مشاهدة النسخة كاملة : ما هي شروط فهم النص الفكري ؟
طارق بن زياد
03-07-2011, 08:55 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،
إن فهم النصوص الفكرية أمر في غاية الأهمية خصوصا أنها تكون مكتوبة بلغة معينة مثل لغة هذا المنتدى فالألفاظ عربية و التراكيب عربية أيضا، فالقارئ الجديد الذي لم يسبق له أن درس في الحزب و لا أن سمع بألفاظ مثل النهضة أو المجتمع في هذا المنتدى لن يستطع فهم نصوصنا الفكرية و إن كان عالما بالعربية و آدابها فإنها لن تفده في إدارك واقع الفكر الذي يراد فهمه و لا في تصور مدلوله ، إضافة إلى أن يكون لديه معلومات سابقة في مستوى الفكر الذي يراد فهمه.
يقول الشيخ تقي في كتابه التفكير: هنا يشترط في فهم النص الفكري إلى جانب المعلومات السابقة ثلاثة شروط: أحدها أن تكون المعلومات السابقة في مستوى الفكر الذي يراد فهمه، وثانيها أن يدرك واقعها كما هو إدراكاً يحدده ويميزه عن غيره، وثالثها أن يتصور هذا الواقع تصوراً صحيحاً يعطي الصورة الحقيقية عنه.
لماذا قال أن يدرك واقعها -أي المعلومات السابقة- و لم يقل واقعه أي واقع الفكر؟
و لماذا قال أن يتصور هذا الواقع و لم يقل أن يتصور مدلوله كما قال في مكان اخر من الكتاب؟
ثم هل هناك فرق بين واقع المعلومات السابقة و بين واقع الفكر ؟
طارق بن زياد
09-07-2011, 03:31 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
مرت أيام و لم يستطع أحد منكم أن يجيب عن السؤال رغم أهميته البالغة ، فبدون الإجابة عنه لا يمكننا أن نفهم ثقافتنا الحزبية ، بعبارة أخرى من صعب عليه الجواب صعب عليه فهم الثقافة.
ننتظر و نصبر على تأخر الإجابة و الله يهدي سواء السبيل.
عبد الواحد جعفر
09-07-2011, 09:56 AM
الأخ الفاضل، تحية طيبة، وبعد،،
المقصود بإدراك واقع الفكر هو تمييز الفكرة وتحديدها حتى لا يشتبه بها غيرها، فمثلا فكرة المجتمع، فمن يقول أن المجتمع جماعة من الناس، فإنه لم يدرك واقع هذا الفكر، لأن هذا التعريف لا يمكن أن يحدد معنى المجتمع، ولا أن يميزه عن غيره، فهو ينطبق على كل جماعة، مع أنه ليس كل جماعة مجتمع، فجماعة الناس على ظهر باخرة، أو على متن طائرة لا يقال عنهم مجتمع، وبالتالي فإنه لا يستطيع تحديد وتمييز فكرة المجتمع؛ لأنه لم يدرك واقعها إدراكاً صحيحاً.
أما إدراك واقع المعلومات، فهو فهم هذا المعلومات فهماً ينطبق عليها. والفرق بين إدراك واقع الفكر وإدراك واقع المعلومات، هو أن إدراك واقع الفكر يكون بعد حصول العملية العقلية في إدراك الواقع الذي جاء الفكر ليحكم عليه، وحصول العملية العقلية في الحكم على الواقع. أما ادراك واقع المعلومات، فإنه لا يكون بإدراك واقعها وإدراك الحكم على واقعها؛ لأن المعلومات ليست أفكاراً، فهي ليست حكماً على واقع، وإنما نقل خبر عن وقائع معينة، قد يكون صحيحاً وقد يكون خاطئاً، وقد يكون الواقع موجوداً وقد متخيلاً.
أما تصور مدلول الفكر، فهو غير إدراك واقعه؛ لأن التصور هو رسم صورة الواقع في الذهن، وهي مرحلة لاحقة لإدراك واقع الفكر، فمثلاً، عندما يطرق شخص باب بيتك، فإنك تدرك أن شخصاً ما طرق الباب، فتكون قد أدركت واقع الطرق، بأنه حدث من شخص على باب بيتك، ويظل هذا الشخص مجهولا لك حتى تحصل على معلومات عن شخصه، فإذا ما علمت أن الطارق زيد أو عمرو، فإنك لا تكتفي بإدراك واقع الفكر بأن الطارق شخص، وهو زيد، بل لا يد من تأكيد هذه المعلومات إما حسياً بسماع صوته أو رؤيته، وإما معنوياً بالإخبار كأن يخبر ولدك أو زوجك أن فلاناً على الباب، فحينها تحكم على الطارق أنه فلان. وعند الحكم على الطارق بأنه فلان يتصور الذهن فوراً شخص الطارق فلان، فتدرك من هذا التصور أنه زيد الفلاني صاحب الشخصية الفلانية.
وتدرك من ذلك أن زيداً هذا يدل على زيد الذي تعرفه وصورته مخزنة في ذهنك، فاسترجاع هذه الصورة المخزنة، هو التصور.
أما تصور مدلول الفكر، فهو إيجاد صورة ذهنية للحكم على الواقع. والمقصود بالصورة الذهنية هو ارتباط الحكم في الذهن بالواقع الذي حكم عليه العقل فأصبح فكراً، وبمعنى آخر تصور دلالة الحكم؛ أي تصور المعاني التي يدل عليها هذا الفكر.
أما تصور مدلول المعلومات فهو تمييز واقعها في الذهن عن غيره.
والحديث عن أن الحزب قال في موضع إدراك وتصور واقع المعلومات السابقة، وقال في موضع آخر إدراك وتصور واقع الفكر، فإن الحديث عن إدراك وتصور واقع المعلومات السابقة هو في فهم النص الفكري، أي في فهم دلالة الأفكار على واقعها. أما إدراك وتصور واقع الفكر فهو في إدراك وتصور الأفكار التي فهمها الشخص. فالموضوعان مختلفان.
مع خالص التحيات
ابوعبدالرحمن حمزة
10-07-2011, 07:06 PM
يقول الشيخ تقي في كتابه التفكير: هنا يشترط في فهم النص الفكري إلى جانب المعلومات السابقة ثلاثة شروط: أحدها أن تكون المعلومات السابقة في مستوى الفكر الذي يراد فهمه، وثانيها أن يدرك واقعها كما هو إدراكاً يحدده ويميزه عن غيره، وثالثها أن يتصور هذا الواقع تصوراً صحيحاً يعطي الصورة الحقيقية عنه.
لماذا قال أن يدرك واقعها -أي المعلومات السابقة- و لم يقل واقعه أي واقع الفكر؟
ادراك واقعها عائدة على النص الفكري لا المعلومات السابقة.
ثانيها _اي يشترط لفهم النص الفكري ان يدرك واقعها _ اي واقع النص الفكري _ كما هو ادراكا صحيحا يحدده ويميزه عن غيره .
طارق بن زياد
11-07-2011, 02:14 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أولا بالنسبة للأخ الكريم عبد الواحد بارك الله فيك و جزاك خير الجزاء على مشاركتك ، و أحب أن أعرف هل هذا الجواب من عندك أو من عند الكتلة ؟ و إذا كان من الكتلة هل هو متبنى أم لا ؟ و أين أجده في المتبنى؟
بالنسبة للأخ الكريم أبو عبد الرحمن حمزة بارك الله فيك أيضا و وفقك لكل خير ، و أحب أن أعلق على جوابك فأقول و بالله التوفيق :
أنت قلت الكلام التالي: ادراك واقعها عائدة على النص الفكري لا المعلومات السابقة.
ثانيها _اي يشترط لفهم النص الفكري ان يدرك واقعها _ اي واقع النص الفكري _ كما هو ادراكا صحيحا يحدده ويميزه عن غيره .
طيب، فالذي له أدنى معرفة باللغة العربية يعرف أن [ها] ضمير الشأن أو القصة ، مفرد للغائب، مؤنث يعود على المعلومات السابقة و ليس على الفكر و هو مذكر و الضمير يعود على أقرب مذكور و هنا هو المعلومات السابقة فمثلا فوله تعالى : (لا يمسه إلا المطهرون) فهي لا تعني القرءان الكريم و إنما اللوح المحفوظ و اقرأ الآية كاملة إن شئت قال تعالى: (إنه لقرآنٌ كريمٌ في كتابٍ مكنون لا يمسه إلا المطهرون) الضمير في يمسه يعود إلى الكتاب المكنون لأنه أقرب مذكور والقاعدة في اللغة العربية تقول إن الضمير يعود إلى أقرب مذكور وعلى هذا فالذي لا يمسه المطهرون هو الكتاب المكنون. لكن لو جاريناك في استنتاجك اللغوي الخاطئ هذا و قلنا الضمير يعود على النص الفكري ، كيف يستقيم النص من الناحية النحوية و اللغوية فها ضمير مؤنث كيف يعود على مذكر، هذا من جهة و من جهة أخرى لا أتصور أن الشيخ يقصد هذا أبدا و كلامه جمل و ألفاظ تأخذ كما تدل عليه هي لا كما يريدها قارئها أن تكون.
بارك الله فيكم جميعا و سوف أعود لكم بعد أن يجيبنا أخونا عبد الواحد
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ابوعبدالرحمن حمزة
11-07-2011, 11:17 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بالنسبة للأخ الكريم أبو عبد الرحمن حمزة بارك الله فيك أيضا و وفقك لكل خير ، و أحب أن أعلق على جوابك فأقول و بالله التوفيق :
أنت قلت الكلام التالي: ادراك واقعها عائدة على النص الفكري لا المعلومات السابقة.
ثانيها _اي يشترط لفهم النص الفكري ان يدرك واقعها _ اي واقع النص الفكري _ كما هو ادراكا صحيحا يحدده ويميزه عن غيره .
طيب، فالذي له أدنى معرفة باللغة العربية يعرف أن [ها] ضمير الشأن أو القصة ، مفرد للغائب، مؤنث يعود على المعلومات السابقة و ليس على الفكر و هو مذكر و الضمير يعود على أقرب مذكور و هنا هو المعلومات السابقة فمثلا فوله تعالى : (لا يمسه إلا المطهرون) فهي لا تعني القرءان الكريم و إنما اللوح المحفوظ و اقرأ الآية كاملة إن شئت قال تعالى: (إنه لقرآنٌ كريمٌ في كتابٍ مكنون لا يمسه إلا المطهرون) الضمير في يمسه يعود إلى الكتاب المكنون لأنه أقرب مذكور والقاعدة في اللغة العربية تقول إن الضمير يعود إلى أقرب مذكور وعلى هذا فالذي لا يمسه المطهرون هو الكتاب المكنون. لكن لو جاريناك في استنتاجك اللغوي الخاطئ هذا و قلنا الضمير يعود على النص الفكري ، كيف يستقيم النص من الناحية النحوية و اللغوية فها ضمير مؤنث كيف يعود على مذكر، هذا من جهة و من جهة أخرى لا أتصور أن الشيخ يقصد هذا أبدا و كلامه جمل و ألفاظ تأخذ كما تدل عليه هي لا كما يريدها قارئها أن تكون.
بارك الله فيكم جميعا و سوف أعود لكم بعد أن يجيبنا أخونا عبد الواحد
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاخ الفاضل
لقد راجعت الموضوع بالنسبة للنص في كتاب التفكير وكلامك صحيح وما قلته سابقا خطأ
بارك الله بك
عبد الواحد جعفر
11-07-2011, 06:25 PM
الأخ الكريم، طارق، تحية طيبة، وبعد،،
أولا بالنسبة للأخ الكريم عبد الواحد بارك الله فيك و جزاك خير الجزاء على مشاركتك ، و أحب أن أعرف هل هذا الجواب من عندك أو من عند الكتلة ؟ و إذا كان من الكتلة هل هو متبنى أم لا ؟ و أين أجده في المتبنى؟
هذا جواب من عندي وليس من عند الكتلة.
أما قولك:
فالذي له أدنى معرفة باللغة العربية يعرف أن [ها] ضمير الشأن أو القصة
فهو خطأ، إذ أن الهاء في قوله "أن يدرك واقعها" ليس ضمير شأن أو قصة، وإنما هو ضمير متصل في محل جر بالإضافة.
وضمير الشأن هو لتفخيم أمر وتعظيمه في نفس المستمع، وصورته أن يؤتى بضمير بعده جملة تبين الغرض منه. وهو لا يكون إلا مبتدأ أو أصله مبتدأ نحو:
قال تعالى: {إنه هو التواب الرحيم}
أو نحو : {قل هي مواقيت للناس والحج}.
مع خالص التحيات
طارق بن زياد
13-07-2011, 08:37 PM
نعم اخي الكريم عبد الواحد الأمر يتعلق بضمير متصل للمؤنث في محل جر بالإضافة .
مشكور جدا فالخطأ لم يكن مقصودا لكنها العجلة في الرد .
بوركتم
vBulletin® v4.0.2, Copyright ©2000-2024, Jelsoft Enterprises Ltd.