المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خاطرة كما وصلتني علي الواتس اب



بوفيصيل
04-11-2011, 02:21 PM
خاطرة اليوم/
هناك فرق كبير بين فساد الحكام والمسئولين، وبين فساد النظام. ففساد الحكام والمسئولين يجري في كل زمان، وفي أي نظام. ويقع ضرره على الدائرة المحيطة بهم من الرعية، وعلى كل من يحتك بهم. أما سائر الرعية، وهم سواد الناس، فلا يطالهم ضرر فساد الحكام، وفساد المسئولين. لكن فساد النظام الحاكم يطال الجميع، حكاما، ومحكومين، ولا ينجو من هذا الفساد أحد في المجتمع، حتى لو كان الحكام والمسئولين في المجتمع صالحين. ولذلك كانت الدعوة لإصلاح الحكام والمسئولين، أو الدعوة لتغييرهم، أو تغيير بعض التشريعات، هي دعوة تحمل في طياتها اعترافا ضمنيا بصلاح النظام. ومن هنا كانت "الثورات العربية" تدفع باتجاه تغيير الحكام، والمسئولين، وبعض التشريعات. ذلك أن الغرب الكافر يرى في الديمقراطية أنهانظام حكم صالح للبشرية، وأن فساد العالم العربي آت من فساد حكامه ومسئوليه وبعض تشريعاته. ولذلك حرك الجماهير العربية بما يسمى "الثورات العربية" لتحمل "من وجهة نظر الغرب" شعارات إصلاح الأنظمة، من خلال تغيير الحكام والمسئولين الفاسدين، وبعض التشريعات. وعليه كانت شعارات الجماهير، تدعو لتغيير الحاكم، وللحرية، وللمساواة، وغيرها. لكن الملفت للنظر هو ما جرى على الحركات الإسلامية، والكثير من دعاة المسلمين. ذلك أن منهج هؤلاء –كما يدعون- لا يؤمن إلا بنظام الحكم الإسلامي، وهم يعتبرون الديمقراطية، والرأسمالية باطلة. إلا أنهم انتهجوا في هذه "الثورات" نهج الغرب. أي أنهم ساروا مع الذين يسيرون في طريق إصلاح الأنظمة الديمقراطية. فبدل أن يطالبوا بتغيير الديمقراطية، طالبوا بتغيير الحاكم. وبدل أن يطرحوا فساد الرأسمالية، طرحوا فساد الحكام والمسئولين. وبدل أن يبينوا قدرة الاقتصاد في الإسلام على توزيع الثروة، طالبوا بأرصدة الحكام والمسئولين. وبدل أن يستعينوا بالله على تغيير الديمقراطية، استعانوا بالغرب الكافر على إصلاحها. فباتت الحركات الإسلامية، والكثير من الدعاة، بفعلهم هذا، عملاء للغرب، يستعينون بهم ليُثبتوا أنظمة الطاغوت في بلاد المسلمين!!!!

عبد الواحد جعفر
04-11-2011, 03:33 PM
شكراً لك أخي على هذه الخاطرة، وبارك الله فيك..
فهي تلميح دقيق حول حال هذه الثورات ودعاتها..
مرة أخرى شكراً لك

طارق بن زياد
04-11-2011, 04:38 PM
نعم أخي الكريم بوفيصل ، بارك الله فيك، كلام صحيح و في الصميم ، يا ليت تتعض الناس بخاطرة هذا الشاب.

بوفيصيل
04-11-2011, 09:38 PM
خاطرة اليوم:
موقع روسيا اليوم ‏23‏/08‏/2011/ أكد نور الدين البحيري، عضو المكتب السياسي في حركة النهضة الإسلامية التونسية (بعد النتائج الأولية لانتخابات المجلس الوطني التأسيسي) التزام حزبه "باحترام حقوق المرأة وكافة تعهدات الدولة التونسية". وقال البحيري "نحن مع إعادة بناء مؤسسات دستورية قائمة على احترام القانون واستقلالية القضاء، واحترام حقوق المرأة، بل وتدعيمها على قاعدة المساواة بين المواطنين، بصرف النظر عن المعتقد والجنس والجهة التي ينتمون إليها". هذا هو نتاج عملية المخاض التي عاشتها الأمة بأسرها في ليبيا، وهذا هو النموذج الذي يرضها الكفار لنا كمسلمين، وهذا هو الذي من أجله سفكت الدماء، وخربت الديار، وانتهكت المحارم، وروع الآمنون. هل تعلمون من كان وراء ذلك؟ انهم الكفار، إنه أوباما أمريكا، ومن وراءه اوربا، وبابا الفاتيكان. وهذا لا غرابة فيه، بوصفهم اعداء لهذه الأمة. لكن الغريب ان يكون معهم المسلمون، منهم من يقاتل الى جانبهم فعلا، ومنهم من يمدهم بالمال والعتاد، ومنهم من يؤازرهم بالكلمة والدعاء. أتعلمون من هؤلاء المسلمين؟ هم الجماعات الإسلامية بما فيهم القاعدة والأحزاب السياسية، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، والأزهر، والكثير من مشايخ الدين. فنقول لهم جميعهم: هنيئا لكم صنيعكم !!! هنيئا لكم دولتكم المسخ !!! ونظام الطاغوت !!! (ألا في الفتنة سقطوا وإن جهنم بمحيطة بالكافرين) التوبة 49.

بوفيصيل
04-11-2011, 09:40 PM
خاطرة اليوم/
قال تعالى: (ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم) آل عمران 105. والله تعالى في هذه الآية يحذرنا التفرق والإختلاف ولا يحذرنا الكفر والعصيان، لان الكفر مروق من الإسلام، وليس اختلاف فيه. كما أن العصيان ليس فيه خلاف ولا ينتج عنه فرقة بين المسلمين. ولكن الخلاف المعني بالآية هو الخلاف والتفرق الذي نتج عن الحق من بعد ما جاء. أي أن التحذير المعني بالآية هو ذاك الخلاف والتفرق الناتج عن الفهم للبينات. فالأصل أن دين الله جامع، فكيف يخرج من رحم هذا الدين ما يشيع الخلاف والفرقة بين أتباعه!!! ذلك أن الله قد شرع الاختلاف في الدين استنباطا، وأثاب عليه. لكنه سبحانه حذر في هذه الآية من هذا الاختلاف المشروع، من أن يفرق بمقتضاه بين المسلمين، أو ان يكون خلافهم عليه. أي أن الله يحذر المسلمين ( الذين هم بمجموعهم على خير رغم اختلاف آرائهم) من أن نكون جماعات متفرقة مختلفة يخطأ بعضنا بعضا، وينبري بعضنا لبعض بالجدال والمخاصمة تاركين عدونا، ولاهين عن ديننا وما يجمعنا به من رابط.

عبد الواحد جعفر
04-11-2011, 10:45 PM
خاطرة اليوم:
موقع روسيا اليوم ‏23‏/08‏/2011/ أكد نور الدين البحيري، عضو المكتب السياسي في حركة النهضة الإسلامية التونسية (بعد النتائج الأولية لانتخابات المجلس الوطني التأسيسي) التزام حزبه "باحترام حقوق المرأة وكافة تعهدات الدولة التونسية". وقال البحيري "نحن مع إعادة بناء مؤسسات دستورية قائمة على احترام القانون واستقلالية القضاء، واحترام حقوق المرأة، بل وتدعيمها على قاعدة المساواة بين المواطنين، بصرف النظر عن المعتقد والجنس والجهة التي ينتمون إليها". هذا هو نتاج عملية المخاض التي عاشتها الأمة بأسرها في ليبيا، وهذا هو النموذج الذي يرضها الكفار لنا كمسلمين، وهذا هو الذي من أجله سفكت الدماء، وخربت الديار، وانتهكت المحارم، وروع الآمنون. هل تعلمون من كان وراء ذلك؟ انهم الكفار، إنه أوباما أمريكا، ومن وراءه اوربا، وبابا الفاتيكان. وهذا لا غرابة فيه، بوصفهم اعداء لهذه الأمة. لكن الغريب ان يكون معهم المسلمون، منهم من يقاتل الى جانبهم فعلا، ومنهم من يمدهم بالمال والعتاد، ومنهم من يؤازرهم بالكلمة والدعاء. أتعلمون من هؤلاء المسلمين؟ هم الجماعات الإسلامية بما فيهم القاعدة والأحزاب السياسية، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، والأزهر، والكثير من مشايخ الدين. فنقول لهم جميعهم: هنيئا لكم صنيعكم !!! هنيئا لكم دولتكم المسخ !!! ونظام الطاغوت !!! (ألا في الفتنة سقطوا وإن جهنم بمحيطة بالكافرين) التوبة 49.
{وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ ائْذَن لِّي وَلاَ تَفْتِنِّي أَلاَ فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُواْ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ }التوبة49

بوفيصيل
05-11-2011, 12:59 AM
جزاكم اخي عبدالواحد واخي ابوالمجد كل الخير وجزى اخونا كاتب تلك الخواطر خيرا

بوفيصيل
05-11-2011, 01:00 AM
خاطرة اليوم/
عرف الإنسان القانون منذ فجر البشرية، وذلك حين خلق الله آدم، وخلق منه زوجه، وقال لهما لما أسكنهما الجنة: (وكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة). وهذا إن دل على شيء، فإنما يدل على أن فطرة الإنسان، التي فطره الله عليها، إنما تقتضي ملازمة القانون لوجود الإنسان. ذلك أن الله لما خلق الإنسان، خلقه متفاوت في الفهم والإدراك. ووضع فيه غرائزه وميله للشهوات. وخلق في كلن إرادته الخاصة به. فكان الإنسان على هذا النحو من الخلق، يحمل في طيات خلقه تناقضاته، وبذرة تعاسته. فكان دور القانون هو رفع تلك التعاسة، وردم هوة متناقضاته. ولتوضيح ما تقدم أقول: أن كلنا يدرك أن الإنسان اجتماعي بطبعه، وأن كلن متمتع بخاصة إرادته، وجوارحه، وشهواته، وحاجاته. فإذا ما ترك الإنسان على هذا النحو دون أن يحكمه قانون، أهلك القوي منه الضعيف، ودمر الإنسان نفسه بنفسه. ومن هنا جاءت أهمية القانون، ولازم القانون وجود الإنسان. وعلى الرغم من أن القانون يكفل للإنسان سد ثغرة تناقضات فطرته، واستبعاد تعاسته، إلا أن القانون لا ينزع من الإنسان تناقضاته. لذا فإنك تجد الإنسان ورغم وجود القانون ينزع إلى الاختلاف والتخاصم والتقاتل. وصحيح أن القانون يكفل الحيلولة دون بلوغ ذلك الاختلاف والتخاصم والتقاتل حد القضاء على الإنسان، إلا أنه لا ينزع من الإنسان فطرته. ومن هنا كان ما عليه التشريع الرباني أن وظف الاختلاف والتخاصم والتقاتل في الإنسان إلى ما فيه رفعة الإنسان، ورقيه، وسموه. فحث على الاختلاف في فهم نصوصه، فصارالاختلاف رحمة. ودعا إلى خصومة الأعداء بتشريعاته فيما فيه خير للأمة. وحفز على التقاتل حين شرع نشر الدعوة. فكان شرع الله هو القانون الذي ردم هوة متناقضات الإنسان، ورفع عنه تعاسة الحياة، ووافق فطرته التي فطره الله عليها، وسار بالإنسان إلى السمو والرقي. قال تعالى: (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا).

بوفيصيل
05-11-2011, 04:01 PM
خاطرة اليوم/
بعد إنتشار العلوم التطبيقية في عصرنا الحاضر، ووصول الإنسان بها الى ما وصلت إليه من تقدم، مال بعض المسلمين الى الإعتماد على الحس والتجربة المبنية على الإحصاء. فذهبوا الى أن المعارف الدينية لايمكن أن تخالف ما صادقت عليه العلوم. وما كان الدين ليخبر عن وجود ما يكذبه العلم. فإنتهى بهم الحال إلي تحميل ما أنتجته الأبحاث العلمية أو الفلسفية على مدلولات الآيات القرآنية، فأضحى عندهم التفسير تطبيقا، والتطبيق تفسيرا، وأمست حقائق القرأن عندهم مجازا، فبات القرآن عندهم مهديا اليه بغيره، ومستنيرا ومبينا بغيره!!! ونقول لهؤلاء: إنكم ذهبتم بالرأي إلي ما أضل بكم. فصحيح أننا نهتدي الى الحق بالعقل، لكن هدانا آت عن عجزنا، لا عن قدرتنا. أي أن المعجز عقلا هو الذي يدل على الخالق، لا الممكن عقلا. فكل شيئ موجود صادق العقل والعلم على استحالة صناعته كان آية من آيات الله، وكل ما هو ممكن صناعته لا يصلح بذاته أن يصادق على وجود الحق سبحانه. ذلك أنه الله الذي لا يعجزه شيئ، وهو على شيئ قدير. قال تعالى: (الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون).

بوفيصيل
07-11-2011, 09:29 PM
خاطرة اليوم/
إنه من أخطر ما راج لدى المسلمين من مفاهيم الكفر، مفهوم صحة حكم الأغلبية، وصواب رأي سواد الناس. ذلك ان الاسلام يحذرنا من اتباع الدهماء. قال تعالى: (وان تطع اكثر من في الارض يضلوك عن سبيل الله). ويدفع الإسلام على الدوام للتفرد بالرأي من خلال توحيد القيادة في الجماعة. وهذا تجده في فرض الطاعة للحاكم وللأمير في الجيش والسفر والفلاة، وحتى الأب في الأسرة. فالإسلام يحارب اتباع الدهماء، ويفرض التفرد بالقيادة والرأي. وحتى في تشريعه للشورى، فإنك تجد المولى شرعها لإحاطة القائد بالآراء على سبيل التخيير، لا الإلزام، (فإذا عزمت فتوكل على الله). فالخطر، كل الخطر، في تحكيم رأي سواد الناس. وهو ما يقول به الكفار المضبوعين بالثقافة الغربية من أبناء المسلمين في حكم الديقراطية، وتحكيم الأغلبية. قَالَ رسول الله: ‏ ‏(لَا تَكُونُوا ‏ ‏إِمَّعَةً ‏ ‏تَقُولُونَ إِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَحْسَنَّا وَإِنْ ظَلَمُوا ظَلَمْنَا وَلَكِنْ ‏ ‏وَطِّنُوا ‏ ‏أَنْفُسَكُمْ إِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَنْ تُحْسِنُوا وَإِنْ أَسَاءُوا فَلَا تَظْلِمُوا).

بوفيصيل
08-11-2011, 02:42 AM
خاطرة اليوم/
(فوالله ما الفقر أخشى عليكم، ولكني أخشى أن تبسط الدنيا عليكم كما بسطت على من كان قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها وتهلككم كما أهلكتهم). في هذا الحديث يحذرنا الرسول صلى الله عليه وسلم الخطر المحدق بنا، وهو تنافسنا الدنيا، وإهلاكها لنا. ونلحظ اليوم أن زينة الحياة الدنيا وشهواتها، قد أخـــذت بألـبـــاب وعـقـول أبناء الأمة، حتى عبدوها، وأصبحوا يرون في بعض أحكام الإسلام ما يفسد عليهم مـتـعـتـهـم بها، وصاروا يحاربون أحكام الإسلام، والداعين إليها، ويقفون في وجه كل دعوة تقوم على بيان خطر الاغترار بالدنيا، والتذكير بالموت والآخرة. فلا يماري أحد أن الأمة اليوم قد اتبعت سنة من كان قبلها، وفصلت دينها عن حياتها، وأصبحت المنفعة لديها مقياسا للأعمال، وصارت السعادة عندها جمع أكبر قدر من زينة الدنيا، والحصول على المتع الجسدية، وأسقطت من اعتبارها كل قيمة في الحياة سوى القيمة المادية. ويتجلى ذلك كله فيما يسمى اليوم "بالثورات العربية". فأبناء الأمة في هذه "الثورات"، حتى الدعاة منهم والجماعات، يتحسرون على ضياع ثروات الأمة على الكفار، ويطعنون في حكامهم ومسئوليهم، لا لكونهم يحكمون بالكفر، ولكن لهدرهم للمال العام، وتطاولهم بالسلب على مقدرات الشعوب. فهم ماديون، يريدون أن يعيشوا أحرارا، متساوون بالحقوق، يحكمون أنفسهم بأنفسهم، ويديرون ثرواتهم بأنفسهم. والله تعالى يقول: (قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ).

muslem
08-11-2011, 07:55 AM
خاطرة اليوم/
بعد إنتشار العلوم التطبيقية في عصرنا الحاضر، ووصول الإنسان بها الى ما وصلت إليه من تقدم، مال بعض المسلمين الى الإعتماد على الحس والتجربة المبنية على الإحصاء. فذهبوا الى أن المعارف الدينية لايمكن أن تخالف ما صادقت عليه العلوم. وما كان الدين ليخبر عن وجود ما يكذبه العلم. فإنتهى بهم الحال إلي تحميل ما أنتجته الأبحاث العلمية أو الفلسفية على مدلولات الآيات القرآنية، فأضحى عندهم التفسير تطبيقا، والتطبيق تفسيرا، وأمست حقائق القرأن عندهم مجازا، فبات القرآن عندهم مهديا اليه بغيره، ومستنيرا ومبينا بغيره!!! ونقول لهؤلاء: إنكم ذهبتم بالرأي إلي ما أضل بكم. فصحيح أننا نهتدي الى الحق بالعقل، لكن هدانا آت عن عجزنا، لا عن قدرتنا. أي أن المعجز عقلا هو الذي يدل على الخالق، لا الممكن عقلا. فكل شيئ موجود صادق العقل والعلم على استحالة صناعته كان آية من آيات الله، وكل ما هو ممكن صناعته لا يصلح بذاته أن يصادق على وجود الحق سبحانه. ذلك أنه الله الذي لا يعجزه شيئ، وهو على شيئ قدير. قال تعالى: (الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون).

سؤال مطروح للاخوة يقول كاتب الخاطرة" وكل ما هو ممكن صناعته لا يصلح بذاته أن يصادق على وجود الحق سبحانه" هل هذا الكلام دقيق ?
ارجوا الجواب مع الايضاح

muslem
09-11-2011, 02:35 AM
وكأن سؤالي مصيره التجاهل والنسيان
مع العفو والمعذرة للجميع

فرج الطحان
09-11-2011, 10:40 AM
الأخ مسلم حفظك الله..
ليس الموضوع تجاهلاً..
الجملة التي أشرت إليها لا أرى شيئاً فيها..
إذ لاحظ ما جاء فيها:
(فكل شيئ موجود صادق العقل والعلم على استحالة صناعته كان آية من آيات الله، وكل ما هو ممكن صناعته لا يصلح بذاته أن يصادق على وجود الحق سبحانه).
فلاحظ أن احترز عن أي فهم غير صحيح بقوله "بذاته"، أي لا يصلح بذاته أن يكون دليلاً أو آية على وجود الله..
فعلبة الدخان ليست بذاتها دليلاً أو آية أو أمارة على وجود الله.. ولكن خلق نبتة الدخان من عدم آية ودليل، فكل خلقه عز وجل يدل على وجوده..
ولذلك كان النص صحيحاً ودقيقاً..

muslem
10-11-2011, 09:58 AM
الأخ مسلم حفظك الله..
ليس الموضوع تجاهلاً..
الجملة التي أشرت إليها لا أرى شيئاً فيها..
إذ لاحظ ما جاء فيها:
(فكل شيئ موجود صادق العقل والعلم على استحالة صناعته كان آية من آيات الله، وكل ما هو ممكن صناعته لا يصلح بذاته أن يصادق على وجود الحق سبحانه).
فلاحظ أن احترز عن أي فهم غير صحيح بقوله "بذاته"، أي لا يصلح بذاته أن يكون دليلاً أو آية على وجود الله..
فعلبة الدخان ليست بذاتها دليلاً أو آية أو أمارة على وجود الله.. ولكن خلق نبتة الدخان من عدم آية ودليل، فكل خلقه عز وجل يدل على وجوده..
ولذلك كان النص صحيحاً ودقيقاً..

يقول الله عز وجل : ( وله الجواري المنشآت في البحر كالأعلام )
بارك الله فيك اخ فرج ولكن حسب علمي ان صاحب الفكر المستنير يربط كل شئ بالخالق سبحانه و تعالى
فعلى سبيل المثال علبة الدخان التي ضربتها كمثل ينظر اليها انها مصنوعة من ورق والورق مأخوذ من الشجر وان الله سبحانه وتعالى سخر الكون للانسان ووهبه عقل ونعمة التفكير وامره بعمارة الارض
فانتج المصانع ...الخ

فرج الطحان
10-11-2011, 11:14 AM
يقول الله عز وجل : ( وله الجواري المنشآت في البحر كالأعلام )
بارك الله فيك اخ فرج ولكن حسب علمي ان صاحب الفكر المستنير يربط كل شئ بالخالق سبحانه و تعالى
فعلى سبيل المثال علبة الدخان التي ضربتها كمثل ينظر اليها انها مصنوعة من ورق والورق مأخوذ من الشجر وان الله سبحانه وتعالى سخر الكون للانسان ووهبه عقل ونعمة التفكير وامره بعمارة الارض
فانتج المصانع ...الخ
بارك الله فيك..
لاحظ أن الله عز وجل في مورد الامتنان بالتسخير والتذكير بخلقه كعلامات دالات على وجوده بالجوارِ والفلك، يضيف الحق عز وجل _في غالب الآيات_ إلى ذلك شبه الجملة (في البحر)، انظر إلى قوله تعالى:

الجوارِ
قال تعالى:
{وَمِنْ آيَاتِهِ الْجَوَارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ }الشورى32
{وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ }الرحمن24

الفلك
قال تعالى:
{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ }البقرة164

{اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَّكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الأَنْهَارَ }إبراهيم32

{وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُواْ مِنْهُ لَحْماً طَرِيّاً وَتَسْتَخْرِجُواْ مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }النحل14

{رَّبُّكُمُ الَّذِي يُزْجِي لَكُمُ الْفُلْكَ فِي الْبَحْرِ لِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ إِنَّهُ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً }الإسراء66

{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاء أَن تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ }الحج65

{أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَتِ اللَّهِ لِيُرِيَكُم مِّنْ آيَاتِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ }لقمان31

{وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَمِن كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْماً طَرِيّاً وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }فاطر12

{وَآيَةٌ لَّهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ }يس41
ولاحظ هنا قوله (حملنا) فالذي يحمل الفلك هو البحر، والفلك تحمل الناس، فنسبالحمل كله إليه تعالى، تذكيراً بأنه خالق البحر، ومجري مياهه، والفلك تجري فيه بأمر الله.

{اللَّهُ الَّذِي سخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }الجاثية12

الإضافة الواردة في هذه الآيات لشبه الجملة (في البحر) (فيه)، فالامتنان والعلامات الدالات ليست في وجود الجوار، وإنما في حمل البحر لهذه الأطنان من البشر والأخشاب التي تصنع منها الفلك، فعبر عن ذلك بالجوار والفلك، التي تجري بأمر الله في البحر.
فالبحر الذي يحمل كل هذه الأطنان ولا تغرق فيه، دليلٌ قاطع على أن الله هو الخالق والموجد لهذا الكون..
وعلى ذلك، فإن الذي يغلب على الظن أن العبارة التي ذكرها الأخ الكريم في خاطرته صحيحة، ولا شيء فيها، ومع ذلك فإن ما تتفضل فيه محتملٌ، ويحتمله النص.
وجزاك الله خيراً

muslem
11-11-2011, 07:06 AM
﴿ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً ﴾
( سورة الطلاق الآية: 12 )

الترابط المتلازم بين الإيمان بالله واليوم الآخر وأثرهما على حياة المسلم:



هذه الأركان الستة هي أركان الإيمان, فما من ركنين تلازما في القرآن الكريم تلازما يثير الدهشة, كركني الإيمان بالله واليوم الآخر, لأن الإيمان بالله وحده لايحملك على طاعة الله, أما إذا آمنت أن الله موجود, ويعلم, وسيحاسب, فلا يمكن أن تعصيه.
حينما قال الله عز وجل:

﴿ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا﴾

( سورة الطلاق الآية: 12 )

أن خلق السموات والأرض علته ؛ أي سببه، أن تعلموا.

﴿أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً ﴾

( سورة الطلاق الآية:12)

العلاقة المتباينة بين اسم العليم واسم القدير:

اختار الله من كل أسمائه اسمين , اسم العليم , واسم القدير,علمه يطولك، وقدرته تطولك، وأنت والله الذي لا إله إلا هو، لو أيقنت أن إنساناً تحتقره , وهو أقوى منك فلا يمكن أن تعصيه، إذا كان هذا الإنسان قادراً على أن يضبط مخالفتك، وهو قادرٌ أيضاً أن يضعك في مكان صعب فلا يمكن أن تعصيه، ولا أنسى قول الإمام الغزالي رحمه الله تعالى يخاطب نفسه فيقول:

((يا نفس ,لو أن طبيباً حاذقاً حذرك من أكلة تحبينها لا شك أنكِ تمتنعين، أيكون الطبيب أصدق عندك من الله؟))
الآن إنسان يقول له الطبيب: دع الملح، ومعلوم أنّ الطعام بلا ملح لا يؤكل ، فإنّه يدع الملح.

(( لو أن طبيباً حاذقاً حذّركِ من أكلة تحبينها لا شك أنكِ تمتنعين، أيكون الطبيب أصدق عندك من الله ؟ إذاً ما أكفرك ! أيكون وعيد الطبيب أشد عندك من وعيد الله ؟ إذاً ما أجهلك!))

http://nabulsi.com/green/ar/art.php?art=770&id=55&sid=612&ssid=613&sssid=614

بوفيصيل
12-11-2011, 11:20 PM
خاطرة اليوم/
قال بوش الابن للعالم اجمع بعد حادثة 11/9 الشهيرة (من لم يكن معي فهو ضدي). ونجح في هذه المقولة من ارهاب العالم، وجمعه من ورائه لغزو أفغانستان. وبغض النظر عن ملابسات الحادثة، أو عن من يقف وراءها، فإن هذه المقولة اختيرت بعناية فائقة. ذلك ان هذه المقولة من شأنها أن لا تجعل للأنداد خيارا سوى اتباع أمريكا في إجراءاتها تجاه أعدائها الذين وصفتهم هي بأنهم وراء الحادثة. فهذه المقولة، وتحت ثقل أمريكا عالميا، وحجم الفاجعة التي أحدثتها، تظهر كل من لا يقف مع أمريكا أنه يقف الى جانب الأعداء. وها نحن اليوم نعيش المقولة ذاتها مع مؤيدوا "الثورات العربية" بما فيهم الدعاة، والحركات الإسلامية. فتحت ثقلهم الجماهيري، وحجم الحراك التغييري، يظهرون كل معارض لفكرهم وحراكهم المشبوه، والمدعوم من الغرب الكافر المستعمر، على أنه موقف مؤيد لإستبداد الحكام، ومؤيد لإستمرار بقائهم، وبقاء أنظمتهم الطاغوتية. فحالهم، وسلوكهم تجاه مخالفيهم في الرأي يقول إما أن تكونوا معنا أو أن تكونوا مع الحكام، ولا رأي، أو خيار ثالث. فشأنهم في ذلك شأن الشقي "بوش" الذي أرهب العالم، وصادر كل الآراء.

بوفيصيل
26-11-2011, 02:23 AM
خاطرة اليوم/
لما خلق الله الإنسان، خلق فيه غرائزه وشعوره وأحاسيسه. ولما أنزل الله الأديان، ومنها الإسلام، أنزل فيها الشرائع. وشريعة الإسلام لم يغفل الله سبحانه فيها فطرة الإنسان التي فطره عليها. فنظم في الشريعة تلك الفطرة. فلم يكبتها فيشقى الإنسان، ولم يطلقها دون قيد فتنحدر في الإنسان إلى درك الحيوان. فمثلا تحليل النكاح وملك اليمين، وتحريم الزنا والاغتصاب في الشرع الإسلامي، نظم بهما الله دفع غريزة حب البقاء عند الإنسان، فهو سبحانه، لم يكبتها، ولم يطلقها. ومنها أيضا الوطنية. فالوطن لغة هو المنزل الذي يمثل دار الإنسان ومحله، والوطنية هي ذلك الدافع الغريزي في الإنسان الذي يحمله على التصاقه بدياره، وحبه لها. والشرع الإسلامي لم يكبت الوطنية، ولم يطلقها. قال تعالى: (يسألونكَ عن الشهر الحرامِ قتالٍ فيه قُل قتالٌ فيه كبيرٌ وصدٌّ عن سبيلِ اللهِ وكفرٌ به والمسجد الحرامِ وإخراج أهلهِ منهُ أكبرُ عند اللهِ والفتنةُ أشد من القتلِ)، وقال: (واقتلوهم حيثُ ثقفتموهُم وأخرجوهم من حيثُ أخرجوكُم والفتنة أشدُّ من القتل)، وقال: (أُذن للذينَ يُقاتلونَ بأنَّهُم ظُلِموا وإن الله على نصرهِم لقديرٌ الذين أخرجوا من ديارهِم بغير حق). فالشرع في هذه الآيات، وغيرها، يركز الوطنية، ويجعل لحب الإنسان لدياره ومله اعتبارا، ويعد إخراجه من موطنه دون حق فتنة. إلا أن الشرع في الوقت ذاته وضع ذلك الشعور"الوطنية" في موضعها الضابط لها. قال تعالى: (إن كان ءَاباؤكُم وأبناؤكُم وإخوانُكم وأزواجُكُم وعشيرتُكُم وأموالٌ اقترفتموها وتجارةٌ تخشون كسادها ومساكنُ تَرضَونها أحبَ إليكُم من اللهِ ورسولهِ وجهادٍ في سبيلهِ فتربَّصوا حتى يأتي اللهُ بأمره واللهُ لا يهدي القومَ الفاسقينَ). لقد استقرت أحكام الإسلام على اعتبار الوطنية فطرة، فطر الله الإنسان عليها. فحب الإنسان لوطنه ودياره ومحله شأنه شأن حبه لأبيه وولده وإخوانه، فهو محفوظ شرعا، إلا أنه مضبوط بالشرع. فلا يجوز أن علو ذلك الحب فوق حب الله ورسوله والتزام شرع الله. فالوطنية في الإسلامية تتميز بأنها لا تجعل تخوم الأقاليم الوطنية نهاية آفاقها، وإنما تلك الأقاليم والأوطان تتأطر في سلك جامع هو "دار الإسلام".

فرج الطحان
26-11-2011, 10:56 AM
خاطرة اليوم/
لما خلق الله الإنسان، خلق فيه غرائزه وشعوره وأحاسيسه. ولما أنزل الله الأديان، ومنها الإسلام، أنزل فيها الشرائع. وشريعة الإسلام لم يغفل الله سبحانه فيها فطرة الإنسان التي فطره عليها. فنظم في الشريعة تلك الفطرة. فلم يكبتها فيشقى الإنسان، ولم يطلقها دون قيد فتنحدر في الإنسان إلى درك الحيوان. فمثلا تحليل النكاح وملك اليمين، وتحريم الزنا والاغتصاب في الشرع الإسلامي، نظم بهما الله دفع غريزة حب البقاء عند الإنسان، فهو سبحانه، لم يكبتها، ولم يطلقها. ومنها أيضا الوطنية. فالوطن لغة هو المنزل الذي يمثل دار الإنسان ومحله، والوطنية هي ذلك الدافع الغريزي في الإنسان الذي يحمله على التصاقه بدياره، وحبه لها. والشرع الإسلامي لم يكبت الوطنية، ولم يطلقها. قال تعالى: (يسألونكَ عن الشهر الحرامِ قتالٍ فيه قُل قتالٌ فيه كبيرٌ وصدٌّ عن سبيلِ اللهِ وكفرٌ به والمسجد الحرامِ وإخراج أهلهِ منهُ أكبرُ عند اللهِ والفتنةُ أشد من القتلِ)، وقال: (واقتلوهم حيثُ ثقفتموهُم وأخرجوهم من حيثُ أخرجوكُم والفتنة أشدُّ من القتل)، وقال: (أُذن للذينَ يُقاتلونَ بأنَّهُم ظُلِموا وإن الله على نصرهِم لقديرٌ الذين أخرجوا من ديارهِم بغير حق). فالشرع في هذه الآيات، وغيرها، يركز الوطنية، ويجعل لحب الإنسان لدياره ومله اعتبارا، ويعد إخراجه من موطنه دون حق فتنة. إلا أن الشرع في الوقت ذاته وضع ذلك الشعور"الوطنية" في موضعها الضابط لها. قال تعالى: (إن كان ءَاباؤكُم وأبناؤكُم وإخوانُكم وأزواجُكُم وعشيرتُكُم وأموالٌ اقترفتموها وتجارةٌ تخشون كسادها ومساكنُ تَرضَونها أحبَ إليكُم من اللهِ ورسولهِ وجهادٍ في سبيلهِ فتربَّصوا حتى يأتي اللهُ بأمره واللهُ لا يهدي القومَ الفاسقينَ). لقد استقرت أحكام الإسلام على اعتبار الوطنية فطرة، فطر الله الإنسان عليها. فحب الإنسان لوطنه ودياره ومحله شأنه شأن حبه لأبيه وولده وإخوانه، فهو محفوظ شرعا، إلا أنه مضبوط بالشرع. فلا يجوز أن علو ذلك الحب فوق حب الله ورسوله والتزام شرع الله. فالوطنية في الإسلامية تتميز بأنها لا تجعل تخوم الأقاليم الوطنية نهاية آفاقها، وإنما تلك الأقاليم والأوطان تتأطر في سلك جامع هو "دار الإسلام".
الأخ بوفيصيل ..
السلام عليكم..
الوطنية، بياء النسبة، مصطلح فكري، وليست إحساساً شعورياً. وهذا المصطلح يجعل هذه المشاعر رابطاً يربط بني الإنسان بعضهم ببعض، ونحن نرى _وينطبق ذلك على واقعها_ أن هذه الرابطة فاسدة لعدة أسباب، منها أنها رابطة عاطفية مشاعرية، ومنها أيضاً أنها رابطة مؤقتة وليست دائمة. وأظنك تدرك أن هذا من البديهيات.
فالإسلام لم يركز الوطنية، ولم يشرعها، بل جعلها عصبية جاهلية، كالتعصب للآباء والأجداد سواء بسواء.
وهي ليست كذلك فطرة، وإن كنت أدرك أنك تعني حب الإنسان للمكان الذي ولد فيه ويعيش على ترابه، وهذا الحب، ليس الوطنية، فالوطنية كما قلت مصطلح فكري، أما حب الإنسان للمكان الذي ولد فيه ويعيش على ترابه، فهو عاطفة ناشئة عن غريزة حب البقاء. والإسلام أشبع هذا المظهر من هذه الغريزة عندما حول فكرة الوطن إلى وطن المبدأ. فهاجر المسلمون عن طيب خاطر من أوطانهم إلى المدينة عندما أصبحت وطن المبدأ، بل تخلوا عن مصالحهم وأهلهم وهاجروا إلى وطن المبدأ، كما أمرهم المبدأ بذلك.
أما "الفتنة" فإنها _حسب ظني_ لا تعني الإخراج من الأوطان، وإنما تعني ترك الإسلام، فضغط الكفار على المسلمين لترك دينهم، وسواء كان ذلك بالتهديد بالقتل أو الإخراج من الديار، هو الفتنة.
هذه بعض الملاحظات التي آمل أن يتسع لها صدرك وبارك الله فيك.

بوفيصيل
26-11-2011, 02:37 PM
جزاك الله خير علي الملاحظات اخي الكريم
وبالنسبه للخاطرة فهي ليست من كتابتي وانما تصلني من احد الشخوص الذين كان لهم مشوار في الحزب سابقا


ودمتم في امان الله ورعايته

بوفيصيل
16-12-2011, 03:31 AM
خاطرة اليوم/
خلق الله الدنيا لتكون مكان اختبار للبشر، (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا)، ثهم ستكون الجنة أو النار. الجنة التي هي دار مقام. لها بداية، وليس لها نهاية، (وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ). فيها ما تشتهي الأنفس، وتلذ الأعين، وما لم يخطر على قلب بشر، أعدت للمتقين، (والعاقبة للمتقين). والنار التي فيها مقامع من حديد، وطعامها الزقوم، وشرابها ماء يغلي يقطع الأمعاء، والعذاب فيها لا ينتهي، (كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ). فالعذاب لا يتوقف، ولا يخفف عنهم، ولا يقضي عليهم، (وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ). وهذا كله ليذوقوا العذاب! فما هي طبيعة العذاب إذاً؟! هذا ما يجب أن يؤمن به كل مسلم. فإذا ما آمن حقا، وصدقا، بالجنة وما فيها من خلد ونعيم، وبالنار وما فيها من عذاب مستطير، وكان هذا الإيمان القطعي مدركا واقعه، متصورا في الأذهان حقيقة، استحقر دونه كل عذاب، وهانت عليه الدنيا بما فيها من زينة وملذات. فيصبح المؤمن جبلا شامخا، صلبا ثابتا، لا تحرك فيه مغريات الحياة الدنيا من شيء، ولا يطمع في ما فيها إلا لما يرفع درجاته عند ربه. اللهم ثبتنا على دينك، ولا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا، وأدخلنا مدخل صدق مع الأبرار.