المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مساعدة اسرائيل للقذافي.



ابواحمد
16-05-2011, 09:18 PM
الأزمة الليبية والسيناريوهات المتوقعة: د.عبد الحميد عمران (http://youm7.com/EditorOpinions.asp?EditorID=361)
نقلا عن: اليوم السابع الإثنين، 16 مايو 2011

بعد قيام ثورة 17 فبراير فى ليبيا، كصدى للثورتين التونسية والمصرية، وبعد نجاح الثوار فى السيطرة على بنغازى وشرق ليبيا، وبداية تقدم الثوار السريع الخاطف غربا نحو طرابلس العاصمة حاصدين فى طريقهم العديد من المدن الهامة، استفاق النظام الحاكم فى ليبيا منذ 43 عاما، الذى يقوده عميد الحكام العرب وملك ملوك أفريقيا وإمام المسلمين، كما يحلو له أن يطلق على نفسه، أقول استفاق النظام من سباته واستنهض كتائب النظام التى سبق إعدادها وتسليحها لمثل هذا اليوم، لكى تقاتل الثوار الزاحفين على العاصمة.
وبمضى الأيام اكتشف النظام أن قواته لا تستطيع الصمود أمام الثوار رغم تفوقهم عليهم فى العتاد والعدة، لسبب بسيط وهو افتقارهم إلى الخبرة العسكرية وجهلهم بالعقائد العسكرية وعدم وجود كوادر القادة ذوى العقليات القادرة على إدارة المعركة المشتركة التى تشمل تنسيق العمليات العسكرية بين القوات البرية والبحرية والجوية، وكان لابد من تدارك هذا القصور على وجه السرعة.

وطبقا لما نشرته جريدة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، فإن سيف الإسلام نجل العقيد معمر القذافى قد قام يوم 4 مارس الماضى بزيارة سرية لإسرائيل استغرقت 5 ساعات مستخدما طائرة خاصة قامت من قبرص مرورا بإحدى العواصم العربية، وخلال هذه الزيارة اجتمع سيف الإسلام مع قيادات أمنية إسرائيلية رفيعة وذلك بغرض طلب مساعدة إسرائيل فى صد هجوم الثوار وإنقاذ النظام والإبقاء على والده فى السلطة، وفى المقابل، تعهد بتطوير العلاقات مع إسرائيل فى المجالات السياسية والاقتصادية.

وقد طلب سيف الإسلام أن تتولى إسرائيل ترتيب إمداد العقيد بالمرتزقة، بالإضافة إلى ذخائر خاصة وأجهزة اتصالات ومراقبة ليلية، فضلا عن صور بالأقمار الصناعية.
وهو ما تحقق فعلا بوصول مجموعة من الخبراء الإسرائيليين إلى ليبيا على متن طائرة كبيرة، خاصة محملة بالمعدات العسكرية والأجهزة، هبطت فى مطار "سرت" فى اليوم التالى لمساعدة نظام العقيد معمر القذافى على استعادة زمام الأمور ميدانيا ضد حركة الثورة العارمة التى تشهدها البلاد.

وقالت الصحيفة العبرية إن العلاقة بين سيف الإسلام وإسرائيل تطورت كثيراً خلال الأزمة الحالية وسط أنباء عن تولى شركات أمنية إسرائيلية نشطة فى تشاد، تجنيد مرتزقة وإرسالهم إلى ليبيا لضرب الثوار مقابل 2000 دولار يوميا للفرد الواحد محققة مكاسب بمليارات الدولارات للشركات الإسرائيلية.

وهكذا بدأ فورا التدخل الإسرائيلى فى ليبيا لنصرة كتائب العقيد باستخدام معدات أفضل تم استجلابها من إسرائيل، بالإضافة إلى معلومات الأقمار الصناعية عن تحركات قوات الثوار، وهو ما استخدمه الخبراء الإسرائيليون لإدارة المعارك على أسس فنية، مما تسبب فى تغير ميزان القوى لصالح الكتائب.

ومع توالى انسحابات الثوار والخسائر الفادحة المتكررة، وتحت الضغط الدولى اضطر مجلس الأمن إلى الانعقاد وتم طرح مشروع القرار رقم 1973 الذى ينص على وقف فورى لإطلاق النار فى ليبيا، واتخاذ كافة الإجراءات الضرورية الكفيلة بحماية المدنيين بما فيها عمليات القصف الجوى، وقد تمت الموافقة على القرار، حيث أيدته 10 دول وامتنعت 5 دول عن التصويت ولم تعارضه أى دولة.

وهكذا نشأ معسكران متصارعان فى ليبيا، الأول يتكون من العقيد وسيف الإسلام وكتائبه ويدير له عملياته العسكرية خبراء إسرائيليون ووراءهم مدد لا ينفد من التكنولوجيا المتطورة والخبرة العسكرية الرفيعة وربح المليارات، وفى الجانب الآخر يوجد الثوار غير منظمين عديمى الخبرة العسكرية، الذين لا يمتلكون سوى الكثير من الشجاعة والقليل من المعدات معظمها أسلحة خفيفة، يدعمهم قرار مجلس الأمن رقم 1973 الذى يقوم على تنفيذه بعض الوحدات الجوية التابعة لأمريكا التى استمرت عملياتها لبضعة أيام فى بداية تنفيذ قرار مجلس الأمن، ثم انسحبت على عجل مراعاة لوجود الخبراء الإسرائيليين فى الجانب الآخر، وتركت استكمال المهمة إلى بعض طائرات حلف الأطلسى الكسولة التى وزعت قنابلها بالعدل والقسطاس بين كتائب القذافى وكتائب الثوار، أيضا مرة أخرى مراعاة لوجود القيادة الإسرائيلية على الجانب الآخر.

إذا ما الذى سيحدث الآن؟ هل سيبقى الوضع على ماهو عليه؟ الخبراء الإسرائيليون مستمرون فى إدارة عمليات كتائب القذافى لقتل أكبر عدد من الثوار الليبيين لكى يجنوا أكبر قدر من أموال العقيد، وعلى الجانب الآخر ستستمر طائرات حلف الأطلسى فى القيام بغاراتها الكسولة مع توزيع قنابلها بالعدل على كتائب الليبيين والثوار الليبيين، ولعلك لاحظت معى أن كلا الجانبين الأمريكى والإسرائيلى يقتلان الليبيين على كلا الجانبين ولا يحتكان ببعضهما أبدا.

وسوف يستمر هذا الوضع حتى تفنى أموال العقيد أو يفنى الثوار وتقسم ليبيا وبترول ليبيا بينهما.

هل هذا هو السيناريو الوحيد المطروح؟ أدعو الله أن تفيق الأمة العربية من سباتها وتهب لمساعدة شعب ليبيا قبل فوات الأوان .
* لواء أركان حرب – خبير استراتيجى.