ابواحمد
13-05-2011, 08:29 PM
ثقافة الدولة المدنية: نقلا عن: موقع حركة مصر المدنية
د. السيد نصر الدين السيد
أستاذ إدارة المعرفة السابق بجامعة كونكورديا، مونتريال، كندا
ملخص
تتمحور هذه الورقة حول هدفان. الهدف الأول هو تحديد المقصود من مفهوم الدولة المدنية الحديثة وبيان لركائزها الثلاثة: العَلمانية والمواطنة والديموقراطية. أما الهدف الثانى فهو عرض للمقومات الثقافية (القيمية) لكل ركيزة مع بيان التوجهات الثقافية السائدة فى المجتمع المصرى
مقدمة
تكثر فى أوقات التحول الثورى، كتلك التى تشهدها أمتنا المصرية، الشعارات المعبرة عن مطالب الثوار. ويأتى مطلب "إقامة دولة مدنية حديثة"، بكل مايتضمنه من أبعاد سياسية وإدارية وثقافية، على رأس مطالب ثورة 25 يناير. وفى خضم فوران الأحداث وتأجج المشاعر تلتبس المفاهيم وتتوارى معانيها فى ضباب الإنفعالات. ولم يسلم "مفهوم الدولة المدنية الحديثة" من هذا الإلتباس. وهكذا رأينا العديد من القوى السياسية تتبنى هذا المطلب لتروج نفسها بين جماهير الثورة. وهو أمر يثير الحيرة ويبعث على الإستغراب فالمطالع لأدبيات هذه القوى السياسية يتبين بوضوح مدى تناقض مفهومها عن الدولة عن مفهوم الدولة المدنية الحديثة. لذا فإن الهدف الفرعى لهذه الورقة هو تحديد المقصود من "مفهوم الدولة المدنية الحديثة". أما الهدف الرئيسى لها فهو بيان طبيعة "البنية الثقافية التحتية" اللازمة لإقامة دولة مدنية حديثة فى مصر ولضمان نجاحها وإستمرارها. والبعد الثقافى للدولة المدنية هو البعد المسكوت عنه فى أغلب الأدبيات المتعلقة بها
مفهوم الدولة المدنية الحديثة: إزالة الإلتباس تقوم الدولة المدنية الحديثة على ثلاثة ركائز رئيسية هى:
العَلمانية
المواطنة
الديموقراطية
العَلمانية
تعتبر "العَلمانية" (بفتح العين) الركيزة الأساسية الأولى للدولة المدنية الحديثة. وتتعدد تعريفات هذا المفهوم، سيئ السمعة وسيئ الحظ، تعددا شديدا (المسيرى & العظمة, 2000). ولعل التعريف الذى تبناه مراد وهبة، فى إيجاز صياغته وعمق مضمونه، يشكل نقطة بداية ملائمة لتقديم هذا المفهوم. فالعلمانية، طبقا لوهبة، هى "التفكير فى النسبى بما هو نسبى وليس بما هو مطلق. ومعنى ذلك تناول الظواهر الإنسانية والتى هى نسبية بالضرورة بمنظور نسبى وليس بمنظور مطلق" (وهبة, 1995).ء
أو بعبارة أخرى تعنى العَلمانية الفصل بين ما يحكم "عالم الدنيا" (أو "عالم الشهادة")، وما يحكم "عالم الآخرة" (أو "عالم الغيب"). أى أن العلمانية تعنى "الفصل" بين العالمين ولاتعنى، بالضرورة، "إقصاء" أحدهما لحساب الآخر. فكل منهما تحكمه قواعده وقوانينه الخاصة الذى يؤدى الخلط بينهما إلى إفساد الإثنان معا. ففى "عالم الدنيا"، الذى يتميز بالتغير الدائم والمتسارع، لايوجد مكان للمطلق فكل شيئ فيه نسبى ومايصلح لزمن ما قد لايصلح لزمن آخر. وهو عالم تشكل أحداثه المتلاحقة إرادة الإنسان وأفعاله، ويحاسب فيه الإنسان عن نتائج أفعاله حسابا آنيا لايقبل التأجيل. أما "عالم الآخرة" فهو عالم المطلق بإمتياز فكل مافيه مقرر سلفا وكل مافيه خالد لايتغير، ولامكان فيه لفعل أو إرادة الإنسان
أما العلمانية، كركيزة أساسية من ركائز الدولة المدنية الحديثة، فتعنى "الفصل" التام بين كل ماهو "دنيوى"، يتعلق بـ "سياسة" شئون المجتمع البشرى، وكل ماهو "دينى (أو "أخروى")"، يتعلق بعلاقة الإنسان بربه وبما يرجوه فى عالم الآخرة
المواطنة
المواطنة، الركيزة الأساسية الثانية من ركائز الدولة المدنية الحديثة، هى وعى الإنسان بأنه مواطن أصيل فى بلاده وليس مجرد مقيم يخضع لنظام معين دون أن يشارك فى صنع القرارات داخل هذا النظام. وطبقا لـ وليم سليمان قلادة تقوم المواطنة على ثلاثة أركان رئيسية هى: "الإنتماء" و"المشاركة" و"المساواة" (قلادة, 1999). وأول هذه الأركان هو "الإنتماء" إلى كيان محدد الملامح هو "الوطن"، كيان يتجاوز محدودية الإنتماء إلى الأسرة أو القبيلة أو الطائفة أو الملة. وثانى هذه الأركان هو "المشاركة" التى تعنى قدرة المواطن، أيا كان موقعه، على المشاركة فى إتخاذ القرارات التى تؤثر فى أحواله كفرد وأحوال وطنه ككل. أما آخر هذه الأركان، "المساواة"، فيعنى تمتع كافة المواطنين بكافة الحقوق والواجبات ومساواتهم أمام القانون بدون الأخذ بعين الإعتبار الوضع الاجتماعى أو المركز الإقتصادى أو العقيدة السياسية أو العرق أو الدين أو الجنس أو غيرها من الإعتبارات
الديموقرطية
الديمقراطية هى الآلية "التى تمنع من أن تؤخذ الدولة غصبا من خلال فرد أو نخبة أو عائلة أو أرستقراطية أو نزعة أيديولوجية. إن الديمقراطية هى وسيلة الدولة المدنية لتحقيق الإتفاق العام والصالح العام للمجتمع كما أنها وسيلتها للحكم العقلانى الرشيد وتفويض السلطة وإنتقالها. إن الديمقراطية تتيح الفرصة للتنافس الحر الخلاق بين الأفكار السياسية المختلفة، وما ينبثق عنها من برامج وسياسات. ويكون الهدف النهائى للتنافس تحقيق المصلحة العليا للمجتمع (إدارة المجتمع والسياسات العامة بأقصى درجات الدقة والإحكام والشفافية والأداء الإدارى المتميز النزيه) والحكم النهائى فى هذا التنافس هو الشعب الذى يشارك فى إنتخابات عامة لإختيار القيادات ونواب الشعب، لا بصفتهم الشخصية وإنما بحكم ما يطرحونه من برامج وسياسات. إن الديمقراطية هى الوسيلة التى تلتئم من خلالها الأفكار المختلفة والتوجهات السياسية المختلفة، للارتقاء الدائم بالمجتمع وتحسين ظروف المعيشة فيه، وكذلك الإرتقاء بنوعية الثقافة الحاكمة لعلاقات الأفراد وتفاعلاتهم" (زايد, 2011).ء
الدولة المدنية وثقافتها الغائبة
تشكل مواءمة الثقافة السائدة فى المجتمع للركائز الثلاثة للدولة المدنية الحديثة الشرط اللازم والضرورى لإقامة هذه الدولة وضمان نجاحها وإستمراريتها. وفيما يلى عرضا سريع للمقومات الثقافية (القيمية) لكل ركيزة مع بيان التوجهات الثقافية السائدة فى المجتمع المصرى
الثقافة العَلمانية
يتطلب ترسيخ العلمانية، كركيزة أساسية من ركائز الدولة المدنية الحديثة، توفر بيئة ثقافية مواتية. بيئة ثقافية تفصل بين كل ماهو "دنيوى" عن كل ماهو "أخروى"، وتعيد للإنسان دوره الكامل وغير المنقوص فى إدارة شئون دنياه. وهو الدور الذى يقوم على المبادئ التالية:ء
"تمكين الإنسان". قدرة الإنسان على إدارة شئون دنياه بإستخدام ما أنتجه عقله، وعقله فقط، من أدوات وعلى رأسها "المنهج العلمى". فهو المنهج الوحيد الذى يحدد للإنسان طرق وأساليب دراسة الواقع وكيفية تفهم أحواله المتغيرة وحل مشاكله المتجددة
"مرجعية الواقع". إن المعرفة التى ينتجها عقل الإنسان، عبر إستخدام المنهج العلمى والمتعلقة بشئون دنياه، ليست "مقدسة" فهى تخضع للمراجعة الدائمة والتدقيق المستمر. فالتحقق من صدق أى مقولة أو فكرة تتعلق بأى شأن من شؤون الواقع يتم عبر مقارنتها مع أحوال هذا الواقع الفعلية وتحديد مدى تطابقها وملاءمتها مع تلك الأحوال
"مسئولية الإنسان": مسئولية الإنسان الكاملة الآنية وغير المؤجلة عن نتائج أفعاله أمام نفسه وأمام مجتمعه
"سنة التطور": ومؤدى هذا المبدأ هو أن "الغد هو الأفضل دائما" وأن المستقبل هو الزمن الذى سيجسد فيه المجتمع أحلامه المتجددة وتطلعاته المشروعة ويقيم فيه عصره الذهبى بأيدى وأفكار أبنائه المعاصرين. أى إنه المستقبل القابل للتحقق على أرض الواقع عبر العمل المنظم والمخطط لأفراد المجتمع. والماضى من منظور هذا المبدأ لايمثل عصرا ذهبيا ينبغى إعادة إنتاجه بل هو فقط مادة للنقد والتحليل لإستخلاص الدروس المستفادة
إنها بإختصار ثقافة "تمكين الإنسان" فهو فى نهاية المطاف "سيد لمصيره" و"مهندس لواقعه" وهو "مسئول أمام نفسه وأمام المجتمع عن نتائج أفعاله".
د. السيد نصر الدين السيد
أستاذ إدارة المعرفة السابق بجامعة كونكورديا، مونتريال، كندا
ملخص
تتمحور هذه الورقة حول هدفان. الهدف الأول هو تحديد المقصود من مفهوم الدولة المدنية الحديثة وبيان لركائزها الثلاثة: العَلمانية والمواطنة والديموقراطية. أما الهدف الثانى فهو عرض للمقومات الثقافية (القيمية) لكل ركيزة مع بيان التوجهات الثقافية السائدة فى المجتمع المصرى
مقدمة
تكثر فى أوقات التحول الثورى، كتلك التى تشهدها أمتنا المصرية، الشعارات المعبرة عن مطالب الثوار. ويأتى مطلب "إقامة دولة مدنية حديثة"، بكل مايتضمنه من أبعاد سياسية وإدارية وثقافية، على رأس مطالب ثورة 25 يناير. وفى خضم فوران الأحداث وتأجج المشاعر تلتبس المفاهيم وتتوارى معانيها فى ضباب الإنفعالات. ولم يسلم "مفهوم الدولة المدنية الحديثة" من هذا الإلتباس. وهكذا رأينا العديد من القوى السياسية تتبنى هذا المطلب لتروج نفسها بين جماهير الثورة. وهو أمر يثير الحيرة ويبعث على الإستغراب فالمطالع لأدبيات هذه القوى السياسية يتبين بوضوح مدى تناقض مفهومها عن الدولة عن مفهوم الدولة المدنية الحديثة. لذا فإن الهدف الفرعى لهذه الورقة هو تحديد المقصود من "مفهوم الدولة المدنية الحديثة". أما الهدف الرئيسى لها فهو بيان طبيعة "البنية الثقافية التحتية" اللازمة لإقامة دولة مدنية حديثة فى مصر ولضمان نجاحها وإستمرارها. والبعد الثقافى للدولة المدنية هو البعد المسكوت عنه فى أغلب الأدبيات المتعلقة بها
مفهوم الدولة المدنية الحديثة: إزالة الإلتباس تقوم الدولة المدنية الحديثة على ثلاثة ركائز رئيسية هى:
العَلمانية
المواطنة
الديموقراطية
العَلمانية
تعتبر "العَلمانية" (بفتح العين) الركيزة الأساسية الأولى للدولة المدنية الحديثة. وتتعدد تعريفات هذا المفهوم، سيئ السمعة وسيئ الحظ، تعددا شديدا (المسيرى & العظمة, 2000). ولعل التعريف الذى تبناه مراد وهبة، فى إيجاز صياغته وعمق مضمونه، يشكل نقطة بداية ملائمة لتقديم هذا المفهوم. فالعلمانية، طبقا لوهبة، هى "التفكير فى النسبى بما هو نسبى وليس بما هو مطلق. ومعنى ذلك تناول الظواهر الإنسانية والتى هى نسبية بالضرورة بمنظور نسبى وليس بمنظور مطلق" (وهبة, 1995).ء
أو بعبارة أخرى تعنى العَلمانية الفصل بين ما يحكم "عالم الدنيا" (أو "عالم الشهادة")، وما يحكم "عالم الآخرة" (أو "عالم الغيب"). أى أن العلمانية تعنى "الفصل" بين العالمين ولاتعنى، بالضرورة، "إقصاء" أحدهما لحساب الآخر. فكل منهما تحكمه قواعده وقوانينه الخاصة الذى يؤدى الخلط بينهما إلى إفساد الإثنان معا. ففى "عالم الدنيا"، الذى يتميز بالتغير الدائم والمتسارع، لايوجد مكان للمطلق فكل شيئ فيه نسبى ومايصلح لزمن ما قد لايصلح لزمن آخر. وهو عالم تشكل أحداثه المتلاحقة إرادة الإنسان وأفعاله، ويحاسب فيه الإنسان عن نتائج أفعاله حسابا آنيا لايقبل التأجيل. أما "عالم الآخرة" فهو عالم المطلق بإمتياز فكل مافيه مقرر سلفا وكل مافيه خالد لايتغير، ولامكان فيه لفعل أو إرادة الإنسان
أما العلمانية، كركيزة أساسية من ركائز الدولة المدنية الحديثة، فتعنى "الفصل" التام بين كل ماهو "دنيوى"، يتعلق بـ "سياسة" شئون المجتمع البشرى، وكل ماهو "دينى (أو "أخروى")"، يتعلق بعلاقة الإنسان بربه وبما يرجوه فى عالم الآخرة
المواطنة
المواطنة، الركيزة الأساسية الثانية من ركائز الدولة المدنية الحديثة، هى وعى الإنسان بأنه مواطن أصيل فى بلاده وليس مجرد مقيم يخضع لنظام معين دون أن يشارك فى صنع القرارات داخل هذا النظام. وطبقا لـ وليم سليمان قلادة تقوم المواطنة على ثلاثة أركان رئيسية هى: "الإنتماء" و"المشاركة" و"المساواة" (قلادة, 1999). وأول هذه الأركان هو "الإنتماء" إلى كيان محدد الملامح هو "الوطن"، كيان يتجاوز محدودية الإنتماء إلى الأسرة أو القبيلة أو الطائفة أو الملة. وثانى هذه الأركان هو "المشاركة" التى تعنى قدرة المواطن، أيا كان موقعه، على المشاركة فى إتخاذ القرارات التى تؤثر فى أحواله كفرد وأحوال وطنه ككل. أما آخر هذه الأركان، "المساواة"، فيعنى تمتع كافة المواطنين بكافة الحقوق والواجبات ومساواتهم أمام القانون بدون الأخذ بعين الإعتبار الوضع الاجتماعى أو المركز الإقتصادى أو العقيدة السياسية أو العرق أو الدين أو الجنس أو غيرها من الإعتبارات
الديموقرطية
الديمقراطية هى الآلية "التى تمنع من أن تؤخذ الدولة غصبا من خلال فرد أو نخبة أو عائلة أو أرستقراطية أو نزعة أيديولوجية. إن الديمقراطية هى وسيلة الدولة المدنية لتحقيق الإتفاق العام والصالح العام للمجتمع كما أنها وسيلتها للحكم العقلانى الرشيد وتفويض السلطة وإنتقالها. إن الديمقراطية تتيح الفرصة للتنافس الحر الخلاق بين الأفكار السياسية المختلفة، وما ينبثق عنها من برامج وسياسات. ويكون الهدف النهائى للتنافس تحقيق المصلحة العليا للمجتمع (إدارة المجتمع والسياسات العامة بأقصى درجات الدقة والإحكام والشفافية والأداء الإدارى المتميز النزيه) والحكم النهائى فى هذا التنافس هو الشعب الذى يشارك فى إنتخابات عامة لإختيار القيادات ونواب الشعب، لا بصفتهم الشخصية وإنما بحكم ما يطرحونه من برامج وسياسات. إن الديمقراطية هى الوسيلة التى تلتئم من خلالها الأفكار المختلفة والتوجهات السياسية المختلفة، للارتقاء الدائم بالمجتمع وتحسين ظروف المعيشة فيه، وكذلك الإرتقاء بنوعية الثقافة الحاكمة لعلاقات الأفراد وتفاعلاتهم" (زايد, 2011).ء
الدولة المدنية وثقافتها الغائبة
تشكل مواءمة الثقافة السائدة فى المجتمع للركائز الثلاثة للدولة المدنية الحديثة الشرط اللازم والضرورى لإقامة هذه الدولة وضمان نجاحها وإستمراريتها. وفيما يلى عرضا سريع للمقومات الثقافية (القيمية) لكل ركيزة مع بيان التوجهات الثقافية السائدة فى المجتمع المصرى
الثقافة العَلمانية
يتطلب ترسيخ العلمانية، كركيزة أساسية من ركائز الدولة المدنية الحديثة، توفر بيئة ثقافية مواتية. بيئة ثقافية تفصل بين كل ماهو "دنيوى" عن كل ماهو "أخروى"، وتعيد للإنسان دوره الكامل وغير المنقوص فى إدارة شئون دنياه. وهو الدور الذى يقوم على المبادئ التالية:ء
"تمكين الإنسان". قدرة الإنسان على إدارة شئون دنياه بإستخدام ما أنتجه عقله، وعقله فقط، من أدوات وعلى رأسها "المنهج العلمى". فهو المنهج الوحيد الذى يحدد للإنسان طرق وأساليب دراسة الواقع وكيفية تفهم أحواله المتغيرة وحل مشاكله المتجددة
"مرجعية الواقع". إن المعرفة التى ينتجها عقل الإنسان، عبر إستخدام المنهج العلمى والمتعلقة بشئون دنياه، ليست "مقدسة" فهى تخضع للمراجعة الدائمة والتدقيق المستمر. فالتحقق من صدق أى مقولة أو فكرة تتعلق بأى شأن من شؤون الواقع يتم عبر مقارنتها مع أحوال هذا الواقع الفعلية وتحديد مدى تطابقها وملاءمتها مع تلك الأحوال
"مسئولية الإنسان": مسئولية الإنسان الكاملة الآنية وغير المؤجلة عن نتائج أفعاله أمام نفسه وأمام مجتمعه
"سنة التطور": ومؤدى هذا المبدأ هو أن "الغد هو الأفضل دائما" وأن المستقبل هو الزمن الذى سيجسد فيه المجتمع أحلامه المتجددة وتطلعاته المشروعة ويقيم فيه عصره الذهبى بأيدى وأفكار أبنائه المعاصرين. أى إنه المستقبل القابل للتحقق على أرض الواقع عبر العمل المنظم والمخطط لأفراد المجتمع. والماضى من منظور هذا المبدأ لايمثل عصرا ذهبيا ينبغى إعادة إنتاجه بل هو فقط مادة للنقد والتحليل لإستخلاص الدروس المستفادة
إنها بإختصار ثقافة "تمكين الإنسان" فهو فى نهاية المطاف "سيد لمصيره" و"مهندس لواقعه" وهو "مسئول أمام نفسه وأمام المجتمع عن نتائج أفعاله".