المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأنظمة العربيّة قبلت الدولة العبريّة والشعوب رفضتها



ابو العبد
26-07-2011, 01:01 PM
جنرال إسرائيليّ: الأنظمة العربيّة قبلت الدولة العبريّة والشعوب رفضتها ومن المتوقع اندلاع الانتفاضة الثالثة بايلول




القدس المحتلة \ يواصل الإعلام العبريّ في إسرائيل مواكبة الأحداث في الشارع العربيّ، على ضوء الاحتجاجات التي تدور في عدد من الدول العربيّة، ولكنّ الشأن الفلسطينيّ، وخصوصًا ماذا سيحدث خلال شهر أيلول (سبتمبر) المقبل، في حال إعلان الدولة الفلسطينيّة في الأمم المتحدّة، بات يحتل المقام الأول على الأجندة السياسيّة والأمنيّة والإعلاميّة داخل الدولة العبريّّة، علاوة على ذلك، فإنّ مراكز الأبحاث والمعاهد الإستراتيجيّة في تل أبيب تصب جلّ اهتمامها بالتطورات على الساحة الفلسطينيّة، حيث يتمحور النقاش حول السؤال المفصليّ، من وجهة النظر الصهيونيّة: ما هو المتوقع في ايلول (سبتمبر)؟.
فعلى سبيل المثال، يقول د.موردخاي كيدار، وهو مستشرق ومحاضر في جامعة بار إيلان، إنّ الأمر يتعلق بكيفية رد إسرائيل وما هي الأجواء التي ستسود. الشرق الأوسط يعيش اليوم حالة من النشوة، الناس يعتقدون أنه في حال خرجوا للتظاهر في الشارع، فإنّ فإن كل شيء سيتغير، الشارع العربي برمته يسير اليوم بشعور (Yes we can/ نعم نستطيع، ففي مصر نجحوا في إسقاط الرئيس مبارك، وفي تونس الرئيس بن علي. ولكنّه أوضح قائلاً أنّه لا توجد لإسرائيل سيطرة على ما يحدث في الشارع العربيّ، ولكن يحظر علينا أن ينتقل الأمر إلينا، يحظر على إسرائيل أن تبدو كدولة ضعيفة.
علاوة على ذلك، قال كيدار لمجلة جيش الاحتلال إنّه يتحتم على الدولة العبريّة أنْ تستعد للمسيرات الجماعية داخل حدودها أيضا، قائلاً: المشكلة لن تكون في سوريّة، ولكن في الضفة الغربية، الاحتجاجات التي ستنطلق من الخليل إلى ما يُسمى بغوش عتصيون، (الكتل الاستيطانية في الضفة الغربيّة المحتلّة)، وحتى من الناصرة إلى مستوطنة تسيبوري، وهي المستوطنة التي أقيمت على أنقاض القرية الفلسطينيّة صفوري، التي تمّ هدمها وتشريد أهلها في نكبة العام 1948.
وفي معرض ردّه على سؤال حول سوريّة قال د. كيدار أنّ ما يجري في هذه الأيام هو عمليا نهاية الرئيس بشّار الأسد، ربما يستغرق الأمر أسابيع أو أشهر، والسؤال الوحيد هو: كم جثة ستوجد في الطريق؟. زاعمًا أنّ القيادة السوريّة تحاول تصدير أزمتها الداخليّة لإسرائيل، بهدف صرف الأنظار عن الأعمال الوحشيّة التي يقوم بها ضدّ المواطنين العزّل، على حد تعبيره. وتابع أنّ المشاهد والأصوات التي تصل من سورية تشير إلى أنّ الطرفين، السلطة والجمهور الذي يعارضها، وصلا إلى مرحلة يشعران فيها بنفاد كل السبل وأنهما لن يتنازلا عن مطالبهما، مهما كان الثمن، مشيرًا إلى أنّ الخوف تبدد لدى الطرفين: الشعب لم يعد يخاف الخروج إلى الشوارع بجموعه، وبالمقابل، فقدت السلطة الردع تجاه إطلاق النار الكثيفة نحو صفوف الجماهير. وبرأيه فإنّه كلما تقلصت دائرة المؤيدين للرئيس الأسد، هكذا يزداد إحساس الحصار لديهم وخيبة أملهم، مشددًا على أنّ الموالين للسلطة مستعدون للقتال حتى السوري الأخير، وخلص د. كيدار إلى القول: اقترح على حكومة إسرائيل إنزال الأدوية بمظلات من طائرات صغيرة بدون طيار فوق مدن سوريّة، هذا استثمار جيد جدًا للمستقبل، على حد تعبيره.
على صلة بما سلف، قال الجنرال في الاحتياط، شلومو بروم إنّه بلا شك هناك رؤية أخرى تمامًا تتعلق بكيف تُحقق الشعوب العربيّة الإنجازات، وهي تنبع من أنّ الجموع تعلم مدة قوتها وحطمّت حاجز الخوف، إنهم يدركون أن أسلوب الاحتجاج الجماعي غير العنيف يمكنهم من تحقيق إنجازات حقيقية، وأضاف بروم، وهو باحث كبير في معهد الدراسات الإستراتيجيّة في تل أبيب، وكان رئيسًا لشعبة التخطيط الإستراتيجيّ في الجيش قائلاً: هناك مغزى إستراتيجيّ كبير بالنسبة لإسرائيل، لأن هناك فوارق بين الرؤية الخاصة بالأنظمة المختلفة في العالم العربي تجاه إسرائيل وبين رؤية الشارع. وبحسبه فإنّ الأنظمة بصفة عامة قبلت إسرائيل كجزء من الشرق الأوسط، وهذا الأمر ليس كذلك بالنسبة للشارع العربي، على حد تعبيره. وفي معرض ردّه على سؤال صحيفة الجيش حول المتوقع من شهر أيلول (سبتمبر) المقبل قال بروم: أنا متشائم بالنسبة لسبتمبر، ولا أظن أن الفلسطينيين سيملكون سببًا للتراجع عن خطة التوجه للأمم المتحدة وأن يمر الاقتراح بأغلبية كبيرة جدًا في الجمعيّة العامة، ومع ذلك، أقدر أنه في أعقاب هذه الخطوة سيأتي السقوط، لأنهم سيضطرون لترجمة الأقوال إلى أفعال، ومن غير الأكيد أنهم يمتلكون حاليا البنية المناسبة.
وتابع قائلاً إنّ الدمج بين السقوط المفاجئ وبين الشعور بالقوة، والذي سيسود الشارع، يمكنه أن يؤدي إلى تفاقم هذه الأحداث، وبشكل طبيعي سوف تُترجم إلى عنف، وخلص إلى القول إنّ التظاهرات في الشرق الأوسط حتى تلك التي اتسمت بطابع مدنيّ غير عنيف، تصل في النهاية لحالات عنيفة، وفي حالة معينة يمكن للإعلان أن يقود معه إلى انتفاضة ثالثة في المناطق الفلسطينيّة، قال بروم.

26 / 07 / 2011