ابواحمد
10-05-2011, 10:14 PM
حقيقة الصفقة الأمريكية القطرية لتطويع الشعوب العربية :المصدر:شبكة الاعلام العربية01/5/2011م
هل يكون أمير قطر ورقة الدومينو القادمة؟
جمال الملاح
محيط ـ خاص
لم يتوقع الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، أمير قطر، أن يكون أحد أوراق لعبة الدومينو التي اجتاحت الدول العربية مؤخراً، وأسقطت نظماً، ووضعت أخرى على أعتاب حرب أهلية بينها وبين شعوبها، لم يدرك الأمير أنه قد يكون ورقة الدومينو التي حان الدور لإسقاطها.
ربما وقع المفاجأة التي كانت بانتظار الأمير حمد، وهي تلك المتعلقة بمحاولة الانقلاب علي حكمه، كان شديداً، فهو قد شارك بشكل كبير، في ترتيب وتنفيذ سيناريو لعبة قطع الدومينو التي تشهدها المنطقة العربية حالياً، بل وتحديد أي القطع التي حان سقوطها، ولما لا وهو يملك "قناة الجزيرة الفضائية"، أقوى وأشرس الأسلحة على الإطلاق، ففي عالمنا اليوم أصبح للإعلام وتكنولوجيا الاتصال الحديثة دوي أكثر نفوذاً وتأثير من أعتى الأسلحة المتطورة، ثم هل هناك إعلام فاعل يفوق تأثير قناة الجزيرة في منطقة الشرق الأوسط؟!
وبغض النظر عما تتمتع به القناة من مستوى إعلامي متميز وراق، إلا أن ما وراء تلك الكتيبة الإعلامية الضخمة والمتميزة مهنياً أسرار خطيرة للغاية، ربما كان آخرها ما كشفت عنه مذكرات دبلوماسية أميركية سربها موقع ويكيليكس وأشارت إلى أن أمير قطر يستخدم قناة الجزيرة كأداة مساومة في مفاوضاته مع بعض الدول.
ويقول السفير الأميركي في قطر جوزيف لوبارون في إحدى مذكراته الدبلوماسية إن "الجزيرة تبقى من أهم الأدوات السياسية والدبلوماسية بيد قطر".
والناظر إلى السياسة الإعلامية التي تتبعها قناة الجزيرة سيكتشف بالفعل أنها أصبحت أداة فاعلة في سياسة الأمير القطري الخارجية، فالأمير حمد يدرك جيداً أن بلاده لا تمتلك مميزات الدولة الفاعلة، فلا هي تملك مميزات جيواستراتيجية ولا لديها خصائص جيوسياسية تضعها في مصاف الدول الفاعلة على الساحتين الإقليمية والدولية، ومن هنا أدرك الأمير القطري أن الحل يكمن في الاعتماد على أسلوب جديد يعتمد على التغطية الـ "جيوإعلامية" عن طريق وسيلة إعلامية قوية كقناة الجزيرة، وهي أداة لا تقل بأي حال من الأحول عن الخصائص التي تميز الدول وسياساتها الخارجية، بل تزيد.
المريب هنا أن الأمر لم يقتصر فقط على استغلال الأمير حمد للقناة في ابتزاز نظم ودول بعينها، بل تعدى الأمر ليجعلها ـ ربما مجبراً ـ أحد أهم وسائل النفوذ الأميركي في المنطقة، فالإدارة الأميركية أدركت أن التدخلات العسكرية في المنطقة بدعوى مكافحة الإرهاب لا تجدي نفعاً، بل تزيد الأمر سوءاً، خاصة بالنسبة لنظرة الشعوب العربية لواشنطن.
في البداية اتجهت الولايات المتحدة إلى الإعلام الموجه ـ كقناة الحرة وإذاعة راديو سوا وغيرها من الوسائل الإعلامية الأخرى ـ إلا أن تلك الوسائل فشلت فشلا ذريعاً، ولم يُقبل عليها المواطن العربي لأسباب كثيرة.
ومن هنا نفّذت الإدارة الأميركية مع أمير قطر ما يمكن أن نسميه مقاضاة بين الطرفين، تكون فيها قناة الجزيرة هي الوسيلة التي يمكن من خلالها تنفيذ أجندات أميركية وقطرية بأقل تكلفة، فمنذ عشر سنوات كانت قناة الجزيرة عدوا صريحا لأميركا لنهجها الذي يروج لمعاداة واشنطن، حتى أن إدارة بوش هددت بقصفها، أما الآن فالوضع اختلف تماماً فقد خفت نبرة الانتقادات تجاه إدارة أوباما في برامج القناة، بل وصل الحد إلى إشادة وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، بتغطية الشبكة "المتميزة"ـ بحسب وصفها ـ لأحداث الثورات العربية. وقالت هيلاري أثناء شهادتها أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ إنه كان لقناة «الجزيرة» الريادة والسبق في تغيير طريقة تفكير الناس وتشكيل توجهاتهم !.
تصريحات وزيرة الخارجية الأميركية تؤكد وجود صفقة أميركية ـ قطرية بدأت تظهر ملامحها في الأفق، قوامها شن حرب من نوع جديد على أنظمة معينة عن طريق الترهيب والتهديد والتهويل وإثارة مشاعر الشعوب، بهدف تركيع، وإن لم يكن، فإسقاط نظم معينة، وإعادة تشكيل المنطقة عن طريق استخدام الفضاء الإعلامي أكثر الأسلحة خطورة وتأثيراً.
علامات استفهام.
لكن لم يدرك أمير قطر أن سيناريو الابتزاز الذي ينفذه عن طريق قناة الجزيرة سيمتد إلى داخل دولته أيضاً، فالشعب القطري في البداية والنهاية هو شعب ينتمي إلى الأمة العربية، شعب واع لما يدور، له إرادته الحرة والمستقلة، ويبدو أن قطاعاً كبيراً منه لا تعجبه سياسة الأمير حمد الخارجية، وأيضاً بعض تصرفات عائلته الأميرية.
ومن هنا جاءت محاولة الانقلاب الفاشلة، فلنقل أنها شائعة، إلا أن نبأ تلك الشائعة حمل الكثير من علامات الاستفهام والتعجب، الأنباء تشير إلى أن الأمير القطري حمد بن خليفة آل ثاني، تمكن من إحباط محاولة انقلاب استهدفته. وجرى بعد ذلك عزل ما لا يقل عن 30 ضابطا ساميا في الجيش القطري، فيما وُضع بعضهم تحت الإقامة الجبرية.
علامات الاستفهام هنا كثيرة، بداية من حالة الصمت التام التي التزمت بها العائلة الأميرية أو حتى السلطات القطرية، فلا هي أكدت صحة الخبر، ولاهي نفته، كما أن تفاصل الخبر ودقة تفاصيل محاولة الانقلاب، فضلاً عن تحديد أسماء الشخصيات التي جاءت فيه جعل الوضع أكثر غموضاً وحيرة.
هل يكون أمير قطر ورقة الدومينو القادمة؟
جمال الملاح
محيط ـ خاص
لم يتوقع الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، أمير قطر، أن يكون أحد أوراق لعبة الدومينو التي اجتاحت الدول العربية مؤخراً، وأسقطت نظماً، ووضعت أخرى على أعتاب حرب أهلية بينها وبين شعوبها، لم يدرك الأمير أنه قد يكون ورقة الدومينو التي حان الدور لإسقاطها.
ربما وقع المفاجأة التي كانت بانتظار الأمير حمد، وهي تلك المتعلقة بمحاولة الانقلاب علي حكمه، كان شديداً، فهو قد شارك بشكل كبير، في ترتيب وتنفيذ سيناريو لعبة قطع الدومينو التي تشهدها المنطقة العربية حالياً، بل وتحديد أي القطع التي حان سقوطها، ولما لا وهو يملك "قناة الجزيرة الفضائية"، أقوى وأشرس الأسلحة على الإطلاق، ففي عالمنا اليوم أصبح للإعلام وتكنولوجيا الاتصال الحديثة دوي أكثر نفوذاً وتأثير من أعتى الأسلحة المتطورة، ثم هل هناك إعلام فاعل يفوق تأثير قناة الجزيرة في منطقة الشرق الأوسط؟!
وبغض النظر عما تتمتع به القناة من مستوى إعلامي متميز وراق، إلا أن ما وراء تلك الكتيبة الإعلامية الضخمة والمتميزة مهنياً أسرار خطيرة للغاية، ربما كان آخرها ما كشفت عنه مذكرات دبلوماسية أميركية سربها موقع ويكيليكس وأشارت إلى أن أمير قطر يستخدم قناة الجزيرة كأداة مساومة في مفاوضاته مع بعض الدول.
ويقول السفير الأميركي في قطر جوزيف لوبارون في إحدى مذكراته الدبلوماسية إن "الجزيرة تبقى من أهم الأدوات السياسية والدبلوماسية بيد قطر".
والناظر إلى السياسة الإعلامية التي تتبعها قناة الجزيرة سيكتشف بالفعل أنها أصبحت أداة فاعلة في سياسة الأمير القطري الخارجية، فالأمير حمد يدرك جيداً أن بلاده لا تمتلك مميزات الدولة الفاعلة، فلا هي تملك مميزات جيواستراتيجية ولا لديها خصائص جيوسياسية تضعها في مصاف الدول الفاعلة على الساحتين الإقليمية والدولية، ومن هنا أدرك الأمير القطري أن الحل يكمن في الاعتماد على أسلوب جديد يعتمد على التغطية الـ "جيوإعلامية" عن طريق وسيلة إعلامية قوية كقناة الجزيرة، وهي أداة لا تقل بأي حال من الأحول عن الخصائص التي تميز الدول وسياساتها الخارجية، بل تزيد.
المريب هنا أن الأمر لم يقتصر فقط على استغلال الأمير حمد للقناة في ابتزاز نظم ودول بعينها، بل تعدى الأمر ليجعلها ـ ربما مجبراً ـ أحد أهم وسائل النفوذ الأميركي في المنطقة، فالإدارة الأميركية أدركت أن التدخلات العسكرية في المنطقة بدعوى مكافحة الإرهاب لا تجدي نفعاً، بل تزيد الأمر سوءاً، خاصة بالنسبة لنظرة الشعوب العربية لواشنطن.
في البداية اتجهت الولايات المتحدة إلى الإعلام الموجه ـ كقناة الحرة وإذاعة راديو سوا وغيرها من الوسائل الإعلامية الأخرى ـ إلا أن تلك الوسائل فشلت فشلا ذريعاً، ولم يُقبل عليها المواطن العربي لأسباب كثيرة.
ومن هنا نفّذت الإدارة الأميركية مع أمير قطر ما يمكن أن نسميه مقاضاة بين الطرفين، تكون فيها قناة الجزيرة هي الوسيلة التي يمكن من خلالها تنفيذ أجندات أميركية وقطرية بأقل تكلفة، فمنذ عشر سنوات كانت قناة الجزيرة عدوا صريحا لأميركا لنهجها الذي يروج لمعاداة واشنطن، حتى أن إدارة بوش هددت بقصفها، أما الآن فالوضع اختلف تماماً فقد خفت نبرة الانتقادات تجاه إدارة أوباما في برامج القناة، بل وصل الحد إلى إشادة وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، بتغطية الشبكة "المتميزة"ـ بحسب وصفها ـ لأحداث الثورات العربية. وقالت هيلاري أثناء شهادتها أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ إنه كان لقناة «الجزيرة» الريادة والسبق في تغيير طريقة تفكير الناس وتشكيل توجهاتهم !.
تصريحات وزيرة الخارجية الأميركية تؤكد وجود صفقة أميركية ـ قطرية بدأت تظهر ملامحها في الأفق، قوامها شن حرب من نوع جديد على أنظمة معينة عن طريق الترهيب والتهديد والتهويل وإثارة مشاعر الشعوب، بهدف تركيع، وإن لم يكن، فإسقاط نظم معينة، وإعادة تشكيل المنطقة عن طريق استخدام الفضاء الإعلامي أكثر الأسلحة خطورة وتأثيراً.
علامات استفهام.
لكن لم يدرك أمير قطر أن سيناريو الابتزاز الذي ينفذه عن طريق قناة الجزيرة سيمتد إلى داخل دولته أيضاً، فالشعب القطري في البداية والنهاية هو شعب ينتمي إلى الأمة العربية، شعب واع لما يدور، له إرادته الحرة والمستقلة، ويبدو أن قطاعاً كبيراً منه لا تعجبه سياسة الأمير حمد الخارجية، وأيضاً بعض تصرفات عائلته الأميرية.
ومن هنا جاءت محاولة الانقلاب الفاشلة، فلنقل أنها شائعة، إلا أن نبأ تلك الشائعة حمل الكثير من علامات الاستفهام والتعجب، الأنباء تشير إلى أن الأمير القطري حمد بن خليفة آل ثاني، تمكن من إحباط محاولة انقلاب استهدفته. وجرى بعد ذلك عزل ما لا يقل عن 30 ضابطا ساميا في الجيش القطري، فيما وُضع بعضهم تحت الإقامة الجبرية.
علامات الاستفهام هنا كثيرة، بداية من حالة الصمت التام التي التزمت بها العائلة الأميرية أو حتى السلطات القطرية، فلا هي أكدت صحة الخبر، ولاهي نفته، كما أن تفاصل الخبر ودقة تفاصيل محاولة الانقلاب، فضلاً عن تحديد أسماء الشخصيات التي جاءت فيه جعل الوضع أكثر غموضاً وحيرة.