المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ماذا وراء التقارب الحمساوي الاردني



بوفيصيل
22-10-2011, 04:27 AM
ماذا وراء التقارب الحمساوي الاردني اذ اعلن عن زياره لمشعل الى الاردن دون تحديد موعد مع انه توجد قلاقل في الشارع الاردني وهل هو على حساب السلطة الفلسطينية وحركة فتح على الاخص ؟


الخبر منقول

غزة ـ 'القدس العربي' من أشرف الهور: حملت الساعات الـ 48 الماضية عدة مؤشرات عن قرب عودة الدفء في العلاقات المقطوعة منذ 12 عاماً بين المملكة الأردنية الهاشمية وحركة حماس، رغم تأجيل زيارة خالد مشعل لعمان التي كانت مقررة أمس، فقد هاتف الملك عبد الله الثاني عائلة مشعل للاطمئنان على صحة والدته المريضة، في الوقت الذي قدمت فيه الحركة عبر اتصال هاتفي وزيارة رسمية التهاني لرئيس الحكومة الأردنية الجديد عون الخصاونة.
فكان أول المؤشرات على عودة العلاقات هو الإعلان عن قيام ملك الأردن بمهاتفة عائلة مشعل المقيمة في عمان للاطمئنان على والدة زعيم حماس التي تعاني من المرض، حيث وضع 'المركز الفلسطيني للإعلام' التابع لحماس خبراً حمل عنوان 'الملك هاتف عائلة مشعل مطمئنا على صحة والدته'.
وفهم من الاتصال الهاتفي الذي أجراه ملك الأردن، أن قناة الحوار والوساطة القائمة بين الأردن وحماس والتي تدار من العاصمة القطرية الدوحة نجحت في إزاحة العقبات لطي صفحة الماضي، وعودة العلاقات المقطوعة والمتوترة بين الطرفين إلى سابق عهدها، رغم تأجيل زيارة مشعل التي كانت مقررة يوم أمس لعمان لأسباب لم يكشف عنها.
وكانت الوساطة القطرية أثمرت عن تحديد موعد كان يفترض أن يكون أمس الخميس لزيارة مشعل إلى الأردن، ولقاء ملكها لأول مرة منذ 12 عاماً.
وذكر المركز نقلاً عن عزت الرشق عضو المكتب السياسي لحركة حماس قوله معقباَ على زيارة مشعل لعمان التي كانت مقررة يوم أمس الخميس وأجلت لوقت آخر أن هذه الزيارة 'ما زالت قائمة'.
لكن هذا المسؤول الكبير في حركة حماس لم يحدد الموعد الجديد لهذه الزيارة، والتي ذكر أنها كانت 'نتاج وساطة قطرية، تتضمن استقبال العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني لمشعل'.
وهو أمر اعتبره الرشق أنه يعني 'طي صفحة الماضي في العلاقة بين الجانبين وفتح صفحة جديدة'.
ونقل عن الدكتور موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي قوله ان تأجيل الزيارة المرتقبة كان لـ'ظروف لوجستية'.
وكانت المعلومات التي تكررت خلال الأيام الماضية تقول ان مشعل سيزور عمان، برفقة ولي عهد قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، حيث سيجري خلال هذه 'الزيارة الرسمية' التي أجلت لوقت آخر لقاءات مع مسؤولين هناك، تؤسس لمرحلة ما بعد إنهاء القطيعة بين الطرفين.
وأعلن وفق مصادر متعددة أن هذه الزيارة تأتي لـ 'تدشين عهد جديد في العلاقات' بين الحركة والمملكة الأردنية.
لكن هذه العلاقات الجديدة لن يتم خلالها نقل مقرات الحركة من دمشق التي تشهد توتراً بسبب الأحداث الجارية هناك إلى عمان كما كانت في السابق، حيث قال فوزي برهوم الناطق باسم حماس لـ 'القدس العربي' ان حركته لم تقرر نقل مكاتبها من دمشق لأي مكان آخر، وأنها أيضاً لم تناقش هذا الأمر.
وأوضح أن الزيارة التي توسطت فيها قطر هدفها 'فتح صفحة جديدة وطي صفحة الماضي'.
وكمقدمة لعودة العلاقات وقنوات الاتصال، أعلن أمس عن قيام مشعل بمهاتفة رئيس الحكومة الأردنية المكلّف عون الخصاونة لتهنئته بالمنصب الجديد.
وتفيد المعلومات أيضاً أن عضو المكتب السياسي للحركة محمد نزال والذي زار رئيس الحكومة في منزله الليلة قبل الماضية وقدم التهنئة له كذلك.
وأوكل الملك عبد الله قبل أيام مهام تشكيل الحكومة الجديدة للخصاونة خلفاً لمعرف البخيت، ولم يعرف إن كان هذا التغيير جاء لإرضاء إسلاميي الأردن، خاصة وأن التغيير جاء بعد الكشف عن فتح قناة للحوار بين القصر الملكي والإخوان المسلمين في الأردن.
وكانت العلاقات تأزمت بين الطرفين بعد أن قامت الأردن بمنع مسؤولي حركة حماس وعلى رأسهم مشعل من النزول من الطائرة التي كانت قادمة من الدوحة في العام 1999 إلى عمان مقر قيادة حركة حماس في الخارج، قبل أن تتخذ من العاصمة السورية دمشق مقراً لها بعد توتر العلاقات.
وفي أوج التوتر اتهمت الأردن في عهد رئيس الوزراء الأسبق معروف البخيت، أشخاص ينتمون لحركة حماس في العام 2005، بنقل أسلحة من سورية إلى أراضيها.
وبعد فترة طويلة من القطيعة، وتحديداً بعد أن سيطرة حركة حماس على قطاع غزة، زار الأردن مسؤولون من حركة حماس أبرزهم محمد نزال، الذي عمل كـ 'سفير للعلاقات المقطوعة'، إذ التقى خلالها بعدة مسؤولين أبرزهم مدير المخابرات الأردنية السابق محمد الذهبي.
وسبق وأن حط مشعل الأردن في زيارات صنفت على أنها 'إنسانية'، كان آخرها عيادته لوالدته نهاية ايلول (سبتمبر) الماضي، والتي كانت بموافقة لملك عبد الله الثاني، وهي الزيارة الثانية له بعد القطيعة، حيث كانت في نهاية آب (أغسطس) من العام 2009، للمشاركة في جنازة والده الذي توفي آنذاك.
ويرى مطلعون على التقارب الجديد بأنه جاء لكون الأردن يطمح في أخذ دور أكبر في المنطقة، وخاصة في الإشراف على الملف الفلسطيني الذي تشرف عليه الآن مصر، في ضوء التقارب الجديد بين حماس ومصر بعد الثورة، إذ قامت القاهرة باستضافة قادة حماس والالتقاء بهم في أكثر من مناسبة خلال الفترة التي تلت نجاح الثورة، وتبديل النظام السابق الذي فرض في آخر فترة لحكمه قطيعة على الحركة بشكل كامل بسبب تفاقم الخلافات بينهم، منع خلالها زعماء القاهرة سواء من غزة أو دمشق من زيارة القاهرة.
وهناك آخرون يرون أن التقارب له أبعاد أخرى، تتمثل في قناة الحوار الجديدة التي أعلن عنها بشكل رسمي قبل أيام بين الديوان الملكي الأردني وجماعة الأخوان المسلمين في عمان، إذ تعتبر حركة حماس أحد أذرع الإخوان، وظلت لفترة قريبة تتشارك في كثير من أمور العمل مع إخوان الأردن.
لكن في وسط هذه التكهنات، يؤكد آخرون أنه لا يمكن أيضاً تجاهل الخلاف في الرأي بين القيادة الفلسطينية في الضفة الغربية، والمملكة الهاشمية، خاصة في ملف التوجه إلى الأمم المتحدة الذي حمله الرئيس محمود عباس للحصول على اعتراف بدولة مستقلة.
وقال مسؤول في حركة فتح انهم لا يملكون معلومات عن هذا التقارب، بين حماس والأردن، لكنه أشار في ذات الوقت أن الأردن ربما يريد توصيل رسالة مفادها بأنه غير راض عن خط السير السياسي الذي انتهجته القيادة الفلسطينية، خاصة بعد 'خطة أيلول'.
وأشار إلى أن بداية الخلاف ظهر حين تم التوقيع على اتفاق المصالحة في ايار (مايو) الماضي، حيث امتعضت عمان بعدم إبلاغها مسبقاً بالعملية من قبل القيادة الفلسطينية، كون أن علاقاتها مقطوعة مع حركة حماس.
ولم يخف هذا المسؤول الذي فضل عدم ذكره اسمه خلال حديثه مع 'القدس العربي' وجود 'توتر' في العلاقات بين الأردن والقيادة الفلسطينية، لكنه أشار إلى أن هذا التوتر يعد 'محصور جداً'.