المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التبعية والإستقلال !



سليم
03-04-2011, 04:51 PM
السلام عليكم
التبعية والإستقلال مصطلحان يدلان على سياسة الدول إزاء بعضها بعضًا ,أو إزاء الأنظمة التي تحكم بها رعاياها.
الدول العربية كلها لا يمكن لها أن تكون مستقلة رغم ما يدعي شخص أو آخر,لأن الإستقلال يعني عدم التبعية في السياسة الداخلية والخارجية , والأهم هو عدم التبعية في النظام الذي تنتهجه الدول في إدارة شؤون رعاياها.
ونظرة فاحصة في السياسة والأنظمة المنتهجة في الدول العربية تدل بكل صراحة على التبعية.وللأسف فإن الثورات التي قامت على صعيد الدول العربية لم تأت بجديد من حيث الإستقلال وإزالة التبعية...وعلى هذا فأن الدولة الجادة في الإستقلال ونفض عار التبعية يجب عليها أن تستقل بنظامها عن باقي الأنظمة المتبعة في دول العالم.
وللأسف فإن الأنظمة الفعالة في دول العالم وكل الدول هي أنظمة تبعية ...تتبع بعضها البعض...وأصل وأساس الأنظمة القائمة في الدول العربية لا يخرج عن كونه نظامًا رأسماليًا علمانيًا صرفًا أو هجينًا ومركبًا _حيث تطبق بعض الدول العربية جزءًا من نظام الإسلام لا يسمن ولا يغني من جوع_, وهي نفس الأنظمة والاطر السياسية التي دعت إليها الثورات وتدعو إلى تطبيقها على أرض الواقع والمجتمع.
والدول العربية إن أرادت جادة أن تستقل يجب عليها أن تجد لنفسها أنظمة غير القائمة والمعمول بها ...وإلا فأنى لها الإستقلال....وسوف تبقى ترزح تحت نير التبعية وعار التقليد إلى حين يبعثون.
إن الثورات قد أفرزت حقائق مريرة فيما يتعلق بتبيعية الدول العربية للآخرين ,وأن الحكام لا يخرجون عن كونهم روؤساء بلديات ينفذون ما يؤمرون, ولا يملكون من أمرهم قدر ذرة.
والذي زاد الطين بلة هو موقفهم السلبي إزاء الثورة في ليبيا, وانصياعهم بل وطلبهم من الأمم المتحدة ومجلس الأمن أن يتدخل في حل الصراع وإيقاف المذابح التي يرتكبها أحد الحكام المأجورين بحق من سماهم شعبه.
وكنت أمل وأتمنى أن أرى الدول العربية _المحررة!_ تتدخل هي بنفسها ومن جراء قناعات داخلية بحتمية التدخل لوقف العدوان وإماطة الظلم والقتل عن ابناء دينهم وإخوانهم في الدين واللغة والدم,ولو كان ذلك صورة وتمثيلًا كي تسترد الأمة ثقتها بنفسها وبزعمائها الجدد....إلا أن هذا لم يحدث ولن يحدث إلا إذا استقلت فكرًا ونظاماً.
والذي رأيناه أن سارعت الدول العربية في سحب رعاياها من ليبيا حفاظًا على أرواحهم, وكأن أمر أهل ليبيا لا يهمهم ولا يعنيهم لا بقريب ولا ببعيد...وكأن المسلمين في ليبيا ليسوا من أهلهم وليسوا جزءً من الأمة العربية الإسلامية....عش رجبًا ترى عجبًا.