المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشخصية الاسلامية وحمل الدعوة



ابوعبدالرحمن حمزة
03-06-2011, 10:58 AM
كل من يفكر على أساس الإسلام ويجعل هواه تبعاً للإسلام يكون شخصية إسلامية.
والدليل على ذلك الايات التي تصف وتبين هذه الشخصية عندما وصفت صحابة رسول الله، وحين وصفت المؤمنين، وحين وصفت عباد الرحمن، وحين وصفت المجاهدين، قال الله تعالى: (محمد رسول الله والذين معه أشدّاء على الكفار رحماء بينهم)، وقال: (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتّبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه)، وقال: (قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون والذين هم عن اللغو مُعرِضون والذين هم للزكاة فاعلون)، وقال: (وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوْناً وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما. والذين يبيتون لربهم سجداً وقياماً)، وقال: (لكن الرسول والذين آمنوا معه جاهدوا بأموالهم وأنفسهم وأولئك لهم الخيرات وأولئك هم المفلحون أعد الله لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك الفوز العظيم)، وقال: (التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين).
ومع ذلك فقد وقعت مع الصحابة في عهد الرسول عدة حوادث كان الصحابي يخالف بعض الأوامر والنواهي، فلم تَطعن هذه المخالفات بإسلامه ولم تؤثر في كونه شخصية إسلامية. ذلك أنهم بشر وليسوا ملائكة، وأنهم كباقي الناس وليسوا معصومين، لأنهم ليسوا أنبياء. فقد أرسل حاطب بن أبي بلتعة لكفار قريش خبر غزو الرسول لهم مع أن الرسول كان حريصاً على كتمانه. ولوى الرسول عنق الفضل بن العباس حين رآه ينظر إلى المرأة التي كانت تكلم الرسول نظرة مكررة تنم عن الميل والشهوة. وتحدّث الأنصار عام الفتح عن رسول الله أنه تركهم ورجع إلى أهله مع أنه كان بايَعَهم على أن لا يتركهم. وفرّ كبار الصحابة في حُنَين وتركوا الرسول في قلب المعركة مع نفر قليل من أصحابه، إلى غير ذلك من الحوادث التي حصلت ولم يعتبرها الرسول طاعنة بإسلام مرتكبيها، ولا مؤثرة على كونهم شخصيات إسلامية.
وهذا وحده كاف لأن يكون دليلاً على أن الثغرات التي تحصل في السلوك لا تُخرِج المسلم عن الإسلام، ولا تُخرجه عن كونه شخصية إسلامية.
ولكن ذلك لا يعني إباحة مخالفة أوامر الله ونواهيه. فإن حرمة مخالفتها أو كراهتها أمرٌ لا شبهة فيه، ولا يعني أن الشخصية الإسلامية لها أن تخالف صفات المسلم المتشدد في دينه، فإن هذا لا بد منه لتكون شخصية إسلامية، وإنما يعني أن المسلمين بشر، وأن الشخصيات الإسلامية من البشر وليسوا من الملائكة، فإذا زلّوا عوملوا بما يقتضيه حكم الله من المعاقبة على الذنب إن كان مما يعاقَب عليه، ولكن لا يقال عنهم إنهم أصبحوا غير شخصية إسلامية.
فالأساس هو سلامة العقيدة الإسلامية عند الشخص وبنائه تفكيره وميوله عليها حتى يكون شخصية إسلامية. فما دام الأساس سليماً والبناء في التفكير والميول محصور في العقيدة الإسلامية فإنه لا يطعن في كون المسلم شخصية إسلامية حصول هفوات نادرة منه أي حصول ثغرات في سلوكه. فإذا طرأ خلل على العقيدة خرج الشخص عن الإسلام، ولو كانت أعماله مبنية على أحكام الإسلام، لأنها لا تكون حينئذ مبنية على الاعتقاد بل مبنية على غير الاعتقاد –إما مبنية على العادة أو على مجاراة الناس أو على كونها نافعة أو على غير ذلك- وإذا طرأ خلل على البناء بأن صار يجعل المنفعة الأساس الذي يبني عليه سلوكه أو جعل العقل الأساس الذي يبني عليه سلوكه، فإنه يكون مسلماً لسلامة عقيدته، ولكنه لا يكون شخصية إسلامية ولو كان من حملة الدعوة الإسلامية، ولو كان سلوكه كله وفق أحكام الإسلام، لأن بناء التفكير والميول على العقيدة الإسلامية بناء على الاعتقاد بها هو الذي يجعل الإنسان شخصية إسلامية.
لذلك يخطئ كثيراً أولئك الذين يتصورون الشخصية الإسلامية بأنها مَلاك. وضرر هؤلاء في المجتمع عظيم جداً لأنهم يبحثون عن الملاك بين البشر فلا يجدونه مطلقاً، بل لا يجدونه في أنفسهم فييأسون وينفُضون أيديهم من المسلمين. وهؤلاء الخياليون إنما يبرهنون على أن الإسلام خيالي، وأنه يستحيل التطبيق، وأنه عبارة عن مُثُل عليا جميلة لا يمكن للإنسان أن يطبقها أو يصبر عليها، فيصدّون الناس عن الإسلام ويشلّون الكثيرين عن العمل. مع أن الإسلام جاء ليُطبَّق عملياً وهو واقعي أي يعالج واقعاً، لا يصعب تطبيقه. وفي متناول كل إنسان مهما بلغ تفكيره من الضعف ومهما بلغت غرائزه وحاجاته من القوة، فإنه ممكن له أن يطبق الإسلام على نفسه بسهولة ويُسْر بعد أن يدرك العقيدة ويصبح شخصية إسلامية. لأنه بمجرد جعله عقيدة الإسلام مقياساً لمفاهيمه وميوله وسار على هذا المقياس، كان شخصية إسلامية قطعاً. وما عليه بعد ذلك إلاّ أن يقوّي هذه الشخصية بالثقافة الإسلامية لتنمية عقليته، وبالطاعات لتقوية نفسيته حتى يسير نحو المرتقى السامي ويَثبُت على هذا المرتقى، بل يسير من عليّ إلى أعلى فينال رضوان الله في الدنيا والآخرة.
فلو شاء الله من البشر ان يكونوا كاملين في الدنيا لنزع منهم حب الشهوات ولكنه كرمهم بالعقل واراد منهم ان يسعوا للكمال قال تعالى ( الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم ايكم احسن عملا وهو العزيز الغفور ).
يتبع

ابوعبدالرحمن حمزة
05-06-2011, 10:41 AM
أن الإسلام جاء ليُطبَّق عملياً وهو واقعي أي يعالج واقعاً، لا يصعب تطبيقه. وفي متناول كل إنسان مهما بلغ تفكيره من الضعف ومهما بلغت غرائزه وحاجاته من القوة، فإنه ممكن له أن يطبق الإسلام على نفسه بسهولة ويُسْر بعد أن يدرك العقيدة ويصبح شخصية إسلامية. لأنه بمجرد جعله عقيدة الإسلام مقياساً لمفاهيمه وميوله وسار على هذا المقياس، كان شخصية إسلامية قطعاً. وما عليه بعد ذلك إلاّ أن يقوّي هذه الشخصية بالثقافة الإسلامية لتنمية عقليته، وبالطاعات لتقوية نفسيته حتى يسير نحو المرتقى السامي ويَثبُت على هذا المرتقى، بل يسير من عليّ إلى أعلى فينال رضوان الله في الدنيا والآخرة.
وعليه فحتى ندراك ان الشخص المعين شخصية اسلامية فعلينا ان ننظر في حاله هل يفكر على أساس الإسلام ؟وهل جعل هواه تبعاً للإسلام ؟.
فاذا جعل العقيدة الاسلامية مقياسا وقاعدة فكرية للافكار وفي نفس الوقت جعل ما ينبثق عن هذه العقيدة من احكام هو المسير والضابط لسلوكه فهو شخصية اسلامية .
بغض النظر كم جزءا من القران يحفظ !!وهل هو على دراية واطلاع بعلم الحديث والفقه !!!
او اي فرع من فروع الثقافة الاسلامية،وبغض النظر عن قراءته للقران يوميا او صيامه اثنين وخميس او اي عمل من المندوبات ،لان كل ذلك لا علاقة له بكونه شخصية اسلامية وانما له علاقة بتقوية هذه الشخصية وتنميتها وهذا الامر _تقوية الشخصية_ وتنميتها تتوقف على نفس الشخص وعلى قدرته واستعداداته وامكاناته وظروفه فهو امر فردي صحيح انه يجب ان يحث على ذلك ويبين ضرورة تقوية الشخصية ولكن االذي يقوم بذلك في النهاية هو الشخص نفسه.
وعلى ذلك فكل من يفكر على أساس الإسلام ويجعل هواه تبعاً للإسلام يكون شخصية إسلامية.
سواء اكان مجتهدا ام مقلدا عاميا كان او متبعا .
يتبع

أبو أيمن
05-06-2011, 07:31 PM
الاخ عبدالرحمن :
ماتفضلت به صحيح لكن ألا ترى ياأخي إن نظرة واحدة الى تاريخ كل الحركات التي غيرت الأوضاع في بلادها كانت شخصيات قوية جدا من ناحية الايمان بالمبدا والعمل بما ينبثق منها أي انني اقصد بالتحديد أن تكوين الشخصية الاسلامية هو حسب ما تفضلت به (فاذا جعل العقيدة الاسلامية مقياسا وقاعدة فكرية للافكار وفي نفس الوقت جعل ما ينبثق عن هذه العقيدة من احكام هو المسير والضابط لسلوكه فهو شخصية اسلامية .) لكن للقيام بعملية التغيير يحتاج الى شخصيات قوية جدا وحملة الدعوة يجب أن يكونوا بهذا الطرازلأن كل من يقتدى به ويُنظر إليه يجب أن يأتي ما هو أولى، ففي الشرع هناك رخصة وعزيمة فإذا أخذ حامل الدعوة بالعزيمة لا بد أن يكون في عوام الناس ضعف، فيأخذ من يأخذ منهم بالرخصة مستشعرين للتفريط، أما إذا أخذ حامل الدعوة هو بالرخصة ألا ترى أنهم قد ينزلون إلى درجة المعصية
فمثلا لو فعل النبي -صلى الله عليه وسلم- كما فعل ذلك الأعرابي الذي سأله عما عليه من فرائض فأخبره بالصلوات الخمس وبالزكاة وبصوم رمضان فقال: هل علي غيرها؟ فقال: (لا، إلا أن تَطوّع) فلما أدبر الرجل قال: والله لا أزيد على هذا ولا أنقص، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أفلح إن صدق، أو: دخل الجنة إن صدق) [رواه البخاري ومسلم]،واعيد لو فعل الرسول مثلما فعل هذا الاعرابي فهل فهل سيكون في المسلمين من يقوم الليل عندها؟ بل إن التقصير سيطال الصلوات الخمس ذاتها، وإذا استكثر النبي أو أي داعية من مباحات الحياة الدنيا تَورّط غيره في المحرمات.
إن صورة الصحابة المعذَّبين الثابتين في مكة كانت تزلزل قلوب كبار قادة قريش، وكانت سببا في أحيان كثيرة في إسلامهم، وكان النبي –صلى الله عليه وسلم- يحرّض أصحابه على الثبات على دينهم والجهر به إذا رأى ذلك ممكنا، ولم ينههم عن الجهر بدينهم، ولم يحذرهم من ذلك أبدا، متذرعا بأخذ الحذر، وترك الإندفاع والحماس، ولم يكن يكتفي بإظهاره هو -صلى الله عليه وسلم- للدين، فكيف بنا نحن؟!
فثبات بلال على كلمة التوحيد وهو تحت سياط أمية بن خلف كان أنفع للدعوة من إعطاء عمار بن ياسر الكفار ما يريدون مكرها، وهذا برايي لم يكن ليأتي لولا قيام هؤلاء الثلة الواعية من صحابة رسول الله وهم حملة دعوة وكوادر متقدمة في كتلة الرسول صلى الله عليه وسلم بما هو فوق الفروض من مندوبات وترك ماهو اكثر من المحرمات من مكروهات كي يتميزوا بقدراتهم العقلية والنفسية عن غيرهم من ابناء الأمة ,
هذا ما عندي وارجو ان يبين الاخوة رايهم فيما كتبت ويوضحوا لي ان كان هناك اشكال في فهمي وجزى الله الجميع الخير ووفقهم لمرضاته

الخالدي
06-06-2011, 01:56 AM
السلام عليكم

للأخ الكريم أبو أيمن

هل كان هناك مندوبات ورخص وعزائم في مكة؟ هل كان الرسول يعلمهم المندوبات إن وجدت أصلا؟

طبعا، لا أقصد من تساؤلي رفض للفكرة التي تطرحها ولكنه تساؤل يحتاج للإجابة منك؟

أما تعليقي على الفكرة فمختصرها، أن الأمة تحتاج من يقودها سياسيا ويفرض نفسه عليها بوعيه وبتقواه وثباته على المبدأ ويعيش معها بكل تفاصيل حياتها حتى يصل لمرحلة الثقة بينه وبين الناس ومن يعيش مع الناس ويلتزم المبدأ ويتابعهم بكل شيء كفيل أن يفرض احترامه عليهم وعليه يبدأ بقيادتهم.

ولكم التحية

ابوعبدالرحمن حمزة
06-06-2011, 12:27 PM
الاخ ابو ايمن
شكرا على مداخلتك
اقول ان الشخصية الاسلامية كما تقدم هي كل من يفكر على أساس الإسلام ويجعل هواه تبعاً للإسلام اي المسلم الملتزم والمتقيد بالاسلام الذي جعل العقيدة الاسلامية تعالج عقده الكبرى بالداخل بالاجابة على الاسئلة الملحة عنده كالانسان وجعل العقيدة الاسلامية مقياسا عاما لاخذ الافكار وردها هذا من ناحية و من ناحية اخرى كانت اساسا في حكمه على الاحداث والوقائع وسيره بالحياة بنمط معين بالعيش بحسب احكام الشرع التي انبثقت من هذه العقيدة.
وهذه الشخصية ملكفة شرعا بالاسلام فمبا انها بالغة عاقلة فهي مكلفة شرعا بالاسلام فيجب عليها ان تحمل الاسلام وتؤديه قال عليه الصلاة والسلام ( بلغوا عني ولو اية ) وقال (رب حامل فقه غير فقيه ورب حامل فقه الى من هو افقه منه ) وقال (فاليبلغ الشاهد منكم الغائب ) وقال ( انت على ثغرة من ثغر الاسلام فلا يؤتين من قبلك ) فهذا الحكم فرض عليها تماما كبقية الفروض مثل الصلاة والصيام والحج والزكاة والجهاد .
والشرع لم يشترط في هذه الفروض ولا في فرض حمل الاسلام وجوبا واداءا ان تقوم بالمندوبات والطاعات ولم يشترط ايضا ان تكون مجتهدا بل ان التكليف بهذه الفروض تعم المجتهد والفقيه والمتعلم والمقلد العامي فالكل مكلف بهذه الاحكام ومخاطب فيها وسيحاسب عليها امام الله سواء اكان يقوم فقط باداء الفرئض او كان يقوم بذلك وما فوق ذلك من المندوبات والطاعات وسواء اكان علمه بهذه الاحكام وتبنيه لها كان نتيجة اجتهاده هو او اخذت بتقليد بحسب الشرع .
هذا هو الموضوع وهذا هو صعيد بحثه وهذا الكلام لا يعني باي وجه من الوجوه التقليل من قيمة المندوبات والطاعات ولا يلغي ضرورة الاستزادة من الثقافة الاسلامية .
وعليه فالامر الطبيعي والصحي ان يكون شباب الدعوة من جميع الفئات اعني ان يكون منهم المجتهد والمفكر والسياسي والعالم المطلع المتبحر المستنير ومنهم الشاب المتعلم المثقف والواعي على قضية الاسلام بعمق ومنهم الشباب العوام البسطاء الواعون على الاسلام وقضية الاسلام ولكن ببساطة وهؤلاء هم اكثر الفئات اهمية في الحزب لانهم الجسر والفئة الاقدر على التأثير على عامة الناس ووجودهم يدل على الحزب حزب امة وليس حزب فئة ويدل على ان الفكرة تغلغلت في المجتمع يقول الحزب في كتاب التفكير (تشكيل كتلة أو حزب على فكرة من أجل نشر هذه الفكرة في الشعب أو الأمّة واتخاذ تسلم الحكم طريقة لتنفيذ هذه الفكرة، فإن هذه الكتلة أو الحزب إذا جرى تقصّد العلماء في هذه الفكرة ليكونوا أعضاء في الحزب، وتقصّد من لهم ثِقَل في وسطهم أو في المجتمع لكسبهم لعضوية الحزب، فإن هذه الكتلة أو هذا الحزب سيخفق في تحقيق غايته، فهو إذا نجح بالعلماء في نشر الفكرة فلن ينجح بهم في تسلم الحكم. وإذا نجح بالذين لهم ثِقَل في تسلم الحكم فلن يقوم الحكم على الفكرة ولن تُنشر الفكرة. وتشكيل غالبية الحزب من أحد الفريقين أو الفريقين معاً، سوف يقصر عمر الحزب، ويخفق في تحقيق غايته، ويظل سائراً في طريق الفناء حتى يفنى.
فإن هذه الوسائل وهي الأشخاص من هذا النوع، إنّما جاء التفكير بها عن طريق العقل وحده، ولم يجر عن طريق التجربة إلى جانب العقل، ولكن إذا أُخذت حقائق التاريخ في هذا النوع من تشكيل الأحزاب، فإنه يكون قد جرى التفكير بالوسيلة عن طريق العقل، وعن طريق التجربة. فأخْذ حقائق التاريخ في هذا الأمر واستعمال الوسائل حسب هذه الحقائق التاريخية يكون تفكيراً منتجاً بالوسائل، واختبارها من نوع الأساليب. وحقائق التاريخ تحتم على الكتلة التي تقوم على فكرة، لنشر الفكرة وجعل الحكم طريقة لتنفيذها، أن تقصد الشعب أو الأمّة بغض النظر عن الأفراد، فتقبل أي شخص يقبل هذه الفكرة ويقبل الانخراط في الكتلة باعتباره فرداً من الشعب، أو فرداً من الأمّة، بغض النظر عن درجة تعلمه، وبغض النظر عن مكانته، وأن هذا وحده الذي يضمن نجاح الحزب أو الكتلة، وتحقيق غايته التي يهدف إليها.)
طبعا كل من يسير مع الحزب يفرض علية الثقافة المركزة التي تؤهله لحمل الدعوة لاستئناف الحياة الاسلامية ولا بد ان يلاحظ هنا انه لا يحمل الدعوة كفرد وانما كجزء من كتلة وهذا يعني انه سيتأثر بشخصية الحزب المعنوية ويؤثر بها على الناس وهنا اتفق مع مداخلة الاخ الخالدي (أن الأمة تحتاج من يقودها سياسيا ويفرض نفسه عليها بوعيه وبتقواه وثباته على المبدأ ويعيش معها بكل تفاصيل حياتها حتى يصل لمرحلة الثقة بينه وبين الناس ومن يعيش مع الناس ويلتزم المبدأ ويتابعهم بكل شيء كفيل أن يفرض احترامه عليهم وعليه يبدأ بقيادتهم.)
اما بالنسبة لفكرة الرخصة والعزيمة فهي خيار للمسلم بغض النظر عن كونه عالما مجتهدا حاملا للدعوة او او مقلدا عاميا .

أبو أيمن
06-06-2011, 01:56 PM
جزاكما الله خيرا أخوي الكريمين الخالدي وعبدالرحمن على مداخلتكما ولا أخالفكما فيما تفضلتما به حول واقع الشخصية الاسلامية لكن مداخلتي كانت عن علاقة الشخصية الاسلامية بعملية التغيير لأنه يدور في ذهني إشكال معين أحببت أن تشاركوني في حلها وهو ان شباب الكتلة بوصفهم طليعة الأمة نحو التغيير وهم من يحملون على عاتقهم توعية الامة وافهامها مبدأ الاسلام هل يشترط فيهم لضمان قيامهم بعملية التغيير وما يحتاجه من رقي عقلي ونفسي لضمان استمرارهم في هذه المهمة وعدم تقاعسهم أن يتميزوا في عقلياتهم ونفسياتهم عن عامة الناس الآخرين بتقويتها لان هذه التقوية للعقلية والنفسية ستكون بمثابة الزاد لحامل الدعوة أو الكادر الحزبي يعينه على تجاوز ما يواجهه من عقبات لكني فهمت من مداخلتكما أن هذا الإشكال الذي يراودني أت من ناحية كون أننا مازلنا ننظر الى الفكرة الاسلامية بوصفها فكرة دينية ثقافية، ولم ننظر اليها بوصفها فكرة سياسية تحتاج من حامل الدعوة او الكادر الحزبي أن يصبح تنزيل الأفكار على الوقائع سجية من سجاياه حتى يشعر الناس ويقتنعوا أن إيجاد الاسلام هو من أجل رعاية شؤون الحياة بها إلى جانب التثقيف والتدين ... أرجو التعليق على ما أوردته وكلي آذان صاغية لسماع آرائكم ودمتم لخدمة الاسلام والمسلمين .

ابوعبدالرحمن حمزة
06-06-2011, 03:35 PM
الاخ ابوايمن
ارجو التدقيق في هذا الكلام لانه على درجة عالية من الاهمية وهناك من يحاول ان يحرفنا عنه سواء بحسن نية او سوء نية (تشكيل كتلة أو حزب على فكرة من أجل نشر هذه الفكرة في الشعب أو الأمّة واتخاذ تسلم الحكم طريقة لتنفيذ هذه الفكرة، فإن هذه الكتلة أو الحزب إذا جرى تقصّد العلماء في هذه الفكرة ليكونوا أعضاء في الحزب، وتقصّد من لهم ثِقَل في وسطهم أو في المجتمع لكسبهم لعضوية الحزب، فإن هذه الكتلة أو هذا الحزب سيخفق في تحقيق غايته، فهو إذا نجح بالعلماء في نشر الفكرة فلن ينجح بهم في تسلم الحكم. وإذا نجح بالذين لهم ثِقَل في تسلم الحكم فلن يقوم الحكم على الفكرة ولن تُنشر الفكرة. وتشكيل غالبية الحزب من أحد الفريقين أو الفريقين معاً، سوف يقصر عمر الحزب، ويخفق في تحقيق غايته، ويظل سائراً في طريق الفناء حتى يفنى.
فإن هذه الوسائل وهي الأشخاص من هذا النوع، إنّما جاء التفكير بها عن طريق العقل وحده، ولم يجر عن طريق التجربة إلى جانب العقل، ولكن إذا أُخذت حقائق التاريخ في هذا النوع من تشكيل الأحزاب، فإنه يكون قد جرى التفكير بالوسيلة عن طريق العقل، وعن طريق التجربة. فأخْذ حقائق التاريخ في هذا الأمر واستعمال الوسائل حسب هذه الحقائق التاريخية يكون تفكيراً منتجاً بالوسائل، واختبارها من نوع الأساليب. وحقائق التاريخ تحتم على الكتلة التي تقوم على فكرة، لنشر الفكرة وجعل الحكم طريقة لتنفيذها، أن تقصد الشعب أو الأمّة بغض النظر عن الأفراد، فتقبل أي شخص يقبل هذه الفكرة ويقبل الانخراط في الكتلة باعتباره فرداً من الشعب، أو فرداً من الأمّة، بغض النظر عن درجة تعلمه، وبغض النظر عن مكانته، وأن هذا وحده الذي يضمن نجاح الحزب أو الكتلة، وتحقيق غايته التي يهدف إليها.)
ان اعمال حمل الدعوة تتلخص بالتثقيف الجماعي والتثقيف المركز وتبني المصالح وكشف الخطط بالاضافة الى اعمال اخذ القيادة وطلب النصرة والذي يقوم بذلك هو الحزب بمجموع اجهزته وشبابه_ ومن الخطأ والمصيبة الظن انك في ساحة المعركة وحدك _وهذه الاعمال من شانها ان توجد التربة المناسبة لايجاد الحشد الكافي من الشخصيات الاسلامية التي تكون في مستوى القضية التي نحملها سواء في جسم الحزب او من المؤيدين والمناصرين لفكرة الحزب وللحزب نفسه وذلك لطبيعة فكرة الاسلام ولطبيعة الانسان ففكرة الاسلام بعقيدته اذا تغلغلت بالنفس واثارت العقل قلبتها رأسا على عقب وهذا التاثير بالنفس والعقل يتفاوت فيه الناس وهذا امر طبيعي وما عليك اخي الا ان تقارن نفسك عندما بدات بالدراسه والسير مع الدعوة وبين حالك بعد ذلك لتدرك اثر هذه الفكرة على من يحملها وبقدر ما تعطيها من نفسك وعقلك بقدر ما عرج الانسان في درجات الرقي والكمال لنوال رضوان الله وبقدر ما زاد العبء والحس بالمسؤولية وهذا ما يميز شباب الدعوة عن الناس اعني زيادة العبء وحجم المسؤولية .
اماقولك (الإشكال الذي يراودني أت من ناحية كون أننا مازلنا ننظر الى الفكرة الاسلامية بوصفها فكرة دينية ثقافية، ولم ننظر اليها بوصفها فكرة سياسية تحتاج من حامل الدعوة او الكادر الحزبي أن يصبح تنزيل الأفكار على الوقائع سجية من سجاياه حتى يشعر الناس ويقتنعوا أن إيجاد الاسلام هو من أجل رعاية شؤون الحياة بها إلى جانب التثقيف والتدين ) فكلام صحيح 100%

أبو أيمن
06-06-2011, 03:58 PM
بورك فيك أخي أبا عبدالرحمن الآن توضحت لديّ المسألة وزالت عندي الإشكالية فجزاك الله عني كل الخير وأنار الله بصيرتك ووفقك لما يحب ويرضاه .