مشاهدة النسخة كاملة : هل امريكا تريد تطبيق الدمقراطيه في المنطقه بجديه
يسال البعض هذا السوال وهل وجود الدمقراطيه يشكل خطر ا بالنسبه للغرب في وصول الاسلام السياسي
عبد الواحد جعفر
20-03-2011, 11:41 AM
يسال البعض هذا السوال وهل وجود الدمقراطيه يشكل خطر ا بالنسبه للغرب في وصول الاسلام السياسي
الأخ الكريم، يوسف، تحية طيبة، وبعد،،
من المهم جداً أن نعرف أن أميركا دولة رأسمالية صاحبة مبدأ، وهي تسعى لنشر مبدئها في العالم، وقد جعلت من الاستعمار طريقة لنشر المبدأ، والاستعمار ليس فقط الاحتلال العسكري، بل إن النفوذ السياسي أهم بكثير من الوجود العسكري، وهي تعتمد على النفوذ السياسي والأعمال السياسية أكثر بكثير مما تعتمد على الوجود العسكري والأعمال العسكرية. ومن أهم أدوات العمل السياسي هي المخابرات والإعلام والأحزاب السياسية، وهي تدخل إلى الدول عن طريق الاستثمار والنشاط الاقتصادي، وهذه تسمى القوى الناعمة لأميركا والتي من خلالها كنست نفوذ كثير من الدول الأخرى الكبرى التقليدية. واستطاعت أن تبسط نفوذها وهيمنتها على معظم بقاع الأرض.
تريد أميركا نشر مبدئها، من خلال الأعمال السياسية والثقافية، وهي تريد أن تعيش الأمم وفقاً لطريقة عيشها، ولا يهمها من سيكون في سدة الحكم طالما أنه يحافظ على مصالحها، وينفذ خططها، وينشر أفكارها. وحتى لو وجدت ضالتها في حركات الإسلام السياسي فإنها لا تتواني عن استخدامهم وامتطائهم لتحقيق مآربها.
وفي خضم دعوة أميركا للديموقراطية فإنها أرست دعائم استقرار لها، وحالت دون وصول المسلمين المخلصين إلى التحرر من ربقتها وإقامة دولة إسلامية تقض مضاجع الغرب بعامة والأميركا بخاصة.
ومن ذلك أنها ربطت الإسلام النقي الصافي بالإرهاب، وأوجدت إسلاماً جديداً وفقاً لرؤيتها ومفاهيمها وتفسيرها وهو الإسلام الوسطي المعتدل، وخيرت الحركات الإسلامية بين الإسلام المتطرف الإرهابي، وبين الإسلام الوسطي المعتدل، فالتقطت بعض الحركات الطعم وأعادت إنتاج نفسها، ولديها الأرضية لذلك، فأعلنت عن وسطيتها مع احتفاظها بالدعوة إلى الإسلام السياسي، وهي الآن تتحضر للمشاركة في الحكم حسب رغب وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون.
لذلك وصول هذا النوع من الحركات "الإسلامية" إلى الحكم لا يؤثر على مصالح أميركا، بل وجودها في الحكم مصلحة من مصالحها. ولا يشكل أي خطر عليها. وقد رأينا ذلك في النموذج التركي، وهو نموذج قابل للاستنساخ في المنطقة. وإن مما يمض القلب أن يحمل بعض "الدعاة" الأفكار والمفاهيم الأميركية كالديموقراطية وحقوق الإنسان والتعددية السياسية والحريات العامة والدولة المدنية والمجتمع المدني .. الخ، ويدعون لها دون حياء ولا خجل، والأدهى من كل ذلك من ينسب هذه الأفكار والمفاهيم إلى الإسلام، والإسلام منها براء.
مع خالص التحيات لك ولجميع الأخوة
vBulletin® v4.0.2, Copyright ©2000-2024, Jelsoft Enterprises Ltd.