتبين يوما أنها كانت جعجعة طواحين، في حين أن الأفكار الحاملة لبراعم كبرى التغييرات تتطور بصمت وخارج نطاق الأضواء.
الثابت أن رسم خارطة الصراع الفكري، أي كل ما يكتب في ميدان الفكر السياسي العربي المعاصر بشقه الفجّ أو بتغليفه الذكي، على الورق أو في الفضاء الافتراضي، عمل جبار يتطلب رصدا دقيقا لما ينشر لكل السجال على الهوائيات ولمراكز القوى التي تقف وراء عمليات الكرّ والفرّ. أضف إلى هذا ضرورة المتابعة اللصيقة حيث أننا لسنا أمام بحيرة من الأفكار استقرت على حجم وحالة، وإنما أمام تيار هادر. مما يعني أن على الوصف أن يلهث وراء موضوعه وإلا ثبت الرأي وتحوّل الموضوع. لا شك لدي أن كثير من الدراسات أعدت، أو هي بصدد الإعداد، من قبل كبرى وكالات المخابرات العالمية وخاصة الأمريكية، وأن أموالا باهظة تمول اليوم مثل هذه الأبحاث.
هذا العمل التوثيقي الضخم يفوق إمكانياتي المتواضعة وينتظر المختصين العرب، ناهيك عن أنني لا أتعاطى مع الموضوع من وجهة نظر الأكاديمي، وإنما المحارب الفكري.
السؤال إذن: كيف تبدو الساحة اليوم من هذه الزاوية المحدودة جدا ؟
هي بالنسبة لملاحظ سطحي معركة ضروس بين "الدعوة الإسلامية" و"الدعوة الديمقراطية"، بعد أن انتهت أيديولوجيا الزعيم المفدى وحزبه العتيد وفكره الملهم إلى سلة مهملات التاريخ.
تبدو أيضا وكأنها حسمت لصالح طرف الدعوة الإسلامية التي تهيمن على الساحة بكل المقاييس الموضوعية: من عدد الكتب التي تصدر، إلى عدد مواقع الانترنت، إلى عدد الفضائيات التي تتحكم فيها، إلى الأموال المتوفرة لها. ثمة أيضاً مؤشر عيني لا تخفى أهميته، هو الارتفاع المطرد لعدد المحجبات حتى تحت أشرس النظم المعادية للإسلاميين مثلما هو الأمر في سوريا ومصر وتونس. وبالمقارنة، فإن "الدعوة الحقوقية الديمقراطية " تبدو في وضع بالغ الصعوبة.
بغض النظر عن قضية المنتصر الحالي أو النهائي في صراع لا نهاية له، ما يهم هو فهم الصراع وهوية المتصارعين. ذلك أن القضية أعقد مما تقدمه القراءة السطحية. فإن كان من باب بالغ التبسيط مثلا الحديث عن دعوة إسلامية - والحال أن هناك دعوات إسلامية- وعن دعوة ديمقراطية، التي تعرف هي الأخرى التباين والتعدد، فإنه من بالغ السذاجة الاعتقاد أن أشرس المعارك هي بينهما، والحال أنها داخل كل تيار.
ولأن أهل مكة أدرى بشعابها فسأترك لأصحاب التيار الإسلامي مهمة تحليل القوى المتصارعة داخله علما وأن مصير الكثير من الأشياء على الصعيد السياسي سيتوقف على هوية المنتصر في النزاعات الخطيرة حول ملفات الحداثة والديمقراطية والمرأة والغرب وخيار الحرب أو السلم.
كذلك الأمر داخل التيار الديمقراطي حيث توجد توجهات تشهد هي الأخرى صراعا عميقا . ومن نافلة القول هنا أيضا أن كثير من الأشياء في ستتحدّد في الواقع السياسي على قاعدة غلبة هذا التوجّه أو ذاك.
ما آمل أن يتنبه له الموثقون يوما هو وجود مجموعة ابن عقل.لا لشيء، إلا لأنها تعطي للباحث معلما أو مؤشرا يسمح انطلاقا منه تصنيف القوى المتحاربة داخل التيار الديمقراطي وفهم خلفيات الصراع بينه وبين التيار الإسلامي
لقد تشكلت مجموعة ابن عقل في بداية التسعينات بصفة عفوية، انطلاقا من صداقة نضالية عميقة نشأت في ميدان حقوق الإنسان الإقليمي والدولي بين كاتب هذه السطور من تونس وهيثم مناع من سوريا وفيوليت داغر من لبنان. وقد أطلقت عليها هذا الاسم تيمنا بجد الحركة الحقوقية العربية التي اكتشفته صدفة في "الأغاني". إنه البدوي صعصعة بن ناجي بن عقل الذي كان يجوب الصحاري ستين سنة قبل الإسلام ليفدي بماله الخاص الموؤدات. هذا ما يعطيه في نظري الحق في صفة أول مدافع عربي عن حقوق المرأة وحقوق الطفل وحقوق الإنسان في الحياة والكرامة والمساواة. وهذا ما يقودني للتأكيد على أن المجموعة لا تستلهم فكرها من قيم حقوق الإنسان المعاصرة فحسب، وإنما من تيار قوي داخل الثقافة العربية (حتى ولو غطى عليه التيار الأصولي)، من أهم رموزه ابن المقفع والمعري وابن خلدون والرازي وابن عربي، وقريبا منا أدباء كعبد الرحمن منيف، وشعراء مثل أحمد فؤاد نجم، وفنانين مثل الشيخ إمام وصحافيين مثل عمر بن جلون، وسياسيين مثل المهدي بن بركة ومسرحيين مثل عادل إمام والبزيز، ورواد مستقبل مثل الشهيد الخالد عبد الرحمن الكواكبي.
أسست هذه النواة اللجنة العربية لحقوق الإنسان سنة 1998 على قاعدة الاستقلالية المادية والسياسية التامة وتوسعت سريعا لعدد من المفكرين والناشطين الحقوقيين، لهم كلهم باع طويل منذ السبعينات في النضال ضد استبداد، هو اليوم بمثابة حيوان بالغ الخطورة لأنه محشور في الزاوية وجريح، لكنه مؤهل للموت مهما طالت فترة الاحتضار، وقد مني بالضربة القاضية داخل جلّ العقول والقلوب العربية.
لكن ما لا يغيب عن مجموعة ابن عقل أن الهزيمة النكراء التي ألحقوها بالاستبداد، مع كل القوى المجتمعية التي تحالفت ضد النظم البغيضة، لم تتجاوز السطح. أي تعرية وتبغيض الاستبداد السياسي، وعلى وجه التحديد الاستبداد باسم الوطنية وباسم الاشتراكية وباسم القومية. لكن ما يجري في عمق الثقافة وقدرتها على إنتاج شكل جديد منه هو الاستبداد باسم الدين، قضية لم تحسم بعد.
لقد اعتبرت المجموعة أن نشر البيانات والتقارير عن حالة حقوق الإنسان العربي جزء من مهمة أوسع، ألا وهي نشر ثقافة حقوقية ديمقراطية محلية. هكذا دخلت مرحلة "تصنيع" فكر ديمقراطي حقوقي عربي، عبر الكتابة المتواصلة لأعضائها ونشر كل ما من شأنه أن يدعم خياراتها النظرية – السياسية. فأصدرت مؤسسة النشر التي أسستها إلى حد الآن قرابة الأربعين كتابا. كما لموقع زاره أكثر من مليون شخص لحدّ الساعة ( www.achr.nu)، إضافة للمشاركة النشطة لأعضائها في مساجلات الهوائيات والصحف والندوات المتكاثرة بصفة منعشة، تعبر عن صحوة فكرية حقيقية.
قد يكون من الصعب تلخيص الأفكار التي تناضل المجموعة لغرسها في الوعي العربي، لكنه يمكن رصد أهدافها الرئيسية الثلاثة، بما سيمكننا في نفس الوقت من فهم أدق للقوى المتصارعة حاليا في الساحة الفكرية السياسية العربية.

يتبع

الأوراسي
22-11-2011, 03:04 PM
تابع

فكّ ارتباط الدمقرطة بسياسة كبرى الدول الغربية
إن الإعاقة الكبرى التي يعاني منها المشروع الحقوقي - الديمقراطي العربي، في تحليل مجموعة ابن عقل، هو ارتباطه في ذهن العرب بمصدره الليبرالي والغربي. وطالما لم يقع فكّ هذا الارتباط في الوعي الجماعي، فإن حظوظه في الحياة شبه معدومة. وعليه، يصبح دور الديمقراطيين العرب من مفكرين وإعلاميين بلورة تيار فكري سياسي مبني على التذكير الدائم بأن الديمقراطية هي حقوق الإنسان السياسية الواردة في الفصول 18، 19، 20 ،21 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. أنها مرتبطة أوثق الارتباط بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية، وهي في خدمتها لا بديلا عنها. كذلك ضرورة تذكير العرب دون كلل أن الديمقراطية، مثل الإعلامية، تقنية فعالة ومتقدمة في حكم الشعوب، يجب أن لا نتركها بحجة مصدرها وإلا حكمنا على أنفسنا بالتخلف الأبدي. كذلك أنّ أكبر ديمقراطية في العالم هي الهند، وأن الغرب حارب الديمقراطية من منتصف القرن التاسع عشر إلى منتصف القرن العشرين بأشكال متواصلة. كما وأنه هو الذي أعطى للعالم أفظع الديكتاتوريات، وأن حكومات كبرى الدول الغربية( لا مجتمعاته المدنية حليفتنا الطبيعية) كانت ولا تزال أكبر حليف لكل الدكتاتوريات في العالم، وأننا لا ننقل الديمقراطية عنها وإنما ننتزعها منها ونفرضها عليها، وأنها ضد انتصاب الديمقراطية عندنا لأن هذا سيضرب مصالحها في الصميم، وأنه من الغباء انتظار أي عطية منها لا تخدم مصالحها.
بهذا الصدد، كتبت في جريدة "الحياة" عند الغزو الأمريكي للعراق أن هذا الغزو قد يكون قبلة الموت للمشروع الديمقراطي العربي. وأخشى ما أخشاه أنني لم أكن مبالغا في تشاؤمي. فقد دمّر هذا الغزو المجرم حصاد سنوات من العمل البطيء العميق الصامت الذي حققته الحركة الديمقراطية والحقوقية العربية بدءا من نهاية السبعينات. فقد فرضت لغتها حتى على أعداء الديمقراطية الذين اضطرتهم لتبنيها ظاهريا، وكوّنت الجمعيات الحقوقية والأحزاب الديمقراطية، وغزت شيئا فشيئا وسائل الإعلام فاضحة بشاعة الاستبداد وعلى رأسه استبداد طاغية بغداد. إلا أن التدخل للإدراة الأمريكية الحالية مسح جلّ المكتسبات، بل وأعطى للدكتاتور المخلوع ظروف تخفيف رجعية وحتى صكّ براءة، وهو يظهر نظامه رحمة بالمقارنة مع الجحيم الذي يعيش فيه اليوم الشعب العراقي. أضف إلى هذا السيرك التعيس المتواصل تحت أنظار ملايين المشاهدين العرب في كل نشرة أخبار لديمقراطية مبنية على أحزاب طائفية وانتخابات "حرة " تحت الاحتلال، ومهزلة حكومة لا تتكون إلا بعد أشهر وعاجزة عن توفير أبسط متطلبات العيش. ربما شكلت الانتخابات الفلسطينية مرحلة حاسمة في ضرب صورة كبرى الدول الغربية للمشروع الديمقراطي العربي وهي تظهر خساسة أخلاقية منقطعة النظير وغباءا سياسيا لا حد له في قضية تعاطيها مع الخيار الحرّ والقانوني للشعب الفلسطيني.. هي التي تتشدق بسيادة الشعب والقانون.
بالطبع، كل هذا يصب في خانة المستعدين، كما يقول المثل الفرنسي، لإفراغ الرضيع مع الماء القذر للحمام . أضف إلى هذا التأثير المدمر الآخر لرهط من الديمقراطيين راكبي الدبابات، خالصي الأجر، مستوردي ومروجي خطاب المحافظين الجدد عن الحرب على الإرهاب والمعززين بكرههم لشعوبهم العداء لحوار وتفاعل الشعوب والحضارات، يجاهرون بكرههم الشديد لكل ما هو عروبة وإسلام و يتعيشون من التمويل الأمريكي.
مجموعة ابن عقل هذه تدين هؤلاء الناس بشدة لأنهم يبغضّون الديمقراطية للعرب أكثر من مموّليهم الأمريكيين، معطين عنها أبشع الصور. لقد أصبحت بفضلهم تعني الدوس بأحذية بوش ورامسفيلد الغليظة على كرامة وحقوق الأمة، والفساد الليبرالي للسيد تشيني. فهذا الرجل، الذي زكت روائح فساده الأنوف، يعتقد أنه إذا كانت الشيوعية والفاشية ألد عدو الديمقراطية في القرن الماضي، في حين أن ألد عدو للديمقراطية في هذا القرن بالنسبة للمجموعة هو الليبرالية الجديدة بشكلها المتوحش هذا. فالديمقراطية قبل كل شيء هي سيادة الشعب. لكن عن أية سيادة نتكلم في ظل أمبراطوريات مالية يتحكم فيها حفنة من الأشخاص اللاهثين وراء مصالحهم وتتحكم بدورها في كل وسائل الإعلام ووسائل الإنتاج، كما وتلجأ لابتزاز كل الحكومات وكل الشعوب بفضل نظام اقتصادي يمشي على رأسه؟

بناء الجسور بين الديمقراطية والإسلام
لا تتموقع مجموعة ابن عقل ضد فصيل الديمقراطيين الليبراليين المتأمريكين الموجودين بكثرة في الشرق العربي فحسب، وإنما ضدّ فصيل آخر يتكوّن من الديمقراطيين اليساريين أو اللائكيين المتشددين والاستئصاليين، المتواجدين أساسا في المغرب العربي. وليس غريبا أن يوجد هذا التيار في منطقة نفوذ النموذج الفرنسي الذي لا يتصور الديمقراطية إلا في قطيعة مطلقة مع الدين. المشكلة أن العرب ليسوا فرنسيين. وهنا أتذكر أبي الذي كان يسخر من تجاهلهم لهذه البديهية قائلا في وصف آبائهم: لقطاء حضارة، أمهم فرنسا وأبوهم مجهول النسب.
قد أدركت المجموعة، التي تعتبر نفسها دوما جزءا باكرا من التيار العلماني، عمق الضرر الفادح الذي يلحقه هؤلاء الناس بحظوظ الديمقراطية. هم يعتبرون أنه إذا كان النظام الاستبدادي خصم المشروع الديمقراطي، فعدوه الرئيسي والأول هو البعبع الإسلامي. وقد أدى هذا الموقف إلى التحالف في الجزائر وتونس مع الخصم ضد العدو. مما جعل هؤلاء الديمقراطيين العجيبين يقفون جنبا لجنب مع جلادي أقبية التعذيب. كل هذا لبغض شديد ظاهريا للتطرف الإسلامي وفعليا للإسلام نفسه. حيث أن وراء الموقف، إضافة لسطوة النموذج الفرنسي، وبقايا من تحويل الفكر الماركسي إلى إيديولوجية مغلقة تختصر العلاقة بالمعتقد إلى علاقة الشعب بالإفيون ...ناهيك عن قصور رهيب في تحليل الظاهرة. فهؤلاء المتشددون اللائيكيون لا يرون في الإسلام السياسي إلا ما يدعم مواقفهم المسبقة، أي الجزء الظلامي الإرهابي المتشدّد منه.
على عكس هذا التيار، تعاملت مجموعة ابن عقل منذ بداية التسعينات مع الظاهرة الإسلامية بالتفريق الجذري بين مستويين، تعلق الأول بالفصل بين الحقوقي والسياسي. لهذا تجندت ضد الانتهاكات المسلطة على الإسلاميين ونادت بحقهم في محاكمات عادلة حتى للأقلية التي تورطت في إرهاب لا أخلاقي وعديم الجدوى. أما المستوى الثاني، فهو الفصل الجذري بين الإسلام والإسلام السياسي. فالمجموعة واعية أن مواجهة الإسلام بالديمقراطية سيكون نحرا للمشروع الديمقراطي وجزا له في معارك سطحية وغبية تهدف لقطع أوشاج التواصل بين الإنسان وعالمه الروحي. كون الديمقراطية ليست دينا يصارع دين -كما هو الأمر في النموذج اللائيكي المتشدد الفرنسي- وإنما نظاما سياسيا يصارع نظاما سياسيا آخر. وبالتالي، فعدو الديمقراطية في تحليلها هو الشق الاستبدادي في الإسلام السياسي وليس الإسلام السياسي ككل، فما بالك بالإسلام. يتأتى هذا الموقف نتيجة تعامل المجموعة مع الإسلام السياسي من البداية على أنه طيف واسع، يمتدّ كما يقال من طالبان إلى أردغان، لا كتلة صماء. ومن ثمة اعتبرت أن من أهم مهماتها ربط الجسور الفكرية بين الفكر الديمقراطي والفكر الإسلامي الوسطي و"بيعه" مقولتها الأساسية، أي أن الاستبداد مسألة تنظيمية وليست مسألة عقائدية...فبوسع الإسلام أن يفرز نظاما ديمقراطيا أو أن يتعايش معه مثلما هو قادر على أن يمثل أحسن غطاء للنظام الاستبدادي. كذلك أن لقاء الديمقراطيين العلمانيين المعتدلين والإسلاميين المعتدلين ضرورة لوطن مطالب في نفس الوقت بالحفاظ على ثوابته وبالتطور، بالتوفيق بين معتقداته الدينية وبين نظام سياسي جديد لا يصادره المستبدون هذه المرة باسم الدين... وهو ما سيكون الطامة الكبرى بالنسبة للديمقراطية وبالنسبة للدين على حدّ السواء.

يتبع

الأوراسي
22-11-2011, 03:10 PM
تابع

ربط الديمقراطية بقضية الأمة المصيرية
استعمل فيصل القاسم تعبيرا بالغ الأناقة وثاقب الرؤية عندما تحدث عن العوربة التي حققتها الفضائيات العربية. والحال أن الجميع كانوا ينتظرون العولمة أي الأمركة من المد التكنولوجي الذي نعيشه. فلولا وحدتنا الثقافية الصماء المتجذرة في أربعة عشر قرنا من التاريخ الحيّ وتواصل بنائها وتجديدها عبر انتشار عمودها الفقري الذي لا يكسر أي لغة الضاد، لما وجدت العوربة تربتها الخصبة.
المأساة أنه في الوقت الذي يعمل فيه النظام الثقافي من قديم الزمان، والآن النظام الإعلامي، على توحيد العقول والقلوب، عمل النظام السياسي الفاسد ولا يزال في الاتجاه المعاكس: مبغّضا العرب للعرب والعروبة للجميع، خاصة للذين ابتلوا بالأنظمة القومجية، وجاعلا الحديث عن العروبة والوحدة العربية مسخرة المساخر.
لكن مجموعة ابن عقل لا تخشى من المجاهرة في زمن الجزر بأنها عروبية، وذلك بحكم مهمتها، حيث تتابع عبر اللجنة العربية لحقوق الإنسان كل الانتهاكات من موريتانيا إلى البحرين. وهي وحدوية بطبيعتها أيضا، لأنها تتعامل مع الفضاء العربي ككل غير قابل للتجزئة. حتى ديمقراطيتها مختلفة عن ديمقراطية القطريين- وهم ليسوا بالضرورة من المتأمريكين أو من المتفرنسين- لأنها ترى فيها الوسيلة الوحيدة لتكوين فضاء سياسي عربي موحّد على شاكلة الاتحاد الأوروبي الذي لم يتكون إلا على أنقاض الدكتاتوريات الأوروبية. لنذكّر هنا أن الخطاب الإسلامي لا "يرى" الأمة، وإنما فضاء إسلاميا يصعب تصور إمكانية توحيده، ليشكل البديل لعبودية مبرمجة على هامش امبراطويات المستقبل. بخصوص هذه النقطة، أنصح بالإطلاع على تقرير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية للتوقعات الستراتجية والمنشور على موقع www.cia.gov/nic . وللقراء بالفرنسية يمكن مراجعته منشورا :
)Le rapport de la CIA , comment sera le monde en 2020 –Robert Laffont-2005)
سيكتشفون أنه لا ذكر ولا وجود للعرب (سوى مرة واحدة في سطر عن دور الأمم العربية كبؤر إرهاب ولا استقرار). سيعلمون أن العالم سيكون محكوما بعدد قليل من كيانات كبرى هي الصين والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي واليابان والهند وربما البرازيل واندونيسيا وجنوب أفريقيا.
في مثل هذا العالم غير البعيد عنّا سيكون مصيرنا، إن لم نحقق الفضاء السياسي العربي الموحّد، أن يصبح الخليج محمية يتقاسم النفوذ عليها الهند والصين وأمريكا، والمغرب العربي محمية يتقاسم النفوذ عليها أمريكا والاتحاد الأوروبي، والباقي أي مصر والهلال الخصيب، محمية إسرائيلية-أمريكية-أوروبية. إنه سيناريو شبه حتمي في ظل استقلال صوري يمثله من الآن ولاّة برتبة رؤساء أو ملوك، أولى وآخر مهامهم حراسة الحدود والموارد البترولية وطرق توزيعها، مقابل إطلاق اليد في أعناق وأرزاق رعاياهم.
لكن هذه المجموعة الوحدوية ليست قومية. فكما ترفض الوطنية باسم المواطنية، هي ترفض القومية باسم عروبة متفتحة على عالمية إنسانية. ومن ثمة، فهي تدين الخلط بين معاداة الصهيوينية ومعاداة السامية، وتنادي بالاعتراف لكل القوميات الموجودة داخل الفضاء العربي بكل الحقوق الواجبة للعرب. كما ترفض العداء المبدئي للغرب ولأمريكا، مفرقة بصفة جذرية بين الحكومات المناصرة للدكتاتوريات العربية وجماعات الضغط المصلحية التي تضرب الديمقراطية من داخلها من جهة والمجتمعات المدنية، حليفتنا الأولى ضدها، والقيم الحضارية التي يوجد فيها ما يجب أخذه وما يجب تركه من جهة ثانية.
ربما علينا التذكير هنا بأنه حتى الفكر القومي نفسه يعتبر أن العربي من يتكلم العربي ومن يشعر أنه عربي. وبالتالي فالعروبة لا تعرّف بالانتماء لدين أو إثنية، وإنما للغة وثقافة. لكن التعريف الأصلي نسي، لتنقلب القومية العربية الرسمية إلى غطاء لحكم الأجهزة وهضم حقوق الأقليات.
تعتبر مجموعة ابن عقل أن اللعب على العواطف الجياشة واستغلال الضعف العربي لتنمية فكر الضغينة والثأر جريمة في حق الأجيال القادمة. فالمطلوب التعبير عن مشاعر القهر والألم والظلم التي تعاني منها أمتنا. لكن الأهم هو التوجه لعقلها حتى تتجاوز أزمتها، التي هي قبل كل شيء أزمة نظامها السياسي المتخلف. إن أخطر مهمة للمفكرين والإعلاميين العرب اليوم هو إعداد الأمة لعالم سيعرف صراع الحضارات وكذلك تعاونها. وعليه، يجب أن يساهموا في دعم قواها للصراع لا في اتجاه الثأر والهيمنة ولكن دفاعا عن هويتها ومصالحها المشروعة . وعليهم حثها على التعاون من موقع الندية مما يعني العودة لساحة الخلق والإبداع التي هجرتها طوال قرون الانحطاط لأنها كانت تسابق أمما حرة وهي مقيدة بكل أنواع السلاسل.
السؤال بالطبع أي تأثير للمجموعة على الأمد الطويل داخل الحركة الديمقراطية وكيف ستنتهي المعركة داخل التيار الإسلامي على فرض أن لمثل هذه المعارك نهاية وكيف ستتفاعل الأفكار الديمقراطية والإسلامية بينها ؟ إنها أسئلة مطروحة لعقود في المستقبل والرد عليها في رحم غيب محمل كالعادة بكل الأخطار وكل الوعود.

* مفكر وطبيب. www.moncefmarzouki.net*

انتهى

المحرر السياسي
24-11-2011, 12:54 PM
الأخوة الكرام..
السلام عليكم..
ما يحصل الآن في المنطقة من ثورات وفوضى وترسيخ لمفاهيم الحضارة الغربية كان متصوراً لدى الحزب وإلى أبعد حد، وبدقة متناهية. وهذا أمر طبيعي من حزب التحرير وهو يتصدى للعمل في الأمة لأخذ قيادتها، فالناس لا تعطي قيادتها لجاهل.. ولا لجبان.
وبناء على ذلك أقول:
جاء في نشرة التعليق السياسي المؤرخة في 10/صفر/ 1425هـ الموافق 30/آذار/2004م ما نصه:
(أما على صعيد الإصلاح السياسي المزمع استكماله في دول المنطقة فهو إنما يراد منه الالتفاف من قبل الولايات المتحدة على رغبة الشعوب في التخلص من قهر واستبداد الأنظمة وفشلها والذي أصبح يهدد بالخطر مصالح أميركا فيما لو نجحت الأمة في تحرير إرادتها ووقفت ندا دوليا للولايات المتحدة، وهو ما دعا أميركا للانقلاب على الأنظمة الديكتاتورية التي أوجدتها ودعمت بقاءها زمن الصراع مع خصومها الدوليين. خاصة وأن خارطة القوى السياسية المتحكمة بمقاليد الأمور وكذلك أشكال الحكم القائمة في البلاد العربية لم تعد منسجمة مع التطورات السياسية الإقليمية والدولية، فأخذت أميركا تملي على الأنظمة العربية التحول إلى الديموقراطية من أجل إسقاط بعض الحكام الذين استهلكوا وارتبطوا في ذاكرة الشعوب بالظلم والاستبداد بعد أن تستنزفهم لتثبيت "إصلاحاتها" قبل كنسهم، ولأجل تقوية دعائم الحكم في بعض البلاد العربية التي يجري إعادة إنتاج لحكامها).

وجاء أيضاً في نفس النشرة ما نصه:
(أيها المسلمون.. أيتها الأمة الكريمة..
إن أميركا تتبع أكثر الأساليب فعالية في محاولتها لتغيير الأمم والشعوب حيث تعمد إلى تغيير العقول، لذلك كان تركيزها منقطع النظير على ما تسميه بـ "تحديث التعليم" و"تطوير الخطاب الديني" و"إيجاد الحكم الصالح والرشيد" .. الخ، وإيجاد تفرد كامل وبالتدريج في السيطرة على عقول الناشئة بواسطة مناهج تعليم جديدة لتحدث تخريبا فوق ما أحدثته وتحدثه مناهج التعليم المعتمدة في بلاد المسلمين حاليا.
لذلك فإن على الأمة ونخص المؤثرين فيها من أصحاب الكلمة والرأي والقوة والنفوذ أن يكون لهم موقف جاد أمام كل ما يجري وأن يقودوا حملة الأمة المضادة للأخذ على يد القائمين على تنفيذ إرادة أميركا، ورد حملتهم مهما كلف ذلك من تضحيات، حيث لا مناص من ضرورة ظهور الهمم الأبية من جديد والتي لا تأبه للتضحية في سبيل إنقاذ الأمة للنجاة من هذا الطوفان القادم، والذي نرجو الله أن تتجلى أصالة هذه الأمة بالوقوف في وجهه، والأخذ على يد كل زعماء العصابات الذين ملت الأمة كفرهم وتآمرهم عليها، ولن تكون القمة المؤجلة وكر التآمر الأخير علينا إن بقينا ننتظر من غيرنا أن يحمل عنا قضيتنا قضية الإسلام واستئناف الحياة الإسلامية بإعادة الخلافة وسلطان الأمة من يد المجرمين الخونة وأسيادهم).

كما ورد في نشرة التعليق السياسي الصادرة بتاريخ 28/رمضان/1425هـ الموافق 11/11/2004م ما نصه:
(أيها المسلمون..
لا يجب أن يغيب عن ذهننا أبدا أن أميركا بعد هجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001م بدأت في تنفيذ ما كانت تخطط له منذ سنوات من إحداث تغييرات جذرية وهيكلية في خريطة وحدود المنطقة العربية والإسلامية الموروثة عن اتفاقات سايكس-بيكو. فحكام المسلمين العملاء لن يستطيعوا التحكم بالغضب الشعبي المتزايد ضد الكفار والسيطرة على الرأي العام الإسلامي المطالب بحكم الإسلام. لذلك قررت أميركا أن تعتمد مباشرة على نفسها تساندها في ذلك بريطانيا في الحفاظ على مصالحها الإستراتيجية مع الضرب بعرض الحائط بكل الأعراف والقوانين الدولية الموروثة عن الموقف الدولي القديم. وما مشروع الشرق الأوسط الكبير وما يصاحبه من شعارات الإصلاح والديمقراطية والفيدرالية واقتصاد السوق وتجفيف منابع الإرهاب والحرية الدينية وحقوق الإنسان وحق المرأة في المشاركة السياسية إلا حملة حضارية لتغيير عقيدة الأمة ومفاهيمها عن الحياة بما من شأنه أن يسهل لأميركا التحكم بمصير الأمة واستغلال ثرواتها والحيلولة دون نهضتها على أساس الإسلام).

كما ورد في نشرة التعليق السياسي المؤرخة في 20/محرم/1426هـ 1/3/2005م ما نصه:
(ومما ينبغي أن لا يغيب عن الأذهان أن لأميركا مشروعا أطلقت عليه "مشروع الشرق الأوسط الكبير"، عملت على جرِّ أوروبا من خلال حلف الأطلسي للمساهمة في تنفيذه، وهي تهدف من وراء كل ذلك إلى استكمال مخططاتها لإجهاض أي تحرك مستقبلي للمسلمين للوقوف في وجه الحضارة الغربية بقيادة أميركا التي تخشى على تفردها من خطر استمرار انطلاق المسلمين نحو النهضة على أساس الإسلام، مما يهدد مصالحها في أكثر المناطق حيوية في العالم).
كما أن الحزب استطاع التنبؤ بعزم أميركا على إشراك حلف الناتو في تنفيذ هذه الإصلاحات، حيث جاء في نشرة أجوبة أسئلة والمؤرخة في 7/جمادى الأولى/1425هـ الموافق 25/6/2004م ما نصه:
(وفيما يخص قمة الثماني فالولايات المتحدة تعمل على استغلال الأوربيين في إتمام مخططها الخاص بالشرق الأوسط الموسع، فمصالح الأوروبيين في المنطقة بالغة الأهمية، وهم والأميركيون متفقون على أن الإسلام المتنامي لدى المسلمين يشكل خطرا مشتركا عليهما معا، وإن كان أشد خطورة على الأوروبيين الذين يدركون أن أي تغيير في المنطقة يخصهم أكثر من غيرهم، لمجاورتهم لها. وقد بلغت محاولات أميركا استغلال الأوروبيين حد محاولة إشراك حلف شمال الأطلسي وبقيادة أميركية لتنفيذ مشروعها بدءاً بضغطها لإرسال قوات أطلسية إلى العراق، وقد لا ينتهي ذلك بحمل الحلف على اتخاذ دور أمني رئيسي ترسمه أميركا له لمراقبة القيام بـ"الإصلاحات" المطلوبة وما قد يقتضيه من تدخلات في المنطقة، حيث أصبح ظاهرا أن هناك دورا رسمته أميركا للحلف يتعلق بالمشروع، فقد نُقل عن نيكولاس بيرنز أثناء اجتماع الحلف في براغ تشرين أول/2003 "إن مستقبل حلف شمال الأطلسي هو في الشرق والجنوب أي في الشرق الأوسط الكبير"، لذلك عارض الفرنسيون بقوة التدخل المباشر للحلف بإرسال القوات إلى العراق حسب الطلب الأميركي والإلحاح العراقي بحجة أن لا تقع أوروبا في حالة الاستعداء لأهل المنطقة، وتأثير ذلك على مستقبل علاقاتهم مع جيرانهم، إضافة إلى أن فرنسا تريد المحافظة على عدم مد يد العون لتخفيف حدة اختراق أميركا لما يسمى بالشرعية الدولية، وإظهار أنها قد اضطرت للرجوع للأمم المتحدة مما يثبت صحة موقف فرنسا الذي اتخذته ودعت إليه عشية بدء الحرب. رغم عدم معارضة أعضاء الناتو ومنهم فرنسا وألمانيا لقبول دور محدود للحلف يتعلق بمشروع الشرق الأوسط الكبير، ومن المتوقع أن تنجح أميركا في حمل الحلف في مؤتمره القادم بعد أيام على الخروج بقرارات تخدم ما خططت له).

أما موضوع التغيير الشعبي فقد جاء في نشرة بعنوان "ملاحظات وأفكار للنقاش، صادرة عن ولاية الأردن بتاريخ ‏20/جمادى الأولى/1426هـ الموافق 27‏/6‏/2005م ما نصه:
(3_ المطالبة الشعبية بالإصلاحات، وما يرافقها من مظاهرات واحتجاجات، وقيام القوى السياسية في المجتمع باستقطاب القطاعات الشعبية هي من المظاهر المقصودة من إيجاد ما يسمى بـ"الفوضى البناءة"، شريطة أن تحرك الجماهير على أساس محاربة الاستبداد السياسي، والتدهور في الأحوال الاقتصادية وما يتعلق به من فساد وهدر للثروات وفقر وبطالة وغلاء المعيشة وارتفاع الأسعار، وأن يبعد عنها كل ما من شأنه أن يجعل تطلع الجماهير للحكم بالإسلام وتسيير علاقاتهم بحسبه هو الأساس في هذه المظاهرات والاحتجاجات؛ لأن القضية عند أميركا هي استغلال ما يعانيه الناس من استبداد حكامهم وهدرهم لثرواتهم، وما نتج عن ذلك من وجود الفقر والبطالة وبخاصة في قطاع الشباب _القطاع المحرك لهذه المظاهرات_ كدوافع مهمة لتحريك الجماهير من خلال ما يسمى بمنظمات المجتمع المدني والتي سهرت أميركا على رعايتها طيلة الفترة السابقة، تحقيقا لأهدافها، والتي تبدأ في إيجاد "البنية التحتية الصالحة للحياة الديموقراطية".
ولذلك لا بد من ملاحظة ذلك في المناقشات مع الناس، أي ملاحظة أن أميركا تعمل على ترويج الإصلاحات على أساس مصالح الناس، مع محاربة بناء حياة الأمة على أساس الإسلام، ومن استغلال مصالح الناس تعمل لإيصال وجهة نظرها في الحياة لتكون هي وجهة نظرهم، وجعلهم يسيرون فعليا لإيجادها في الحياة تحت ستار الحرية والديموقراطية).
وجاء في نشرة التعليق السياسي المؤرخ في 23/ذي الحجة/1426هـ الموافق 23/1/2006م ما نصه:
(فالانتخابات التي جرت في أفغانستان والعراق وإيران ولبنان ومصر والسعودية وفلسطين تنسجم تمام الانسجام مع ما تسميه أميركا بمرحلة "التحول الديموقراطي" في منطقة الشرق الأوسط، والتي تريد أن يظهر فيها الخيار الشعبي فاعلاً في السلطتين التشريعية والتنفيذية، لإقرار قوانين وبناء مناهج تستغرق التحولات الفكرية المراد ظهورها في المنطقة؛ لتكون ركيزة للبنى السياسية الجديدة التي يُراد لها أن تحظى بالتأييد الشعبي، مما يعني مستقبلاً مستقراً للسيادة الأميركية في منطقة مضطربة تهدد تفرد أميركا في القرن الحادي والعشرين لو بقيت دون صياغة جديدة.
وأميركا وهي تسير في إعادة صياغة المنطقة تحتاج إلى ما يُسهِّل لها السير فيما ترمي إليه، وقد أشارت الدراسات العديدة لمراكز الأبحاث أن الإسلام وليس العلمانية هو مركز تنبه الناس في المنطقة؛ لذلك فقد عمدت إلى الحيلة والتضليل واستغلال السُّذَّج وذوي الذمم الرخيصة لتطويع واستخدام قوىً جماعية باعتبارها أدوات تمس مركز تنبه الناس، سواء على صعيد تسهيل سيرها في خططها المرحلية في بلد أو إقليم معين، أو على صعيد استخدامها لتسهيل مقاومة واستبعاد الخطر القادم من الإسلام النقي والقادر على دحر وجود أميركا والغرب الكافر فيها).

وهذا أيضاً غيض من فيض

Abu Taqi
12-12-2011, 11:28 PM
اختيار منصف المرزوقي رئيسا للجمهورية التونسية
ذكرت وسائل اعلام عربية "أن حركة النهضة الاسلامية في تونس وحزب المؤتمر من اجل الجمهورية اتفقا على تكليف المنصف المرزوقي (66 عاما) رئيسا للجمهورية التونسية. ويشغل المرزوقي حاليا منصب امين عام حزب المؤتمر" - حسبما ذكرت وسائل اعلام عربية.
وتابعت نفس المصادر: "يعتبر منصب رئيس الجمهورية أهم منصب سياسي في تونس إذ يتولى من يشغله قيادة القوات المسلحة (جيوش البر والبحر والجو) وتعيين وعزل الوزراء والمصادقة على القوانين. وسيصبح المرزوقي خامس رئيس لتونس منذ استقلال البلاد عن الاستعمار الفرنسي في 20 مارس 1956. وسيخلف المرزوقي الرئيس التونسي المؤقت فؤاد المبزع ( 78 عاما ) الذي تسلم الرئاسة يوم 15 يناير 2011" - حسبما ذكرت المصادر.

وكالات

جاء في منشورات حزب التحرير ما نصه:

وبالتدقيق في الحالة التونسية يتبين أن هناك بعض المعطيات والتي تشير إلى قرب حدوث بعض التغييرات، وبخاصة بعد تأسيس جبهة باتت تزداد اتساعاً تطلق على نفسها اسم "حركة 18 أكتوبر للحقوق والحريات" حيث مضى على تأسيسها عام ونيف، واللافت أنها تضم إلى جانب الأحزاب العلمانية واليسارية "حركة النهضة" ذات التوجه الإسلامي، والموصوفة بأنها حركة إسلامية "معتدلة" إضافة لجمعيات حقوقية .. وقد برزت مطالبة تلك الجبهة بحرية تأسيس الأحزاب وحرية التعبير والإعلام والصحافة وإطلاق سراح السجناء السياسيين وإعادة الاعتبار لمن خرجوا طالبين اللجوء السياسي .. ومن المتوقع أن تأخذ الحركة شكلاً رسمياً فعلاً في المستقبل القريب. ومن المعطيات المهمة لإنجاز التغييرات هو تأكد مرض الرئيس بن علي. لذلك فإنه من المرشح أن يكون "المنصف المرزوقي" رئيس حزب "المؤتمر من أجل الجمهورية" والذي يطالب بإيجاد حكومة انتقالية "تعيد للحوار مكانته..." هو مرشح الحركة (18 أكتوبر) لرئاسة الحكومة المتوقعة بعد مسرحية تخرجها أميركا لاستبعاد التيار الاستئصالي المسيطر على الحكومة الحالية، واحتواء تيار "الإسلام المعتدل" الذي سيغطي ظهوره على الساحة في تونس من جديد على التيارات الإسلامية "المتطرفة" وينسجم ذلك تماماً مع توجهات أميركا لاستخدام ما يسمى بالتيار الإسلامي المعتدل لتنفيذ مشروعها للشرق الأوسط الكبير؛ لقطع الطريق على أي تغيير حقيقي وجذري، وتنفيس المشاعر الإسلامية من خلال ما يسمى بالتيار الإسلامي المعتدل، والذي سيقوم بمهمة تمييع الفكر الإسلامي النقي، ودمجه مع الفكر الغربي المراد استقراره في العقول كما يخطط لذلك ويهيأ له.

28/ذي الحجة/1427هـ
17/1/2007م


انتخب المجلس الوطني التأسيسي التونسي زعيم حزب المؤتمر من أجل الجمهورية المنصف المرزوقي رئيسا للبلاد، ليكون أول رئيس منتخب لتونس بعد نجاح الثورة التي أطاحت بنظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي.

وفاز المرزوقي (66 عاما) -المدعوم من ائتلاف الأغلبية بالمجلس- بأغلبية 153 صوتا مقابل ثلاثة ضده، فيما وضعت 44 ورقة بيضاء في صندوق الاقتراع وتحفظ اثنان عن التصويت. وشارك في عملية التصويت 202 نائبا من مجموع أعضاء المجلس البالغ عددهم 217 عضوا.

وخاطب الرئيس الجديد الجلسة بعد انتخابه قائلا إنه يقدر هذه الثقة وهو واع لما ستكلفه، وقال للذين امتنعوا عن التصويت "رسالتكم وصلت وستجد مني كل الاهتمام، والديمقراطية تستوعب الجميع".

وكان ائتلاف الأغلبية الثلاثي داخل المجلس المكون من حركة النهضة ذات التوجه الإسلامي (89 مقعدا)، وحزب المؤتمر من أجل الجمهورية (يسار قومي29 مقعدا)، والتكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات (يسار وسط 20 مقعدا)، اتفق على ترشيح المرزوقي للمنصب. ويملك الائتلاف الثلاثي أغلبية مريحة داخل المجلس في الوقت الذي يتطلب انتخاب الرئيس فقط أغلبية مطلقة (50%+1).