المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ



سليم
26-09-2008, 02:37 AM
السلام عليكم
جاءت في القرآن الكريم آيات تذكر فيها تفضيل بني إسرائيل على العالمين...وهما آيتان من سورة البقرة:
1." يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ "/47
2."يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ "/122
الآياتان فيهما عطف التفضيل على النعمة,وجاءت النعمه نكرة كي تضم جنس النعم,وهي هنامن باب عطف الخاص على العام,فالله سبحانه وتعالى قد أنعم على بني إسرائيل نعمًا كثيرًا على وجه العموم ونعمة التفضيل خاصة من هذه النعم.
وفضّله تعني جعل له مزيَّةً عليهِ وحكم لهُ بالفضل وصيَّرهُ أفضل منهُ,وهذه الميزة والفضل تكمن في شرف النسب وكمال الخلق وسلامة العقيدة وسعة الشريعة والحرية والشجاعة، وعناية الله تعالى بهم في سائر أحوالهم، وقد أشارت إلى هذا آية:" وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنبِيَاء وَجَعَلَكُم مُّلُوكاً وَآتَاكُم مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَداً مِّن الْعَالَمِينَ "/المائدة20
وفعل التفضيل جاء بصيغة الماضي,وهذا يدل على أن الذين يطولهم التفضيل عاشوا في الماضي,وأن الذين ما زالوا على قيد الحياة قد لا يصيبهم هذاالتفضيل,وقد يقول أحدهم :نعم جاء بصيغة الماضي وذلك لتأكيد التفضيل بحق بني إسرائيل, فنقول له :نعم هو كذلك ولكن هناك أمور يجب أخذها بعين الإعتبار وهي:
1.جاء التفضيل بحق بني إسرائيل, وهم من نسل يعقوب عليه السلام, ولم يكن التفضيل لعامة اليهود أو الذين اتبعوا الديانة اليهودية,فهو تفضيل قوم معين في وقت معين.
2.يخرج من التفضيل كل من حاد عن الشريعة والطريق التي رسمتها الشريعة السابقة وضل عن الصواب,فقد جاء في القرآن في سورة البقرة خروج من ينالهم العهد,يقول الله تعالى:" َإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ".
ويهود اليوم وحسب الأبحاث والدراسات لا علاقة لهم بنسل سيدنا يعقوب, فلا أفضلية لهم على العالمين ولا ميزة لهم يتميزون بها.

ابو عمر الحميري
15-05-2010, 04:11 PM
بالتأكيد ان تفضيل بني اسرائيل على العلمين في زمانهم وبني اسرائيل هم ذرية يعقوب عليه السلام وكان التفضيل لمن آمن بالانبياء والتزم بشرعهم في ذلك الوقت وليست الى يوم القيامة فلو فرضنا جدلا انهم بعد بعثة محمد عليه السلام التزموا بالتوراة التي انزلت على موسى كما نزلت دون تحريف او تبديل فلا يقبل منهم ذلك ويكونون كفارا لقوله تعالى ( ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ) فمطلوب منهم ان يؤمنوا برسالة محمد عليه السلام وورد في الفرآن الكريم عدة نصوص تثبت خيرية الامة الاسلامية منها قوله تعالى ( كنتم خير امة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ) وقوله ايضا ( وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا ) ولكن خيريتها مقيدة بالتزامها بأوامر الله ونواهيه وحملها للدعوة لتبليغ هذا الدين العظيم والسلام .

ابو كفاح
16-05-2010, 01:48 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
مما لا شك فيه ان تفضيل بني اسرائيل كان مؤقتا , وان هذا التفضيل كان لمن آمن منهم بالانبياء الذين ارسلوا اليهم , وبعد مجيء رسالة الاسلام المهيمنه على تلك الديانات , اضحى الواجب عليهم وعلى الناس اجمعين اتباع رسالة الاسلام , فلا شك ان تفضيلهم كان لفترة زمنيه ولم يكن مطلقا الى يوم القيامه , وهذا ما دل عليه القرآن وكذلك السنه , اما خيرية الامه الاسلاميه فقد عبر عنها القرآن بقوله (كنتم خير امة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ) وكان اذا تعلقت بالله او باسم الجلاله تفيد الاستمرار , اي ان الامه الاسلاميه لها الخيريه مطلقا بغض النظر عن التقصير الذي يعتريها في بعض الاحيان , وكذلك الايه الاخرى تفيد ان الامه الاسلاميه شهيدة على الناس اجمعين , وهذه الايه يفهم منها خيرية الامه الاسلاميه على كافة الامم والشعوب , فهل الامر بالمعروف قيد لخيرية الامه؟ طبعا انا لا اقول بعدم الامر بالمعروف والنهي عن المنكر , ولكن هل هذا قيد , وهل نستطيع ان نصف الامه بالخيريه هذه الايام , ؟ ام انه نتيجة لعدم تطبيق الاسلام وعدم الامر بالمعروف والنهي عن المنكر , لم تعد الامه تستحق هذا الوصف؟؟ .

ابو كفاح
18-05-2010, 10:28 AM
الاخ الكريم مسلم ـ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد


ما صدر مني هو خطأ محض , وهو مما لا يجوز في حق الله جل وعلا , وكان الاجدر بي ان يكون التعبير كالتالي ( وكان اذا تعلقت بالله او باسم الجلاله تفيد الاستمرار ) فالتعبير السابق خطأ, ارجو من المشرفين تعديلها ان امكن , ولكن اخي انا اسئل مستفسرا عن ما وضعه الاخ ابو عمر هل الامه تستحق هذا الوصف الآن بالرغم مما هي فيه من تقصير , وهل كان في هذا الموقع تفيد الاستمرار , واخيرا لك ولكل ناصح من اجل الله كل الشكر والتقدير .

ابو عمر الحميري
20-05-2010, 06:00 PM
حول الاية ( كنتم خير امة اخرجت للناس ) فخيريتها مقيدة بأمرها بالمعروف ونهيها عن المنكر والبكم تفسير الاية كما ورد في تفسير القرطبي .كنتم خير أمة أخرجت للناس

روى الترمذي عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في قوله تعالى : " كنتم خير أمة أخرجت للناس " قال : ( أنتم تتمون سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها عند الله ) . وقال : هذا حديث حسن . وقال أبو هريرة : نحن خير الناس للناس نسوقهم بالسلاسل إلى الإسلام . وقال ابن عباس : هم الذين هاجروا من مكة إلى المدينة وشهدوا بدرا والحديبية . وقال عمر بن الخطاب : من فعل فعلهم كان مثلهم . وقيل : هم أمة محمد صلى الله عليه وسلم , يعني الصالحين منهم وأهل الفضل . وهم الشهداء على الناس يوم القيامة ; كما تقدم في البقرة . وقال مجاهد : ( كنتم خير أمة أخرجت للناس " على الشرائط المذكورة في الآية . وقيل : معناه كنتم في اللوح المحفوظ . وقيل : كنتم مذ آمنتم خير أمة . وقيل : جاء ذلك لتقدم البشارة بالنبي صلى الله عليه وسلم وأمته . فالمعنى كنتم عند من تقدمكم من أهل الكتب خير أمة . وقال الأخفش : يريد أهل أمة , أي خير أهل دين ; وأنشد : حلفت فلم أترك لنفسك ريبة وهل يأثمن ذو أمة وهو طائع وقيل : هي كان التامة , والمعنى خلقتم ووجدتم خير أمة . " فخير أمة " حال . وقيل : كان زائدة , والمعنى أنتم خير أمة . وأنشد سيبويه : وجيران لنا كانوا كرام ومثله قوله تعالى : " كيف نكلم من كان في المهد صبيا " [ مريم : 29 ] . وقوله : " واذكروا إذ كنتم قليلا فكثركم " [ الأعراف : 86 ] . وقال في موضع آخر : " واذكروا إذ أنتم قليل " . وروى سفيان عن ميسرة الأشجعي عن أبي حازم عن أبي هريرة " كنتم خير أمة أخرجت للناس " قال : تجرون الناس بالسلاسل إلى الإسلام . قال النحاس : والتقدير على هذا كنتم للناس خير أمة . وعلى قول مجاهد : كنتم خير أمة إذ كنتم تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر . وقيل : إنما صارت أمة محمد صلى الله عليه وسلم خير أمة لأن المسلمين منهم أكثر , والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيهم أفشى . فقيل : هذا لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ; كما قال صلى الله عليه وسلم : ( خير الناس قرني ) أي الذين بعثت فيهم . بعثت فيهم . وإذا ثبت بنص التنزيل أن هذه الأمة خير الأمم ; فقد روى الأئمة من حديث عمران بن حصين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ) . الحديث وهذا يدل على أن أول هذه الأمة أفضل ممن بعدهم , وإلى هذا ذهب معظم العلماء , وإن من صحب النبي صلى الله عليه وسلم ورآه ولو مرة في عمره أفضل ممن يأتي بعده , وإن فضيلة الصحبة لا يعدلها عمل . وذهب أبو عمر بن عبد البر إلى أنه قد يكون فيمن يأتي بعد الصحابة أفضل ممن كان في جملة الصحابة , وإن قوله عليه السلام : ( خير الناس قرني ) ليس على عمومه بدليل ما يجمع القرن من الفاضل والمفضول . وقد جمع قرنه جماعة من المنافقين المظهرين للإيمان وأهل الكبائر الذين أقام عليهم أو على بعضهم الحدود , وقال لهم : ما تقولون في السارق والشارب والزاني . وقال مواجهة لمن هو في قرنه : ( لا تسبوا أصحابي ) . وقال لخالد بن الوليد في عمار : ( لا تسب من هو خير منك ) وروى أبو أمامة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( طوبى لمن رآني وآمن بي وطوبى سبع مرات لمن لم يرني وآمن بي ) . وفي مسند أبي داود الطيالسي عن محمد بن أبي حميد عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر . قال : كنت جالسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ( أتدرون أي الخلق أفضل إيمانا ) قلنا الملائكة . قال : ( وحق لهم بل غيرهم ) قلنا الأنبياء . قال : ( وحق لهم بل غيرهم ) ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أفضل الخلق إيمانا قوم في أصلاب الرجال يؤمنون بي ولم يروني يجدون ورقا فيعملون بما فيها فهم أفضل الخلق إيمانا ) . وروى صالح بن جبير عن أبي جمعة قال : قلنا يا رسول الله , هل أحد خير منا ؟ قال : ( نعم قوم يجيئون من بعدكم فيجدون كتابا بين لوحين فيؤمنون بما فيه ويؤمنون بي ولم يروني ) . وقال أبو عمر : وأبو جمعة له صحبة واسمه حبيب بن سباع , وصالح بن جبير من ثقات التابعين . وروى أبو ثعلبة الخشني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إن أمامكم أياما الصابر فيها على دينه كالقابض على الجمر للعامل فيها أجر خمسين رجلا يعمل مثله عمله ) قيل : يا رسول الله , منهم ؟ قال : ( بل منكم ) . قال أبو عمر : وهذه اللفظة " بل منكم " قد سكت عنها بعض المحدثين فلم يذكرها . وقال عمر بن الخطاب في تأويل قوله : " كنتم خير أمة أخرجت للناس " قال : من فعل مثل فعلكم كان مثلكم . ولا تعارض بين الأحاديث ; لأن الأول على الخصوص , والله الموفق . وقد قيل في توجيه أحاديث هذا الباب : إن قرنه إنما فضل لأنهم كانوا غرباء في إيمانهم لكثرة الكفار وصبرهم على أذاهم وتمسكهم بدينهم , وإن أواخر هذه الأمة إذا أقاموا الدين وتمسكوا به وصبروا على طاعة ربهم في حين ظهور الشر والفسق والهرج والمعاصي والكبائر كانوا عند ذلك أيضا غرباء , وزكت أعمالهم في ذلك الوقت كما زكت أعمال أوائلهم , ومما يشهد لهذا قوله عليه السلام : ( بدأ الإسلام غريبا وسيعود كما بدأ فطوبى للغرباء ) . ويشهد له أيضا حديث أبي ثعلبة , ويشهد له أيضا قوله صلى الله عليه وسلم : ( أمتي كالمطر لا يدرى أوله خير أم آخره ) . ذكره أبو داود الطيالسي وأبو عيسى الترمذي , ورواه هشام بن عبيد الله الرازي عن مالك عن الزهري عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( مثل أمتي مثل المطر لا يدرى أوله خير أم آخره ) . ذكره الدارقطني في مسند حديث مالك . قال أبو عمر : هشام بن عبيد الله ثقة لا يختلفون في ذلك . وروي أن عمر بن عبد العزيز لما ولي الخلافة كتب إلى سالم بن عبد الله أن اكتب إلي بسيرة عمر بن الخطاب لأعمل بها ; فكتب إليه سالم : إن عملت بسيرة عمر ; فأنت أفضل من عمر لأن زمانك ليس كزمان عمر , ولا رجالك كرجال عمر . قال : وكتب إلى فقهاء زمانه , فكلهم كتب إليه بمثل قول سالم . وقد عارض بعض الجلة من العلماء قوله صلى الله عليه وسلم : ( خير الناس قرني ) بقوله صلى الله عليه وسلم : ( خير الناس من طال عمره وحسن عمله وشر الناس من طال عمره وساء عمله ) . قال أبو عمر : فهذه الأحاديث تقتضي مع تواتر طرقها وحسنها التسوية بين أول هذه الأمة وآخرها . والمعنى في ذلك ما تقدم ذكره من الإيمان والعمل الصالح في الزمان الفاسد الذي يرفع فيه من أهل العلم والدين , ويكثر فيه الفسق والهرج , ويذل المؤمن ويعز الفاجر ويعود الدين غريبا كما بدأ غريبا ويكون القائم فيه كالقابض على الجمر , فيستوي حينئذ أول هذه الأمة بآخرها في فضل العمل إلا أهل بدر والحديبية , ومن تدبر آثار هذا الباب بان له الصواب , والله يؤتي فضله من يشاء .
تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله

مدح لهذه الأمة ما أقاموا ذلك واتصفوا به . فإذا تركوا التغيير وتواطئوا على المنكر زال عنهم اسم المدح ولحقهم اسم الذم , وكان ذلك سببا لهلاكهم . وقد تقدم الكلام في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في أول السورة .
ولو آمن أهل الكتاب لكان خيرا لهم منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون

أخبر أن إيمان أهل الكتاب بالنبي صلى الله عليه وسلم خير لهم , وأخبر أن منهم مؤمنا وفاسقا , وأن الفاس