المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة حقيقية لشاب ملتزم مع فتاة أميركية



فرج الطحان
06-07-2011, 11:51 PM
قصة حقيقية وقعت في أمريكا لشاب سعودي ملتزم ، يقول:
عندما كان يدرس في إحدى جامعات أمريكا وتعرفون أن التعليم هناك مختلط ين الشباب والفتيات ولا بد من ذلك وكان لا يكلم الفتيات ولا يطلب منهم شيئاً ولا يلتفت إليهم عند تحدثهم وكان الدكتور يحترم رغبتي هذه ويحاول أن لا يضعني في أي موقف يجعلني أحتك بهم أو أكلمهم.

يقول: سارت الأمور على هذا الوضع وإلى أن وصلنا إلى المرحلة النهائية فجاءني الدكتور وقال لي أعرف وأحترم رغبتك في عدم الاختلاط بالفتيات ولكن هناك شيء لابد منه وعليك التكيف معه الفترة المقبلة وهو بحث التخرج لأنكم ستقسمون إلى مجموعات مختلطة لتكتبوا البحث الخاص بكم وسيكون من ضمن مجموعتكم فتاة أمريكية ، فلم أجد بُداً من الموافقة يقول استمرت اللقاءات بيننا في الكلية على طاولة واحدة فكنت لا أنظر إلى الفتاة وإن تكلمت أكلمها بدون النظر إليها وإذا ناولتني أي ورقة آخذها منها كذلك ولا أنظر إليها صبرت الفتاة مدة على هذا الوضع وفي يوم هبت وقامت بسبي وسب العرب وأنكم لا تحترمون النساء ولستم حضاريين ومنحطين ولم تدع شيئاً في القاموس إلا وقالته وتركتها حتى انتهت وهدأت ثورتها ثم قلت لها: لو كان عندك قطعة من الماس الغالية ألا تضعينها في قطعة من المخمل بعناية وحرص ثم تضعينها داخل الخزنة وتحفظينها بعيداً عن الأعين قالت نعم .قلت: كذلك المرأة عندنا فهي غالية ولا تكشف إلا على زوجها ... هي لزوجها وزوجها لها لا علاقات جنسية قبل الزواج ولا صداقات يحافظ كل طرف على الآخر وهناك حب واحترام بينهما فلا يجوز للمرأة أن تنظر لغير زوجها وكذلك الزوج ، أما عندكم هنا فإن المرأة مثل سيجارة الحشيش يأخذ منها الإنسان نفس أو نفسين ثم يمررها إلى صديقه وصديقه يمررها إلى الآخر ثم إلى آخر وكذلك حتى تنتهي ثم يرمى بها بين الأرجل وتداس ثم يبحث عن أخرى وهلم جرا ، بعد النقاش انقطعت عن المجموعة لمدة أسبوع أو اكثر وفي يوم جاءت امرأة متحجبة وجلست في آخر الفصل استغربت لأنه لم تكن معنا طوال الدراسة في الجامعة أي امرأة محجبة وعند انتهاء المادة تحدثت معنا فكانت المفاجأة أنها لم تكن سوى الفتاة الأمريكية والتي كانت من ضمن مجموعتنا والتي تناقشت معي وقالت بأنها تشهد أن لا اله إلا الله وأن محمداً رسول الله ودخلت في الإسلام ،لأنها وحسب قولها هزتها الكلمات فكانت في الصميم ، فلله الحمد والمنة.
===
تعليق
هل نطور قدراتنا على احتواء المواقف المغضبة لنا لنحولها إلى مواقف داعمة لنا ولفكرتنا، فيكون النجاح والإبداع في الوصول إلى قلوب الناس وعقولهم، والتأثير فيهم.
القصص والحكايات عن مثل هذه المواقف الإبداعية كثيرة وكثيرة جداً، وربما أضاف بعض الأخوة مواقف أخرى بنفس القوة، وهذا أمر مهم، لكن المهم أكثر أن لا نبقى حبيسي أساليب تجلب النفور بدل التأثير والانجذاب.

طارق بن زياد
07-07-2011, 01:53 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أولا بارك الله فيك أخي الكريم على طرحك لموضوع الأساليب التي يمكن ان نستعملها في تلبيغ فكرتنا للناس.لكن لا أوافقك على ماجاء في القصة لأنها من أساليب المتبعة لدى السلفية ، فبغض النظر عن صحة القصة من كذبها فهم غالبا ما يرون القصص و لو بدون التأكد من صحتها لأنها بزعهم تخدم غرض من اغراض الدعوة للإسلام. فاني أقول لك أخي الكريم أن امر تبليغ الإسلام له أهمية بالغة و الإبداع في أساليب تبليغه أمر في غاية الأهمية.

فإنك تعلم أخي الحبيب أن التبليغ له قواعده و أساليبه و لا بد لنا من دراستها حتى نحسن تلبيغ الإسلام للناس و نبدع في أساليب وو سائل الإقناع و الأساليب و إن لم تحسن استعمالها فسوف لن تصل لغايتك فأسلوب معين مثل ماذكرت القصة قد تصلح مع شخص و قد لا تصلح لأن الناس متفاوتون في الإدراك و الإقناع. فهناك شخص يقنعه العلم التجريبي و هناك شخص أخر من يقتنع بالتكرار و هناك من يقتنع بالعاطفة و هكذا فالناس ليسوا على درجة واحدة فإذا طبقنا عليهم أسلوب معين ننجح في إقناعهم فلابد من مراعات حال المبلغ إليه و ننظر في الأسلوب الأنسب لإقناعه.
و لدي بحث متواضع في هذا المجال لو أحببت سوف أكتب لك زبدته.

و بارك الله فيك

فرج الطحان
07-07-2011, 09:56 AM
بارك الله فيك.. على هذا المرور
والموضوع يتعلق بالأساليب ومناسبتها للناس والحوادث
جزاك الله خيرا أخي

ابواحمد
07-07-2011, 07:30 PM
السلام عليكم ورحمة الله
بارك الله فيكم اخواني الكرام ، وحبذا ان تفيدونا بأي تجارب او ابحاث في موضوع اساليب الدعوة .ودمتم

فرج الطحان
08-07-2011, 12:02 AM
كيف تكسب النقاش لصالحك وتقنع الطرف الآخر برأيك

هل سبق وانهزمت في مناقشتك وشعرت أن الحق معك لكنك لا تعرف كيف توصل وجهة نظرك ؟!!

هل سبق وتحولت مناقشتك إلى معركة وجدانية حامية ربما تطورت إلى معركة بالألفاظ ؟!!

هل شعرت يوما أن الطرف الآخر في النقاش معك خرج صامتاً لأنه فقط يريدك أن تسكت وليس لأنه مقتنع بكلامك؟!!

إذاً

هذه النقاط الستة ستساعدك بإذن الله على أن تكون مناقشاً جيداً عادلاً وقوياً في نفس الوقت، بحيث تستطيع إقناع الطرف الأخر بوجهة نظرك دون أن تسبب له جرحاً أو إحراجاً.

1- دعه يتكلم ويعرض رأيه

لا تقاطع محدثك ودعه يعرض رأيه كاملاً حتى لا يشعر بأنك لم تفهمه، لأنك إذا قاطعته أثناء كلامه، فإنك تحفزه نفسياً على عدم الاستماع إليك؛ لأن الشخص الذي يبقى لديه كلام في صدره، سيركز تفكيره في كيفية التحدث، ولن يستطيع الإنصات لك جيداً، ولا فهم ما تقوله وأنت تريده أن يسمع ويفهم حتى يقتنع، كما أن سؤاله عن أشياء ذكرها، أو طلبك منه إعادة بعض ما قاله، له أهمية كبيرة؛ لأنه يشعر الطرف الآخر بأنك تستمع إليه، وتهتم بكلامه ووجهة نظره، وهذا يقلل الحافز العدائي لديه ويجعله يشعر بأنك عادل.


2- توقف قليلاً قبل أن تجيب

عندما يوجه لك سؤالاً، تطلع إليه، وتوقف لبرهة قبل الرد؛ لأن ذلك يوضح أنك تفكر، وتهتم بما قاله، ولست متحفز للهجوم.


3- لا تصرّ على الفوز بنسبة مائة في المائة

لا تحاول أن تبرهن على صحة موقفك بالكامل، وأن الطرف الآخر مخطئ تماماً في كل ما يقول. إذا أردت الإقناع، فأقرّ ببعض النقاط التي يوردها حتى ولو كانت بسيطة، وبيّن له أنك تتفق معه فيها؛ لأنه سيصبح أكثر ميلاً للإقرار بوجهة نظرك، وحاول دائماً أن تكرر هذه العبارة: (أنا أتفهم وجهة نظرك)، (أنا اقدّر ما تقول، وأشاركك في شعورك ).


4- اعرض قضيتك بطريقة رقيقة ومعتدلة

أحياناً عند المعارضة، قد تحاول عرض وجهة نظرك، أو نقد وجهة نظر محدثك بشيء من التهويل والانفعال، وهذا خطأ فادح، فالشواهد العملية أثبتت أن الحقائق التي تعرض بهدوء أشد أثراً في إقناع الآخرين مما يفعله التهديد والانفعال في الكلام. وقد تستطيع بالكلام المنفعل والصراخ والاندفاع أن تنتصر في نقاشك، وتحوز على استحسان الحاضرين، ولكنك لن تستطيع إقناع الطرف الآخر بوجهة نظرك بهذه الطريقة، وسيخرج صامتاً لكنه غير مقتنع أبداً ولن يعمل برأيك ..


5- تحدث من خلال طرف آخر

إذا أردت استحضار دليل على وجهة نظرك، فلا تذكر رأيك الخاص، ولكن حاول ذكر رأي أشخاص آخرين؛ لأن الطرف الآخر سيتضايق وسيشكك في مصداقية كلامك لو كان كله عن رأيك وتجاربك الشخصية، على العكس مما لو ذكرت له آراء وتجارب بعض الأشخاص المشهورين وغيرهم، وبعض ما ورد في الكتب والإحصائيات لأنها أدلة أقوى بكثير.


6- اسمح له بالحفاظ على ماء وجهه

إن الأشخاص الماهرين، والذين لديهم موهبة النقاش هم الذين يعرفون كيف يجعلون الطرف الآخر يقر بوجهة نظرهم، دون أن يشعر بالحرج أو الإهانة، ويتركون له مخرجاً لطيفاً من موقفه، إذا أردت أن يعترف الطرف الآخر لك بوجهة نظرك، فاترك له مجالاً ليهرب من خلاله من موقفه؛ كأن تعطيه سبباً مثلاً لعدم تطبيق وجهة نظره، أو معلومة جديدة لم يكن يعرف بها، أو أي سبب يرمي عليه المسؤولية لعدم صحة وجهة نظره، مع الإشارة إلى أية جزئية صحيحة في كلامه، ولكن لهذا السبب (الذي وضحته) وليس بسبب وجهة نظره نفسها، فإنها غير مناسبة .

أما الهجوم التام على وجهة نظره، أو السخرية منها، فسيدفعه ذلك لا إرادياً للتمسك بها أكثر، ورفض كلامك دون استماع له؛ لأن تنازله في هذه الحالة سيظهر وكأنه خوف وضعف، وهو ما لا يريد إظهاره مهما كلف الأمر!!
إذا حرصت في نقاشك على هذه النقاط الست، فإنك ستكسب النقاش لصالحك، وستقنع الطرف الآخر بوجهة نظرك وستكسب محبته وتأييده لك.
وبارك الله فيكم

طارق بن زياد
08-07-2011, 04:27 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

أين مصدر الموضوع أخي ؟

هذا الموضوع أظنه ليس من عندك ، فهو منتشر على النت.

أخي الكريم ،النسخ و اللصق لا يشجعان على الإبداع و الإجتهاد ، فأنصحك أن تقرأ كثيرا عن الموضوع حتى تستوعبه و تصير واع على تفاصيله ، ثم بعد ذلك درب نفسك على الكتابة بتلخيص موضوع معين و لكن أكتب بأسلوبك الخاص . و هذا سوف يجعلك تتمرن على كتابة المواضيع و سوف تحصل لك قدرة على كتابة المواضيع بنفسك و سوف تكون قادرا بعون الله أن تضيف إليها شيئا جديدا.

أرجوا أن تتحملني أخي على هذه النصائح فما قصدت إلا الخير لك و لأمثالك.
و أنا أحيي فيك هذا الدافع للبحث عن موضوع التبليغ .
كنت أخبرتك إنه عندي موضوع رائع جدا في موضوع التبليغ عنوانه-

مدخل لدراسة موضوع التبليغ

لكنك لم تحثني و لا طلبت مني أن أنزله على المنتدى.لهذا لم أهتم بالأمر.لكن أخونا أبو أحمد ألح أن نفيده بمواضيع في أساليب الدعوة ، لهذا سوف أفتح موضوع التبليغ في موضوع أخر على المنتدى، لعله ينفع الإخوة في حملهم الدعوة و إقناعهم الناس و المسلمين بضرورة وجود الإسلام في واقع حياتهم و حمله إلى العالم.

كما أحببت أن أعلق على ما نقلت فأقول و بالله التوفيق :

أني لما قرأت الموضوع وجدت أن الكاتب الأصلي للموضوع حاول أن يجذب الناس لقراءة موضوعه بطرحه أربعة أسئلة في المقدمة. و العيب ليس هنا فكل شخص يحاول أن يجذب لحديثه أناسا، تماما كما يفعل التاجر لجلب زبائن جدد لسعلته.بل العيب هو كون بعض الأساليب المطروحة في الموضوع تخالف العقيدة الإسلامية.

و هنا سوف اعلق على النقاط الست المطروحة في الموضوع و نبدأ بالنقطة الأولى:

1-دعه يتكلم ويعرض رأيه
الإصغاء و الاستماع للمتلقي لا شك أنه فيه خير كثير فقد كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يستمع لكفار مكة و لم يكن يتكلم حتى ينتهوا هم من كلامهم . و هذا فيه فائدة للمتلقي و الملقي لأن المتلقي يحس باهتمام الملقي له و يشعر أن الملقي أعطاه حقه في الكلام .و بالنسبة للملقي فإنه بدون أن يحيط بواقع الأفكار التي يطرحها خصمه و بدون أن يدرك واقعها و يتصور مدلولها، لا يمكن له أن يفهم ما يطرحه خصمه و لا يستطع أن يرد عليها إن كانت باطلة.

2- توقف قليلاً قبل أن تجيب
طبعا التفكير في واقع ما يطرح ضروري لكي يستطيع الإنسان أن يجيب هذا بديهي. أما التسرع في الإجابة فيكون لسببين الأول سرعة البديهة التي عند المجيب أو أن المجيب يريد أن يثبت للسائل كونه يفهم بسرعة الإجابة بدون فهم الواقع و الحالة الأخيرة مرفوضة أما الأولى فلا بأس بها. و ليس كل الناس تفسر سرعة الإجابة بدونية سؤالها بل قد تكون السرعة لها وقع أحسن من الإبطاء في الإجابة و هذه الحال يراع فيها طبيعة المتلقي.

3- لا تصرّ على الفوز بنسبة مائة في المائة
هذه النقطة تتضمن أسلوا مخالفا لأسلوب الدعوة في الإسلام ، فما معنى أن لا تحاول أن تبرهن على صحة فكرتك بالكامل و هل الحق يتجزأ نبرهن على جزء منه و نترك الباقي إذا واتت الظروف..نعم أن نواقف المتلقي في نقاط الإتفاق لكن ننكر عليه إذا كان خاطئا في البعض الأخر . فإن لم يكن هناك نقاط اتفاق فماذا نفعل نقره على الباطل؟
و تذكر دائما أننا نقول الحق أينما كان و لا نخاف في الله لومة لائم و لا نرضي الله بسخط ربنا فما أتانا هو الحقو و ما عداه باطل. و لا نقر وجهة نظر أحد إن كانت خاطئة، بل نبين له خطؤها بالتي هي أحسن.
4- اعرض قضيتك بطريقة رقيقة ومعتدلة
البدأ بالإنفعال في المناظرة و المحادثة شيء غير صحيح لأنه ينفر الناس من الدعوة و يسد الباب أمام المتلقي. لذا وجب علينا أن لا نبدأ كلامنا بالتهويل و الإندفاع و الإنفعال قبل أن نبين للناس صحة الفكرة من خطئها.لكن إذا بيينا الفكرة و بذلنا جهدنا في تبليغها بأحسن الأساليب، و انفعلنا بعد ذلك فهو أمر طبيعي جدا و يحصل لكل الناس و يستحسن لنا أن نمتلك أعصابنا و نمتص غضبنا و ندير مشاعرنا و انفعالاتنا باجابية أو ما يصطلح عليه فيما يسمى بالذكاء العاطفي عند أصحاب البرمجة اللغوية العصبية.

5-تحدث من خلال طرف آخر
استحضار الدليل على الفكرة أمر في غاية الأهمية. لكن الناس مختلفون في مصادر التصديق لديهم فهناك من يعتمد الدليل العقلي، فكل دليل لا يقنع العقل لا يقبله ، و هناك من جعل كلام الشيخ و كلام فلان و علان دليلا على صحة أفكاره ، و هناك أناس من جعل التجربة العلمية دليلا على صدق الأفكار و صحتها. لذا لابد من التعرف على عقلية المتلقي و دراسة مستواه و مشاعره حتى تستطيع أن تبلغ له أفكارك.
لذا و جب ملاحظة هذه الفروق فكما أن الناس تشكك في الإحصائيات فهناك من يصدقها، و كما أن اخرون يفرون من الدليل العقلي فهناك من يرفضه جملة و تفصيلا.

6- اسمح له بالحفاظ على ماء وجهه
صحيح أن المتحدث الفعال أو الناجح هو من يقنع الأخرين بوجهة نظره و أقصد هنا رأيه و ليس القاعدة الفكرية التي يقيس عليها صحة أفكاره عن الوجود بدون أن يشعروا بأي حرج أو إهانة . لكن أن يفتش عن مخرج للمتلقي كي يتنازل عن فكرته فهذا لا يحصل مع كل الناس و تذكر قول الإمام الشافعي فيما معناه ما ناظرت شخضا إلا و تمنيت أن يجري الله الحف على لسانه فهو لا يهمه إلا الحق و ليس من أين يأتي منه أم من الخصم. إضافة أن هذا ليس منفذا أو مخرجا و إنما قوة الدليل و البرهان على خطأ فكرته لكن كما قلنا نبين له بطلانها بالتي هي أحسن و الحكمة البالغة.
إن الهجوم و السخرية من الأفكار الباطلة مطلوبة شرعا و تسفيهها فرض على كل حامل دعوة لأنه منهج رسولنا صلى الله عليه و سلم . و هذا لا يعني أن نهاجم الشخص و نحط من قيمته إلا إذا كان يستحق ذلك و استنفذت كل أساليب اللين و الرفق. فالمتلقي لا نرضيه بسخط الله و لا نحفظ له ماء وجهه و نقع في معصية الله.

و حتى إن استعملت جميع أساليب الدنيا كي تقنع بها الناس، لن تقنعهم إلا بمشيئة الله فكم من نبي و رسول كذب رغم إتيانه بالخوارق و المعجزات ، فترى كثير من الأقوام يجحدون و يلحدون ولو أتتهم رسلهم بالبراهين و الحجج القاطعة ، فاعلم أن الناس معادن منهم من يقتنع بأبسط أسلوب و منهم من لا يقتنع و لو بالمعجزات.

كما أن هذه النقاط في معظمها تنبه لشيء واحد هو عدم مخالفة مشاعر المتلقي و التصادم معها حتى يستمر المتلقي في الإستماع لك و يقبل بالتالي مناقشة أفكارك. و موضوع التبليغ ليس كل هذا بل هذا الأمر هو جزء بسيط و يسير في الموضوع، سوف تكتشف ذلك لما أفتح موضوع التبليغ في موضوع مستقل على هذا المنتدى.

و في الأخير لم أجد أحسن من كلام الشيخ تقي الدين النبهاني في بيان أسلوب حمل الدعوة في كتابه نظام الإسلام و انقله هنا لأهميته البالغة .لأنه سيكشف لك أن هذه النقاط الستة فيها ما يخالف أسلوب القران في تبليغ دعوته.


يقول الشيخ المؤسس :

وتُحْمَلُ الدَعْوَةُ الإِسْلامِيَّةُ اليَوْمَ كَمَا حُمِلَتْ مِن قَبْلُ، ويُسَارُ بِهَا إِقْتِدَاءً بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ دُونَ حَيْدِ قَيْدِ شَعْرَةٍ عَنْ تِلْكَ الطَرِيقَة في كُلِّيَاتِهَا وجُزْئِيَّاتِهَا، ودُونَ أَن يُحْسَبَ لاخْتِلافِ العُصُورِ أَيَّ حِسَابٍ، لأَنَّ الَّذِي اخْتَلَفَ هُوَ الوَسَائِلُ والأَشْكَالُ، وأَمَّا الجَوْهَرُ والمَعْنَى فَهُوَ هُوَ لَمْ يَخْتَلِفْ، ولَنْ يَخْتَلِفْ، مَهْمَا تَعَاقَبَتْ العُصُورُ، واخْتَلَفَتْ الشُعُوبُ والأَقْطَارُ.

ولذَلِكَ فَإِنَّ حَمْلَ الدَعْوَةِ الإِسْلامِيَّةِ يَقْتَضِي الصَرَاحَةَ والجُرْأَةَ، والقُوَّةَ والفِكْرَ، وتَحَدِّي كُلْ ما يُخالِفُ الفِكْرَة والطَرِيقَة، ومُجَابَهَتُهُ لِبَيَانِ زَيْفِهِ، بِغَضِّ النَظَرِ عَنِ النَتَائِجِ، وعَنِ الأَوْضَاعِ.
ويَقْتَضِي حَمْلُ الدَعْوَةِ الإِسْلامِيَّةِ أَن تَكُونَ السِيَادَةُ المُطْلَقَةُ لِلْمَبْدَأ الإِسْلاميِّ، بِغَضِّ النَظَرِ عَمَّا إِذَا وَافَقَ جُمْهُوَرَ الشَعْب أَمْ خَالَفَهُمْ، وتَمَشَّى مَعَ عاداتِ الناسِ أَمْ نَاقَضَهَا، وقَبِلَ بِهِ النَاسُ أَمْ رَفَضُوهُ وقَاوَمُوهُ. فَحَامِلُ الدَعْوَةِ لا يَتَمَلَّقُ الشَعْب ولا يُدَاهِنُهُ، ولا يُدَاجِي مِن بِيَدِهِمْ الأُمُورُ ولا يُجَامِلُهُمْ. ولا يَعْبَأُ بِعاداتِ الناسِ وتَقَالِيدِهِمْ، ولا يَحْسِبُ لِقُبُولِ النَاسِ إِيَّاهُ أَوْ رَفْضِهِمْ لَهُ أَيَّ حِسَابٍ، بَلْ يَتَمَسَّكُ بالمَبْدَأِ وَحْدَهُ، ويُصَرِّحُ بالمَبْدَأِ وَحْدَهُ، دُونَ أَنْ يَدْخُلَ في الحِسَابِ أَيَّ شَيْءٍ سِوَى المَبْدَأِ. ولا يُقَالُ لأَصْحَابِ المَبَادِئِ الأُخْرَى تَمَسَّكُوا بِمَبْدَئِكُمْ، بَلْ يُدْعَوْنَ بِلا إِكْرَاهٍ إِلى المَبْدَأِ لِيَعْتَنِقُوهُ، لأَنَّ الدَعْوَةَ تَقْتَضِي أَنْ لا يَكُونَ غَيْرَهُ، وأَنْ تَكُونَ السِيادَةُ لَهُ وَحْدَهُ (هُوَ الَّذِي أرسلَ رَسُولَهُ بالهُدَىَ وَدِينِ الحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ المُشْرِكُونَ).
فَرَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وسَلَّمَ جَاءَ إِلَى العَالَمِ بِرِسَالَتِهِ مُتَحَدِّيَاً سَافِرَاً مُؤْمِنَاً بالحَقِّ الَّذِي يَدْعُو إِلَيْهِ، يَتَحَدَّى الدُنْيَا بِأَكْمَلِهَا، ويُعْلِنُ الحَرْبَ عَلَى الأَحْمَرِ والأَسْوَدِ مِنَ الناسِ، دُونَ أَنْ يَحْسِبَ أَيَّ حِسَابٍ لِعَادَاتٍ أَوْ تَقَالِيدٍ، أَوْ أَدْيَانٍ أَوْ عَقَائِدٍ، أَوْ حُكَّامٍ أَوْ سَوَقَةٍ، ولم يَلْتَفِتْ إِلَى أَيِّ شَيْءٍ سِوَى رِسَالَةِ الإِسْلامِ، فَقَدْ بَادَأَ قُرَيْشَاً بِذِكْرِ آلِهَتِهِمْ وعَابَهَا، وتَحَدَّاهُمْ في مُعْتَقَدَاتِهِمْ وسَفَّهَهَا، وهُوَ فَرْدٌ أَعْزَلٌ، لا عُدَّةَ مَعَهُ، ولا مُعِينٌ لَهُ، ولا سِلاحٌ عِنْدَهُ سِوَى إِيمَانِهِ العَمِيقِ بالإِسْلامِ الَّذِي يَدْعُو إِلَيْهِ. ولمْ يَأْبَهْ بِعَاداتِ العَرَبِ ولا تَقَالِيدِهِمْ، ولا بِأَدْيَانِهِمْ وعَقَائِدِهِمْ، ولمْ يُجَامِلْهُمْ بِهَا، وَلَمْ يُرَاعِهِمْ في شَأْنِهَا.
وكذَلِكَ يَكُونُ حامِلُ الدَعْوَةِ الإِسْلامِيَّةِ سَافِرَاً مُتَحَدِّيَاً كُلَّ شَيْءٍ: مُتَحَدِّيَاً العاداتَ والتقاليدَ والأَفْكَارَ السَقِيمَةَ والمَفَاهِيمَ المَغْلُوطَةَ، مُتَحَدِّيَاً حَتَّى الرأْيَ العامَ إِذَا كَانَ خاطِئَاً، ولوْ تَصَدَّى لِكِفَاحِهِ، مُتَحَدِّيَاً العَقائِدَ والأَدْيَانَ، ولوْ تَعَرَّضَ لِتَعَصُّبِ أَهْلِهَا، ونَقْمَةِ الجامِدينَ عَلَى ضَلالِهَا. انتهى.

فرج الطحان
08-07-2011, 09:46 AM
أخي طارق..
1_ لم أنتبه إلى إشارتك إلى بحث "مدخل لدراسة موضوع التبليغ" لذلك المعذرة، وطبعاً أنت لست بحاجة إلى دعوة لطرحه في هذا المنتدى، فنحن نرحب بكل جهد من أيٍ من الأخوة لإثراء أي موضوع، فأنت لست بحاجة إلى من يطلب منك ذلك.
2_ لا يهم أخي العزيز "حكاية مصدر الموضوع"، المهم فعلاً هو الأفكار التي جاء بها أو الأساليب التي أشار إليها.
3_ لاحظ أن الموضوع يتعلق بالأساليب، ولاحظ أن هذه الخطوات الستة هي لكي "تكسب النقاش لصالحك وتقنع الطرف الآخر برأيك"، فالموضوع الأساس هو كيف نقنع الآخرين بآرائنا، أما الأفكار التي يحملونها، فهذا يتعلق بهدمها، وحتى عملية هدمها تحتاج إلى أسلوب لا تجعل فيه من أمامك يتمترس خلف رأيه منتصراً لنفسه، حتى لو كان على "يقين" بخطئه؛ لأنك لم تحسن هدم الفكرة لديه، بل سخرت منه مغلفاً ذلك بالسخرية من الفكرة التي يحملها، أو سفهت رأيه قبل أن تناقشه وتعرض خطأ رأيه.

أخي طارق
رسولنا الأعظم عندما سفه أحلام سادة قريش وعاب آلهتهم، وشدد النكير عليهم بأقذع الألفاظ والأوصاف إنما كان بعد أن "ناقشهم" وعرض عليهم فكرته، وهدم ما يحملون من أفكار ومشاعر وأوهام بأوضح برهان، وهذا كله مسجل ومثبت في آيات الذكر الحكيم. فعندما ثبت للنبي صلى الله عليه وسلم عنادهم وإصرارهم على كفرهم، هاجم ما هم عليه وعابه عليهم. فنقاش الكفار أو المخالفين لا يكون كله بسمتوى واحد، وبنفس الطريقة، فهناك المنصفون العقلاء، وهناك المكابرون المعاندون. فكلٌ له أسلوبه الذي يناسبه ويناسب حاله.
4_ أما تعليقك على النقاط الست، لاحظ فيها ما يلي:
علقت على النقطة الأولى بقولك:
"و بالنسبة للملقي فإنه بدون أن يحيط بواقع الأفكار التي يطرحها خصمه و بدون أن يدرك واقعها و يتصور مدلولها، لا يمكن له أن يفهم ما يطرحه خصمه و لا يستطع أن يرد عليها إن كانت باطلة".
وطبعاً لم يرد في النقطة لا صراحة ولا إشارة إلى عدم فهم ما يطرح الخصم

وعلقت على النقطة الثانية بقولك:
"أما التسرع في الإجابة فيكون لسببين الأول سرعة البديهة التي عند المجيب أو أن المجيب يريد أن يثبت للسائل كونه يفهم بسرعة الإجابة بدون فهم الواقع و الحالة الأخيرة مرفوضة أما الأولى فلا بأس بها" ولاحظ أنك تحذر من التسرع في الإجابة وهو نفس مضمون النقطة الثانية وعنوانها الأبرز!

وعلقت على النقطة الثالثة بقولك:
"هذه النقطة تتضمن أسلوا مخالفا لأسلوب الدعوة في الإسلام ، فما معنى أن لا تحاول أن تبرهن على صحة فكرتك بالكامل و هل الحق يتجزأ نبرهن على جزء منه و نترك الباقي إذا واتت الظروف..نعم أن نواقف المتلقي في نقاط الإتفاق لكن ننكر عليه إذا كان خاطئا في البعض الأخر . فإن لم يكن هناك نقاط اتفاق فماذا نفعل نقره على الباطل؟"
والنقطة الثالثة تقول:
"لا تحاول أن تبرهن على صحة موقفك بالكامل، وأن الطرف الآخر مخطئ تماماً في كل ما يقول. إذا أردت الإقناع، فأقرّ ببعض النقاط التي يوردها حتى ولو كانت بسيطة، وبيّن له أنك تتفق معه فيها؛ لأنه سيصبح أكثر ميلاً للإقرار بوجهة نظرك، وحاول دائماً أن تكرر هذه العبارة: (أنا أتفهم وجهة نظرك)، (أنا اقدّر ما تقول، وأشاركك في شعورك )" وواضح أن المقصود من البرهنة على صحة موقفك بالكامل هو أن لا تحرج الطرف الآخر بالبرهنة على أنه مخطئ تماماً في كل ما يقول، وهذا الأسلوب لا يخالف أسلوب الدعوة إلى الإسلام، فحتما ستجد من بين ما يطرح من هو أمامك أموراً صادقة، وأفكاراً صحيحة، فلنركز على صحة هذه الأمور وهذه الأفكار _على الرغم من عدم أهميتها_ والهدف أن يشعر من أمامك بأنك منصف. لاحظ موقف رسول الله صلى الله عليه وسلم من بني شيبان عندما قال له المثنى: "قد سمعت مقالتك، واستحسنت قولك يا أخا قريش، وأعجبني ما تكلمت به، ولكن علينا عهد من كسرى ألا نحدث حدثاً، او نؤوي محدِثاً، ولعل هذا الأمر الذي تدعونا إليه مما يكرهه الملوك، إن أردت أن ننصرك ونمنعك مما يلي بلاد العرب فعلنا" فانظر إلى جواب رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما أسأتم الرد إذ أفصحتم بالصدق، إنه لا يقوم بدين الله إلا من حاطه من جميع جوانبه" فهل ترى من الحكمة أن يسفه رأيهم بتبعيتهم لكسرى، وهو آتيهم بما يهدم دولة الفرس كلها، ويخضعهم لهم؟!!

وعلقت على النقطة الرابعة بقولك:
"البدأ بالإنفعال في المناظرة و المحادثة شيء غير صحيح لأنه ينفر الناس من الدعوة و يسد الباب أمام المتلقي. لذا وجب علينا أن لا نبدأ كلامنا بالتهويل و الإندفاع و الإنفعال قبل أن نبين للناس صحة الفكرة من خطئها.لكن إذا بيينا الفكرة و بذلنا جهدنا في تبليغها بأحسن الأساليب، و انفعلنا بعد ذلك فهو أمر طبيعي جدا و يحصل لكل الناس و يستحسن لنا أن نمتلك أعصابنا و نمتص غضبنا و ندير مشاعرنا و انفعالاتنا باجابية أو ما يصطلح عليه فيما يسمى بالذكاء العاطفي عند أصحاب البرمجة اللغوية العصبية"
رغم أن عنوان النقطة هو "اعرض قضيتك بطريقة رقيقة ومعتدلة" وعرض الأفكار شيء، ومناقشة الأفكار ببيان صوابها أو خطئها شيء آخر!
وهكذا سائر النقاط..
وما نقلته من كتاب نظام الإسلام لا يخالف ما جاء في هذه النقاط، فهذه النقاط تبحث في إقناع الآخرين، أما المعاندين والمستكبرين والمترددين والظلاميين والمضبوعين و .. و .. الخ فبعد عرض الأفكار عليهم ومعرفة واقعهم، فإنه لا شك لكل فئة من هؤلاء أسلوب يناسبهم في النقاش.
شكراً لك على ملاحظاتك وبارك الله فيك