المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أجوبة أسئلة 25/6/2004م



muslem
28-05-2011, 08:39 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أجوبة أسئلة
سؤال1: انعقدت قمة الدول الصناعية الثماني (g.8)في الفترة ما بين (9-10) من هذا الشهر، فما هو تأثير انعقاد القمة على "مشروع الشرق الأوسط الكبير" والذي طرح كبند رئيسي فيها، ولماذا امتنعت مصر والسعودية عن الحضور، وما هو تأثير مجريات القمة على قضيتي فلسطين والعراق؟ الجواب: لفهم ما جرى في القمة لا بد من تسليط الضوء على طبيعة الدول المشاركة باعتبارها أطراف القمة، وعلى العلاقات الأميركية الأوروبية وما تريده أميركا من دول أوروبا فيما يخدم السير بمشروعها للشرق الأوسط الموسع.
أما عن العلاقات الأميركية الأوروبية، فلا بد من فهم الوضع الأوروبي ولو بشكل إجمالي، حيث أن أغلب دول أوروبا مثل إيطاليا والبرتغال ودول شرق أوروبا تدور في فلك الولايات المتحدة إن لم تكن تابعة لها في سياساتها الخارجية، أما بريطانيا فهي وبعد أن طردتها أميركا من معظم مناطق نفوذها قررت مسايرة أميركا والمحافظة على البقاء بجانبها، وذلك لتحافظ على مصالحها عن طريق تأمين مصالح الدولة المتفردة في العالم، وبما يتيح لها الإبقاء على دور تحرص على وجوده _مع كونه دورا شكليا_ في الموقف الدولي. ويبقى في الساحة الأوروبية الدولتان الأبرز وهما ألمانيا وفرنسا؛ فألمانيا وإن برز أنها تعارض أميركا في بعض السياسات وخصوصا في حربها على العراق، فهذا مرده لترتيبات أميركا من أجل قطع الطريق على محاولات فرنسا التأثير على الساحتين الأوروبية والدولية.
وأما فرنسا فهي تحاول جاهدة الدفاع عن وجودها كدولة كانت حتى وقت قريب وقبل تفرد أميركا دولة مؤثرة في الموقف الدولي، لذلك فهي تحاول التأثير مجددا في مجريات الأحداث الدولية، ولو كان ذلك عن طريق اتخاذ مواقف في وجه أميركا وما تخطط له تجاه أوروبا والعالم، وقد ظهر ذلك جليا في معارضتها للعدوان على العراق، وهي مع ذلك لا تمتلك في الوقت الراهن المتطلبات اللازمة ولا حتى القدرة على الاستمرار في البقاء على مواقفها تجاه مخططات أميركا، وتكتفي في معظم الحالات بمحاولاتها للتمرد بين الحين والآخر، بل وبث الجرأة بين دول العالم على مواجهة تفرد أميركا، إضافة إلى إبراز نفسها على الساحة الدولية مما ولد حالات احتكاك تطورت إلى جفاء بينها وبين الولايات المتحدة بلغت الذروة أثناء محاولة الأميركان استصدار قرار من مجلس الأمن الدولي لغزو العراق، فالإدارة الأميركية التي تواصل العمل على تقزيم أوروبا، تدأب على منع فرنسا بالذات من الارتكاز على ثقل أوروبا السياسي، ومنع خطر ذلك من التأثير في الموقف الدولي حال توحدها على الصعيد السياسي، وقد نجحت في تحقيق ذلك حتى الآن. وستبقى فرنسا مستمرة في محاولاتها للتأثير في مجريات الأحداث الدولية كلما واتتها الفرصة، مع دوام المراقبة لمصالحها ومدى الضرر الذي يمكن أن يلحقها لخروجها عن الرغبة الأميركية.
وفيما يخص قمة الثماني فالولايات المتحدة تعمل على استغلال الأوربيين في إتمام مخططها الخاص بالشرق الأوسط الموسع، فمصالح الأوروبيين في المنطقة بالغة الأهمية، وهم والأميركيون متفقون على أن الإسلام المتنامي لدى المسلمين يشكل خطرا مشتركا عليهما معا، وإن كان أشد خطورة على الأوروبيين الذين يدركون أن أي تغيير في المنطقة يخصهم أكثر من غيرهم، لمجاورتهم لها. وقد بلغت محاولات أميركا استغلال الأوروبيين حد محاولة إشراك حلف شمال الأطلسي وبقيادة أميركية لتنفيذ مشروعها بدءاً بضغطها لإرسال قوات أطلسية إلى العراق، وقد لا ينتهي ذلك بحمل الحلف على اتخاذ دور أمني رئيسي ترسمه أميركا له لمراقبة القيام بـ"الإصلاحات" المطلوبة وما قد يقتضيه من تدخلات في المنطقة، حيث أصبح ظاهرا أن هناك دورا رسمته أميركا للحلف يتعلق بالمشروع، فقد نُقل عن نيكولاس بيرنز أثناء اجتماع الحلف في براغ تشرين أول/2003 "إن مستقبل حلف شمال الأطلسي هو في الشرق والجنوب أي في الشرق الأوسط الكبير"، لذلك عارض الفرنسيون بقوة التدخل المباشر للحلف بإرسال القوات إلى العراق حسب الطلب الأميركي والإلحاح العراقي بحجة أن لا تقع أوروبا في حالة الاستعداء لأهل المنطقة، وتأثير ذلك على مستقبل علاقاتهم مع جيرانهم، إضافة إلى أن فرنسا تريد المحافظة على عدم مد يد العون لتخفيف حدة اختراق أميركا لما يسمى بالشرعية الدولية، وإظهار أنها قد اضطرت للرجوع للأمم المتحدة مما يثبت صحة موقف فرنسا الذي اتخذته ودعت إليه عشية بدء الحرب. رغم عدم معارضة أعضاء الناتو ومنهم فرنسا وألمانيا لقبول دور محدود للحلف يتعلق بمشروع الشرق الأوسط الكبير، ومن المتوقع أن تنجح أميركا في حمل الحلف في مؤتمره القادم بعد أيام على الخروج بقرارات تخدم ما خططت له.
أما فيما يخص "الإصلاحات" المطروحة في مشروع الشرق الأوسط الكبير، الذي عرضته أميركا على دول الثماني، فهو امتداد للتغييرات المطلوبة أميركيا والموجهة أصلا لشعوب المنطقة وليس لحكامها. وقد استخدمت أميركا فور غزوها للعراق ورقة تخليص الشعوب من الحكام الديكتاتوريين حافزا لتلك الشعوب لِتَقَبُّل ما تطلبه أميركا من تغييرات، مغلِّفة جملة تلك المطالب بقوالب جذابة كإطلاق الحريات وحقوق الإنسان والمرأة والطفل والديموقراطية وتطوير التعليم...، كما استغلت رعب الحكام لتسريع السير فيما تريده من إصلاحات. ولولا وقوعها في أخطاء قاتلة في العراق، وخاصة قيامها بحل الجيش وقوات الأمن العراقيين، واستعمالها القسوة البالغة مع الناس بعد ظهور المقاومة لقواتها، لكان حدوث التغييرات في المنطقة أقل صعوبة وأكثر سرعة. أما وقد خفت حدة حالة الرعب عند الحكام فإن أميركا ما زالت تراقب تنفيذهم الواضح لما تطلبه مما تسميه "إصلاحات" موهمة إياهم بالطمأنينة على كراسيهم ما داموا ملتزمين بتنفيذ برامج "الإصلاحات" على شعوبهم، وهي في حقيقة الأمر تريد استنزافهم في فرض ما لا يرغبه الناس من تلك الإصلاحات وتوهم بالأخص جيل الشباب منهم، مشعرة إياهم بالرضى التام كلما ضربوا المثل لغيرهم بإنجازاتهم على طريق "الإصلاحات".
أما عن الاختلاف بين المشروع الأميركي وما طرحه الأوروبيون في المشروع الألماني_الفرنسي، فإنه ليس على ماهية "الإصلاحات"، وإنما على أسلوب تنفيذها، فهم يهدفون جميعا لإبعاد المسلمين عن الإسلام، ودفع أهل المنطقة لتبني وجهة النظر الغربية في الحياة وتطبيق الديموقراطية، والإدارة الأميركية كانت تريد فرض مفاهيمها بالتهديد والقوة حال لزوم ذلك لتحقيق أهدافها بشكل أسرع بغض النظر عن رأي أهل المنطقة. أما الأوروبيون وهم الأكثر إدراكا لطبيعة المنطقة وأهلها، فهم يريدون اعتماد أسلوب التسريب بحيث يتبنى أهل المنطقة الإصلاحات طواعية ودون إظهار فرضها من الخارج حتى يضمنوا نجاحها، فلا يتم بذلك استثارة أهل المنطقة، فيرفضوا الإصلاحات جملة وتفصيلا، وقد ظهر قبولُ أميركا لهذا الطرح قبل انعقاد المؤتمر بمدة.
وفيما يتعلق بالمشروع الذي اتُّفِق على تنفيذه في قمة الثماني فهو جملة من الإجراءات المتعلقة بالمجالات الثقافية والتعليمية والسياسية والاقتصادية، بغرض تحويل الرأي العام والمناخ السياسي على المستويين الرسمي والشعبي بدرجة أكبر لتقبل مفاهيم الديموقراطية و"التسامح" وحقوق المرأة وصياغة العقول وخاصة الأجيال الصاعدة بمفاهيم الحضارة الغربية بما يضمن تغييرا جذريا للمنطقة الإسلامية، ويضمن بالتالي بقاء نفوذ الكفر عموما والنفوذ الأميركي بخاصة، كما يؤمِّن المشروع هدف تقبل ما يسمى بدولة اليهود ضمن المنطقة، ويمنع كذلك قيام أي تحرك من أهل المنطقة يؤدي إلى الانعتاق من ربقة الكفر ونفوذه، بل وتهديد الغرب والأوروبيين بالذات، وهم الذين خبروا وعلى مدى قرون المسلمين واندفاعهم بالإسلام وكيف دخلوا أوروبا واستقروا فيها لمئات السنين.
وفيما يتعلق بامتناع مصر والسعودية عن تلبية الدعوة لحضور القمة، فإن ذلك ليتناسب مع موقفها المعلن من المشروع، وعلى اعتبار أن هذه الدول هي التي رفضت أسلوب طرح المشروع الأميركي، فهي قبلت "الإصلاحات" ولكنها عارضت أن تكون مفروضة من الخارج، فهي لم تتخذ قرارا ضد المصالح الأميركية، وهي أقل من أن ترفض طلبات أميركا، التي ظهر جليا موافقتها على إظهار عدم فرض الإصلاحات من الخارج ، وقد جاء ذلك على لسان الكثير من ساستها.أما حكام الدول الذين حضروا القمة، فظاهر الأمر هو المشاركة في وضع تصور للإصلاحات تتناسب مع المنطقة وأهلها، وإبراز تمثيل المنطقة في المشاركة باتخاذ قرارات تخصها، والواقع هو للقيام بما يترتب عليهم في مجالات التغيير المتعددة، وضرب المثل بما ستناله بلدانهم لريادتها في طريق السير لإنجاز الإصلاحات.
أما قضية العراق فكان حضورها ضعيفا ما عدا طلب أميركا من الأوروبيين مشاركة قوات من حلف الأطلسي في مهمات إعادة الاستقرار للعراق، الأمر الذي جاء على لسان الياور، وتم رفض هذا الاقتراح من قبل فرنسا بشكل قاطع، ومن الجدير بالذكر أن الولايات المتحدة وبعد تعثر مخططها لتحويل العراق نقطة انطلاق لمشروعها في المنطقة نتيجة أخطائها المتكررة وسوء تقديراتها، فإنها ماضية نحو السير في العمل على إحداث التغيير في المنطقة بشكل متوازي وسيرها في العراق، واتخاذ نماذج جديدة وترتيب أدوار لصنائعها وعملائها للسير حسب إرادتها.
وفيما قضية فلسطين فلم يتعد البحث فيها الدعوة لتفعيل دور الرباعية حتى يتحقق أكبر قدر من الضغط على اليهود لتمهيد الطريق أمام شارون للسير في خطته للانسحاب من غزة واعتبار ذلك جزءاً من السير حسب معطيات خارطة الطريق، وقد سبق عقد المؤتمر الإيعاز لبعض حكام المنطقة التشديد على ضرورة التقدم في حل القضية الفلسطينية، ومشاركة دول أوروبا على أن السير في حل هذه القضية هو المفتاح لما يسمى بـ"الإصلاحات" في الشرق الأوسط، مع التأكيد على أن عدم التقدم في مسألة فلسطين لا يصح أن يؤثر على تنفيذ الخطوات التي تم الاتفاق عليها والمتعلقة بالتغيير ، وكأن الولايات المتحدة جعلت الأولوية لتنفيذ مشروع الشرق الأوسط الموسع بمعزل عن قضايا المنطقة التي تحتاج إلى وقت لحلها مع عدم إهمالها.

muslem
28-05-2011, 08:39 AM
سؤال2: هل وصلت أميركا إلى قناعة بإلغاء مشروع "الشرق الأوسط الكبير"؟ وهل تراجعت أمام الضغط الأوروبي وسخط حكام المنطقة، بما فيهم عملاؤها؟، وهل يتوقع أن يقوم الديموقراطيون حال فوزهم بإلغاء السير في المشروع؟ ثم وبعد فشل أميركا إلى الآن في بناء النموذج العراقي هل ستعمد أميركا إلى تجميد تغييرها للأنظمة القائمة في المنطقة؟ جواب2: مشروع "الشرق الأوسط الكبير" أو الموسع أعِدَّ من أجل إعادة صياغة الجزء الحيوي من منطقة العالم الإسلامي، وصياغة أميركا للمنطقة هي جزء مهم من مقتضيات تفردها في قيادة العالم للقرن الواحد والعشرين، وكان كولن باول واضحا حين أشار بعد أن شرح تشيني أبعاد المشروع في مؤتمر دافوس الذي عقد نهاية كانون ثاني الماضي بقوله إن هذه العملية تهدف إلى تحديد شكل العالم الإسلامي في القرن الواحد والعشرين. فالغاية المقصودة من المشروع هي فرض نمط الحياة الغربية على المسلمين، وتركيز مفاهيم الحضارة الغربية التي اهتزت في أذهانهم، خاصة بعد أن أخذت مفاهيم الحياة في الإسلام فيما يخص الدولة وعلاقات المجتمع يظهر أثرها المتصاعد بين المسلمين، الذين رأوا بأم أعينهم فساد أنظمة بلادهم في الوقت الذي كانت الدعوة لاستئناف الحياة الإسلامية بتطبيق الإسلام تطرق أسماعهم.
فالمشروع يهدف إلى إحداث تغييرات ثقافية تتناسب مع الوجود الأميركي في المنطقة بما يمنع ظهور الحضارة الإسلامية حتى لا تكون ندا للحضارة الغربية بقيادة أميركا في هذا القرن، إضافة للقبض بيد من حديد على هذه المنطقة الاستراتيجية من العالم بما تحويه من موارد أهمها النفط الذي يمثل عصب الحياة للبلدان الصناعية، خاصة دول أوروبا واليابان، مما يمكن أميركا من الضغط على تلك الدول الصناعية وإشعارها دائما بضرورة عدم الاقتراب من الخطوط الحمر التي تمس المصالح الاستراتيجية والحيوية لأميركا.
ودول أوروبا تشارك أميركا في مسألة التغييرات الثقافية، الرامية إلى إبعاد مفاهيم الحضارة الإسلامية والحيلولة دون عودة الإسلام إلى الحياة، وهي التي كانت قد بذلت جهودا كبيرة، وخاصة بريطانيا وفرنسا، على صعيد الغزو الفكري ثم العسكري اللذين كانت نتيجتهما تقويض الخلافة الإسلامية مطلع القرن الماضي، ثم وضع المتاريس الثقيلة أمام عودتها، سواء بتطبيق صنائعهم لأحكام الكفر واستمرار تطبيقها، أو بالإبقاء على سياسات التعليم وبرامجه التي صاغوها خصيصا من أجل فصل الدين الإسلامي عن الحياة، بعد أن فصلوه عن الدولة، وتم حصره في المسجد والأحوال الشخصية وكل ما لا يمت للحياة بصلة.
وبما أن فحوى مشروع الشرق الأوسط الكبير ليس مثار اختلاف أو جدل، بين أميركا والدول ذات الوزن في أوروبا، فإن الضغط الذي مارسته فرنسا لم يكن لإلغاء فحوى الإصلاحات التي تطالب بها أميركا، وذلك ببساطة أن الأوروبيين سبق أن أعلنوا أن المشروع الأميركي مأخوذ من المشروع الأوروبي الذي تمت صياغته منذ أكثر من عشر سنوات. ثم إن المشروع الألماني- الفرنسي يتطابق في فحواه مع المشروع الأميركي، والخلاف هو كما أسلفنا في جواب السؤال السابق على أسلوب التنفيذ في جانب إحداث "الإصلاحات".
وهنا تجدر ملاحظة أن الدول العظمى أو الدولة المتفردة كما هو الحال في العالم اليوم، لا تقوم بتغيير أهدافها العليا أو الخطوط الرئيسية لسياساتها لمجرد رغبة الرئيس، أو لفوز حزب دون آخر، بل تستمر في السير عادة لتحقيق تلك الأهداف، والسير حسب الخطوط الرئيسية لسياساتها، وإن كان متاحا للرئيس أن يختار الأسلوب الأنجع للمضي تجاه تحقيق الأهداف المقصودة. فتفرد أميركا في القرن الواحد والعشرين هدف عملت الولايات المتحدة لتحقيقه منذ النصف الثاني للقرن الماضي، وهي في الوقت الذي كانت تقوم فيه بمكافحة الاشتراكية عملت على إشاعة فكرة التحرر لتنتزع من بريطانيا وفرنسا مستعمراتهما، وما أن بدأت تظهر نذر تهاوي المعسكر الاشتراكي حتى كانت فرنسا وبريطانيا قد فقدتا، ومنذ سنوات عديدة، معظم مستعمراتهما. وإثر سقوط الاتحاد السوفييتي أخذت أميركا ببث فكرة النظام العالمي الجديد مع بدايات عقد التسعينيات، إلى أن وصلت إلى ما هي عليه الآن من تغول واضح، واندفاع لصياغة منطقتنا، وبقية أجزاء العالم، لتحقيق حلم طالما راود زعماء أميركا بأن يصبح العالم مزرعة تديره أميركا.
أما عدم نجاحِ أميركا في بناء الأنموذج العراقي إلى الآن، فإن ذلك لا يعني أن أميركا ستقف عاجزة أو توقف العمل بمقتضى مشروعها للمنطقة، والملاحظ أن ما يسمى بـ"الإصلاحات" في المنطقة ماضية وبأيدي الحكام وإن تفاوتت وتيرتها، فما يجري في السعودية والأردن والمغرب ومصر وتونس ومعظم بلدان المنطقة من استحداثات في القوانين وسياسات التعليم ومؤسسات ما يدعى بـ"المجتمع المدني" وما شاكل ذلك لم يعد خافيا، وكانت أميركا تريد برمجة وتنظيم وتسريع القيام بالتغييرات، والتي تستهدف الشعوب لا الحكام وتغيير الحكام هو مجرد حافز وجائزة تعطى لها جراء استجابتها، إضافة إلى استنفاد طاقة أولئك الطامعين والواهمين أن أميركا سوف تتركهم إن حققوا لها ما تريد، رغم أنها تقصد من الضغط عليهم بالسير بما يسمى بـ"الإصلاحات" التمهيد لإرساء ما ستستقر عليه حالة المجتمعات تمهيدا للطاقم المقبل من الحكام الذين ترتضيهم شعوب المنطقة _بعد تضليل أميركا لها_ إن لم تأخذ الأمة زمام أمرها بيدها. لذلك فإن القضية ليست الحكام وبقاءهم بحال، ذلك أنه لا وزن لكافة حكام المنطقة وزعمائها عند أميركا ولا بقاء لهم إلا بمقدار ما تحتاج لقضاء أغراضها منهم، سواء من يسمون بالحكام الشباب الذين يذكر وجودهم بماضي آبائهم، أو بمن تبقى من حكام المنطقة، ولعله يجدر بأولئك الحكام والزعماء أن لا يظلوا حبيسي أوهامهم حتى لو أعادت أميركا إنتاج بعضهم من جديد.
أما عن فشل أميركا في بناء الأنموذج العراقي، فإنه يلوح في الأفق إشارات واضحة على بدائل وأدوار ترتَّب لترتكز عليها أميركا في تنفيذ مشروعها الجديد، فقد ذكرت مجلة النيوزويك في عددها الصادر في 22 يونيو/حزيران في مقال يتحدث عن أن مصر هي مفتاح الشرق الأوسط ((لكن مصر بسكانها البالغ عددهم 75 مليون نسمة تعتبر مركز العالم العربي، كما أنها لعبت دورا تاريخيا باعتبارها بؤرة الثقافة العربية الحديثة، يقول المسؤول نفسه _ مسؤول في الخارجية الأميركية في وصفه لمصر_ "أنها تملك مزايا أشبه بالميغافون" فمن دون مصر من غير المرجح أن تكتسب أي حركة نحو الديموقراطية الأوسع الكثير من الزخم..)) . كما أن هناك إشارات واضحة وبقوة عن بديل آخر وهو النموذج التركي، حيث أشادت أميركا بقدرة حكام تركيا الجدد في المزاوجة بين العلمانية والإسلام، وليس خافيا أن لتركيا موقعا يؤهلها للتأثير في منطقة القوقاز ودول آسيا الوسطى إضافة إلى بقية المنطقة العربية التي يلاحظ توثيق حكام تركيا الجدد لعلاقاتهم بها، علاوة على فوز مرشح تركيا برئاسة منظمة المؤتمر الإسلامي مؤخرا، مما يشير إلى حركات مقصودة تجعل لتركيا أو لمصر أو لهما معا أدوارا رئيسية في تنفيذ المشروع بمساعدة أدوات أميركا الأخرى مثل الجامعة العربية مع إصرار أميركا على تحقيق النتائج من سير "الإصلاحات" ولو لم تكن تلك النتائج فورية، وحسبما ذكر على لسان أحد مسؤولي الخارجية أثناء حديثه عن دور مصر الذي نقلته عنه النيوزويك كذلك "... علينا أن نتقبل أن [الإصلاح] لن يحقق نتائج فورية، ولكن عليهم في المقابل أن يتقبلوا أنه أمرٌ حتميٌ. 7/جمادى الأولى/1425هـ25/6/2004م

http://arabic.hizbuttahrir.org/index.php/component/content/article/17-featured/330-2011-01-31-16-35-01

ابو ابراهيم
28-05-2011, 04:14 PM
واو ، 2004 وكأنه كتب هذه الايام
صدقا احببت ان اسجل اعجابي وتقديري

muslem
29-12-2011, 08:25 AM
لذلك فإن القضية ليست الحكام وبقاءهم بحال، ذلك أنه لا وزن لكافة حكام المنطقة وزعمائها عند أميركا ولا بقاء لهم إلا بمقدار ما تحتاج لقضاء أغراضها منهم، سواء من يسمون بالحكام الشباب الذين يذكر وجودهم بماضي آبائهم، أو بمن تبقى من حكام المنطقة، ولعله يجدر بأولئك الحكام والزعماء أن لا يظلوا حبيسي أوهامهم حتى لو أعادت أميركا إنتاج بعضهم من جديد.

مقتبس من أجوبة أسئلة 25/6/2004م
بالفعل طابق التحليل الواقع وها نحن نعيش في هذا الوضع اللهم اعن المسلمين و اهدهم الى الحق وانصر حملة الدعوة ووفقهم لقيادة المسلمين بما تحب وترضى
بالفعل هذه الامة بحاجة لمن يقودها بوعي ورؤية ما خلف الجدار بتوفيق الله والتوكل عليه

بوفيصيل
29-12-2011, 09:04 AM
الله يفتح عليك اخي مسلم ويذكرك بالشهاده علي هذا التذكير
نسال الله ان يعزنا بالاسلام ويعز الاسلام بدولة الاسلام .
ودمتم في امان الله