muslem
11-09-2011, 07:01 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيّدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علَّمْتنا إنك أنت العليم الحكيم اللهم علِّمنا ما ينْفعنا وانْفعنا بِما علَّمتنا وزِدْنا عِلما، وأَرِنا الحق حقاً وارْزقنا اتِّباعه وأرِنا الباطل باطِلاً وارزُقنا اجْتنابه، واجْعلنا ممن يسْتمعون القول فَيَتَّبِعون أحْسنه وأدْخِلنا برحْمتك في عبادك الصالحين.
أيُّها الإخوة الكرام، في أواخر سورة ص آيات دقيقة جدًّا، من هذه الآيات الآية السابعة والسِّتون:
﴿قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ (66) أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ (67)﴾
[سورة ص]
سأطْرَحُ عليكم بعض الأمثلة عن النَّبأ العظيم ؛ إنسانٌ أمْضى حياتهُ كُلَّها في بيتٍ مُستأْجَرٍ تحت الأرض، واقْتَطَعَ مِن دخْلِهِ مبالِغَ جمَّعَها من عشرين سنة لِيَشْتري بيتًا مُريحًا، وبعد أن اشْترى البيت واسْتَقَرَّ فيه، جاءَهُ إنذار بإخلائِهِ لأنَّ في أساساتِهِ ضَعْف !! أليْسَ هذا نبأٌ عظيم ؟! وإنسانٌ باعَ كلَّ ما يملك بعملةٍ صعبةٍ ثمَّ اكتشفَ إنها مُزوَّرةٌ، أليس هذا نبأٌ عظيمٌ؟ و إنسانٌ أجرى تحليلا فتبيَّن له ورمٌ خبيثٌ أليس هذا نبأٌ عظيمٌ ؟ أنباءُ الدنيا مزعجةٌ لا ينام الليلَ صاحبُها، و كلُّ مشكلةٍ تنتهي عند الموتِ، و الموتُ ينهي غنى الغنِيِّ و فقرَ الفقيرِ و قوةَ القويِّ و ضعفَ الضعيفِ و صحةَ الصحيح و مرضَ المريضِ ووسامةَ الوسيم و دمامةَ الدميمِ، الموتُ ينهي كلَّ شيءٍ، أما الحياةُ الأبديةُ فإلى ما شاءَ اللهُ، لذلك لما الإنسانُ يكونُ غافلا عن الآخرةِ يكون مجرما في حقِّ نفسه، قال تعالى:
﴿قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ (66)﴾
[سورة ص]
أحيانا الإنسانُ يكون قد عقد القرانَ و يحضر عالما ليلقيَ له كلمةً، و كأن العالم وردةٌ في صدره، يودُّ لو يلقِي كلمةً، أو يضع كتابا في بيته، فقضية الدين قضيةٌ ثانويةٌ جدًّا، أساسياتُ حياته كسبُ المالِ و إنفاقه و طعامه و شرابه، أما قضيةُ الدين يتزيَّن بها، شيءٌ من متاع الحياةِ أن يكون للإنسانِ مجلسُ علم يتعلَّم فيه، القضية اخطرُ من ذلك، أخطرُ بكثير، أخطر من وردةٍ تضعها على صدرِك، أخطر من إنسانٍ تفتخرُ انه حضر إلى عقد قرانك و ألقى كلمةً، القضيةُ مصيرٌ، قضيةُ سعادةٍ أبديةٍ أو شقاءٍ أبدي، قضيةُ، قال تعالى:
﴿إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَا(74)﴾
[سورة طه]
قال تعالى:
﴿وَنَادَوْا يَامَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ(77)﴾
[سورة الزخرف]
و قال تعالى:
﴿وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَالَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِي(25)وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِي(26)يَالَيْتَهَا كَانَتْ الْقَاضِيَةَ(27)مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِي(28)هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِي(29)خُذُوهُ فَغُلُّوهُ(30)ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ(31)ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ(32)﴾
[سورة الحاقة]
هذه هي القضيةُ، قضية شقاءٍ إلى أبد الآبدين قال تعالى:
﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا(56)﴾
[سورة النساء]
و قال تعالى:
﴿وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا(29)﴾
[سورة الكهف]
و قال تعالى:
﴿هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ(1)وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ(2)عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ(3)تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً()تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ(5)لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ(6)لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ(7)﴾
[سورة الغاشية]
فقضية الدين ليست قضيةَ تزيُّنٍ و استكمال المُتَعِ، كلُّ متاع الدنيا في حوزته تنقصه متعةُ الدين، و الدينُ في وادٍ وهو في وادٍ، إلا أنه يتزيَّن بالدينِ، يكمِّل متعته بالدين، و الأمرُ أخطرُ من ذلك، قال تعالى:
﴿أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ(59)وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ(60)وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ(61)﴾
[سورة النجم]
لاهون، قال تعالى:
﴿قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ (66)﴾
[سورة ص]
أحيانا الإنسانُ يتلقَّى نبأَ احتراقِ محلِّه التجارِي ! يمكن أن تصيبَه جلطةٌ يموت منها، هناك أنباءٌ أخطرُ من هذه بألوف المرَّاتِ، قال تعالى:
﴿قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ(15)﴾
[سورة الزمر]
الواحدُ قد يخسر مالَه، و يعوِّضه، يخسر ابناً ينجب ولدًا ثانيا، يخسر زوجةً فيتزوج غيرَها و ينساها، فكلُّ شيءٍ يعوَّض في الدنيا، أما حين يخسرُ الإنسانُ نفسَه يومَ القيامةِ، قال تعالى:
﴿قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ(15)﴾
[سورة الزمر]
فلذلك الغِنى و الفقر بعد العرض على الله و النجاحُ الحقيقي كما قال تعالى:
﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنْ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ(185)﴾
[سورة آل عمران]
الذي خلق الكونَ يقول لك يا عبدي فوزُك الحقيقي حينما تنجو من عذاب النارِ، قال تعالى كُلُّ
﴿نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنْ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ(185)﴾
[سورة آل عمران]
ما معنى زحزح ؟ كلما كان الشيءُ ثقيلا احتاج إلى زحزحةٍ، و فعلُ زحزح يُسَمَّى ثُنائيًا مُضعَّفًا، يفيد التكرارَ، و معنى ذلك أن الشيءَ ثقيلٌ جدَّا تزحزحه، و يبدو أن الإنسانَ متعلِّقٌ بالدنيا تعلُّقا شديدا، و من أجل أن يُزَحْزَحَ عنها يحتاج إلى جهدٍ كبير قال تعالى:
﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنْ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ(185)﴾
[سورة آل عمران]
و قال تعالى:
﴿فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمْ اقْرَءُوا كِتَابِي(19)إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِي(20)فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ(21)فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ(22)قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ(23)كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ(24)﴾
[سورة الحاقة]
ربُّنا عز وجل في القرآن الكريم يصوَِّر لنا مشاهدَ يوم القيامة، قال تعالى:
﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ(15)آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ(16)﴾
[سورة الذاريات]
أحياناً تحضر حفلاً يضعونك في أبهى مكانٍ تُقدَّم لك الضيافات و يُرحَّب بك و يُعظَّم قدرُك..قال تعالى:
﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ(15)آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ﴾
[سورة الذاريات]
لماذا ؟ قال تعالى:
﴿إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ(16)كَانُوا قَلِيلًا مِنْ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ(17)وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ(18)وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ(19) ﴾
[سورة الذاريات]
أيها الإخوة الكرامُ، قال تعالى:
﴿قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ (66) أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ (67)﴾
[سورة ص]
قضيةُ الدين ليست قضيةَ استكمال المُتعة، و لا قضية وردةٍ حمراءَ يضعها على الصدورِ و لا قضية استكمال ثقافةٍ، أحيان الإنسانُ في المجالسِ العامةِ يحبُّ أن يتكلَّم في الدين في وجاهةٍ، يأتي بآيةٍ قرآنيةٍ و حديث شريف، ليس هذا هو الدينُ، الدينُ انضباطٌ و أن نرى الدينَ في بيتك و في عملك و في حديثك، قال تعالى:
﴿قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ (66) أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ (67)﴾
[سورة ص]
ثم قال تعالى:
﴿مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلَى إِذْ يَخْتَصِمُونَ (68) إِنْ يُوحَى إِلَيَّ إِلَّا أَنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (69)﴾
[سورة ص]
قِصَّة الإنسان قال تعالى:
﴿إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِنْ طِينٍ (70)﴾
[سورة ص]
فالله تعالى خلق ملائكةً لهم عقول فقط، وهم مع الله دائِمًا، ويُسَبِّحون الليل لا يسْأمون، وخلق حيوانات وأوْدَع فيها الشَّهوات، فحياتها شَهوتها ولكنَّها ليْسَت مُكَلَّفة ولا مُحاسبَة، إلا أنَّ الله عز وجل خلق إنسانًا فيه عنْصرٌ أرضي، وعُنصر ملائِكِي، قال تعالى:
﴿فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (71)﴾
[سورة ص]
لا بدّ أن نعرف مَن نحن ؟ قال تعالى: إذ قال ربك للملائكة إنِّي خالق بشرًا...ساجدين " لأنَّ الملَك رُكِّب مِن عقْل دون شَهْوَة، ورُكِّب الحيوان مِن شَهوة دون عقل، ورُكِّب الإنسان من كِلَيْهِما، فإن سما عقْلُهُ عن شَهْوَتِهِ أصْبَحَ فوق الملائكة، وإن سَمَت شَهوته على عقلِهِ أصْبَحَ دون الحيَوان.
قال تعالى:
﴿فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (30)﴾
[سورة ص]
إبليس ليس ملكًا ؛ لأنّ الله تعالى يقول: كان مِن الجِنّ ففسَق عن أمْر ربِّه.." إلا أنّ هذه الاسْتِثناء اسْمُهُ باللُّغة اسْتِثناء منْقطِع، فلو قلتَ دَخَل الطلاب إلا خالدًا، فخالد طالب، أما دخل الطلاب إلا المُدَرِّس فالمُدَرِّس ليس طالب، وكذا إبليس ليس من الملائكة، اسْتَكبر وكان من الكافرين، ما هو الكفْر ؟ أن تسْتكبر أن تَخْضع لأمْر الله تعالى، أحدهم سأل النبي عليه الصلاة والسلام فقال: الواحد يحبّ أن تكون ثِيابُهُ حسَنَة ونَعْلهُ حسنًا، فهل هذا من الكِبْر ؟ قال: لا، إن الله جميل يحب الجمال..." أن تردَّ الحق هو الكِبْر، وأن تردّ أمْر الله هو الكِبْر، وأن تقول: القرآن ليس لِهذا الزَّمَن والقرآن لا يصْلحُ لِهذا الزَّمَن، وهذا عصْر عِلمٍ، وعصْر تقدُّم، فأنت حينما تردُّ على الله أمْرَهُ فهذا هو الكُفْر، قال تعالى:
﴿إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (73)﴾
[سورة ص]
و قال تعالى:
﴿قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ (75)﴾
[سورة ص]
كلمة أنا مهْلكَة، وكذا نحن ولي وعندي، فهذه أربعُ كَلماتٍ مُهْلِكات، قال تعالى:
﴿قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (76) وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ (77) قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (78)﴾
[سورة ص]
فإبليس منذ أن خلقهُ الله وسيَبْقى إلى يوْم القِيامة، ثمَّ قال تعالى
﴿ قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (78) قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (79) إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (80) قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (81) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (82﴾
[سورة ص]
هل إبليس مؤمن أم كافر ؟ مؤمن بِوُجود الله ومؤمن بِعِزَّة الله، طيِّب الآن لو قال لك أحدهم: أنا أومِن بالله، أو، أنَّه عزيز ولكن لا أُطيعُهُ ! فهذا الإنسان اسْمُهُ إيمان إبْليسي ! قال تعالى:
﴿قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (81) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (82﴾
[سورة ص]
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيّدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علَّمْتنا إنك أنت العليم الحكيم اللهم علِّمنا ما ينْفعنا وانْفعنا بِما علَّمتنا وزِدْنا عِلما، وأَرِنا الحق حقاً وارْزقنا اتِّباعه وأرِنا الباطل باطِلاً وارزُقنا اجْتنابه، واجْعلنا ممن يسْتمعون القول فَيَتَّبِعون أحْسنه وأدْخِلنا برحْمتك في عبادك الصالحين.
أيُّها الإخوة الكرام، في أواخر سورة ص آيات دقيقة جدًّا، من هذه الآيات الآية السابعة والسِّتون:
﴿قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ (66) أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ (67)﴾
[سورة ص]
سأطْرَحُ عليكم بعض الأمثلة عن النَّبأ العظيم ؛ إنسانٌ أمْضى حياتهُ كُلَّها في بيتٍ مُستأْجَرٍ تحت الأرض، واقْتَطَعَ مِن دخْلِهِ مبالِغَ جمَّعَها من عشرين سنة لِيَشْتري بيتًا مُريحًا، وبعد أن اشْترى البيت واسْتَقَرَّ فيه، جاءَهُ إنذار بإخلائِهِ لأنَّ في أساساتِهِ ضَعْف !! أليْسَ هذا نبأٌ عظيم ؟! وإنسانٌ باعَ كلَّ ما يملك بعملةٍ صعبةٍ ثمَّ اكتشفَ إنها مُزوَّرةٌ، أليس هذا نبأٌ عظيمٌ؟ و إنسانٌ أجرى تحليلا فتبيَّن له ورمٌ خبيثٌ أليس هذا نبأٌ عظيمٌ ؟ أنباءُ الدنيا مزعجةٌ لا ينام الليلَ صاحبُها، و كلُّ مشكلةٍ تنتهي عند الموتِ، و الموتُ ينهي غنى الغنِيِّ و فقرَ الفقيرِ و قوةَ القويِّ و ضعفَ الضعيفِ و صحةَ الصحيح و مرضَ المريضِ ووسامةَ الوسيم و دمامةَ الدميمِ، الموتُ ينهي كلَّ شيءٍ، أما الحياةُ الأبديةُ فإلى ما شاءَ اللهُ، لذلك لما الإنسانُ يكونُ غافلا عن الآخرةِ يكون مجرما في حقِّ نفسه، قال تعالى:
﴿قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ (66)﴾
[سورة ص]
أحيانا الإنسانُ يكون قد عقد القرانَ و يحضر عالما ليلقيَ له كلمةً، و كأن العالم وردةٌ في صدره، يودُّ لو يلقِي كلمةً، أو يضع كتابا في بيته، فقضية الدين قضيةٌ ثانويةٌ جدًّا، أساسياتُ حياته كسبُ المالِ و إنفاقه و طعامه و شرابه، أما قضيةُ الدين يتزيَّن بها، شيءٌ من متاع الحياةِ أن يكون للإنسانِ مجلسُ علم يتعلَّم فيه، القضية اخطرُ من ذلك، أخطرُ بكثير، أخطر من وردةٍ تضعها على صدرِك، أخطر من إنسانٍ تفتخرُ انه حضر إلى عقد قرانك و ألقى كلمةً، القضيةُ مصيرٌ، قضيةُ سعادةٍ أبديةٍ أو شقاءٍ أبدي، قضيةُ، قال تعالى:
﴿إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَا(74)﴾
[سورة طه]
قال تعالى:
﴿وَنَادَوْا يَامَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ(77)﴾
[سورة الزخرف]
و قال تعالى:
﴿وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَالَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِي(25)وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِي(26)يَالَيْتَهَا كَانَتْ الْقَاضِيَةَ(27)مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِي(28)هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِي(29)خُذُوهُ فَغُلُّوهُ(30)ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ(31)ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ(32)﴾
[سورة الحاقة]
هذه هي القضيةُ، قضية شقاءٍ إلى أبد الآبدين قال تعالى:
﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا(56)﴾
[سورة النساء]
و قال تعالى:
﴿وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا(29)﴾
[سورة الكهف]
و قال تعالى:
﴿هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ(1)وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ(2)عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ(3)تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً()تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ(5)لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ(6)لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ(7)﴾
[سورة الغاشية]
فقضية الدين ليست قضيةَ تزيُّنٍ و استكمال المُتَعِ، كلُّ متاع الدنيا في حوزته تنقصه متعةُ الدين، و الدينُ في وادٍ وهو في وادٍ، إلا أنه يتزيَّن بالدينِ، يكمِّل متعته بالدين، و الأمرُ أخطرُ من ذلك، قال تعالى:
﴿أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ(59)وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ(60)وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ(61)﴾
[سورة النجم]
لاهون، قال تعالى:
﴿قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ (66)﴾
[سورة ص]
أحيانا الإنسانُ يتلقَّى نبأَ احتراقِ محلِّه التجارِي ! يمكن أن تصيبَه جلطةٌ يموت منها، هناك أنباءٌ أخطرُ من هذه بألوف المرَّاتِ، قال تعالى:
﴿قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ(15)﴾
[سورة الزمر]
الواحدُ قد يخسر مالَه، و يعوِّضه، يخسر ابناً ينجب ولدًا ثانيا، يخسر زوجةً فيتزوج غيرَها و ينساها، فكلُّ شيءٍ يعوَّض في الدنيا، أما حين يخسرُ الإنسانُ نفسَه يومَ القيامةِ، قال تعالى:
﴿قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ(15)﴾
[سورة الزمر]
فلذلك الغِنى و الفقر بعد العرض على الله و النجاحُ الحقيقي كما قال تعالى:
﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنْ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ(185)﴾
[سورة آل عمران]
الذي خلق الكونَ يقول لك يا عبدي فوزُك الحقيقي حينما تنجو من عذاب النارِ، قال تعالى كُلُّ
﴿نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنْ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ(185)﴾
[سورة آل عمران]
ما معنى زحزح ؟ كلما كان الشيءُ ثقيلا احتاج إلى زحزحةٍ، و فعلُ زحزح يُسَمَّى ثُنائيًا مُضعَّفًا، يفيد التكرارَ، و معنى ذلك أن الشيءَ ثقيلٌ جدَّا تزحزحه، و يبدو أن الإنسانَ متعلِّقٌ بالدنيا تعلُّقا شديدا، و من أجل أن يُزَحْزَحَ عنها يحتاج إلى جهدٍ كبير قال تعالى:
﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنْ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ(185)﴾
[سورة آل عمران]
و قال تعالى:
﴿فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمْ اقْرَءُوا كِتَابِي(19)إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِي(20)فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ(21)فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ(22)قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ(23)كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ(24)﴾
[سورة الحاقة]
ربُّنا عز وجل في القرآن الكريم يصوَِّر لنا مشاهدَ يوم القيامة، قال تعالى:
﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ(15)آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ(16)﴾
[سورة الذاريات]
أحياناً تحضر حفلاً يضعونك في أبهى مكانٍ تُقدَّم لك الضيافات و يُرحَّب بك و يُعظَّم قدرُك..قال تعالى:
﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ(15)آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ﴾
[سورة الذاريات]
لماذا ؟ قال تعالى:
﴿إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ(16)كَانُوا قَلِيلًا مِنْ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ(17)وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ(18)وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ(19) ﴾
[سورة الذاريات]
أيها الإخوة الكرامُ، قال تعالى:
﴿قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ (66) أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ (67)﴾
[سورة ص]
قضيةُ الدين ليست قضيةَ استكمال المُتعة، و لا قضية وردةٍ حمراءَ يضعها على الصدورِ و لا قضية استكمال ثقافةٍ، أحيان الإنسانُ في المجالسِ العامةِ يحبُّ أن يتكلَّم في الدين في وجاهةٍ، يأتي بآيةٍ قرآنيةٍ و حديث شريف، ليس هذا هو الدينُ، الدينُ انضباطٌ و أن نرى الدينَ في بيتك و في عملك و في حديثك، قال تعالى:
﴿قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ (66) أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ (67)﴾
[سورة ص]
ثم قال تعالى:
﴿مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلَى إِذْ يَخْتَصِمُونَ (68) إِنْ يُوحَى إِلَيَّ إِلَّا أَنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (69)﴾
[سورة ص]
قِصَّة الإنسان قال تعالى:
﴿إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِنْ طِينٍ (70)﴾
[سورة ص]
فالله تعالى خلق ملائكةً لهم عقول فقط، وهم مع الله دائِمًا، ويُسَبِّحون الليل لا يسْأمون، وخلق حيوانات وأوْدَع فيها الشَّهوات، فحياتها شَهوتها ولكنَّها ليْسَت مُكَلَّفة ولا مُحاسبَة، إلا أنَّ الله عز وجل خلق إنسانًا فيه عنْصرٌ أرضي، وعُنصر ملائِكِي، قال تعالى:
﴿فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (71)﴾
[سورة ص]
لا بدّ أن نعرف مَن نحن ؟ قال تعالى: إذ قال ربك للملائكة إنِّي خالق بشرًا...ساجدين " لأنَّ الملَك رُكِّب مِن عقْل دون شَهْوَة، ورُكِّب الحيوان مِن شَهوة دون عقل، ورُكِّب الإنسان من كِلَيْهِما، فإن سما عقْلُهُ عن شَهْوَتِهِ أصْبَحَ فوق الملائكة، وإن سَمَت شَهوته على عقلِهِ أصْبَحَ دون الحيَوان.
قال تعالى:
﴿فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (30)﴾
[سورة ص]
إبليس ليس ملكًا ؛ لأنّ الله تعالى يقول: كان مِن الجِنّ ففسَق عن أمْر ربِّه.." إلا أنّ هذه الاسْتِثناء اسْمُهُ باللُّغة اسْتِثناء منْقطِع، فلو قلتَ دَخَل الطلاب إلا خالدًا، فخالد طالب، أما دخل الطلاب إلا المُدَرِّس فالمُدَرِّس ليس طالب، وكذا إبليس ليس من الملائكة، اسْتَكبر وكان من الكافرين، ما هو الكفْر ؟ أن تسْتكبر أن تَخْضع لأمْر الله تعالى، أحدهم سأل النبي عليه الصلاة والسلام فقال: الواحد يحبّ أن تكون ثِيابُهُ حسَنَة ونَعْلهُ حسنًا، فهل هذا من الكِبْر ؟ قال: لا، إن الله جميل يحب الجمال..." أن تردَّ الحق هو الكِبْر، وأن تردّ أمْر الله هو الكِبْر، وأن تقول: القرآن ليس لِهذا الزَّمَن والقرآن لا يصْلحُ لِهذا الزَّمَن، وهذا عصْر عِلمٍ، وعصْر تقدُّم، فأنت حينما تردُّ على الله أمْرَهُ فهذا هو الكُفْر، قال تعالى:
﴿إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (73)﴾
[سورة ص]
و قال تعالى:
﴿قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ (75)﴾
[سورة ص]
كلمة أنا مهْلكَة، وكذا نحن ولي وعندي، فهذه أربعُ كَلماتٍ مُهْلِكات، قال تعالى:
﴿قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (76) وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ (77) قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (78)﴾
[سورة ص]
فإبليس منذ أن خلقهُ الله وسيَبْقى إلى يوْم القِيامة، ثمَّ قال تعالى
﴿ قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (78) قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (79) إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (80) قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (81) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (82﴾
[سورة ص]
هل إبليس مؤمن أم كافر ؟ مؤمن بِوُجود الله ومؤمن بِعِزَّة الله، طيِّب الآن لو قال لك أحدهم: أنا أومِن بالله، أو، أنَّه عزيز ولكن لا أُطيعُهُ ! فهذا الإنسان اسْمُهُ إيمان إبْليسي ! قال تعالى:
﴿قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (81) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (82﴾
[سورة ص]