مشاهدة النسخة كاملة : نقض أطروحة أنّ لانسان مادّة وروح (عاجل)
أبو زكريّا
13-04-2011, 01:58 AM
السلام عليكم ورحمة الله ،
هل يتكرّم عليّ أحد من الإخوة بمساعدتي في الحصول على دراسة أو بحث في مقولة "الأنسان مادّة وروح ":
1- أصلها التاريخي والفلسفي والديني
2- تأثير هذه المقولة في المنظومة الحضاريّة الغربيّة (التربية، الإجتماع ، الإقتصاد ، ...)
3- نقضها العقلي
4- رأي الاسلام في الروح والنفس والمادّة
بارك الله فيكم وجزاكم الله خير الجزاء.
shareff
13-04-2011, 05:37 PM
سلام الله عليكم
أخي تجد الإجابة في كتيب نداء حار
والسلام
ابواحمد
13-04-2011, 07:29 PM
السلام عليكم ورحمة الله
بالاضافة الي الكتاب الذي اشار اليه الاخ شريف ، ستجد بحث الموضوع في كتيب مفاهيم حزب التحرير. ودمتم
gareeb
14-04-2011, 01:00 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخ المحترم ابو زكريا
الروح والنفس
ان مسالة ان الانسان مكون من مادة وروح هي مسالة قديمة فقد بحثها الفلاسفة الاغريق وبحثها الفلاسفة من كلل الملل والنحل بما فيهم المسلمون وقد تعددت الاقوال والتفصيلات فيها واختلفت الاقوال واضطربت التاويلات فيها وما ذلك الا لعدم ادراكهم حقيقة الروح ادراكا حسيا فهي عالم مجهول له من الاثار والبصمات ما يثبت وجوده في حين ان الحس لم يدرك ذاتها وصفتها وحدودها ولذلك حصل الاضطراب والتناقض في فهم الروح وبالتالى دورها في جزئية وكونية الانسان فالبحث ليس محصورا فقط في كون الانسان مكون من مادة وروح فقط بل البحث يعتمد كليا على فهم معنى الروح قبل ان نؤكد هذا المفهوم او ننفيه... ولنا في اصول البحث العلمي قواعد ضابطة تحدد لنا كيفية بحث المحسوس وكيفية بحث اللا محسوس وهذه الضوابط على ثلاث ضروب :
اولها : اذا كانت الروح محسوسا كان ادراكها وادراك ذاتها وصفاتها امرا ممكنا ميسورا وبالتالي كان للعقل ان يحكم على وجودها بصورة قطعية كونها شيئا محسوسا وعلى ذاتها بصورة ظنية
ثانيا : اذا كانت الروح شيئا غير محسوس في ذاته واثره كالملائكة والجنة والنار فان قواعد البحث العلمي تفرض علينا ان نرجع الى الادلة النقلية في ما نصت عليه من اثبات الروح وتوصيفها وليس لنا الا ان نقبل بالنص دونما اي اجتهاد فهو امر غيبي ونقف عند الامور الغيبية بما يرد به النص دونما زيادة او نقصان ودونما اجتهاد لانها من الامور الغيبية التي لا يقع عليها حس ولا يدركها عقل فنؤمن بها كما يرد بها النص وفقط.
ثالثا : اذا كاتت الروح من الامور الغيبية التي ارشدنا الدليل النقلي على وجودها وعلى اثرها وحدد لنا بصمات لها وكان لها دور في حياتنا فاننا نعتمد ما ورد به الدليل النقلي مع الاجتهاد في الحكم على ما يقع الحس عليه من اثار او بصمات للروح او على حياتنا , ونسمح للعقل الاجتهاد بما ورد به النص النقلي تطبيقا على ما وقع الحس عليه ولا نسمح للعقل ان يتجاوز هذه الحدود لان ذلك هو الشطط والخيال الذي وقع به الكثير من الفلاسفة والمتكلمين من المسلمين ومن غيرهم ....
ولذلك نبحث في معنى الروح كاساس لبحث هل الانسات مكون من مادة وروح ام لا ؟؟
اما الروح فلا ينطبق ضرب في بحثها الا القاعدة الثالة التي اوردناها سابقا ولا ينطبق عليها القاعدة الاولى حيث ان الروح واقع غير محسوس بذاته فهي ليست كالحجر والشجر والكلا والماء وقع عليها الحس حتى نتمكن من الحكم عليها وعلى مكوناتها وعلى صفاتها ...
كما انه لا ينطبق عليها القاعدة الثانية من قواعد البحث حيث انها ليست غيبية صرفة كالملائكة والجنة والنار لا نلمس اثر لها او نحس ببصمة منها ...وانما هي امر غيبي دل الدليل النقلي على وجوده في الكثير من الايات والاحاديث الشريفة ولم ترد الادله على الاخبار عنها كالاخبار عن الملائكة والجن والجنة والنار حيث اننا لا نحس باثرهم وانما وردت الادلة بتاثيرها المباشر على حياتنا ودورها في سلوكنا مما يجعلنا نحكم على ان هذه البصمات هي اثر للروح فيكون الحكم الناتج عن احساسنا لهذه الاثار والوقائع حكما صحيحا بدلالة النص النقلي على ان هذا الاثر هو بالتحديد اثر لما يسمى الروح وليس لامر اخر او لواقع غير الروح ...
فالاثار الكثيرة بالكون قد دلت على وجود خالق لهذا الكون الا ان ذات الخالق وصفاته لا يمكن للعقل ادراكها لعدم وقوع الحس عليها فلا بد للدليل النقلي من تبيانها وتوضيحا وما دون ذلك من جزئيات وتفاصيل غيبية ليس لمعرفتها طريق الا الدليل النقلي من تبيانها او تحديدها او الاشارة لها . وكذلك الروح فهي امر غيبي تفصيلي يعجز العقل عن ادراكها وان احس باثرها الا انه لا يمكن للعقل ان يحدد ان ذلك هو اثر لشيئ يسمى الروح دون ان يرد دليل نقلي يحدد له ان ذلك هو اثر لما يسمى الروح وليس لما يسمى الجن او الملائكة او ارادة الله او غير ذلك ... وذلك كباقي الغيبيات جميعا لا بد للدليل النقلي ان يحدد ان ذلك هو اصل لشئ محدد او اثر له ...
ولا يجوز لنا ان نتناول البحث بصورة فلسفية بحته كما تناوله الكثير من الفلاسفة وعلماء الكلام فنصرف الروح عن المعاني الشرعية ونخصصها بمعنى اصطلاحي لا علاقة له بما وردت به الادلة النقلية حول معنى الروح فلا يعنينا نهج الفلاسفة وعلماء الكلام بقدر ما يعنينا الفهم الشرعي لهذا المصطلح الذي وردت الكثير من الادلة الشرعية حوله ولهذا كان البحث في الادلة النقلية ودلالاتها حول معنى الروح واثارها هو الذي يجب ان يعتمد عليه البحث اولا واخيرا . وليس النهج الفلسفي الذي كان بعيدا كل البعد عن الفهم والنص الشرعي لمعنى الروح .
وعلى ذلك لا بد لنا للرجوع الى الادلة النقلية التى تناولت الروح ومعانيها واثرها على السلوك ...
اما لفظ الروح فهي من الالفاظ المشتركة التي تدل على اكثر من معنى فقد وردت بمعنى جبرائيل عليه السلام بقوله تعالى (نزل به الروح الامين على قلبك لتكون من المرسلين ) ووردت الروح بمعنى المسيح عليه السلام في قوله تعالى (انما المسيح عيس ابن مريم رسول الله وكلمته القاها الى مريم وروح منه ) ووردت بمعنى القوة والثبات والنصرة في قوله تعالى (اؤلئك كتب في قلوبهم الايمان وايدهم بروح منه ) وغير ذلك من الايات التي دلت على معان مختلفة لكلمة الروح ولم ترد كلمة الروح التي اطلق عليها فيما بعد بمعنى سر الحياة في القران بلفظ الروح في اي موضع بصورة قطعية الدلالة لهذا المعنى , بل وردت الروح بكتاب الله بمعنى سر الحياة بلفظ النفس فقط ولم ترد بمعنى الروح واما الاية التى اصطلح عليها الكثير من انها تعني سر الحياة لقوله تعالى (ويسألونك عن الروح قل الروح من امر ربي وما اوتيتم من العلم الا قليلا ) فهي اية ظنية الدلالة حيث ان علماؤنا اختلفوا في فهم الاية واسباب نزولها وهل هي مدنية ام مكية حيث ان الخلاف في فهم الاية قد تناول جميع اجزائها بداية من سبب النزول مرورا بما تعني كلمة الروح انتهاءا بما يعني وما اوتيتم من العلم الا قليلا ففهم البعض ان الروح المسؤول عنها في هذه الاية هي الروح التي وردت في سورة النباء في قوله تعالى (يوم يقوم الروح والملائكة صفا ) حيث قال بعضهم انها جبرائيل وقال بعضهم انه ملك كبير غير جبرائيل وقال بعضهم انهم اناس كبني ادم ولكنهم ليسوا بنو ادم وغير ذلك من التاويل والتفسير .. وقال اخرون ان الروح المقصود بها هنا ما تقوم به الحياة (سر الحياة ) وقال اخرون القران وقال اخرون غير ذلك ....
المهم ان الاية هي ظنية الدلالة ولم تقم حجة واضحة لاي قول مما قيل في تاويل معنى الروح المقصود بهذه الاية انه سر الحياة في حين ان الايات قد تناولت هذا المعنى (سر الحياة ) بلفظ النفس في ايات اخر لقوله تعالى (الله يتوفى الانفس حين موتها والتي لم تمت في منامها ...)الاية وقوله تعالى (يا ايتها النفس المطمئنه ارجعي الى ربك راضية مرضية ) وقولة تعالى (ولو ترى اذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطوا ايديهم اخرجوا انفسكم اليوم تجزون عذاب الهون )
فالايات التي ارادت معنى الروح بسر الحياة وردت بلفظ النفس وليس الروح في حين ان الاحاديث الشريفة قد استعملت اللفظين معا اي اطلقت لفظ الروح واطلقت ايضا لفظ النفس على معنى سر الحياة ولذلك دلالات اخرى لا ينبغي ان تبحث الان حتى لا نخرج عن نواة البحث .
وقد فهم البعض ان الروح التي وردت في اية (ويسألونك عن الروح قل الروح من امر ربي وما اوتيتم من العلم الا قليلا ) هي حصرا وقطعا سر الحياة وهذا قول مغلوط لا دليل على صحته وفهم البعض ايضا ان الاية تنهى عن البحث في الروح ومعانيها في قوله وما اوتيتم من العلم الا قليلا وهذا ايضا فهم مغلوط حيث ان الاية وان وردت على سبيل الاخبار وان الاخبار احيانا يقتضي حكما بالامر او النهي الا ان الاستدلال بالنهي عن البحث في معنى الروح هنا غير صحيح لانه لا يمكن البحث فيما هو وراء الحس وبالتالى فالبحث معدوم قوامه ولا داعي للنهي عنه وانما قررت الاية حقيقة ان علم الانسان مهما علا وعظم فهو لا شئ امام علم الله . وهذا النمط قد ورد في الكثير من المواضع في كتاب الله .
وقد بحث الكثير من العلماء في حقيقة الروح وصفاتها واثارها ولم ينكر احد من علماء المسلمين بقوله ان الاية تنهى عن البحث في الروح.... وقد كتب علماء المسلمين الكثير عنها وهل خلقت قبل المادة ام بعدها وهل هي مخلوقة ام لا وهل هي التي تعذب في القبر ام الجسد وهل هي التي تموت ام هي والجسد وهل يرى الجسد الروح حين تخرج منه ام لا ومتى يحكم على الجسد بالموت الشرعي وهل وهل وهل.... ولم ينكر احد من علماء المسلمين عن فكرة البحث في الروح مع ما ورود من الكثير من اللغط والخطا في ما كتب في هذا الموضوع الا ان فكرة حرمة البحث في معنى الروح وشانها لم يقل به احد من العلماء كما رايت في بحثي المتواضع لهذه المسالة .
فالروح بمعنى سر الحياة هي مسالة غيبية دل الدليل النقلي على وجودها وبين لنا موضع اثرها في ما يسمى بالموت والحياة والحركة الارادية اولا وفيما يسمى بالنوم والحركة اللاارادية ثانيا . وهذا الفهم هو الذي وردت به الادلة الشرعية وكان مناط الاجتهاد والبحث في معنى الروح واثارها على الجسد ودورها في الحياة الانسانية ....
والروح هي غير الحياة فالله اودع في الانسان والحيوان الروح والحياة بينما اودع في النبات الحياة فقط ولم يودع فيها الروح ومرجع ذلك الى فهم الروح وما تحدثه من اثر في وجودها وما يكون من واقع لعدمها ... قال تعالى ( (الله يتوفى الانفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الاخرى الى اجل مسمى ان في ذلك لايات لقوم يتفكرون ) فالميت والنائم منزوعين الروح وفي الدعاء حين الاستيقاظ (الحمد لله الذي احيانا بعد اذ اماتنا واليه النشور ) دلالة اخرى على ان النائم ميت وفي الحديث حين نام الرسول صلى الله علية وسلم هو والصحابة عن صلاة الفجر قال (ان الله قد قبض ارواحكم حين شاء وردها حين شاء ) وفي الدعاء قبل النوم (اللهم انت خلقت نفسي وانت توفاها , لك مماتها ومحياها فان امسكتها فارحمها وان ارسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين )
فهذه الادلة انما تشير على ان الله يقبض روح النائم ويقبض روح الذي قضي اجله فالنائم هو ميت ميتة صغرى لانه لا روح فيه وقلنا انها ميتة صغرى لان الحياة موجودة فيه وليس فيه روح فمن مظاهر الحياة التنفس ونبض القلب والنمو الذي يحصل في جسمه وهو نائم والحركة اللاارادية في حين ان من مظاهر الروح الادراك والنظر والسمع والحركة الارادية فالنائم فيه مظاهر الحياة وليس فيه مظاهر الروح وعليه فان الادلة النقلية بينت اثر الروح اين نجدها والا لما كان للعقل ادراك ان النائم هو ميت وان الحركة الارادية والادراك من مظاهر الروح وان وجود الروح يعني وجود الحياة في حين ان فقدان الروح لا يعني فقدان الحياة .
فالميت الذي تخرج روحه لا يفقد الحياة مباشرة في كل جسده حيث انه تبقى حياة لبعض الاعضاء حتى بعد خروج الروح منه لفترة محدده ...
فالروح بما تعنيه من معنى سر الحياة هي ككثير من الغيبيات التي ان لم يخبرنا الدليل النقلي اين نجدها فان الحس يعجز عن ايجادها وتحديد اثرها وماهيتها وهذا معنى انها من الغيبيات ... فالجن مثلا وردت الادلة النقلية بوجوده الا انها لم ترد بدلالة صريحة اين نجده او نجد اثره ولذلك فان العقل يعجز عن ربط اي اثر بالجن لعدم ورود الادلة النقلية التي تثبت اثار الجن او بصمتهم كما ربطت بين الروح واثارها على النائم او الميت وهكذا جميع الغيبيات تحتاج الى دليل نقلي اما لوضع الاصبع عليها او على اثارها ....
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هل للروح تاثير على فعل الانسان ام لا اي هل للروح تاثير على سلوك الانسان ام لا ؟
gareeb
14-04-2011, 01:02 AM
تتمة لما سبق
كان هذا السؤال له دور كبير في بحث ان الانسان مكون من مادة وروح ام لا حيث قال الذين يثبتون هذا الراي من المسلمين بان الانسان مادة خلقها الله من تراب ونفخ فيه من روحه وهو بدون هذه الروح مادة جامدة وان الروح بدونه لا قيمة لها وانساقوا في البحث بتفاصيل بنيت على الطريقة المنطقية في البحث حيث قالوا ان التراب من مادة الارض والروح من مادة السماء فاذا غلبت مادة الارض على مادة السماء نزع الانسان الى الدنيا ومال لها وانخفض سلوكه في حين انه اذا غلبت عليه مادة السماء علا وارتفع في سلوكه ونزع الى فضائل الاعمال ...
وكان هذا الفهم المنطقي اساسا لتثبيت فهمهم ان الانسان هو من مادة وروح عند فلاسفة المسلمين علما ان البحث وهذه النظرية هي اقدم منهم فهي منذ فلاسفة الاغريق الا ان ما استدل به المسلمون هو ما يعنينا وليس غيرهم من الملل والنحل وقد كانت هذه النظرية اساسها المنطق وليس الاجتهاد بالنص الشرعي كما انه لم يقم الدليل العقلي عليها ... في حين انه يوجد مما دل الدليل النقلي دلائل قد تفيد الباحث للخروج بتصور انفع واوضح من استخدام المنطق او التخيلات في تثبيت هذا الراي او نفيه لتركيبة الانسان وهما امران :
اولا :الروح التي تعني سر الحياة هي منشا الفعل الارادي كما دلت عليه الادلة الشرعية اي هي اصل السلوك فلا سلوك للنائم او الميت والسلوك هو فعل والفعل هو حركة متلبسة بمادة اي ان الفعل الذي هو حركة متلبسة بمادة لا يمكن للنائم او الميت القيام به ونقصد هنا الفعل الارادي فالفعل الارادي لا يصدر الا ممن دبت الروح فيه وعليه فان وجود الروح هنا اساس للفعل فاذا خرجت الروح فلا فعل ولا حركة ارادية وهنا يستوي الميت والنائم والنبات والحجر والشجر ولا يعنينا هنا ان النائم فيه حياة فليس البحث عن الفرق بين النائم والميت وانما الفرق هنا بين من له سلوك ومن ليس له سلوك فالانسان بدون روح ليس له سلوك او اي ليس له فعل ارادي . وطالما ان الفعل هو حركة متلبسة بماده يعني ان للمادة دور في الفعل كما ان للروح دور في الفعل .
ثانيا قول الرسول صلى الله عليه وسلم في دعاء النائم (... فان امسكتها فارحمها وان ارسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين ) ماذا يعني ان يحفظ الله روح النائم حين يستيقظ كما يحفظ روح عباده الصالحين ؟؟!! فاشارة العباد الصالحين هي اشارة لاحياء وهي اشارة لمن ليسوا نوام وهي اشارة مرتبطة بسلوك صالح
ولذلك فان القول بان الانسان مركب من مادة وروح او غير مركب من مادة وروح يجب ان ناخذ مثل هذين الامرين في الاعتبار حين يؤكد هذه النظرية او ينفيها باحث في هذا الموضوع
واستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين
يتبع ان شاء الله
أبو زكريّا
14-04-2011, 02:10 PM
السلام عليكم ورحمة الله
بارك الله فيكم جميعا إخوتي
أخي غريب في انتظار البقيّة
gareeb
14-04-2011, 05:19 PM
4"]بسم الله الرحمن الرحيم
الروح والنفس
المقال الثاني
ولما كانت النفس والروح هي من المعاني التي لم ندركها واختلف الاقدمون والمعاصرون من فلاسفة وعلماء في محاولة فهم وسبر اغوار هذه المعاني فقد فرض علينا واقع البحث وعبئه وتعقيداته الغوص في بحر النصوص الشرعية لمحاولة الوصول الى فهم يرشدنا الى حقيقة الروح والنفس التي عجزنا عن تشخيصها وهي بين جنباتنا وهنا يتجلى عظمة الاية في قولة تعالى( وما اوتيتم من العلم الا قليلا) حيث ان علمنا وطاقتنا مهما علت فقد اظهرت عجزها بفهم ما هو اقرب شئ الينا وما بين جنباتنا وهو روحنا وانفسنا ولذلك فان الغوص بين الادلة ومحاولة تشخيص هذه المعاني ليس الا محاولات يهدي بها الله من يشاء من عباده لما اختلفوا فيه من الحق باذنه وهي محاولات وليدة ضعيفة لم تبلغ حد الفطام من البحث والعلم مهما كتب بها حتى الان فهي ليست الا محاولات للوصول الى فهم واضح يقوم الدليل بصدقه وتحقيق فهمه ...
وبناءا عليه فليس ما يكتب او يقال هنا الا محاولات فهم وتشخيص ولا ترقى حتى الى القول بانها ظنية فهي ليست الا محاولات فهم وتشخيص لهذه المفاهيم التي اعيت علماءنا الافاضل ... وكان مرجع الاعياء الذي وقع به الكثير من العلماء انهم نهجوا في البحث اما نهجا فكريا وفلسفيا ومنطقيا خالصا واما انهم نهجوا نهجا تفسيريا خالصا في حين ان بحثا كهذا يحتاج الى المزج بين الامرين اي مزج الجانب الفقهي بجانب فكري يتتبع اثار الروح فكريا بناءا على ما ارشدت له النصوص النقلية....
وعود الى استئناف البحث في الروح وعلاقتها بالسلوك ...
والقول بان الانسان مركب من مادة وروح او غير مركب من مادة وروح يفرض علينا ان نسلط الضوء على العديد من الادلة التي تؤكد علاقة الروح بالعمل منها ما سقناه في الموضوع السابق ومثلها كثير ومن تتبع بعض الاحاديث الصحيحة التي تناولت الروح بمعنى سر الحياة واطلقت عليها في نفس النص كلمة الروح وكلمة النفس مما يعني وجود ارتباط بين النفس والروح لا بد من فهمه كما ان هذه النصوص قد اطلقت على النفس والروح الفاظ مثل الطيبة والخبيثة اي وصفت الروح بوصف خارج عنها ومرجع هذا الوصف هو الفعل الذي كان يسلكه الانسان في حياته وذلك مثل قوله صلى الله عليه وسلم (إذا خرجت روح المؤمن تلقاها ملكان يصعدانها . قال حماد : فذكر من طيب ريحها ، وذكر المسك . قال : ويقول أهل السماء : روح طيبة جاءت من قبل الأرض . صلى الله عليك وعلى جسد كنت تعمرينه . فينطلق به إلى ربه عز وجل . ثم يقول : انطلقوا به إلى آخر الأجل . قال : وإن الكافر إذا خرجت روحه - قال حماد وذكر من نتنها ، وذكر لعنا - ويقول أهل السماء : روح خبيثة جاءت من قبل الأرض . قال فيقال : انطلقوا به إلى آخر الأجل . قال أبو هريرة : فرد رسول الله صلى الله عليه وسلم ريطة ، كانت عليه ، على أنفه ، هكذا .
وقد وردت احاديث بنصوص اخر مثل
(فيقول : روح طيبة ، ونفس طيبة ، اجعلوها في عليين ، ثم تعرض عليه أرواح ذريته الفجار ، فيقول : روح خبيثة ونفس خبيثة ، اجعلوها في سجين)
عن البراء بن عازب قال صلى الله عليه وسلم : أن الملائكة تقول لروح المؤمن : اخرجي أيتها الروح الطيبة في الجسد الطيب كنت تعمرينه ، اخرجي إلى روح وريحان ورب غير غضبان
وقال صلى الله عليه وسلم (إن الإنسان إذا قبضت روحه فتقول الملائكة اخرجي أيتها النفس الطيبة كانت في الجسد الطيب اخرجي راضية مرضيا عنك ، ويقال اخرجي أيتها النفس الخبيثة كانت في الجسد الخبيث اخرجي ساخطة مسخوطا عليك)
وقال صلى الله عليه وسلم
إذا خرجت روح العبد المؤمن تلقاها ملكان يصعدان بها – فذكر من ريح طيبها – ويقول أهل السماء : روح طيبة ، جاءت من قبل الأرض ، صلى الله عليك ، وعلى جسد كنت تعمرينه ، فينطلق به إلى ربه ، ثم يقول : انطلقوا به إلى آخر الأجل ، وإن الكافر إذا خرجت روحه – فذكر من نتنها – ويقول أهل السماء : روح خبيثة جاءت من قبل الأرض ، فيقال : انطلقوا به إلى آخر الأجل
ومثل قوله صلى الله عليه وسلم (الارواح جنود مجنده فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف)
وقد وردت الكثيرمن الاحاديث الصحيحة على هذا النمط من وصف الروح بالطيبة والخبيثة ومرجع طيبتها او خبثها هو لعمل العبد قبل موته فاذا كان صالحا كانت روحه طيبة واذا كان عمله غير صالح فان روحة خبيثة وهذا ان دل يدل على ان الروح لم يكن دورها فقط محصور بدب الحياة في الجسد فتتساوى حينئذ روح الكافر وروح المسلم كما تتساوى اعضاءه فان اعضاء الانسان لا تخاطب بالطيبة والخبث علما انها هي التي تباشر العمل الصالح وغير الصالح وما ذلك الا لانها اداة يفرض عليها الحركة و العمل فرضا من الانسان ونفسه ولذلك كان وصف الروح بالطيبة والخبيثة مرجعه الى ارتباط الروح بالعمل وليس مجرد ان الروح يقتصر دورها على دب الحياة في الجسد وتلخيصا لما ورد في نقاط :
1. ان الروح (التي هي سر الحياة ) من المغيبات التى لا يمكن فهمها او فهم اثارها ودورها الا من خلال النص النقلي اولا وتحقيق مناطه ثانيا
2. ان الروح هي غير الحياة فقد توجد الحياة ولا توجد الروح كالنائم مثلا فهو بدون روح علما ان به حياة وانه لا يمكن وجود روح بدون حياة
3. ان من مظاهر الروح الادراك والاحساس والعمل الارادي
4 .ان من مظاهر الحياة النمو والحركة اللاارادية
5.. ان الروح لا يقتصر دورها على دب الادراك والحركة الارادية فقط وانما لها تاثير مباشر على السلوك اذ لولاها لما حدث السلوك
6. ان الادلة الشرعية وصفت الروح بالطيبة والخبيثة وهذا الوصف الخارج عن ذاتها مرجعه الى سلوك العبد الطيب والخبيث فان سلوكه ينعكس على روحه فان كان طيبا كانت روحه طيبه وان كان خبيثا كانت روحه خبيثه.
وقد تظافرت الادلة عل وصف الروح بالنفس ووصف النفس بالروح وكانهم شيئ واحد وما ذلك الا لوجود ارتباط بينهم ...
فالنفس ايضا من الالفاظ المشتركه التي وردت بعدة معاني وقد اطلقت على الذات لقوله تعالى (ولا تقتلوا انفسكم ) وقال تعالى (يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها ) وتطلق بمعنى الروح التي هي سر الحياة لقوله تعالى (يا ايتها النفس المطمئنه) وقوله تعالى (اخرجوا انفسكم ) وتاتي بمعنى النفس الغرائزيه في قوله تعالى (ونهى النفس عن الهوى ) وقوله تعالى (ان النفس لامارة بالسوء) وقال تعالى (ونفس وما سواها فالهمها فجورها وتقواها ) فهذه النفس التي بحاجة الى تعريف وبحث وهي النفس الغرائزيه وهذه هي موضع الاشكال واللبس ...
اما هذه النفس والتي لها علاقة بالروح فقد سميت نفسا من تنفس الشئ اذا خرج فلكثرة خروجها ودخولها الى البدن سميت نفسا وقد سمي الدم نفسا لان خروجه لازم خروج نفس المولود وقد سميت الروح نفسا لكثرة خروجها ودخولها الى الجسم وفي الدعاء حين الاستيقاظ قال صلى الله عليه وسلم (إذا استيقظ أحدكم فليقل الحمد لله الذي رد علي روحي وعافاني في جسدي وأذن لي بذكره) ...فالعلاقة بين النفس والروح ان الروح اذا دبت ودخلت الجسم واختلطت بالدم واللحم فانها تصبح النفس وبها تكون الحياة العملية من ادراك وحركة ارادية فالروح خارج الجسد لا تشكل نفسا ولا تحدث حياة عملية وكذلك الجسد فانه بدون الروح لا يشكل نفسا حيوية وهو ميت لا روح فيه ولا عمل ومن هنا كان اطلاق لفظ الروح على النفس حيث انه بوجود الروح توجد النفس وبعدمه تنعدم النفس وتكون الروح هنا بمثابة الطاقة المولدة للنفس بما فيها من غرائز وعقل وحاجات عضوية وقلب فبوجود الروح تشتغل اسس الطاقة الحيوية وتعمل ..وبعدم وجود الروح تتعطل الطاقة الحيوية تماما كالكهرباء في تشغيل الماتور ومن ثم يقوم الماتور بتحريك جميع الادوات المتصلة به فالروح بمثاية الكهرباء والطاقة الحيوية والعقل والقلب بمثابة الماتور والسلوك بمثابة باقي الادوات ...فالروح خارج الجسد تسمى روحا في حين انها اذا دخلت الجسد اصبحت نفسا فالنفس لا تقوم الا بالروح ولذلك وجدنا ان اكثر الادلة التي خاطبت فيها الملائكة الروح وامرتها بالخروج من الجسد كانت تخاطبها بلفظ النفس وقليل منها كان بلفظ لفظ الروح مثل (اخرجي ايتها النفس..) ومثل (يا ايتها النفس المطمئنة اخرجي الى ربك راضية مرضية )... في حين استعمال الملائكة للفظ الروح عندما يصعدون بها الى السماء اكثر من لفظ النفس مثل (ويقول أهل السماء : روح طيبة جاءت من قبل الأرض )....
واستغفر الله العظيم لي ولكم ولجميع المسلمين
يتبع باذن الله[/size]
gareeb
16-04-2011, 04:20 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الروح والنفس
المقال الثالث
والعمدة في معنى النفس هو الاية الكريمة(ونفس وما سواها, فالهمها فجورها وتقواها ) هاتان الاياتان الغنيتان في البيان واللاتي اجمعن تكوين النفس بكلمات قليلة جامعة مانعة حيث وضحت الكثير من معاني النفس بهذا البيان والترتيب المعجز ...
وقد قدم النفس في الاية على الفعل فقال ونفس وما سواها ولم يقل وسوى النفس او وتسوية النفس وهو اشاره الى الاقدمية في الترتيب فالله تعالى خلق الانسان من طين ثم نفخ فيه من روحه فكانت الروح منفصلة عن الطين ولم يكن قد تشكلت النفس بعد فلما نفخ الروح في الطين امتزجت الروح بالطين فوجدت النفس فاحتاجت الى ان تعدل وتضبط معاييرها وهذا هو التسوية لها فتسوية النفس اتت بعد ايجادها اي بعد امتزاج الروح بالجسد وسواها يعني الذي عدل أعضاءها و منــحها قــواها ولما سواها الهمها ميول ومعاني التقوى والفجور (فالهمها فجورها وتقواها ) والإلهام: إلقاء الشيء في الروع، ويختص ذلك بما كان من جهة الله تعالى... والفجور والتقوى : مصدران في موضع المفعول به اي ان الله زرع الفجور والتقوى كميول ومفاهيم في هذه النفس وهذا معنى اكتمال المعنى لكلمة ( فسواها ) وهذا عين ما يحدث للجنين حيث يتشكل في بطن امه فاذا بلغ 120 يوما اتاه الملك فنفخ فيه الروح وكتب عليه السعادة او الشقاء واجله ورزقه وهذا هو تسوية النفس والهامها....
وهذا الفهم للاية يكشف عن مكونات النفس وعواملها ومما تتشكل وهي من عدة عوامل
1. الروح حيث انها لا تعتبر نفس الا اذا دبت الروح بالجسد وامتزجت به
2. الغرائز والحاجات العضوية حيث انها الطاقة الدافعه والمحركة لطريق الفجور وطريق التقوى اذا لولا وجود هذه الدوافع لما تحرك الانسان تجاه التقوى او الفجور
3. العقل اذ به الالهام و المعرفه والحكم على مفاهيم التقوى ومفاهيم الفجور والتمييز بينهم
4.القلب حيث انه مكان التقوى والفجور وهو ملك الاعضاء وما يستقر به يظهر على الاعضاء والجوارح قال صلى الله عليه وسلم (ان الله لا ينظر الى صوركم واجسامكم ولكن ينظر الى قلوبكم واعمالكم) وقال (الا ان في الجسد مضغة ان صلحت صلح الجسد كله وان فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب )
5. الجسد الذي يشمل الاعضاء و كل ما سبق ويحيط به لان معنى( وما سواها) يعني الذي عدل أعضاءها و منــحها قــواها فالاعضاء والقوة الكامنة فيه هي التي تمثل الجسد
ولتاكيد اشتمال النفس على القلب والعقل نستقرء الايات الكريمه التي وصفت النفس الغرائزية باوصاف محدده وهي ثلاث اوصاف :
اولها : النفس المطمئنه ( يا ايتها النفس المطمئنه )
ثانيها : النفس اللوامه (ولا اقسم بالنفس اللوامه)
ثالثها :الامارة بالسوء (ان النفس لامارة بالسوء )
هذه الاوصاف الثلاثه التي وصف الله بها النفس في القران الكريم والتي جعلت بعض العلماء يقول ان النفس ثلاث انواع في حين انها في الحقيقة نفس واحده لها ثلاث حالات او ثلاثة اوصاف مما ذكرته الايات الكريمات وكلها تشتمل على معاني القلب والعقل..
فالنفس المطمئنه اطمئنانها مرجعه امران اثنان (القلب والعقل ) فالطمانينه مقرها القلب ولا تحدث هذه الطمانينه الا بطاعة الله والتزام احكامه وشريعته وهذا الالتزام والطاعة لا يتم الا بالعقل... قال تعالى (الذين امنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله الا بذكر الله تطمئن القلوب)
والنفس اللوامة التي تندم على ما فات وتلوم على ما مضى فالندم والحسرة مكانهم القلب واللوم وحديث النفس من صنع العقل وبيانه...قال تعالى (أن تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين)
واما النفس الامارة بالسوء وهي التي تزين العمل وتثير شغف القلب ولهفته للشهوة وتميل به الى المعصية فانها تحتاج بجانب القلب الى العقل الذي يأمر ويزين العمل ويحدث النفس به قال تعالى (وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون,ولتصغى إليه أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة وليرضوه وليقترفوا ما هم مقترفون)
...
وبناءا على ما تقدم من ادلة فان العقل والقلب من مكونات النفس.
والسؤال المهم الان والذي له علاقة في بداية الموضوع وهو هل الجسد جزء من النفس وبالتالي ما صحة ما قال الفلاسفه فيما مضى من ان الانسان مكون من مادة وروح فاذا غلبت الروح الماده غلب عليه جانب الخير واذا غلبت الماده الروح فان جانب الشر هو الذي يغلب ؟؟!!!
وما قاله الفلاسفه في العبارة السابقة هو فكرتان الاولى هي تركيبة الانسان والثانية هي نتيجة التركيبة التي وصل الفلاسفة لها بالطريقة المنطقية التي تحوى جانب الخير و جانب الشر ولذلك لا بد لنا من نقاش الفكرتين كل على حده لنرى ان كان بينهم ارتباط او لا وان كان عليهم دليل ام لا !!
اما اما ما يتعلق بالفكرة الاولى فلا بد من التاكيد على ان الجسد من مكونات النفس ولا تستقيم النفس دون الجسد ...ودليل ذلك :
1. ان الروح لا تعتبر نفسا الا بوجود الجسد
2.ان الاسلام اعتبر حرمة الجسد هي حرمة النفس واطلق على الجسد لفظ النفس حين حرم الاعتداء على الجسد حيث اعتبره اعتداءا على النفس قال تعالى (ولا تقتلوا انفسكم ) فالقتل يكون ابتداءا للجسد الا ان علاقته المباشرة بالنفس يجعل الضرر الذي يقع على الجسد ضررا يصيب النفس وقوله تعالى (ولا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق ) وقوله تعالى( ومن قتل نفسا بغير حق ) فاي تعرض للجسد هو تعرض للنفس
3.تخصيص لفظ النفس على الجسد الانساني ولم يطلق هذا اللفظ على الجسد الحيواني وذلك لان الحيوان وان امتلك جسدا وروحا وطاقة حيويةالا انه لم يمتلك نفسا لعدم وجود العقل والقلب لدى الحيوان ولم ترد الادلة على كلمة النفس الحيوانية او اي اشارة للحيوان على ان به نفسا واينما وردت كلمة النفس فالمقصود بها الانسان فقط
فالجسد من مقومات النفس ومكوناته وهو الماده المحسوسة التي ان دخلت به الروح فقد وجدت النفس والربط بين الجسد والنفس في الايات الكريمة لا يعني ان الجسد من مقومات النفس كصندوق يحوي عوامل النفس فقط ولكن الادلة اعتبرت ان كل ما يؤثر على الجسد يؤثر على النفس من خلال جعل حرمة الجسد هي حرمة النفس قال تعالى (وإذ قال موسى لقومه يا قوم إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم فتاب عليكم إنه هو التواب)
وقال تعالى (من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ولقد جاءتهم رسلنا بالبينات ثم إن كثيرا منهم بعد ذلك في الأرض لمسرفون)
فما يصيب الجسد يصيب النفس بصورة مباشرة ان كان سلبيا او ايجابيا وما يصيب النفس كذلك يصيب الجسد
فالاذى الذي يحصل في الحواس مثلا يؤدي بصورة مباشرة للتاثير على العقل والتفكير والحكم والتمييز والاذى الذي يصيب الدماغ في منطقة الربط والمعلومات مثلا تؤثر ايضا على العقل والحكم والتمييز وهذا اذى للنفس وتاثيرا عليها والاذى الذي يقع على بعض الاعضاء قد يضعف طاقة الاقدام نحو الاعمال التي كانت تمارسها النفس فيقل العمل او ينعدم احيانا بسبب ذلك الاذى الذي اصيب به الجسد...
وعلى النقيض من ذلك فان تقوية الجسد لها مردود على النفس ايضا .... وقد يكون المردود على النفس في حالة الاذى على الجسد ايجابيا للنفس( وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون)
وقوله تعالى (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين) فالصبر على البلاء والاذى ادى للرقي بالنفس والارتفاع بها اي ادى الى الى نتيجة ايجابية وفي الحديث الشريف (ان الله اذا احب عبدا اصاب منه ) ...
وقد يكون تقوية الجسد له تاثير سلبي على النفس حين يحصل بذلك العجب او الغرور او الافساد بالارض ...
والمعصوم من عصمه الله والذي ثبت من ثبته الله في ظل هذه الابتلاءات والفتن التي تقع على الجسد فمن صبر على البلاء سواء اكان مغرما ام مغنما فان الرب كريم معطاء ويجازي بالاحسان احسانا في الدنيا قبل الاخرة....
وهنا يبرز معنى باقي الايات(قد افلح من زكاها , وقد خاب من دساها )والتي هي جواب شرط لما اقسم الله به فيما سبق من ايات فالذي يزكي النفس يفلح في الدنيا والاخرة والذي يدسسها يخيب في الدنيا والاخرة ... وما اعلى واعظم قوله تعالى
(أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون) ...
وقد يكون الاذى يصيب النفس مباشرة ولا يصيب الجسد كخسارة مال او بنين او حصول خوف كقوله تعالى (ولنبلونكم بشئ من الخوف والجوع ونقص من الانفس والثمرات وبشر الصابرين ) فالبلاء من خوف وجوع يصيب النفس وليس الجسد فيؤدي احيانا الى الحزن والوهن والكسل في النفس فيصيب الجسد سلبا فيدب الوهن والعجز في الجسد ويدب الاحجام عن بعض الفضائل والخير الذي كانت النفس تباشرهم قبل حصول البلاء ...او قد تكون النتيجة على النفس ايجابيا فتدب القوة والجلد وقوة التحمل بسبب الصبر وتحمل البلاء وكما في قولة تعالى (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ) والجهاد هنا ورد بالمعنى اللغوي وليس الشرعي اي الذين يجاهدون الصعاب والبلاء في الالتزام وطاعة الله يهديهم الله الى سبل النجاة والخير .,
قال الله -عز وجل-: (وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلا قَلِيلٌ مِنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا . وَإِذًا لآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا . وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا) (النساء:66-68
فالعلاقة بين الجسد والنفس بهذه الصورة تؤكد على ان الجسد ليس مجرد صندوق لاحتواء (الطاقة الحيوية والعقل والقلب) وانما لوجوده دور مهم لا يقل اهمية عن باقي العوامل فاي اصابة له تؤثر بصورة مباشرة على اصابة النفس....
واستغفر الله العظيم اي ولكم ولجميع المسلمين
يتبع باذن الله[/
gareeb
17-04-2011, 05:25 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الروح والنفس
المقال الرابع
ولما كان الجسد جزءا من مكونات النفس , والجسد مادة فهل صحيح القول ان الانسان مادة وروح ؟!!
والمقصود بالمادة كما اصطلح عليها اصحاب هذا البحث هو الشئ المحسوس ...وللمحسوس اربع حالات :
1. ما يقع الحس عليه مباشرة . كروية الشجر ولمس الحجر ...
2. ما يقع الحس على اثره كسماع صوت الانفجار وتغريد البلبل والاحساس ببرد الشتاء وحر الصيف او شم لرائحة العطر
3. ما يحس بالاصل وهو : ما اثبت الدليل العقلي صدقة وصحته (الدليل النقلي اليقيني ) فطالما ان هذا الدليل محسوس واثبت العقل قطعا صدقه وصحته فان كل ما يرد به نص الدليل النقلي فهو ايضا محسوس فالجنة والملائكة والحور العين ويوم القيامة والحساب و..كل ذلك محسوس لان القران محسوس وثبت صدقه بالدليل العقلي وهو دليل قطعي فان كل ما ورد به القران او الحديث المتواتر فانه محسوس بالاصل ...
4. ما ثبت بالاصل ووقع على اثره الحس : وهذه هي حالة الروح فهي ثابته بالدليل النقلي ولم يدرك العقل او يقع الحس عليها الا بعد ان دل الدليل النقلي عليها وعلى اثرها وهي ليست كالحالة الثالثة اي كالجنة والنار والملائكة لاننا لا نحس باي اثر لمعاني هذه الحالة الا بالنص القطعي الذي دل عليهم ....في حين ان الروح يقع الحس على اثرها عندما يموت او ينام الانسان او يستقظ وهذا الاثر ورد بالاصل الثابت ولم يثبته العقل الا بالنص النقلي اي الا بما ثبت اصله ....
الا ان الحالة الثالثة والرابعة لهم خصوصية خاصة فيما يتعلق بمصطلح المادة فمصطلح المادة عند من المفكرين والفلاسفة لم يتعلق بالغيبيات وانما تعلق بما يقع الحس علية او على اثره بصورة مباشره وليس بالاصل ....هكذا بحثت الماده عندما اصطلح عليها المفكرون والفلاسفة بانها كل شئ محسوس وبالتالي اخرجوا منها الغيبيات وبناءا على ان الروح كانت بالنسبة لهم شئ غيبي اعتبروها انها ليست مادة واعتبروا مزجها مع الجسد المحسوس يبقيها على خصوصيتها وميزاتها اللامحسوسة لذلك ابقوا على افرادها وحدها وقالوا ان الانسان مكون من مادة وروح...
وبناءا على هذا الاصطلاح لتعريف المادة فهل الروح محسوسة اي هل هي مادة ام لا ؟!!
اذا اعتمدنا نفس قواعد التعريف للمادة كيفما اصطلح علية المفكرون والفلاسفة فان الغيبيات لا تدخل في التعريف وبناءا علية فان الروح ليست محسوسة وليست مادة...
واذا اعتمدنا التعريف على اطلاقه اي ان الماده كل شئ محسوس على الاطلاق فان الروح هي محسوسة وبالتالي هي مادة
فتعريف المادة يجب ان يضبط ويعاد النظر به بعد نزول الرسالات وكشف الغيبيات ...
ولما بحث الفلاسفة والمفكرون المسلمين هذه المسالة بحثوها على نفس النمط القديم بان الروح روح والمادة مادة فاذا غلبت الروح المادة مال الانسان الى جانب الخير واذا غلبت المادة الروح مال الانسان الى جانب الشر ولم يدققوا النظر اكثر في معنى المادة وضوابطها ولم يبحثوا ايضا بالروح على اعتبار انها مادة ام لا وظل الانفصال في الكلمتين على حالة فمنهم من اثبت الفكرة على اساس ان التراب الذي نفخ الله فيه الروح مادة الارض وان الروح مادة السماء فاذا غلبت مادة الارض مادة السماء مال الانسان الى جانب الشر واذا غلبت مادة السماء مادة الارض غلب على الانسان جانب الخير ... اي كان اثبات الفكرة عندهم سببه ارادة الوصول الى الشق الثاني من المسئله وهو النتيجه المتعلقة بالخير والشر وغلبة احدهما على الاخر حيث كان هذا مذهبهم في رؤويتهم لافعال العباد ونظرتهم للخير والشر ....
واما الذين انكروا المسالة فكان انكارهم نابع ايضا من النتيجة وليس من باب بحثهم في معنى المادة والروح واعتراضهم على معنى المادة او معنى الروح في الانسان فانكروا الفكرة بناءا على انكارهم هذه النتيجة وليس بناءا على اثباتهم ان الروح مادة ام لا وليس بناءا على اثباتهم ان المزج موجود بين المادة والروح ام لا !!! وهذا ما دفعهم لبحث فعل الانسان وهل هو مجبر على الفعل ام مخير ومسالة القضاء والقدر وغير ذلك من ابحاث منشاءها كان الفلسفة الاغريقية وتناولها الفلاسفة المسلمين والمتكلمين واستغرق الكثير في البحث فيها بصورة فلسفية جامدة او بصورة دروشة صوفية ...
وهذا يسوقنا الى بحث الشق الثاني من المسالة حيث اننا كنا نبحث حتى الان الشق الاول من المسالة وهو ان الانسان مكون من مادة وروح ام لا ؟؟ والشق الثاني هو غلبة الخير على الشر او العكس في سلوك الانسان ودور الروح او المادة في ذلك ...
واستغفر الله العظيم لي ولكم ولجميع المسلمين
يتبع باذن الله
عبد الواحد جعفر
19-04-2011, 10:27 AM
بارك الله فيك أخي gareeb على هذا الجهد..
بانتظار المزيد
ابوعبدالرحمن حمزة
20-04-2011, 12:31 PM
الاخوة الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاخ غريب
بارك الله بك على هذا المجهود وجعله في ميزان حسناتك
الاخ الكريم
هناك عدة ملاحظات ومداخلات على ما طرحت اضعها تباعا ارجو ان تثرى البحث و ارجو ان يتسع الصدر لها .
قولك (ولنا في اصول البحث العلمي قواعد ضابطة تحدد لنا كيفية بحث المحسوس وكيفية بحث اللا محسوس وهذه الضوابط على ثلاث ضروب :
اولها : اذا كانت الروح محسوسا كان ادراكها وادراك ذاتها وصفاتها امرا ممكنا ميسورا وبالتالي كان للعقل ان يحكم على وجودها بصورة قطعية كونها شيئا محسوسا وعلى ذاتها بصورة ظنية
ثانيا : اذا كانت الروح شيئا غير محسوس في ذاته واثره كالملائكة والجنة والنار فان قواعد البحث العلمي تفرض علينا ان نرجع الى الادلة النقلية في ما نصت عليه من اثبات الروح وتوصيفها وليس لنا الا ان نقبل بالنص دونما اي اجتهاد فهو امر غيبي ونقف عند الامور الغيبية بما يرد به النص دونما زيادة او نقصان ودونما اجتهاد لانها من الامور الغيبية التي لا يقع عليها حس ولا يدركها عقل فنؤمن بها كما يرد بها النص وفقط.
ثالثا : اذا كاتت الروح من الامور الغيبية التي ارشدنا الدليل النقلي على وجودها وعلى اثرها وحدد لنا بصمات لها وكان لها دور في حياتنا فاننا نعتمد ما ورد به الدليل النقلي مع الاجتهاد في الحكم على ما يقع الحس عليه من اثار او بصمات للروح او على حياتنا , ونسمح للعقل الاجتهاد بما ورد به النص النقلي تطبيقا على ما وقع الحس عليه ولا نسمح للعقل ان يتجاوز هذه الحدود لان ذلك هو الشطط والخيال الذي وقع به الكثير من الفلاسفة والمتكلمين من المسلمين ومن غيرهم ....
ولذلك نبحث في معنى الروح كاساس لبحث هل الانسات مكون من مادة وروح ام لا ؟؟
اما الروح فلا ينطبق ضرب في بحثها الا القاعدة الثالة التي اوردناها سابقا ولا ينطبق عليها القاعدة الاولى حيث ان الروح واقع غير محسوس بذاته فهي ليست كالحجر والشجر والكلا والماء وقع عليها الحس حتى نتمكن من الحكم عليها وعلى مكوناتها وعلى صفاتها ...
كما انه لا ينطبق عليها القاعدة الثانية من قواعد البحث حيث انها ليست غيبية صرفة كالملائكة والجنة والنار لا نلمس اثر لها او نحس ببصمة منها ...وانما هي امر غيبي دل الدليل النقلي على وجوده في الكثير من الايات والاحاديث الشريفة ولم ترد الادله على الاخبار عنها كالاخبار عن الملائكة والجن والجنة والنار حيث اننا لا نحس باثرهم وانما وردت الادلة بتاثيرها المباشر على حياتنا ودورها في سلوكنا مما يجعلنا نحكم على ان هذه البصمات هي اثر للروح فيكون الحكم الناتج عن احساسنا لهذه الاثار والوقائع حكما صحيحا بدلالة النص النقلي على ان هذا الاثر هو بالتحديد اثر لما يسمى الروح وليس لامر اخر او لواقع غير الروح ...
فالاثار الكثيرة بالكون قد دلت على وجود خالق لهذا الكون الا ان ذات الخالق وصفاته لا يمكن للعقل ادراكها لعدم وقوع الحس عليها فلا بد للدليل النقلي من تبيانها وتوضيحا وما دون ذلك من جزئيات وتفاصيل غيبية ليس لمعرفتها طريق الا الدليل النقلي من تبيانها او تحديدها او الاشارة لها . وكذلك الروح فهي امر غيبي تفصيلي يعجز العقل عن ادراكها وان احس باثرها الا انه لا يمكن للعقل ان يحدد ان ذلك هو اثر لشيئ يسمى الروح دون ان يرد دليل نقلي يحدد له ان ذلك هو اثر لما يسمى الروح وليس لما يسمى الجن او الملائكة او ارادة الله او غير ذلك ... وذلك كباقي الغيبيات جميعا لا بد للدليل النقلي ان يحدد ان ذلك هو اصل لشئ محدد او اثر له ...)
هناك عدة ملاحظات
اولا: نحن كحزب تبنينا مصطلحات معينة للألفاظ فعندما نستخدمها يصرف اللفظ للمصطلح الذي تبنيناه فمثلا قولك البحث العلمي له مدلول يتعلق ببحث العلوم التجريبية فالاولى ان تقول البحث العقلي .
ثانيا : ضوابط بحث المحسوس واللا محسوس كلامك هنا وتقسيمك غير دقيق فالبحث في اي شئ اما ان يكون واقع تحت الحس واما ان يكون غير واقع تحت الحس وبالتالي اما ان يكون دليله عقليا او نقليا والذي يعيّن كون الدليل عقلياً أو نقلياً هو واقع الموضوع الذي يبحث . فإذا كان الموضوع واقعاً محسوساً تدركه الحواس فإن دليله يكون عقلياً حتماً وليس نقلياً. وإن كان مما لا تدركه الحواس فإن دليله نقلي. ولمّا كان الدليل النقلي نفسه هو مما تدركه الحواس أي أن كونه دليلاً يدخل تحت الحس وتدركه الحواس، كان لا بد من أن يكون اعتبار الدليل النقلي دليلاً يصلح للاستدلال متوقفاً على ثبوت كونه دليلاً بالدليل العقلي.
وعليه فالقسمة التي ذكرتها وجعلتها ثلاث غير دقيقة وحتى يدرك صحة ما اقول لا بد من ادراك معنى ان يكون الموضوع واقعا محسوسا تدركه الحواس اي لا بد من ادراك ما هي الاشياء التي تقع تحت الحس فالمشاهد المحسوس للإنسان أن ما يقع تحت الحس أشياء مادية يحس بها الإنسان وقد يلمسها كالرغيف وقد يحسها ولا يلمسها كخدمة الطبيب ، وهناك أشياء معنوية يحسها ولا يلمسها كالفخر وكالثناء ، وهناك أشياء روحية يحسها ولا يلمسها كخشية الله وكالتسليم له في الشدائد والبحث في المحسوس لا يمكن أن يكون إلاّ بواقع يقع عليه حس الإنسان. إلاّ أن هناك أموراً أو أشياء لها واقع، ولكن هذا الواقع لا يمكن أن يحسه الإنسان ولا يمكن نقله بالحس، ولكن أثره يقع عليه حس الإنسان وينقل إلى الدماغ بواسطة الإحساس، فإن هذا النوع من الأمور يمكن أن تجري فيه العملية العقلية، أي يمكن أن يحصل فيه تفكير، ولكنه تفكير بوجوده لا بكنهه، لأن الذي نُقل إلى الدماغ بواسطة الحس هو أثره، وأثره إنّما يدل على وجوده فقط، ولا يدل على كنهه. فمثلاً لو أن طائرة كانت عالية جداً إلى حد أن العين المجردة لا تراها، ولكن صوتها تسمعه الأذن، فإن هذه الطائرة يمكن أن يحس الإنسان بصوتها، وهذا الصوت دليل على وجود شيء، أي على وجود الطائرة، ولا يمكن أن يدل على كنه هذه الطائرة. فالصوت المسموع والآتي من فوق هو صوت لشيء موجود، ومن تمييز حسه يُستدل على أنه صوت طائرة. فالعملية العقلية هنا جرت في وجود الطائرة، أي حصل التفكير بوجود الطائرة، وصدر الحكم بوجودها، مع أن الحس لم يقع عليها، ولكنه وقع على أثرها، أي على شيء يدل على الطائرة، فحُكم العقل عن وجودها من وجود أثرها. صحيح أنه يمكن أن يُعرف صوت طائرة الميراج من صوت طائرة الفانتوم، ويمكن الحكم على نوعها كما يمكن الحكم على أنها طائرة من تمييز نوع الصوت، ولكن معرفة أنها طائرة ميراج أو طائرة فانتوم إنّما أتى من تمييز الصوت، كما أن الحكم على أنها طائرة أو ليست طائرة قد أتى من تمييز الصوت. إلاّ أن هذا الحكم ليس حكماً على كنهها، بل هو حكم على نوع هذا الموجود من تمييز أثره.
وللحديث بقية
gareeb
20-04-2011, 12:36 PM
"]بسم الله الرحمن الرحيم
الروح والنفس
المقال الخامس
اما افعال العباد ومسالة الخير والشر فيها وغلبة جانب الخير على سلوك الانسان او الشر فان ذلك يدعونا الى البحث :
اولا : في كيفية تشكيل السلوك الذي يسلكه الانسان
ثانيا : في معنى الخير والشر
ثالثا : هل للسلوك تاثير في النفس ام للنفس تاثير في السلوك ؟
اما اولا: وهو كيفية تشكيل السلوك
قال الله تعالى(يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم )
وقال تعالى (وازلفت الجنة للمتقين غير بعيد ,هذا ما توعدون لكل اواب حفيظ,من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب)
قال صلى الله عليه وسلم (ان الله لا ينظر الى صوركم واجسامكم ولكن ينظر الى قلوبكم واعمالكم(
تعددت الادلة التي جعلت القلب اصل العمل ونسبت العمل اليه ووصفت العمل بانه ثمرة لما في القلب ووصفت المسلم بانه ذو قلب سليم او منيب في حين وصفت الكافر والمنافق ذو قلب مريض او ميت وغير ذلك من اوصاف جعلت الكثير حيران في دور العقل ودور الطاقة الحيوية في تشكيل العمل (السلوك) فما دور فما دور العقل وما دور الطاقة الحيوية وما دور القلب في تشكيل السلوك وتحديد صبغته ولونه ؟؟
ان النفس بناءا على ما تقدم تتكون من (الجسد والروح والطاقة الحيوية والعقل والقلب ) والسلوك ينشاء عن النفس اي ينشاء من مكونات النفس مجتمعه فاذا غابت احدى هذه المكونات او اكثر فان السلوك لا يتشكل واذا تاثرت عوامل النفس بالارتفاع او الانخفاض فان السلوك يتاثر ايضا بالارتفاع او الانخفاض فيجب وضع اليد على مكونات النفس جميعا في واقع السلوك اي ان ندرك تاثير مكونات النفس الخمسة في السلوك...
اما الجسد فان السلوك هو حركة عضوية ويعتمد على اعضاء الجسد وقوته ويتاثر السلوك بصورة مباشرة بتلك الاعضاء وقوتها فالضرير لا يقع في حرمة النظر الى العورات والاصم لا يقع في حرمة التنصت وهكذا باقي الاعضاء وقواها حيث ان السلوك يعتمد عليها للقيام بالعمل ...
واما الروح فانها التي تبعث الحياة في الجسد فالميت والنائم تتعطل اعضائهم وقواهم بسبب خروج الروح ولذلك فلا يمكن ان ينتج اي سلوك الا بوجود الروح في الجسد ...
واما الطاقة الحيوية فهي منشا السلوك وبذرته التي خلقها الله في الانسان تدفعه لاشباعها فهي التي تشكل طاقة دفع لانشاء السلوك وهي التي توجد في النفس مشاعر واحاسيس تدفعه للقيام او الاحجام عن الاعمال وهذه هي الشهوات والمكاره وهذه هي ميول الخير او الشر في النفس قال تعالى (فالهمها فجورها وتقواها ) وفي الحديث الشريف (لما خلق الله الجنة والنار أرسل جبريل إلى الجنة ، فقال : انظر إليها وإلى ما أعددت لأهلها فيها ، فنظر إليها فرجع فقال : وعزتك لا يسمع بها أحد إلا دخلها . فأمر بها فحفت بالمكاره ، فقال : اذهب إليها فانظر إليها وإلى ما أعددت لأهلها فيها ، فنظر إليها ، فإذا هي قد حفت بالمكاره فقال : وعزتك لقد خشيت أن لا يدخلها أحد ، قال : اذهب إلى النار وإلى ما أعددت لأهلها فيها ، فنظر إليها فإذا هي يركب بعضها بعضا ، فرجع فقال : وعزتك لا يدخلها أحد فأمر بها فحفت بالشهوات فقال : ارجع فانظر إليها فنظر إليها ، فإذا هي قد حفت بالشهوات فرجع وقال : وعزتك لقد خشيت أن لا ينجو منها أحد إلا دخلها ) فهذه الشهوات والمكاره التي خلقها الله في النفس البشرية توجد فيه طاقة تدفعه دفعا للتحرك لاشباعها سواءا بالاحجام او بالاقدام ولما كانت هذه الجوعات بحاجة الى التنظيم والتمييز جعل الله العقل اداة ذلك حين جعل العقل اداة الربط والتمييز وجعله مناط التكليف فالمجنون الذي خلق الله فية نفس الطاقة الحيوية التي خلقها في العاقل لا يكلف ولا يحاسب بسبب عدم قدرته على الربط والتمييز اي لعدم وجود العقل ...
فالاصل ان بالانسان طاقة دافعة نحو الاشباع وحتى يكون الاشباع يسير بالنحو السليم خلق الله العقل ليميز به الانسان طريق التقوى من الفجور في تحركه للاشباع ... فاذا اجتمعت الطاقة الناتجة عن الجوعات مع ما يحويه العقل من افكار يتشكل حينئذ ما يسمى بالمفهوم ويتحرك الجسد حينئذ بالقيام بالسلوك لتحقيق الاشباع لتلك الجوعات ... والطاقة الحيوية توجد في النفس الجوعات على شكل مشاعر واحساسات فاذا ارتبطت هذه المشاعر والاحاسيس مع الافكار فانه يتشكل عند الانسان المفهوم ... وهذا المفهوم ناتج عن الانصهار في الفكر والشعور ... فالمفهوم ليس فكرة فقط وانما هو مزج انصهاري بين الفكر والشعور الناتج عن الطاقة الحيوية يؤدي الى تشكيل السلوك
والسلوك ناتج عن قوة احتراق وانصهار بين الشعور والفكر وهذه القوة هي المفهوم الذي يضفي على السلوك معنى الفكرة التي يحملها العقل ويترجمها الى واقع ... وقوة المفهوم تكمن في انها توجد السلوك وتجعله بحسب الفكرة تماما لا يتخلف عنها ولا يخرج عن حدودها ...
فالمفهوم هو الذي يوجد ويحدد السلوك بصورة حتمية ... فاذا وجد سلوك اخر غير ما يحمله العقل من افكار فقد وجدت الثغرة... والثغرة هي ايضا ناتجه عن مفهوم اوجدت سلوكا مغايرا لما يحمله الانسان من افكار الا انها تشكلت بناءا على ارتباط المشاعر بفكر غير الفكر الذي يحمله الانسان بصورة عامه اي ان ذلك الفكر كان كالقرصان الذي وثب على المشاعر فالتحم بها فتشكل مفهوما مغايرا لشخصية ذلك الانسان فتشكل سلوكا مغايرا لسلوكه العام وهذا يتجلى واضحا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم
(لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن . ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن . ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ). فالحديث الشريف اطلق على المؤمن الذي يفعل الحرام انه( حين )فعله لم يكن مؤمنا اي انه لم يكن مفهوم الايمان هو الذي شكل سلوكه وانما قد تشكل عنده سلوك بناءا على مفهوم غير ايماني وكان ناتج وجود هذا المفهوم اللاايماني انه اوجد سلوك غير ايماني وقوله عليه السلام (حين ) اشارة الى ان المفهوم الذي نشا عنده هو مفهوم آني اي حال اقترافه الاثم وليس على الاطلاق اي انه نفى عنه الايمان فقط حين تشكلت الثغرة ...
فمرجع الامر اذن الى التحام الفكرة الايمانية بالمشاعر فاذا التحمت وتفاعلت تلك الفكرة الايمانية مع المشاعر فان المفهوم الذي يتشكل بصورة حتمية هو المفهوم الايماني واذا التحمت الفكرة الغير ايمانية مع المشاعر فان المفهوم الغير ايماني هو الذي يتشكل وبالتالي يوجد السلوك الغير ايماني بصورة حتمية وبناء عليه فان الثغرة هي عبارة عن مفهوم يتشكل في النفس ويخالف الاطار العام للفكر الذي يحمله الانسان... فالمسلم حين يعمل الحرام تتشكل عنده الثغرة لان الفكرة التي شكلت الثغرة مخالفة للاطار العام لافكاره في حين ان الراسمالي حين يتصدق او ينفق في اوجه الخير فان ذلك يعتبر ايضا ثغرة في سلوكه لان هذا المفهوم نتج عن فكر مغاير للاطار العام للفكر الذي يحمله ....
والمفهوم يتشكل دائما بصورة انية اي كلما هم الانسان بالقيام بالعمل فان عملية الانصهار بين الفكر والشعور تتم فالمسلم يصلي في اليوم خمس فروض وفي كل فرض يتشكل مفهوم الصلاة قبل القيام بالصلاة ولذلك قد يقبل الله صلاة ويرفض اخرى وقد تصح صلاة وتبطل اخرى وكل ذلك عائد الى شكل المفهوم الذي تشكل ... ولذلك يحاسب العبد على كل عمل على حده وليس بالجملة او بالعموم ...
فالسلوك ناتج عن المفهوم بصورة حتمية واذا حصلت ثغرة فانها تحصل بما يحويه القلب من افكار مغايرة للفكر العام الذي يحمله الانسان وهنا يدخل دور القلب في النفس وفي تشكيل السلوك حيث ان العقل يحمل الافكار ويميز بينها ...والمشاعر تشكل الدوافع للاشباع والتحرك وبتفاعلهم والتحامهم يحدث المفهوم ... اما اين يحصل هذا الالتحام بين الفكر والشعور وهذا الانصهار ؟؟ فمحله القلب حيث يشكل القلب المعمل الذي يحصل فيه التفاعل بين الفكر والشعور...
ولتوضيح ذلك نقول ان الانسان يحمل خليطا من الافكار منها ما يتناسق مع عقيدته ومنها ما يخالفها فاذا اجتمع الفكر مع المشاعر في القلب فان عملية الانصهار قد تشوبها شوائب فيخرج الفكر اما خالصا نقيا او به شوائب فالمجاهد الذي التحم فكره بمشاعره وشاب عملية الالتحام شائبة الرياء فان السلوك الناتج ليس سلوكا ايمانيا صافيا خالصا لله تعالى فيكون سلوكه سلوكا غير ايماني وما ذلك الا بسبب تلك الشائبة التي احبطت عمله وتكون الشائبة عملت عمل القرصان الذي خطف العمل وابطله ... وقد تكون الشائبة التي التحمت مع المشاعر فكرة غير اسلامية كالفكرة التي شكلت سلوك الزاني فتعطلت المعالجة الشرعية للمشاعر الثائرة والتحمت بها معالجة غير شرعية فتشكل مفهوم غير شرعي وبالتالي سلوك غير شرعي اي الثغرة ...
فليس مجرد امتلاك العقل الافكار انه يملك القدرة على الالتحام بالمشاعر ,بل لا بد من وجود القلب الذي يشكل الية الالتحام والصهر ولو كان مجرد وجود الفكر والمشاعر فقط كفيلا بوجود المفهوم لوجدنا انسانا مسلما ميكانيكيا لا يتخلف ولا يخطا ويكون المسلم صورة طبق الاصل عن اخيه المسلم في سلوكه فكثير من شرائح الناس وجماعاتهم تحمل نفس الافكار تقريبا وعندها نفس المشاعر ولكن الفرق بينهم هو نوعية القلب الذي في صدورهم ....اي الفرق في المعمل او في الية الصهر التي تختلف من انسان لاخر ... ولذلك كان لوجود القلب وصحته ومرضه دور هام في التفاعل بين الفكر والشعور وفي تشكيل المفهوم الذي يحدد السلوك .
gareeb
20-04-2011, 12:38 PM
تتمة لما سبق
فكل ذلك مصنعه القلب فكلما كان القلب صحيحا تقيا مؤمنا كلما قلت الشوائب وقل التحامها بالمشاعر وقل عمل القرصان وقلت الثغرات وكان المفهوم نقيا صافيا قويا ثابتا كالجبال الراسخة وكلما وهن القلب ومرض وضعف كلما زادت الشوائب التحاما بالافكار والمعالجات وتشكلت وكثرت الثغرات وتشكلت مفاهيم ضعيفة مخلخله تعصفها الرياح وتفرقها الاحداث ....وكلما استفحل المرض والضعف في القلب كلما اصبحت الثغرات هي الاطار العام لسلوكه حتى يموت القلب فيكون حال الانسان حال الكافر اعاذنا الله واياكم من امراض القلوب ومن موتها ....
ولذلك نجد الفرق بين اثنين درسوا وحملوا نفس الافكار وكان احدهما اكثر فكرا وارجح عقلا من صاحبه في حين ان الذي اقل فكرا وعقلا قد نجد سلوكه في تصرف ما اعلى وامتن واثبت من اخيه في الوقت الذي لم يفقه من الفكرة ما يفقه اخيه ولا يعبر عنها ببلاغة اخيه فالسبب ليس المشاعر ولا الفكرة ووضوحها او قوتها عند احدهم وانما السبب ان عملية الانصهار لهذا المفهوم كانت عند الاقل عقلا افضل واعلى نقاءا وصفاءا من اخيه الذي يعلوه في الفكر والفهم فيتشكل السلوك ويتمايز الاثنان بمستوى ذلك السلوك بناءا على ما في قلب كل منهما ....
فالسلوك لم ينشا من مجرد فكرة التحمت وانصهرت بمشاعر (المفهوم ) وانما كان لعملية انصهارها دور في نوع ونقاء ذلك السلوك... وعملية الانصهار لها دور كبير في نوعية المعمل (القلب ) الذي يصهر هذه الافكار مع المشاعر فان المعمل ومن يعمل فيه والمواد المستخدمه في عملية الصهر كل ذلك له دور مهم في مستوى ذلك المفهوم وصفائه ونقائه تماما كالمعدن فان معمل صهر الذهب يحتاج الى مواصفات تختلف عن صهر الحديد والشوائب التي تفسد الذهب ليست كالشوائب التي تفسد الحديد... ولذلك كان القلب اصل العمل وبه توزن اعمال العباد وبه تقبل او ترفض ولذلك ارجعت الادلة الشرعية العمل في اساسه الى القلب لانه الذي يصيغ المفهوم من خلال صهر الفكرة بالشعور ويكون هذا الصهر تبعا لما في القلب من صحة او مرض اي من افكار نقية او شوائب خبيثة فمهما كانت الافكار في العقل واضحة جلية فان ذلك لا يعني ان المفهوم الذي يتشكل مفهوما نقيا او صحيحا لان عملية الصهر لم تحدث بعد ولان ما في القلب قد يبعد او يضعف ما يحمله العقل ... ولا يمكن الحكم على سلوك انسان بما عنده من افكار لان عملية الصهر لم تحدث بعد كما ان الله عز وجل لا يحاسب احد على ما يفكر به ما لم يحول هذا التفكير الى مفهوم اي الى سلوك وهذا لا يتم الا بالتفاعل والانصهار بين الفكر والشعور... فالقلب اذن محط اجتماع الطاقة الحيوية والعقل ومنه يخرج المفهوم فيتحدد السلوك ولذلك كان القلب اصل العمل ومنشا السلوك ولكونه الاصل نسبت الادله الشرعية له العمل ولم تنسبه الى العقل مع ان العقل هو اداة المعلومات والربط وهو الذي يحمل الفكرة ويميز بين الفكرة السليمة والسقيمة الا ان هذا لا يكفي لتشكيل المفهوم وانشاء السلوك السليم او السقيم فقد تدخل الفكرة الى القلب صحيحة جلية واضحة وتخرج من القلب بمفهوم فيه من الشوائب ما يجعل السلوك سلوكا هابطا وغير مقبول وما ذلك الا بسبب ما علق بالفكرة من شوائب اثناء عملية الانصهار في القلب ... فالعالم الذي يريد ان يدعو الى الله كانت فكرته صحيحة سليمة فاذا دخلت القلب وشاب عملية الصهر شائبة واحده فقط مثل حب الظهور فان المفهوم والسلوك الناتج ليسوا بالنقاء الذي يقبل الله به العمل وينقلب العمل على صاحبه وبالا ... فالفكرة(الدعوة الى الله ) قبل دخولها القلب كانت صحيحة الا ان عملية الانصهار هي التي حددت ان المفهوم صحيح او لا وليس مجرد الفكرة وحدها ...
ولهذا تبرز اهمية القلب في العمل فهو المعمل الذي به يصاغ المفهوم من خلال الانصهار الفكري الشعوري وبالتالي ينشاء السلوك
ونعرض هنا بعض الادلة بعض الادلة التي تشير الى علاقة القلب بالعمل :
1.قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت وطابت صلح لها الجسد وطاب ، وإن سقمت وفسدت سقم الجسد كله وفسد وهي القلب
والمقصود بصلح لها الجسد او سقم الجسد هو صلاح النفس وفسادها وليس الصلاح او الفساد العضوي (الصحة والمرض) ودليل ذلك ان هذا الحديث يتكلم عن الحلال والحرام اي عن السلوك فنص الحديث هو (الحلال بين ، والحرام بين ، وبينهما مشبهات لا يعلمها كثير من الناس ، فمن اتقى المشبهات استبرأ لدينه وعرضه ، ومن وقع في الشبهات : كراع يرعى حول الحمى يوشك أن يواقعه ، ألا وإن لكل ملك حمى ، ألا وإن حمى الله في أرضه محارمه ، ألا وإن في الجسد مضغة : إذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ، ألا وهي القلب)
فصلاح القلب اس من اسس صلاح السلوك وفساده اس من اسس فساد السلوك
2.) قول الرسول صلى الله عليه وسلم
(تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودا عودا ، فأي قلب أشربها ، نكتت فيه نكتة سوداء ؛ وأي قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء ، حتى تصير على قلبين : أبيض مثل الصفا فلا تضره فتنة ما دامت السموات والأرض والآخر أسود مربادا ، كالكوز مجخيا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا إلا ما أشرب هواه) وهذا دليل على ان الافكار تعرض على القلب وان القلب يحوي الكثير من الافكار الخليطه والمغلوطه... والفتن تعرض على القلب فاذا استقرت فيه (فاي قلب اشربها) كانت هذه الفكره جاهزة لعمل القرصان والاختلاط بالمشاعر المتحركة والانصهار معها بدل الفكرة الصحيحة ومن ثم ايجاد الثغرة بسلوك غير شرعي
3.قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " القلوب أربعة : قلب أجرد فيه مثل السراج يزهر وقلب أغلف مربوط على غلافه وقلب منكوس وقلب مصفح . فأما القلب الأجرد فقلب المؤمن فسراجه فيه نوره وأما القلب الأغلف فقلب الكافر وأما القلب المنكوس فقلب المنافق الخالص عرف ثم أنكر وأما القلب المصفح فقلب فيه إيمان ونفاق ومثل الإيمان فيه كمثل البقلة يمدها الماء الطيب ومثل النفاق فيه كمثل القرحة يمدها القيح والدم فأي المادتين غلبت على الأخرى غلبت عليه "
وفي هذا الحديث دليل على ان القلب يحوي افكارا صحيحة ومغلوطة وشبه الافكار المغلوطه بالقرحه اي هي المرض الذي وصفته الادلة بمواضع اخرى فاذا زاد المرض واستفحل فان النفاق او السلوك الغير شرعي هو الذي ينشا في حين انه شبه الافكار الصحيحه بالزرع الطيب الذي يوتي ثمارا طيبة وصحة في القلب بالتالي يشكل سلوكا شرعيا
كما ان الرسول عليه الصلاة والسلام قد بين ان القلوب انواع وهذا التنوع كان سببا بافراز اشكالا مختلفة من الشخصيات التي تنوع سلوكها مما يدل على ان مرجع الاختلاف في السلوك بين انسان واخر هو للقلب اي للمعمل الذي تنصهر فيه المشاعر والافكار فيتشكل المفهوم الذي يحدد السلوك بصورة حتمية
. وصف الكثير من الايات للاثم او العمل الصالح بانها نتاج القلب نذكر منها فقط اية واحدة كدليل من كثير
.
4 . قوله تعالى (ان تتوبا الى الله فقد صغت قلوبكما ...)الاية فوصف الله تعالى عمل امهات المؤمنين اللتان اقترفتا الاثم انه نتيجة ميلان القلب اي نتيجة عمل القلب
وغير ذلك الكثير الكثير من ادلة على ان القلب له الدور الكبير في تشكيل السلوك الصالح وغير الصالح وليس ذلك مرجعه لا الى المشاعر الدافعة للعمل ولا الى الفكر السليم او السقيم الذي يحويه العقل بدليل ان الذي يقترف الاثم اذا سئلناه اثناء اقترافه الاثم عن الحكم الشرعي في سلوكه فانها سيقر بانه يسلك مسلكا غير شرعي ويقترف اثما وذلك لان الحكم الشرعي لم يغب عن عقله اثناء ممارسته للاثم اي انه كان يعرف انه يقترف اثما وانه استبدل الفكر الشرعي الذي كان عنده بفكر غير شرعي حين اقترافه الاثم فالذي حصل ليس غياب الفكر الشرعي او نسيانه او فقدانه من عقله وانما الذي حصل هو استبدال الفكر الشرعي بفكر اخر عن تعمد وادراك فالعقل المميز كان موجودا والفكر الشرعي كان حاضرا والمشاعر كانت جاهزة للالتحام فقام صاحب الثغرة باستبدال الفكر الشرعي بفكر غير شرعي ساعة التحام المشاعر مع الفكر وهذا معنى( حين)في الحديث اما اين كان هذا الفكر اللاشرعي مختبئا كقطاع الطرق ليثب على المشاعر ويلتحم بها ويستبدل نفسه بالفكر الشرعي ؟؟..كان في القلب في احدى غرف المعمل وكان مختبئا. في الاعماق.... حيث يشكل القلب ذلك المعمل الذي يتم به عملية الانصهار والالتحام بين الفكر والشعور وهذه العملية (الانصهار ) تسمى بالمصطلح الشرعي بعملية التقوى او الفجور فعملية التقوى هي التي يتم بها الالتحام والانصهار بين المشاعر والفكر الشرعي ويحرص عمال التقوى على عدم دخول شوائب اثناء عملية الصهر والتفاعل ويكونون كالحراس يراقبون هذه العملية حتى تخرج نقية صافية لله وكلما صح القلب اي (المعمل ) كلما كان حراس التقوى اقوياء يقظين متنبهين لعدم تسلل اي من الشوائب الى عملية الانصهار بين الفكر والشعور اكرمنا الله واياكم بهؤلاء الحراس.......
وكلما ضعف القلب , ضعف هؤلاء الحراس وقلت يقظتهم وانتباههم فباغتتهم الشوائب وقفزت على عملية الانصهار بين الفكر والشعور فتلوث المفهوم فخرج بسلوك غير صاف ولا نقي لله تعالى او بسلوك مخالف كليا لامره وكلما مرض القلب زاد المرض في هؤلاء الحراس فاذا مات القلب مات هؤلاء الحراس فيصبح قطاع الطرق والشوائب هم الاصل وهم ملوك القلب واهله فلا يخرج من القلب الا مفهوما مغايرا لاوامر الله ولا يتشكل الا سلوكا مخالفا لحكمه اعاذنا الله واياكم من ذلك ...
في حين قد يكون العقل لا زال يملك الافكار الشرعية ولم ينساها ويتكلم وينظر بها الا انه عاجز عن تحويلها لمفهوم يشكل سلوكه ويغير مساره... وكم عاصرنا من عصاة ادمنوا المعصية وهم يبكون منها كارهين انفسهم بسببها ويعجزون عن الردة عنها ومفارقتها ويعلمون انهم يقترفون بذلك الاثم ويستحلون غضب الله عليهم الا انهم ماكثون في في المعصية مستمرؤن لها وليس سبب ذلك عدم وجود الفكر الشرعي عندهم وغيابه من عقلهم وانما بسبب عجزهم عن القيام بعملية انصهار بين الفكر الشرعي ومشاعرهم وسبب ذلك ان المعمل الذي يحول هذا الفكر الصحيح الى مفهوم مريض ومتعب وعاجز عن القيام بعملية صهر نقية وبسبب مرض وعجز جنود التقوى الذين يباشرون عملية الصهر النقية واحتلال القلب من قبل حراس اخرون مكانهم هم حراس الفجور الذين يحرصون على عدم حصول عملية صهر نقية حاليا.. او ان يكون ذلك المعمل مغلق حاليا.... ولاشعار اخر...
واستغفر الله العظيم لي ولكم ولجميع المسلمين
يتبع باذن الله [/size]
gareeb
20-04-2011, 02:26 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخ ابو عبد الرحمن حمزة المحترم
ولا :ان المصطلحات التي يصطلح عليها الحزب او اي جهة ما تقسم الى نوعين
1. مصطلحات خاصة بالحزب وهيكله واجهزته واساليبه للوصول الى تنفيذ طريقته وتحقيق اهدافه
2.مصطلحات فكرية عامة متعلقة بثقافته التي يريد الحزب ايجادها بين الناس
اما المصطلحات الخاصة مثل تعريف الحزب وتعريف الكتلة الحزبية او تعريف التفاعل او تعريف نقطة الانطلاق او تعريف الولاية او تعريف دول المجال او غير ذلك من مصطلحات خاصة في الحزب وهيكله واجهزته وطريقته فللحزب ان يصطلح كيفما شاء ويضبط هذه التعريفات بالضوابط التي يريد للتمشي مع طريقته والوصول الى غايته ولهذا لا ينكر على الحزب انه فرق بين معنى الحزب والكتلة الحزبية ولا ينكر على الحزب انه جعل نقاط التقاء بين المراحل لطريقته ولا ينكر على الحزب ايضا انه حدد دول المجال بشروط محدده وهكذا فالامر يعتبر من باب المصطلحات الخاصة ولا يسئل عن دليله في الوصول لهذا المصطلح حيث انه يكفيه ان هذا المصطلح يخدم هيكله وطريقته واهدافه فتعريف المادة مثلا لها تعاريف خاصة فعند اهل الفيزياء ليس تعريفها مثل اهل الكيمياء وليس تعريفها ايضا مثل اهل الفلسفة والفكر ...
واما المصطلحات الفكرية العامه فهي المصطلحات التي تتعلق بالافكار عامة وثقافته التي يعمل لايجادها بين الناس والتي لا يصح ان ان يصطلح الحزب او اي جهة بخصوصية الاصطلاح دونما دليل فلا يصح تعريف العقيدة او النهضة او المبدا او التفكير او الاحساس او النظام الاقتصادي او ... الا بدليل يثبت صحة هذا التعريف وصلاحية الاصطلاح فالاصطلاحات الفكرية ليست بابا مفتوحا لكل من يريد ان يلجه ويضع بصمته عليه وانما للاصطلاح العام اصول اقلها اقامة الدليل على هذا الاصطلاح ولذلك لا يحق للحزب ان يعرف الروح او العقل او البحث العلمي او البحث العقلي او... الا باقامة الدليل على هذا التعريف ...
ولذلك لا يصح القول (نحن كحزب تبنينا مصطلحات معينة للألفاظ فعندما نستخدمها يصرف اللفظ للمصطلح الذي تبنيناه فمثلا قولك البحث العلمي له مدلول يتعلق ببحث العلوم التجريبية فالاولى ان تقول البحث العقلي) ان قولك هذا اخي غير دقيق لان البحث العلمي قضية ليست خاصة بنا وانما هي مصطلح لمدلول عالمي وليس دقيقا ما ورد من ان هذا المصطلح خاص او يدل على العلوم التجريبية فهذا قول غير دقيق حيث ان العلوم التي نصت عليها الادلة الشرعية كانت بالاصل تعني العلوم الشرعية فالبحث الشرعي هو بحث علمي لان مصدره العلوم الشرعية وهي اعلى العلوم وارفعها درجة ووردت الادلة المستفيضه على اطلاق لفظ العلم والعلماء عليها ولذلك لا يصح اخراجها من ما يسمى بالبحث العلمي وتقديم العلوم التجريبية عليها في الاصطلاح فالاصل هي وليس ما قاله علماء العصور المتاخرة حين انكروا الغيبيات وانكروا الدين وجعلوا اي بحث لا يخضع للعلوم التجريبية المحسوسة هو افيون و تاخر وتخريف وانحطاط فتخصيص البحث العلمي بالعلوم التجريبية منشاءه محاربة الدين ومحاربة الغيبيات ومحاربة الكنيسة وهو مصطلح متاخر وليس قديم في حين ان العلوم الشرعية واللغوية كانت على مر العصور ينظر الى البحث فيها على انها ابحاث علمية وليست عقلية
واما قولك اخي الكريم (فالاولى ان تقول البحث العقلي ) فهذا غير دقيق ايضا فالبحث العقلي هو ما كان العقل اساس البحث فيه ومسالة الروح ليست كذلك وانما دل العلم الشرعي عليها وليس العقل فهي ليست كمسالة اثبات وجود الله وهي ليست كمسالة اثبات ان القران كلام الله وانما هي نقلية بحته في اثباتها وبعض متعلقاتها فلم نكن نعرف وانى لنا ذلك اي شكل عن الروح لولا النص النقلي ...فالدليل عليها هو دليل نقلي خالص وليس دليلا عقليا ... صحيح ان القران ثبت بالعقل الا ان معنى الدليل العقلي ليس بانه ما ورد في القران وانما ما اقام العقل البرهان عليه والعقل لم يقم البرهان على الروح وانما النص النقلي فيكون البحث شرعيا محضا وليس للعقل الا تحديد مناطه فقط ....
ثانيا :واما قولك (ضوابط بحث المحسوس واللا محسوس كلامك هنا وتقسيمك غير دقيق فالبحث في اي شئ اما ان يكون واقع تحت الحس واما ان يكون غير واقع تحت الحس وبالتالي اما ان يكون دليله عقليا او نقليا والذي يعيّن كون الدليل عقلياً أو نقلياً هو واقع الموضوع الذي يبحث)
لم اجد في كلامك ما يخالف ما قلته انا فيما سبق حيث ان المحسوس هو ما يقع عليه الحس واللامحسوس هو ما لا يقع تحت الحس !!! ونحن حتى هنا اظنني متفقون على ذلك ...واما ان الذي يعين كون الدليل عقليا او نقليا فانا متفق معك على ذلك ايضا ولم اقل غير هذا الكلام وهذا ما قلته انا ايضا والنص كما يلي
(اولها : اذا كانت الروح محسوسا كان ادراكها وادراك ذاتها وصفاتها امرا ممكنا ميسورا وبالتالي كان للعقل ان يحكم على وجودها بصورة قطعية كونها شيئا محسوسا وعلى ذاتها بصورة ظنية)
وهنا لم اتعرض للدليل النقلي بشئ فطالما ان الروح محسوسة فانني حصرت الموضوع بالدليل العقلي ولم اتكلم عن الدليل النقلي بشئ!!
(ثانيا : اذا كانت الروح شيئا غير محسوس في ذاته واثره كالملائكة والجنة والنار فان قواعد البحث العلمي تفرض علينا ان نرجع الى الادلة النقلية في ما نصت عليه من اثبات الروح وتوصيفها وليس لنا الا ان نقبل بالنص دونما اي اجتهاد فهو امر غيبي ونقف عند الامور الغيبية بما يرد به النص دونما زيادة او نقصان ودونما اجتهاد لانها من الامور الغيبية التي لا يقع عليها حس ولا يدركها عقل فنؤمن بها كما يرد بها النص وفقط)
وهنا تاكيد على ان البحث في اللامحسوس او الذي لا يقع عليه الحس يجب ان يبحث بالدليل النقلي وليس العقلي لانه غير محسوس !!! .
(ثالثا : اذا كاتت الروح من الامور الغيبية التي ارشدنا الدليل النقلي على وجودها وعلى اثرها وحدد لنا بصمات لها وكان لها دور في حياتنا فاننا نعتمد ما ورد به الدليل النقلي مع الاجتهاد في الحكم على ما يقع الحس عليه من اثار او بصمات للروح او على حياتنا , ونسمح للعقل الاجتهاد بما ورد به النص النقلي تطبيقا على ما وقع الحس عليه ولا نسمح للعقل ان يتجاوز هذه الحدود لان ذلك هو الشطط والخيال الذي وقع به الكثير من الفلاسفة والمتكلمين من المسلمين ومن غيرهم )
وهنا ايضا تاكيد لما سبق مع خصوصية الاجتهاد
فنا متفق معك على ان الامر المحسوس دليله عقلي وان الامر الغيبي دليله نقلي ولما كانت الروح بالاصل غيبية فما كان لنا بد الا الرجوع الى الدليل النقلي لاثباتها ومعرفتها
هذا ما ارشدني عقلي من فهم تعليقك فان كان غير ذلك فارجو ان توضح اين وبالمزيد من التفصيل
وبارك الله فيك ....
ابواحمد
20-04-2011, 08:17 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاخ الفاضل قريب جعلك الله من المقربين .
اتابع كثيرا مما تكتب واغبط فيك نشاطك وفاعليتك وغزارة كتاباتك ، ولاشك ان فيها بعض الصوب الذي نستفيد منه ، لكن البعض الاخر ليس الا مجرد تنظيرولايحمل قيمة فكرية .
ورغم انه ليس لدي الوقت الكافي للتعليق على كثير مما ورد في مقالاتك، الا انني احببت ان اعلق فقط عل فكرة بسيطة ـــ وردت في مقالك الخامس ( الروح والنفس) ـــ بقدر الوقت المتاح لي. قلت في مقالك: ( فالميت والنائم تتعطل اعضائهم وقواهم بسبب خروج الروح ).وهذا لاشك بأنه مخالف للحقيقة الفكرية الشرعية وللواقع المحسوس في الانسان. لان الروح سر الحياة في الانسان، لاتفارق الانسان ولا تخرج منه الاعند انتهاء اجله ، أي عند الموت فقط وليس عند النوم كما تفضلت. والذي يقبظ عند النوم هو النفس التي هي القوة العاقلة . بدليل الآية " الله يتوفي الا نفس حين موتها ، والتي لم تمت في منامها ، فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الاخرى الي اجل مسمى ...." الاية .
ومعني الاية ان الله يتوفى النفس مع الروح حال انتهاء الاجل، ويتوفى النفس فقط عند المنام حتي تستوفي الروح اجلها . بدليل قوله تعالى" فيمسك التي قضى عليها الموت (أي النفس مع الروح التي استوفت اجلها) ، ويرسل الاخرى ( أي النفس) الي اجل مسمى" ( أي حتى يأتي الروح اجلها المحدد ).
أي الله يتوفى النفس مع الروح التي استوفت اجلها ، ويتوفي الروح فقط حال المنام ، ثم يمسك النفس والروح التي قضى عليها الموت ، ويرسل نفس النائم حتي يأتي اجل الروح . هذا هو المعنى.
ثم ان المشاهد المحسوس في الانسان ان الروح والتي هي سر الحياة ،لاتفارقه حال نومه،بدليل وجود مظاهرها ، وهي الحركة والنمو. والذي يحصل هو غياب القوة العاقلة أي النفس عنده حال نومه ، وهذا هو سبب رفع القلم ( أي الاثم) عنه حال نومه ،لانه لاعقل له.
اما الانسان الذي انتهى اجله،فالمشاهد انه تنعدم لديه مظاهر الحياة ، وهي الحركة والنمو، بالاضافة الي القوة العاقلة وهي النفس .
هذا ما احببت ان الفت نظركم اليه اخي الكريم ، داعيا الله ان يرزقنا و يلهمنا جميعا صواب الفهم والقول والعمل ، والاخلاص في الفهم والقول والعمل . راجيا ان لايفسد قولي هذا للود قضية بيننا. ودمتم
gareeb
21-04-2011, 10:00 AM
الاخ ابو احمد المحترم
احببت قبل الرد على تعليقك ان استوضح منك عدة نقاط قبل الخوض بالرد وحتى لا يلتبس الامر على وحتى يكون ردي في مكانه
اولا الرجاء توضيح هذه العبارة وكيف فهمت منها ان النفس هي القوة العاقلة حين قلت ( الذي يقبظ عند النوم هو النفس التي هي القوة العاقلة . بدليل الآية " الله يتوفي الا نفس حين موتها ، والتي لم تمت في منامها ، فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الاخرى الي اجل مسمى ...." الاية .
ومعني الاية ان الله يتوفى النفس مع الروح حال انتهاء الاجل، ) وهل القوة العاقلة هي العقل فقط ام ماذا ؟؟
ثانيا : لم افهم معادلة النفس والروح حال النوم وكيف يتم قبضهما او قبض احداهما فهلا تفضلت وفصلت هذه النقطة بصورة اوضح
ثالثا : ما الداليل في قولك (ثم ان المشاهد المحسوس في الانسان ان الروح والتي هي سر الحياة ،لاتفارقه حال نومه،بدليل وجود مظاهرها ، وهي الحركة والنمو) فما الدليل ان الحركة والنمو من مظاهر الروح
رابعا : ماذا قصدت في هذه العبارة من ان الحركة والنمو من مظاهر الحياة (اما الانسان الذي انتهى اجله،فالمشاهد انه تنعدم لديه مظاهر الحياة ، وهي الحركة والنمو،) اليس هذه العبارة تناقض عبارتك التي قلت فيها ان الحركة والنمو من مظاهر الروح؟؟ !!!
واخيرا : هلا وضعت اصبعي وارشدتني بارك الله لك على العبارات التي فيها تنظير كي اعدلها او احذفها
وبارك الله فيك
ابوعبدالرحمن حمزة
22-04-2011, 11:56 PM
اولا :
قولك (ولنا في اصول البحث العلمي قواعد ضابطة تحدد لنا كيفية بحث المحسوس وكيفية بحث اللا محسوس وهذه الضوابط على ثلاث ضروب : )
قولك اصول البحث العلمي هذا مصطلح له مدلول يتعلق بالعلوم التجريبية فالاولى ان تقول البحث العقلي .
ذلك لان البحث العلمي قضية ليست خاصة بنا وانما هي مصطلح لمدلول عالمي حديث وهو يتعلق بالعلوم التجريبية وقد الحق علماء الغرب البحث في الانسان على نفس المنهج التجريبي وجعلوا علم الاجتماع والنفس وغيرها علوما .
اما القول ( العلوم التي نصت عليها الادلة الشرعية كانت بالاصل تعني العلوم الشرعية فالبحث الشرعي هو بحث علمي لان مصدره العلوم الشرعية وهي اعلى العلوم وارفعها درجة ووردت الادلة المستفيضه على اطلاق لفظ العلم والعلماء عليها ولذلك لا يصح اخراجها من ما يسمى بالبحث العلمي وتقديم العلوم التجريبية عليها في الاصطلاح فالاصل هي وليس ما قاله علماء العصور المتاخرة حين انكروا الغيبيات وانكروا الدين وجعلوا اي بحث لا يخضع للعلوم التجريبية المحسوسة هو افيون و تاخر وتخريف وانحطاط فتخصيص البحث العلمي بالعلوم التجريبية منشاءه محاربة الدين ومحاربة الغيبيات ومحاربة الكنيسة وهو مصطلح متاخر وليس قديم في حين ان العلوم الشرعية واللغوية كانت على مر العصور ينظر الى البحث فيها على انها ابحاث علمية وليست عقلية )
فلا علاقة له بمعنى (اصول البحث العلمي ) فهذا الاصطلاح لم يرد اصلا في كتب السابقين وهو اصطلاح حديث وهومصطلح لمدلول عالمي حديث له مدلول عند واضعيه ويتعلق بالطريقة العلمية في البحث .
وهذا لا يعني بأي وجه من الوجوه انتقاص العلوم الشرعية والثقافة الاسلامية .
قولك (في حين ان العلوم الشرعية واللغوية كانت على مر العصور ينظر الى البحث فيها على انها ابحاث علمية وليست عقلية )
هذا القول مردود فلم يرد في ابحاث السابقين على مر العصور على ان العلوم الشرعية واللغوية ابحاث علمية _وطبعا انا لا انفى هنا استخدام واطلاق لفظ العلم على العلوم الشرعية عند العلماء السابقين _فهذا المصطلح مصطلح حديث له مدلول عند واضعيه اما الذي نفيته انت من ان استخدام لفظ ابحاث عقلية فان كنت تعني كمصطلح بحث عقلي فلا انازعك في ذلك اما مدلول هذا المصطلح من ان العقل هو اساس البحث واساس الادلة فالواقع ان المسلمين كانوا يسيرون على الطريقة العقلية في بحث الثقافة الاسلامية ( العلوم الشرعية ) واستخدموا ايضا المنطق اما الطريقة العلمية التجريبية فقد كانوا يستخدموها في بحث العلوم الطبيعية.
فالثابت انهم قسموا الادلة في الابحاث الشرعية الى ادلة عقلية وادلة نقلية ( سمعية) وجعلوا العقل هو الاساس في اثبات عقائد الاسلام وجعلوا العقل اساس في اثبات حجية الادلة النقلية ،طبعا على اختلاف بينهم في تفاصيل ما دليله العقل وما دليله النقل .
قولك (ولا :ان المصطلحات التي يصطلح عليها الحزب او اي جهة ما تقسم الى نوعين
1. مصطلحات خاصة بالحزب وهيكله واجهزته واساليبه للوصول الى تنفيذ طريقته وتحقيق اهدافه
2.مصطلحات فكرية عامة متعلقة بثقافته التي يريد الحزب ايجادها بين الناس
اما المصطلحات الخاصة مثل تعريف الحزب وتعريف الكتلة الحزبية او تعريف التفاعل او تعريف نقطة الانطلاق او تعريف الولاية او تعريف دول المجال او غير ذلك من مصطلحات خاصة في الحزب وهيكله واجهزته وطريقته فللحزب ان يصطلح كيفما شاء ويضبط هذه التعريفات بالضوابط التي يريد للتمشي مع طريقته والوصول الى غايته ولهذا لا ينكر على الحزب انه فرق بين معنى الحزب والكتلة الحزبية ولا ينكر على الحزب انه جعل نقاط التقاء بين المراحل لطريقته ولا ينكر على الحزب ايضا انه حدد دول المجال بشروط محدده وهكذا فالامر يعتبر من باب المصطلحات الخاصة ولا يسئل عن دليله في الوصول لهذا المصطلح حيث انه يكفيه ان هذا المصطلح يخدم هيكله وطريقته واهدافه فتعريف المادة مثلا لها تعاريف خاصة فعند اهل الفيزياء ليس تعريفها مثل اهل الكيمياء وليس تعريفها ايضا مثل اهل الفلسفة والفكر ...
واما المصطلحات الفكرية العامه فهي المصطلحات التي تتعلق بالافكار عامة وثقافته التي يعمل لايجادها بين الناس والتي لا يصح ان ان يصطلح الحزب او اي جهة بخصوصية الاصطلاح دونما دليل فلا يصح تعريف العقيدة او النهضة او المبدا او التفكير او الاحساس او النظام الاقتصادي او ... الا بدليل يثبت صحة هذا التعريف وصلاحية الاصطلاح فالاصطلاحات الفكرية ليست بابا مفتوحا لكل من يريد ان يلجه ويضع بصمته عليه وانما للاصطلاح العام اصول اقلها اقامة الدليل على هذا الاصطلاح ولذلك لا يحق للحزب ان يعرف الروح او العقل او البحث العلمي او البحث العقلي او... الا باقامة الدليل على هذا التعريف ...)
الحقيقة ان الاصطلاح هو إطلاق الأسماء على المسميات هو اتفاق جماعة على إطلاق اسم معين على شيء معين، أي جعل المعيّن يُطلق عليه اسم معين.
وهي تشمل جميع الاصطلاحات في المعارف الخاصة، سواء جرى الاصطلاح عليها في أيام العرب الأقحاح أو من قِبل علماء اللغة كالنحو والصرف والفقه وما أشبه ذلك، أم جرى الاصطلاح عليها من العلماء الذين جاءوا بعدهم، أو الذين يأتون فيما بعد إلى قيام الساعة كالهندسة والكيمياء والطب وما شاكل ذلك.
وهذا الاصطلاح هو وصف واقع، وهو إما أن يكون واقعاً عالمياً أو واقعاً لشيء معين عند قوم معينين، وكونه صحيحاً أو غير صحيح يُعرف من مطابقته للواقع الذي عرّفه، فإن طابق الواقع كان صحيحاً وإلا فلا. فإن كان تعريفاً لواقع عالمي مثل تعريف العقل والحضارة والمبدأ والروح وما شاكل ذلك، فإنه ملزِم لجميع العالم، ما دام جامعاً لجميع أفراده مانعاً من دخول فرد ليس من أفراده تحت التعريف، أي ما دام منطبقاً على الواقع الذي عرّفه وحده، أما إن كان تعريفاً لشيء معين عند قوم معينين كتعريف الفاعل عند أهل اللغة وتعريفه عند أهل النحو وتعريفه في اصطلاح قوم يطلقونه على العامل، فإنه يكون ملزِماً لهؤلاء القوم فقط، عند جميع العالم، ما دام جامعاً مانعاً.
اما كيفة التعامل مع المصطلحات من الناحية الشرعية فينظر فيها فإن كانت وصفاً لواقع معين مثل الحضارة ومعنى المبدأ وما شاكل ذلك فإنه يجوز أخذها كأخذ الاصطلاح العرفي عند المسلمين وتكون من قبيل المناط أي يؤخذ هذا الواقع كما اصطُلح عليه لوصف واقعة حتى يطبق عليه حكم الشرع. وأمّا إن كانت هذه الاصطلاحات تعني معنى معيناً يخالف المعنى الذي جاء به الإسلام فإنه لا يحل أخذ هذا الاصطلاح لهذه الكلمة لأنه أخذ لغير ما جاء به الشرع في أمر شرعي وهو حرام. فكلمة (الامبراطور) مثلا تعني الدولة التي تتكون من أجناس مختلفة ويتفاوت بينهم الاعتبار ويميز بعضهم على بعض وتميز منطقة على منطقة وماليتها مختلفة.. الخ. فهذا يخالف الإسلام، ولذلك لا يصح أن يقال عن الدولة الإسلامية الامبراطورية الإسلامية.
يتبع
ابوعبدالرحمن حمزة
23-04-2011, 12:10 AM
ثانيا :
ضوابط بحث المحسوس واللا محسوس كلامك هنا وتقسيمك غير دقيق فالبحث في اي شئ اما ان يكون واقع تحت الحس واما ان يكون غير واقع تحت الحس وبالتالي اما ان يكون دليله عقليا او نقليا والذي يعيّن كون الدليل عقلياً أو نقلياً هو واقع الموضوع الذي يبحث . فإذا كان الموضوع واقعاً محسوساً تدركه الحواس فإن دليله يكون عقلياً حتماً وليس نقلياً. وإن كان مما لا تدركه الحواس فإن دليله نقلي. ولمّا كان الدليل النقلي نفسه هو مما تدركه الحواس أي أن كونه دليلاً يدخل تحت الحس وتدركه الحواس، كان لا بد من أن يكون اعتبار الدليل النقلي دليلاً يصلح للاستدلال متوقفاً على ثبوت كونه دليلاً بالدليل العقلي.
وعليه فالقسمة التي ذكرتها وجعلتها ثلاث غير دقيقة فالقسمة هي اثنتان فقط وليس ثلاث وحتى يدرك صحة ما اقول لا بد من ادراك معنى ان يكون الموضوع واقعا محسوسا تدركه الحواس اي لا بد من ادراك ما هي الاشياء التي تقع تحت الحس فالمشاهد المحسوس للإنسان أن ما يقع تحت الحس أشياء مادية يحس بها الإنسان وقد يلمسها كالرغيف وقد يحسها ولا يلمسها كخدمة الطبيب ، وهناك أشياء معنوية يحسها ولا يلمسها كالفخر وكالثناء ، وهناك أشياء روحية يحسها ولا يلمسها كخشية الله وكالتسليم له في الشدائد والبحث في المحسوس لا يمكن أن يكون إلاّ بواقع يقع عليه حس الإنسان. إلاّ أن هناك أموراً أو أشياء لها واقع، ولكن هذا الواقع لا يمكن أن يحسه الإنسان ولا يمكن نقله بالحس، ولكن أثره يقع عليه حس الإنسان وينقل إلى الدماغ بواسطة الإحساس، فإن هذا النوع من الأمور يمكن أن تجري فيه العملية العقلية، أي يمكن أن يحصل فيه تفكير، ولكنه تفكير بوجوده لا بكنهه، لأن الذي نُقل إلى الدماغ بواسطة الحس هو أثره، وأثره إنّما يدل على وجوده فقط، ولا يدل على كنهه. فمثلاً لو أن طائرة كانت عالية جداً إلى حد أن العين المجردة لا تراها، ولكن صوتها تسمعه الأذن، فإن هذه الطائرة يمكن أن يحس الإنسان بصوتها، وهذا الصوت دليل على وجود شيء، أي على وجود الطائرة، ولا يمكن أن يدل على كنه هذه الطائرة. فالصوت المسموع والآتي من فوق هو صوت لشيء موجود، ومن تمييز حسه يُستدل على أنه صوت طائرة. فالعملية العقلية هنا جرت في وجود الطائرة، أي حصل التفكير بوجود الطائرة، وصدر الحكم بوجودها، مع أن الحس لم يقع عليها، ولكنه وقع على أثرها، أي على شيء يدل على الطائرة، فحُكم العقل عن وجودها من وجود أثرها. صحيح أنه يمكن أن يُعرف صوت طائرة الميراج من صوت طائرة الفانتوم، ويمكن الحكم على نوعها كما يمكن الحكم على أنها طائرة من تمييز نوع الصوت، ولكن معرفة أنها طائرة ميراج أو طائرة فانتوم إنّما أتى من تمييز الصوت، كما أن الحكم على أنها طائرة أو ليست طائرة قد أتى من تمييز الصوت. إلاّ أن هذا الحكم ليس حكماً على كنهها، بل هو حكم على نوع هذا الموجود من تمييز أثره.
سياق كلامك يدل على ان الروح التي تبحث فيها هنا هي بمعنى ( سر الحياة) والروح بهذا المعنى لا تقع تحت الحس تماما مثلها مثل ذات الله سبحانه ومثلها مثل الجنة والنار ليس هناك واقع يدل عليها وبالتالي فلا يمكن للعقل ان يبحثها فيقتصر فيها على ما ورد بالدليل السمعي ( النقلي ).
قولك (اولها : اذا كانت الروح محسوسا كان ادراكها وادراك ذاتها وصفاتها امرا ممكنا ميسورا وبالتالي كان للعقل ان يحكم على وجودها بصورة قطعية كونها شيئا محسوسا وعلى ذاتها بصورة ظنية .)
كلام غير دقيق اعني قولك (كان ادراكها وادراك ذاتها وصفاتها امرا ممكنا ميسورا) لانه ممكن ان يكون المحسوس محسوسا بأثره فقط وبالتالي يستطيع العقل ان يبحث بوجودها عقلا ولا يستطيع ان يبحث بذاتها وهذان بحثان وموضوعان البحث في وجودها محسوس هذا موضوع والبحث في ذاتها غير محسوس وهذا موضوع ثان والروح بمعنى سر الحياة لا يقع لا بذاته ولا اثره عقلا تحت الحس وانما اخبرنا ان سر الحياة من امر الله عز وجل فلا نزيد على ذلك .
وعلى كل حال فان موضوع الروح بمعنى سر الحياة لا علاقة له بموضوع الروح بمعنى ادراك الصلة بالله فهذا الموضوع بحث عقلي يقع تحت الحس وهو ما عالجه الحزب في ثقافته ونفى ان يكون الانسان مكون من مادة وروح والروح هنا بمعنى ادراك الصلة بالله .
قولك (ثانيا : اذا كانت الروح شيئا غير محسوس في ذاته واثره كالملائكة والجنة والنار فان قواعد البحث العلمي تفرض علينا ان نرجع الى الادلة النقلية في ما نصت عليه من اثبات الروح وتوصيفها وليس لنا الا ان نقبل بالنص دونما اي اجتهاد فهو امر غيبي ونقف عند الامور الغيبية بما يرد به النص دونما زيادة او نقصان ودونما اجتهاد لانها من الامور الغيبية التي لا يقع عليها حس ولا يدركها عقل فنؤمن بها كما يرد بها النص وفقط. )
وهذا ما ينطبق على بحث الروح بمعنى سر الحياة ، والشئ اذا كان غير محسوس في ذاته واثره يكون من الامور الغيبية وبالتالي فقولك (ثالثا : اذا كاتت الروح من الامور الغيبية ) هي نفس قولك ثانيا (غير محسوس في ذاته وأثره .
اما (التي ارشدنا الدليل النقلي على وجودها وعلى اثرها وحدد لنا بصمات لها وكان لها دور في حياتنا فاننا نعتمد ما ورد به الدليل النقلي مع الاجتهاد في الحكم على ما يقع الحس عليه من اثار او بصمات للروح او على حياتنا , ونسمح للعقل الاجتهاد بما ورد به النص النقلي تطبيقا على ما وقع الحس عليه ولا نسمح للعقل ان يتجاوز هذه الحدود لان ذلك هو الشطط والخيال الذي وقع به الكثير من الفلاسفة والمتكلمين من المسلمين ومن غيرهم .... ) فكلام لا ينطبق على الموضوع المبحوث ( الروح بمعنى سر الحياة ) لان قولك انه من الامور الغيبية يعنى انه لا يقع تحت الحس فكيف يكون من الامور الغيبية مع انك تقول مع الاجتهاد في الحكم على ما يقع عليه من اثار وبصمات للروح ؟؟؟؟؟
فان عنيت اثر الروح ( سر الحياة) هي الحياة فالحياة واقع محسوس يقع تحت الحس يمكن ان يبحث عقلا اما الروح التي هي سر الحياة فلا اعني لا تقع تحت الحس ولا يمكن بحثها عقلا وكذلك العلاقة بين الروح ( سر الحياة ) ومظهرها ( الحياة) لا تقع تحت الحس ولا يمكن بحثها عقلا فهي من الامور الغيبية .
واللبس وقع من الخلط بين الموضوعين وجعلهما موضوع واحد موضوع الروح بمعنى سر الحياة وموضوع الحياة التي تدب في كل ماهو حي فالحياة تقع تحت الحس ويمكن بحثها عقلا اما الروح التي هي سر الحياة لا يمكن بحثها عقلا ولا تقع تحت الحس واخبرنا انها اي الروح (سر الحياة ) انها من الله ولا نعلم عنها شيئا غير ذلك ولا ندرك علاقتها بالحياة فهي اي الروح سر الحياة لاحظ سر
قولك (ولذلك نبحث في معنى الروح كاساس لبحث هل الانسات مكون من مادة وروح ام لا ؟؟)
هذا البحث لاعلاقة له بثقافة الحزب ولم يبحثه الحزب على هذا الوجه بل ان الخطأ في فهم موضوع ان الانسان مكون من المادة والروح جاء نتيجة هذا الخلط والظن بان الروح هنا بمعنى سر الحياة ، فموضوع ان الانسان مكون من مادة وروح بمعنى سر الحياة ليس موضع بحث فمن المسلم بتشديد اللام ان الانسان فيه الروح بمعنى سر الحياة .
وللحديث بقية
gareeb
23-04-2011, 11:21 PM
الاخ عبد الرحمن حمزة المحترم
ان ما تفضلت به من الرد يحوي نقاط اساسية في البحث واخرى فرعية ...وحتى لا نقع في التكرار الممل وحتى لا نفقد البحث جوهره احب ان اركز في ردي على النقاط الجوهرية التي تمس اصل البحث ونواته فمداومة النقاش في بعض النقاط مثل كلمة البحث العلمي او اختلافنا على اصول الاصطلاح او معناه او ... فان ذلك يبعدنا عن اصل الموضوع الذي هو المادة والروح ولذلك فاني سوف احاول ان اجعل الرد في هذه الدائرة حتى لا يتفرق البحث ويتشتت المعنى واحب ان اسالك عدة اسئلة لعلك ان اجبت عليها كان في اجاباتك حصرا لموضوع النقاش وتثبيت اصوله ..
اولا : ما اصل البحث في موضوع ان الانسان مادة وروح ؟
ثانيا : ما هي الابحاث التي كانت متعلقة مباشرة بهذا البحث ولماذا ؟؟
ثالثا : ما هو الدليل على ان الروح هي ادراك الصلة بالله ؟ وهل اليهودي والمسيحي عندهم روح(بهذا المعنى ) ام لا؟؟
رابعا :ما هو الدليل على قولك هذا (اما الروح التي هي سر الحياة لا يمكن بحثها عقلا ولا تقع تحت الحس واخبرنا انها اي الروح (سر الحياة ) انها من الله ولا نعلم عنها شيئا غير ذلك ولا ندرك علاقتها بالحياة فهي اي الروح سر الحياة لاحظ سر ) فما الدليل على انها من الاسرار وانها في علم الله فقط وانه لا يمكن بحثها ؟؟
خامسا : واما بالنسبة للمحسوس واللامحسوس وان الاشياء اما ان تقع تحت الحس او لا تقع فهذا صحيح ولكن الاضافة لهذا الكلام ان الروح لا تقع تحت الحس الا بما ارشد اليه الدليل النقلي فهي من الغيبيات من حيث اننا لم نكن لنعلم ان النائم تقبض روحه الا بالنص النقلي فهي من الغيبيات من هذا الباب ...ولما عرفنا الفرق بين النائم والمستيقظ فان بعض مظاهر الروح وقعت تحت احساسنا فاصبحت هذه المظاهر محسوسة الا ان اصل الحس بانها من مظاهر الروح وليس مظاهر لشيئ اخر مرجعه الدليل النقلي ..فاصل الاحساس بها النص النقلي وليس وقوعها تحت الاحساس كرؤية الطير او لمس الرغيف ...ولهذا فان هذا النوع من الاحساس له حالة خاصة ليست كحالة رؤية الطير او لمس الرغيف ولهذا فهو حالة ثالثة .
واخيرا اخي انني لم ارجع البحث الى ثقافة الحزب ولم اربطه بفهم الحزب ولا بالمعاني التي اصطلح عليها الحزب للروح وانا على دراية بنظرة الحزب للمسالة وكيفية تناولها ولم اعرج على اي معنى من معانيها المطروحة في ثقافة الحزب ولذلك لا يصح ان تربط بين ما اطرحه انا وما طرحه الحزب الااذا كان بحثي على نفس نمط الحزب وخالفته بجزئية ما ... فانا تناولت البحث من خلال الادلة النقلية لمعنى الروح والواقع التي اشارت عليه الادلة النقلية في حين ان الحزب تناولها بصورة فكرية بحته بعيدة عن النص النقلي فالبحثان كل في صعيد !!
فاذا كان تصورك لمعنى الروح مخالف لما تم طرحه بفهمي لبعض الادلة ولربطها بسر الحياة فالاحرى ان تناقش ذلك الفهم وتلك الادلة وتثبت ان البحث لا يبحث على هذه الهيئة وانما يبحث كما ذكره الحزب وان فهم الادلة مغلوط !!
ولذلك ارجعك اخي للاسئلة التي ذكرتها حتى نؤصل البحث بالطريقة الصحيحة وحتى لا نتكلم بلغتين او بموضوعين
وبارك الله فيك
ابوعبدالرحمن حمزة
24-04-2011, 01:24 PM
قولك (اما لفظ الروح فهي من الالفاظ المشتركة التي تدل على اكثر من معنى )
قال في القاموس المحيط (الرُّوحُ، بالضم ما به حَياةُ الْأَنْفُسِ، ويُؤَنَّثُ، والقرآنُ، والوَحْيُ، وجبريلُ، وعيسى، عليهما السلامُ، والنَّفْخُ، وأمْرُ النُّبُوَّةِ، وحُكْمُ اللّهِ تعالى، وأمْرُهُ، ومَلَكٌ وجْهُهُ كَوَجْهِ الْإِنْسانِ وجَسَدُهُ كالملائكَةِ، وبالفتح الرَّاحَةُ، والرَّحْمَةُ، ونَسيمُ الرِّيحِ )
و تعيين معنى اللفظ المشترك وتخصيصه بأحد معانيه يفتقر إلى قرينة، فلا بد له من قرينة تبين المعنى المراد، ويجوز استعمال المشترك في جميع معانيه معاً على سبيل الحقيقة بدليل وقوعه في القرآن، قال تعالى: (إن الله وملائكته يصلّون على النبي) والصلاة من الله مغفرة ومن غيره استغفار، فالصلاة لفظ مشترك بين المغفرة والاستغفار، وقد استُعملت فيهما دفعة واحدة، فإنه أسندها إلى الله تعالى وإلى الملائكة، ومن المعلوم أن الصادر من الله تعالى هو المغفرة لا الاستغفار، ومن الملائكة الاستغفار لا المغفرة ويجب حمل المشترك على جميع معانيه عند عدم القرينة المخصصة احتياطاً في تحصيل مراد المتكلم، إذ لو لم يحمل على جميع معانيه للزم إهمال اللفظ أو لزم الترجيح بلا مرجِّح، فإنه إن لم يحمله على واحد من معانيه لزم تعطيل اللفظ وإهماله في معنى من معانيه، وإنْ حَمَله على واحد من معانيه دون الآخر فإنه يكون ترجيحاً بلا مرجّح، ولهذا فإن تخصيص المشترك في معنى من معانيه لا بد له من قرينة مخصصة في ذلك المعنى، وإن لم توجَد القرينة وجب حمله على جميع معانيه.
قولك (فقد وردت بمعنى جبرائيل عليه السلام بقوله تعالى (نزل به الروح الامين على قلبك لتكون من المرسلين )) والذي عين هذا المعنى القرينة بان الذي نزل بالقرآن على الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم هو جبريل عليه السلام
قولك ( ووردت الروح بمعنى المسيح عليه السلام في قوله تعالى (انما المسيح عيس ابن مريم رسول الله وكلمته القاها الى مريم وروح منه ) )
وروح هنا مختلف في فهمها عند المفسرين وما قلته انت من ان الروح هنا بمعنى المسيح بعيد .
قال المفسرون ( وَرُوحٌ مّنْهُ أي : أرسل جبريل فنفخ في درع مريم فحملت بإذن الله ، وهذه الإضافة للتفضيل ، وإن كان جميع الأرواح من خلقه تعالى . وقيل قد يسمى من تظهر منه الأشياء العجيبة روحاً ويضاف إلى الله ، فيقال هذا روح من الله ، أي : من خلقه ، كما يقال في النعمة إنها من الله وقيل : { رُوحُ مِنْهُ } أي من خلقه كما قال تعالى : { وَسَخَّرَ لَكُمْ مَّا فِى * السموات وَمَا فِي الأرض جَمِيعاً مّنْهُ } [ الجاثية : 13 ] : أي : من خلقه ، وقيل : { رُوحُ مِنْهُ } أي : رحمة منه ، وقيل : { رُوحُ مِنْهُ } أي : برهان منه ، وكان عيسى برهاناً وحجة على قومه .
قولك (ووردت بمعنى القوة والثبات والنصرة في قوله تعالى (اؤلئك كتب في قلوبهم الايمان وايدهم بروح منه )
وسمى نصره لهم روحاً لأن به يحيا أمرهم
قولك (ولم ترد كلمة الروح التي اطلق عليها فيما بعد بمعنى سر الحياة في القران بلفظ الروح في اي موضع بصورة قطعية الدلالة لهذا المعنى)
هذا الكلام غير دقيق قال تعالى (فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ) فمعنى الروح هنا قطعا ما تقوم به الحياة اي سر الحياة .من عبارات المفسرين الطبري ( وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي ) فصار بشرا حيا ، قال القرطبي : والروح : جسم لطيف ، أجرى الله العادة بأن يخلق الحياة في البدن مع ذلك الجسم ،وقال الشوكاني والمراد : جعله حياً بعد أن كان جماداً لا حياة فيه.
قولك (واما الاية التى اصطلح عليها الكثير من انها تعني سر الحياة لقوله تعالى (ويسألونك عن الروح قل الروح من امر ربي وما اوتيتم من العلم الا قليلا ) فهي اية ظنية الدلالة حيث ان علماؤنا اختلفوا في فهم الاية واسباب نزولها وهل هي مدنية ام مكية حيث ان الخلاف في فهم الاية قد تناول جميع اجزائها بداية من سبب النزول مرورا بما تعني كلمة الروح انتهاءا بما يعني وما اوتيتم من العلم الا قليلا ففهم البعض ان الروح المسؤول عنها في هذه الاية هي الروح التي وردت في سورة النباء في قوله تعالى (يوم يقوم الروح والملائكة صفا ) حيث قال بعضهم انها جبرائيل وقال بعضهم انه ملك كبير غير جبرائيل وقال بعضهم انهم اناس كبني ادم ولكنهم ليسوا بنو ادم وغير ذلك من التاويل والتفسير .. وقال اخرون ان الروح المقصود بها هنا ما تقوم به الحياة (سر الحياة ) وقال اخرون القران وقال اخرون غير ذلك ....
المهم ان الاية هي ظنية الدلالة ولم تقم حجة واضحة لاي قول مما قيل في تاويل معنى الروح المقصود بهذه الاية انه سر الحياة)
اقول
اولا : قال الشوكاني : قد اختلف الناس في الروح المسئول عنه ، فقيل : هو الروح المدبر للبدن الذي تكون به حياته ، وبهذا قال أكثر المفسرين . قال الفراء : الروح الذي يعيش به الإنسان لم يخبر الله سبحانه به أحداً من خلقه ، ولم يعط علمه أحداً من عباده فقال : { قُلِ الروح مِنْ أَمْرِ رَبّى } أي : إنكم لا تعلمونه ، وقيل : الروح المسئول عنه جبريل ، وقيل : عيسى ، وقيل القرآن ، وقيل : ملك من الملائكة عظيم الخلق ، وقيل : خلق كخلق بني آدم ، وقيل : غير ذلك مما لا طائل تحته ولا فائدة في إيراده ، والظاهر القول الأول ، وسيأتي ذكر سبب نزول هذه الآية ، وبيان السائلين لرسول الله صلى الله عليه وسلم عن الروح ، ثم الظاهر أن السؤال عن حقيقة الروح ، لأن معرفة حقيقة الشيء أهم وأقدم من معرفة حال من أحواله ، ثم أمره سبحانه أن يجيب على السائلين له عن الروح فقال : { قُلِ الروح مِنْ أَمْرِ رَبّى } « من » بيانية ، والأمر : الشأن ، والإضافة للاختصاص ، أي : هو من جنس ما استأثر الله بعلمه من الأشياء التي لم يعلم بها عباده ، وقيل : معنى { مِنْ أَمْرِ رَبّى } من وحيه وكلامه لا من كلام البشر . وفي هذه الآية ما يزجر الخائضين في شأن الروح المتكلفين لبيان ما هيئته وإيضاح حقيقته أبلغ زجر ويردعهم أعظم ردع ، وقد أطالوا المقال في هذا البحث بما لا يتم له المقام ، وغالبه بل كله من الفضول الذي لا يأتي بنفع في دين ولا دنيا .)
ثانيا : إن تخصيص اللفظ المشترك في معنى من معانيه لا بد له من قرينة مخصصة في ذلك المعنى، وإن لم توجَد القرينة وجب حمله على جميع معانيه ، وهذا ما يتعين هنا على فرض ان لا قرينه على ما رجحه المفسرون .
ثالثا :اغلب معاني الروح له علاقة بالروح بمعنى ما تقوم به الحياة اي سر الحياة قال المفسرون واهل اللغة
(وسمي الوحي : روحاً ، لأن الناس يحيون به من موت الكفر كما تحيا الأبدان بالأرواح.
{ الروح الأمين } أي جبريل لأنه أمين على الوحي الذي فيه الحياة.
جميع كتب الله التي أوحاها إلى رسله روحا منه لأنها تحيا بها القلوب الميتة، وتنتعش بها النفوس المولية، وتهتدي بها الأحلام الضالة.
وسمى نصرة الله لهم روحاً لأن به يحيا أمرهم .)
وللحديث بقية
gareeb
24-04-2011, 04:51 PM
الاخ عبد الرحمن حمزة المحترم
انني استغرب حقا من مشاركتك الاخيره رقم 106 حيث اما انك تدخل في تفصيلات جزئية لا تمس نقاشنا واما ان تاتي باقوال العلماء التي تدلل على قولي عن الروح ولم تتعرض للاسئلة التي كتبتها لك في مشاركتي رقم 91 كما انك لم تاتي بطرح جديد تميز به ما تريد ان تخالفني به ولتبيان ما ادعي لك التفصيل :
اولا :الجملة الاولى والتي اردت فيها التعليق على قولي ولم تاتي الا بتايده فقد كتبت لي ( قولك (اما لفظ الروح فهي من الالفاظ المشتركة التي تدل على اكثر من معنى )
قال في القاموس المحيط (الرُّوحُ، بالضم ما به حَياةُ الْأَنْفُسِ، ويُؤَنَّثُ، والقرآنُ، والوَحْيُ، وجبريلُ، وعيسى، عليهما السلامُ، والنَّفْخُ، وأمْرُ النُّبُوَّةِ، وحُكْمُ اللّهِ تعالى، وأمْرُهُ، ومَلَكٌ وجْهُهُ كَوَجْهِ الْإِنْسانِ وجَسَدُهُ كالملائكَةِ، وبالفتح الرَّاحَةُ، والرَّحْمَةُ، ونَسيمُ الرِّيحِ )
و تعيين معنى اللفظ المشترك وتخصيصه بأحد معانيه يفتقر إلى قرينة، فلا بد له من قرينة تبين المعنى المراد، ويجوز استعمال المشترك في جميع معانيه معاً على سبيل الحقيقة بدليل وقوعه في القرآن، قال تعالى: (إن الله وملائكته يصلّون على النبي) والصلاة من الله مغفرة ومن غيره استغفار، فالصلاة لفظ مشترك بين المغفرة والاستغفار، وقد استُعملت فيهما دفعة واحدة، فإنه أسندها إلى الله تعالى وإلى الملائكة، ومن المعلوم أن الصادر من الله تعالى هو المغفرة لا الاستغفار، ومن الملائكة الاستغفار لا المغفرة ويجب حمل المشترك على جميع معانيه عند عدم القرينة المخصصة احتياطاً في تحصيل مراد المتكلم، إذ لو لم يحمل على جميع معانيه للزم إهمال اللفظ أو لزم الترجيح بلا مرجِّح، فإنه إن لم يحمله على واحد من معانيه لزم تعطيل اللفظ وإهماله في معنى من معانيه، وإنْ حَمَله على واحد من معانيه دون الآخر فإنه يكون ترجيحاً بلا مرجّح، ولهذا فإن تخصيص المشترك في معنى من معانيه لا بد له من قرينة مخصصة في ذلك المعنى، وإن لم توجَد القرينة وجب حمله على جميع معانيه.
قولك (فقد وردت بمعنى جبرائيل عليه السلام بقوله تعالى (نزل به الروح الامين على قلبك لتكون من المرسلين )) والذي عين هذا المعنى القرينة بان الذي نزل بالقرآن على الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم هو جبريل عليه السلام
قولك ( ووردت الروح بمعنى المسيح عليه السلام في قوله تعالى (انما المسيح عيس ابن مريم رسول الله وكلمته القاها الى مريم وروح منه ) )
فما الداعي لذكر كل ما سبق طالما انه يؤيد قولي بان الروح من الالفاظ المشتركه !!!!
ثانيا :اعتراضك على ادعائي بان الروح وردت بمعنى المسيح عليه السلام ومن ثم تاتي بدليل يثبت ان الروح اتت بهذا المعنى حيث انك كتبت (وقيل : { رُوحُ مِنْهُ } أي : برهان منه ، وكان عيسى برهاناً وحجة على قومه .!!! علما ان اي معنى ذكرته انا او انت لمعنى الروح فاننا ناتي به من قول العلماء وليس من فهمنا الخاص وقد قال من العلماء ان الروح اتت بمعنى عيس عليه السلام فاعتراضك في غير محله في حين انك نقلت ما يؤيد هذا الفهم !!
ثالثا : اثباتك ان الروح اتت في القران بمعنى سر الحياة .. اما هذه فهي لك حيث انني نقلت هذا القول من احد العلماء دونما تدبر واثبات وعليه فان قولك اثبت من قولي في هذه الجزئية بارك الله لك
رابعا : واما اعتراضك على قولي بان اية (ويسالونك عن الروح ...)الايه بانها ظنية الدلالة فما تفضلت بكتابته يؤيد قولي ابتداءا من قول الشوكاني ومرورا بقول الفراء الى نهاية ما تقول ...!!!فاين اعتراضك اصلحك الله !!!فهل اثبت من اقوال العلماء ان الاية قطعية الدلالة حتى يكون لكتابتك مخالفة لما اقول وحتى يكون هناك داع لكتابة كل هذه الاسطر؟؟!!!
واما عن قول الفراء بان الاية فيها الزجر عن الخوض بمعنى الروح فيقابله قول الكثير من العلماء الذين خاضوا فيها ولم يروا في الاية نهي عن الخوض فيها ومنهم القرطبي فيمن ذكرت وتعريفه للروح وهذا يؤيد قولي بان الاية ظنية الدلالة وليست قطعية في النهي عن البحث في معاني الروح وفي خللافهم عن الروح المقصود عنها في الاية !!
واما الاسطر الاخيرة التي لونتها بالاحمر فليس فيها الا جزئيات من اقوال الفقهاء عن الروح لا تمس نواة نقاشنا بشئ فما فائدتها اصلحك الله !!!
فالرجاء اخي الكريم حصر النقاش في ما تم تصوره عن الروح فاذا كان لتصوري مخالفة عندك فكرية او فقهيه فتفضل مشكورا لان تضع يدي عليها وليس بان تكتب ما يؤيد قولي او ليس له علاقة بنقاشنا فكتابتك المطولة لمعاني الروح ليست موضع خلاف بيننا حتى تاتي بها وقولك انني اقول ان الروح وردت بمعنى التاييد والنصر ولم تكتب ما ينقضها ايضا ليست لها علاقة بنقاشنا ...!!
فالرجاء اخي الكريم ان ترجع الى مشاركتى رقم 91 وتحاول حصر النقاش في تلك الاسئلة لعلنا نحصر جوانب النقاش ولا نشتت القارئ
وبارك الله فيك
ابوعبدالرحمن حمزة
24-04-2011, 05:32 PM
قولك ( في حين ان الايات قد تناولت هذا المعنى (سر الحياة ) بلفظ النفس في ايات اخر لقوله تعالى (الله يتوفى الانفس حين موتها والتي لم تمت في منامها ...)الاية وقوله تعالى (يا ايتها النفس المطمئنه ارجعي الى ربك راضية مرضية ) وقولة تعالى (ولو ترى اذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطوا ايديهم اخرجوا انفسكم اليوم تجزون عذاب الهون )
فالايات التي ارادت معنى الروح بسر الحياة وردت بلفظ النفس وليس الروح)
ذكرت هنا ثلاث ايات
اولا : قوله تعالى (الله يتوفى الانفس حين موتها والتي لم تمت في منامها ...) عبت الاستدلال باية يسئلونك عن الروح وقلت انها ليست قطعية ثم جئت بهذه الاية ولم تذكر الخلاف في تفسير الاية؟؟؟؟ مع ان الاية من المشكلات يقول الشوكانى
(ثم ذكر سبحانه نوعاً من أنواع قدرته البالغة ، وصنعته العجيبة ، فقال : { الله يَتَوَفَّى الأنفس حِينَ مِوْتِهَا } أي : يقبضها عند حضور أجلها ، ويخرجها من الأبدان { والتى لَمْ تَمُتْ فِى مَنَامِهَا } أي : ويتوفى الأنفس التي لم تمت ، أي : لم يحضر أجلها في منامها .
وقد اختلف في هذا . فقيل : يقبضها عن التصرّف مع بقاء الروح في الجسد . وقال الفراء : المعنى : ويقبض التي لم تمت عند انقضاء أجلها قال : وقد يكون توفيها نومها ، فيكون التقدير على هذا : والتي لم تمت ، وفاتها نومها . قال الزجاج : لكل إنسان نفسان : أحدهما : نفس التمييز ، وهي التي تفارقه إذا نام ، فلا يعقل ، والأخرى : نفس الحياة إذا زالت زال معها النفس ، والنائم يتنفس . قال القشيري : في هذا بعد إذ المفهوم من الآية أن النفس المقبوضة في الحالين شيء واحد ، ولهذا قال : { فَيُمْسِكُ التى قضى عَلَيْهَا الموت وَيُرْسِلُ الأخرى } أي : النائمة { إلى أَجَلٍ مُّسَمًّى } ، وهو الوقت المضروب لموته ، وقد قال بمثل قول الزجاج : ابن الأنباري . وقال سعيد بن جبير : إن الله يقبض أرواح الأموات إذا ماتوا ، وأرواح الأحياء إذا ناموا ، فتتعارف ما شاء الله أن تتعارف { فَيُمْسِكُ التى قضى عَلَيْهَا الموت وَيُرْسِلُ الأخرى } ، فيعيدها ، والأولى أن يقال : إن توفي الأنفس حال النوم بإزالة الإحساس ، وحصول الآفة به في محل الحسّ ، فيمسك التي قضى عليها الموت ، ولا يردّها إلى الجسد الذي كانت فيه ، ويرسل الأخرى بأن يعيد عليها إحساسها . قيل : ومعنى { يَتَوَفَّى الأنفس عِندَ مَوْتِهَا } : هو على حذف مضاف ، أي : عند موت أجسادها .
وقد اختلف العقلاء في النفس ، والروح هل هما شيء واحد ، أو شيئان؟ والكلام في ذلك يطول جدًّا )
طبعا الاية اخبار عن غيب لا يقع تحت الحس فتفسر بما تدل عليه الفاظها دون الدخول في تفصيل لا تدل عليه الالفاظ فمثلا (قولهم يقبضها عن التصرّف مع بقاء الروح في الجسد)وقولهم (لكل إنسان نفسان : أحدهما : نفس التمييز ، وهي التي تفارقه إذا نام ، فلا يعقل ، والأخرى : نفس الحياة إذا زالت زال معها النفس ، والنائم يتنفس)
كل هذا تفصيل لا دليل عليه وهو غيب.
فالاية تدل الناظر على الوحدانية وأن ذلك لا شرك فيه لصنم وهي حالة التوفي ، وذلك أن الله تعالى ما توفاه على الكمال فهو الذي يموت ، وما توفاه متوفياً غير مكمل فهو الذي يكون في النوم هذا ما تدل عليه .
ثانيا : قوله تعالى (يا ايتها النفس المطمئنه ارجعي الى ربك راضية مرضية )
يقول الشوكاني (ولما فرغ سبحانه من حكاية أحوال الأشقياء ذكر بعض أحوال السعداء فقال : { يأَيَّتُهَا النفس المطمئنة } المطمئنة : هي الساكنة الموقنة بالإيمان وتوحيد الله ، الواصلة إلى ثلج اليقين بحيث لا يخالطها شكّ ، ولا يعتريها ريب . قال الحسن : هي المؤمنة الموقنة . وقال مجاهد : الراضية بقضاء الله التي علمت أن ما أخطأها لم يكن ليصيبها ، وأن ما أصابها لم يكن ليخطئها . وقال مقاتل هي الآمنة المطمئنة . وقال ابن كيسان : المطمئنة بذكر الله . وقيل : المخلصة . قال ابن زيد : المطمئنة؛ لأنها بشرت بالجنة عند الموت وعند البعث . { ارجعى إلى رَبّكِ } أي : ارجعي إلى الله { رَّاضِيَةٍ } بالثواب الذي أعطاك . { مَّرْضِيَّةً } عنده . وقيل : ارجعي إلى موعده . وقيل : إلى أمره . وقال عكرمة ، وعطاء : معنى { ارجعى إلى رَبّكِ } إلى جسدك الذي كنت فيه ، واختاره ابن جرير ، ويدل على هذا قراءة ابن عباس : ( فادخلي في عبدي ) بالإفراد ، والأوّل أولى { فادخلى فِى عِبَادِى } أي : في زمرة عبادي الصالحين ، وكوني من جملتهم ، وانتظمي في سلكهم { وادخلى جَنَّتِى } معهم قيل : إنه يقال لها ارجعي إلى ربك عند خروجها من الدنيا .
ويقال لها : ادخلي في عبادي ، وادخلي جنتي يوم القيامة ، والمراد بالآية كل نفس مطمئنة على العموم ، ولا ينافي ذلك نزولها في نفس معينة ، فالاعتبار بعموم اللفظ ، لا بخصوص السبب .)
وسياق الايات الظاهر فيه ان الكلام يوم القيامة والخطاب بيأَيَّتُهَا النفس المطمئنة لا علاقة له بسر الحياة والروح .
ثالثا : (ولو ترى اذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطوا ايديهم اخرجوا انفسكم اليوم تجزون عذاب الهون (
وهذه الاية اخبار عن غيب لا يقع عليه الحس وهي محل ايمان ولا علاقة لها بسر الحياة ولا الروح .
يقول الشوكاني (قوله : { وَلَوْ تَرَى إِذِ الظالمون فِى غَمَرَاتِ الموت } الخطاب لرسول الله صلى الله عيله وسلم أو لكل من يصلح له ، والمراد كل ظالم ، ويدخل فيه الجاحدون لما أنزل الله ، والمدّعون للنبوات افتراء على الله دخولاً أوّلياً ، وجواب " لو " محذوف ، أي لرأيت أمراً عظيماً . والغمرات جمع غمرة : وهي الشدّة ، وأصلها الشيء الذي يغمر الأشياء فيغطيها ، ومنه غمرة الماء ، ثم استعملت في الشدائد ، ومنه غمرة الحرب . قال الجوهري : والغمرة الشدّة والجمع غمر : مثل نوبة ونوب ، وجملة : { والملئكة بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ } في محل نصب ، أي والحال أن الملائكة باسطو أيديهم لقبض أرواح الكفار . وقيل للعذاب وفي أيديهم مطارق الحديد ، ومثله قوله تعالى : { وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الذين كَفَرُواْ الملئكة يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وأدبارهم } [ الأنفال : 50 ] .
قوله : { أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ } أي قائلين لهم أخرجوا أنفسكم من هذه الغمرات التي وقعتم فيها ، أو أخرجوا أنفسكم من أيدينا وخلصوها من العذاب ، أو أخرجوا أنفسكم من أجسادكم ، وسلموها إلينا لنقبضها { اليوم تُجْزَوْنَ عَذَابَ الهون } أي اليوم الذي تقبض فيه أرواحكم ، أو أرادوا باليوم الوقت الذي يعذبون فيه الذي مبدؤه عذاب القبر ، والهون والهوان بمعنى أي اليوم تجزون عذاب الهوان الذي تصيرون به في إهانة ومذلة ، بعدما كنتم فيه من الكبر والتعاظم ، والباء في { بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى الله غَيْرَ الحق } للسببية ، أي بسبب قولكم هذا من إنكار إنزال الله كتبه على رسله والإشراك به { وَكُنتُمْ عَنْ ءاياته تَسْتَكْبِرُونَ } عن التصديق لها والعمل بها ، فكان ما جوزيتم به من عذاب الهون : { جَزَاء وفاقا } [ النبأ : 26 ] .)
هذا تفسير الاية .
وعليه فاستدلالك بهذه الايات في غير محله او على اقل تقدير هو فهم مختلف فيه فلا يصح ان تبني عليه ما قلته لاحقا .
وللحديث بقية .
ابوعبدالرحمن حمزة
24-04-2011, 05:40 PM
الاخ الكريم
الموضوع ليس نقاش بيني وبينك بل هونقاش مفتوح على المنتدى وانا اناقش ما كتبت بالتفصيل لتعم الفائده ان شاء الله للجميع واظن ان الاخ ابو زكريا قد طلب التفصيل .
طبعا ساعود لكل مداخلاتك وملاحظاتك .
لك مني كل الاحترام والتقدير .
gareeb
24-04-2011, 06:38 PM
اخي ابو عبد الرحمن حمزة
حتما الموضوع هو مطروح للنقاش المفتوح وليس محصور بيني وبينك وانما ما تتفضل بكتابته ليس هو نقاش ... فالنقاش هو اعتراض على جزئية وطرح البديل وليس بان تاتي باقوال تفصيلية تؤيد قولي انا وليس لها علاقة بالنقاش فهكذا طرح ليس نقاشا غفر الله لي ولك...
فما الفائدة من تفصيلك لمعنى الاصطلاح مثلا ؟؟!! هل بتفصيلك اثبت معنى مخالف لما اطرحه انا !! فاذا كان الجواب نعم فارجو منك ان تضع اصبعي عليه!!!
وما تفضلت بكتابته بالنسبة للمعاني اللغوية واراء العلماء لم اضمها في بحثي علما انني مررت عليها ويمر بها كل باحث في موضوع الروح ولم اضمها الى بحثي لانها لا تفيد البحث ولا تثمره الا بذيول تفصيلية قد تضييع القارئ احيانا عن نواة الموضوع واسسه فاذا اردت ان تضمها الى بحثك فالاولى ان تكون بسبب انك تخرج منها براي مغاير لما اتيت به ولتثمر طرحك بفكرة جديدة !!!
وجزاك الله خيرا
gareeb
25-04-2011, 03:27 AM
اخي الحبيب ابوعبد الرحمن حمزة
تحية طيبة وبعد
سوف يكون هذا اخر ما اكتبه ردا على ما تتفضل به من تعليق على بحث الروح والنفس ... وذلك انني اشعر اننا نراوح في مكاننا لاننا لا نفهم على بعضنا البعض وكاننا نتكلم لغتين مختلفتين فلا زلت اصلحك الله تاتي بما تظنه ردا على وفي حقيقته ليس كذلك فاما هو تاييد لقولي او تفصيل لا داع له في البحث وقد لفت انتباهك اكثر من مرة ولكني لا احس تغييرا في الطرح فاما الخطا منك او مني ولذلك فمن الاحرى ان لا نسير على نفس النمط لانه مضيعة للوقت ولا يخدم البحث بشئ فانت لا زلت تاتي باقوال العلماء المتفرقة في الموضوع ومنها ما يؤيد فهمي ولا تخرج منها باي فكرة او مفهوم وهذا لا يسمى نقاشا ولا يخدم بحثا ولتاكيد وجهة نظري هذه اقدم بين يديك هذه الملاحظات :
1.قولك في المشاركة رقم 108 (قوله تعالى (الله يتوفى الانفس حين موتها والتي لم تمت في منامها ...) عبت الاستدلال باية يسئلونك عن الروح وقلت انها ليست قطعية ثم جئت بهذه الاية ولم تذكر الخلاف في تفسير الاية؟؟؟؟ مع ان الاية من المشكلات يقول الشوكانى )...
اولا : انني لم ادعي ان الاية قطعية الدلالة حتى تجهد نفسك باثبات ظنية دلالتها
ثانيا :انني حين ذكرت ان اية (ويسئلونك عن الروح) قلت انها ظنية وكان القصد من اجل ان اصحح خطا شائعا من ان الروح هي من اسرار الله التي نهى الله عن البحث فيها وان موضوع الروح قد طرقه الكثير من العلماء مما يعطينا الحق كبشر البحث في معنى الروح ومحاولة الوصول الى بعض معالمها فتعليقي عل ظنيتها لم يكن من باب اننا نحتاج الى القطعي لبحث مسالة الروح فهذا الموضوع لم اطرقه من قريب او بعيد وكوني ادخلت الاحاديث في خضم بحث الروح يعني انني لم اجعل لموضوع الظني والقطعي اساسا للبحث وللتدليل على هذا الكلام انقل لك من المشاركة الاولى هاتين الجملتين ( وقد فهم البعض ان الروح التي وردت في اية (ويسألونك عن الروح قل الروح من امر ربي وما اوتيتم من العلم الا قليلا ) هي حصرا وقطعا سر الحياة وهذا قول مغلوط لا دليل على صحته وفهم البعض ايضا ان الاية تنهى عن البحث في الروح ومعانيها في قوله وما اوتيتم من العلم الا قليلا وهذا ايضا فهم مغلوط حيث ان الاية وان وردت على سبيل الاخبار وان الاخبار احيانا يقتضي حكما بالامر او النهي الا ان الاستدلال بالنهي عن البحث في معنى الروح هنا غير صحيح لانه لا يمكن البحث فيما هو وراء الحس وبالتالى فالبحث معدوم قوامه ولا داعي للنهي عنه وانما قررت الاية حقيقة ان علم الانسان مهما علا وعظم فهو لا شئ امام علم الله . وهذا النمط قد ورد في الكثير من المواضع في كتاب الله .
وقد بحث الكثير من العلماء في حقيقة الروح وصفاتها واثارها ولم ينكر احد من علماء المسلمين بقوله ان الاية تنهى عن البحث في الروح.... وقد كتب علماء المسلمين الكثير عنها وهل خلقت قبل المادة ام بعدها وهل هي مخلوقة ام لا وهل هي التي تعذب في القبر ام الجسد وهل هي التي تموت ام هي والجسد وهل يرى الجسد الروح حين تخرج منه ام لا ومتى يحكم على الجسد بالموت الشرعي وهل وهل وهل.... ولم ينكر احد من علماء المسلمين عن فكرة البحث في الروح مع ما ورود من الكثير من اللغط والخطا في ما كتب في هذا الموضوع الا ان فكرة حرمة البحث في معنى الروح وشانها لم يقل به احد من العلماء كما رايت في بحثي المتواضع لهذه المسالة ..
2.تعرضك لبحث ايات النفس فقد اتيت باقوال العلماء التي كان قولي موافقا لهم مثل (
قال الزجاج : لكل إنسان نفسان : أحدهما : نفس التمييز ، وهي التي تفارقه إذا نام ، فلا يعقل ، والأخرى : نفس الحياة إذا زالت زال معها النفس ، والنائم يتنفس ) وهذا ما وافق قولي من الروح اذا اختلطت بالجسم تسما نفسا وان العقل من مظاهر الروح والنائم لا روح له فهو لا يعقل !!!
وكذلك قول القشيري )(في هذا بعد إذ المفهوم من الآية أن النفس المقبوضة في الحالين شيء واحد ) يوافق قولي من ان الروح التي هي سر الحياة هي التي تقبض حال النوم !!!
وكذلك قول سعيد بن جبير (والأولى أن يقال : إن توفي الأنفس حال النوم بإزالة الإحساس ، وحصول الآفة به في محل الحسّ ، فيمسك التي قضى عليها الموت ، ولا يردّها إلى الجسد الذي كانت فيه ، ويرسل الأخرى بأن يعيد عليها إحساسها )فانه يوافق قولي من ان الاحساس من مظاهر الروح بدليل عدم وجودها عند النائم التي قبضت روحه !!!
3. واما فهمك لاية( يا ايتها النفس المطمئنه ) بقولك (وسياق الايات الظاهر فيه ان الكلام يوم القيامة والخطاب بيأَيَّتُهَا النفس المطمئنة لا علاقة له بسر الحياة والروح )
فلا اعلم من اين استخرجته في حين انك ذكرت مقدمة له ما يلي ( هي الساكنة الموقنة بالإيمان وتوحيد الله ، الواصلة إلى ثلج اليقين بحيث لا يخالطها شكّ ، ولا يعتريها ريب . قال الحسن : هي المؤمنة الموقنة . وقال مجاهد : الراضية بقضاء الله التي علمت أن ما أخطأها لم يكن ليصيبها ، وأن ما أصابها لم يكن ليخطئها . وقال مقاتل هي الآمنة المطمئنة . وقال ابن كيسان : المطمئنة بذكر الله . وقيل : المخلصة . قال ابن زيد : المطمئنة؛ لأنها بشرت بالجنة عند الموت وعند البعث ) فكيف توقن بالايمان ولا يعتريها ريب اذا كانت الاية تقصد حال يوم القيامه ؟؟!!! وكيف ترضى بقضاء الله اذا كان المقصود يوم القيامة ؟؟!!! وكيف تطمئن عند الموت اذا كان المقصود يوم القيامه ؟؟؟!!! وما رايك ايضا بما ذكرته انت من اقوال العلماء ( قيل : إنه يقال لها ارجعي إلى ربك عند خروجها من الدنيا ) اليس هذا كلامك الذي يدل على انه ليس المقصود بالنفس المطمئنة حالها يوم القيامه وانما هي نفس المؤمن في الدنيا ؟؟!!
وفي الختام تناقض قولك في ان الاية عامه( والمراد بالآية كل نفس مطمئنة على العموم ، ولا ينافي ذلك نزولها في نفس معينة ، فالاعتبار بعموم اللفظ ، لا بخصوص السبب ) !!! فاذا كانت الاية عامه فانها تحمل معنى النفس المطمئنة بالدنيا ايضا !!! فمن اين تخصيصك بان الاية خاصة بيوم القيامة من اقوال العلماء الذين ذكرتهم او من تفصيلك لمعنى النفس !!!! الا ترى اخي الحبيب صدق ما اعني باننا لا نفهم على بعضنا البعض .
4. واما قولك في الاية (ولو ترى اذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطوا ايديهم اخرجوا انفسكم اليوم تجزون عذاب الهون ) فانك سرت على نفس النهج المعتاد حيث اتيت باقوال منها ما يؤكد كلامي مثل ( أو أخرجوا أنفسكم من أجسادكم )، وسلموها إلينا لنقبضها { اليوم تُجْزَوْنَ عَذَابَ الهون } أي اليوم الذي تقبض فيه أرواحكم) وهذا دليل على ما اقوله من ان النفس المقصود بها هي الروح !!! كما ان اي منا اذا رجع الى التفاسير لوجد الكثير من العلماء يقولون ان النفس هنا هي الروح ...ولكنني كنت حريصا على ان لااغرق بحثي باقوال العلماء حرصا على عدم التفرع الزائد في هذا البحث المعقد حتى لا يتشتت ذهن القارئ كما انني كنت حريصا احيانا على عدم ذكر اكثر من دليل او دليلين على بعض الامر حتى لا ابعد القارئ عن مركز البحث ...
واما العجب العجاب ما تفضلت به اخي وختمت كلامك (وعليه فاستدلالك بهذه الايات في غير محله او على اقل تقدير هو فهم مختلف فيه فلا يصح ان تبني عليه ما قلته لاحقا ) فبعد ان اوردت الكثير من اقوال العلماء التي تؤكد قولي تاتي وتؤكد انه فهم مختلف فيه ( او على اقل تقدير بانه فهم مختلف فيه) !!! وهل قال احد ما انه فهم قطعي ؟؟!!!! وهل ناخذ افهامنا نحن الا من فتات الخلاف بين العلماء!!! وهل يعني كلامك هذا اننا يمكن ان ناتي يوما بما لا خلاف عليه !!! ...
واخيرا اهدي لك ما كنت قد ذكرته في المقال الثاني عن النفس والروح حيث انني قلت (حيث ان علمنا وطاقتنا مهما علت فقد اظهرت عجزها بفهم ما هو اقرب شئ الينا وما بين جنباتنا وهو روحنا وانفسنا ولذلك فان الغوص بين الادلة ومحاولة تشخيص هذه المعاني ليس الا محاولات يهدي بها الله من يشاء من عباده لما اختلفوا فيه من الحق باذنه وهي محاولات وليدة ضعيفة لم تبلغ حد الفطام من البحث والعلم مهما كتب بها حتى الان فهي ليست الا محاولات للوصول الى فهم واضح يقوم الدليل بصدقه وتحقيق فهمه ...
وبناءا عليه فليس ما يكتب او يقال هنا الا محاولات فهم وتشخيص ولا ترقى حتى الى القول بانها ظنية فهي ليست الا محاولات فهم وتشخيص لهذه المفاهيم التي اعيت علماءنا الافاضل ...
و اخيرا مع فائق محبتى واحترامي وعذرا على عدم الرد في المستقبل
ابوعبدالرحمن حمزة
25-04-2011, 06:30 PM
الاخ غريب
اولا :قلت سابقا ان ما اناقشه هو ما كتبته انت فانا اناقش ما كتبت على المنتدى وليس النقاش هو بيني وبينك بشكل شخصي فان اردت ان تبين وتوضح اوتنتقد او تضع ملاحظات على ما اطرح فلك ذلك كما ان لي ان اناقش وانتقد ما كتبته وما ممكن ان تكتبه في هذا النقاش .
ثانيا : اطلاق الاحكام على ما اطرحه بانه تطويل او تكرار او انه يؤيد ما تقول او ليس في مكانه او هو اضاعة للوقت ...الخ هو رأيك وممكن ان يرى غيرك من القراء غير ما تقول على اني ساعود لاحقا بعد ان انتهي من نقاش ما طرحته انت اولا ساعود لاناقش ملاحظاتك على ما طرحت .
ثالثا :ان ترد اولا ترد هذا شأنك .
واخيرا لك مني كل الاحترام ةالتقدير.
ابواحمد
25-04-2011, 08:28 PM
السلام عليكم والرحمة
اخي قريب قلت في مقالك "وان العقل من مظاهر الروح والنائم لا روح له فهو لا يعقل" !!!
إذا كان النائم لاعقل له ، لانه حسب فهمك لاروح له . فما رئيك في المجنون ، وهو فاقد العقل في صحوه ،هل لانه لاروح له ؟ ام ماذا.؟ احب ان تفيدني في هذه المسألة وتفك الاحجية في الفرق بين النفس والروح ، بارك الله فيك .
gareeb
25-04-2011, 11:13 PM
الاخ ابو احمد المحترم
ان الاحساس والعقل والحركة الارادية من مظاهر الروح بدليل ان النائم وردت الادلة بان لا روح فيه فاذا نام الانسان فانه يفقد هذه المظاهر فاذا وجدت الروح وجدت هذه المظاهر ونقول انها مظاهر وليست مكونات ... فالمظاهر اذا انعدم احداها او فقد فان تاثيره يكون محدودا بفقدان المظهر اما المكونات فانها تدخل في التركيبة الذاتية فاذا فقد احد تلك المكونات فانه قد يؤثر تاثيرا كليا وليس جزئيا ... فالماء يتكون من اكسجين وهيدروجين فاذا فقد احد المكونات الاكسجين او الهيروجين فلا ماء حينئذ بينما يوجد للماء مظاهر منها السيولة فاذا وضعت في درجة حرارة مرتفعة او منخفضه وتحولت الى بخار او ثلج فانها فقدت مظهر السيولة وبقيت ماءا ... ففقدان احد المظاهر لا يعني فقدان الاصل ...
و قد يفرض على الانسان امور تمنع بعض مظاهر الروح فيفقد احد الحواس او اكثر او يموت بعض الاعضاء فيعجز عن الحركة الارادية او يفقد العقل فيعجز عن التفكير فاذا فقد الانسان احد مظاهر الروح بسبب واقع فرض على الانسان كالمجنون مثلا او شارب الخمر فلا يعني انه فقد الروح فالانسان هو كائن حي يتميز بعقله واحاسيسه وحركته الارادية.... وانسانيته تتم بها مجتمعه فالانسان كائن حي وحياته ككائن تكمن في هذه المظاهر فان بها تتم كينونته كانسان في اشباعاته وتفكيره وحركته فالميت كائن غير حي لفقدانه انسانيته المتمثله في حركته وعقله واحساساته فهو كالحجر وهكذا النائم حيث مظاهر الانسانية مفقودة عنده فهو كالنبات .... فاذا فقدت هذه مجتمعه فانه يكون قد فقد الروح اما اذا فقد احدى مظاهر الروح فلا يعني ذلك انه فقد الروح ..
فشارب الخمر هو كالمجنون فاقد للعقل الا ان بقية مظاهر الروح موجودة والذي يصاب جسده بشلل يفقد الحركة الارادية الا انه يملك بعض المظاهر الاخرى والاعمى والاصم يفقد احاسيس معينه الا انه يملك بعض المظاهر الاخرى ....
فالموضوع ان الروح لا تفقد لغياب احد مظاهرها وانما لغياب ابرز مظاهرها مجتمعه التي هي الحركة الارادية والاحاسيس والعقل فاذا فقدت تلك مجتمعه فان ذلك يعني عدم وجود الروح لانه لا معنى للانسان بغيابها
وللتشبيه فقط ننظر الى الحيوان الذي فيه روح ولا يوجد فيه عقل فغياب العقل عنه لم يجعله فاقدا للروح لوجود باقي مظاهر حيوانيته من الحركة الاشباعية فاذا نام او مات فان مظاهر حيوانيته تنعدم
وبارك الله فيك
أبو زكريّا
26-04-2011, 12:11 AM
إخوتي الأفاضل ما تقدّمتم به في هذه النقطة فيه الخير الكثير.
إخوتي لا تنسوا النقطة الخطيرة جدّا :
تأثير مقولة "الإنسان مادّة وروح" في المنظومة الحضاريّة الغربيّة (التربية، الإجتماع ، الإقتصاد ،...)
وبارك الله فيكم وزادكم في علمكم
gareeb
26-04-2011, 07:25 AM
[
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخ ابو احمد المحترم
عقل المجنون
بعد تدقيق النظر في واقع المجنون وان العقل من مظاهر الروح احببت ان اضيف للمسالة تفصيل مهم يخالف بعض ما كتبته عن المجنون في المشاركة السابقة ...
ان العقل من مظاهر الروح وليس من مكوناتها او احد عواملها بل هو مظهر ... والمظهر يدل على واقع الشئ اي ان العقل يدل على وجود الروح ... الا ان المظاهر تتنوع وتختلف , وتنوعها لا ينفي انها تدل على نفس الواقع فسيولة الماء مظهر لها فاذا اختلف هذا المظهر واصبح بخارا او ثلجا فانه يدل ايضا على وجود الماء و يدل ايضا على الحالة التي تم تحول الماء فيها الى بخار او ثلج (اي يكشف عن درجة حرارة معينه ) فتغير المظهر يعني بقاء الواقع مع الكشف عن بعض مميزات هذا المظهر الجديد...
فالمظهر لا يختفي او ينفي الا باختفاء الواقع ونفيه فوجود البخار او الثلج لم ينفي وجود الماء بل اكد وجود الماء والحاصل انه تحول من مظهر الى اخر ... فالمظاهر لا تختفي وانما تتحول الى شكل اخر وتختفي فقط حال اختفاء الواقع .... هذا من خلال تدبر الواقع ومظاهره وهذا الفهم يسوقنا الى سؤال مهم وهو ان العقل من مظاهر الروح فهل المجنون لا روح فيه ؟؟؟
والجواب ان المجنون به عقل وبالتالي به روح كالعاقل تماما الا ان عقله هو عقل مجنون ...
وتبيان ذلك ان عملية التفكير تحتاج الى دماغ صالح للربط ومعلومات سابقة واحساس وواقع هذه الامور الاربعة مجتمعة تشكل عملية التفكير ويطلق عليها الادراك او العقل فاذا اختل احد هذه الامور الاربعة فلا تجري عملية التفكير ولا يحدث الادراك... والدماغ الذي هو صالح للربط بين المعلومة والواقع الذي انتقل اليه عن طريق الحس يجب ان يكون صالحا لربط المعلومة بالواقع بصورة محددة تضفي علية صفة تمييز الواقع والمعلومة فيتم الحكم على الواقع بالمعلومة التي تناسب هذا الواقع بالتحديد والدقة فالحكم على الكتاب بانه كتاب وليس سيارة او طائرة هي عملية فكرية تمت من خلال تمييز واقع الكتاب وربطها بمعلومة كت اب المخزنة بالدماغ وليس بكلمة سيارة او طائرة ... فمن اهم خصائص العقل التمييز الذي يتميز به العاقل فاذا حصلت العشوائية بين المعلومة وواقعها فان ذلك مظهر جديد للعقل يكشف عن خلل دماغي غير صالح للربط الا انه لا ينفي وجود العملية الفكرية او العقل !!
وهذا الخلل العقلي اي العشوائية او الخلل في الربط بين المعلومة وواقعها هو مظهر لالية ربط جديدة ولمظهر ربط مختلف عن المظهر المعروف عند صاحب العقل السليم الا ان كلاهما يدل على عملية ربط بين معلومة وواقع , اي ان كلاهما يدل على وجود العقل فالذي يحكم على الكتاب بانه كتاب فقد كشف عن مظهر لالية ربط سليمه بينما الذي يحكم على الكتاب بانه سيارة او طائرة او غير ذلك فقد كشف عن الية ربط غير سليمة ... فكلاهما استعمل معلومة والية ربط واحساس وواقع اي كلاهما قام بالعملية الفكرية الا ان احدهما كانت معلومته مطابقه للواقع والثاني كانت مخالفة للواقع ... ومخالفته للواقع لم تاتي من خلال عدم وجود معلومة وانما للعشوائية بين ربط المعلومة والواقع التي تحصل بسبب مرض في الدماغ ... فالعاقل طابق حكمه الواقع لصلاحية الة الربط عنده وهو الدماغ الصالح للربط , بينما المجنون خالف حكمه الواقع لخلل في الية الربط وليس لعدم وجودها , اذ لو لم تكن موجوده لما صدر اي حكم !!!
فالعاقل والمجنون كلاهما استعمل الاحساس لنقل الواقع والمعلومات والية الربط اي كلاهما قام بالعملية الفكرية التي كشفت عن وجود العقل لكلاهما ... الا ان الفرق بينهما ان نوع الحكم عند العاقل كشف عن مظهر لدماغ سليم بينما نوع الحكم عند المجنون كشف عن مظهر لدماغ مريض ...
فالعاقل من ابرز الخصائص لعقله التمييز اي يملك القدرة على تمييز المعلومة عن المعلومة والواقع عن الواقع والمعلومة عن الواقع بينما المجنون من ابرز خصائص عقله العشوائية والاضطراب التي يتم بها خلط المعلومات والوقائع فيتم الخلط بين الكتاب والسيارة ...
الا ان كلاهما يقوم بعملية فكرية وهذا دليل لوجود العقل اذ لولا وجود( العقل المجنون) عند المجنون لما صدر منه اي حكم ... فصدور الحكم دليل على العقل ... فالحيوان مثلا لا عقل له وبالتالي فانه ليس كالمجنون يصدر احكاما عشوائية وانما لا يصدر احكاما على الاطلاق لانه لا عقل له فصدور الاحكام دليل على وجود العقل بغض النظر عن صحة هذه الاحكام او عشوائيتها ...
والعشوائية التي هي مظهر لعقل المجنون تتفاوت, وكما قيل للجنون فنون ودرجات , فكلما زادت العشوائية في العقل كلما زادت فنون ودرجات الجنون , ولهذا وجدنا ان بعض الناس فيهم ضربا من الجنون وليس جنونا مطبقا فتجده احيانا بكامل قواه العقلية وتجده احيانا بالعشوائية الفكرية ,وتجده احيانا في فن من الفنون عبقري وفي فن اخر مجنون ولهذا كان من العلماء من يعاني من بعض درجات الجنون وفنونه مع انه عالم ... فالعشوائية في العقل تتفاوت درجاتها وتتنوع فاذا كانت هي الطاغية على العقل فان ذلك اطباق الجنون ويسقط بذلك التكليف اما اذا كانت اقل من ذلك بكثير فلا يسقط التكليف الا بالجزئية التي يثبت ان العقل بها خلل وعشوائية فيسقط عنها التكليف حصرا ويبقى التكليف في باقي الامر ...
ولذلك فالمجنون له عقل يتميز بالعشوائية والاضطراب وهذا العقل لا يوجد حال النوم لانه من مظاهر الروح التي تخرج من النائم وتعود اليه في حالة اليقظه فيعود( العقل المجنون )الى حالته التي كان عليها قبل النوم تماما كما يحدث للعاقل صاحب العقل السليم الذي اذا نام خرجت روحه قلا نجد للعقل اي اثر ... فكلاهما في النوم سواء(فقدان العقل ) وكلاهما في اليقظة سواء(حضور العقل )
وبارك الله فيك
عبد الواحد جعفر
26-04-2011, 09:51 AM
بارك الله فيك
القول: "ان المجنون به عقل"
والقول: "ان العقل هو اداة الربط والتمييز وبه مخزون المعلومات التي بها يتم الحكم والتمييز"
والقول: "كلاهما يقوم بعملية فكرية وهذا دليل لوجود العقل اذ لولا وجود( العقل المجنون) عند المجنون لما صدر منه اي حكم"
والقول: "الا ان احدهما كانت معلومته مطابقه للواقع والثاني كانت مخالفة للواقع"
هذه الأقوال تدل على خلط كبير في فهم واقع العقل والتفكير وواقع المجنون.
حبذا لو اقتصرت على المشاركة التي قبلها، أما هذا الكلام فهو مخالف للواقع مهما حاولت أن تجد له مبرراً.
gareeb
26-04-2011, 10:13 AM
الاخ عبد الواحد المحترم
اخي الكريم هلا بلورت لي اين عملية الخلط واين الخطا فيما يتعلق بعقل المجنون وتصور العقل
وبارك الله فيك
عبد الواحد جعفر
26-04-2011, 12:42 PM
بارك الله فيك
1_ المجنون لا عقل له، فهو لا يعقل الأشياء ولا يفكر بها وليس لديه القدرة على الحكم عليها.
2_ لفظ المجنون ينطبق على من لديه دماغ غير صالح للربط، وليس على غير ذلك. ومن به اضطراب في الربط لا ينطبق عليه وصف المجنون.
3_ العقل: هو نقل الحس بالواقع عن طريق الحواس إلى الدماغ وبوجود المعلومات السابقة يجري تفسير الواقع والحكم عليه، ولذلك لا يمكن أن يحصل فكر إلا إذا وجدت المعلومات السابقة مع نقل الإحساس بالواقع بواسطة الحواس إلى الدماغ. والمجنون دماغه غير صالح لتخزين المعلومات أو لربطها بالواقع؛ لأن الذي يجعله يدرك ليس الدماغ، وإنما هو المعلومات السابقة مع الدماغ، ومع الواقع الذي يحسه.
4_ المجنون لا يقوم بالعملية الفكرية مطلقاً؛ لأن العملية الفكرية بحاجة إلى دماغ صالح للربط بالإضافة إلى الشروط الأخرى، والمجنون فاقد لأهم أداوت الفهم وهو الدماغ الصالح للربط؛ لذلك فإن المجنون لا يعقل الأشياء، ولا يقوم بالعملية الفكرية. وما يحصل لدى المجنون هو إدراك غريزي، وليس إدراكاً عقلياً.
5_ كون المعلومة مطابقة للواقع أم مخالفة له، وكون الحكم مطابق للواقع أو مخالف له، لا علاقة لكل ذلك بالمجنون، فالعاقل قد يحمل معلومات خاطئة مخالفة للواقع، كما يحمل كثير من العوام فكرة وجود الغول. وقد يصدر العاقل حكماً على الواقع لكنه يكون مخالفاًَ له، وذلك كمن يصف المريض النفسي بالممسوس؛ أي مسه الجن. ومع ذلك لا يقال عن أي منهما أنه مجنون. فالجنون ليس حمل معلومات خاطئة، كما أنه ليس الحكم على الواقع حكماً مخالفاًَ له.
gareeb
26-04-2011, 03:16 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخ عبد الواحد المحترم
لقد قمت بتعديل مشاركتي (عقل المجنون ) قبل ان اقرا ردك الاخير وذلك باعادة صياغة بعض الالفاظ التي قد تشكل على القارئ الا ان الفكرة الرئيسية بقيت كما هي وهي وجود عقل عشوائي للمجنون فاذا وجدت فيها ما يدفعك للتعليق او تعديل مشاركتك الاخيرة فالرجاء ان تفعل ذلك قبل ان ادخل في حوار معك حول مشاركتك الاخيرة
وبارك الله فيك
عبد الواحد جعفر
26-04-2011, 05:50 PM
جزاك الله خيراً...
الفكرة بقيت كما هي؛ لذلك فإن ملاحظاتي باقية على حالها.
قولك "فالعاقل والمجنون كلاهما استعمل الاحساس لنقل الواقع والمعلومات والية الربط اي كلاهما قام بالعملية الفكرية التي كشفت عن وجود العقل لكلاهما ... الا ان الفرق بينهما ان نوع الحكم عند العاقل كشف عن مظهر لدماغ سليم بينما نوع الحكم عند المجنون كشف عن مظهر لدماغ مريض ..." يجسد الفكرة التي ذكرتها في المشاركة السابقة، وهي فكرة "عقل المجنون" والحقيقة أن هذا تناقض، فالعقل والجنون ضدان لا يجتمعان ولا يرتفعان. فالإنسان إما أن يكون عاقلاً أو مجنوناً، لكنه لا يكون أبداً عاقلاً ومجنوناً في آن واحد، كما لا يمكن أن يكون لا عاقلاًَ ولا مجنوناً.
أما العقل، فليس عضواً في جسم الإنسان، ولا يوجد عضو في جسم الإنسان يقال له العقل، لكن العقل القدرة على الحكم على الأشياء بتوفر شروط هذه القدرة، وهي الواقع المحسوس، والحواس الصالحة لنقل الحس بالواقع، والدماغ الصالح للربط، والمعلومات السابقة المتعلقة بالواقع. والمجنون ليس لديه دماغ صالح للربط؛ لذلك هو لا يربط إحساسه بالواقع بما لديه من معلومات، فلا دماغه قادر على تخزين المعلومات وتصنيفها واستدعائها عند الحاجة، ولا هو قادر على ربطها بالوقائع المتصلة بها. فدماغه من هذه الناحية معطل، ولا يعمل مطلقاً.
أما القول أن المجنون _كما العاقل_ يستعمل "آلية الربط" فهذا كلام خطأ، وغير منطبق على الواقع؛ لأن الواقع يري أن المجنون ليس له دماغ صالح للربط، وبالتالي لا وجود لآلية ربط منتظمة أو عشوائية، وما يصدر عن المجنون ليس حكماً عقلياً، ولا يندرج تحت الأحكام العقلية، وإنما هو إدراك غريزي، ليس أكثر؛ لذلك كان من الخطأ أيضاً القول "بينما المجنون خالف حكمه الواقع لخلل في الية الربط وليس لعدم وجودها , اذ لو لم تكن موجوده لما صدر اي حكم !!!" فالمجنون لا يحكم على الواقع، ولا يستطيع أن يدرك الواقع، وليس لديه دماغ صالح لربط الأشياء بالمعلومات المتعلقة عنها، فضلاً عن وجود معلومات مخزنة في الدماغ، وبالتالي فإن ما يصدر عن المجنون رجع غريزي ناتج عن مجرد الإحساس فقط. أما القدرة على الحكم على الواقع فهذا غير متوفر لدى المجنون مطلقاً.
ابوعبدالرحمن حمزة
26-04-2011, 07:32 PM
قولك (وقد فهم البعض ان الروح التي وردت في اية (ويسألونك عن الروح قل الروح من امر ربي وما اوتيتم من العلم الا قليلا ) هي حصرا وقطعا سر الحياة وهذا قول مغلوط )
بل هو قول جمهور المفسرين قال الشوكاني : هو الروح المدبر للبدن الذي تكون به حياته ، وبهذا قال أكثر المفسرين .
وقد اوردت سابقا ان لفظ الروح لفظ مشترك والمشترك يتعين معناه بالقرينة وسبب نزول الاية وسياقها من ان الروح من امر الله بمعنى انكم لا تعلمونه هي القرينة التي عينت ان الروح هنا بمعنى سر الحياة
قال الفراء : الروح الذي يعيش به الإنسان لم يخبر الله سبحانه به أحداً من خلقه ، ولم يعط علمه أحداً من عباده فقال : { قُلِ الروح مِنْ أَمْرِ رَبّى } أي : إنكم لا تعلمونه .
قال الشوكاني : ثم أمره سبحانه أن يجيب على السائلين له عن الروح فقال : { قُلِ الروح مِنْ أَمْرِ رَبّى } « من » بيانية ، والأمر : الشأن ، والإضافة للاختصاص ، أي : هو من جنس ما استأثر الله بعلمه من الأشياء التي لم يعلم بها عباده ، وقيل : معنى { مِنْ أَمْرِ رَبّى } من وحيه وكلامه لا من كلام البشر . وفي هذه الآية ما يزجر الخائضين في شأن الروح المتكلفين لبيان ما هيئته وإيضاح حقيقته أبلغ زجر ويردعهم أعظم ردع ، وقد أطالوا المقال في هذا البحث بما لا يتم له المقام ، وغالبه بل كله من الفضول الذي لا يأتي بنفع في دين ولا دنيا .)
وعلى كل حال فاذا رفضت هذه القرينة التي تعين معنى ان الروح هنا هو سر الحياة فلا بد من القرينة التي تعين معنى الروح في هذا النص فاذا انعدمت القرينة فلا بد من حمل اللفظ المشترك على جميع معانيه .
اعود فاقول بغض النظر عن هذه الاية فان الروح بمعنى سر الحياة هو واقع اخبرنا عنه _ وقد ذكرت دليل ذلك قال تعالى (فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ) وقال عز وجل ( ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ) _ ولا يقع تحت الحس ومظهر الروح هو الحياة لان مدلول الروح بانه ماتقوم به الحياة فهذا يعين ان مظهر الروح هو الحياة والحياة واقعة تحت الحس ويمكن بحثها عقلا فنحن نستطيع ان نميز بين ما هو حي وما هو ميت اما سر الحياة ( الروح ) فلا يقع تحت الحس مطلقا فلا يمكن بحثها عقلا وكذلك علاقة الروح بالحياة لا تقع تحت الحس وبالتالى لا يمكن بحثها عقلا وكل بحث في ذلك هومجرد خيال .
قولك (وقد بحث الكثير من العلماء في حقيقة الروح وصفاتها واثارها ولم ينكر احد من علماء المسلمين بقوله ان الاية تنهى عن البحث في الروح....) اما انه لم ينكر احد من العلماء فقد نقلت قبل اسطر من بين ان الروح الذي يعيش به الإنسان لم يخبر الله سبحانه به أحداً من خلقه ، ولم يعط علمه أحداً من عباده،اما ان الكثير من العلماء بحثوا ذلك فهذا لا يعني ولا يدل على صحة هذا البحث فكل البشر يخطئ ويصيب والكل يؤخذ من كلامه ويرد الا الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم فلا عصمة لاحد غيره.
قولك (وقد كتب علماء المسلمين الكثير عنها وهل خلقت قبل المادة ام بعدها وهل هي مخلوقة ام لا وهل هي التي تعذب في القبر ام الجسد وهل هي التي تموت ام هي والجسد وهل يرى الجسد الروح حين تخرج منه ام لا)
وكل هذه الابحاث هي ابحاث في غيب لا تقع تحته الحس وكلها لا قيمة لها الا اذا استندت لدليل قطعي وهو مما يعز في هذا الموضوع .
قولك ( فالروح بمعنى سر الحياة هي مسالة غيبية دل الدليل النقلي على وجودها وبين لنا موضع اثرها في ما يسمى بالموت والحياة )
اي ان مظهر الروح بمعنى سر الحياة هو الحياة وهذا ما اتفق معك فيه .
اما اضافة (الحركة الارادية اولا وفيما يسمى بالنوم والحركة اللاارادية ثانيا )
فهذا لا دليل عليه .
قولك (والروح هي غير الحياة فالله اودع في الانسان والحيوان الروح والحياة بينما اودع في النبات الحياة فقط ولم يودع فيها الروح ومرجع ذلك الى فهم الروح وما تحدثه من اثر في وجودها وما يكون من واقع لعدمها)
اما ان الروح _بمعنى سر الحياة والتي هي غيب لا يقع تحت الحس_غير الحياة فلا شك في ذلك فالحياة هي مظهر الروح .
اما ان الله اودع في الانسان والحيوان الروح والحياة لاحظ انك جعلتهما امرين _الروح والحياة _ وهذا لا دليل عليه فالحياة هي مظهر الروح التي هي سر الحياة لان هذا معنى الروح ما تقوم به الحياة بينما اودع في النبات الحياة فقط هذا كلام لا دليل عليه لانه بحث في غيب ويلزمك ان تأتي بالدليل على ان الله لم يودع في النبات الروح بمعنى سر الحياة ( ما تقوم به الحياة ) .
بقي نتائج وخلاصة كنقاط ساذكرها مع الرد على التعليقات التي ذكرها الاخ غريب .
gareeb
27-04-2011, 07:33 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخ عبد الواحد المحترم
ان البحث في واقع المجنون يدل على ان الخلل في عملية التفكير عنده سببها التلف الدماغي الذي هو عبارة عن الية الربط والمعلومات فهو خزان المعلومات كما انه الذي يربط المعلومات بالواقع بما يسمى بالحكم على الواقع ... والمنطقه الدماغية المسؤولة عن المعلومات والربط اذا كان او حصل بها خلل ما فان عملية التفكير تصاب بالخلل وهذا الخلل قد يكون احدى حالات الجنون او اقل من ذلك ... فالمشكلة التفكيرية عند المجنون ليست ناتجة عن الاحساس او الواقع او المعلومات السابقه وانما ناتجة حصرا عن الخلل الدماغي الذي يؤثر على عملية التفكير بصورة مباشرة فيعجز المجنون عن القيام بعملية التفكير التي هي عبارة عن الحكم على الواقع ... ومعنى الحكم على الواقع اي اطباق او تنزيل المعلومة المناسبة على الواقع المحسوس فالعاقل حين تنعكس صورة الكتاب على دماغه فيستدعى الدماغ من مخزونه كلمة الكتاب للحكم على هذا الواقع فلا يوجد عاقل اي من يملك دماغ صالحة يحكم على صورة الكتاب بانه طائرة او سيارة مثلا ... فالعملية الفكيرية تتم بصورة طبيعية عند من يملك الدماغ الصالحة للربط ..واذا اردنا ان نعرف اسم الكتاب او مؤلفه او معلومات ذاتية عن الكتاب فلا بد من وجود معلومات عن هذه الاسئلة في مخزون الدماغ فاذا لم توجد هذه المعلومات وصدر حكم تحزيري ظني عن هذه الاسئلة فان الخطا هنا في الحكم يعتبر خطا طبيعي لعملية الحكم اي للعملية الفكرية حيث ان الخطا اعتبر طبيعيا بسبب عدم وجود المعلومات عن هذه الاسئلة في مخزون الدماغ ولهذا السبب فمن الطبيعي ان يخطا الانسان في الحكم نتيجة عدم وجود المعلومات الكافية ... اما اذا كان الحكم على صورة الكتاب بانها سيارة او طائرة مثلا فان ذلك يدل على ان كلمة السيارة او الطائرة كانت موجوده في مخزون الدماغ كمعلومة ومسمى ولكن الخطا هنا يعتبر غير طبيعا بسبب ان مسمى الطائرة او السيارة لا ينطبق على هذه الصورة ولا باي شكل ولذلك يعتبر خطئا غير طبيعيا ... والخطا هنا لم يكن بسبب المعلومة او الواقع او الاحساس وانما بسبب حصول خلل دماغي نتج عنه استدعاء معلومة غير مناسبة وغير مطابقه لهذا الواقع ... فالمعلومة (السيارة او الطائرة او..) كانت موجود في مخزون الدماغ مما يدل على ان الخطا ليس في وجود معلومات سابقة ام لا وانما كان الخط في عملية الربط ...
فالخطا الغير طبيعي ليس كالخطا الطبيعي حيث ان الخطا الطبيعي ناتج عن نقص في المعلومات بينما الخطا الغير طبيعي ناتج عن خلل في عملية الربط بين الواقع والمعلومة ...
والمجنون صاحب التلف الدماغي يعاني من مثل هذه الاخطاء الغير طبيعية في عملية التفكير فتجده مثلا يضع ملابسه في الثلاجة بدل الخزانه وتجده مثلا يريد ان يخرج من الخزانة او النافذة لا من الباب وتجده يضع ملعقة في فهمه بدل ان يضع الطعام ... وتجده يتكلم بامور ويصدر احكاما وتجده يضحك ثم يبكي وتجده جالس يتكلم ثم يقف يضرب نفسه ثم يعود لاستئناف الحديث وهكذا وغيرها من تصرفات واحكام غير طبيعية ناتجة عن هذا الخلل الدماغي..الا ان هذه الاحكام والتصرفات العشوائية كثير منها تصرف انساني وليس كالحيوان فحينما يرتب ثيابه ويضعها في الثلاجة مثلا او يضحك او يتكلم بهدوء ثم يهب مسرعا او غير ذلك من تصرفات انسانية كلها تاخذ صورة العشوائية والخربطة واللغط وهو غير متحكم بها وغير واع عليها كصاحب الدماغ السليم ... الا ان كثير منها يصدر بوجود معلومات ولا يمكن ان يصدر الا بوجود معلومات وكثير منها هو حكم على واقع وان كان الحكم على هذا الواقع خطئا ... والخطا المقصود هنا ليس بالخطا الطبيعي وانما الخطا الغير طبيعي الذي لا يصدر من عاقل وهذا ما عنيته في مقال عقل المجنون عن ان العاقل اصدر حكما صحيحا والمجنون اصدر حكما خاطئا ... فطبيعي ان العاقل قد يخطا في الحكم الا ان خطائه طبيعي اما المجنون فخطئه غير طبيعي ...
فالقول ان الكتاب سيارة هو خطا غير طبيعي الا انه حكم تم باحساس الواقع وبمعلومات سابقه وبدماغ رغم ان المعلومه لم تناسب الواقع ولو كان الدماغ معطل تماما لما وجدنا لفظ طائرة او سيارة في لسانه فدماغ المجنون ليس كدماغ الحيوان لا يخزن معلومات قط الا الغريزية وانما تجد فيه احيانا الكثير من المعلومات العلمية والادبية الا انه لا يحسن ربطها بواقعها المناسب وهذا ما قصدته بالحكم الخاطئ من المجنون !!
اما ان العقل والجنون ضدان لا يجتمعان فصحيح من جهة ان العقل هو االحكم الطبيعي على الواقع (سواء اكان صحيحا ام خطئا ) في حين ان الجنون هو حكم غير طبيعي على الواقع وهو شذوذ لحالة الدماغ التي حباها الله للانسان والتي ميزه بالقدرة على الربط الطبيعي فاذا وقع خلل فيه وعجز عن الربط الطبيعي فانه حينئذ يشذ عن طبيعته التي خلقه الله لها ولذلك يطلق على الحالة الطبيعية كلمة العقل ولا يطلق على الشاذ منها (الجنون) هذه الكلمة ...
واما ان للمجنون عقل فمن جهة ان هناك عملية حكم على واقع تجري عنده بالصورة الغير طبيعية اي انه يحصل عنده ربط بين معلومة وواقع ويكون منها الصحيح ومنها الخاطئ فقد يحكم على الكتاب انه كتاب وقد يحكم عليه ان سيارة وقد يحكم على الشجرة مرة انها انسان ومرة انها شجرة وقد يذهب احيانا الى الحمام واحيانا لا يذهب .. وهذه هي العشوائية التي قد تصيب وقد تخطئ الا ان خطئها غير طبيعي !! ورغم ان خطئها غير طبيعي الا انها تمت بربط بين معلومات وبين الواقع عن طريق الحس ...
الا ان هذه العشوائية يتفاوت مقدارها بقدر الخلل الحاصل في الدماغ فقد تجد مجنون يصدر منه الكثير من الاحكام الصحيحة والكثير من الاحكام الخاطئة ايضا وقد تجد اخرا في جانب فيه عشوائية الحكم وفي جانب لا وقد تجد اخر يوما هكذا ويوما هكذا ....
فالعشوائية تتفاوت من مجنون لاخر في مقدارها وفي نوعها بحسب حجم ونوع الخلل الذي يصيب الدماغ ...
فالقول ان المجنون ليس فيه عقل ويعجز عن اجراء العملية الفكرية وان ما يصدر عنه هو تصرفاته غريزية بحته قول بحاجة الى التدقيق فيه اكثر بسبب ان ما يصدر من المجنون من احكام وبسبب ما عنده من معلومات تشير الى وجود عملية فكرية تشبه ما يحدث عند العاقل....
صحيح ان فكرة (عقل المجنون ) هي فكرية جنونية وانها مثار استغراب للكثيرين الا انها بحاجة الى البحث اكثر ككثير من المسلمات التي يحملها الناس دونما تدبر او بحث ... ولو كانت النتيجة التي نخرج فيها من هذا البحث بان المجنون لا عقل له او ان له (عقل المجنون ) فخيرا نفعل لان النتيجة تكون حينئذ تمت بتدبر وبحث وليس بالتسليم ...
فالقول ان المجنون تصرفاته غريزية بحته وانه لا يعقل وان دماغه عاجز عن تخزين معلومات وتفنيدها واستدعائها ... هو قول يحتاج الى اثبات واثباته يفرض عليه تفنيد ونقض ما يسمى بعملية الحكم العشوائي وتفسير مرجعية الجوانب الصحيحة في حكم وسلوك المجنون ... فهناك من المجانين من يقرا ويكتب ويرسم.... فهل هذا تصرف غريزي كالحيوان مثلا ؟!!
ابوعبدالرحمن حمزة
28-04-2011, 04:56 PM
الخلاصة
اولا : في بحث اي موضوع اما ان يكون الواقع محسوس او غير محسوس ولا ثالث لهما .
فإذا كان الموضوع واقعاً محسوساً تدركه الحواس فهو اما ان يكون لأشياء مادية يحس بها الإنسان وقد يلمسها كالرغيف وقد يحسها ولا يلمسها كخدمة الطبيب ، واما ان يكون أشياء معنوية يحسها ولا يلمسها كالفخر وكالثناء ، أو أشياء روحية يحسها ولا يلمسها كخشية الله وكالتسليم له في الشدائد ،فهذه الوقائع كلها تقع تحت الحس ويمكن ادراكها وبحثها عقلا ويكون دليلها عقليا .
و البحث في الواقع الذي يقع عليه الحس مباشرة يكون في ذاته وصفاته ووجوده اما اذا كان الواقع لا يقع تحت الحس ولكن أثره يقع عليه حس الإنسان، فإن هذا النوع من الأمور يمكن أن تجري فيه العملية العقلية، أي يمكن أن يحصل فيه تفكير، ولكنه تفكير بوجوده لا بكنهه، لأن الذي نُقل إلى الدماغ بواسطة الحس هو أثره، وأثره إنّما يدل على وجوده فقط، ولا يدل على كنهه.
اما اذا كان الواقع المبحوث لا يقع تحت الحس فحتى يثبت وجود هذا الواقع لا بد من الدليل النقلي عليه .
ثانيا : الروح كبحث هو اشبه ببحث القضاء والقدر من حيث انه كمصطلح له واقع يبحث عقلا ومن حيث ان لفظ القضاء ولفظ القدر ولفظ الروح ورد في النصوص الشرعية وفي لغة العرب.
فادراك واقع بحث الروح كمصطلح لا يرجع فيه لا الى اللغة ولا الى النصوص الشرعية وانما يرجع لواقع الموضوع لتحديد معناه ويكون الدليل عليه هو العقل وليس النص اما لفظ الروح التي وردت في النصوص الشرعية فتفهم حسب دلالة اللفظ والتركيب بحسب لغة العرب ومن الخطأ ربط هذا البحث اعني البحث في دلالات النصوص مع البحث في واقع الروح كمصطلح .
ثالثا : الروح وردت في القران الكريم في اربع وعشرين موضعا وهو لفظ مشترك والمهم في موضوع اللفظ المشترك هو في كيفية التعامل معه اعني :
1_ ان تعيين معنى اللفظ المشترك وتخصيصه بأحد معانيه يفتقر إلى قرينة، فلا بد له من قرينة تبين المعنى المراد.
2_ فإن لم توجَد القرينة تبين المعنى المراد وجب حمله على جميع معانيه.
رابعا : الروح بمعنى (سر الحياة او ماتقوم به الحياة )
1_ هو واقع لا يقع تحت الحس ودليل وجوده هو النص ، ومظهر هذه الروح هو الحياة التي تقع مظاهرها اي ( مظهر الحياة) تحت الحس .
2_ العلاقة بين الروح والحياة لا تقع تحت الحس وبالتالي لا يمكن بحثها عقلا .
3_ كون العرب في لغتها لا تطلق لفظ الروح على النبات فان ذلك لا يعني ان النبات ليس فيه سر الحياة حتى لو لم يصح ان نسميها الروح بحسب لغة العرب .
4_ النصوص التي جاءت تتحدث عن الروح ( بمعنى سر الحياة ) يجب ان يقتصر فيها على ما دلت عليه النصوص والتوقف عند حد النص ذلك لانها غيب اخبرنا عنه فهو حقيقة ولكنها مغيبة عنا ولا يمكن تصور حقيقتها.
5_ كل ماورد من ابحاث في محاولات فهم علاقة الروح بالحياة بناءا على النصوص الواردة هي ابحاث اما ان تكون في غير واقع اي هي في حقيقتها افتراضات وخيالات او انها استنتاجات بناءا على نصوص محتملة ربطت بموضوع الروح او انها تحمل النص اكثر مما يحتمل.
ابواحمد
28-04-2011, 09:11 PM
السلام عليكم والرحمة
اخي قريب قلت في مقالك "وان العقل من مظاهر الروح والنائم لا روح له فهو لا يعقل" !!!
إذا كان النائم لاعقل له ، لانه حسب فهمك لاروح له . فما رئيك في المجنون ، وهو فاقد العقل في صحوه ،هل لانه لاروح له ؟ ام ماذا.؟ احب ان تفيدني في هذه المسألة وتفك الاحجية في الفرق بين النفس والروح ، بارك الله فيك .
اخي غريب استغرب كيف تقفز على الاسئلة . قرأت مشاركاتك الاخيرة ولم اجد جوابا على اسئلتي .
gareeb
28-04-2011, 10:33 PM
الاخ الكريم ابو احمد
ان سؤالك عن المجنون كان رقم الموضوع 27 وقد اجبتك على سؤالك مباشرة ودونما اي قفز في الوضوع رقم 28 اول اجابة ثم اجابة رقم 30 وهي اجابات خاصة بعقل المجنون اما مشاركاتي بعد ذلك فلم تكن جوابا على سؤالك وانما كانت حوارا على تعليق الاخ عبد الواحد جعفر على مشاركتى رقم 30 ولذلك كانت في منحى اخر غير الذي سالت عنه ...
الرجاء الرجوع الى المشاركات في الصفحة الثالثة برقم 28 و30 واذا وجدت انني قفزت عن سؤالك فشدني اليه مرة اخرى ..
وبارك الله فيك
سهل ممتنع
29-04-2011, 10:05 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخ عبد الواحد المحترم
لقد قمت بتعديل مشاركتي (عقل المجنون ) قبل ان اقرا ردك الاخير وذلك باعادة صياغة بعض الالفاظ التي قد تشكل على القارئ الا ان الفكرة الرئيسية بقيت كما هي وهي وجود عقل عشوائي للمجنون فاذا وجدت فيها ما يدفعك للتعليق او تعديل مشاركتك الاخيرة فالرجاء ان تفعل ذلك قبل ان ادخل في حوار معك حول مشاركتك الاخيرة
وبارك الله فيك
السلام والرحمه على الجميع
ان العقل هو ضد الجنون فلا يوجدعقل للمجنون فالعقل تعني الحكم على الاشياء وربط المعلومات بالواقع فلا يوجد ربط للمعلومات عند المجنون وهذا للجنون المطبق
وللجنون درجات ويقاس هذا بحسب التلف الذي يصيب الدماغ الذي يعاني كل مجنون بحسب حالته
ففي بعض حالات الجنون البسيطه قد يكون عند الشخص تفلت في الرط وتثبيت المعلومات وبهاذا يكون يظهر عليه الخلل في العقل وما ينتج عنه من اعمال
ففي هذه الحال لا يكون الشخص المصاب مجنون بمعنى الجنون بل يكون عنده شيء من الجنون
وفي الحالات العاديه يظهر على المصاب شئ من التميز الذي يكون غريزي وهنا يلتبس على البعض و يطلق عليه بعضهم خطأ انه عقل عشوائي
وفي بعض الحالات الشديده حتى لايظهر على الشخص المصاب ما يطلق عليه تميز غريزي
لكن من الخطاء ان يطلق على المجنون بصوره شامله ان لديه عقل
وهذا للتصويب فقط
السلام والشكر لكم وعليكم
ابوعبدالرحمن حمزة
29-04-2011, 06:30 PM
الاخ عبد الرحمن حمزة المحترم
انني استغرب حقا من مشاركتك الاخيره رقم 106 حيث اما انك تدخل في تفصيلات جزئية لا تمس نقاشنا واما ان تاتي باقوال العلماء التي تدلل على قولي عن الروح ولم تتعرض للاسئلة التي كتبتها لك في مشاركتي رقم 91 كما انك لم تاتي بطرح جديد تميز به ما تريد ان تخالفني به ولتبيان ما ادعي لك التفصيل :
اولا :الجملة الاولى والتي اردت فيها التعليق على قولي ولم تاتي الا بتايده فقد كتبت لي ( قولك (اما لفظ الروح فهي من الالفاظ المشتركة التي تدل على اكثر من معنى )
قال في القاموس المحيط (الرُّوحُ، بالضم ما به حَياةُ الْأَنْفُسِ، ويُؤَنَّثُ، والقرآنُ، والوَحْيُ، وجبريلُ، وعيسى، عليهما السلامُ، والنَّفْخُ، وأمْرُ النُّبُوَّةِ، وحُكْمُ اللّهِ تعالى، وأمْرُهُ، ومَلَكٌ وجْهُهُ كَوَجْهِ الْإِنْسانِ وجَسَدُهُ كالملائكَةِ، وبالفتح الرَّاحَةُ، والرَّحْمَةُ، ونَسيمُ الرِّيحِ )
و تعيين معنى اللفظ المشترك وتخصيصه بأحد معانيه يفتقر إلى قرينة، فلا بد له من قرينة تبين المعنى المراد، ويجوز استعمال المشترك في جميع معانيه معاً على سبيل الحقيقة بدليل وقوعه في القرآن، قال تعالى: (إن الله وملائكته يصلّون على النبي) والصلاة من الله مغفرة ومن غيره استغفار، فالصلاة لفظ مشترك بين المغفرة والاستغفار، وقد استُعملت فيهما دفعة واحدة، فإنه أسندها إلى الله تعالى وإلى الملائكة، ومن المعلوم أن الصادر من الله تعالى هو المغفرة لا الاستغفار، ومن الملائكة الاستغفار لا المغفرة ويجب حمل المشترك على جميع معانيه عند عدم القرينة المخصصة احتياطاً في تحصيل مراد المتكلم، إذ لو لم يحمل على جميع معانيه للزم إهمال اللفظ أو لزم الترجيح بلا مرجِّح، فإنه إن لم يحمله على واحد من معانيه لزم تعطيل اللفظ وإهماله في معنى من معانيه، وإنْ حَمَله على واحد من معانيه دون الآخر فإنه يكون ترجيحاً بلا مرجّح، ولهذا فإن تخصيص المشترك في معنى من معانيه لا بد له من قرينة مخصصة في ذلك المعنى، وإن لم توجَد القرينة وجب حمله على جميع معانيه.
قولك (فقد وردت بمعنى جبرائيل عليه السلام بقوله تعالى (نزل به الروح الامين على قلبك لتكون من المرسلين )) والذي عين هذا المعنى القرينة بان الذي نزل بالقرآن على الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم هو جبريل عليه السلام
قولك ( ووردت الروح بمعنى المسيح عليه السلام في قوله تعالى (انما المسيح عيس ابن مريم رسول الله وكلمته القاها الى مريم وروح منه ) )
فما الداعي لذكر كل ما سبق طالما انه يؤيد قولي بان الروح من الالفاظ المشتركه !!!!
ثانيا :اعتراضك على ادعائي بان الروح وردت بمعنى المسيح عليه السلام ومن ثم تاتي بدليل يثبت ان الروح اتت بهذا المعنى حيث انك كتبت (وقيل : { رُوحُ مِنْهُ } أي : برهان منه ، وكان عيسى برهاناً وحجة على قومه .!!! علما ان اي معنى ذكرته انا او انت لمعنى الروح فاننا ناتي به من قول العلماء وليس من فهمنا الخاص وقد قال من العلماء ان الروح اتت بمعنى عيس عليه السلام فاعتراضك في غير محله في حين انك نقلت ما يؤيد هذا الفهم !!
ثالثا : اثباتك ان الروح اتت في القران بمعنى سر الحياة .. اما هذه فهي لك حيث انني نقلت هذا القول من احد العلماء دونما تدبر واثبات وعليه فان قولك اثبت من قولي في هذه الجزئية بارك الله لك
رابعا : واما اعتراضك على قولي بان اية (ويسالونك عن الروح ...)الايه بانها ظنية الدلالة فما تفضلت بكتابته يؤيد قولي ابتداءا من قول الشوكاني ومرورا بقول الفراء الى نهاية ما تقول ...!!!فاين اعتراضك اصلحك الله !!!فهل اثبت من اقوال العلماء ان الاية قطعية الدلالة حتى يكون لكتابتك مخالفة لما اقول وحتى يكون هناك داع لكتابة كل هذه الاسطر؟؟!!!
واما عن قول الفراء بان الاية فيها الزجر عن الخوض بمعنى الروح فيقابله قول الكثير من العلماء الذين خاضوا فيها ولم يروا في الاية نهي عن الخوض فيها ومنهم القرطبي فيمن ذكرت وتعريفه للروح وهذا يؤيد قولي بان الاية ظنية الدلالة وليست قطعية في النهي عن البحث في معاني الروح وفي خللافهم عن الروح المقصود عنها في الاية !!
واما الاسطر الاخيرة التي لونتها بالاحمر فليس فيها الا جزئيات من اقوال الفقهاء عن الروح لا تمس نواة نقاشنا بشئ فما فائدتها اصلحك الله !!!
فالرجاء اخي الكريم حصر النقاش في ما تم تصوره عن الروح فاذا كان لتصوري مخالفة عندك فكرية او فقهيه فتفضل مشكورا لان تضع يدي عليها وليس بان تكتب ما يؤيد قولي او ليس له علاقة بنقاشنا فكتابتك المطولة لمعاني الروح ليست موضع خلاف بيننا حتى تاتي بها وقولك انني اقول ان الروح وردت بمعنى التاييد والنصر ولم تكتب ما ينقضها ايضا ليست لها علاقة بنقاشنا ...!!
فالرجاء اخي الكريم ان ترجع الى مشاركتى رقم 91 وتحاول حصر النقاش في تلك الاسئلة لعلنا نحصر جوانب النقاش ولا نشتت القارئ
وبارك الله فيك
اولا : قولك (فما الداعي لذكر كل ما سبق طالما انه يؤيد قولي بان الروح من الالفاظ المشتركه !!!!)
الداعي هو بيان كيفية التعامل مع اللفظ المشترك لا حظ قولي :
و تعيين معنى اللفظ المشترك وتخصيصه بأحد معانيه يفتقر إلى قرينة، فلا بد له من قرينة تبين المعنى المراد، ويجوز استعمال المشترك في جميع معانيه معاً على سبيل الحقيقة وقولي : ولهذا فإن تخصيص المشترك في معنى من معانيه لا بد له من قرينة مخصصة في ذلك المعنى، وإن لم توجَد القرينة وجب حمله على جميع معانيه.
وقولي : ثانيا : إن تخصيص اللفظ المشترك في معنى من معانيه لا بد له من قرينة مخصصة في ذلك المعنى، وإن لم توجَد القرينة وجب حمله على جميع معانيه ، وهذا ما يتعين هنا على فرض ان لا قرينه على ما رجحه المفسرون .وهذه النقطة لم تعلق عليها بتاتا .
وبهذا يتضح مقصود كلامي .
ثانيا : قولك (اعتراضك على ادعائي بان الروح وردت بمعنى المسيح عليه السلام ومن ثم تاتي بدليل يثبت ان الروح اتت بهذا المعنى حيث انك كتبت (وقيل : { رُوحُ مِنْهُ } أي : برهان منه ، وكان عيسى برهاناً وحجة على قومه .!!! علما ان اي معنى ذكرته انا او انت لمعنى الروح فاننا ناتي به من قول العلماء وليس من فهمنا الخاص وقد قال من العلماء ان الروح اتت بمعنى عيس عليه السلام فاعتراضك في غير محله في حين انك نقلت ما يؤيد هذا الفهم !!)
الاعتراض اخي لأنك قلت ( ووردت الروح بمعنى المسيح عليه السلام في قوله تعالى (انما المسيح عيس ابن مريم رسول الله وكلمته القاها الى مريم وروح منه) )
فقلت ان الروح هنا بمعنى عيسى قولا واحدا دون بيان القرينة على ذلك فجئت انا باقوال العلماء وتفسيرهم لمعنى الروح هنا لبيان انهم اختلفوا في معناها ولتأكيد ان المعنى المراد لا بد له من قرينة تعينه فحتى تصرفه لمعنى المسيح فلا بد من القرينة على ذلك .
ثالثا : قولك (رابعا : واما اعتراضك على قولي بان اية (ويسالونك عن الروح ...)الايه بانها ظنية الدلالة فما تفضلت بكتابته يؤيد قولي ابتداءا من قول الشوكاني ومرورا بقول الفراء الى نهاية ما تقول ...!!!فاين اعتراضك اصلحك الله !!!فهل اثبت من اقوال العلماء ان الاية قطعية الدلالة حتى يكون لكتابتك مخالفة لما اقول وحتى يكون هناك داع لكتابة كل هذه الاسطر؟؟!!!
واما عن قول الفراء بان الاية فيها الزجر عن الخوض بمعنى الروح فيقابله قول الكثير من العلماء الذين خاضوا فيها ولم يروا في الاية نهي عن الخوض فيها ومنهم القرطبي فيمن ذكرت وتعريفه للروح وهذا يؤيد قولي بان الاية ظنية الدلالة وليست قطعية في النهي عن البحث في معاني الروح وفي خللافهم عن الروح المقصود عنها في الاية !!)
ما اوردته هنا لم يكن لاثبات ان الاية قطعية الدلالة على ان الروح هنا بمعنى سر الحياة وانما هو لبيان ان هذا هو قول اكثر المفسرين وقد رجحوا ذلك لقرينة سبب النزول ولقوله تعالى في سياق الايات قُلِ الروح مِنْ أَمْرِ رَبّى مما يقوي ان معنى الروح هنا هي سر الحياة.
والنقطة الثانية لبيان انه لا خلاف في تفسير قوله تعالى ( قُلِ الروح مِنْ أَمْرِ رَبّى ) انها تعنى ما استأثر الله بعلمه من الأشياء التي لم يعلم بها عباده ، وهذا بخلاف قولك (حيث ان الخلاف في فهم الاية ......انتهاءا بما يعني وما اوتيتم من العلم الا قليلا ).
رابعا :قولك (واما الاسطر الاخيرة التي لونتها بالاحمر فليس فيها الا جزئيات من اقوال الفقهاء عن الروح لا تمس نواة نقاشنا بشئ فما فائدتها اصلحك الله !!!)
وانت هنا تعني قولي : اغلب معاني الروح له علاقة بالروح بمعنى ما تقوم به الحياة اي سر الحياة قال المفسرون واهل اللغة(وسمي الوحي : روحاً ، لأن الناس يحيون به من موت الكفر كما تحيا الأبدان بالأرواح.
{ الروح الأمين } أي جبريل لأنه أمين على الوحي الذي فيه الحياة.
جميع كتب الله التي أوحاها إلى رسله روحا منه لأنها تحيا بها القلوب الميتة، وتنتعش بها النفوس المولية، وتهتدي بها الأحلام الضالة.
وسمى نصرة الله لهم روحاً لأن به يحيا أمرهم ).
هي ليست اقوال الفقهاء وانما اهل اللغة والتفسير والمراد بذلك بيان ان اغلب معاني الروح له علاقة بالروح بمعنى ما تقوم به الحياة اي سر الحياة وهو محور النقاش هنا اعني معنى الروح في النصوص الشرعية .
ابوعبدالرحمن حمزة
30-04-2011, 12:49 AM
اخي الحبيب ابوعبد الرحمن حمزة
تحية طيبة وبعد
سوف يكون هذا اخر ما اكتبه ردا على ما تتفضل به من تعليق على بحث الروح والنفس ... وذلك انني اشعر اننا نراوح في مكاننا لاننا لا نفهم على بعضنا البعض وكاننا نتكلم لغتين مختلفتين فلا زلت اصلحك الله تاتي بما تظنه ردا على وفي حقيقته ليس كذلك فاما هو تاييد لقولي او تفصيل لا داع له في البحث وقد لفت انتباهك اكثر من مرة ولكني لا احس تغييرا في الطرح فاما الخطا منك او مني ولذلك فمن الاحرى ان لا نسير على نفس النمط لانه مضيعة للوقت ولا يخدم البحث بشئ فانت لا زلت تاتي باقوال العلماء المتفرقة في الموضوع ومنها ما يؤيد فهمي ولا تخرج منها باي فكرة او مفهوم وهذا لا يسمى نقاشا ولا يخدم بحثا ولتاكيد وجهة نظري هذه اقدم بين يديك هذه الملاحظات :
1.قولك في المشاركة رقم 108 (قوله تعالى (الله يتوفى الانفس حين موتها والتي لم تمت في منامها ...) عبت الاستدلال باية يسئلونك عن الروح وقلت انها ليست قطعية ثم جئت بهذه الاية ولم تذكر الخلاف في تفسير الاية؟؟؟؟ مع ان الاية من المشكلات يقول الشوكانى )...
اولا : انني لم ادعي ان الاية قطعية الدلالة حتى تجهد نفسك باثبات ظنية دلالتها
ثانيا :انني حين ذكرت ان اية (ويسئلونك عن الروح) قلت انها ظنية وكان القصد من اجل ان اصحح خطا شائعا من ان الروح هي من اسرار الله التي نهى الله عن البحث فيها وان موضوع الروح قد طرقه الكثير من العلماء مما يعطينا الحق كبشر البحث في معنى الروح ومحاولة الوصول الى بعض معالمها فتعليقي عل ظنيتها لم يكن من باب اننا نحتاج الى القطعي لبحث مسالة الروح فهذا الموضوع لم اطرقه من قريب او بعيد وكوني ادخلت الاحاديث في خضم بحث الروح يعني انني لم اجعل لموضوع الظني والقطعي اساسا للبحث وللتدليل على هذا الكلام انقل لك من المشاركة الاولى هاتين الجملتين ( وقد فهم البعض ان الروح التي وردت في اية (ويسألونك عن الروح قل الروح من امر ربي وما اوتيتم من العلم الا قليلا ) هي حصرا وقطعا سر الحياة وهذا قول مغلوط لا دليل على صحته وفهم البعض ايضا ان الاية تنهى عن البحث في الروح ومعانيها في قوله وما اوتيتم من العلم الا قليلا وهذا ايضا فهم مغلوط حيث ان الاية وان وردت على سبيل الاخبار وان الاخبار احيانا يقتضي حكما بالامر او النهي الا ان الاستدلال بالنهي عن البحث في معنى الروح هنا غير صحيح لانه لا يمكن البحث فيما هو وراء الحس وبالتالى فالبحث معدوم قوامه ولا داعي للنهي عنه وانما قررت الاية حقيقة ان علم الانسان مهما علا وعظم فهو لا شئ امام علم الله . وهذا النمط قد ورد في الكثير من المواضع في كتاب الله .
وقد بحث الكثير من العلماء في حقيقة الروح وصفاتها واثارها ولم ينكر احد من علماء المسلمين بقوله ان الاية تنهى عن البحث في الروح.... وقد كتب علماء المسلمين الكثير عنها وهل خلقت قبل المادة ام بعدها وهل هي مخلوقة ام لا وهل هي التي تعذب في القبر ام الجسد وهل هي التي تموت ام هي والجسد وهل يرى الجسد الروح حين تخرج منه ام لا ومتى يحكم على الجسد بالموت الشرعي وهل وهل وهل.... ولم ينكر احد من علماء المسلمين عن فكرة البحث في الروح مع ما ورود من الكثير من اللغط والخطا في ما كتب في هذا الموضوع الا ان فكرة حرمة البحث في معنى الروح وشانها لم يقل به احد من العلماء كما رايت في بحثي المتواضع لهذه المسالة ..
2.تعرضك لبحث ايات النفس فقد اتيت باقوال العلماء التي كان قولي موافقا لهم مثل (
قال الزجاج : لكل إنسان نفسان : أحدهما : نفس التمييز ، وهي التي تفارقه إذا نام ، فلا يعقل ، والأخرى : نفس الحياة إذا زالت زال معها النفس ، والنائم يتنفس ) وهذا ما وافق قولي من الروح اذا اختلطت بالجسم تسما نفسا وان العقل من مظاهر الروح والنائم لا روح له فهو لا يعقل !!!
وكذلك قول القشيري )(في هذا بعد إذ المفهوم من الآية أن النفس المقبوضة في الحالين شيء واحد ) يوافق قولي من ان الروح التي هي سر الحياة هي التي تقبض حال النوم !!!
وكذلك قول سعيد بن جبير (والأولى أن يقال : إن توفي الأنفس حال النوم بإزالة الإحساس ، وحصول الآفة به في محل الحسّ ، فيمسك التي قضى عليها الموت ، ولا يردّها إلى الجسد الذي كانت فيه ، ويرسل الأخرى بأن يعيد عليها إحساسها )فانه يوافق قولي من ان الاحساس من مظاهر الروح بدليل عدم وجودها عند النائم التي قبضت روحه !!!
3. واما فهمك لاية( يا ايتها النفس المطمئنه ) بقولك (وسياق الايات الظاهر فيه ان الكلام يوم القيامة والخطاب بيأَيَّتُهَا النفس المطمئنة لا علاقة له بسر الحياة والروح )
فلا اعلم من اين استخرجته في حين انك ذكرت مقدمة له ما يلي ( هي الساكنة الموقنة بالإيمان وتوحيد الله ، الواصلة إلى ثلج اليقين بحيث لا يخالطها شكّ ، ولا يعتريها ريب . قال الحسن : هي المؤمنة الموقنة . وقال مجاهد : الراضية بقضاء الله التي علمت أن ما أخطأها لم يكن ليصيبها ، وأن ما أصابها لم يكن ليخطئها . وقال مقاتل هي الآمنة المطمئنة . وقال ابن كيسان : المطمئنة بذكر الله . وقيل : المخلصة . قال ابن زيد : المطمئنة؛ لأنها بشرت بالجنة عند الموت وعند البعث ) فكيف توقن بالايمان ولا يعتريها ريب اذا كانت الاية تقصد حال يوم القيامه ؟؟!!! وكيف ترضى بقضاء الله اذا كان المقصود يوم القيامة ؟؟!!! وكيف تطمئن عند الموت اذا كان المقصود يوم القيامه ؟؟؟!!! وما رايك ايضا بما ذكرته انت من اقوال العلماء ( قيل : إنه يقال لها ارجعي إلى ربك عند خروجها من الدنيا ) اليس هذا كلامك الذي يدل على انه ليس المقصود بالنفس المطمئنة حالها يوم القيامه وانما هي نفس المؤمن في الدنيا ؟؟!!
وفي الختام تناقض قولك في ان الاية عامه( والمراد بالآية كل نفس مطمئنة على العموم ، ولا ينافي ذلك نزولها في نفس معينة ، فالاعتبار بعموم اللفظ ، لا بخصوص السبب ) !!! فاذا كانت الاية عامه فانها تحمل معنى النفس المطمئنة بالدنيا ايضا !!! فمن اين تخصيصك بان الاية خاصة بيوم القيامة من اقوال العلماء الذين ذكرتهم او من تفصيلك لمعنى النفس !!!! الا ترى اخي الحبيب صدق ما اعني باننا لا نفهم على بعضنا البعض .
4. واما قولك في الاية (ولو ترى اذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطوا ايديهم اخرجوا انفسكم اليوم تجزون عذاب الهون ) فانك سرت على نفس النهج المعتاد حيث اتيت باقوال منها ما يؤكد كلامي مثل ( أو أخرجوا أنفسكم من أجسادكم )، وسلموها إلينا لنقبضها { اليوم تُجْزَوْنَ عَذَابَ الهون } أي اليوم الذي تقبض فيه أرواحكم) وهذا دليل على ما اقوله من ان النفس المقصود بها هي الروح !!! كما ان اي منا اذا رجع الى التفاسير لوجد الكثير من العلماء يقولون ان النفس هنا هي الروح ...ولكنني كنت حريصا على ان لااغرق بحثي باقوال العلماء حرصا على عدم التفرع الزائد في هذا البحث المعقد حتى لا يتشتت ذهن القارئ كما انني كنت حريصا احيانا على عدم ذكر اكثر من دليل او دليلين على بعض الامر حتى لا ابعد القارئ عن مركز البحث ...
واما العجب العجاب ما تفضلت به اخي وختمت كلامك (وعليه فاستدلالك بهذه الايات في غير محله او على اقل تقدير هو فهم مختلف فيه فلا يصح ان تبني عليه ما قلته لاحقا ) فبعد ان اوردت الكثير من اقوال العلماء التي تؤكد قولي تاتي وتؤكد انه فهم مختلف فيه ( او على اقل تقدير بانه فهم مختلف فيه) !!! وهل قال احد ما انه فهم قطعي ؟؟!!!! وهل ناخذ افهامنا نحن الا من فتات الخلاف بين العلماء!!! وهل يعني كلامك هذا اننا يمكن ان ناتي يوما بما لا خلاف عليه !!! ...
واخيرا اهدي لك ما كنت قد ذكرته في المقال الثاني عن النفس والروح حيث انني قلت (حيث ان علمنا وطاقتنا مهما علت فقد اظهرت عجزها بفهم ما هو اقرب شئ الينا وما بين جنباتنا وهو روحنا وانفسنا ولذلك فان الغوص بين الادلة ومحاولة تشخيص هذه المعاني ليس الا محاولات يهدي بها الله من يشاء من عباده لما اختلفوا فيه من الحق باذنه وهي محاولات وليدة ضعيفة لم تبلغ حد الفطام من البحث والعلم مهما كتب بها حتى الان فهي ليست الا محاولات للوصول الى فهم واضح يقوم الدليل بصدقه وتحقيق فهمه ...
وبناءا عليه فليس ما يكتب او يقال هنا الا محاولات فهم وتشخيص ولا ترقى حتى الى القول بانها ظنية فهي ليست الا محاولات فهم وتشخيص لهذه المفاهيم التي اعيت علماءنا الافاضل ...
و اخيرا مع فائق محبتى واحترامي وعذرا على عدم الرد في المستقبل
اولا : (قولك اولا : انني لم ادعي ان الاية قطعية الدلالة حتى تجهد نفسك باثبات ظنية دلالتها )
عجيب امرك انت قلت : (المهم ان الاية هي ظنية الدلالة ولم تقم حجة واضحة لاي قول مما قيل في تاويل معنى الروح المقصود بهذه الاية انه سر الحياة في حين ان الايات قد تناولت هذا المعنى (سر الحياة ) بلفظ النفس في ايات اخر لقوله تعالى (الله يتوفى الانفس حين موتها والتي لم تمت في منامها ...)الاية وقوله تعالى (يا ايتها النفس المطمئنه ارجعي الى ربك راضية مرضية ) وقولة تعالى (ولو ترى اذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطوا ايديهم اخرجوا انفسكم اليوم تجزون عذاب الهون )
فالايات التي ارادت معنى الروح بسر الحياة وردت بلفظ النفس وليس الروح في حين ان الاحاديث الشريفة قد استعملت اللفظين معا اي اطلقت لفظ الروح واطلقت ايضا لفظ النفس على معنى سر الحياة ولذلك دلالات اخرى لا ينبغي ان تبحث الان حتى لا نخرج عن نواة البحث .)
لاحظ قولك (هي ظنية الدلالة ولم تقم حجة واضحة ) ثم تقول (في حين ان الايات قد تناولت هذا المعنى (سر الحياة ) بلفظ النفس في ايات اخر لقوله تعالى (الله يتوفى الانفس حين موتها والتي لم تمت في منامها ...)الاية)
وفوق كل ذلك اقول ان كل المحاولات لفهم علاقة الروح ( سر الحياة ) المغيبة بالواقع ترتكز على فهم هذه الاية .
فاذا اسقط او بين ضعف الاستدلال بهذه الاية سقط كل البحث .
ثانيا :قولك 2.) تعرضك لبحث ايات النفس فقد اتيت باقوال العلماء التي كان قولي موافقا لهم مثل (
قال الزجاج : لكل إنسان نفسان : أحدهما : نفس التمييز ، وهي التي تفارقه إذا نام ، فلا يعقل ، والأخرى : نفس الحياة إذا زالت زال معها النفس ، والنائم يتنفس ) وهذا ما وافق قولي من الروح اذا اختلطت بالجسم تسما نفسا وان العقل من مظاهر الروح والنائم لا روح له فهو لا يعقل !!!
وكذلك قول القشيري )(في هذا بعد إذ المفهوم من الآية أن النفس المقبوضة في الحالين شيء واحد ) يوافق قولي من ان الروح التي هي سر الحياة هي التي تقبض حال النوم !!!
وكذلك قول سعيد بن جبير (والأولى أن يقال : إن توفي الأنفس حال النوم بإزالة الإحساس ، وحصول الآفة به في محل الحسّ ، فيمسك التي قضى عليها الموت ، ولا يردّها إلى الجسد الذي كانت فيه ، ويرسل الأخرى بأن يعيد عليها إحساسها )فانه يوافق قولي من ان الاحساس من مظاهر الروح بدليل عدم وجودها عند النائم التي قبضت روحه !!!).
يبدو انك لم تقرأ ما اوردته تعليقا على كلامهم قلت :
( طبعا الاية اخبار عن غيب لا يقع تحت الحس فتفسر بما تدل عليه الفاظها دون الدخول في تفصيل لا تدل عليه الالفاظ فمثلا (قولهم يقبضها عن التصرّف مع بقاء الروح في الجسد)وقولهم (لكل إنسان نفسان : أحدهما : نفس التمييز ، وهي التي تفارقه إذا نام ، فلا يعقل ، والأخرى : نفس الحياة إذا زالت زال معها النفس ، والنائم يتنفس)
كل هذا تفصيل لا دليل عليه وهو غيب.)
فكلامهم بمالا يحتمله النص وبلا دليل يدل عليه لا قيمة له .
يتبع
ابوعبدالرحمن حمزة
30-04-2011, 01:00 AM
3. واما فهمك لاية( يا ايتها النفس المطمئنه ) بقولك (وسياق الايات الظاهر فيه ان الكلام يوم القيامة والخطاب بيأَيَّتُهَا النفس المطمئنة لا علاقة له بسر الحياة والروح )
فلا اعلم من اين استخرجته في حين انك ذكرت مقدمة له ما يلي ( هي الساكنة الموقنة بالإيمان وتوحيد الله ، الواصلة إلى ثلج اليقين بحيث لا يخالطها شكّ ، ولا يعتريها ريب . قال الحسن : هي المؤمنة الموقنة . وقال مجاهد : الراضية بقضاء الله التي علمت أن ما أخطأها لم يكن ليصيبها ، وأن ما أصابها لم يكن ليخطئها . وقال مقاتل هي الآمنة المطمئنة . وقال ابن كيسان : المطمئنة بذكر الله . وقيل : المخلصة . قال ابن زيد : المطمئنة؛ لأنها بشرت بالجنة عند الموت وعند البعث ) فكيف توقن بالايمان ولا يعتريها ريب اذا كانت الاية تقصد حال يوم القيامه ؟؟!!! وكيف ترضى بقضاء الله اذا كان المقصود يوم القيامة ؟؟!!! وكيف تطمئن عند الموت اذا كان المقصود يوم القيامه ؟؟؟!!! وما رايك ايضا بما ذكرته انت من اقوال العلماء ( قيل : إنه يقال لها ارجعي إلى ربك عند خروجها من الدنيا ) اليس هذا كلامك الذي يدل على انه ليس المقصود بالنفس المطمئنة حالها يوم القيامه وانما هي نفس المؤمن في الدنيا ؟؟!!
وفي الختام تناقض قولك في ان الاية عامه( والمراد بالآية كل نفس مطمئنة على العموم ، ولا ينافي ذلك نزولها في نفس معينة ، فالاعتبار بعموم اللفظ ، لا بخصوص السبب ) !!! فاذا كانت الاية عامه فانها تحمل معنى النفس المطمئنة بالدنيا ايضا !!! فمن اين تخصيصك بان الاية خاصة بيوم القيامة من اقوال العلماء الذين ذكرتهم او من تفصيلك لمعنى النفس !!!! الا ترى اخي الحبيب صدق ما اعني باننا لا نفهم على بعضنا البعض .
4. واما قولك في الاية (ولو ترى اذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطوا ايديهم اخرجوا انفسكم اليوم تجزون عذاب الهون ) فانك سرت على نفس النهج المعتاد حيث اتيت باقوال منها ما يؤكد كلامي مثل ( أو أخرجوا أنفسكم من أجسادكم )، وسلموها إلينا لنقبضها { اليوم تُجْزَوْنَ عَذَابَ الهون } أي اليوم الذي تقبض فيه أرواحكم) وهذا دليل على ما اقوله من ان النفس المقصود بها هي الروح !!! كما ان اي منا اذا رجع الى التفاسير لوجد الكثير من العلماء يقولون ان النفس هنا هي الروح ...ولكنني كنت حريصا على ان لااغرق بحثي باقوال العلماء حرصا على عدم التفرع الزائد في هذا البحث المعقد حتى لا يتشتت ذهن القارئ كما انني كنت حريصا احيانا على عدم ذكر اكثر من دليل او دليلين على بعض الامر حتى لا ابعد القارئ عن مركز البحث ...
واما العجب العجاب ما تفضلت به اخي وختمت كلامك (وعليه فاستدلالك بهذه الايات في غير محله او على اقل تقدير هو فهم مختلف فيه فلا يصح ان تبني عليه ما قلته لاحقا ) فبعد ان اوردت الكثير من اقوال العلماء التي تؤكد قولي تاتي وتؤكد انه فهم مختلف فيه ( او على اقل تقدير بانه فهم مختلف فيه) !!! وهل قال احد ما انه فهم قطعي ؟؟!!!! وهل ناخذ افهامنا نحن الا من فتات الخلاف بين العلماء!!! وهل يعني كلامك هذا اننا يمكن ان ناتي يوما بما لا خلاف عليه !!! ...
واخيرا اهدي لك ما كنت قد ذكرته في المقال الثاني عن النفس والروح حيث انني قلت (حيث ان علمنا وطاقتنا مهما علت فقد اظهرت عجزها بفهم ما هو اقرب شئ الينا وما بين جنباتنا وهو روحنا وانفسنا ولذلك فان الغوص بين الادلة ومحاولة تشخيص هذه المعاني ليس الا محاولات يهدي بها الله من يشاء من عباده لما اختلفوا فيه من الحق باذنه وهي محاولات وليدة ضعيفة لم تبلغ حد الفطام من البحث والعلم مهما كتب بها حتى الان فهي ليست الا محاولات للوصول الى فهم واضح يقوم الدليل بصدقه وتحقيق فهمه ...
وبناءا عليه فليس ما يكتب او يقال هنا الا محاولات فهم وتشخيص ولا ترقى حتى الى القول بانها ظنية فهي ليست الا محاولات فهم وتشخيص لهذه المفاهيم التي اعيت علماءنا الافاضل ...
و اخيرا مع فائق محبتى واحترامي وعذرا على عدم الرد في المستقبل
ثالثا : قولك (3. واما فهمك لاية( يا ايتها النفس المطمئنه ) بقولك (وسياق الايات الظاهر فيه ان الكلام يوم القيامة والخطاب بيأَيَّتُهَا النفس المطمئنة لا علاقة له بسر الحياة والروح) فلا اعلم من اين استخرجته في حين انك ذكرت مقدمة له ما يلي )
الايات هكذا قال تعالى : (كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا (21) وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا (22) وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى (23) يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي (24) فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ (25) وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ (26) يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي (30) )
وهذا السياق يعني ان الانسان في الاخرة قسمان : اهل النار الذين يقولون ياليتني قدمت لحياتي والقسم الثاني هم المؤمنين الذين خوطبوا بالنفس المطمئنة اي التي كانت هذه حالها بالدنيا اي انها
(هي الساكنة الموقنة بالإيمان وتوحيد الله ، الواصلة إلى ثلج اليقين بحيث لا يخالطها شكّ ، ولا يعتريها ريب . قال الحسن : هي المؤمنة الموقنة . وقال مجاهد : الراضية بقضاء الله التي علمت أن ما أخطأها لم يكن ليصيبها ، وأن ما أصابها لم يكن ليخطئها . وقال مقاتل هي الآمنة المطمئنة . وقال ابن كيسان : المطمئنة بذكر الله . وقيل : المخلصة . قال ابن زيد : المطمئنة؛ لأنها بشرت بالجنة عند الموت وعند البعث )
اما قولك (وما رايك ايضا بما ذكرته انت من اقوال العلماء ( قيل : إنه يقال لها ارجعي إلى ربك عند خروجها من الدنيا ) اليس هذا كلامك الذي يدل على انه ليس المقصود بالنفس المطمئنة حالها يوم القيامه وانما هي نفس المؤمن في الدنيا ؟؟ !!)
فلا ينقض كلامي لان من مات فقد قامت قيامته .
قولك (وفي الختام تناقض قولك في ان الاية عامه( والمراد بالآية كل نفس مطمئنة على العموم ، ولا ينافي ذلك نزولها في نفس معينة ، فالاعتبار بعموم اللفظ ، لا بخصوص السبب ) !!! فاذا كانت الاية عامه فانها تحمل معنى النفس المطمئنة بالدنيا ايضا !!! فمن اين تخصيصك بان الاية خاصة بيوم القيامة من اقوال العلماء الذين ذكرتهم او من تفصيلك لمعنى النفس !!!! الا ترى اخي الحبيب صدق ما اعني باننا لا نفهم على بعضنا البعض) .
نفي ان الايات ليست خاصة وان المراد بها العموم لان الايات نزلت في نفس معينة ، وهذا لا علاقة له بكون سياق الايات انها اخبار عن ما سيحصل يوم القيامة وهذا لا يعني التخصيص ولا علاقة له بكون الالفاظ في الايات عامة.
رابعا : قولك (4. واما قولك في الاية (ولو ترى اذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطوا ايديهم اخرجوا انفسكم اليوم تجزون عذاب الهون ) فانك سرت على نفس النهج المعتاد حيث اتيت باقوال منها ما يؤكد كلامي مثل ( أو أخرجوا أنفسكم من أجسادكم )، وسلموها إلينا لنقبضها { اليوم تُجْزَوْنَ عَذَابَ الهون } أي اليوم الذي تقبض فيه أرواحكم) وهذا دليل على ما اقوله من ان النفس المقصود بها هي الروح !!! كما ان اي منا اذا رجع الى التفاسير لوجد الكثير من العلماء يقولون ان النفس هنا هي الروح ...ولكنني كنت حريصا على ان لااغرق بحثي باقوال العلماء حرصا على عدم التفرع الزائد في هذا البحث المعقد حتى لا يتشتت ذهن القارئ كما انني كنت حريصا احيانا على عدم ذكر اكثر من دليل او دليلين على بعض الامر حتى لا ابعد القارئ عن مركز البحث ...
واما العجب العجاب ما تفضلت به اخي وختمت كلامك (وعليه فاستدلالك بهذه الايات في غير محله او على اقل تقدير هو فهم مختلف فيهفلا يصح ان تبني عليه ما قلته لاحقا ) فبعد ان اوردت الكثير من اقوال العلماء التي تؤكد قولي تاتي وتؤكد انه فهم مختلف فيه ( او على اقل تقدير بانه فهم مختلف فيه) !!! وهل قال احد ما انه فهم قطعي ؟؟!!!! وهل ناخذ افهامنا نحن الا من فتات الخلاف بين العلماء!!! وهل يعني كلامك هذا اننا يمكن ان ناتي يوما بما لا خلاف عليه !!! ...)
فهذا ما نقلته من تفسير الاية اعيده ثانية (وهذه الاية اخبار عن غيب لا يقع عليه الحس وهي محل ايمان ولا علاقة لها بسر الحياة ولا الروح .
يقول الشوكاني (قوله : { وَلَوْ تَرَى إِذِ الظالمون فِى غَمَرَاتِ الموت } الخطاب لرسول الله صلى الله عيله وسلم أو لكل من يصلح له ، والمراد كل ظالم ، ويدخل فيه الجاحدون لما أنزل الله ، والمدّعون للنبوات افتراء على الله دخولاً أوّلياً ، وجواب " لو " محذوف ، أي لرأيت أمراً عظيماً . والغمرات جمع غمرة : وهي الشدّة ، وأصلها الشيء الذي يغمر الأشياء فيغطيها ، ومنه غمرة الماء ، ثم استعملت في الشدائد ، ومنه غمرة الحرب . قال الجوهري : والغمرة الشدّة والجمع غمر : مثل نوبة ونوب ، وجملة : { والملئكة بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ } في محل نصب ، أي والحال أن الملائكة باسطو أيديهم لقبض أرواح الكفار . وقيل للعذاب وفي أيديهم مطارق الحديد ، ومثله قوله تعالى : { وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الذين كَفَرُواْ الملئكة يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وأدبارهم } [ الأنفال : 50 ] .
قوله : { أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ } أي قائلين لهم أخرجوا أنفسكم من هذه الغمرات التي وقعتم فيها ، أو أخرجوا أنفسكم من أيدينا وخلصوها من العذاب ، أو أخرجوا أنفسكم من أجسادكم ، وسلموها إلينا لنقبضها { اليوم تُجْزَوْنَ عَذَابَ الهون } أي اليوم الذي تقبض فيه أرواحكم ، أو أرادوا باليوم الوقت الذي يعذبون فيه الذي مبدؤه عذاب القبر ، والهون والهوان بمعنى أي اليوم تجزون عذاب الهوان الذي تصيرون به في إهانة ومذلة ، بعدما كنتم فيه من الكبر والتعاظم ، والباء في { بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى الله غَيْرَ الحق } للسببية ، أي بسبب قولكم هذا من إنكار إنزال الله كتبه على رسله والإشراك به { وَكُنتُمْ عَنْ ءاياته تَسْتَكْبِرُونَ } عن التصديق لها والعمل بها ، فكان ما جوزيتم به من عذاب الهون : { جَزَاء وفاقا } [ النبأ : 26 ] .)
هذا تفسير الاية .
وعليه فاستدلالك بهذه الايات في غير محله او على اقل تقدير هو فهم مختلف فيه فلا يصح ان تبني عليه ما قلته لاحقا .
وللحديث بقية .)
ما اريد ان اقوله هنا في ما يتعلق ببحثك اعترفت انت به وبالتالي اضعه كما قلته انت (وبناءا عليه فليس ما يكتب او يقال هنا الا محاولات فهم وتشخيص ولا ترقى حتى الى القول بانها ظنية ) .
ابوعبدالرحمن حمزة
01-05-2011, 01:38 PM
الاخ عبد الرحمن حمزة المحترم
ان ما تفضلت به من الرد يحوي نقاط اساسية في البحث واخرى فرعية ...وحتى لا نقع في التكرار الممل وحتى لا نفقد البحث جوهره احب ان اركز في ردي على النقاط الجوهرية التي تمس اصل البحث ونواته فمداومة النقاش في بعض النقاط مثل كلمة البحث العلمي او اختلافنا على اصول الاصطلاح او معناه او ... فان ذلك يبعدنا عن اصل الموضوع الذي هو المادة والروح ولذلك فاني سوف احاول ان اجعل الرد في هذه الدائرة حتى لا يتفرق البحث ويتشتت المعنى واحب ان اسالك عدة اسئلة لعلك ان اجبت عليها كان في اجاباتك حصرا لموضوع النقاش وتثبيت اصوله ..
اولا : ما اصل البحث في موضوع ان الانسان مادة وروح ؟
ثانيا : ما هي الابحاث التي كانت متعلقة مباشرة بهذا البحث ولماذا ؟؟
اولا : ما اصل البحث في موضوع ان الانسان مادة وروح ؟
ثانيا : ما هي الابحاث التي كانت متعلقة مباشرة بهذا البحث ولماذا ؟؟
هو البحث عن علاقة الكون والحياة والإنسان بالمغيب عنا أي بالخالق ، وعن إدراك هذه العلاقة أي هل إدراك صلة الكون والحياة والإنسان بخالقها جزءا منها أو ليس جزءا منها .
فالنظرة العميقة للكون والإنسان والحياة تُري أنها مادة فقط، وليست روحاً، ولا مركّبة من المادة والروح. والمادة هنا الشيء المدرَك المحسوس، مهما كان تعريفها، فالبحث ليست ماهية المادة، بل في هذه المادة من حيث كونها مخلوقة لخالق، والروح هنا أيضاً إدراك الصلة بالله، وليس المراد سر الحياة، لأن البحث في علاقة الكون والحياة والإنسان بالمغيّب عنها وهو الخالق، وعن إدراك صلة الكون والحياة والإنسان بالخالق هل هي جزء منها أو ليس كذلك.
والنظرة العميقة للكون والإنسان والحياة تُري أنها مادة فقط، كما هو مدرَك محسوس، وليست روحاً، لأن الروح هي إدراك الإنسان صلته بالله تعالى، وهذا الإدراك ليس هو الكون ولا الإنسان ولا الحياة، بل شيء غيرها، وليس كذلك مركّبة من المادة والروح، وهذا ظاهر في الكون والحياة التي لا تدرك صلتها بالله، وأمّا في الإنسان فإن إدراكه لهذه الصلة ليس جزءاً من تركيبه بل صفة طارئة بدليل أن الكافر المنكر لوجود الله لا يدرك صلته بالله ومع ذلك فهو إنسان.
فما يقوله بعض الناس من أن الإنسان مركب من مادة وروح ، فإذا غلبت فيه المادة على الروح كان شريرا وإذا غلبت فيه الروح على المادة كان خيرا ، وأن عليه أن يغلب الروح على المادة ليكون خيرا ، هذا القول غير صحيح ، فالإنسان ليس مركبا من المادة والروح ، وذلك لأن الروح المبحوث عنها في هذا الباب عند جميع البشر الذين يؤمنون بوجود اله هي أثر الخالق أو ما يشاهد من آثار للناحية الغيبية أو كون الشيء مدركا فيه ما لا يوجد إلا من الله أو بهذا المعنى ، أي هي بمعنى الروحانية أو الناحية الروحية ، والروح بمعنى الروحانية أو الناحية الروحية الموجودة في الإنسان ليست هي سر الحياة ولا ناشئة عن سر الحياة ولا علاقة لها بسر الحياة ، بل هي شيء غيرها قطعا ، بدليل أن الحيوان فيه سر الحياة ومع ذلك ليس لديه روحانية ولا ناحية روحية ، ولا أحد يقول عنه أنه مركب من المادة والروح ، مما يقطع بأن الروح بهذا المعنى ليست سر الحياة ولا ناشئة عن سر الحياة ولا علاقة لها بسر الحياة ، فكما أن الحيوان ليس مركبا من المادة والروح مع أن فيه سر الحياة فكذلك الإنسان ليس مركبا من المادة والروح ولو كانت فيه سر الحياة ، لأن الروح التي يتميز بها الإنسان والتي توجد لديه ليست متعلقة بسر الحياة ولا ناشئة عنه وإنما هي إدراك الصلة بالله فلا يقال أنها جزء من تركيب الإنسان بحجة أن فيه سر الحياة .
وما دامت الروح المبحوث عنها في هذا الباب هي إدراك الصلة بالله ولا علاقة لها بسر الحياة فإنها لا تكون جزءا من تركيب الإنسان ، لأن إدراك الصلة ليس جزءا من تركيبه ، بل هو صفة طارئة ، بدليل أن الكافر المنكر لوجود الله لا يدرك صلته بالله ومع ذلك فهو إنسان .
ومع أن الكون والإنسان والحيـاة مادة وليست روحا ، ولكن الناحية الروحية بالنسبة لها ، هي كونها مخلوقة لخالـق ، أي هي صلتها ، بوصفها مخلوقة ، بالله تعالى خالقها ، فالكون مادة ، وكونه مخلوقا لخالق هو الناحية الروحية التي يدركها الإنسان . والإنسان مادة ، وكونه مخلوقا لخالق هو الناحية الروحية التي يدركـها الإنسان . والحياة مادة ، وكونها مخلوقة لخالق هي الناحية الروحية التي يدركها الإنسان . فالناحية الروحية ليست آتية من ذات الكون أو الحياة أو الإنسان ، بل هي من كونها مخلوقة لخالق خلقها هو الله تعالى . فهذه الصلة هي الناحية الروحية .
والأصل في معنى الروح أن الناس الذين يؤمنون بوجود الإله يرددون كلمة الروح والروحانية والناحية الروحية ، ويريدون بها أثر الخالق في المكان أو ما يشاهد من آثار للناحية الغيبية ، أو كون الشيء مدركا فيه ما لا يوجد إلا من الله أو بهذا المعنى . فهذه المعاني التي يطلقون عليها الروح والروحانية والناحية الروحية ومـا في معناها ، معاني عامة غامضة مبهمة غير مبلورة ، فهي لها واقع في ذهنهم ولها واقع في الخارج لديهم إلا وهو المغيب المدرك وجوه وغير المدرك ذاته وأثر هذا المغيب في الأشياء ، ولكن هذا الواقع الذي يحسونه يقع إحساسهم عليه فعلا ولكنهم غير مستطيعين تعريفه وغير مبلور لديهم . وكان من جراء عدم بلورة هذه المعاني أن اضطرب تصورها لديهم ، فكان أن اختلطت عند بعضهم بالروح التي هي سر الحياة وصاروا يطلقون على الإنسان بأنه مركب من مادة وروح لإحساسهم بوجود الروح فيه التي هي سر الحياة ولوجود الروح بمعنى الروحانية أو الناحية الروحية فظنوا أن هذه هي تلك أو أنها ناشئة عن تلك ولم يتلفتوا إلى أن الحيوان فيه روح أي سر الحياة وليس لديه الروحانية أو الناحية الروحية . وكان أيضا من جراء عدم بلورتها أن صار يطلق على ما يجده الإنسان من انتعاش نفسي بأنه روحانية فيقول الشخص عن نفسه أحسست بروحانية فائقة أو فلان لديه روحانية عظيمة ، وكان أيضا من جراء عدم بلورتها أن صار يؤتى إلى المكان فيحس فيه انشراح أو تجلى فيقال في هذا المكان ناحية روحية أو روحانية ، وكان من جراء عدم بلورتها أن صار الشخص يجيع نفسه ويعذب جسده ويضعف جسمه زاعما أنه يريد تقوية روحه . كل ذلك لعدم بلورة معنـى الروح ومعنى الروحانية ومعنى الناحية الروحية . فهو يشبه واقع العقل عند القدامى ، فإن العقل كلمة يراد منها الإدراك والحكم على الشيء وما في هذا المعنى ، ولكن القدامى كانوا يتصورون أن هذه الأشياء من إدراك وغيره هي آثار العقل وليست العقل ، والعقل له واقع عندهم يحسون به ولكن لا يتبينون حقيقته وهو غير مبلور لديهم ، وكان من جراء عدم بلورته لديهم أن اختلف تصورهم له واضطرب تصورهم لمكانه واختلط عليهم إدراك حقيقته ، فمنهم من يقول هو في القلب ومنهم من يقول هو في الرأس ومنهم من يقول هو الدماغ ومنهم من يقول غير ذلك ، ولما جاءت هذه العصور انصرف بعض المفكرين لبلورة معنى العقل وتعريفه فاختلط عليهم لعدم إدراك واقعه فقال بعضهم هو انعكاس الدماغ على المادة وقال آخرون هو انعكاس المادة على الدماغ إلى أن عرف التعريف الصحيح بأنه نقل الواقع إلى الدماغ بواسطة الإحساس ومعلومات سابقة تفسر هذا الواقع ، وبهذا التعريف صار يدرك ما هو العقل . فكذلك لا بد أن ينصرف بعض المفكرين لبلورة معنى الروح والروحانية والناحية الروحية وما في هذا المعنى بلورة تجعل الذهن يدركها ويـدرك واقعها . لأن هناك واقعا للروح والروحانية والناحية الروحية ، إذ المشاهد المحسوس للإنسان أن هناك أشياء مادية يحس بها الإنسان وقد يلمسها كالرغيف وقد يحسها ولا يلمسها كخدمة الطبيب ، وهناك أشياء معنوية يحسها ولا يلمسها كالفخر وكالثناء ، وهناك أشياء روحية يحسها ولا يلمسها كخشية الله وكالتسليم له في الشدائد ، فهذه معاني ثلاثة لها واقع يحس به الإنسان ، ويتميز أحدها عن الآخر ، فتكون الروح أو الناحية الروحية أو الروحانية واقعا مشخصا يقع الحس عليه فلا بد من تعريف هذا الواقع لبلورته للناس كما عرف العقل وبلور للناس .
وبالتدقيق في واقع الروح والروحانية والناحية الروحية يتبين أنها غير موجودة عند الملحد المنكر لوجود الله وأنها موجودة فقط عند المؤمنين بوجود إله ، وهذا يعني أنها متعلقة بالإيمان بالله ، توجد حيث يوجد هذا الإيمان وتنعدم حيث ينعدم . والإيمان بوجود الله يعني التصديق الجازم بأن الأشياء مخلوقة لخالق خلقها يقينا ، فيكون موضوع البحث هو الأشياء من حيث كونها مخلوقة لخالق ، فالإقرار بأنها مخلوقة لخالق إيمان ، وإنكار أنها مخلوقة لخالق كفر وفي حالة الإقرار والتصديق الجازم توجد الناحية الروحية ، والذي أوجدها هو التصديق ، وفي حالة عدم الإقرار والإنكار لا توجد الناحـية الروحية ، والذي جعلها لم توجد هو الإنكار ، فتكون الناحية الروحية هي كون الأشياء مخلوقة لخالق ، أي هي صلة الأشياء بخالقها من حيث الخلق والإيجاد من عدم . فهذه الصلة ، أي كونها مخلوقة لخالق ، إذا أدركها العقل ، حصل من جراء هذا الإدراك شعور بعظمة الخالق ، وشعور بالخشية منه ، وشعور بتقديسه ، فكان هذا الإدراك ، الذي ينتج هذا الشعور ، لهذه الصلة ، هو الروح . فتكون الروح هي إدراك الصلة بالله . وبذلك يتبلور معنى الناحية الروحية ، ومعنى الروح والناحية الروحية ليست كلمات لها مدلول لغوي يرجع فيه إلى اللغة ، ولا هي مصطلحات تصطلح عليها كل قوم يشاءون ، وإنما هي معاني لها واقع معين مهما أطلق عليها من ألفاظ ، فالبحث هو عن واقع هذه المعاني وليس عن مدلول كلمات لغوية ، وواقع هذه المعاني هو هذا ، وهو أن الروح من حيث الناحية الروحية في الإنسان هي إدراك الصلة بالله ، والناحية الروحية في الكون والإنسان والحياة هي كونها مخلوقة لخالق ، فحيثما أطلقت هذه الألفاظ إنما يراد بها هذه المعاني لأنها هي التي لها واقع محسوس يقوم البرهان عليه ، ولأن هذا الواقع المحسوس هو الواقع الذهني والخارجي لها عند البشر المؤمنين بوجود إله أي بوجود خـالق للأشياء .
أما الروح التي هي سر الحياة فهي موجودة قطعا وثابتة بنص القرآن القطعي ، والإيمان بوجودها أمر حتمي ، وهي ليست موضوع هذا البحث .
ولفظ الروح لفظ مشترك كالعين لها عدة معان ، فكما أن العين تطلق على أشياء كثيرة فتطلق على العين الجارية والباصرة والجاسوس والذهب والفضة وغير ذلك ، فكذلك الروح تطلق على عدة معان . وقد وردت في القرآن بمعاني متعددة ، فوردت الر وح وأريد بها سر الحياة ((يسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا)) ووردت وأريد بها جبريل عليه السلام ((نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين)) ووردت وأريد بها الشريعة ((وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا)) وهذه المعاني كلها ليست هي المقصودة من القول فيه ناحية روحية أو هذا شيء روحي أو فصل المادة عن الروح أو ما شابه ذلك . ولا علاقة لهذا القول عن الروح بمعاني الروح الواردة في القرآن ، بل المعنى المقصود من الروح في هذه الإطلاقات الأخيرة هو المعنى المتعلق بخلق المادة أي من حيث كون الأشياء مخلوقة لخالق هو الله تعالى وإدراك الإنسان لصلة الأشياء بخالقها .
يتبع
.
ابوعبدالرحمن حمزة
01-05-2011, 01:42 PM
ثالثا : ما هو الدليل على ان الروح هي ادراك الصلة بالله ؟ وهل اليهودي والمسيحي عندهم روح(بهذا المعنى ) ام لا؟؟
رابعا :ما هو الدليل على قولك هذا (اما الروح التي هي سر الحياة لا يمكن بحثها عقلا ولا تقع تحت الحس واخبرنا انها اي الروح (سر الحياة ) انها من الله ولا نعلم عنها شيئا غير ذلك ولا ندرك علاقتها بالحياة فهي اي الروح سر الحياة لاحظ سر ) فما الدليل على انها من الاسرار وانها في علم الله فقط وانه لا يمكن بحثها ؟؟
خامسا : واما بالنسبة للمحسوس واللامحسوس وان الاشياء اما ان تقع تحت الحس او لا تقع فهذا صحيح ولكن الاضافة لهذا الكلام ان الروح لا تقع تحت الحس الا بما ارشد اليه الدليل النقلي فهي من الغيبيات من حيث اننا لم نكن لنعلم ان النائم تقبض روحه الا بالنص النقلي فهي من الغيبيات من هذا الباب ...ولما عرفنا الفرق بين النائم والمستيقظ فان بعض مظاهر الروح وقعت تحت احساسنا فاصبحت هذه المظاهر محسوسة الا ان اصل الحس بانها من مظاهر الروح وليس مظاهر لشيئ اخر مرجعه الدليل النقلي ..فاصل الاحساس بها النص النقلي وليس وقوعها تحت الاحساس كرؤية الطير او لمس الرغيف ...ولهذا فان هذا النوع من الاحساس له حالة خاصة ليست كحالة رؤية الطير او لمس الرغيف ولهذا فهو حالة ثالثة .
واخيرا اخي انني لم ارجع البحث الى ثقافة الحزب ولم اربطه بفهم الحزب ولا بالمعاني التي اصطلح عليها الحزب للروح وانا على دراية بنظرة الحزب للمسالة وكيفية تناولها ولم اعرج على اي معنى من معانيها المطروحة في ثقافة الحزب ولذلك لا يصح ان تربط بين ما اطرحه انا وما طرحه الحزب الااذا كان بحثي على نفس نمط الحزب وخالفته بجزئية ما ... فانا تناولت البحث من خلال الادلة النقلية لمعنى الروح والواقع التي اشارت عليه الادلة النقلية في حين ان الحزب تناولها بصورة فكرية بحته بعيدة عن النص النقلي فالبحثان كل في صعيد !!
فاذا كان تصورك لمعنى الروح مخالف لما تم طرحه بفهمي لبعض الادلة ولربطها بسر الحياة فالاحرى ان تناقش ذلك الفهم وتلك الادلة وتثبت ان البحث لا يبحث على هذه الهيئة وانما يبحث كما ذكره الحزب وان فهم الادلة مغلوط !!
ولذلك ارجعك اخي للاسئلة التي ذكرتها حتى نؤصل البحث بالطريقة الصحيحة وحتى لا نتكلم بلغتين او بموضوعين
وبارك الله فيك
ثالثا : ما هو الدليل على ان الروح هي ادراك الصلة بالله ؟ وهل اليهودي والمسيحي عندهم روح(بهذا المعنى ) ام لا؟؟
اما الدليل على ان الروح هي ادراك الصلة فما تقدم سابقا من الاجابة على السؤال الاول والثاني ذلك ان المعنى المقصود من الروح عند القول ( فيه ناحية روحية أو هذا شيء روحي أو فصل المادة عن الروح أو ما شابه ذلك) هو المعنى المتعلق بخلق المادة أي من حيث كون الأشياء مخلوقة لخالق هو الله تعالى وإدراك الإنسان لصلة الأشياء بخالقها . ففي حالة الإقرار والتصديق الجازم توجد الناحية الروحية ، والذي أوجدها هو التصديق ، وفي حالة عدم الإقرار والإنكار لا توجد الناحـية الروحية ، والذي جعلها لم توجد هو الإنكار ، فتكون الناحية الروحية هي كون الأشياء مخلوقة لخالق ، أي هي صلة الأشياء بخالقها من حيث الخلق والإيجاد من عدم . فهذه الصلة ، أي كونها مخلوقة لخالق ، إذا أدركها العقل ، حصل من جراء هذا الإدراك شعور بعظمة الخالق ، وشعور بالخشية منه ، وشعور بتقديسه ، فكان هذا الإدراك ، الذي ينتج هذا الشعور ، لهذه الصلة ، هو الروح . فتكون الروح هي إدراك الصلة بالله . وبذلك يتبلور معنى الناحية الروحية ، ومعنى الروح والناحية الروحية ليست كلمات لها مدلول لغوي يرجع فيه إلى اللغة ، ولا هي مصطلحات تصطلح عليها كل قوم يشاءون ، وإنما هي معاني لها واقع معين مهما أطلق عليها من ألفاظ ، فالبحث هو عن واقع هذه المعاني وليس عن مدلول كلمات لغوية ، وواقع هذه المعاني هو هذا ، وهو أن الروح من حيث الناحية الروحية في الإنسان هي إدراك الصلة بالله ، والناحية الروحية في الكون والإنسان والحياة هي كونها مخلوقة لخالق.
والروح والروحانية والناحية الروحية بهذا المعنى موجودة عند البشر المؤمنين بوجود إله أي بوجود خـالق للأشياء ،ولكنها عند غير المسلمين غير مبنية على العقل .
اما السؤال الرابع والخامس فقد اجبت عنهما فيما سبق فلا اعيده .
بيتولي
01-05-2011, 04:18 PM
اللهم لا تحرمنا أمثال هؤلاء الرجال المفكرين موضوع راقي رائع منور للعقل
أخي ابا عبد الرحمن حمزة من أين لك هذا ؟؟؟
ليت العالم كله يقرأ هذا الموضوع فهم تائهون في الروحانيات بحسب تفاسير السلفيين الذي يضيعون
المفاهيم والاخوان الذي يضللون الناس عن المفاهيم
سأنقل بعد اذنك شيئا من هذا الموضوع لمنتديات اخرى
وأعلم انك لن تغضب
شكرا على روائع هذا المنتدى الراقي
اللهم انفع المسلمين بما فيه وزدنا علما ومستنيرين كأمثال هؤلاء النفر
آمين
gareeb
19-05-2011, 11:02 PM
الاخ ابو زكريا المحترم
اكتب اليك هذا الرابط الذي يسلط الضوء على البحث التاريخي لمسالة الروح والمادة ونظرة الفلاسفة الغربيين لها بناءا على سؤالك عن هذه النقطة
http://www.rabitat-alwaha.net/moltaqa/showthread.php?t=25162
vBulletin® v4.0.2, Copyright ©2000-2024, Jelsoft Enterprises Ltd.