المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حول الرأي العام



عابر السّبيل
30-11-2008, 04:51 PM
السلام عليك أيها الإخوة الكرام،

هل الرأي العام المنبثق عن الوعي العام موجود حالياً عند أمتنا عن الإسلام كمبدأ أي كعقيدة تنبثق عنها نظام ؟

جزاكم الله خيراً.

عابر السّبيل
21-01-2009, 09:55 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

حزب التحرير

حزب التحرير حزب سياسي مبدؤه الإسلام ، وغايته استئناف الحياة الإسلامية بإقامة دولة إسلامية تنفذ نظم الإسلام وتحمل دعوته إلى العالم . وقد هيأ هذا الحزب ثقافة حزبية ضمنها أحكاما إسلامية في شؤون الحياة ، والحزب يدعو للإسلام قيادة فكرية تنبثق عنها الأنظمة التي تعالج مشاكل الإنسان جميعها ، سياسية واقتصادية وثقافية واجتماعية وغير ذلك . وهو حزب سياسي يضم إلى عضويته النساء كما يضم الرجال ، ويدعو جميع الناس للإسلام ولتبني مفاهيمه ونظمه ، وينظر إليهم مهما تعددت قومياتهم ومذاهبهم نظرة الإسلام ، وهو يعتمد على التفاعل مع الأمة للوصول إلى غايته ، ويكافح الاستعمار بجميع أشكاله ومسمياته لتحقيق تحرير الأمة من قيادته الفكرية ، واجتثاث جذوره الثقافية والسياسية والعسكرية والاقتصادية وغيرها من تربة البلاد الإسلامية ، وتغيير المفاهيم المغلوطة التي أشاعها الاستعمار من قصر الإسلام على العبادة والأخلاق.

وبناء على ذلك قام حزب التحرير عام 1952م في القدس من أجل استئناف الحياة الإسلامية وحمل الدعوة الإسلامية إلى العالم.

أما بالنسبة لاستئناف الحياة الإسلامية فلأن واقع جميع البلاد الإسلامية اليوم أنها دار كفر ، إذ غاب الإسلام فيها عن التطبيق ، ولذلك تبنى الحزب تغيير هذه الدار إلى دار إسلام ، ولا عبرة في اعتبار الدار دار إسلام بأن يكون أهلها مسلمين أو غير مسلمين ، بل العبرة فيما يطبق فيها من أحكام ، وبأمانها بأن يكون بأمان المسلمين لا بأمان الكفار ، فهذان الشرطان بهما تعتبر الدار دار إسلام ولو كان معظم أهلها غير مسلمين ، وكون الدول الحالية القائمة في العالم الإسلامي دول كفر فأمر ظاهر لا يحتاج إلى بيان ، إذ جميع دساتيرها لا تعتبر المعاصي جرائم تعاقب عليها، وتأخذ الأنظمة والأحكام من النظام الرأسمالي الديموقراطي عمليا في الحكم والاقتصاد والتعليم وجميع مناحي الحياة ، وتعتبر السيادة للشعب لا لله تعالى ، وتعترف بجميع المواثيق الدولية المخالفة للإسلام كل المخالفة ، ولا تحمل الإسلام قيادة فكرية إلى العالم .

أما بالنسبة لكون الحزب حزبا سياسيا فلأن السياسة في الإسلام هي رعاية شؤون الأمة داخليا وخارجيا ، والله أمر بأن تساس الأمة بالإسلام لا غير ، وذلك بأن ترعى به جميع مصالح الأمة الداخلية والخارجية ، وأن تسير تسييرا إسلاميا ليس غير وأن يكون ذلك من قبل الدولة ، ومن قبل الأمة تحاسب فيه الدولة ، وحتى يتأتى ذلك عمليا لا بد أن يكون حزب التحرير حزبا سياسيا ، يتولى ذلك في الأمة ويعمل لأخذ الحكم عن طريقها ، ولذلك لم يكن تكتلا روحيا أو أخلاقيا أو علميا بل تكتلا سياسيا يعمل لأن ترعى شؤون الأمة كاملة بالإسلام.

إن قيام حزب التحرير كان استجابة لقوله تعالى : (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون .) . بغية إنهاض الأمة الإسلامية من الانحدار الشديد ، الذي وصلت إليه ، وتحريرها من أفكار الكفر وأنظمته وأحكامه ، ومن سيطرة الدول الكافرة ونفوذها ، وبغية العمل لإقامة دولة الخلافة الإسلامية ، حتى يعود الحكم بما أنزل الله إلى الوجود..

وحتى يكون التكتل قائما على الوجه الصحيح الذي يحقق الغاية لا بد أن تتوفر فيه أربعة أمور هي :


1- أن يقوم على فكرة واضحة محددة ، لا على فكرة غامضة مبهمة .

2- أن تكون طريقة تنفيذ الفكرة واضحة مبلورة .

3- أن يقوم التكتل على أشخاص اكتمل فيهم الوعي وتمركزت لديهم الإرادة الصحيحة لإيجاد الفكرة في الحياة.

4- أن تكون الرابطة التي تربط بين أعضاء هذا التكتل هي الرابطة المبدئية وذلك بربط الشخص بالتكتل بعد اعتناقه للعقيدة ونضجه في الثقافة الحزبية .

أما حزب التحرير فقد قام على المبدأ الإسلامي فكرة وطريقة ، فالحزب يحمل فكرة واضحة ومحددة هي الفكرة الإسلامية ، باعتبار أنها وحدها التي تحقق النهضة الصحيحة ، لأن العقيدة الإسلامية هي وحدها التي تقنع العقل وتوافق الفطرة الإنسانية فتملأ القلب طمأنينة وتحقق السعادة للإنسان ، بخلاف العقيدة الرأسمالية القائمة على فصل الدين عن الحياة ، فهي غير مبنية على العقل قطعا ، بل مبنية على الحل الوسط ،وتناقض فطرة الإنسان وبالتالي تملأ القلب اضطرابا ولا تحقق غير الشقاء للإنسان .

وقد تبنى الحزب الفكرة الإسلامية بالشكل التفصيلي بالقدر الذي يلزمه لإيجاد الإسلام في الحياة باعتبار أن العقيدة الإسلامية عقيدة سياسية روحية لا روحية فقط ، أي لها علاقة بالدنيا كما لها علاقة بالآخرة ، إذ أوجب الله تعالى على المسلمين أن يحتكموا إلى الإسلام في كل شؤونهم ويطبقوه ، فهي عقيدة وجدت ليسير الناس بحسبها .

ولذلك تبنى الحزب أفكارا في العقيدة تعيد للمسلمين الفهم الصحيح لها وتعيد للعقيدة حيويتها وحرارتها في النفوس ، وتبنى كذلك أحكاما شرعية في الأنظمة الإسلامية في نظام الحكم والاقتصاد والاجتماع باعتبار أنها أحكام إسلامية ليس غير ، ولا يوجد فيها أي حكم غير إسلامي أو متأثر بالواقع ، بل تبناها بقوة الدليل الشرعي لكي تكون كما أنزلها الله سبحانه صافية نقية .

وحزب التحرير حزب مبدئي يجعل السيادة للمبدأ وحده ولا يجعل الواقع مصدر المعالجة بل موضع المعالجة ، أي أنه يعالج الواقع الفاسد بالإسلام ولا يغير ولا يحرف أحكام الإسلام لتوافق الواقع ، لأن العقيدية تقتضي الثبات على المبدأ وعدم الحيد عنه مهما كان الترغيب أو الترهيب ، فالرسول عليه السلام رفض كل مغريات قريش وعروضها متحملا كل أذاها وجبروتها ولم يتنازل عن العمل لإيجاد المبدأ كما هو حتى أنه قال وهو في أشد الحاجة إلى نصرة عمه " يا عماه والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في شمالي على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك فيه ما تركته " . وقد حدد الحزب كذلك طريقته في السير باعتبار أن الإسلام فكرة وطريقة أي أحكام ملموسة تحافظ على الفكرة وتبرزها للوجود ، وطريقته في السير إنما هي طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم ، إذ أنها أحكام شرعية واضحة محددة ، فالحزب يسير في مراحل ثلاث لتحقيق غايته ، سار فيها الرسول صلى الله عليه وسلم :-

الأولى مرحلة الدراسة والثقافة لإيجاد الثقافة الحزبية وتجسيد المبدأ في أشخاص أي تكوين الكتلة .

والثانية مرحلة التفاعل مع الأمة والكفاح من أجل أن تتخذ الأمة مبدأ الحزب مبدأ لها ، وأن تتخذ من المبدأ قضية لها في الحياة وتعمل على إيجاده .

والثالثة مرحلة الوصول إلى الحكم واستلامه عن طريق الأمة من أجل تطبيق المبدأ تطبيقا كاملا ؛ لأنه لا يجوز أخذ الحكم مجزءا ، لذلك يجب أن يكون الوصول إلى الحكم كاملا وتطبيق الإسلام شاملا .

وقد سار الحزب في معترك الحياة حسب هذه المراحل ، فأكمل مرحلة الثقافة بتحقيق الغاية منها وهي تجسيد المبدأ في أشخاص والتي طريقتها التثقيف ، وبذلك استكمل الحزب تكوينه الفكري ، فكان لزاما عليه أن يستكمل تكوينه السياسي ولذلك انتقل إلى مرحلة التفاعل مرورا بنقطة الانطلاق ، وبدأ يتعرض للعلاقات السائدة لضربها وتحطيمها وفي نفس الوقت يعمل لغرس أفكار الإسلام ومشاعره في المجتمع ، وخاض المعارك السياسية في المجتمع بوصفه حزبا سياسيا معينا ، وبذلك انتقل إلى التحريك الجماهيري علنا وبجرأة وتتابع مما مكنه من مخاطبة المجتمع بغية انتزاع الأمة من أوضاعها التقليدية القديمة ودفعها إلى التجمع بشكل جديد وفقا للأفكار التي بثها الحزب والتي أحدثت أثرا في الناس ، كما نقد خطة الكفاح السياسي التي سلكها السياسيون وسلكتها الأمة في ذلك الوقت ، وأنزل ضربات قاسية موجعة بمجموع الأفكار والآراء غير الإسلامية السائدة في المجتمع سواء الصادرة من حملة القومية والشيوعية وأمثالهما ، أو ممن جعل الدعوة تحمل أجزاء وتفاريق ، أو من حملة الآراء السياسية كالانحياز إلى الغرب أو إلى الشرق أو الحياد أو ما شاكل ذلك ، كما تصدى لمشاريع الحماية والأحلاف الاستعمارية التي أراد ايزنهاور فرضها على العالم الإسلامي بكشفها للأمة وتحريض الأمة على محاسبة الحكام على قبولهم بها ، وكشف الاتفاق الخطير الذي جمع بين العملاقين في فينا والذي كانت محصلته اتفاق الدولتين العظميين على حصر النظر في القضايا الدولية بهما وبين أثر ذلك على السياسة الدولية وأثرها على تحركات العملاء في بلاد المسلمين ، كما تتبع سياسة الدول الكافرة في بلاد المسلمين وخططها السياسية وفضح الكثير من المؤامرات السياسية التي رسمت للمنطقة وشعوبها كمشروع تدويل القدس الذي سعت أمريكا وعملاؤها لتنفيذه مطلع الستينات ، كما فضح مؤامرة تسليم القدس والضفة الغربية قبل عام من سقوطها ، وكشف واقع المنظمات الفدائية التي أنشأها الإنجليز لتصفية قضية فلسطين ، وتتبع خطط الولايات المتحدة وأساليبها في بسط نفوذها على بلاد المسلمين ، والأعمال المتلاحقة التي أدت بها إلى السيطرة على النفط سيطرة تامة ، وغير ذلك من المؤامرات والخطط على الأمة والمنطقة ، وكان الحزب في كل ذلك إنما يعمل كحزب سياسي يتصل بالعالم اتصالا واعيا لأحواله ، مدركا لمشاكله ، عالما بدوافع دوله وشعوبه ، متتبعا الأعمال السياسية التي تجري في العالم ، ملاحظا الخطط السياسية للدول في أساليب تنفيذها ، وفي كيفية علاقتها بعضها ببعض ، وفي المناورات السياسية التي تقوم بها هذه الدول ، وفوق ذلك كله ظل في سيره يعمل في الأمة كحزب سياسي له قضية معينة يحملها ويدافع عنها ويعمل لأن تحتضنها الأمة ويوجد في الواقع من ينصره وينصر قضيته ، فكان بذلك حركة كفاح تستهدف إيجاد الدولة لتطبيق الإسلام تطبيقا انقلابيا شاملا ، وبذلك كان للحزب أثر كبير في المجتمع وفي الحياة السياسية للمسلمين ، وعلى الأفكار والمشاعر المختلفة من اشتراكية وعلمانية وقومية وكهنوتية ، 7]وأصبح للإسلام رأي عام في المجتمع منبثق عن وعي عام ، أما على صعيد الحياة السياسية للمسلمين فإن المسلمين باتوا يدركون أن فكرة إيجاد الإسلام في واقع الحياة بدأت بالتحول فعلا من قوة روحية في الأمة إلى قوة مادية ، وأن تيار الإسلام أصبح يقف في وجه القوى الأخرى المعادية ، وأن الإسلام أصبح عند المسلمين دينا منه الدولة ، والعقيدة الإسلامية في نفوس المسلمين ارتبطت بأفكار الحياة وأنظمة التشريع ، أي أصبحت العقيدة الإسلامية في نفوس المسلمين عقيدة سياسية ، ولذلك فإن الحزب جاد في استكمال هذا التحول حتى يتم نقل الفكرة الإسلامية إلى التطبيق الفعلي في الحياة . [/color]وحزب التحرير جعل طريقة الربط في تكتله هي صلاحية الشخص نفسه للتكتل في الحزب وذلك باعتناقه وتفهمه للعقيدة الإسلامية ، ونضجه في الثقافة الحزبية حين تتفاعل الدعوة معه ، وهذه الصلاحية تحددها أربعة أمور هي : تفهم الشخص للعقيدة الإسلامية ، ووعيه على الثقافة الحزبية ، وقيامه بالالتزامات الإسلامية ، وتبنيه آراء الحزب ودستوره .

والحزب يقوم بالأعمال التالية :-

تثقيف الناس بالإسلام تثقيفا مركزا في حلقات بثقافة الحزب ، وتثقيف الناس تثقيفا جماعيا بجميع الوسائل الممكنة ، وتبني المصالح الحقيقية للأمة ، وكشف خطط الكفار ومؤامراتهم .

وقد تبنى الحزب في طريقته لإقامة الدولة أحكاما شرعية معينة ، منها أنه لا يقوم بالأعمال المادية والعنف تأسيا برسول الله صلى الله عليه وسلم ، إذ أن الواقع الآن هو ذاته واقع الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة من حيث غياب الإسلام عن التطبيق ، والعمل على إيجاده .

وحزب التحرير جاد بالعمل في الأمة من أجل تطبيق الإسلام وتحقيق غايته بالعمل لقيادة الأمة الإسلامية واختيارها له قائدا حتى يطبق عليها الإسلام وتسير معه في صراعها مع الكفار ، والعمل على عودة الدولة الإسلامية كما كانت الدولة الأولى في العالم .

وحزب التحرير يعمل على أن تحرر الأمة نفسها من نفوذ وسيطرة وتحكم وتلاعب الدول الكافرة بها ، ومن ثم تعمل على تحرير العالم من القيادات الفكرية الفاسدة بحمل الإسلام قيادة فكرية رسالة هدى ونور إلى العالم أجمع .

وهو قائد للأمة في صراعها مع الكفار ، ويعتبر نفسه حارسا أمينا للإسلام لتعود الأمة الإسلامية من جديد أمة ذات إرادة يهابها الحكام ويحسب حسابها الأعداء .

هذا هو واقع حزب التحرير الذي لا يتميز عن المسلمين بشيء إلا أنه خادم للأمة وأثقلها حملا وأشدها تبعة في تحمل مسؤولية خدمة المسلمين أمام الله والعمل للإسلام