ابو العبد
17-04-2011, 07:18 PM
نشرت مجلة "بروفيل" بصدد الوضع في ليبيا مقالا بقلم المحلل السياسي ألكسي بوشكوف جاء فيه أن سلوك قوات التحالف في هذا البلد يرمي إلى تحقيق أهداف مغايرة تماما لتلك التي يجري الإعلان عنها. إن التحالف الذي يتألف من بلدان الناتو يؤكد أن العملية العسكرية ضد القذافي تهدف إلى حماية المدنيين الليبيين، ولكن أين ومتى كان هلاك السكان المدنيين يقلق بال الناتو؟ عندما يموت العراقيون بالآلاف لا يشعر الناتو بالقلق، أما مصير المواطنين العزل في بنغازي فاثار بالغ القلق لديه، حتى أنه بادر على الفور إلى حماية سكان بنغازي عبر تدمير سكان طرابلس. يعيد كاتب المقال إلى الأذهان أن مسألة حماية المدنيين لم يرد ذكرها عمليا في المؤتمر الدولي حول ليبيا الذي عقد في لندن. ففي هذا المؤتمر دار الحديث عن أمر آخر، هو كيف يمكن الإطاحة بالقذافي، وكيف التصرف معه بعد ذلك؟.
ومن المعروف أن مجلس الأمن الدولي لم يكلف أحدا تنحية القذافي عن السلطة. لقد اتخذت بلدان الناتو من قرار مجلس الأمن رقم 1973 مبررا لتدخلها العسكري المباشر في النزاع الداخلي الدائر في ليبيا. وفي هذا الشأن ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية "أن بعض افراد وكالة المخابرات المركزية الأمريكية نشطوا في ليبيا قبل أن تبدأ عمليات التحالف العسكرية في التاسع من آذار / مارس ، وذلك على الرغم من تأكيدات الرئيس باراك أوباما بأن القوات البرية الأمريكية لا تشارك في الحملة الليبية. وهؤلاء الأفراد جزء من قوات الغرب السرية التي تأمل إدارة أوباما أن تتمكن من مساعدة الثائرين ليستنزفوا قوات العقيد القذافي". وهكذا نرى أن تصرفات الولايات المتحدة والناتو ليست مجرد تفسير فضفاض للقرار 1973، بل وانتهاك مباشر لهذا القرار. وإذا أمعنا التفكير الآن بما يكمن وراء هذه المناورات لاكتشفنا أن الولايات المتحدة والناتو يعملان عل إنشاء نظام عالمي جديد أيا كان الثمن، مع العلم بأن ذلك يجري من دوننا وضدنا (من دون روسيا وضدها). وكوننا أخذنا نطلق على بلدان الناتو تسمية "الشركاء" لا يغير من واقع الأمر شيئا، فما من أحد غير هؤلاء "الشركاء" سلح ويواصل تسليح نظام سآكاشفيلي. وهؤلاء "الشركاء" أيضا يتخموننا بالحكايات عن الدرع الصاروخية المشتركة في أوروبا. وبينما نحن نصدق هذه الحكايات يستعدون لنشر درع صاروخية غير مشتركة، وذلك في البحر الأسود وبحر البلطيق وبلغاريا ورومانيا. هل ثمة يا ترى من بوسعه أن يشرح لنا الفائدة التي تجنيها روسيا من إقدام الناتو على شن حرب ثانية ، بعد حربه في أفغانستان، خارج منطقة مسؤولياته؟ وهل علينا أن نراقب بهدوء انهمار الصواريخ على طرابلس لكي نكتشف غدا مندهشين أن "شركاءنا" يقررون تلقين درس لبلد ما آخر على مقربة من حدودنا؟ بل وربما تلقيننا نحن مثل هذا الدرس؟
ومن المعروف أن مجلس الأمن الدولي لم يكلف أحدا تنحية القذافي عن السلطة. لقد اتخذت بلدان الناتو من قرار مجلس الأمن رقم 1973 مبررا لتدخلها العسكري المباشر في النزاع الداخلي الدائر في ليبيا. وفي هذا الشأن ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية "أن بعض افراد وكالة المخابرات المركزية الأمريكية نشطوا في ليبيا قبل أن تبدأ عمليات التحالف العسكرية في التاسع من آذار / مارس ، وذلك على الرغم من تأكيدات الرئيس باراك أوباما بأن القوات البرية الأمريكية لا تشارك في الحملة الليبية. وهؤلاء الأفراد جزء من قوات الغرب السرية التي تأمل إدارة أوباما أن تتمكن من مساعدة الثائرين ليستنزفوا قوات العقيد القذافي". وهكذا نرى أن تصرفات الولايات المتحدة والناتو ليست مجرد تفسير فضفاض للقرار 1973، بل وانتهاك مباشر لهذا القرار. وإذا أمعنا التفكير الآن بما يكمن وراء هذه المناورات لاكتشفنا أن الولايات المتحدة والناتو يعملان عل إنشاء نظام عالمي جديد أيا كان الثمن، مع العلم بأن ذلك يجري من دوننا وضدنا (من دون روسيا وضدها). وكوننا أخذنا نطلق على بلدان الناتو تسمية "الشركاء" لا يغير من واقع الأمر شيئا، فما من أحد غير هؤلاء "الشركاء" سلح ويواصل تسليح نظام سآكاشفيلي. وهؤلاء "الشركاء" أيضا يتخموننا بالحكايات عن الدرع الصاروخية المشتركة في أوروبا. وبينما نحن نصدق هذه الحكايات يستعدون لنشر درع صاروخية غير مشتركة، وذلك في البحر الأسود وبحر البلطيق وبلغاريا ورومانيا. هل ثمة يا ترى من بوسعه أن يشرح لنا الفائدة التي تجنيها روسيا من إقدام الناتو على شن حرب ثانية ، بعد حربه في أفغانستان، خارج منطقة مسؤولياته؟ وهل علينا أن نراقب بهدوء انهمار الصواريخ على طرابلس لكي نكتشف غدا مندهشين أن "شركاءنا" يقررون تلقين درس لبلد ما آخر على مقربة من حدودنا؟ بل وربما تلقيننا نحن مثل هذا الدرس؟